Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

١٣

لا إله سبحانه إني كنت من الظالمين
*فوت + تعليق بين الفقرات + (البارت ٥٠٠٠ك) استمتعوا!
*أي غلط ، يرجى الاشارة اليه

***

كان الليل ما يزال يسدل بستارٍ شفيفٍ و رقيقٍ من الظلال المتوهجة على السماء ، بعض من الغيوم السوداء تكونت وتتحرك ببطءٍ شديدٍ مسببةً تموج ضوء القمر الذي يغشي الحديقة برِقةٍ بالغة في كل فرصة سانحة ، كانت كاميلا سارحةً في بقعةٍ وهمية بالجدار تستمع الى دقات الساعة التي تشير إلى ما بعد منتصف الليل بكثير ، يدها الناعمة البضة تحتضن كأس نبيذٍ احمر قاني غالبًا بلايك سيكون غاضبًا إن رأه  ، تجلس في غرفةٍ منزويةٍ في الطابق العلوي تكشف ميمنة الحديقة الجذابة فقط ،  و تنتظر هذا الأخير أن يأتي منذ ما يقارب النصف ساعة  ، لقد قالت خادمةٌ لها ان بلايك يرغب بمقابلتها هنا ، هذه الغرفة التي لم يدخلها في حياته كشخصٍ بالغٍ الا مراتٍ قليلة ، عل السبب يكون في كون القصر كبير بما فيه الكفاية ليضم الجميع بضيوفهم ، لهذا كان من النادر ان تستعمل هذا الغرفة و رغم كون هذا الجزء كله من القصر كحال بقية اجزاءه مصمم بطريقةٍ فريدة فخمة الا انه كان بمعزلٍ عن البقية لأيٍّ كان السبب ، و لقد أحبته كاميلا بصفةٍ خاص، بدا اكثر خصوصيةً من غيره ، و كأن لا أحد يدل طريقة اطلاقًا ..

و لحطتها سمحت لنفسها بالغرق في صمت اللحظة و التفكير بما يشغل بالها ،  قبل سويعاتٍ عندما دخلت جناحهما في القصر لتعدل من مكياجها و جدت ورقةً صغيرة الحجم مكوّرة و مرمية في احدى الزوايا بإهمال عكس عاداتِ زوجها المنظم تنظيمًا يكاد يكون مرضيًا  كان من النادر أيضا ان يستخدما غرفتهما في القصر لقل ما يأتيان الى هنا بدواعي المبيت ، لهذا كان الفضول اقوى من أي وقتٍ مضى ، و لقد اوقد هذا الفضول شرود زوجها في أوقات كثيرة ،أكثر من المحتمل و كذلك شكها.. مع ان الأخير يبدوا غير منطقيٍّ تمامًا

عندما فتحتها و جدت انها فاتورة لعقدٍ آلماسي باهظ الثمن ، لدرجة انها نفسها استغربت ان بلايك قد يشتريه لأي سببٍ كان ،  مع ذلك ومع شعور الاستغراب غشتها البهجة ظنًا منها أنهُ لها و بما انها لم تره حول رقبة آبريل زوجة ابنهما و لا على ميرديث ، و انتظرت بصبرٍ ان يقدمه اليها حتى ظنت انه نسي امره برمته ، حتى اتت الخادمة تنده عليها و تخبرها بان زوجها يرغب بأن تنتظره هنا و الآن ، و فكرت في أنه عله تذكر امر العقد في اللحظة الآخيرة ، فتمتمت تحت انفاسها تتنهد شارِّدة "الوصول خير من عدمه."

دفعت بالكأس الى حلقها ، بقي القليل لينتهي لكنها خشيت مجيء زوجها ، ولم تكن راغبة ولا بأي شكلٍ من الأشكال ان ينظر لها بإحدى نظراته المعهودة عندما تكسر كلمته او حتى ان يدخلا في  نقاشٍ هي تعلم جيدًا انها ستكون الخاسرة فيه ، بحثت بعينها ووقع نظرها على الخزانة الطويلة الملتصقة بالجدار ، فسارت بعجلٍ  ناحيتها تضع الكأس فوقها و تدفع به خلف احدى التحف ، نظرت قليلًا .. شخص كبلايك يسهل عليه ملاحظة الأشياء ، لكنها طمئنت نفسها انه ليس في وقت ملائم لان يلاحظ أي شيءٍ على الاطلاق

و تسألت في صمت إن كان من البين انها شربت اكثر من كأس؟ أو على الأقل هل إذا ما وصلت الى حدود تلك الثمالة الحلوة التي تجعل وجنتيها حمراوين طبيعيًا و تعطي عينيها لمعةً اخاذه ؟

افتقار الحجرة للمرايا جعل تساؤلتها تبقى معلاقًة في الهواء دون إجابة ، لكن ذلك لم يلبث طويلا لأنها سمعت صوت خطواتٍ تقترب ، و ابتسمت عندما اندفع الباب و اغلِّق بهدوء حاجبًا أصوات الخدم الصاخبة و صوت عزف الفرقة الموسيقية المنبعثة من مكان ما و التي مع ذلك ما تزال يتسرب صوتها من النافذة المطلة على الحديقة حيث يعزفون وصلتهم، ثم التفتت الى الخلف لتتلاشى ابتسامتها كليًا

كانت ميرديث تقف عند الباب الموصدِ الآن تنظر لها بنظرةٍ غريبة ، كنظرتها عندما تفعل شيئًا ما لزوجها أو عندما تحس أن شيئًا حدث لحفيدها ذاك ، نظرات الشك التي لم تجروء يومًا على التكشير بأنيابِها علانًا ، لكن كاميلا عاشت سبعة عشر سنةً تحس فيها بها تتربص و تطوف حولها كروحٍ منتقمةٍ تنوي الاخذ بالثأر منها

"عزيزتي كاميلا." قالتها ميرديث تشق طريقها عبر الغرفة ناحية النافذة المواربة و التي يتسلل نسيم هواء منعش من خلالها اكسب الغرفة جوًا نعِسًا مثاليًا للسكر ، مثبتةٌ بطريقة ما ان هنالك شيء تخفيه في جعبتها و انها لن تتركها حتى تخرجه كله لها ، لم تنهض كاميلا من مكانها وهي تراقب المرأة تسترق النظر من النافذة ، الفكرة البلهاء للروح المنتقمة اثرت فيها لحدٍ ما ، ووجدت نفسها تقول بتماسكٍ عجيب وكأنها تخضع لتحقيق تعلم جيدًا انها ستعترف فيه  "عمتي؟.. خيرًا؟ ظننتك مشغولة بالاهتمام بضيوفك."

"هنالك من يفعل ذلك بالفعل يا عزيزتي ، لا تقلقي بهذا الشأن اطلاقًا." نظرت ميرديث الى حيث يفترض أن تكون الكأس المنزوية خلف تحفةٍ خضراء وكأنها تراها عبرها "ظننت انك لم تعودي تشربين، هل انتِ ثملةٌ يا كاميلا؟"

مع علمها الاكيد انها تحاول ان تستفزها بطريقتها الكلاسيكية المعهودة ، تسألُ تحت غطاءٍ شفيفٍ من البراءة الخدَّاعة ، ظاهريًا لا يدل على شيء ، لكنها علمت انها داخليًا تقتقصد ان تضرب وترًا حساسًا عندها ، أحكمت كاميلا قبضتها على يدها و فكت هذه القبضة ببطءٍ لتحس بأثار اظافرها على جلدها الناعم تبعث المًا خفيفًا و كريهًا "أؤكد لك يا عمتي العزيزة انني اعرف متى اشرب ومتى اتوقف.. حتى و إن بدا لكِ عكس ذلك."

"جيد .. ليتك تجيدين فعل هذا أيضا في الأشياء الأخرى."

اخيرًا تخلصت ميرديث من قناع اللطف المزيف ، وهذا ذكر كاميلا انهما لم تريا احداهما الاخرى بعد قصةِ جون الاخيرة  ، و كانت تعرف جيدا ان عمتها تنوي شيئًا و على الاغلب شيئًا لن يعجبها ، استطاعت بطريقةٍ ما ان تتخلص من فكرة الروح المنتقمة البلهاء التي عززتها الثمالة و سيطرت على تعابير وجهها وهي تنظر للمرأة الأخرى توليها ظهرها مرةً أخرى ، و تغلق النافذة الموارِّبة موقفةً بذلك تدفق تيار الهواء اللطيف ، القت بنظرةٍ خافتةٍ الى الاسفل لهوينةٍ قصيرة ثم قالت "اتعلمين؟ رحت اسئل نفسي لأي درجةٍ تشبه ايلا والدها؟ الان وانا انظر لكليهما ايقنت انها ابنة ابيها حقًا ، هذا الخليط العجيب بين ملامح امها و ملامح ابوها يجعلني في حيرةٍ من أمري..اوه بالمناسبة هل كنتِ تنتظرين بلايك يا عزيزتي؟."

"عماذا تتحدثين؟.. نعم افعل."

"لن يأتي .. فأنا من استدعيتك الى هنا لأنني قررت انك امرأة تستحق الخصوصية عند الافصاح عن مشاعرها ، لم تخجلي يومًا عن الافصاح بما تكنين ، عندما تحبين تقولين انك تحبين وحتى تظهرين هذا واكثر ، وعندما تكرهين تفعلين المثل دون توارٍ ، اصدقك القول انني معجبة بذلك حقًا... انتِ عكس زوجك الذي الله وحده يعلم ما يخفيه في رأسه ، انا وانتِ عكس والده نعرَّف بلايك جيدًا و نعرِّف لأي درجةٍ يمكن ان يكون إبني شخصًا معطاءً ، حتى انني احيانًا اعتقد انه يبالغ كثيرًا ، انتِ فقط انظري."

لم تكن تعرف كاميلا ما خطبها لا توضح كلماتِّها كما يجب ، ولماذا تتحدث اليها هكذا و كأنها تشفيِّ غليلها و تتسلى ، لكن شيئًا ما في طريقةِ حديثها لم يطمئنها ، و النبيذ جعلها نوعًا ما غير مستقِرة وفي حالةٍ من العصبية الملحوظة ، نهضت واقفة نصف ناقمة نصف حائرة وكررت بضيق و سأم "عماذا تتحدثين انتِ؟."

و مشت إلى النافذة خلف عمتها تنظر الى الاسفل ، في البداية لم ترى شيئًا لكنها بشكل تلقائي بحثت عن زوجها وهنا ظهر بلايك ، في ذراعه يحتفظ بذراع فتاة مجهولة الهوية بفستانٍ أحمر ، لم تنتبه لها في البداية ، لكن ملامح وجهها المجاورة لملامح وجهه بدت واضحة و جليّة وهي تلتفتُ عندما تحدث رجلٌ مع كليهما ، وهنا فغرت كاميلا فاهها .. بغير فهمٍ أولا ثم بصدمة شلتها

"اترين الشبه بينهما؟ ابنةُ ابيها حقًا!."

بدا صوت ميرديث بعيدًا جدًا عنها ، وكأنه يخرج من بؤرةٍ لا مرئية طويلة و ضيقة ، وضعت يدها على حافة الطاولة المجاورة ، تشعر بالدوار ورغبت بالاستلقاء للحيظات ، لكن اقرب كرسيٍّ لها بدا بعيدًا كما بدا صوت ميرديث ، وهمست بصوتٍ مقتبض
"من هذه الفتاة؟."

"هذه ابنة بلايك ، ايلا..لا اظن انك نسيتي امها بهذه السرعة؟ انها ابنته من جوليا ، اخبرتك انه معطاءٌ بلا حدود .. هل رأيتِ عقدها؟."

بشكلٍ تلقائيٍّ حطت عينها على ما يحاوط رقبة الفتاة اللقيطة و امسكت بالطاولة تشد عليها بعصبيةٍ مفرِطة ، وقد فوتت نصف كلمات ميرديث الساخرة ، و عندما نظرت الى الاعلى مجددًا كانت حماتُها تسدل الستائر و تسير ناحية كأس النبيذ ، امسكت بالكأس و سكبت محتوياته على الأرضية الخشبية مفرغةً اياه كله ، وقالت دون ان تنظر لوجهها ولو مرةً

"عُودي الى عقلك الذي أخذه الخمر ، و اعلمي انه في المرة القادمة التي تحيكين فيها شيئًا ضد حفيدي لن اتوارى عن الرد بالمثل ، و الحال مع ايلا ايضًا."

***

كانت الليلة تعلن عن نهايتها القريبةِ بالفعل عندما ظهرا بلايك و ايلا من على اعلى الدرج ، و لعل شبح الصدمة ما يزال يحوم حول آل سالفاتور بينما يرون الفتاة الفرنسية تتجول هنا وهناك في الحديقة ، يدها بيد بلايك تحكم الإمساك بها ، و تتكلم بلكنتها الرقيقة المترفِعةِ مع رجلٍ برفقة عمِهم جايمس الذي لا يبدوا بطبيعة الحال مستغربًا من أي شيء ، وكأنه بالفعل يعرِّف ما يدور ، وهو كذلك .. بطبيعة الحال

بصعوبةٍ بالغةٍ استطاعت آيلا أن تستفرد بمحاميها ، الذي تناول يدها بحميميةٍ بالغة تحت نظرات المهتمين وهمس في اذنها "ظننت انك لن تظهري ، لأكون صادقًا ظننت انهم حبسوك أو شيءٌ كهذا."

"وهل يقدرون؟." زمجرت بحدةٍ ثم تنهدت بغم "روبيرو .. من الجيد رؤيتك .. بل من الجيد رؤية وجه شخصٍ مألوف ، لا يمكنني اخبارك كيف لكن يراودني شعورٌ سيء بشأن ... كل شيء" كان هذا التحول العجيب حدث لها بعد تصرُف بلايك معها ، لا تدري لماذا احساسٌ من العاطفة انتابها و زعزها و جعلها هكذا على حيرةٍ من امرها ، لماذا يبدوا لها بلايك بريئًا؟ بل لماذا يبدوا لها الجميع -بلا استثناءٍ- كذلك؟

بحثت بعينها عن جونٍ ولم تجده ، و اخفضت نظرها الى يدها و التي شدّ عليها بيير و أخبرها "هل ترغبين بالتراجع؟إن اردتِ عدنا الآن الى باريس ، إلى الديار و الى جديك ، ولا أيٌّ منهم سيزعجك ابدًا مجددًا."

"تبدوا ككلماتٍ كبيرة! وانا ممتنة لك عليها ، لكن لا يا روبيرو ، ليس الامر هكذا .. لم يكن الأمر هكذا يومًا ،انني فقط انتظر ان اعرِّف الحقيقة ، هذه الحقيقة التي اتيت من أجلها و التي ستحدد ما انا مقدمةٌ عليه ، و بعدها بطريقةٍ ما إن خاب ظني فيهم و صدق شكي سأخذ جون معي حين عودتي ، ولا احد منهم يبدوا مستعدًا لاعطاءه لي بدون حرب." مر نادلٌ بقربهما ، و خطف روبيرو كأس شامبانيا يناولها لآيلا ، غير مهتمٍ تقريبًا لسنِها ، وهي بدورها و لكونها اعتادت اساسًا ان تشرب مع اصدقاء جدتها و في الأعياد بشكلٍ خاصٍ منذ سنتين تناولتها من يده ببساطةٍ و امتنان ، دفعت بالمشروب في فمها و اغمضت عينيها للحظةٍ ، تستمتع بتغلغل الشراب السحري داخلها ، وهمست بصوتٍ مبحوح "ماذا لو كان كل ما افعله خطأً؟ لا اكف عن سؤال نفسي ، بل وحتى التمني، عن احتمالية ان يكونوا ابرياءً!."

هي تريد حقًا ان يكون بلايك والدها وتعني هذا بجميع الطرق ، اكثر من أي شيء ..
كان الامر نقيض ذلك قبل سويعاتٍ ، لكن شعورًا غريبًا و لذيذًا قلب افكارها في دقائق معدودة بينما يسحب العقد و يلفه حول رقبتها ، جميع احلامها بان تحظى بعائلةٍ كبيرةٍ تبعث داخلها بالدفء المرتجى تجلت تمامًا نصب ناظريها ، عائلة .. ياللهذه الكلمة البهيجة المسكِرة التي تجعلها تتذكر ايامًا قضتها في منزل جيرانهم وحيدةً وتعِسة تسلي نفسها بحكايات الجن و الخراف لأن جدتها طرأ لها عملٌ لوقتٍ أطول ، في هذه الأوقات أكثر من غيرها تتمنى لو كانت لديها عائلة

بيير و كأنه قرأ افكارها همس لها بصوتٍ شجي "تذكري انه لديك عائلةٌ في ديارنا تنتظرك ، في فرنسا ، ومع هذا ايًا كان ما تريدينه ، سيحدث..لا استطيع قول اكثر من هذا."

تنهدت بتعاسةٍ و أسدلت رموشها ، كانت الوصلة الغنائية الطويلة بالفعل انتهت ، و استطاعت ان ترى النسوة في حلقات الرقص يترنحن بعض الشيء برفقة مرافقيهم ، القليل من الحضور بدأ بالاستعداد للمغادرة و يسلمون على كبار الأسرة و يتبادلون معهم احاديث بدت اصواتها لآيلا خافتةً للغاية و غير واضحة ، جسدها بشكلٍ غريزيٍّ التف الى الخلف عندما احست بنظراتٍ تلسع ظهرها لسعًا ، وهناك رأت الشاب من المنزل المجاور الذي قد حملقا في بعضهما قبل سويعاتٍ عصر اليوم في الحديقة ، عندما كانت تحادث فاي ، هذه المرة لم يكن يرتدي نظارةً شمسية وعينيه الداكنتين حملقتا في خاصتِها ، التفتت الى روبيرو الذي وجد نفسه في خضم حديثٍ قانونيٍّ مع شخصٍ أخر قد اتصل به و تناسى لوهلةٍ امر ايلا

و في لحظاتٍ كانت رائحةُ سجائر انسجمت مع عطرٍ رجولي قد داهمتها ، الشاب في المنزل المجاور قال بالقرب من اذنها لتسمعه "هل تسمحين بهذه الرقصة؟." قربه المفاجئ منها اجفلها ، و استدارت لتراه بشكلٍ كامل ، كانت عينيه نعستين بنيتين ، و ملامح وجهه مليّحةٌ لا تشوبها شائبة ، القت بنظرةٍ على روبيرو الذي استعاد نفسه واعطاها نظرةً حازمةً تخبرها انه هنا ان ارادت منه ان ينقذها ، لكن لسببٍ ما .. ايلا لم ترغب بذلك ، وضعت يدها في يد الشاب وتمتمت ، لا تعنيها حقًا "سأحب ذلك."

انضما للوصلةِ الغنائية التي سارعت بالعزف ، يده احكمت القبض على خصرِها النحيل و يدها تموضعت بشكلٍ تلقائيٍّ على صدره بوضعيةٍ حميمية و وجهيهما كانا قريبين بما فيه الكفاية بما تقتضيه الرقصة  "لم اعرِّف ان لجيراننا ابنةً جميلة - او على الاقل جميلة اخرى."
تحركا معًا بانسيابيةٍ ، ردت ايلا "وانا لم يخطر في بالي ان لجيراني الجدد ابنًا متلصصًا..لو كنت اعرف هذا لكنت اقل حماسةً للمجيئ الى لُندن."

"اوه ، هل افسدت تجربتك هنا بتلصصي عليك حافيةً؟."

"ليس كليًا ، انت لم تكن مشكلتي عندي ما هو أهم و أكبر."

"جيد .. لأنني سأعمل على ان اغير ذلك و اجعل تجربت لندن لا تنسى لكِ ، انا كريستيان بالمناسبة."

ابتسمت ايلا بسخرية، كان يبدوا كشخصية متلاعبة و كتسلية حقيقية لها ، شخص سيء ربما .. لكنها لن تدع له الفرصة لا هو ولا لغير أن  يتسلى بها "كريستيان ، انا آيلا."

***

رمق ايفان ايلا بشكٍ هي و الرجل برفقتها و الذي تبدوا العلاقة بينهما حميميةٍ اكثر من المتوقع ، كانت تتحدث اليه بسرعةٍ و كلمات يعجز عن فهمها من حيث يقف و تخفض نظرها بين فينةٍ و اخرى كشخصٍ مغمومٍ مشغول البال ، و في احيانٍ كثيرة عينيها تدور حولها في الجموع المنشغلين بالحديث و الرقص و الشرب تبحث عن شخصٍ معين ، و هو لا يستطيع تخمين من ..

توقف لبرهةٍ يفكر ، ومر نادلٌ من امامه يحمل النبيذ الابيض يسير به بين الجموع ، اختطف كأسًا و شرِّب القليل منها يستغل الوصلة الغنائية و الرقصة التي بدأت ليتكئ جانبًا و يسمح لأفكاره بالاسترسال ، كان قد سمعها بأذنه ورأها بعينه وهي تتحدث بالهاتف مع من يفترض بها ان تكون جدتها ، و التي قال نايت قبل دقائقٍ انها ميتة ، لماذا عساها تكذب لأي سببٍ كان كذبةً كهذه؟ هذا ان كذبت بالطبع ، لا يستطيع ان يتهمها اتهامًا فجًا كهذا ، لكن الشك بقي كشبحٍ يقوع نواقيس تحذيرٍ في رأسه ، وحاسته السادسة التي لطالما صدقت بقيت متيقظة ، بحث بعينيه الذئبيتين السوداوتين عن وجوهٍ مألوفةٍ ، و وجد ديريك الممسك هو الاخر بكأس شامبانيا يسيرُ نحوه .. القى بنظرةٍ خاطفةٍ على الفتاة ، نظرة تقريبًا مقيّمة تروي عطش الفضول لا اكثر ، عكس نظرات البقية التي بقيت الى الان تلتهمها حيةً . قال ايفان اولًا
"لسببٍ ما يا ابن خالي .. اعتقد بأنك كنايت تعرف بشأنها؟." و أشار على ايلا التي ما تزال تتحدث مع الرجل الفرنسي يتهامسان

"ابي بنفسه اخبرني ، و لا استطيع ان اكون اقل انسيابيةً من البقية ، لكنني أجبرت نفسي لأجل والدي و لأجلها..هل رأيت وجوههم؟ الجميع كمن رأى شبحًا وهذا مسلٍ."

"اجل ، كان الله في عونهما ، الا تعتقد ان وجه خالي ستيفان يبدوا كالحًا اكثر من المعتاد؟.. صحيح ان الامر صادم لكنه بالغ"

"اين؟ لا استطيع رؤيته."

تلفت ديريك حوله يبحث عنه بعد ان اتكئ بجوار ايفان الواقف كما هو ينظر الى ايلا بين كلامه ، لكنه لم يجده في أي مكانٍ حوله ، و مال بشفتيه ليهز ايفان كتفيه بغير اكتراث ويتمتم "اختفى."

"انا ذاهب الى الداخل لرؤية كيف تسير الامور ، لا اثر لأمي و لا لأيٍّ من اخواتي .. وهذا لوحدهِ مدعاةٌ لذعر..حمدًا لله على ان هذه الليلة الكارثية موشكةً على الانتهاء."

راقبه يبتعد وبقي هو واقفًا في مكانه بكأس نبيذٍ مفروغ تمامًا وأفكارٍ ملتهبة ، وضع الكأس على اقرب طاولةٍ منه و سار ليتجول مبتعدًا عن الاعين الفضولية و ليُريح رأسه .. وقبل ان يغادر اخذ نظرةً أخيرةً الى الخلف ، لا يدري لماذا ، ووجدها هناك في حضن كريستيان سولديري.. فسار في صمت مبتعدًا

***

عندما دخل الى القصر و صعد الطابق العلوي بخطواتٍ مستعجلةٍ وجد ديريك زوجته إبريل امام وجهه ، و التي اشارت دون كلمةٍ لغرفةٍ في اخر الرواق ، نظر لها مستغربًا لوهلة ثم هز برأسه و ساق نفسه الى هناك ، فتح الباب ليجد خالته ميلاني تدور و تدور و تتذمر و تشتم ، اختيه جالستين متجاورتين و لا تبديان اي ردةِ فعلٍ واضحةٍ على محياهن ، كلتاهما تبدوان ضائعتين مع حشو خالتهم لهما بالكلام ، و لا يظهر الفهم على محيًّا ايٍّ منهن ، و في طرف الغرفة الأخر بنات عميه لا يبدين أحسن حالًا من أختيه

"فعلتَها مجددًا." قالت ميلاني تستشيط غضبًا ، كاترينا تضع قدمًا فوق الأخرى و مركزة في حديث أمها تحاول ان تستنتج شيئًا ذو أهمية ، و كلوديا من جهةٍ تنظر لها بتعب و غم

"من فعل ماذا يا خالتي؟.. من فعل ماذا؟."

قال لتتوجه كل الأعين إليه ، و سار تاركًا الباب مفتوحًا لتطل منه زوجته بهدوء و تغلق الباب خوفها مخافة ان يسمع أحدٌ أي شيء

ميلاني نظرت اليه بغير تصديقٍ من برودةِ اعصابه واستخفافه ، و سرعان ما لاح الفهم على وجهها عكس الفتاتين لتقول بإستنكارٍ "كنت تعرف؟."

"بالطبع كنت افعل .. ابي اخبرني ، واخبرني الا اخبر ايًا منكن و الآن عرِّفت لماذا..حبًا بالله مالذي تقولينه للفتاتين." تجاوزها وسار ناحية اختيه الجالستين دون حراك ، ربض عند قدميهما و قالت جولييت "احقًا ما تقوله خالتي؟ .. هل ابي خان امي؟."

"هل يخيل لك في يومٍ ما ان ابي يستطيع ان يفعل شيئًا كهذا لها أو لأي شخص؟."

"ليس إن كان بارادته." هتفت ميلاني و جز ديريك على فكة بشده ، تجاهلها بصبرٍ و نظر الى اختيه المتجاورتين "بالطبع لا ! اخر شخصٍ في العالم يمكن ان يجبر على اي شيءٍ هو ابونا.. وانتما تعرفان هذا حق المعرفة.." عدل في جلسته.

"مهما يكن هي اختنا - اخت جون من امه ، كانت امها قد حبلت بها قبل طلاقهما و سفرها الى ديارها و توفيت لاحقًا عندما انجبتها.. هذا فقط."

ارتاح عندما راى إمارات الفهم و التقبل تعتليان وجه اليانور - و لكن جولييت ، والتي لطالما كانت صعبة المراس تساءلت تقرب وجهها من وجهه ، و عندها اصبحت اكثر شبهًا لأبوهم بحاجبيها الاسودين المعقودين بشك "لماذا امهما لم تخبر احدًا عن حبلها؟ ولماذا تسافر وتترك جون؟ ولماذا يقولون جميعًا انها ميتةٌ أصلا منذ البداية."

"هذا شأنها الخاص..وهذه الاشياء لا علاقة لنا بها ، عي هذا جيدًا..كل ما اريدكما ان تكوناه هو اختين جيدتين، مثلما عهدتكما دائمًا ، ايلا تستحق فرصةً الا تظنيان؟ وماذا عن جون؟انها اخته من أمه!." مسح على شعر جولييت ، الامر الذي جعلها تبتسم رغم تعقيدة حاجبيها ، وكرر ديريك "لا تسألي عن أي شيء على الأقل هذه الفترة.. لأن هذا قد يترك اثرًا سيئًا ، حسنًا؟."

"حسنًا."

نظر الى اليانور و كرر"حسنًا؟."

اومئت الاخرى ، و تنهدت "حسنًا."

"لا أصدق ما تفعله..و لا أصدق ما عمي يفعله" تمتم عمته ، الأمر الذي جعله يتنهد بصبر ، و نظر فإذا هي تتجاوز زوجته بمشيةٍ غاضبةٍ و تغادر ، و تبعتها كاترينا الصامتة ، ثم نظر إلى أختيه وتسأل "ماذا قالت لكما؟"

"أبي كأن امي .. وأن — ايلا لـ..قيطة." تأتأت اليانور و أحست بالعار من الكلمة ، لكن ديريك كان هنا ليشدّ يدها و يؤكد عكس ذلك ، ومن على الباب تذكرت ابريل لماذا تزوجت ديريك ، و نظرت إليه بحبٍ قبل أن تخرج هي الأخرى

***

هلعًا فتح باب الحمام تحت انظار احدى الخادمات المستغربة و المحتارة ، ثم صفعه خلفه بقوةٍ بقدمه وخر يستند على المغسلة ، العرق يتصبب من جبينه و لا يستطيع التنفس من فرِط الذعر الذي انتابه ، اشياء قليلة في حياته سيتذكرها و سترافقه طوال حياته الى الابد ، احدها نظرةُ بلايك التي رمقها به هذه الليلة بقصدٍ او بدون قصد ، لا يهم ، فقد احدثت تأثيرًا يناصي تأثير الزلازل ، تلك النظرة المتحديّة القاسية و الباردة التي جعلته يعود ذات الطفل الراكض خلفه ، نظرة حملت حقدًا مخيفًا و غريبًا لم يعهده ، خاصةً منه ، و باليد الاخرى لم تفته نظرةُ الاعين اللازوردية المتلصصة بنظراتٍ لطالما اثارت الشك المقيت في داخله ، هذه النظرات التي لوقتٍ طويل ..طويلٍ جدًا عاش حياته يحاول تجنبها أو تناسي امرِّها ، بل و في احيانٍ كثيرةٍ يحاول ان يصور له عقله عكسها ، شبح الندامة طاف حوله و جعل وجهه يكلحُ اكثر فاكثر
همس بصوتٍ مضطرب "ليس كذلك .. لن يكون كذلك ابدًا ، لا احد لديه علم.." و سحب ربطة عنقه يفك ازرار قميصه الاولى ، فتح صنبور المياه البارد و وضع يديه اسفل المياه الثلجية ثم قذف بها على وجنتيه البارزتين و لم يحدث أي تأثيرٍ مرتجى ، اخذ يعد الى العشرة و يبطئ وتيرة تنفسه شيئًا فشيئًا. لا يدري ما الذي اصابه فجأةً وكأن قدميه لا تقويان على حمله ، تحت وقع سيل النظرات من الرجلين ، اخيه و ابنه ، كانا كافيّين باحداث كل هذه المشاعر التي حبست طوال تلك السنوات ازاء تجاهله لها و خرجت دفعةً واحدةً تنتقم وتخل بإتزانه ، تنفس

فجأةً دق باب الحمام فذعر في مكانه وسمع صوتًا غريبًا ينتمي للخادمة التي رأته تقول بنبرةٍ قلقه "هل انت بخيرٍ يا سيدي؟."

كتم شتيمةً مخلةً اوشكت على الفرار من بين شفتيه ، و تحمحم ليقول بنبرةٍ مقتبضةً وصارِّمة "انا بخير."

و احس بها واقفةً خلف الباب دون حراكٍ لثوانٍ ، لكنها لم تلبث طويلًا و غادرت لتكمل عملها

نظر في عمق عينيه في المرآة و همس بصوتٍ خافت "ماذا فعلت أنا؟..لماذا؟"

***

استندت كاترينا على جدار الغرفة تراقب بصمت ، كانت امها جالسةً بجوار خالتها التي تبدوا كمن رأت شبحًا ، لكن وميضًا من الغضب اليائس كان يغشيها

قالت ميلاني ، تقرب المسافة بينهما و تمسح على شعر اختها المنسدل كشلالٍ بنيٍّ اسود على كتفها "انظري للجانب المشرق .. تلك المرأة الشريرة ميتة ، وايًا يكن الامر هذه محرد فتاةٍ بلهاء ستلزم اخيها غالبًا."

كانت كاميلا من جهةٍ اخرى تبدي عبوسًا شديدًا و شرودًا غاضبًا على محياها ، و قالت بحرقةٍ تردُ و عينيها الداكنتين تحدقان ببقعةٍ على الجدار
"فرِّحتُ كثيرًا بذهاب أُمها ، لكن اتضح ان البلاء قد ذهبت و تركت خلفها ذيلها."

"وإن يكن؟. هي ذهبت ! البلاء ذهبت وهذه المرة ذهبت بالفعل ولا مجال لعودتها ولا بأي شكلٍ من الاشكال."

"انتِ لا تفهمين..يا ميلاني ، لماذا بعد كل هذه السنين اعتقد بانها ما تزال بطريقةٍ ما تنتصر علي؟."

نظرت ميلاني الى كاترينا و اخبرتها "اذهبي واحضري لخالتك بعض الماء." شاهدت ابنتها تغادر في صمتٍ بعد ان القت بنظرةٍ فوضوليةٍ خلفها ، و بقيتا لدقائق صامتتين حتى تفوهت كاميلا تقبض على مقعد الكرسي بمرارة "انتِ لا تفهمين يا ميلاني لا تفهمين! هل جربتِ يومًا العيش مع رجلٍ لا يحبك؟ انا عشت! و عشت ايضًا حبًا مرًا يا اختي ، كل لمسةٍ يلمسها او همسةٌ يهمس بها اعلم انها ليست لي."

"من اين خرج هذا الان؟" تنهدت ، واغمضت عينيها حانقةً على اختها ومن عمها و بلايك ، مدت يدها تقبض على كفي كاميلا و ازاحت خصلةً كانت قد تمردت على وجهها برقة "لكن الفرصة وبشكلٍ كاملٍ اصبحت بمتناول يدك لتحصلي عليها الآن ، هذه المرة وحقًا هي ميتةٌ و تتعفن تحت التراب! من يهتم ان كان لها ابنٌ او اثنين منه؟.. انتِ هنا تضعين خاتمة في اصبعك منذ سبعة عشرة سنةٍ مجددًا.. اترين المفارقة؟."

"اتظنين ذلك حقًا؟."

"بالطبع!..هيا ، قفِ و كوني قويةً وانتِ تواجهينهما ، لا تدعِ ابنيّ العاهرةِ يتشمتان بحزنك ، بل لا تدعِهما يريان ذلك اطلاقًا ، اغسلي وجهك و عدلي مكياجك .. لعل بلايك في مكتب عمي ، لكنه قادمٌ لا محالة في النهاية ، هل عندما اخرج واتركك ستكونين بخيرٍ وحدك؟."

"بالطبع سأكون! .. معكِ حق ، انا التي هنا و ليس هي ، سأذهب و اغسل وجهي."

"جيد .. لأنه علي ان اعثر على زوجي."

كانت كاترينا هناك تخرج من رواق الغرفة التي كانت مع والدتها فيها و خالتها ، لا تستطيع فهم اي شيءٍ تمامًا مما تفوهتا به ، لكن الاكيد انها لم تحب ايلا اطلاقًا ، حتى ولو كانت اختًا لجون ، عجلت من خطواته بنية الذهاب لغرفتها واخذ قسطٍ من الراحة ، متجاهلةً طلب امها بان تحضر كأس ماءٍ لخالتها ، لا شك من انها قالت ذلك لتتخلص منها على ايكِ حال ، بنظرةٍ خاطفةٍ القتها باهمالٍ على النوافذ الزجاجية المغلقة ، رأت ظلين لشخصين في الحديقة المعتمةِ يبداون مثل اشباح في ضياء الغسق ، بقيت في مكانِها تنظر لهذا القرب الحميمي بينهما ، احساس داخلها يخبرها انها تعرِّف احدهما تمام المعرفة ، الطول و الضخامة و الجسد المتناسق و حتى طريقة الوقوف ، اقتربت من النافذةِ ورأتهما هناك ، ايفان كما توقعت ، و تلك الـ ....آيلا!

***

كانت تحس بفقراتِ ظهرها تبعث بآلمٍ لذيذٍ و بالنعاس يغشي عينيها جراء التعب من مجاراةِ كلٍ من كريستيان اللعوب و خالتها اليزابيث ، الليل ارخاء نفسه ، و الجميع تقريبًا كان قد غادر ، وهي بصبرٍ انتظرت بيير ان ينهي حديثه مع بلايك ، كانت الحديقة الفارِّغةٌ الآن تبدوا ساكنة ومريحة ، في اوقاتٍ اخرى كانت لتفضل القراءة فيها على ضوء هاتِفها او احتساء القهوة ، عدا الليلة بطبيعة الحال

"ايلا؟" قال بيير مندهًا ، و التفتت لتجد بلايك يقف بجانبه مشمرًا ذراعيه و بلا ربطةِ عنق ينظر لها بإهتمام "ماذا تفعلين خارجًا بالبرد."

خجلةً اجابت "احتجت لأن احادثك عن شيءٍ ما نسيت ان اقوله لك." نظرت الى بلايك فاذا بإهتمامه بها قد قلّ عند هذا الحد ، و قال يقطع المحادثة السابقة بينه و بين بيير "سيد بيير ، سعدت بلقاءك و بحديثي معك ، بالطبع كل شيءٍ بيننا سيكون بأتم حال ، انا استئذنك الآن علي ان افعل شيئًا." نظر الى ايلا نظرةً خاطفة ، و قال بيير وهو يشيع الرجل الراحل
"ليلةً طيبةً يا سيدي."

ثم التفت الى ايلا التي تتنهد و سار برفقتها يقطعان المسافة الى مواقف السيارات حيث سيارة بيير تقبع

"ماذا بجعبتك؟."

"هل احضرت الصور؟."

"اجل .. ، ذكرتني ، انها بسيارتي."

"جيد، بماذا تحدثتما بالمناسبة؟."

"عن العمل ... فكرةُ جدك."

"مبدئيًا ما رأيك.؟"

"عائلة جيدة ، الجميع بلا استثناءٍ مثقفٌ ومثير للإهتمام ، انا استطيع رؤية اننا نتفق على هذا الشيء على الاقل..فلا تحدقي بي هكذا."

"كنتُ سأكون اكثر امتنانًا لو انك خالفتني الرأي."

"لا استطيع ان اكذب بأرائي ولو لإسعادكِ يا حلوتي."

فتح باب السيارة و خلع معطفه يضعه بداخلها ، ثم التقط المغلف بني اللون القابع على المقعد المجاور و استدار ليمده لها ، التقطته ايلا منه بإهتمامٍ و فتحته ، كانت تستطيع رؤية الصور المألوفة التي رأتها بالفعل قبل اشهرٍ قليلةٍ مع جدتها في احدى الليالي ، وابتسمت من التأثير الذي قد تعطيه الصور

ثم سألت "بالمناسبة ، كيف هو الحال مع جدي؟.

اقترب ظلٌ لم ينتبها لوجوده يمشي ببطءٍ ناحيتهما و يتوارى خلف الشجيرات المقلمة بعناية ، ذلك الرجل الفرنسي لم يحبه ايفان من أول نظره ، بطريقة كلامه الذكية و حركاته التي تكشف عن شخصيةٍ فذّةٍ خبيثة ، الأمر لا يختلف عنها ، سمعها تقول بنبرةٍ أعلى

"اشكر جدتي بحرارةٍ على الصور إن رأيتها..انا ممتنةٌ لكليهما."

"اؤكد لك ان سلامي سيصل الى جديّك.."

تبادلا بضع كلماتٍ بالكاد استطاع سماعها و فهمها بلغته الفرنسية الضعيفة ، من ابرزها جدي و جدتي ، و كان هذا كافيًا لآيفان ليقطع الشك باليقين ، حرك الرجال السيارة و شاهده يسحبها و ينزوي بينما الفتاة توليه ظهرها العاري و فستانها الأحمر يتحرك تماشيًا مع الريح ، كانت بضع لحيظاتٍ توقفت في خضمها تنتظر السيارة لسببٍ ما ان تختفي تمامًا في المنعطف ، او لعلها تستمتع بالبوردة التي تلفح بشرتها العارية و ظهرها ، كل ما يدركه بشكلٍ أكيد انها تقريبًا غير واعيةٍ بأي شيءٍ حولها ، تقدم ناحيتها يبتعد عن الشجيرات التي كان يقف خلفها و اقترب ليسمعها تخرج تنهيدةً خافتة

"الا تعتقدين انه من الغريب ، لفتاةٍ لا تمتلك اي عائلة — ان ترسل سلامًا لعائلتها؟."

التفت بعصبيةٍ ، و تعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أزرق ، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات ليتمكن من النجاة و كشر في وجهها بذات الحدة المعتادة "لا أعرف لماذا .. لكنني لا أثق بك."

"ليس عليك." العصبية جليةٌ على محياها ، و بدا وكأنها تنوي ان تقول شيئًا او ان تفعل شيئًا على اقل تقدير ، لكن عينيها الغاضبتين اسدلتا رموشهما لهوينةٍ و استطاعت السيطرة على نفسها وكان هذا متأخرًا لانه بالفعل رأى الذعر للحظةٍ كامنًا هناك قبل ان تحل محله شعلة الغضب ، وهذا جعله يستند اكثر على ارض اليقين الصلبة ، شكُه صار اقرب لأن يكون حقيقةً ولم يخب ظن حاسته السادسةِ الى الان بعد

"لا اعلم من تظن نفسك يا هذا ، لكنك ابدًا لا يحق لك الحديث معي هكذا .. ابدًا."

"لا اعلم من تظنين نفسكِ يا هذه ، لكنكِ ابدًا لا يحقُ لك خداعُ اي احدٍ هكذا ابدًا ، بالأخص عائلتي."

لم يكن ايفان متأكدًا تمامًا مئةً بالمئة من شكوكهِ بطبيعة الحال ، ولم يكن ايضًا يقف على ارضٍ صلبة تمكنه من التصرف معها باريحيةٍ تامة ، الفتاة امامة لا يمكن التنبؤ بها تمامًا كما لا يمكنه العبث معها كما يشاء ، نظر لها

كانت ثمَّة ألوانٌ عديدةٌ من درجاتِ الأحمر متداخلةٌ تتدفَّق عبر وجنتيها حاليًا ، وقد اعتلت عظام خدِّعا حمرة طبيعية متوهِّجة ، من الإثارةِ غالبًا، كانت عينيها بعصبيةٍ متَّسعتين و تبرقان ، و لم يبق اي اثرٍ للنعاس اللذيذ الذي كان يجتاحها قبل قليلٍ من ظهوره فيهما ، و شعرها انسل مع الريح الهادئة كعباب البحر ، اسود و مشع يتحرك تزامنًا مع كل نفسٍ تأخذه السماء ، راه هناك في عينيها ، هذا الشعور العارم المختلط بالغضب و الحنق ،
فاكمل و قد اثِّر الأنسحاب -للآن فقط- وهو يتوعدها داخله "هناك شيءّ واحدٌ عليك ان تعرفيه تمامًا كما تعرفين نفسك ، تأكدي جيدًا انني سأكون ملازمًا لكِ اكثر من ظلكِ نفسه و ان احسست بأنك تضمرين اي سوءٍ لعائلتي انهيت امرك."

شدت على شفتيها و كانت ستسأل من يحسب نفسه ، لكن رشاشاتِ الحديقة فجأةً انبثقت لتغشي كل شيءٍ تحت وابلٍ ناعمٍ من المياه العذبة ، شهقت ايلا في مكانها ، و بدا هو الآخر نفسه مصدومًا و متفاجئًا و المياه تضرب وجهه و جسده

ركضت ايلا اولًا تقطع الحديقة بخطواتٍ رشيقة ، ومع علمها ان هذا لن ينفع لأن فستانها بالفعل قد تبلل و افسِد بالفعل ، لكن همها ان تبقي الظرف سليمًا ، توقفت عند المدخل تلهث من التعب ومن الحمل الذي صنعه فستانها جراء بلله ، تفكر ماذا ستقول لخالتها اليزابيث إن رأت حالته ، شعرها ملتصقٌ برقبتِها و وجهها ، و حرفيًا لم تعد ترغب حتى بالقتال مع هذا المتطفل الوقح و هو سار تحت وابل المياه يبتعد عن الرشاشات و صعد درجات السلالم ينظر اليها بطرف عينه ، بادلتهُ نظرةً غاضبةً و عدلت من وقفتِها بحزم ، تتوعدهُ بداخلها، حمل فستانها جعلها تعاود على الإتكاءِ على الحافة و تمسك بطرفه خشية ان يقع ، كان ما يزال ايفان واقفًا عند الباب ، رفعت نظرها اليه فاذا به يدخل اخيرًا ، اخذت نفسًا عميقًا ، هذه الليلة لا تنوي ان تكون رؤوفةً وان تضعها على السرير بالسلام ، همست وهي تنظر الى الفستان بأسىً "مؤسفٌ عليه." و شتمت الشاب الذي سبقها الى الداخل

حملت طرفه ، و صعدت السلالم تدخل هي الاخرى ، كان المنزل يغط في ظلامٍ خافت ، اصواتٌ قادمةٌ من مكانٍ ما للخدم يتبادلون الاحاديث و الأوامر ، او لعل اصحاب البيت انفسهم في احدى الغرف يتحادثون فيما بينهم و يحتسون القهوة بعد هذه الليلة الحافلة التي يشارفها الفجر بعد سويعة ، لكنها لا رغبة لديها بمشاركة احدٍ اي شيءٍ الليلة ، و تساءلت وهي تصعد السلالم ، اين هو جون؟

عبرت الرواق تجر نفسها جرًا ، و ثوبها المبلول يترك خط مياهٍ خلفها ، ظهرت امامها فتاةٌ في فستانٍ أسود و شعرٍ يماثله اللون لكن افتح بعدةِ درجاتٍ في هذه الانارةِ الخافتة ، كانت نظرتها حادةٌ و غير وديّة "عماذا كنتما تتحدثان؟."

زفرت ، لم تعجبها طريقة حديثها معها ، ولم يعجبها حتى سؤالها "ما شأنك يا ترى؟."

"انا سألتك سؤالًا!."

"وانا اعطيتك ردًا ، الا تفهمينه؟."

"ماذا افعل ياللهي؟.. بالطبع فتاةٌ مثلك ، رخيصة ، لن تستطيع ان تتحدث بالطريقة التي اتحدث بها ، من الطبيعي الا نفهم على بعضنا."

"فتاةٌ مثلي ، غالبًا ، في احسن ايامها كانت لتكسر فمك و انفك ، لكنها الان متعبة وهذا لحسن حظك ، ارجوك ايتها المعتوهةُ اغربي عن وجهي." لم تعطها الفرصة حتى للحديث و تجاهلتها وهي تعبر بجوارها ، بقيت كاترينا متفاجئةً للحظة ، لكنها صاحت خلف ايلا بصوتٍ خافتٍ ومحذِّر "ابتعدي عن ايفان يا هذه!."

"اللعنة عليكما معًا ايها المعتوهان." عجلت بخطواتها ودخلت الى غرفتها ، حتى قبل ان تخلع ملابسها انحنت تتفقد المغلف ، كان طريًا ورطبًا من البلل ، فتحته و تنهدت براحةٍ عندما وجدت الصور كلها سليمة ، لكن قد مسها البلل بعض الشيء ، نظرت الى وجه الرجل الاشقر الواقف على ضفةِ نهر السين و ابتسمت ، ثم تركت الصور على التسريحةِ لتجفف في برودة مكيف الغرفة ، تعرت من فستانها و خلعت العقد الثقيل من على رقبتِها ، و ارتدت قميصًا ثم اندست اسفل الاغطية ، كان التعب قد انهكها ، و النوم قد داهم عينيها مغشيًا الافكار الملتهبة في عقلها ، كل ما تدركه ان ايًا مما قاله ايفان لن يمر مرور الكرام لا عليه ولا عليها ، ولا حتى تلك المعتوهة على الدرج ، هذين الاثنين وقعا في عقبةً في طريقها ، وهي ستفعل ما يلزم حتى لا يعيقانها

***

فوت !!

عذرًا على التأخير ، الحياة مرةً اخرى قست علي ، عقوبة ربي في ارضه هي الاختبارات (:

*كيف كان البارت؟

*تقييمكم له؟

*رأيكم بصاحبنا كريستيان؟

*ايفان صار بلشة على ايلا، واو ، اشرايكم انتم (تيم ايفان/تيم كريستيان) ؟

*ايلا ؟

*كاميلا و ميرديث؟

*كاترينا؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro