Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

٥

اغمض عينًا وفتحها مجددًا يحاول مجابهت الدوار الذي اصابه ، آلمٌ شديد واخز ينبض خلف عينيه ، يسراه بالذات ، عادت الشقيقة تعذبه وتضغط عليه من جديد ، تطبق بأنيابها الحادّة على صدغيه بقسوةٍ بالغة ، لدرجة انه كان يخيل له الإحساس بالدم ينعصر في شرايين رأسه ويكاد يسمع صوت تصدعاتٍ تتشكل بجمجمته

"ليس وقتك ، ليس وقتك"

ضل يكرر داخل نفسهِ مؤنبًا ، الرؤية تذهب وتأتي ولا يظن انه يستطيع ان يبقي طوله منتصبًا لوقتٍ أطول ، عليه ان يخرج ، أحس بيدٍ تضغط برفقٍ على كتفه ، كانت لنايت الذي ظهر بمحض المصادفة وقد لاحظ انقلاب ملامح وجهه ، دون ان يعلم حقًا ما يدور هنا "هل انت بخير؟" همس له ، فوضع جون يده عليها يبعدها بهدوءٍ

ليرمقه نايت بإستغراب و يشملهم بنظرة تستشفي ما يحدث بينهم ، كلوديا بوجهها الشاحب جدًا بدت كتمثالٍ من الجرانيت وهناك دموع تتجمع في عينها لسببٍ لا يدركه ، امه التي امتقع وجهها ، و خاله بلايك غاضب ، غاضب جدًا كما لم يكن يومًا ، وهنالك هو وجاسبر بينهم يشعُران بأنهما أبلهين ، يستمعان لشيءٍ في خضم الشجار لا يعلمون بشأنهِ ولا يريد احدٌ منهم ان يعلم بشأنه

وجديه من جهةٍ صامتين ، ادوارد ذي ملامحٍ ساكنة لا تشي باي رد فعلٍ واضح لكنه طفق اخيرًا "جوناثان بُني .. اين تظن نفسك ذاهب؟ لا يمكنك ترك عائلتك ، لا يُسمح لك بأن تفعل شيئًا كهذا."

"لا تؤاخذني يا جدي ، امل انني لم ازعجك بفعلتي ، لكنني في صدد البحث عن عائلتي ... عن أمي."

تقدمت ميرديث تقطع المسافة بينهما ، واحاطت بكفتي يديها الدافئين وجنته تتلمس بشرته الشاحبة التي بات لون وجنتِها احمرًا خفيفًا
"عماذا تتحدث؟ امك ذهبت يا فتاي الطيّب .. هي ماتت." نطقتها بحذر كأنها تحادث الشخص ذاته عندما كان طفلًا صغيرًا جاهلًا ، لينظر لها بسخرية وغير تصديق
"لا يا جدتي ، ليست كذلك، كلانا نعلم انها ليست كذلك ، وجوهكم تقول عكس ما تلفض به السنتكم .. ياللغبائي كم ألوم نفسي كثيرًا ، وثقتُ بكم ثقةً عمياء ، كيف عساي اعرف على اي حالٍ انكم قد تكذبون بشأن شيءٍ كبيرٍ كهذا"

نظرت من فوق كتفه الى ابنها نظرةً ناقمة "ما هذا الذي قلته للولد و قلب كيانه هكذا ، هاه؟."

"هذا ما فعله الدلال به! تحدث مع جدتك جيدًا و الا اعدت تربيتك."

"عن اي دلالٍ تتحدثُ هاه؟ ابنك لم يعرف التدليل في حياته كلها .. كيف هذا وانت وهي وزوجة اخوك تحومون فوق رأسه وتحاسبونه على أتفه الأشياء."

كاميلا تميَّزت من الغيض ، حانقة وغاضبة من هذه المرأة التي تتدخل بكل شيءٍ و أي شيء ،  و أستنجدت بنبرةٍ مستعطفة عمها و زوجها
"بلايك هل سمعت مالذي تقوله أُمك عني؟ في كل مرةٍ يخبط فيها هذا اصبعًا تلقي باللوم علي."

"اهذا ما تخبرين نفسكِ به؟"

لم يفهم جاسبر الكثير ، والتهمه الفضول كليًا ، كانت إمرات الكذب واضحةً على محيِّاهم ، على محيِّاهم جميعًا دون استثناء ، كانت هنالك محاولات وامارات جلية لمحاولة اخفاء الحقائق واختلاق الكذبات بل وحتى تصديقها ، مما جعله يتصلب في مكانه بدهشةٍ غامرة ، امُه تمثل امامه بكامل قواها العقلية ، هي ممثلةٌ ممتازة تستطيع خلق التعابير في أقل من دقيقة يعترف بهذا ، ثم في الكفة الاخرى هناك جديه الذان كان طيلة حياته يعدُهما مثالًا يحتذى به في النزاهة والإستقامة فكيف يكذبان على أخيه كذبةً كهذه؟
والأهم سر حادثة جايك الذي انقشعت الغمامة عن نصفُ حقيقتهِ لولا ان الغموض نفسه كان يلتف حولها هي ايضًا كخمارٍ شفيف ، لا احد رغب بأن يعرف هو او غيره شيئًا ، لكن يبدوا ان جون خرق أملهم في ثورةِ غضبه و أفشى ما لا يتوجب عليه الإفشاء به ، ويظهر انه مستعدٌ لفعل ذلك مجددًا

نظرةُ جدهِ الخطِرة كانت تستشفي الخطر بدورها وسط صراخهم وتراشقهم بالاتهامات بعضهم ببعض ، كان يدرك انه عندما يفتح فمه ليتحدث لن يكون هناك رأيٌ بعد رأيه ... لكنه لسببٍ ما كان مترددًا محتارًا ، وثمة وميض من شعور مبهم يطفق في معالم وجهه

فعاد بإنتباهه ليحط على جون ووجده يستند بظهره على المنضدةِ التي كاد يرتطم بها سابقًا ، ويده الاخرى على جبينه تفركه بغير وعيٍّ حقيقي لما يدور حوله ويده الاخرى تموضعت فوق صدره وكأنه يحاول حبس قلبه من الهرب ، حركته كان مبالغًا بها لحظتها، لدرجة ان الأربعة كفو عن الشجار ونظرو اليه ، انحنى أكثر مستعينًا بالمنضدةِ كمسند يسند طوله ، لكنه سرعان ما افلتها وعانق الأرض في آلم ، قلبه أوجعه وصار تنفسه صعبًا و أخذ يسعُل سعالًا عصبيًا

مرتاعًا انحنى ادوارد الذي كان الأقرب اليه ، لا يعرف مالذي سيفعله بالضبط ووضع يده في شعره الأشقر يرفع رأسه الذيّ كان ملتصقًا بالارض

"بني هل انت بخير؟."

"اتصلوا بالإسعاف."

***

في المستشفى تهاوى جسد بلايك على اول مقعدٍ امامه تحت لسعاتٍ من النظرات اللائمة من كلٍ من إليزابيث وميرديث ، يتذكر في اول مرة عندما دخل فيها الى هنا في غرفة الإنتظار في مستشفى ويليام الخاص
بسبب احدٍ من ابناءه ، بسبب جايك تحديدًا ، ولم يره من بعدها ابدًا ، ذات الهواء الذي يحمل رائحة المعقمات والكحوليات وذات اللون الأبيض الكريه الناصع الذي صبغت به الجدران والارضية ، لونٌ مشؤوم يثير احساسه بالكآبة ويثير سقمه

كان الجميع هذه المرة هنا بمن فيهم ادوارد ذاته يسير جيئةً وآيبة في الرواق الواسع ، عدا البنات اللاتي بقين تحت رقابة ايزابيلا لعلمها الا فائدة ترجى من ميلاني و كاميلا الباقيات هناك بالقصرِ بلا اكتراث ، يد جاسبر استقرت على كتفِ والدهِ تضغط عليه برفقٍ ليمده بالقوة اللازمة ليجتاز صدمته الصامتة

التفتت اليزابيث الى أمها بعد ان هدأت من روعها وكفت عن نوبةِ بكاءها التي زادت بلايك سوءً "انا لا افهم ، لماذا يا امي يحدث كل هذا لنا نحن فقط."

"اليزابيث حبيبتي لا تهذي ارجوك ، هذا قدر." جايمس اجابها يخلع سترته ويضعها على كتفيها العاريين ويمسح بيده على ظهرها يحاول مدّها هو ايضًا بالقوة اللازمة ، ظهر نايت يحمل كوب قهوةٍ ورقيٍّ ووضعه في يدها ثم جلس عند قدميها ورفع رأسه ليلاقي عينيها
"ارجوكِ يا أُمي لأجلي .. لملمي شتاتك قليلًا و دعيني أوصلكِ للبيت تبدين منهكة ، فبقائكِ وجدتي لا فائدة له ، جون لن يدرك بوجودكما على ايةِ حال ، بعد ان تستجمعانِ نفسيكما ويخرجوه من غرفة العمليات انا بنفسي ساتصل بكما واخبركما."

وضعت يدها على مقدمةِ رأسه تخلخل أصابعها الطويلة في خصلات شعره الكثيفة ، لم تجب بكلمة لوهلة بل غطست في صمتها الكئيب وتجمعت الدموع في عينيها من جديد

"كيف تخبرُ أمًا ان تترك ولدها؟."

خرج ويليام مع الطبيب المشرف على حالة جون من غرفة العمليات ، وجهه مبهم المعالم يتساسرانِ فيما بينهما

اول من لاحظ خروجهما ميرديث التي ازاحت عينها عن بلايك للحظة وراءتهما "هاه! ها انت ذا يا ويليام اخيرًا ، تعال واخبرنا ماذا حدث للشاب حبًا بالله."
توقف ادوارد عن المسير المتوتر في الرواق وسار ليقف حيث زوجته بتصلب ، ونهضت اليزابيث على قدميها قافزةً بغير صبر ، و بقي ويليام في مكانهِ واقفًا للحظاتٍ يتهامس فيها مع الطبيب الأخر امام باب الغرفة ، صوتهما بدا واضحًا قليلًا وسط الصمت الذي حط عليهم ونظرات جاسبر ونايت لبعضهما المستفهمة

"انت ادرى بهذه الأمور يا د.ويليام ، نبههم على ما اخبرتك به ، انا استأذن منك الان."

ومشى متجاوزًا اياهم وهو يخلع الكمامة المستقرة على ذقنه كليًا ، تقدم ويليام الى عائلته يدعك معصم يده اليسرى كعادةٍ سيئةٍ ترافقه في المواقف الحرجة او التي لا يستطيع فيها تمالك نفسه ، كان هنالك شعور في داخله يسرُ له بصوتٍ خفيض ان بلايك يحاول قتل ابنيه دون شعورٍ منه ، فقال بتنهيدة "لا اعرف لماذا احسست بأنني قد سبق ومررت بهذا الموقفِ من قبل."

قال ادوارد بإنعدام صبرٍ وعصبية "الشاب ، ماذا حدث للشاب؟"

"تشنجٌ بالقلب." أسهب بتفصيلٍ اكثر "هو مشابه للذبحة الصدرية الا انه ليس كذلك وهوَ من أعراض أمراض القلب، وعادةً لا يسبب ضرراً دائماً فيه، ولكن قد يكونُ من العلامات الدالّة لقرب حدوث السكتة القلبيّة في المستقبل." وشمل بلايك بنظره في نهاية جملته

كان وقع ذلك كالصدمة عليهم جميعًا ، جون الشاب اليافع يصاب بأمراض في قلبه؟
تابع ويليام بغير مبالاةٍ ظاهرية يحاول احداث اكبر ضررٍ يمكن حصده من ابن عمه البارد "ذلك يحدث غالبًا بسبب التوتر والانفعالات الشديدة، الشعور بالضيق والألم والاكتئاب، والتعرض للصدمات العاطفية والحزن الشديد ، و انا اقف امامكم الآن و الومكم جميعكم ! جميعًا بلا استثناء ، وانتم مدركون لما فعلتموه بحياة الولد وجعلتموه يعيشه ، وأنا أخصّك بالحديث انت يا بلايك ، ماذا فعلتم بالولد أخبروني؟"

ميرديث "يا ويليـ.."

قاطعها بشراسة غير مهتم لأول مرة بكيان عمه ادوارد الواقف منتصبًا أمامه "لا يا عمتي ، انا سئمت من انعدام الضمير هذا ، واحدٌ منهما مشلولٌ والله وحده أعلم متى يستفيق من غيبوبته ، والأخر شابٌ يانع مهدد بالسكتة القلبيّة ، ما هذا بحقِ الله؟ الى ماذا تريد الوصول بالضبط يا بلايك؟"

اسدل بلايك رموشه الكثيفة وابقى نظره مثبتًا على الأرض ، لم يكن ويليام يتوقع ان يحصد منه اجابةً على اي حال لكنه احس بالإنتصار لأنه استشفى حقيقة انه استطاع ان يهز كيانه ويمس موضع آلمٍ يجرحه

"سيوضع في غرفة الإفاقة ومن هناك اذا خرجت فحوصاته الأولية سليمة -لحسن الحظ ، ربما؟- سيوضع في جناحٍ عادي ، ليس بالضرورة ان يبقى في العناية المركزة لكنني مع ذلك امنع عنكم رؤيته جميعًا."

قال ، و استدار مغادرًا بخطواته الغاضبة ، غير سامحٍ لأحدٍ ان يحادثه او يقاطع طريقه

وقف بلايك على قدميه ومشى بخطواتٍ بطيئة ناحية زجاج الغرفة التي نقل جون اليها راميًا بأوامر ويليام بعرض الحائط ،
وسط نظراتهم ومتجاهلًا اخته التي دخلت في نشيجٍ عميق

كان يراقب ابنه الراقد بسكون، ينتظر اللحظة التي يفيق بها ليرمقه بنظراته النامقة المعتادة .. يستطيع تقبل ذلك بنفسٍ راضية. لكن فليستيقظ اولًا
فالشعور بالذنب مثل حجرٍ عالقٍ في حلقه ، وكان يتوقع دائمًا ان يخنقه ، لكنه لم فعل ولن يفعل .. اذ يجب عليه ان يستمر بالتنفس ، عليه ذلك وسيفعل ذلك

***

مرت عشرة ايامٍ على ذلك اليوم الكئيب ، وعند استيفاق جون الذي تأخر خروجه بسبب اضرابه عن كلٍ من الطعام والكلام رفض ان يقابل احدًا من افراد العائلة رغم اصرارهم الشديد ، حتى ويليام ، فما كان من الطبيب المشرف عليه سوى تلبية أمره و إحترام رغبته ، وبالذات بسبب إلحاههم الشديد و أخبر ويليام بأنه لن يكون مسؤولًا عن أيٍّ من المضاعفات التي قد يسببونها له ، فما كان له سوى الرضوخ كليًا و إقناعهم هو الاخر - لكن ذلك من جهةٍ صب هذا في صالحه ونفذ رغبته بأنهم لن يروه ما داموا لا يستحقون ان يفعلوا حتى وإن شُمِّل هو الأخر معهم ، وما كان من بلايك من الكفة الاخرى سوى زرع الحراس امام جناح جون لكي لا يفكر بالهرب مجددًا ، خصوصًا وانه لم يعد يستطيع تخمين الافكار التي تدور داخل ذلك الرأس الأشقر ، هو قلقٌ و مرتعب من صمت جون الغريب و أسباب منع الزيارة التي مجددًا رفض ويليام الإفصاح عنها

بالنسبة لجاسبر الذي لم يستطع تمالك نفسه ، تحادث هو ونايت فيما بينهما و الاشياء القليلة التي يعرفانها ، حادث جايك ، اسباب ملامة ويليام للعائلة جميعها على مصاب جون ، نسب جون نفسه لعمهِ ستيفان ، كلامهم معه بشأن أمه و اختلاقهم للكذِّبات و حتى تصديقها بشأن هذه المرأة صهباء الشعر التي يذكر ملامحها بشكلٍ مبهم

عند اتصال اخوه الاكبر ديريك به بمحض الصدفة ، كان ما يزال يقضي شهر عسله في سواحل صقليّة ويقوم ببعض الأعمال ولا يعلم شيئًا البتة ، اخبره جاسبر بما جراء بالتفصيل في الهاتف ، كان يعرف شخصية أخيه جيدًا ، عنيدٌ كأبيهم ، عندما يلمس طرف خيطٍ سيصل إليه شاء أحدٌ ام أبى

"فقط انتظرني." كان هذا رده ، واستأذنه وأغلق الخط

اما بالنسبة لستيفان نفسه الذي علم بكل ما جراء بعد مرورِ يومٍ واحد اثر انشغاله بالأعمال ، صار يشرد في نقاطٍ عمياء ، يدور في دوامة من القلق و التعب الذان يجهدانه ، لكنه ينهرهما ولا يسمح لهما بالتمادي ، هو حزِّن ان علاقة الأب وإبنه آلت الى هذا المنعطف شديد الحدّة ، لكن ما باليد الحيلة.

***
(باريس، فرنسا)

ارتدت ايلا احد فساتينها الصيفية القليلة الذي لم يكن يتناسب وبرودة فصل الخريف الباريسي ، حدث هذا عندما القت نظرةً من النافذة الى الشارع ووجدت الشمس مسترسلة عامودية تعطي كل شيءٍ لمسة بهجة لا تكاد ترى ، كان الفستان هدية من جدتِها لعيد ميلادها الخامس عشر ، مرت سنتين وأكثر على وجوده في الخزانة دون ان يُمس ، لكنه الان عندما رأته أحبت فكرة ان تتجول به بالخارج ، كميه قصيرين ، وصل الى منتصف ساقها وذي لونٍ أبيض طبعت عليه ورودٌ حمراء صغيرة ، مزمومٌ من المنتصف وينساب على جسدها بنعومة ، وعلى عنقها تتدلى قلادةٌ ذهبية تشبه عملةً نقدية لكن يتوسطها نقش زهرة ، في الليلة التي أفصحت فيها جدتها عن بعض الحقائق التي تحتفظ بها بعيدًا عنها ، فتحت العلبة المعدنية التي إحتوت الصور وأخرجت هذه القلادة ، قالت انه لا يوجد سوى نسختين منها ، احدى اصدقاءها الصائغين عكف على صناعتها ببراعة ، الاولى اهداها لها والثانية كانت من نصيب أمها ، وهي تظن انه يجدر بإيلا أن تحصل عليها ، وكانت الأخيرة تحب ملمس المعدن البارد ضد بشرتها

بالأسفل وجدت جدتها تحتسي الشاي وتحدق بالصحيفة، بدت لحظتها أكبر من عمرها الحقيقي بسنوات، مرهقة ومتعبة ، عندما تنبهت لوجدها اعطتها نظرةً تقيمية سريعة معتادة وسألتها اخيرًا "هل ستقابلين المحامي اليوم؟"

"عند مقهى المركيز ، لأستطيع البقاء في المحل لوقتٍ لاحق ، لن اعود باكرًا من المرجح لأنني سأبقى مع فايَّ لبعض الوقت."

"خيرًا تفعلين ، اوصلي لها تحياتي .. و ايلا ، تبدين جميلة."

بقت في مكانها لبعض الوقت ومن ثم ابتسمت وهمهمت "شكرًا." همهمة شاردة ، مرهفة ، غير واعية لحدٍ ما ، كانتا طوال الليالي السابقة يقتلان الوقت بإتحتضان بعضهما على سرير جدتها تحت اللحاف وتستمع لهمسها بقصص عائلتها التي لا تعرف أي شيءٍ عنها و يتذكران أمها ثم ينتحبان معًا ، لكنها مع ذلك كانت من اللحظات المحببة من تلك التي تعلّق في الذاكرة الى الأبد وتترك شرخًا لا يُنسى في الروح ، عندما يتم تذكر أطلالٍ من سنين منقضية لتأملها بحزن وعاطفة ، ذلك الآلم محبب يترك أثرًا منعشًا في القلب يشبه الرائحة التي تعلق في الشوارع عقب المطر

سارت سريعًا في أول الأمر ، عبرت الطريق المنحدرة في إتجاه شارع دي فران بورجوا حيث المقهى ومحلها ،
لم تتجه مباشرةً الى المقهى لأنها أرادت ، للمرة الأخيرة ربما ، أن تسير عبر المكان الذي ترعرعت فيه ، أن تمر بالحديقة العامة والتي لم تجرؤ على النظر إليها مطولًا لأنها خشيت ان تأتيها أفكارٌ جديدة وذكريات من طفولتها فتوقفها وتمنعها من المُضي الى فعل ما اعتزمته ، مرت بالدكان اذ لا يزال مغلقًا في هذه الساعة ، ومرت ببيوت صديقاتها مع شبح ابتسامة
غطت غمامة عينيها ، غمامة حزن ملبدة بالدموع ، مهما حاولت ما كانت قادرةً على منع نفسها من التفكير في أمها .. حقيقة أن أمِها ماتت هكذا متروكة ووحيدة وكسيرة الفؤاد ، ومن الممكن ايضًا ان تكون مظلومة يحرق روحها
'ان تكون مظلومة مقهورة' كان هذا أسوأ جزء

عند مشيها في الطريق رأت السوّاح المعتادين ، أحدهم صفر لها واعطته ابتسامة خفيفة ومستعجلة ، رغم كونها لم تكن كذلك بالأصل ، لم تكن مستعدةً لمقابلة المحامي ولا للذهاب لدولة أجنبية لا تعرف بها أحدًا حيث يفترض ان تجد 'عائلتها' ، اخويّها وأبيهم ، وأن تحاول معرفة السر الذي غشي على جزءٍ من حياة أمها

استطاعت ان تميّز ظهره و قد اختار طاولة تشملها مظلة المحل ، منحني ناحية اوراقٍ يرتبها و يقرأهُا بإهتمامٍ بالغ وهناك امامه كوب قهوة وكروسنين اثنين ساخنين وفي يده سجارة لاذعة الرائحة

عندما وصلت على مقربةٍ منه وكأنه استشعر وجودها دون ان تفتح فمها فرفع رأسه ونهض واقفًا من فوره ، فقالت "صباح الخير سيد بيير."

"آنسة آلبير ، صباح الخير لكِ ايضًا ، إن لم تمانعي سبقتك و طلبتُ لك كارسونًا وقهوة معي ، الرائحة أغرتني عكس ما كنت أتوقع."

"أجل هنا يصنعون قهوةً طيّبة ، انتظر حتى تجرب البودينغ ، دائمًا ما أوصيّ السياح بتناوله بعد الفطور مع قهوةٍ مرّة."

"سأُحب فعل ذلك بينما نتحدث ، تفضلي بالجلوس أرجوك." سحب لها الكرسي بتهذيبٍ بالغ لتجلس ، و عاد النادل مجددًا ليضع فنجان قهوة أمامها فور ان استراحت في مقعدها وفعل هو المثل ، وقالت بدافع المجاملة
"اخبرني ، كيف هو السيد مانويل؟"

"ذهب الى كورسيكا صباح هذا اليوم، لا يبدوا بصحةٍ جيدة كما اخشى لكنه مبتهج وهذا مؤشرٌ جيد."

"اوه ، جيدٌ له."

ارتشفت من قهوتِها لا لرغبتها الفعلية بالشرب بل لتفعل شيئًا ، اي حركة عدا الانصياع لهذا الصمت المزعج ، السوّاح يسيرون جيئةً وآيبة ، شاب يدس يده في خصر حبيبته ويسيران متجاورين ، علهما متزوجين مؤخرًا ، وهذا شهر عسلهما .. لو كان المحل مفتوحًا لربما اشترا لزوجته وردةً حمراء ، كانت لتنصحه بلا ادنى شك بأن يبتاع التوليب دون غيره ، امالت برأسها الى الأسفل ناحية قهوتها وفكرت انا لست هنا الآن إلا لأجل أمي ... ولأجلي

"قمت بالعديد من الإتصالات ، وحجزتُ موعدًا رسميًا مع شركة عائلتك 'لشأنِنا خاص' بعد ثلاثة أيام سيكون علينا السفر للندن لأجله ، بأسم القانون سنجبرهم أن يعترفوا بكِ كإبنةٍ لهم."

"لا أحبذ ان يبدو الأمر وكأننا نتهجم عليهم بل ليكون الأمر كـ مثلًا ، مرحبًا انا هنا."

"لن يكون هنالك داعٍ لذلك ، اذ انكِ بالسابعة عشر وتعتبرين قاصرًا إن سمحتِ لي القول ، السيد مانويل الذي كان يعتبر ولي أمرك كما سوف نخبرهم مصاب بالسرطان وليس لديه وقتٌ كثيرٌ ليعيشه، وبما اننا اصدرنا شهادة وفاةٍ مزورة للسيدة ماريا ، انتِ تحتاجين لولي أمرٍ يتكفل بك."

"لن اكون قاصرًا لوقتٍ طويل .. انا رسميًا سأكون بالثامنة عشرَ بعد ثلاثةِ أشهرٍ بالضبط."

"لهذا علينا ان نستعجل بالسفر ، ويمكننا استخدام عذر انك تحتاجين للحماية من شركاء جدك ، فهذا صحيحٌ نسبيًا ، هل الثلاثة ايامٍ كفيلةٌ بأن ترتبي بها كل أموركِ هنا؟"

"اجل اتوقع ذلك."

"لن يكون عليك حمل الكثير في حقائبك فالسيد بالفعل أرسل مستلزماتٍ الى غرفتك بالفندق حيث ستمكثين الى أن انتهي من التحدث اليهم."

مرّت وهلة صمتٍ كسرها المحامي وهو ينحني ليمد يده ويلمس اصابع يدها الباردة فوق سطحِ الطاولة وشد عليها "اعلم بأنك لا تعرفينني جيدًا ولا انا ايضًا اعرفكِ .. لكنني مضطرٌ الى سؤالكِ اذ ان يبدو ما تتكلمين عنه انتِ والسيد مانويل محض جنونٍ بحت ... هل أنتِ متأكدةٌ مما أنتِ مقدمةٌ عليه؟"

ايلا اقسمت يمينًا بأعز ما تملك في حياتها. ان لا جفن سيرِّف لها حتى تحرق قلب ونفس كل من حرق قلب أمها ، والا احد سوف ينجو من نيران غضبتِها ابدًا ، فوضعت يدها الحرة على القلادة و رفعت رأسها واضاءت عينيها بعزمٍ متقِد

"تمامًا. أنا واثقةٌ أكثر مما كنت طيلة حياتي كلها."

افلت يدها "حسنًا اذًا ، فقط اردت التأكد"

أخذ قضمةً من الكارسون وتأوه بلذة يتبعها بقضمةٍ اخرى ، ثم مسح فمه بمنديلٍ وقال "بعد أسبوع بالضبط ، هنالك حفلة سنوية لشركتهم ، مئوية على ما أعتقد ، ان حالفنا الحظ سنكون فيها."

قضمت هي الأخرى الكارسون الساخن منضمةً اليه وتساءلت "هل تعرف شيئًا عنهم؟ أي شيء؟."

توقف فمه عن المضغ لوهلة يفكر ثم قال بغير اهتمامٍ حقيقي

"قبل أيام كان لديهم مناسبة ، زفاف أحد أبناءهم"

"جيدٌ لهم."

***
(لندن ، بريطانيا)

كانت لندن نقيض باريس التي اعتادت التجوال في ازقتها بفساتين صيفية ملونة او سراويل قصيرةً ، كان الجو مشرقًا وغائمًا بعض الشيء تتخلله برودة يقشعر لها الجلد ، لذلك تدثرت بالبطانية فوق بجامتها الصوفية الخفيفة و تجوّلت في الجناح الفاخر الذي استأجره المحامي لها ، طلبت لنفسها القهوة بلكنتِها الفرنسية الرقيقة ، و جلست مقابلًا للنوافذ الزجاجية تنظر الى الأسفل حيث السيارات تسير و تتوقف ، و العالم يضج في زخمٍ وضجيج ، وضعت رأسها على السطح الزجاجي للنافذة واستمتعت بالبرودة التي تلسع جلدها كما الأسواط و تتحدث مع جدتها في الهاتف

"لا يا جدتي لا شيء جديد ، بيير ذهب الى موعده معهم منذ الساعة تقريبًا." صمتت قليلًا تستقبل الرد واضافت بتذمر "تمنيت لو كنتِ هنا معي."

"ايلا، لازلتِ تستطعين العودة كما تعلمين."

"لن أعود سوى بعد ان اعرف ما حدث لأمي وانتقم لها إن اضطرني الأمر و من ثم احضر جايك وجون اليك ، انا اقسمت."

"من اين اتاكِ هذا العنادُ يا ربي؟"

"لا أعلم لكنني انوي الإستفادة منه."

صمتت ماريّا للحظة طويلة ، ثم قالت بصوتٍ ضعيف "لا تنتقمي يا إبنتي"

بإصرارٍ ردت ايلا "انا لا انتقم ، انا اطالب بحقي الشرعي يا أمي ، و سوف اأخذه."

"كان الله في عونك إذًا.. ليوفقك ويحميك ، لكن لماذا كان عليك الإستعجال بالسفر هكذا؟"

"الوقت يا أمي ، يجب ان يكون في صالحي انا ، قولي لي ، الم تشتاقي لرؤية جايك؟ و ذلك الطفل الحلو البكاء؟"

"بلى يا حبيبتي ، اكثر مما بإمكانك ان تتصوري."

نظرت ايلا الى إنعكاس صورتها بالمرأة تتأمل تقاسيم وجهها الجميلة ، و افلتت الغطاء الذي كان يلتف عليها كما الشرنقة ليقع على الأرض الخشبية
"اذًا احتاجك في صفي لتدعميني معنويًا ، فانا لن اهرب مثلكِ وأمي ، سوف أواجهُهم وسأنتصر."

***

لم ينتظر بيير طويلًا بعد ان اشارت له السكرتيرة بأن يتبعها "سيُقابلك السيد سالفاتور الآن."
اخبرته وفتحت باب المكتب ، كان هنالك رجلٌ يظهر انه في الأربعينات من عمره او على الأقل أواخرها ، الشعر الأبيض يتخلل لحيته المشذبة وشعره ، وعينيه مثبتة على اوراقٍ امامه ، عندما رفع رأسه وانتبه لوجودهم وقف و قال "مرحبًا بك." ومد يده ليتصافح الرجلان

قال جايمس "تفضل أرجوك ، كيف استطيع مساعدتك؟"

"انا روبيرتو بيير محامي السيد مانويل."

قطب جايمس حاجبيه يحاول استرجاع الإسم ان سبق ومر في ذاكرته ، لكنه لم يفلح فقال بفضول يستحث الرجل على المتابعة
"تفضل يا سيد؟"

"الموضوع في غاية الأهمية ، يخص السيد بلايك بشكلٍ أساسي ، ومن جهة هنالك كلٌ من السيدين جايك و جوناثان ايضًا." فتح حقيبته الجلدية التي يحملها اثناء حديثه ، كان يخرج بضعة وريقاتٍ وينضمها

"تفضل كلي لك آذانٌ صاغية."

سرد بيير كبدايةٍ مرض السيد مانويل وان كلًا من جايك و جوناثان يعتبران وريثين شرعيين له ، قد قسمت حصتهما بالتساوي فيما بينهما ، ثم انتقل الى القصة كلها ، حيث جوليا كانت حاملًا قبل فترة الطلاق ، وسلم اوراق تثبت مدة الحمل قبل الطلاق ، الى ان انتقل للنقطة التي توفيت بها جوليا بتحفظٍ شديد ، كان وجه جايمس ممتقعًا غير قادرٍ على الحديث ، ختم بيير حديثه "وقد توفيت السيدة ماريا منذ ايامٍ قلال ، ولم يبقى للآنسة إيلا أي وصيٍّ غيركم ، فهي في النهاية إبنتكم."

"هذه الأوراق لا تثبت شيئًا."

"اجل هي كذلك ، لذلك نستطيع ان نقوم بفحص الحمض النووي ، الآنسة إيلا هُنا في لندن."

"صدقني يا سيد بيير ، ان كان الموضوع كله مختلقًا ستندمون أشد الندم."

"لحسن الحظ إذًا انه ليس كذلك"

"تفضل معي اذًا الى المستشفى."

خرج الرجلين برفقة بعضهما. بيير مرتاحًا لطريقة سير الأمور رفع هاتفه يخبر ايلا انهم اتون لأجلها ، وجايمس الذي الغاء اخر موعدٍ اليوم اتصل بويليام يخبره لكي يكون هو بنفسه يشرف على الأمر ، ثم اتصل ببلايك يخبره أن يأتي الى مستشفى ويليام بشكلٍ مستعجل

حين سمع بلايك موجزًا مختصرًا من كلام المحامي ، هتف بعصبية "من المؤكد انهم يكذبون ، هراء"

تلفت ويليام حوله حين حطت اعين البعض عليهم
"اخفض صوتك نحن في المستشفى لا المنزل ، هناك أناسٌ مرضى هنا."

"هل تستمع بما يتلفظ به الرجل؟"

قال جايمس بعصبيةٍ هو الأخر"وإن يكن ، ان كان يكذب فسيضل هذا مجرد كلام لا يغير شيئًا ، لكن علينا ان نعرف مع ذلك ، لماذا تزوجت ان لم تكن تنوي ان تتحمل مسؤولية ابنائك لأجل الله؟ ويليام أرجوك خذه وانهي الأمر قبل ان يصيبني بسكتةٍ قلبيّة."

لحظتها دخل السيد بيير يتأبط بذراعه ايلا التي فور ان وقع نظرها على بلايك ميزته من فورها وكشرت ، لم تكن ايلا تشبه أمها تمام الشبه ، لكنها اخذت منها رقة الملامح نفسها وعذوبتها، وهنالك تلك اللمحة الخاطفة الطفيفة تعتلي وجهها وتمتلكان الإثنتان لون العين نفسه. فتصلب بلايك مكانه مبهوتًا ، حتى جايمس استطاع ان يلمح الشبه الفوريّ بينها وبين أخوه ، ذات النظرة المستهزءة الساخرة ، يغلفها الحذر و الإحساس المبطن بالخطر

"مرحبًا جميعًا ، اعرفكم بإيلا آلبيير." قال بيير فور ان توقفا امامهم ، يده ما تزال تحتفظ بيد ايلا الدافئة يمدها بالقوة

كررت ايلا بهدوء "مرحبًا." لكنتها الفرنسية جلية بحيث خرجت الحروف ناعمة

"هل انتما مستعدان؟" قال جايمس وهز بيير رأسه بعد ان تبادل هو وايلا النظرات ، وبالفعل مضت ثلاث ساعات لأن ويليام قرر ان يكرر التحاليل عدة مرات ، قضتها ايلا بالوقوف قرب اقرب نافذة تتأمل المنظر خارجًا تحت نظرات بلايك الحارقة التي ازعجتها وجعلتها غرس أظافر يدها على جلدها ، وجوده حولها صامتًا يستكشف كل حركةٍ صغيرة تفعلها يجعلها تفقد صوابها ، فأمسكت بالقلادة تضغط عليها هي الاخرى ، تستمد القوة منها وتذكرها بأمها

اخيرًا قرر ويليام الخروج وبيده عدة اوراق اكدت رسميًا انها ايلا سالفاتور من الآن فصاعدًا ، لم تتحرك ايلا من مكانها اثناء حديثهم ، هي حتى التفتت تحدق بالنافذة لكي لا تفضح إبتسامتها الشامتة من تعابير وجه بلايك

"اعتقد الآن يا سيد جايمس ان كلامي لا غبار عليه كما قلت سابقًا..كنت سأرغب ان نتحدث في بعض الأشياء بشأن الوريثين الآخرين للسيد مانويل." تبادل كلٌ من ويليام وجايمس نظرة وزم بلايك شفتيه بضيقٍ شديد وعصبية

"كلاهما ليسَ متوفرين الآن كما اخشى ، نستطيع ان نحدد معك موعدًا مجددًا أليس كذلك؟."

"بالطّبع..انا باقٍ هنا على آيةِ حالٍ بضعة اسابيع حتى اتأكد من استقرار الآنسة التام." في نهاية كلامه التفت اليها ونده بصوتٍ خفيض

"ايلا."

التفتت ايلا و سارت ناحيته وما تزال مكتفةً ذراعيها تحتضن جسدها بمعطفها الأسود ، شعرها مجموعٌ اسفل رقبتها بشريطةٍ حمراء تماشت وملابسها السوداء وشفتيها مزمومتين بعبوس يشابه عبوس أبيها ، شيءٌ لم يستطع ويليام ان يمنع نفسه من السخرية منه بصمت

"شيءٌ اخير ، الى ان التقي بالسيدين الآخرين ، ايلا الوريثة الرسمية و الوحيدة للسيد مانويل ، اي شيءٍ يُصيبها سينجم عنه الكثير الذي لا افضل ان اقوله."

"لا تقلق يا سيد بيير ، لو كُنا نعرف بوجودها كانت لتكون منذُ زمنٍ أمام أعيننا."

استدار بلايك لحظتها وغادر وكأن شيئًا لم يكن ، مما جعل ايلا تشد على يديها أكثر ممتعضةً وغاضبة ، حتى بيير رفع حاجبه بعجب و التفت الى جايمس يسأل عن معنى هذا ، لم يستطع جايمس ايجاد اجابةً لسؤالهم الغير منطوق

قالت ايلا بسخرية "يبدو ان أبي ليس سعيدًا كثيرًا برؤيتي كما آملت ، لا؟"

"لا تهذي يا إبنتي."

التفت إلى بيير "نستطيع ان نتمم الأوراق سريعًا ، لا نريد ان نتعبكم ، لكننا سنستعجل بالأمور كثيرًا."

"وهذا ما نريده ايضًا."

في الخارج ركب بلايك سيارته واسند برأسه على المقود يشد على شعره ، الدموع تجمعت في عينيه لكنها أبت الخروج ، حتى انها رفضت ان تتساقط على حب حياته جوليا ، جوليا الحلوة العطوفة التي أحبها من كل ذرةٍ في جسده والتي اراد ان يفني حياته معها شاءت عائلته ام أبت ، فتح باب المقعد المجاور ودلف الاريك واغلق الباب وقال "اخبرني ويليام بما حصل."
وضع يده على كتفه يضغط عليه ، فقال بلايك يمسح وجهه بكمة ويرفع نظره الى الزجاج الأمامي يراقب أمًا تلاعب طفلها في حديقة المستشفى "قضيت السنوات السابقة انتظر .. انتظر ان يظهر اي شيءٍ يظهر جوليا بريئة لأعود لها واعتذر ، وافعل كل شيءٍ واي شيء لتعود الي ، كنت لأستعيد عائلتنا ، لا اعلم ان كان يجب ان اقول هذا ، لكن ندمي الأكبر انني عدت الى البلاد." سكت عندها

فقال الاريك "هذا الكلام لا ينفعك الآن ، فكر بها ، بإبنتك و بإبنك الاخر الذي يرفض ان يأكل أو يتكلم ، عليك ان تتصرف وتفعل ما يجب ، يجب ان تعيد الأمور الى نصابها الصحيح ، لا تتحسر على ايامك السابقة فهذا لن ينفعك بشيء ، اعتني فقط بإبنتك."

واضاف يتنهد "مع انني اخشى ان تنظم لأخويها هي الاخرى."

التفت اليه بلايك ناقمًا يعطيه نظرة تهددهُ من متابعة كلامه ، لكن الاريك بغير مبالاة هتف يدافع عن نفسه "ماذا ؟ هل أكذب؟ انت دائمًا تقول انك لن تؤذيهم وتفعل."

___
يويلهم ايلا جتهم

قيم البارت من ٥؟

رأيك بالرواية بصفة عامة؟

الشخصيات؟

انا؟

توقعاتكم للبارت القادم 🔥🔥؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro