Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

٧

عذرًا على التأخير ، لطفًا التعليق بين الفقرات + فوت 

* سبحان الله وبحمده عدد خلفه ورضى نفسه وزينة عرشهِ ومداد كلماته

____

عندما أعلن الد. ويليام ذاك الذي وجدته رجلًا محببًا سهل المعشر أن بلايك أبوها البيولوجي ظهر شيءٌ في عينه لن تنساه طيلة حياتها ، نظرةً مظلمةٌ متجلِّدة تحمل خلفها انفعالًا عظيمًا ، هنالك مثلًا قديم يقول ان مرآة المرء عينيه ، استحضرت آيلا هذه الجملة وهي تتذكر انها ألقت بنظرةٍ في عمق عينيه السوداوتين و استطاعت ان ترى شيئًا لم يسرُّها ، لم يكن سعيدًا بتواجدها على الإطلاق .. هذا واضحٌ كوضوح أشعة الشمس المتسربة من خلال النوافذ الشفيفة ، فعندما اتصل بها جايمس يخبرها بأن عليها ان تستعد لأنه سيأخذها لتقيم معهم في المنزل من الآن فصاعدًا تجمدت في مكانها ، فما جنت من رحيله إلا ترك آلم هادئًا في صدرها و بعثرت استقامتها التي تعتز بها ، كانت هذه صدمةً موجعة ، بل انه آلمٌ لاسع رغم كونه متوقعًا إلا أنه موجع ، هل هي تهتم حقًا إن لم تحصل على الحنان الأبوي الذي تخيلته طيلة حياتها إذ ما كان لديها أب -وهو الذي لديها الآن- ؟ يظهر هذا .

إن فكرة الإنتقام برمتها تبدوا جنونيةٍ وغير معقولة ، لكنها قررت أن تأخذ هذه المخاطرة على ايةِ حال، كيف تنتقم اصلًا منهم ، لا تزال لا تعلم
كل ما تعلمه ان اعدادها لخططها كان فقط لتحصل على عائلةٍ في المقام الأول ، وهي حصلت على جون الذي سيحبها وسيشفي قلبها كما ستشفي قلبه ، او على الأقل ستحاول ، اطلقت تنهيدةً عميقةً كانت قد احتبستها في صدرها فترةً طويلة ، و صمتت لوهلة ترتب افكارها و برويةٍ ثم قالت تجيب عمها الذي ينظر الآن في عين والده بملامح جادةً وحذِّرة "اجل .. سأكون جاهزة ، كما افترض بعد ساعةٍ من الآن"

إرتخت تقاسيم جايمس وهز رأسه بإستحسانٍ كأنها تراه "سآتي بنفسي اذًا لأخذك ، القاك لاحقًا."

"القاك لاحقًا اذًا."

القت بنفسها للخلف لتغطس في وسائد الأريكة الوثيرة واستقرت هناك ، ثم صمتت تفكر بكلمةٍ مناسبة تقولها ، لكن الكلمات اختفت لحظتها من عقلها وانعقد لسانها ، فلم تعرف كيف تصف الامر برمته ، حيث يبدوا كل شيءٍ بالغ التعقيد والحساسية لدرجةٍ اثارت نقمها

وقد استشعر بيير الجالس مقابلًا لها يحرك فنجان قهوته ذلك وقال يهدئُ من روعها "بطبيعة الحال عليهم ان يخبروا بقية افراد عائلتهم ، فوجودك ما يزال مفاجئًا كما تعلمين ، هذا متوقعٌ جدًا ، تقبلهم التام لك وحبهم يستغرق وقتًا."

"ربما معك حق." غمغمت و نظرت الى النافذةِ ، كانت لندن من تلك المدن التي تسلب لب المرء في اول الأمر ، طقسها مترفعٌ حتى في انبساطه ، وبدت معالم المدينة بالنسبةِ لها مألوفة تمامًا كما تخيلتها ، صلدةٌ ، متصلبة ، انبسطت سطور الروايات التي عكفت على ترجمتها للتسليةِ امامها تصف المدينة الحاملة في جوفها سكانها ذوي السحنات الشاحبةِ و طقسِها الرديء الذي يستحيل باردًا في اوقاتٍ كثيرة و صافيٍّ في ساعاتٍ قلال ، بالذات في مثل هذا الفصل الخريفي  متقلب المزاج

قال بيير وايقضها من شرودها
"السيد مانويل يرغب حقًا في مقابلة اخوك .. كان متكدر المزاج حينما اخبرته عن الأخر ، أخشى عليه كثيرًا ، بالمناسبة هل قال لك احدهم عن سبب دخوله في غيبوبةٍ؟"

"لا على الاطلاق ، في الواقع حتى جون لم يتحدث عن الأمرِ بالمرة ، لماذا تسأل؟"

"عندما اخبرني السيد جايمس كان هو الأخر متكدرًا متضايقًا وكان يجيبُ بتحفظٍ شديد عن أي سؤالٍ يدور حوله ، هنالك شيءٌ غريبٌ به عندما سألته ، تعلمين .. شيءٌ مريبٌ يعلو محياه وكأنه يأمل الا اصرّ بالسؤال كثيرًا، وهذا ما فعلته للأسف."

"قد لا يعني هذا شيئًا على الاطلاق ، تعلم .. اعتقد ان ردة فعلهِ طبيعيةٌ للغاية ، اعني هذا الموضوع حساسٌ بعض الشيء." تفوهت بهذا وهي تبتسم بطلاقة ، مع ذلك فإن عقلها قد دفع بالأمر في احد دهاليزه مستعدًا ليقذفه الى الخارج في المستقبل ، في الوقت الذي يكون مناسبًا

"واجل نسيت اخبارك ، لقد دُعيت الى مئوية شركتهم ربما كمحاولةٍ لعقد السلم بين الطرفين ، انها بعد الغد."

"اعتقد انني بهذا سأكون رفيقتك، وسأحتاج بلا ريبٍ فستانًا."

"هذا يذكرني ، بطاقة الأئتِمان تركتها على طاولة المطبخ ، اشتري ما تعتقدين انك تحتاجينه او تشتهينه فلا مشكلة بذلك ، لا تعلمين كم كان السيد مانويل متحمسًا في انفاق الاموال .. انا متأكدٌ انني رأيت فواتير شيءٍ او اثنين ارسلهما الى هنا ، عليك حقًا ان تتفقدي الأمور عندك."

"اه شكرًا ، و اجل رأيت بعض الاشياء لكنني لم ألمسها بعد.. لأرى الأمر عندما اذهب 'لمنزل العدو' ، اجد من غير المجدي ان افرغ الحقائب هنا بما انني ذاهبةٌ الى هناك بعد قليل."

"معكِ حقٌ ، اذن لأترككِ تدبرين أمورك ، عندي أعمالٍ يجب ان اداريها ، فلنبقى على اتصالٍ يا آيلا."

"بكل تأكيد .. اه بييّر لو سمحت ، تذكرت شيئًا للتو واتمنى ان تساعدني فيه."

نظر لها بفضولٍ واستغراب ، بدت نبرة صوتها محرجةً ومتوترة ، حتى تقاسيم وجهه انفرجت قليلًا عن ابتسامةٍ خجلة

"بالطبع عزيزتي ايلا، اي شيءٍ تريدينه!"

"انني ارغب بصورةٍ لجدي .. السيد مانويل ، في الواقع جدتي قد ارتني صورةً له وهو شاب في وقتٍ سابق .. وانا اريد صورةً مماثله ، احتاجُها بشدةٍ وسريعًا."

رمقها مستغربًا لا يستطيع ان يفهم ما قد تريده بالضبط من صوّرةٍ كهذه ولماذا عساها تكون مستعجلةً كل هذا الإستعجال ، مع ذلك هز رأسه "ليكن ، سأسال عنها او ارسل بطلبها من جدتك ، اهذا جيدٌ؟"

"كليًا."

غادرها وبقيت مكانها عند الباب حتى اختفى ظهره تمامًا في المنعطف ناحية المصعد فأغلقت الباب وقادت نفسها لتستحمَ وتتجهز ، كان حمامًا هادئًا وسريعًا ساعدها بالإسترخاء وقلص عضلاتها في آلمٍ مبدئيٍّ استحال محببًا ولذيذًا لاحقًا ، حينما انتهت من ارتداء ملابسها بعنايةٍ فائقةٍ و التأكد من جهازية حقائبها ،
قررت في سبيل التسلية و الترويح عن النفس امضاء وقتها المتبقي في قراءةِ كتاب احضرته معها من باريس وشرب الحليب الساخن مع الكعك الشهي ، لكنها مع ذلك لم تستطع ان تحصد الهدوء الذي ارادت استقطابه منذ البداية ، بل راحت تسير جيئةً وآيبة تفكر بهذه العائلة التي ستراها بعد أقلِ من ساعة ، لا شيء كثير حتى يأتي جايمس ليصطحبها ، لذا اخذت تراجع منذ البداية الاحداث الرئيسية لقصتها ، لقصة امها و ابوها بالتحديد

كان سبب مغادرة بلايك للندن هو ابوه المتسلط و تلك الزوجة التي لا يريدها ، هل ستراهما عندما تذهب مع جايمس في وقتٍ لاحق؟
اخذت نفسًا عميقًا ، لا شك بأنه النفس الآلف لهذا اليوم ونهضت واقفة ، ومع وقوفها كان جرس شقتِها يقرع ، فضمت شفتيها معًا وهي ترتب شعرها في المرآة و قفزت لتفتح الباب "قادمة."

كان جايمس الواقف بجوار رجلٍ أخر ذي ملابس رسميةٍ و وقفةٍ مستقيمة يحدق في هاتفه في البدء ، لكن عندما ادرك وجودها اخفضه سريعًا وقال "مرحبًا يا بنيتي ، هل اتيتك متأخرًا؟"
"على الاطلاق  ، اتيت في الوقت المناسب ، انني جاهزة ، اسمح لي ان احضر فقط معطفي و حقيبتي."

"لا تقلقي فجورج هنا سيتولى امر احضارِ حقائبك."

أكدَّ لها قبل حتى ان تفتح فمها لتنطق ، فهزت رأسها في صمتٍ ، كان التوتر قد بلغ اوجه فيها وهي لكي لا تقول شيئًا تندم عليه لاحقًا فضلت البقاء ساكنة ، تسير وراءه مخفضةً لنظرها تراقب حذاءه الجلدي يقود الطريق ، عندما لفحت النسائم الهادئة الطيّبة وجهها وداعبت خصلات شعرها مهونةً عليها ، لم تتمالك ان تبتسم لمغازلات لشمس و للمدينة نفسها ، فأرخت جفنيها بإستمتاعٍ للأشعة الخفيفة و الموشكةِ على الزوال ، اذ أن ساعة الأصيل اقتربت ، وعندما رفعت بصرها من جديدًا تقاوم نشوتها التي اعادة الثقة اليها وجدت ان جايمس يراقبها برقة تكاد تكون شفقة ، وكأنها شخصٌ خلق من زجاجٍ يمكن ان يكسر بأدنى لمسة .. لم تعلم سر نظرته ولا تستطيع تخمين السبب ، الأنها ذاهبةٌ حقًا لمقابلة هذه العائلة التي وعد بأنها ستحبهم ويبحونها؟ ا يدرك بأن هذا الأمر صعب لكليهما؟

تدارك نفسه وأشار الى سيارةٍ من نوعٍ رباعي سوداء اللون ، يجلس داخلها سائق ينتظر في صمت ، وانضم اليهم الاخر الذي ادخل الحقائب الثلاثة بالخلف

"الطريق سيكون طويًا بعض الشيء ، نصف ساعةٍ على الأقل .. فالمنزل يقع في شمال لندن."

"اوه ، حسنًا."

***

فور خروجهم الى الطريق الذي يقود الى قصرِ آل سالفاتور بدأت تمطر رذاذًا خفيفًا حط على الزجاج و رسم سباقًا بين القطرات ، راحت تشاهده فيما بينها بينما عينها بين فينةٍ واخرى تنظر الى الطريق بفضول وتستمع الى احاديث عمها الجانبية في الهاتف ، اذ انه فور ركوبهم للسيارة راح يحادثها بشكلٍ ليس بعميق عن قاطنيّ القصر الذين ستعيش معهم من الآن فصاعدًا ، اخبرها عن جديِّها الذين لم تراهما يومًا وعن اخته وابنيها وجون وهنالك عمته العجوز اجاثا ، وايضًا تطرق الى اشياءٍ اخرى عن تلك المئوية التي فيها سيكشفون للجميع عن وجودها ، وكانت طوال الوقت تهز رأسها ، تفكر بعمقٍ شديد اثناء تحدثه ، عن لماذا جون لا يقطن مع أبيهم؟ او لماذا هي لا تعيش مع بلايك بيد انه يكون وصيِّها الشرعي رسميًا؟

لم يكن جايمس الذي يتكلم في الهاتف مع ابنه يعتقد انه اذكاء فيها نيران التساؤلات بل ان شرودها الذي رسم وجهًا بلا تعابيرٍ كان بسبب خوفها من اللقاء المنتظر ، صوت امواج البحر تضرب الصخور بقسوةٍ بالغة ، لكن زرقته الأخاذة كانت مدهشةً جميلة
حتى الرائحة تسربت من النافذة النصف مفتوحة ، الشارع الذي يقطن فيه المنزل كان راقيًا مليئٌ بالفلل الفخمة والقصور الفاخرة ، كل دارٍ محاطةٍ بسورٍ حديديِّ او جصيّ يحمي حديقتها الأخاذه ، رائحة المطر نقلت اليها عبقًا مريحًا للياسمين والريحان والنرجس من كل مكانٍ تقريبًا ، عندما وصلوا لما خمنته انه 'المنزل' الذي يقصدونه ، فتحت بوابة القصر الالكترونية
ووجدت نفسها تُساق الى منزلٍ اخرٍ لا يختلف كثيرًا عن الاخرى المحيطة به ، بل في الواقع وجدت الفروق بينهم قلال للغاية ، جميعها فاخرة كبيرة الحجم و واسعة بحدائق مذهلةٍ نضِرة ، لكن تصميم قصر آل سالفاتور كان متناضرًا كما ادركت بعد هينة قضتها تتأمله فيها ، تحفة معماريِّة مدهشةً بجدرانه البيضاء و الرُخام الذي يصنع درجاتٍ طوال تقود لبابه ، في منتصف الحديقة كانت هنالك خرير نافورة تضخ مياهُها اكملت مشهد التناضُر العجيب
"اهلًا بكِ في منزلك." جايمس قال من خلفها ومد يدها بطريقةٍ توحي لها ان تسير بجوارِّه

"انه مدهش."

"ارى انكِ لاحظت التناضر. انا في الواقع مندهشٌ من ذلك ومعجبٌ ايضًا ، في العادة لا احد يدرك التناضر الا متاخرًا واحيانًا لا ينتبهون له بالمرة."

"اجده مذهلًا ، شيء عجائبي حقًا ،ا هذا طرازٌ جورجي؟" كانت غير متأكدةٍ تمامًا من دقةِ معلومتها ، وبصعوبةٍ حاولت ان تسترجع ما درسته في ثانويتها او قراءته في كتبها وقارنته في المنزل امامها

"اجل انه كذلك."

كل تلك القطرات التي تلامس الارضية المعبدة وسط الخضّار النضِر والورود الحمراء كانت برَّاقةً من وميض الشمس الخاطف ، وبينما انطلقت هي وجايمس حثيثي الخُطى ناحية درجات الباب وجدت ان المكان جميلٌ حقًا.  كل شيءٍ فيه مثاليٌّ للغاية ، و قد انتبهت بعد نظرةٍ سريعةٍ القتها حولها ان هذا القصر ما يجعله مختلفًا عن غيره هو طرازه الجورجيّ الصارم جدًا ، بالغ الدقة و منتبهًا على اصغر التفاصيل. بينما البقية حوله كانت فللًا وقصورًا فيكتوريةً او حديثه والبعض فقط كان جورجيًا لكن ليس بالتمام الكامل مثله، تباطأت في مشيِها وهي تصعد الدرجات بجواره

"هل انتِ متوترةٌ؟"

"بعض الشيء."

"لا تكوني اذًا. كل شيءٍ سيكون مثاليًا."

يده ارتفعت لتقرع الجرس ، لكنها استوقفته بصوتٍ خفيض "عمي!." نظر لها بعجبٍ وهي خجلت من نفسها بسبب عصبيتها المفرطة

"ماذا هناك ، عزيزتي ايلا؟"

"هل جون بالداخل ايضًا؟"

"لا ، ما يزال في المستشفى الى الآن لان اخوك مهمل كما ستعلمين لاحقًا ، سكيون لديك وقتٌ طويل لتعرفي هذا ، غدًا سيخرج لا تقلقي."

يده ارتفعت مجددًا لتقرع الجرس ، فاخذت ايلا نفسًا عميقًا واطلقته ، وقال جايمس الذي لمح خيبة املٍ في عينيها "لا تقلقي ، جون سيكون بخير."

"اصلي لهذا."

"وانتِ ايضًا ستكونين بخير ، ليس عليك التجهم هكذا ، فقط استرخي ، اننا لا نعُض."

قالت في داخلها 'لكن أنا أفعل.' ثم ابتسمت إبتسامةً مسترخية

***

من بين جميع الغرف المتوفرة لم تجد إليزابيث غرفةً قريبةً من غرفتها ولا من غرفة أمها ، كانت ترغب بأن تضع الفتاة في مراءً من عينها ، لأحساسٍ مبهمٍ كان كجرس شؤمٍ خفي يقرع داخل رأسها ، طوال اليوم ضلت في توجسٍ و قلقٍ شديدين عمّا عساها تكون هي ردة فعل كاميلا عندما تعرف بوجود آيلا ، ولأنها تعرف جيدًا الشخص الذي هي عليه كانت مدركةً تمام الأدراك انها لن تتوارى ولن يرف لها جفنٌ او ترتاح حتى تنغص صحو الفتاة المسكينة

فما كان منها سوى ان تصمم على الا شيء سيتعس الفتاة ولن يؤذيها أحد ، وستفعل ما عليها لجعلها مطمئنةً كما يفترض بها اصلًا أن تكونه ، اختارت من بين جميع الغرف في الجوار غرفةً واسعةً منزويةً في أقصى القصر لكنها تقبع في الرواق نفسه الذي يسلكه كلٌ من ايفان و نايت و جون ليدخلوا الى غرفهم ، تطل على  الحديقة ومن الغرف التي تمتلك شرفةً مشتركة مع الغرف الأخرى ، لكن هذه الغرفة مشتركةٌ مع غرفةِ البيانو والتي تشغلها العمة اجاثا معظم الوقت ، ليس لأنها تحب البيانو نفسه فهي بالأصل نادرًا ما تطيق الموسيقى والأصوات العالية ، بل لأنها تزعم ان الأوراق تظهر طالعًا حسنًا فيها ، مع ذلك طمئنت نفسها انها بالتأكيد ستحب ان تستمتع بالهواء المحمل بعبق الياسمين و نبات الجهنمية وأن غرابة اطوار عمتهم لن تشكل فرقًا معها -كما تأمل-

فتحت باب الشرفة وراقبت الحديقة بالأسفل.  شملت نظرتها باب الشرفة المجاور لغرفة ايفان ، وعادت بأدراجها تنوي النزول الى الأسفل حيث والداها يشربان شايَّ الساعة السابعة مساءً بعد أن دخلت الخادمة لتضع ملاءاتٍ جديدة

بالأسفل لم تعثر على والدها في الأرجاء ، ولم تجد سوى أمها و عمتها اجاثا التي تراقب اوراق الطالع في صمتٍ مضحك ، و نايت الذي يتلقى توبيخًا من أمها ،يقف متململًا لأن إيفان ترك ثقل العمل على كاهله وذهب منذ اسابيع الى ايطاليا ولم يعد ، حتى ان تذمراته شملت جون بكلمةٍ او اثنتين ، وكان هذا خطاءه الذي اودى به الى ان ينكس رأسه متذمرًا وهو يستمع لجدته

"لو انك تفعل ولو لمرةٍ ما يخبرك به اخوك .. انظر لهذا ، متذمر كسول."

تذمر مجددًا وتأفف "اه يا جدتي ليتني لم افتح فمي." 

"قليلُ ادب. لم يعد بإستطاعتي حتى ان اتعب نفسي معك" التفتت امها إليها وقالت وهي تضع فنجانها على الطاولة "هل انتهيتِ بهذه السرعة؟"

"وجدت ان الجناح المجاور لغرفة البيانو مناسبًا ، هو الأقرب حتى لغرفة جون لعله يسعد بهذا."

رمقهم نايت بفضولٍ وجلس على الأريكة الأقرب إليه ، وهو مغتبط في قرارة نفسه على ان انتباه جدته توجه لأمرٍ اخر "لمن تعِدون الجناح يا أمي؟"

"لأبنة خالك."

"هنالك العديد منهن كما تعلمين ، اي واحدة؟"

سألت العمة اجاثا مستفيقةً من تأملاتها بعد انتهاء جولتها من قراءة طالع اليوم "ما كان أسمها من جديد؟"

فأجابتها إليزابيث وهي تسير ناحية النافذة "انه آيلا يا عمتي ، آيلا."

ميرديث غمغمت "اجد ان الأسم جميل ، خفيف على اللسان." واطرقت برأسها تفكر ببلايك الذي لم يري وجهه لأحدٍ بعد

قال نايت بتحفزٍ وانتباهٍ شديد "من آيلا.؟"

فردت العمة اجاثا ببساطة "ابنة خالك."

"يا جدتي اجاثا انتِ لا تساعدينني هنا."

"اه لقد وصلا"

اسدلت اليزابيث الستائر وسمعوا جميعًا صوت السيارةِ وهي تتوقف في الخارج وبعض الجلبة المعتادة الصادرة من الحرّس ، اعادة ميرديث وضع فنجانها على الطاولة ، حتى نايت تأهب للضيفةِ المجهولة التي اثارت حيرته و فضوله

لحيظاتٌ طوال مرت وقضوها جميعًا في صمتٍ مترقب ، ثم دويَّ صوت الجرس اخيرًا وهبتِ الخادمة لتفتح الباب ، ولتغلقه مجددًا مع انضمام صوت احذيةٍ جديدة تضرب الرخام مع حذائِها ، شاهد نايت خاله جايمس يدلف الى الصالون وبرفقته فتاة تسير بجواره ،
كانت جميلةً جدًا ذات عينين حادتين لازورديتين لم يستطع تمييز لونها بشكلٍ صحيحٍ من حيث يقف ،    قالت بلكنةٍ يستطيع الجزم بأنها أجنبية صرِّفة الا أنها متمكنّة "مساء الخير جميعًا."

وقال خاله جايمس يضع يده بأريحيةٍ خلف ظهرها ليدفعها برفقٍ لتتقدم أمامه "أقدم لكم آيلا." يظهر انه ادرك بأن نايت كالأحمق بينهم فاغرَ الفاه و لا يفقه ايٍّ مما يدور حوله على الإطلاق ،  اذ انه اضاف بنبرةٍ بطيئةٍ رتيبة "إبنةُ بلايك."

ففتح نايت فمه أكثر ببلاهةٍ أشد حتى كاد يلتصق بالأرض ،المعلومة اخذت وقتًا ليستوعبها عقله ، فبقي مبهوتًا للحظات قبل ان يهبَ واقفًا بجانب أمه

"اهلًا بكِ بيننا يا إبنتي." ميرديث قالت قاطعةً سيل نظراتها الفاحصة ، ونهضت واقفة

"آيلا ، أعرفك بجدتك ميرديث."

المرأة العجوز التي تبدوا اصغر مما توقعت آيلا بكثيرٍ إبتسمت لها إبتسامةً مليئةً بالحنان تفيض بالعاطفة التي تبدوا طبيعيةً للغاية ، و كأنها تعرفها منذ زمنٍ طويل ، فمدت آيلا يدها لها تسلمها وتهز رأسها
"تشرفت بمعرفتك."
لكن ميرديث تجاهلتها كليًا واخذتها في عناقٍ عميق جعلها توسع عينيها ، عناقها كان مشابهًا لعناقِ جون ، هذه المرأة كانت متقبلةً لوجوها بلا اي امتيازاتٍ او تنازلات ، لم تحتج لوقتٍ لتحبها لأنها تعرف انها من صلبها ، ابنة ابنها واخت احفادها ، أحست آيلا باليدين اللتين تحيطانينها دافئةً كإبتسامةِ صاحبتها ، ذلك الدفء المعهود الذي يصاحب الجدات والأمهات على حدٍ سواء ، فإبتسمت رغمًا عنها ابتسامةً صادقة ، مسحت ميرديث على شعرها وهمست في أُذنها "اسفةٌ لمصابك."

ثم ابتعدت قليلًا لتنظر في عمق العينين اللتي قالت جايمس انهما عيني ابنها

"ليس عليكِ ان تتخيلي كم اننا مبتهجون لكونك ستكونين بيننا من الآن فصاعدًا."

"ليس أكثر مني."

بعد ان انتهت اليزابيث من سرد تعليماتها للخادمة التي تنقل حقائب ايلا لغرفتِها ، توجهت اليهم و

تابع جايمس يشير اليها بذقنه "وتلك عمتك إليزابيث."
تمامًا مثل أُمها عانقتها إليزابيث عناقًا اموميًا حنونًا ، واخذت تهمس في أذنها أحر عبارات التعازي والأسف لموت جدتِها ولمعرفتهم لبعضهم في وقتٍ متأخرٍ كهذا ، اخبرتها انه شيءٌ مؤلم للغاية وكم انها تمنت لو انها كبرت امام عينيها مع اخوها

"امل انك بخيرٍ مع ذلك؟."

"انا كذلك يا سيدتي."

"هذا ابن عمتكِ اليزابيث"
شدّ جايمس على الكلمة منبهًا اياها مجددًا
"ناثانيل وهذه العمة اجاثا ، حادثتك عنهُم."

فصحح لها نايت "ناديني نايت." وصافحها

"سعيدةٌ بلقاءك يا نايت."

عدم تواجد بلايك اثار حفيظةَ اليزابيث و ميرديث وخصوصًا الاخيرة التي توعدته سرًا ، حتى نايت اظهر استغرابًا اكثر من عدم تواجد اي احدٍ من عائلة خاله ، بل ان حتى خاله نفسه ليس موجودًا ، لم يحتجه الأمر كثيرًا ليستنتج أن آيلا هي أخت جون من أمه ، فقط لا يعرف سبب ظهورها المتأخر او عدم تكلم احدٍ بشأنها على الاطلاق ، وقرر هذه المرة كبح اسئلته وفضوله لحين اللحظة التي يستطيع فيه السؤال بأريحيةٍ دون تواجد ايلا حوله

"اترُكها في أمانتكم الآن ، فقد ظهر لي عمل مستعجل وعلي القيام به."
وضع يده عل كتِفها وقال لها بنبرةٍ هامسةٍ انها بين عائلتها الآن ، لن يكون عليها ان تخاف او تخشى شيئًا بعد اليوم ، ستعيش حياةً مطمئنة سعيدة في المكان الذي من المفترض ان تكون فيه منذ البداية.

نظرت اليه بإمتنانٍ شديد وابتسمت ، ابتعد عنها وشاهدته يودع عائلته بإيماءةٍ سريعة ويغادر ببساطةٍ تماماً كما اتى

"تفضلي يا ايلا بالجلوس." سحبتها ميرديث لتجلس على الأريكة التي كانت قبل دقائق تشغلها وتوبخ نايت و أخذت تسألها عن أحوالها وحياتها قبلًا ، وعن اذا ما قابلت ابوها واخوها بعد

واخذت ايلا تجيب عن كل اسئلتها بسطحيةٍ شديدة دون ان تتطرق على التفاصيل وهي تحتسي القهوة لاذِّعة الرائحة ، كانت ترى خيبة الأمل في عيني المرأة الطيبةِ عندما زمت شفتيها وهي تجيبها انها فقط قابلت بلايك في المستشفى ولم تره بعدها ، حكت لها ايضًا عن وفاة جدتها 'المزعومة' وعن اصابة جدِّها بالسرطان والذي كان سبب تواجدها هنا ، لربما ميرديث تعرف ذلك من قبل لكن ايلا ارادت ان تؤكد لها ، كانت ميرديث تشعر بالفضول الشديد تجاه جوليا لكنها لم تسأل عنها كثيرًا ، لانها خشيت ان تؤثر على الفتاة امامها سلبًا ، فتنهدت تنهيدةً عميّقة وهي تنصت للفتاة تتحدث بلهجتها الفرنسية التي تشابه كثيرًا لهجة امها وطريقة نطقها للحروف الانجليزية ، غير ان ايلا اكثر تمكنًا من امها كثيرًا

"لا تتخيلين مقدار صدمتي عندما عرفت ان لدي انا ، أي احد ... عائلة ، لا اعلم عنها اي شيءٍ على الاطلاق ، بدا الامر خياليًا للغاية وغير قابلٍ للتصديق ، حتى انني كذِبةُ الأمر برمته الى ان رأيت نتائج التحاليل ، الأمر كان كمعجزةٍ بما تعنيه الكلمة ، فللحظة كنتُ وحيدةً بلا اي أحد ، وجدي يحتضر على ايةِ حال قبل ان نعرف بعضنا."

"يا فتاتي الحلوة المسكينة ، سيكون لديك الوقت الكافي لتعتادي ذلك." مسحت على شعرِها ثم التفتت الى ابنتها وقالت "امل ان غرفة ايلا جاهزةٌ الان؟"

"بالطبع يا أمي."

"أين أبوك حتى الآن."

"لم يخرج من المنزل أُاكد لك ، لعله في الأعلى."

احكمت ايلا القبض حقيبتها، كان هذا الرجل الذي يتحدثون عنه هو أكثر شخصٍ تتحرق لرؤيته
و التفتت مع البقية في اللحظة نفسها لصوت وقع خطواتٍ على الدرج

ورأت جسدًا طويلًا متشحًا بملابس منزلية ، شعر الرجل كان اشيبًا بالكامل ولم تكن له الا لحيةٌ خفيفة تزين ذقنه مع حاجبين كثين كانا مناسبين وتقاسيم الوجه الارستقراطية الخالصة لرب آل سالفاتور ادوارد

و بصحبته وللمفاجئةِ كان بلايك الذي لا تعكس على ملامح وجهه ايةُ تعابيرٍ حتى عندما وقعت عينه عليها وبقيت مثبتةً تفترس بلا رحمةٍ الوجه المألوف والغريب في آنٍ للفتاة التي تكون إبنته ، نظرة لا تمت للتي رأتها اول مرةً بصلة ، فقط كانت نظرته في المستشفى ناقةً غاضبة وحانقة لا تدري على اي شيءٍ بالضبط ، اما الان فلا يظهر شيئًا ، و كأنه لا يهتم اصلًا ولا ينظر لها سوى تلبيةً لفضوله

توقف في مكانه على الدرج ، و تجاوزه ابوه ينزل الدرجات برزانةٍ تتجلى مع كل خطوةٍ يخطوها ، لم يكن هنالك وسيلةٌ للأفلات من معيار نظرته الثاقبة حين يرفع رأسه مخفضًا جفنيه ناظرًا إلى المرء ، كان الواقف امامه يشعر أن مسبارًا مغناطيسيًا يدخل في روحه متغلغلًا خباياه وهذا ما أحست به آيلا أول الأمر حين أمتدت يده لتصافح يدها ، و قال بصوتٍ رخيمٍ "أهلًا بكِ بيننا."
لم تكن تحتاج الى جايمس او اي أحدٍ ليخبرها من يكون ، واضطرت لترفع رأسها وهي منكمشةٌ على نفسها لتراه كليًا ، لم يكن ادوارد مسنًا مريضًا وعليلًا كما تخيلته ، بل كان رجلًا طويل القامة حسن التقاسيم ويبدو اكثر صحةً حتى منها هي نفسها ، بصعوبةٍ حاولت الا تزدري لعابها وقالت بصوتٍ خفيض "أهلًا بك أنت." كانت يده عكس يد زوجته باردةٌ للغاية ، عند احتضانه ليدها سرت قشعريرةٌ في عامودها الفقري بصعوبةٍ تمالكتها

وقالت اليزابيث وهي ترمق بلايك الواقف في مكانه على الدرج بطرف عينها "لقد وصلت ايلا للتو يا أبي ، لاشك من انها متعبة ، اسمح لي ان اخذها لجناحها لتستريح بعض الوقت قبل العشاء."

"خيرًا تفعلين ، ان كانت تعِبةً بالطبع ، وغدًا لدينا الوقت لنتحدث مع بعضنا قدر ما نشتهي ، حسنًا؟"

قالت آيلا لتتهرب من نظرات بلايك المسلطة عليها
"سأحب ذلك."

"جيد ، هيا بنا اذن."

سارت معها وصعدن الدرج ، عندما مرت بجواره تلاقت أعينهما ورفعت ذقنها بتحدٍ حفزّه ، ثبت عينه عليها ، تمامًا كما فعلت ، دون أن يرف لها جفنٌ او ان تجفل حتى تجاوزته ، نظرتها حملت شيئًا خطيرًا يحذِّره ، بصعوبةٍ قاوم الالتفات لمتابعة مراقبتها ، كانت تتمتع بشيءٍ يجذب النظر ، نوع من القوة التي يصعب على المرء تجاهلها

تأملت ايلا الأثاث الفاخر من حولها ، في الطابق العلوي كانت الأرضية من الخشب الأسود الداكن والجدران بيضاء اللون و مكتضةٌ باللوحات ، و تبعت إليزابيث التي تشير لها لأماكن غرفٍ عشوائية وتتحدث "هناك المكتبة ، اترين ذلك الباب؟ ذاك باب جناحي انا ، إن احتجتي اي شيءٍ لا تترددي بالطرق ، اياك ان تفعلي."

"ساخذ هذا بعين الأعتبار. ثقي بي"

وقفت امام بابِ غرفةٍ وفتحته لتلقي نظرةً على الداخل وافسحت مجالًا لآيلا لتنظر ايضًا "وهذه غرفة جون. اعتقدت ان من المستحسن ان تعرفي مكانها."

كانت مساحة الجناح جلية حتى مع العتمة التي احتلت الغرفة جزئيًا لولا الضوء المتسرب من الباب المفتوح ، أمامها مباشرةً على بعد عدة اقدامٍ يقبع سريره في منتصف الغرفة مرتبًا لم يمس منذ زمن ، وعلى المنضدة بجواره بضعةُ كتبٍ مكومةٌ فوق بعضها ، ادبٌ لاتيني و ايطالي ،  ومقابلًا لها تمامًا كان الزجاج الذي يأخذ مساحة الجدار كله يظهر شرفةً تطل على الحديقة الداخلية ويعطي منظرًا للسماء القرمزية التي أخذت تسوّد شيئًا فشيئًا ، اغلقت اليزابيث الباب وتنهدّت

فلم تتمالك ايلا نفسها وسألتها "اتعلمين متى  سيخرج جون من المستشفى؟."

"جايمس يقول انه خارجٌ غدًا كما ارجو."

"حمدًا لله."

قادتها لغرفتها التي كانت أبعد من غرفة جون ، وفتحت الباب ليستقبلها اثاثٌ مماثل للذي يمتلكه الأخير ، كانت الجدران بلونٍ قشدي والارضية خشبيةً بنية ، وكانت تمتلك شرفةً ايضًا.

تقدمت اليزابيث لتفتحها وخلعت ايلا معطفها لتلقي به على السرير وتتأمل الغرفة من حولها ، ثم جلست على السرير بإنهاكٍ شديد ، للتو أحست بتعب اليوم وثقله يحط على أكتافها ، وكم كانت رخاوّة الفراش تحتها مغريّة ، جلست اليزابيث على السرير و امسكت بيدها تحبسها داخل يديها لتؤكد كل كلمةٍ تنطق بها "ارجوك يا ايلا ان احتجتي الى اي شيءٍ لا تترددي على الاطلاق ، واذا سمحتي ، ناديني عمتي فلا تعلمين كم سيسعدني ذلك."

"لك ذلك يا عمتي."

"فتاة طيّبة." قبلت وجنتها قبلةً سريعةً وربتت عليها ، بدت ايلا مندهشةً لوهلة لكنها ردت الابتسامة ، وراقبت السيدة الجميلة فاحِمة الشعر تغلق الباب خلفها ، فوضعت يدها على خدها مكان القبلة وطفقت تفكر بصمت 'لن تخدعوني ابدًا.' لكنها امالت برأسها عند هذه النجوى ، لم يكن هناك اي زيفٍ او تصنعٍ في تصرفاتهم ، على الاقل النسوّة ، فهي لم تأخذ وقتها للتحدث مع اداورد او حتى بلايك بشكلٍ متعمق ، كانت فكرة التقصي برمتها تبدوا معدومةً وغير ممكنةٍ على الاطلاق ، كيف ذلك والجميع يتصرف بأريحيةٍ مطلقة ، لكنها مع ذلك اخذت بعين الاعتبار انها لم تبدأ بعد ، وإن بدأت لن تتوقف حتى تنتهي لترتاح امها في قبرها ، وضعت رأسها على الوسادة تفكر حتى غفت ، ونامت نومًا عميقًا جميلًا

فُتح باب غرفتِها بعدها بنصفِ ساعةٍ ، ووجد بلايك نفسه يحدق بتلك العينين اللتين تحدتاه مغمضتين مسترخيتين ، اقترب منها يستغل الفرصة ليحاول تصيد الشبه بينها وبين جوليا ، لديها تلك الوجنتين المحمرتين طبيعيًا نفسها ، و التي امتدت يده لتلمُسِها بترددً وحذر خشيةً من ايقاضها ، فلم يستطع سوى وضع اصبعه عليها بخفةٍ ورقة يتحسسها ، هنالك تلك التفاصيل الصغيرة التي قد عشقها في يومٍ من الأيام مشتركة بينهما ، بين جوليا وايلا،  و التي تذكرها بوضوحٍ تام عندما رأها تبتسم في وجه امه من اعلى الدرج ، ابتسامة تجعل عينيها تتقوسان ، بقي لدقائق يتأملها ، وتنهد تنهيدةً عميقة ، يبدو ان الفتاة حضرت واحضرت مشاكلًا له معها ، مع ذلك لم يهن عليه ان يتركها لتستيقظ من نومها بسبب لفحةِ بردٍ غادره ، فسحب اللحاف وغطى به جسدها المكشوف ، ثم اخفض الانارة حتى كاد يعتمها كليًا واغلق الباب خلفه

____

لا اثر للبعض هاه 🌚💔؟

كيف كانت الاحداث / السرد / الرواية الى الان؟

الشخصيات؟

لقاء ايلا بكبار آل سالفاتور ؟

بلايك؟

خمّنو معي علكم تلهموني بشيء او اثنين ، ايش ناوية ايلا تسوي؟

تقريبًا البارت القادم شطبت على الفين كلمة كنت كاتبتها حتى قبل لا اكتب البارت الثاني 😂 انا كذا اكتب احداث وبعدين ارتبها ، يمكن اذا خلصت مذاكرة مبكرًا نزلتها ، من يعلم 🌚

رجاءً مجددًا ، فوت

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro