٢٠
﴿رَبَّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا﴾
﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَّنا مُسلِمينَ﴾
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثيرًا﴾
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ
تصويت ، تعليق ، في الأسفل ملاحظة جدًا مهمة
لا تنسون المرور عليها
***
حاجبيه انعقدا معًا في غضبٍ باردٍ اجتاحه ، و تصلب فكه وهو يبتعد هوينًا عن الشجرة ثم ينظر امامه الى صاحبة الشعر الأسود تسير و تتعثر مرةً او اثنتين بسبب حصاة لم ترها في غمرة غضبتِها ، غير آبهة ولا منتبهةٍ لإنقلاب حاله الفوري ، نظر مجددًا الى الشاشة يكظم غيضه و اغلقها "هكذا اذن.." قال لنفسه ، ودس الهاتف في جيبه ثم سار دون ان يلتفت وراءها للفتاة التي توقفت عن السير تنظر اليه للحظة ثم تسير مبتعدة بذات الغضب تتمتم لنفسها
***
نظر عميقًا في المرآة الى وجهها الشاحب ، تجول ببطءٍ بالفرشاة على بشرتها ، تخفي هالاتها بأصابع رشيقة محترفة و تزيد حمرة وجنتيها لتبدوا طبيعية ، بين فينة و أخرى تنظر الى شاشة هاتفها ثم الى النافذة حيث المشهد المبهر للشمس المشرفة و الأشجار البرتقالية ، ذلك المشهد المكسو بغبار الخريف السحري الآخاذ ، و ودت لو أن ليام كان مستيقظًا ومعها الآن لتريه عائلة السنجاب المقابلة لها ، كانت تدرك انها صحت مبكرًا ومبكرًا جدًا ، الساعة تشير الى الثامنة و النصف صباحًا ، و قبل دقائق كانت قد تفقدت غرف البقية لتجدهم يغطون في النوم الى الآن ، و لا تبدوا أي منهن وكأنها مستعدة للاستيقاظ في أي لحظة ، نهضت من امام المرآة بعد ان مررت المشط للمرة الأخيرة في شعرها الطويل المموج ، اوصدت النافذ ، وا خذت طريقها الى الاسفل تشتهي الجلوس امام المدفئة و التحديق بالنافذة او ربما الذهاب لتفقد الاحصنة في وقت لاحق عندما تشعر بشعور جيد
أي شيء يخلصها من نظرات ابوها المتصيدة ، التي لا تحمل أي نية لأن تدعها و شأنها ولا أمها التي وضحت لها بما فيه الكفاية انها لن تدعها ابدًا تقحم نفسها في علاقة هي ليست راضية عنها ، على الأقل ليس مع جون ، انتابها إحساس مقيت في قلبها وهي تنزل السلالم سارحةً في المنزل القديم الذي حمل في جوفها ذكريات سعيدة عندما كانت اصغر سنًا و الحياة اكثر سهولة بالنسبة لها ، في تلك الذكريات المخيفة أيضا ، لكن بشكل ما كانت تشعر بالحنين لها ، ترغب بسماع حكايات عمتهم اجاثا و النوم امام المدفئة متشاركة بطانية واحدة مع أي احد ، او حتى التسلل لرؤية الأحصنة و سماع التوبيخ جراء ذلك في وقت لاحق ، كانت الشمس بهيجة تتسلل من الستائر المسدلة فكانت الرؤية واضحة جلية ، و اخذتها قدماها الى غرفة المعيشة حيث تنوي اشعال المدفئة و اعداد مشروب ساخنٍ لها لتراقب المشهد الخريفي و ربما تفقد ليام لتتجول معه الى حظائر الأحصنة ، لكنها تجمدت في مكانها فور ان حطت الأعين الزرقاء عليها بغير اكتراث ، لم تكن نظرة شخص يترقب أحدا ، بل واحد يروي فضوله الشحيح تجاه الأشياء ، لانه أصلا فقد الرغبة في المعرفة نفسها ، و في حجره القط ينظر لها هو الأخر بنظرات كسولة متململة تعكس نظرات صاحبه التي لا تحمل ادنى اهتمام بها، يد جون تمسح برفق و عناية على قطه العجوز الكسول ، يقربه من صدره و يعيد نظره الى الجمرات التي تبرد شيئًا فشيئًا و تكتسي رمادًا حيث سيتوجب كنسها في وقت لاحق او حتى دفنها بكومة حطب أخرى ، لم يكن يعطي البرد الذي يجتاح المكان ولا كلوديا نفسها اهتمامًا ولا انتباه ، كان سارحًا شاردًا ، يغرق في الصمت و البرد ، تسألت كما تفعل دائمًا ، في ماذا يشغل عقله هكذا؟ لكنها لم تملك الجراءة لطرح السؤال ، و اقتربت منه بجسارة "صباح الخير." هامسةً ، قطع تأمله أخيرا ونظر لها بإبتسامة شفيفة خفيفة لم يكن لها معنى "صباح الخير لك أيضًا."
"منذ متى وانت مستيقظ؟" كان سؤالها مشككًا ، لأنه يبدوا كشخص لم يرف له جفن طوال الليل ، لكنه رد بسرعة عندما انتبه "لا ابدًا ، اتيت قبلك بدقائق.."
واخفضت نظرها الى صينية القهوة المعدة ، فنجانان كانا مستعملان "هل كنت تجلس مع احد.؟"
"مثلك، لا اعرف من اعدها لكنها تبدوا شهية وما تزال ساخنةً."
"جيد.. كنت انوي ان اشرب شيئًا على اية حال." واخذت الفنجانين المستعملين تقول "سيتوجب ان احضر غيرهما."
و شقت طريقها الى المطبخ بسرعة ، نبضات قلبها تكاد تسمعها في أذنها ، نظرت لوجهها في مرآة الممر ترتب شعرها سريعًا للمرة الاخيرة ، ورمت بالفناجين المستعملة بالمغسلة حتى انها كادت ان تكسر احدهم ، و تنفست الصعداء عندما وجدت ما يزال سليمًا واخذت اثنين اخرين من الدولاب بالكاد عثرت عليهما ، كانت جائعة لحدٍ ما ، ومعدتها لا تحتمل شرب القهوة وهي فارغة ، لكنها مع ذلك تأكدت من شكلها للمرة الأخيرة وعادت الى جون فنجانيّ القهوة ، كان رأسه الأشقر مخفضًا للكتاب الذي يطالعه ، يطبق شفتيه السُفلى اسفل العلياء في شرود بالأسطر ، جلست في المقعد المقابل و سكبت فنجان قهوةٍ مدته له ، اطبق الكتاب بعد ان وضع ورقة مطوية لتكون كالفاصل "شكرًا لك ، احتجت لهذا." يدها ارتجفت عندما تلامست اصابعهما ، لكنه لم يلحظ ذلك ، او هذا على الأقل ما تعتقده ، و قفز القط من حجر جون الى قدميه ثم ركض مختفيًا في الرواق
"ما الذي جعلك تستيقظين في هذه الساعة؟"
"نمت مبكرًا على ما اعتقد ، و أنت؟"
"للأرق دوره .. لكن ما حدث اليوم مصادفة."
"ماذا تقرأ.." اشارت للكتب الذي لم تستطع قراءة حروفه المقلوبة و الغير مألوفة ، فنظر جون بخفة الى الكتاب المترجم الى الفرنسية "صادق هدايت ، البومة العمياء."
"اسمه غريب.. لا يبدوا فرنسيًا ، هل هو عربي.؟"
"لا ليس فرنسي و لا عربي ، انه إيراني.."
كان ذلك مفاجئًا قليلًا لها و لا تدري لماذا ، رغم انها تعرف انه منغمس بالأدب بطبيعته "مثير للإهتمام." تمتمت ، و انتابتها رغبة ملحة في الغرق بمقعدها تحتضن نفسها و كوب القهوة الذي لم يكن ساخنًا أصلا بل دافئ والذي لم يمانعا كونه كذلك ، والتأمل في الرجل الهادئ الذي أحبته من كل قلبها، عندما استوعب جون احتضانها لنفسها ترك الفنجان على الطاولة المشتركة و تسأل "ا تشعرين بالبرد؟ انفك محمر."
"قليلًا." وانحنى الى المدفئة حتى أصبحت تستطيع تمييز الشعيرات النامية على خده و ذقنه بإهمالٍ منه من شدة قربه ، واضحة وقريبة ، منبعثة من الجلد الشاحب المحمر قليلًا بسبب البرد والذي يدل على تعبه ، قريب للغاية لكنه بعيد في نفس الوقت ، استطاعت ان ترى عن قرب اختلاف ما اسفل عينيه عن باقي وجهه ، هالات داكنة كبقعة رصاص شفيفة دعكها احدهم بأصبعه حتى بهتت ، لم يجد حطبًا ، وابتعد كما اقترب وهو واقف ، باللامبالاة نفسها ، غير واعٍ لتغيرات التي تطرأ عليها ولا على قلبها الذي يقرع طبولًا في صدرِها "سأصلح هذا الآن."
وراقبته وهو يذهب الى الخارج بحب شارد ، تشعر بمدى اهتمامه بها ينعش قلبها و يشعرها بالرضى الحلو ، ولو ان هذا الاهتمام ما كان سوى بدافع الأدب و الواجب ، و غمرت نفسها اكثر في المقعد المبطن تتنهد مبتسمة رغم ذلك.
ثم حطت عينيها على الكتاب الذي تركه ، بجانبه كتابٌ اخر داكن اللون بلا عنوان ، لم يكن جون يوليه انتباهًا ولم يلمسه حتى كما ظهر لها ، لكن شكله وهالته الغريبة جعلتها تفقد اهتمامها بالكتاب الإيراني لتوجهه ناحية الأخر ذو النقوش البارزة للورود ، بدا قديمًا ، لكن في الآن ذاته صامدًا ، كإنتيكة ، فأخذت رشفةً من القهوة و سحبت الكتاب تتفقده ، ملمسة بارد وبينما تمرر اصابعها على سطحه الجلدي الداكن احست بالنقوش و ملمس القِدم نفسه خشنًا ومهيبًا ، و عندما قلبت صفحة عشوائية لمجرد ارضاء فضولها فيما قد يحويه كتاب بغلاف مثير للإهتمام كهذا ، وجدت نفسها تحدق ببلاهة بوجه لشخص مألوف و لكن يافع ، تلك السُّمرة المعهودة والتي تبدوا كما لو انه اكتسبها حديثًا ، الحاجبين المعقودين على الدوام يبدوان مسالمين لولا الشمس التي جعلتهما يندمجان مجددًا ، الشفتين التي ترتسم عليهما ابتسامة نعسة و كسولة وشاردة ، عمها بلايك ، في أواخر العشرينات من عمره ربما او بداية الثلاثينيات ، مطمئن البال ، يجلس امام مقهى ، في يده ما يشبه السيجارة او القلم ، و كأس قهوة ينبعث البخار منه امام وجهه ، و في طرف الصورة طفل ذو شعرٍ اسود كشعر عمها يحاول خطف الهاتف من يده ، بدت الصورة وكأنها ملتقطةٌ من فيلم قديم ، لكن بطريقة ما بمجرد التحديق بالصورة احست بالصخب و اشعة الشمس تغشي عينيها كما تفعل بعيني عمها ، خيل لها كما لو ان الصورة ملتقطة في هرج ومرج الشارع ، او حتى في يومٍ قائظ ، بتردد ، قلبت كلوديا الصفحة ، و وجدت صورةً أخرى لعمها ، مستلقٍ على اريكة قديمة ، يحتفظ بطفل اشقر فوق صدره غافٍ و يطالع أوراق بيده الحرة بينما الأخرى تبقي الطفل هناك خشيةً من وقوعه ، وجه الطفل كان بينًا ، رموشه الطويل وانفه المحمر الصغير ، لم يكن لديها شك ان هذا هو جون ، ان هذا الالبوم ينتمي للسنوات السابقة التي يقال ان عمها عاش فيها بفرنسا بمعزلٍ عن كل أحد ، اخذت تقلب الصفحات الواحدة تلو الأخرى ، حتى عثرت على صورة واضحة للمرآة الصهباء الفاتنة ، عينين غائمتين كعيني جون ، مائلتين قليلًا ، يبدوا كل ما فيه مبتسمًا لكن ابتسامتها فيها شيء من الخجل ، لم تكن تشبه جون مطلقًا ولا رأت فيها أي شبه من ايلا ، لكنها مع ذلك لم تستطع إزاحة عينيها عنها تتأمل كل تفاصيلها ، الطريقة التي تجمع فيها شعرها بشريطة حمراء مناقضة للفستان الأبيض عاري الكتفين الذي يحتضن جسدها بنعومة ، القلادة الذهبية المستقرة على صدرها ، البشرة البيضاء المحمرة طبيعيًا ، منمشة قليلًا في وجنتيها ، الرموش الطويلة التي ترسم ظلالاً على تلك الوجنتين الممتلئتين ، تنظر عميقًا في عينيها الزرقاوين لتعرف ما سرهما ، ما ذلك اللغز الذي اخذته المرآة معها الى القبر ، سرحت فيها كثيرًا ، وقلبت الصفحة مجددًا تنظر اليها سعيدة و مهتمة بطفليها ، وتارةً خجلة من قبله طبعها زوجها على خده خلسة ، رأت أيضا صورًا لطفلة في العاشرة صهباء الشعر ، بريئة وجميلة ، وكان هذا اخر ما رأته قبل ان تطبق الكتاب وتضعه جانبًا عندما سمعت صوت خطوات تضرب الدرج
***
عندما خرج جون الى الخارج بنية اخذ ما يكفي من الحطب الذي يعرف جيدًا ان الأسرة التي تهتم بالمنزل في غيابهم يقطعون بعضًا من الحزم و يركنونها جانبًا اسفل الدرج ، عندما اتى بالأمس تذكر انه لمحها مركونة حيث عهدها ، و امامه و جد آيلا تسير ووجها محمر ناحيته ، ابطئت قليلاً عندما رأته ، ثم التفت خلفها ونظرت له مجددًا "جيد .. أخيرًا رفقة طيبة بدل تلك السيئة ، صباح الخير."
"لا اعلم عن ماذا تتكلمين لكن صباح الخير لك أيضا ، ماذا تفعلين خارجًا في هذا البرد؟"
"اتمشى و اتفقد الأرجاء .. اشاهد الشروق أيضا."
"سنرى بماذا يفيدك الشروق عندما تصابين بالزكام."
"اخبر نفسك بهذا، انظر الى ماذا ترتدي؟" و اخفض نظره الى القميص قصير الأكمام الذي يرتديه ، ثم تذمر
"ياللهول تتحدثين الآن كجدتي."
"انت المخطئ هنا." تعلقت بذراعه تحتضنها "ما رأيك ، هل تصعد و ترتدي معطفًا ثم تنزل مجددًا لأريك مفاجئتي لك بينما نتمشى ، ام تريد ان نرى المفاجئة بالداخل معًا امام النار؟ افضل الخيار الأول اذا سألتني."
"مفاجئة! ما هي المفاجئة؟"
"انها مفاجئة ، والمفاجئة لا تكون مفاجئة اذا اخبرت عن ما هي، انت تدرك هذا ، صحيح؟"
"انت تحبين ان تتحاذقي علي ، اليس كذلك؟ ليكن ، دعيني اخذ حطبًا للداخل ثم سأحضر معطفي ، يستحسن ان تكون المفاجئة تستحق العناء."
"انها كذلك اقسم."
"سأصدقك." ابتسمت و تركته وهو يمشي ليحمل رزمة حطب ، حملها جون بسهولة واستدار مجددًا يصعد الدرجات ، ثم سارت ايلا خلفة
عندما دلف جون مجددًا الى الصالون كانت عمتهم اجاثا هناك ، تتذمر من شيءٍ ما و كلوديا تداريها ، عندما رأت جون و الحطب الذي يحمله "اخيرًا! حمدًا للرب على وجودك يا فتاي الطيب ، ايعقل ان يبقى احدهم المنزل متجمدًا هكذا كأن لا أحد به." ثم اخفضت نظرها الى قميصه قصير الأكمام و عبست "انظر الى من اتحدث! اتضح انك اكثر بلادةً منهم .. الا تملك ملابس تسترك؟."
تنهد جون ، و دخلت ايلا التي سمعت المحادثة تكتم ضحكتها ، و وضع الحطب في المدفئة ، يذكي النار بصبر بينما يسمع عمته تتحدث مع آيلا بشأن شيءٍ ما لم يلقي له بالًا ، لكن غالبًا كان عنه ، ورفع نظره الى كلوديا الجالسة الآن على الآريكة بقرب عمتهم "ا هذا أفضل الآن؟."
ابتسمت كلوديا رغمًا عمّا رأته بالآلبوم مما سرق أفكارها ، ابتسامة دافئة لم تفت ايٌّ من آيلا و لا أجاثا ، والأخيرة ابتسمت في سرِّها مستمتعةً وراضية ، قالت كلوديا "افضل كثيرًا ، شكرًا لك."
"جيد .. يا عمتي نحن سنذهب لنتجول قليلًا بالخارج."
"لا تتأخر يا ولد بالخارج ، وارتدي شيئًا حبًا بالله."
"حسنًا." استدار جون يصعد السلالم لغرفته ، ونظرت ايلا الى مكانها حيث صينية القهوة ما تزال حيث هي ، الفرق ان فنجان قهوة في يد كلوديا الآن
"مؤسف ، هل شربتها باردة؟."
"ليست باردةً جدًا، انها جيدة بالمناسبة."
جلست ايلا في مكانها سابقًا وبحثت عن آلبومها ، و وجدته فوق المقعد المقابل حيث لم تضعه سابقًا ، ونظرت باستغراب قليلًا ثم اخذته بغير اكتراث لحضنها ، عندما عاد جون مجددًا وهو يرتدي معطفه "هل انتِ جاهزةٌ؟."
"اجل ، هيا." و وقفت تخفي الآلبوم عن جون وتمشي بسرعة لتسير بجواره وتضع يدها في يده تدس الآلبوم خلف ظهرها
كان الطقس في الخارج باردًا للغاية ، لكن آيلا احبت ذلك ، و جون لم يمانع ، اغمض عينيه و هو يحس بالريح يتخلل شعره و يداعب وجنتيه ، ثم رفع ياقة معطفة ليحجب اذنيه عن الهواء الذي سكن للحظة ، ثم سارا معًا في صمت ، ايلا تفكر في تردد ، في اذا ما كان من الجيد ان تريه بعد ان شهِدت معركته الصامتة مع ابوهما ، ذلك الجفاء الذي يضمرانه لبعضهما ، و نظرت الى اخوها الصامت الذي يمشي متأملًا ما حوله وكأنه يراه للمرة الأولى ، لكن لسبب ما في داخلها عرفت جيدًا ان هذا هو جون ، ينظر الى كل شيء بدهشة و رزانة ما لا يراها جيدًا الناظر الى وجهه اول الأمر الا اذا تمعن جيدًا ، احتضنت ذراعه اكثر دون ان تستوعب على نفسها تدفن أنفها هناك ، تشم رائحة التي تبعث داخلها بشعورٍ طيب ، نظر لها جون مستغربًا و ابتسم ثم ابعد يده عنها ليضعها حول ذراعيها و يقربها الى صدره ، بحيث اصبحت قمة رأسها بالقرب من ذقنه "ما خطبك الآن؟."
"لا شيء ، متحمسة فقط."
"الآن انتابني الفضول حقًا."
"لا ادري كيف سيكون شعورك حقًا لذلك اشعر بالاثارة و القليل من الذعر ربما."
"ما رأيك لو تفصحين عن هذه المفاجئة السرية العظيمة؟ حقًا بدأت افقد صبري."
"اوه لا تكن ملحًا هكذا ، لنجد مكانًا نجلس فيه اولًا ، لأستطيع ان ارى وجهك جيدًا."
"ياللهذا ، بدأت حقًا اتحمس ، هيا الى هناك ، عند الجذع المقطوع."
اشار الى جذع شجرةٍ عجوز و ضخمة مقطوع بين آيكة قريبة ، وهزت ايلا رأسها برضى "ليكن..يبدوا مكانًا جيدًا."
الأرض تحتهما رطبة ، ومع ان الشمس كانت ظاهرة حتى بين اكوام من الغيوم الا انهما احسا بالهتان يتساقط حلوًا وعذبًا عليهما ، جلس جون أولا على الجذع ، ورفع رأسه الى السماء كما تشاهده ايلا يفعل في اكثر الأوقات متأملاً ، يبدوا مسترخيًا و مطمئن البال عكس البارحة ، وهذا جعلها تطمئن بدورها ، جلست بجواره ، ركبهما تتلمسان ، وانف ايلا محمرٌ من البرد و يديها اجتاحتها رجفةٌ خفيفة
اخذ جون يديها بين يديه قبل أن تفتح فمها يضغط عليهما بقوة"وتقولين انني انا المهمل! إن يديك اشد برودة من الصقيع."
"انها هكذا دائمًا ، دعك مني واغمض عينيك لأريك المفاجئة.."
نظر الى حجرها حيث الكتاب الفريد يقبع هناك ، لا يثير شيئًا من الحماس المنشود له ، وتسأل
"اهذا الكتاب هو المفاجئة ؟ لا حاجة لأغلاق عيني اذن ، اعدك بأنني سأكتب فيه بحكمة."
"انت تفسد الأمور هنا .. اغمض عينك ، هذا امر وليس خيرًا اطرحه عليك ، انت حتى لا تعرف ما هو."
"حسنًا حسنًا." اغلق عينيه ، و سحبت ايلا يديها من بين يديه ، تفتح الآلبوم تبحث عن صورة جيدة لتريها إياه أولا ، كان الأمر باعثًا على القلق لأنها لا تعرف ماذا عساها تكون ردة فعله تجاه ذلك ، وماذا يريد ان يرى وماذا لا يريد ، لكنها أخيرا اخذتها المصادفة الى صورة لجوليا وحدها مع جون ، في تلك القرية التي يعيشون فيها ، بيروج التي تكاد تجزم انه لم يكن هنالك مثلها ، بجوها السحري الساحر ، الطقس خريفي كما هو الآن ، انفه ووجنتيه محمرين ، يجلسان معًا امام منزل خمنت انه منزل جدتها ، كان جون يظهر في الثالثة او الرابعة من عمره ، ينظر الى اسفل الدرجات حيث سيارة حمراء صغيرة قابعة ويبدوا انه كان يقول شيئًا و امه توليه العناية و الانتباه له و للكاميرا في الآن ذاته ريثما تلتقط الصورة ، أيا كان مصورها
نظرت لأمها للحظة ، التي تبدوا كشخص خيالي بدورها ، كلوحات الكلاسيكية ، بشعرها الأحمر الناري المماثل للأشجار البرتقالية المتساقطة في دوائر من الأشجار المجاورة ، وجنتيها محمرتين كأبنها ، عينين عميقتين ساحرتين تنظران في المرء لتكشف اعماقه بينما يخيل له انها سارحة في البعيد ، تبدوا شديدة النعومة لدرجة الحذر من ان تكسر او تجرح ، عضت ايلا على شفتيها و اغمضت عينيها هي الأخرى للحظة ، تبلع الشعور السيء الذي داهمها لتركز على اخوها
ثم قالت بصوت ناعم "افتح عينيك الآن."
تلاقت اعينهما اول الأمر قبل ان يخفض عينه الى الآلبوم الذي وضعته في حجرة على صورة امه الحبيبة ، شاهدت وجهه يتراخى و حاجبيه يلتقيان حزينين و أصابعه الناحلة بتردد واضح كآثم لا يقوى على لمس ما هو مقدس رهبةً من تلويثه، على وجه امه الظاهر، لوهلة ندمت اشد الندم انها ارته إياه ، لكن ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه عندما أخيرا استطاع السيطرة على أصابعه ولمس الصورة ، رفع عينه لها ، و بدون سابق انذار اخذها في عناق عميق ، وهمس بصوت خافت خرج مرتجفُا من داخله "ايلا .. شكرًا لك."
الدموع تجمعت في عينيها و غمرتها الراحة و الطمأنينة و البهجة ، كأنها وهبت ما تتمنى و أكثر، لم يكن أي منهما منتبهٌ لمن يتابع المشهد في صمت ، ينظر الى ملامح جون المقابل له ، و لا يستطيع رؤية وجه ايلا لأن شعرها الحريري الفاحم هو كل ما يقابله ، لا يدرك ما هي معالم جهها كما يدرك ذلك الحزن الهادئ في وجهه ، لا يدري ماذا عساها قد ارته في ذلك الكتاب الصغير الذي تحمله معها ، لكن الشعور الذي وصله ثبته في مكانه بلا حركة ، يرى وجه جون يبتسم بهدوء ، وهو يعيد بانتباهه الى الكتاب ، دس ايفان يديه في جيبه و ولاهم ظهره ، ضائعٌ في أمرِّه
نظر جون بعناية الى وجه امه ، و قلب الصفحة الى صورٍ أخرى ، جدته ، جايك ، امه ، و حتى ... ابوه ، كأنه ينظر الى الماضي الذي لم يبقى منه شيء بين يديه ، بحزن أثير ، لكن في الآن ذاته كان يشعر بشيءٍ من البهجة وهو يراها ، جميع الصور التي كانت لعائلته الصغيرة كانت قد تلاشت مع مرور الأيام ، ولم يبقى سوى تلك لأمه التي حافظ عليها حتى الرمق الأخير ، وما تزال قابعةً في غرفته بلندن
كان كل شيءٍ يلمع واضحًا في ذاكرته ، يكاد يسمع الأصوات و يشم الروائح وكل الاحداث التي حدثت في كل صورة ، معظمها من فعل أمهم التي تحب استخدام الكاميرا كثيرًا لضبط افعالهم الصغيرة ، في بعض الصور كان يتذكر جيدًا ان جايك تنمر عليه ، مرةً او اثنتين ، ثم يندم ويعتذر او يجعله ابوهم يندم ، كان يبكي و ابوه يحمله في حضنه وربما كان يهدد جايك الذي فر هاربًا ، لا يتذكر ، لكنه مع ذلك ابتسم
كان جايك ابن ابوهم حقًا ، متشابهين قالبًا و قلبًا ، ودائمًا ما يكون مظهره بينهما شاذًا بشقاره الفاتح ، لفت انتباهه صورة لرجل غريب يولي نهر السين ظهره ، يديه في جيوبه وعينيه غائمتين ناعستين ويبدوا اكبر منه عمرًا ، ولحد ما اكثر شبهًا له من اي شخصٍ اخر "من هذا الرجل يا ايلا؟ اول مرة اراه فيها."
نظرت ايلا الى الصورة التي يشير اليها ، وابتسمت بخفة ، وهي تنظر اليها جيدًا ثم اليه "هذا جدي ايمانويل ،الا ترى انه يشبهك كثيرًا؟ لم اصدق عندما رأيتك اول مرة ، كنت نسخةً حيةً عن الصورة."
نظر جون اليها جيدًا وتلاشت ابتسامته ليعيد نظره حقًا اليها "اخبريني.. انا عشت سنواتي الاولى في فرنسا ، وكذلك فعل جايك وابي .. ولم يخبرني اي منهم عن وجوده ابدًا ، لا امي تحدثت ولا جدتي.. بل لا اكاد اتذكر مرةً حكوا فيها عنه ، لماذا بعد كل هذه السنين قد عاد؟ لماذا رحل اصلًا؟."
لم تدري ماذا تقول وتلاشت ابتسامتها هي الاخرى ، تنظر الى حضنها تتأمل اصابعها الشاحبة ، و تفرك راحة يدها ببطء تراقبها تحمّر قليلًا ، ثم قالت بعد تردد
"انه نادم يا جون."
"لماذا هو نادم؟. متى عاد اصلًا ومن اين عاد؟."
"نادم على رحيله الى - الله وحده يعلم أين.. انا ايضًا لا استطيع فهم بعض الامور جيدًا ، لكنه رجل جيد يا جون ، ساعدني كثيرًا ، لولاه لما كنت امامك الآن.. ولا شيء عكس هذا يهمني اصلًا ، انت هو العالم الذي اعطاه جدي لي بقصد او بدون قصد ، من يدري في ماذا يفكر فيه ذلك الرجل ، و لكنني لا اهتم."
كلامها اخرسه تمامًا ، كان ما يزال ينوي الاستفسار اكثر عن ذلك الرجل ، العديد من الاسئلة خطرت له وتحتاج لأجوبة وحالًا ، لكن آيلا يبدوا انها لم تكن مستعدةً بالمرة لأن يطرح اي سؤالٍ عليها
قلب الصفحة مجددًا ، ثم حدق بالجوه الجديد الأبيض الصغير و الشعر الناري الأحمر "من هذه؟ لا تقولي انها صورة لأمي اصغر سنًا ، ليست كأمي."
ابتسمت ايلا واخرجت ضحكةً صغيرة "هذه أنا."
"بلا مزاح." نظر مجددًا ثم اليها "ولكن .. ماذا حدث لشعرك الآن؟."
"حادثة سيئة الذكر." قهقهت مجددًا تفكر في فايِّ ، و نظرت بسرحان الى ملامح وجهه وهو يرى كل صورةٍ على حده ، يتفقدها جيدًا و يتأكد من الا شيء كتب على خلفيتها
"كنت لأسلك عن شيء ما ، لكن لا يبدوا انني استطيع ان اسحق مزاجك هكذا."
نظرت له باهتمام خارجةً من سرحانها ، تنظر الى الصورة التي يلمسها باصبعه ، لجدتهما ، و انتابها الضيق و نبضات قلبها طرقة الطبول في صدرها كرقصة مجنونة ، اشاحت بوجهها بعيدًا ، تستخدم شعرها حاجزًا بينه وبينها وتنظر الى البعيد ، وضع جون يده على كتفها "لا عليك ، ليس عليك ان تتحدثي معي إن لم تكوني ترغبين بذلك ، لا اجبرك على أي شيءٍ اطلاقًا .. انا فقط كنت اتسأل كيف حدث ذلك بالضبط، وليس عليك ان تردي."
"انا لا اريد ان ارد ، اعذرني ارجوك... انا حقًا آسفة يا جون." و شعرت بالغصة في حلقها تخنقها ، و الدموع تغشي عينيها ، شعور الذنب كان رهيبًا جدًا ، تشعر به يسحقها تحت ثقله ، كيف استطاعت ان تكذب عليه وهي تنظر في عينيه
"طبعًا طبعًا .. انا اتفهم اقسم ، هي جدتي وانا اشتاق لها كل ليلة كما اشتاق لأمي ، لكن انت هنا الآن ، لن يكون عليك ان تجبري نفسك على شيء لا يعجبك.."
"انت لا تفهم .. انا اسفة حقًا حقًا ، لا اعرف ماذا حدث لي ، يجب ان اخبرك طبعًا .. من انا لأخفي عنك شيئًا كهذا."
عندما استوعب انها تبكي غلق الكتاب بقوة و بإرتباك ، غير مدرك الى ماذا ترمي بكلامها "ارجوك لست مجبرة على ذلك." و اخذها في عناق اخر يخبرها "لا تقولي أي شيء لا اريد سماعه ، فقط اوقفي بكاءك الآن ، ياللي من ابله ، اعذري لي حماقتي .. و ارجوك توقفي عن البكاء بسببي."
أجبرت ايلا على مسح دموعها و الابتعاد عنوةً عنه ، تنظر الى السماء في صمت الآن كما يفعل هو في أوقات كثيرة ، وكان هذا دوره ليتأملها بصمت هو الأخر ، يعطيها مساحةً لتسيطر على نفسها ، ابتسمت بروية ابتسامةً حزينة للغاية ، إن كان ما تفعله الآن ما هو الا لأجله و لأجل امهم ، سيكون عليها ان تكمل لأخر رمق ، حتى وان كرهها لاحقًا ، تنفست بعمق "اسفة ، تصرفت بدرامية قليلًا"
"لا عليك ، انا الأسف."
"ليس عليك ان تعتذر على شيء لم تفعله."
"وانتِ كذلك ، ليكن بعلمك."
وابتسما معًا
***
لوك المعتاد على طقس اسكوتلندا بما ان جامعته لا تبعد سوى ثلاث ساعات من هنا ، لم يكن يحس بالفرق كثيرًا مثل نايت الذي تركه وراءه في الغرفة المشتركة يحتضن نفسه في السرير دون ان يقوى على الحركة ، دس يديه في جيبه و هو ينزل السلالم ، و شاهد امامه ابن أخيه ليام ينزل السلالم هو الاخر بساقيه القصيرتين الصغيرتين ، يتعثر ويكاد يسقط لولا اللحظة الاخيرة التي يتزن فيها ، ابتسم و اسرع ليمسك به و يرفعه بيد واحدة "ماذا تفعل أيها العفريت صباحًا ، هل هربت من أمي؟"
"لوك انزلني."تلعثم قليلًا ، مرتعبًا من ان يفلته عمه العابث كما فعل ذات مرةٍ خطاً
"لا، أيها الرجل الصغير"حمله جيدًا "عندها ستقع وتحاسبني أمي."
"اعتقد ان الطفل يخاف اكثر معك ، تاريخك سيء في حمله."
علقت هايلي التي ناصته هي الأخرى ، تتثاءب قليلًا ، و لا يبدوا عليها انها نالت قسطًا وافرًا من الراحة
"عمك لن يسقطك مرةً اخرى ايها الرجل الصغير ، و ارجوك انسى ذلك."
"لا ، لا تنسى يا ليام، عمتك لا تنصحك بهذا."
"ما رأيك ، هل ندفعها من الدرج؟"
"نعم."
"نعم؟ انا من تسمح لك ان تنام عندها." و نزلت السلالم بسرعة مبتعدة عن يد اخيها التي امتدت لتمسك بها ، وسبقتهم الى الداخل ، بينما لوك و ليام يبتسمان لبعضهما ، الأصغر سنًا بتأمر شيطاني يشجع لوك على ان يتبع اخته ليدفعها
"كانت هذه مزحة يا عفريت ، لن تدفع عمتك ا تسمعني؟"
"لا."
"هل تريد ان اوقعك ام اخبر عمي بلايك؟"
فتح ليام عينيه بوسعها و هز رأسه نفيًا لكلا الخيارين ، فقهقه لوك و همس "فتىً جيد.. كن مطيعًا هكذا دائمًا."
و قبل وجنته ، ثم انزله ليقف على قدميه و ينطلق الى مكانٍ ما لم يلقي له لوك بالًا ، عندما دلف الى الداخل ، كان جده ادوارد يجلس على المقعد بالقرب من النار سارحًا فيها ، و على الاريكة جدته ميرديث و عمته اجاثا ، و لا اثر لهايلي في اي مكان
"صباح الخير جميعًا."
"صباح الخير، هل استيقظ الفتية ايضًا؟"
"لا ادري عن البقية ، لكن نايت مستيقظ و يعتكف سريره بسبب البرد."
هزت ميرديث رأسها بلا حول ولا قوة ، ونهضت لتشرف على المائدة بما ان اليزابيث لم تستيقظ بعد هي الأخرى و لا اثر لها ،في تلك اللحظة دلف ايفان من الخارج ، يحك ما خلف اذنه بشرود بعد جولة ركض أخيرة قام بها لينفس عن غضبه الذي داهمه كموجة ، ثم بسبب الحبرة التي وجد نفسه واقعًا فيها ، شعور الحماية داخله بدا يتفاقم شيئًا فشيئا في كل مرة يتذكر فيها الوجه التعيس المبتسم الذي استوعب انه لا يدرك ما سبب تعاسته نفسها ، عبس اكثر و صعد السلالم دون كلمة
***
كانت تقضم شفتيها تنظر من النافذة الى الغرين الذين افسدا حياتها بقصدٍ او بدون قصد ، كلمة جون التي قالها حسب كلام اختها تطن في رأسها كنقوس ينذر بخطرٍ قريب لا محالة ، و اصبح صعبًا عليها حتى ان تتدعي انها ليست خائفةً من ان يقرر فجأةً ان يفتح فمه بعد كل تلك السنين ، ماذا لو قرر ذلك؟ لكن امه بالفعل ميتة ، وهو لم يتحدث طوال تلك السنوات وغالبًا لن يفعل الآن ، لكن ماذا عنها هي؟ تلك الجنية الصغيرة شبيهةُ أمها ، هل تعرف اي شيء؟ هل اخبرتها المرأة الصهباء عن اي شيء؟
نظرت الى وجه اختها الشارد ، و قد غشيه شبح الشك هي الأخرى ، تفكر بزوجها و ردات فعله الغريبة بجهة ، ومن الجهة الأخرى تفكر بتلك الليلة التي قادها الفزع لأن تصفع جون
قالت كاميلا تقطع لحظة الصمت باتهام وهي تضيق عينيها "وستيفان! لا اطمئن ناحيته."
نظرت لها ميلاني ببرود "حذاري ، انت تتحدثين عن زوجي أنا."
"زوجك انتِ اوصلك لهذه الحالة ، انظري الى نفسك خائفة."
"اللعنة بالطبع سأكون خائفة ، لا نعرف ماذا تعرف تلك البنت ، لماذا لم تجسي النبض حين قابلتها؟."
"لم استطع ، بلايك كان هناك و الفتية ايضًا ، كيف استطيع ان اتحدث معها اصلًا دون ان الفت الانتباه."
"تستطيعين ، كنتِ لتستطيعي ، طيب .. عندما رأتك ماذا فعلت؟ كيف كانت تعابير وجهها؟."
فكرت كاميلا للحظة ، تحاول ان تستشفي اي ردة فعل حقيقية من آيلا سابقًا ، لكن لم يظهر معها اي شيء "بلا تعابير..لا شيء حقيقي وملموس." وسكتت للحظة "لكن اخوها كان هكذا ، لكن ها هو ذا اتضح انه يعرف شيئًا."
"لسنا متأكدين تمامًا انه يعرف اي شيء ، ربما كانت له شكوكه ، او ربما قالها هكذا .. لكن اللعين نجح في زعزعة ستيفان و زعزعتنا."
نظرت كاميلا بروية الى اختها "لا شيء لنفعله تقريبًا بهذا الخصوص."
"عدا الحذر طبعًا ، انها ابنة زوجكِ انتِ ، تحدثي معها ، حاولي ان تجسي النبض جيدًا ، لا ادري كيف ذلك لكن .. اعطينا شيئًا ملموسًا لنعرف ماذا نفعل عندما يتضح ان حياتنا مرهونة بلسانها."
"و ستيفان؟."
"انا اعرف بالضبط كيف ابقي زوجي تحت السيطرة." نهضت واقفةً ، و سارت خارجةً بينما اختها تنظر الى ظهرها تهز رأسها "لنأمل ذلك."
***
الشبكة جدًا سيئة عندي وانا مضطرة انفذ وعدي سابقًا وانزل البارت ، اعرف الاحداث مو كثيرة تمامًا ، لكن لسبب ما قررت اخلي معظمه لطيف بين الأخوين ، ردوا على الاسئلة بعناية فائقة
* شخصيتك المفضلة؟
*ما وراء ايفان؟
*ايلا و جون؟
*شعور ايلا بالذنب لكذبها على جون؟
*كلوديا؟
*اكثر شخصية اشتقتم لها بالبارت؟
*الغلاف الجديد؟😂❤️ ، تجربتي التصميمية الاولى ، ما اكذب واقول ارتحت له ، لكن تحليلًا لتعبي بأتركه فترة
*تخميناتكم للبارت الجديد والاحداث القادمة؟
ملاحظة : وعدت اعدل البارتات الاولى لتغيير نسق الرواية بخصوص جزئية جايك و بلايك ، ترقبوها
* على هذا الأساس ، ما توقعكم ناحية جايك و بلايك؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro