Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

١١

مستلقية على اريكةٍ في غرفتها ، سارحةً في العدم ، كان مظهرها كئيب و ضامِر غير معتادٍ على الاطلاق ، خاصةً لشخصٍ بهيجٍ مثلها ، شفتيها شاحبتين بشدة كما لو انهما مريضتان ، و الدموع لا تنفك تسيل على وجنتيها بين فينةٍ واخرى ، حتى انها لم تعد تجبر نفسها على مسحها او الوقوف امام المرآة و الادعاء ، لسببٍ ما ، انها ليست كسيرة ومهيضة الجناح كما لم تكن يومًا.. كل ما في الأمر ان الرغبة في التستر نفسها تلاشت تمامًا كتلاشي بخار القهوة الباردة الان في الفراغ

لكن من جهةٍ هنالك ليلي التي بشتى الطرق تحاول التغطية عليها .. لا لشيءٍ سوى لان هذا سيقلق والدهم الطيّب -الذي لا يعرف اي شيءً على الاطلاق مما حدث- و سيغضب والدتهم الى اقصى درجة ممكنة ، وبالطبع سيسبب كلا الامرين مشاكل عدة ، واستفسارات لا نهائية من الأول و نوبة غضب لا يعرف كيف سينتهي بها الامر من الثانية ، مع هذا ضلت كلوديا غير مهتمةٍ لأيٍّ من هذا ، وقد سئمت تمامًا من ان تدعي شيئًا هي ليست عليه ، كانت حزينة و مكتئبة منذ مصاب جون ، و ما اوصلها الى هذا الحد ابتسامته الساخِرة التعِسة ، وذلك الحزن الذي يلمع في عينه و الذي لا يعني شيئًا سوى انه يقول الحقيقة "ربما نكون انا وانتِ اخوين"

الاسئلة كانت تزورها عنوةً عندما تضع رأسها على الوسادة ليلًا ونهارًا ، العديد من الاشياء المبهمة و المؤلمة في الآن ذاته ، و جميعها في مستوى الأهمية ذاته ، كل ما تريده ان تمنح الاجابة و أن تمنح هذه الإجابة حالًا.

ماذا يعني هذا؟
هل يستطيع ابوها ان يخون عمها أو أمها مع امرأةٍ اخرى ، والأسوأ ان تكون هذه المرأة أم معشوقها؟
ان يخون امها المرأة التي يحب؟
ان يكون جون .... شقيقها؟

هذه الكلمة تترك صدى موجعًا في قلبِها ، حتى يكاد الألم من فرطه ان يوقفه ، لكنها مع ذلك قاومت افكارها السوداوية ، تحاول التفكير مليًّا بعقلانية و الإنتصار على الحزن و الاكتئاب لتعثر على الحقيقة ، تجد ان كل هذا غريب ومريب و خارج عن المنطق ، على الاقل هي تعرف لأي درجةٍ والديها يحبان بعضهما جدًا ، وتعرف درجة الاحترام و الثقة المتبادلة بين ابوها وعمِها بلايك ، ولا يمكن لأحد الثلاثة ان يخون الاخر مهما كان الأمر ، لكن هل أي من هذا صحيح؟ ..

ضمت جسدها اكثر تحاول ان تتحاشى نسمة هواءٍ هبت من النافذة ، امامها مباشرةً كان معلقًا فستان أسود تهافت مع النسمة برِّقة ، في بادء الأمر كان الفستان قد لاق استحسانها وقد قررت انها ستختاره بلا ريب ودون تفكير ، احبت تفاصيله وكيف يلتف على جسدها و يحتضنه بنعومةٍ فائقة ، كيف سيستطيع اي احد ملاحظتها تنعم بارتداءه ، لكنها الان لم تعد تحب النظر اليه حتى ... بل ان النظر اليه وحده يجعلها تشعر بالغثيان ينتباها.

و في يسار الغرفة ، مصممة الازياء التي تعمل مع امها ارسلت مجموعة من الفساتينٍ مساء امس ، لم تجبر نفسها على تفقدها حتى ، متجاورين بجانب بعضهم البعض و معلقين بعنايةٍ ، كل واحد في كيسٍ بلاستيكي يحفظه من التلف ، كان من المفترض ان تختار منهم كخيارٍ سريعٍ آخير ، لكنها لم تجبر نفسها على النظر حتى ..

نهضت من مكانها ورفعت الفستان الاسود تنظر اليه ، وضعته امام جسدها قبال المرآة لثوانٍ قليلة ، ثم قررت ، دفعت به في الدولاب و اخبرت نفسها انها لن ترتديه مرةً اخرى ابدًا ، ستتخلص منه في اقرب فرصة ، عندما لا يكون هناك احد في الجوار يشكوها او حتى يرمقها بإستغراب ، قد تحدث به ثقبًا وتتحجج بهذا الثقب او ترمي به ببساطةٍ في النفايات ، لكنها اكثر حساسيةً من ان تفعل شيئًا كهذا ، لذلك قررت انها ستمنحه لجمعيةٍ خيرية ، حيث في مكانٍ ما ، فتاة اقل همومًا وأكثر حظًا ، ستكون سعيدةً بإرتداءه

اغمضت عينيها تنوي ان تستلقي لدقائق اخرى في سريرها ، دعكت عينيها ووجهها ، و ظهرت بشرتها محمرَّة اكثر مما يجب ، لكن قرعًا هادئًا على الباب جعلها تقفز من مكانها حرفيًا وتعيد دعك وجهها بقوة محيًّا لأثر كل الدموع وحتى بقاياها ، و قالت بصوتٍ حاولت جعله طبيعيًا ، لكنه انبعث من داخلها كصوت لا يشبه صوتها ، اكثر حشرجةً و خشونة "تفضل."

فُتح الباب و اطل جسد والدها ، لعله اخر شخص هي مستعدة لمواجهتة الان، لكنه مع ذلك هنا بابتسامته الحانية و ملامحه اللطيفة يقف امامها ، تلك التجاعيد الخفيفة التي تتشكل حول شفتيه عندما يبتسم تركت اثرًا الآن على وجهه ، و امتقعت ملامح وجهه فجأةً وهو يدرس محياها مستغربًا اولًا ثم قلقًا

"حَبيبتي ، لا تبدين بخير .. هل انتِ مريضة؟."

شق المسافة بينهما ووضع يدًا فوق جبينها يتحسسه و الاخرى سحبتها لتجلسها على الأريكة ، كانت تتحرك معه كدمية قماشية بلا حولٍ و لا قوة ، الارتباك و الحيرة جعلا من حركاتها متصلبة ممتنعة ، حتى انها زادت من حيرته "لا احس فيك بحرارة ، هل يزعجك شيء؟."

احزنها رؤية وجهه الطيب يتغضن بعبوسٍ حقيقي ، كيف عساها تحزِّنه و تجعله يقلق هكذا؟

"انني بخيرٍ يا أبي .. حقيقةً."

"لا لستِ كذلك ، انا لا ارى هذا على الاطلاق ، انتِ كل شيء عدا ذلك ... هل كنتِ تبكين؟."

"حسنًا لا شيء صدقًا ، فقط تشاجرة مع كاترينا ، و لا اعلم ما خطبي .. انا مريعة." كان هذا حقيقيًّ على الاقل ، فهي و كاترينا ما تزالان متخاصمتين بعض الشيء منذ اخر مرة، زادة تقطيبة حاجبيه مما جعل كلوديا تلعن نفسها اسفل أنفاسها وتنظر الى اظافرها المقلمة كآخر نقطة تستقبلها
"اي شجارٍ هذا الذي يوصلك الى هذا الحد؟ ماذا فعلت لك اختك؟." .

"ليس بشيءٍ مهم .. اردت ان اوقف شجارها و ليلي و صرت الضحية كالعادة." حاولت ان تبتسم ، و لا تدري كيف بدت معالم وجهها لانه بقي ينظر اليها صامتًا وكأنه يحدق بكائنٍ غريب ، و ادركت بأنه كشف كذبتها المفضوحة من الاساس على ايةِ حالٍ لكنه لسببٍ ما لم يعقب يضغط عليها ، بقي ينظر الى وجهها بحيرةٍ حقيقية ووجهٍ مهموم ، و بصعوبة بالغت تمالك نفسها ، اخيرًا اخرج زفرةً من انفاسها

"لن اصر عليك الآن ، فانا ايضًا متعب..لكن هذا لم ينتهي بعد ، أاكد لك يا آنسة ، ستخبرينني ما الذي يحدث معك وهذه المرة اريد الصدق الذي عهدتك به..سأتركك الآن لا لشيءٍ سوى لتستجمعي نفسك جيدًا لأجل الليلة."

فتحت فمها في محاولةٍ لتخبره بأنها لا تريد الذهاب او مقابلة اي احدٍ كان ، خاصةً جون و في هذا الوقت بالذات ، لكنه وضع اصبعه على شفتيها و قال بنبرةٍ لا تقبل اي تنازلاتٍ او اعتراضات "لن اقبل بلا كإجابة."

فتنهدت وهزت رأسها بيأسٍ دون ان تدلي بأجابةٍ منطوقة ، تلفت حوله في الغرفة ، وضيق عينيه وهو يرى كوب القهوة لم يمس ، لكنه تحاشى النظر اليه مجددًا وقرر عدم الخوض في نقاشٍ آخر عما تشعر به ، و كلوديا كانت شاكرةً له ذلك ..

"اتعلمين ماذا؟ لم اخبر امك بعد، لكن أبي اصر ان آخذ اجازة ، بل أن نأخذ جميعًا اجازة ونذهب الى إدنبرة بعد يومين ، اليس هذا جميلًا؟ الجو صحوٌ في اسكوتلندا الآن ، أكثر دفئًا ، و الهواء سيكون نقيًا منعشًا ، لعلنا بهذا نستطيع ان نستجمع انفسنا ، اعدك بأنني سأجد طريقةً لتهرَّب من قبضة أمك واختيك ونذهب لتجوال وحدنا ، فقط انا وانتِ ، اسبوع في المزرعة كفيل بأن يعيدك مبتهجة وسعيدة و بأتم العافية."

ابتسمت رغمًا عنها وتلاشى الحزن من عينيها وهي تقول بكل صدقٍ ، نادِّمة من الأساس لأنها قد شكت به بأي شكلٍ من الأشكال "سأحب هذا يا أبي .. اشتاق لأن افعل هذا معك"
احتضنته على حين غرةٍ تمرغ وجهها في كتفه ، فبدا متفاجئًا لأنقلاب حالها بهذه السرعة و أبتسم بوداعةٍ يقبل رأسها بدوره.

***

امرأة غيورة حتى من أبسط الأشياء ككاميلا كان من السهل عليها ان تلاحظ اي تغيرٍ ولو كان صغيرًا وغير محسوس في اغلب الأحوال قد يطرأ على أفعال زوجها ، سرحانه الكثير و سهوه الملحوظ بشكل مزعج و نسيانه المستمر الذي يظن ان احدًا لم ينتبه عليه ، وقد كان اول شيءٍ لاحظته وهي تدلف الى غرفتها و بلايك ، عدا عن صمته المطبق و سرحانه معظم الوقت مؤخرًا والذي كان ليكون طبيعيا بالنسبة لشخص مثله ، انه لم يكن يضع خاتم الزواج ، و الخاتم المعني ببساطةٍ كان متموضعًا على المنضدة المنخفضة وسط العديد من الاشياء العشوائية و التي كانت ثاني شيء تلاحظه في الغرفة ايضًا

و بلايك ليس بشخص فوضوي على الاطلاق ، حتى في اصعب الايام متماسك لاخر لحظة و صامد ، كتماثيل الالهة اليونانية كما تحب ان تفكر في نفسها بين فينة واخرى، حاجبيه المعقودين على الدوام -لدرجة انه اذ ما ارخاهما يبدوا ذلك كشيء عجيب يجعل الجميع يحدقون- شكلا تعقيدة اشد من سابقاتها ، و عيونهُ الوحشيتين المليئتين ، الصافيتين ، اللتين كان لونهما يتموج بين الكستنائي الصافي و الأسود الكهربي البراق ، بشكل أساسي لم تكُنا مركزتين في الأوراق التي من المفترض بانه يقرأها -وهذه أيضا سابقة ، فهو لا يخرج عمله من مكتبه- بل في نقطة غير معينة بذاتها في الأثاث امامه ، كان سارحًا لدرجة انه لم ينتبه لوجودها او انه فعل ولم يلقي بالاً من الأساس

عينيها كأول ردة فعلٍ اصدرته ضاقتا وهي تبحث عن سببٍ وجيهٍ لأن يخلعه ، من الممكن ان يفعل زوجها العديد من الاشياء الغير معقولة واللامنطقية دون أسباب وجيهه ، لكن اخر شيءٍ من الممكن ان يفعله هو انتزاع الخاتم من اصبعه مرةً اخرى ، على الأقل هذا ما وعدها به وعينيه تلمعان بغضب و اشفاق من ذاته ومن افعاله التي وصفها بأنها غير مسؤولة ، فادحة ، متهورة ، وما كان من الأساس يفترض بها ان تحدث

و هي من الأساس في وقت لاحق تأكدت من ستيفان ان اعمال الشركة تمر على خير ما يرام ،  حتى ان سيء الذكر ذاك خرج من المستشفى مؤخرًا وهو بصحةٍ جيدة كما قالوا لها ابناءها ، وهو لحسن الحظ -ربما- ليس في حالٍ جيدة تسمح له بأن يسبب المشاكل لزوجها .

و لا سبب لان يكون نكد ومشغول البال كما هو الان ، على الأقل الى هذه الدرجة غير المعهودة  ، المفاجئة الحقيقية التي لم تتوقعها انها استطاعت ان تشم رائحة خافتة للسجائر تنبعث من الشرفة المفتوحة حيث اثار العقب قد رسم نقطة سوداء واضحة على الرخام الأبيض، لاشك بأنه دخن و دعك العقب بالجدار كعادةٍ سيئة يفعلها دون قصدٍ حتّى ، اخر مرّةٍ فعلها فيها كانت عندما حمل جاسبر في حضنه عندما بدأ بالمشي وقد قرر انه لن يدخن مجددًا أخيرا ، تلبية لطلب امه و طلبها ، و لعله وقتها احس بقيمة ان يكون ابًا اخيرًا.

"عزيزي ، منذ متى و أنت تدِّخن؟"

عينيه توجهت اليها دون ان تبدي ردة فعل حقيقية ، تحملان بداخلهما جمود و برود غير طبيعيين بالمرة ، و قال بعد بضع دقائق طالّت اكثر مما يجب "الان."

لكنه حينها وعى على نفسه و أرعد صوتٌ في رأسه كناقوس الكنائس عاليًّ و ساخط ، يخبره ان ما يفعله غير منطقي ولا مغزى من ورأه ، فاضطر لأن يخترع كذبة سريعة لم يهتم حقًا بمدى قابلية تصديقها اكثر من اهتمامه لأن يعيد الى نفسه نفسه "احد الأصدقاء اصر علي .. وانا اخذتها لسبب اجهله ، لكن الامر انتهى الان و حالًا."

'انتهى الان وحالًا' كانت كذبة إضافية لازمة ، فهو يشتهي التدخين الان و حالًا اكثر من أي وقتٍ مضى ، وهذه الرغبة لا يستطيع كبحها بشرب الويسكي او الرياضة ، واخذ يفكر انه ليس عليه الكذب من الأساس ، بل ان تفكيره منصب عن لماذا صار يفكر و يتصرف بهذا الشكل ، لماذا يفقد نفسه بعد ان استجمعها بصعوبةٍ بالغة ، ولماذا عقله يأخذه الى فيما يبدوا كسالف عمر اغبر ، عندما كان مغرمًا و حرًا كما لم يكن يومًا ..

"بلايك ، ا انت بخير؟ هل يحدث شيء معك لا اعلم بشأنه؟"

عندها انتبه الى تقاسيم وجهها الجميلة تتغضن بضيق ، وهي تحاول ان تنظر اليه بشكلٍ مباشر ، و تتجنب بشكل فاضح النظر تجاه المنضدة المنخفضة ، استوعب انه خلع خاتمة لسبب مجهول يلج في صدره ، و في داخله عرف ان هذا السبب هو ذكرياته المنبثقة من اعمق نقطةٍ في قلبه ، فأشفق عليها وهو يفكر بالشيء نفسه الذي فكرت به 'لقد وعدها'

وها هو ذا يفكر بالمرأة الآخرى التي بحماقةٍ فجة فضّلها عليها ، اخذ اكثر مما يلزم ليستوعب انه بالفعل يفكر بجوليا و بعاداته السيِّئة ، اغمض عينيه و اجبر نفسه ان يركز على كاميلا مرةً اخرى ، كانت تستحق الكثير ، شخصًا افضل منه يحبها و تحبه ، لا يكسرها او يجرحها كما يفعل هو بعلمٍ او بدون ، و ها هو مرةً اخرى يفعل ذلك ، ليس الان على الاقل ، بل لاحقًا ، و عن طريق آيلا..

نظر اليها ، و تردد للحظة ، لكنه تراجع عن اخبارها ، هي شخص يسهل التنبؤ بأفعاله لكن لا يمكن التنبؤ الى اي مدىً يمكن ان يصل انفعاله و ليست مشاعرها بمحلٍ للثقة ، لاحقًا عندما يُقررُ الأمر سيسحبها الى غرفةٍ جانبية ، هناك سيكون من السهل جعلها تتفهم او ان يتجنب المعرفة برمتها ، وهذه هي الكفة الراجحة على ما يبدوا التي اتفق عليها هو و والده ، على الاقل لنصف الوقت سيشغلها حتى ينجلي ثقل الأمر ولو قليلًا ، ثم سيخبرها في وقت لاحق

لملم الأوراق التي من الأساس لا يعلم لماذا احضرها معه الى هنا و رتبها برتابة بالغة  ثم وضعها في درج المنضدة ، و اخذ الخاتم ليعيده الى أصابعه كأنه اكثر شيءٍ سهل وطبيعيٍّ يفعله و تمتم يستلقي و يوليها ظهره

"لا .. انا سأنام ، ايقظيني عندما يكون الوقت مناسبًا."

تنهدت براحة و تمتم "كما تريد يا حبيبي."

احس بها تتحرك في ارجاء الغرفة بصوتٍ هادئ ، و عندما اقتربت منه اغمض عينيه .. دقائق حتى اطفأت الانوار و اغلقت الباب خلفها بهدوء ليعيد التحديق بالجدار الابيض و يفكر، كان واضحًا لنفسه كوضوح الشمس في سماءٍ صيفية مشرِّقة انه فرط في اشياءٍ كثيرةٍ لا رجعة منها ، وانه الان يحاول بحماقاته تصحيح ما افلت من يده بافعاله التافهة ، السخيفة ، والاهم انها متأخرة .. ومتاخرة جدًا ، لكن ايًّا منها لا يفلح ، ايًا مما يفعله لا يفلح .. والا لكان الوضع مختلفًا عما هو عليه الآن

انقلب على بطنه و زمجر ضد الوسادة يكتم صراخه "لماذا بعد كل شيءٍ لا ازال أفكر بكِ؟ دعيني وشأني .. افعلي ذلك." تنفس بعمقٍ وهمس بصوتٍ خافتٍ قد ينتمي الى كل الاشياء و الاشخاص في العالم الا له "اهٍ يا جوليا."
واغمض عينه ، عليه الان ان يضمن ان تتماسك هذه العائلة ، ان يضم ايلا الى جانبه و ان يسترد جون اليه مهما كلف الأمر ، المهمة الصعبة التي في كل مرةٍ يتسوّف ويتقاعس عن القيام بها ، لسببٍ او لآخر ، من الجلي ان ايًا منهم لن يستطيع العيش هكذا ، وعليه ان يضع حدًا للأمر .

***

كانت السيدة ميرديث بعد ان سردت تعليماتها بشكلٍ صارم لمنظمة الحفل ، سارت بخطواتٍ متأنية ، اقرب ما يكون لمتأملة بعمقٍ شديد ، لدرجة ان احدًا لم يجروء على مقاطعة النظرة التي تعتلي وجهها الان ، قادتها قدماها الى جزءٍ معزول من المنزل ، حيث الانارة اكثر هدوءًا وتعتمد بشكلٍ اساسيٍّ على اضواء الصبح المشرقة ، الظلال تتحرك جيئةً وآيبةً تزامنًا مع هبوبٍ طفيفٍ للرياح حُرِكت على اثره الستائر الشفيفةُ البيضاء واكسبت القسم جوًا عجائبيًا هادئًا و ساحرًا ،اقل اماكنها تفضيلًا في المنزل كله بدا لها لحظتها جميلًا ،  فتحت ميرديث الباب الخشبي الأنبوسيِّ ، و ظهر امامها المكتب على حاله على الدوام ، الارض الخشبيّة ذات السجاد الفارسيِّ الأحمر في منتصفها ، تحيطه مضاجعٌ قوطيّة الطراز تتماشى مع المشهد كله ، و امامهم تمامًا يقبع مكتب زوجها الأسود ، نظرت الى كل تفصيلٍ في الغرفة ، الى بقعةٌ في السجادة صغيرةٌ شوهها الحرق ، حدث هذا عندما أُمسك بديريك و ايفان يدخنان خلسةً ، عندما اختنق احدهما و فضح امرهما ، عندها عُقب الاثنين اشد عقاب ، ما تزال تذكر كيف حاول نايت ان يتوسط لأجل الاثنين ليجلسا على طاولة العشاء معهم ، كيف رده جدة و خاله واخبراه بالحرف الواحد انهما يحصدان شر اعمالهما
هذه الايام عندما كانت الامور ابسط مما هي عليه اشتاقت لها واشتاقت لها جدًا ، حملت كتابًا كان متموضعًا في غير مكانه وادخلته تساويه بالبقية ، وهي تسترجع ايام اخرى ، ايام بدت وكانها اتيةٌ من زمنٍ اخر و في نفس الوقت تبدوا ذكريات هذه الايام واضحةً وشفافة ، و كأنها حدثت قبل شهرٍ او اقل ..

اخذت نفسها ناحية المكتب و امتدت يدها تلمس سطحه الناعم الذي صوِّر لها لحظتها وكأنه بنعومةِ المرمر ، ثم جلست على الكرسي ببطءٍ شديد و غاص جسدها في الجلد المبطن لتأخذ وضعيةً استرخائية اكثر  ، و وضعت قدمًا فوق اخرى تلمس السطح و تغمض عينيها تشم الرائحة النفاذة لزهور الحديقة تخترق انفها

لا يمكنها انكار ان وجود ايلا جعلها تقف امام نفسها تفكر بشكلٍ جديٍّ اكثر من السابق ، بشكل تحاول فيه ان تمنع انفصال هذه العائلة الذي يظهر انه وشيك لسببٍ او لأخر و لا تدري لماذا ، ردات فعل بلايك اللا متوقعة و انانيته المطلقة هي اكثر ما يخيفها ، غاص جسدها اكثر في المقعد الجلدي عندما امالت برأسها اكثر

لهذه السيدة ذات الطباع الحادة الصارمة كسيدةٍ انجليزية بحق حس عالٍ بالعدالة ، عدالتها هي ، و طيلة الفترة السابقة كانت تفكر طويلًا بشأن زوجتيّ ابنيها ، هاتين المرأتين التين ظنت فيما سبق انهما بنتين مسكينتين طيبتين فقدتا ابويهما في عمرٍ صغيرةٍ ولم يبقى لبعضها سوى بعضهما ، ارادت ان تكون العائلة التي فقدتاهما ، والله يشهد انها فعلت، وقد احبتهمل كما احبت ابناءها انفسهم ، لكنها الآن وفي اوقات كثيرة عرفت بأنها لم تحسن التصرف ، لم تزرع فيهما القيم اللازمة ولم تفلح في تربيتهما كما يجب لتدحض الاحساس بالنقص ، كانت مدركةً ان الغريزة الاولى التي تحرك احداهما هي الغيرة في المقام الاول ثم الحب المجنون وهذا الاحساس المسيطر بالتملك - والذي لتكون عادلة في جينات عائلتهم كلها ، حتى الاحفاد- وهناك هذا الاحساس بالحمية الاخوية ، هذا الشعور الخفي بالتضامن حتى في شرور الاشياء

وهي واعيةً لذلك جدًا ، لكن عندما بلغ الامر مبلغه ، الى ان وصل الامر الى هذا الكره الملموس والمحسوس تجاه حفيدها العزيز ، الى حدٍ اذاه امام ناظِرها ، تحول حسها بالعدالة الى رغبةٍ وحشيةٍ بالانتقام

كانت واعيةً جدًا لحال بلايك المأسوف عليها ، هذا التردد المستغرب من شخصية صلبةٍ كشخصيته ، تعرف انه يشعر بالاسى و الندم لأنه جرح زوجته في السابق ، و لا يعرف كيف يتصرف مع ابنه من جهةٍ الذي من الاساس من البين انه يتجنب رؤية وجهه حتى او السماع عنه - ولا يدرك من الاساس انه هو نفسه مخطئٌ من الجهة الاخرى ، والان ظهرت ايلا من اللا مكان لتثقل كاهله بحقيقة تقديمها للعائلة في عمرٍ متأخرٍ كهذا ، لأبناءه و لزوجته نفسها التي جرحها

كما سمعت من زوجها وهو يحادثه لم يكن لديها علمٌ اطلاقًا، لأن كليهما خشيّا من ردةِ فعلها و قررا انه من الاجدر ان تعرف عنها بعد الحفلة عندما لا يكون هنالك احد بالجوار ، السر في اختيار اللحظة المناسبة لذلك
لكن مخططاتها تمامًا عكس كل ذلك ، تجد ان من العدالة المطلقة ان تعرف كاميلا بأسوأ طريقةٍ ممكنة ، لذا كانت تحيك شيئًا في الخفاء تتجنب اي شيءٍ يحاول ردع فكرتها عن تلقينها درسًا قاسيًا لن تنساه طيلة عمرها كله ، نهضت من المكتب الذي لم تطقه يومًا و خرجت من الحجرة ، الان بقي شيءٌ واحد فقط ، هو الاهم من بين كل الاشياء ، عليها ان تحادث ايلا عن حقيقة بعض الامور

نزلت الى الاسفل متوجهةً الى مكانها المفضل في المنزل حيث الشرفة مفتوحة ورائحة عبقة للقهوة تطفو في الارجاء كانت الخادمة قد اعدتها لها ووضعتها تمامًا في مكانها المعتاد ، تناولت الكرسي و جلست عليه وندَهت "هانا .. تعالي هنا يا بنية." ظهرت الخادمة باللحظة ذاتها من احد الممرات ، كانت من الاساس متوجهةً لتلقي نظرةً على غرفة نايت تسوي بعض الاشياء ، لكن صوت سيدتها جذبها
"تفضلي سيدتي."

"تفقدي ايلا ان كانت مستيقظة ، سأحب ان اشرب معها القهوة."

"كما تشاء سيدتي." انسلت الخادمة في احد الاروقة ، وبقيت اليزابيث وحدها هادئةً ساكنة ، تحرك فنجان قهوتِها وتراقب الطبقة السوداء تنجلي منها الحرارة

كانت الخادمة الشابة تصعد السلالم بسرعةٍ تحاول ان تلحق على الاشياء دفعةً واحدة ، و سارت اولًا لتلبي امر سيدتها بعد ان شغلت الة القهوة وتركتها تُعد المزيد ، وقفت قبال الباب المغلق و دقته ، لم يحتج منها الكثير لتسمع ردًا "تفضل." فتحت الباب واطلت برأسها لتجد ايلا واقفةٌ حافية القدمين ، كانت تحمل الهاتف في يدها وفي الاخرى ممسكةً بكتاب ذي لونٍ جلديٍّ داكن ، تقف قبال الشرفة المفتوحة ، شعرها تحركه الريح وكانت ما تزال مرتديةً فستانها الاسود الذي تناولت به الفطور ، نظرت ايلا اليها بفضولٍ مستفيقةً من سرحانها تجاه الحديقة الساحرة واغلقت باب الشرفة بحزمٍ توقف تدفق الرياح
"كيف اساعدك؟."

"السيدة ميرديث تدعوك لفنجان من القهوة."

"لطيفٌ منها ان تفعل ذلك." تركت الكتاب و ارتدت نعليّها وسارت خلف الخادمة ، لم تلبث ميرديث تنتظر طويلًا حتى اقبلت ايلا بوجهها البهيج الذي يذكرها بوجوه الاطفال بالقصص الخيالية للناشئين ، مرتديةً فستانًا اسود يحتضن جسدها ويسترسل بخفةٍ على تقاسيمها المثالية ، وشعرها مربوط خلف رأسها في ذيل حصان ، وهي تتأملها مقبلةً بمشيتها المثالية المستقيمة و مبتسمة المحيّا، خطر لها انها جميلةٌ لدرجة تصعب ابعاد الاعين عنها ، لا تشبه امها ، لكنها جميلة مثلها ..
عندما تنظر اليها والى حاجبيها الغامقين المرسومين بدِّقة يخطر لها وجه رجلين اثنين يشبهان بعضهما الى حد يسهل التكهن بالدم بينهما ، بلايك و ستيفان ، شدت على كوب القهوة حتى كاد يُراق على فخذها .. عليها ان تتجاهل هذه الافكار المعتمة وان تركز جيدًا ، لا ذنب لأي طفلٍ بما يقترفه والداه ، وايلا ذاتًا ليست استثناءً

حاولت ان ترسم ابتسامةً بهيجةً على محياها ، و نجحت الى حدٍ ما "صباح الخير يا حلوتي."

"صباح الخير جدتي."
"لم يتسنى لي ان اسألك او حتى تناول الفطور معك ، لكن كيف كانت ليلتك؟."

"ليست جيدة ، علي ان اعترف .. كان من الصعب ان انام تحت ثقل كل الضغط الذي احس به ، اشعر بألمٍ في معدتي وبتوترٍ شديد ، انا اخشى ان اقول انني فزِعة قليلًا." اجابتها بصدقٍ بالغ ، واضافت جملتها الاخيرة بترددٍ جلي ، كانت ايلا تريد ان تسمع كلماتٍ لطيفة تربت على كتفها و تشجعها ، نقاشها الذي يعتبر لحدٍ ما شجارًا مع جدتها ماريّا صباح اليوم عكر مزاجها وجعلها على اهبة الاستعداد لقتال ايٍ من كان ، وايضًا اضاف الى كاهلها ثقلًا جديدًا ، توتر المقابلة الاولى .. جدتها زرعت فكرةً خفيةً نبتت في رأسها ، ماذا لو لم يكن لأيٌّ من عائلة ابيها - عائلتها ذنب وان كل هذا التحامل لا مغزىً من وراءه؟ لكن ايلا تدرك شيءً واحدًا فقط ، ان امها مظلومة و هي ستعرف من ظلمها منهم ، هذا ما يبقيها الى الان صامتة حتى بعد تجاهل بلايك المغزي لها

"طبيعي طبيعي ، هذا ما يحدث عندما تقابلين اشخاصًا لاول مرة ، كيف وهم عائلتك .. انا متأكدةٌ ان كل شيءٍ سيصير على خير ما يرام ، و أُاكد لك انني سأكون خلفك تمامًا وفي صفك ، عمومًا من الجيد انك اول من بدأتي في الحديث في هذا الموضوع لانني اعتقد انه من الجيد توضيح بعض الامور لتكوني على بينة."
تقدمت الخادمة ووضعت كوب القهوة امام ايلا مع كأسٍ من الماء وصحن حلوى ، و انتظرت ميرديث برويةٍ الشابة تغادر على عجلٍ لتلحق على اعمالها ، ثم اعادت بنظرها لايلا التي تنظر اليها الان مقطبةً الجبين و مزمومةَ الشفتين ، وقالت بنبرةٍ حانية تحاول ان تزرع الطمئنيةً داخلها "القهوة جيدة لتعيد اللون الى وجنتيك و و تجعلك تسترخين ، خذي رشفةً يا حلوتي .. هيا جربيها مع الحلوى."

اجبرت ايلا نفسها على اخذ رشفة ، وحاولت ان تهدأ من روعها وان تتذكر اشياء جميلة في باريس تبهجها ، كان مفعول القهوة و الذكريات الحلوة سريعًا كما أكدت ميرديث ، فقد استرخت ايلا تمامًا بعد الرشفة الثانية ، ووضعت كوب القهوة على الطاولة واستقامت في جلستها "يجيب ان اخبرك ، انتابني الفضول فيما تقولين."

"انني ابالغ كما هي عادتي السيئة ، لا عليك ليس بالشيء الكبير .. اردت ان احادثك عن عائلة ابيك ، هل تعرفين ان عندك اربعة اخوة؟ اخويّن و اختين؟."
كانت ايلا تعرف هذا مسبقًا بالطبع عن طريق محاميها الذي ذكر موضوعهم مرةً او اثنتين ، لكنها مع هذا رسمت معالم حماسيّةً على محياها ومتعجبةً "حقًا؟."

"اجل اجل .. هناك ديريك الاكبر ، يعمل في الشركة .. اتعلمين؟ منذ ما يقارب الشهر او حوله كان قد تزوج .. زوجه كان هنا في القصر ، امرأةٌ جميلة و حلوة هي زوجته ،اعتقد بأنكما ستحبان بعضكما.. وهناك جاسبر ، طبيب نفسي ، لا اعتقد ان كلاهما واتتك الفرصة في ان تتعرفي على احدٍ منهما ، اليس كذلك؟."

"منذ مجيئي لم اعرف غيركم و عميَّ جايمس و ويليام ، وهناك ايضًا الاريك."
فكرت عابسةً انها يجب عليها ان تتشح بوشاحٍ من التحفظ تجاه جاسبر ، خوفًا من ان يفتضح لغة جسدِها ، تابعت ميرديث بعد رشفةٍ من قهوتها "كم عمرك ذكريني؟."

"انني في اواخر السابعة عشرة ، سعيدةٌ بانني سأدخل الثامنة عشرة بعد ثلاثة اشهرٍ و حوله." تذكرت هذا بوخزٍ ضعيفٍ في قلبها ، في اعياد ميلادها كانت جدتها تأخذها الى عرّابها الصائغ في مدينة ليون حيث يجولها الاخي الى ان تنهك وبعدها يأخذها الى مطعمٍ يغني لها 'عيد ميلادٍ سعيد' و يقدم لها حلوى بالشوكولا ، ليس هذه المرة على ما يبدوا ، اخفضت رأسها وقد لاحظت ميرديث التقلب السريع و العجيب في مزاجها ، و خمنت ان السبب قد يكون توترها المذكور سلفًا "اخويك رجلين شريفين و طيبين، تمامًا كجون.. وسيحبانك و يحميانك بالطريقة نفسها التي يحبانه و يحبك هو فيها."

كانت ميرديث على الاقل متأكدةٌ من ذلك.

"عل تخميني يكون صحيحًا ، لكنك و اختك الاخرى اليانور قد تكونان في العمر نفسه ، اتعلمين؟ لم استطع عدم ملاحظة ولعك بالادب.. هي كذلك تقرأ كثيرًا ، قاسم مشترك جيد بينكما ، عكس اختكما الاخرى المهملة..هذا يذكرني ، بالسبب الرئيسي في انني ازعجتك في هذا الوقت من النهار."

"لا تقولي هذا .. احببت خوض نقاشٍ معك ، و قد نفعتني القهوة و الرفقة الجيدة كثيرًا ، ما هو؟."

"ان زوجة ابيك امرأةٌ صعبة ان امكن الثول ، و كما اخشى .. لن تكون - لا اعلم ما الكلمة المناسبة لقول هذا ، لكنها لن تكون سعيدةً جيدًا برؤيتك."

توقعت هذا اساسًا ، و ظهرت ملامح الجدية على محياها لتغمغم بغير صدق "انا اتفهم هذا واتأسف له."

"اعرف انك تتفهمين ، تبدين لي كفتاةٍ عاقلة ، وانا ايضًا اتأسف له ، لهذا اردت اخبارك انكِ وهي ستعرفان بعضكما اولًا قبل الجميع ، عل هذا يخفف عنها الصدمة قليلًا..مرأة مسكينة." غمغمت في نهاية كلامها ، ولا تدري لماذا خيل لايلا انها ترى شبح ابتسامةٍ يعتلي محياها ، و نظرت ميرديث الى ايلا لهوينةٍ بجدية ، و تركت كوب القهوة الفارغ على الطاولة لتحتضن يديها الناعمتين البضتين "امل ان كلامي لم يزعجك ، اليس كذلك؟."

"لا اطلاقًا ، بل انني ارى أن تعرف عني لوحدها عين الصواب ، خيرًا نفعل بهذا."

"فتاة عاقلة ، فتاة جيدة و عاقلة." شدت على يديها اكثر وقالت وقد تذكرت شيئًا "اه اجل كدت انسى..عندما خطر في بالي الامر صباحًا لم استطع تمالك نفسي ، يمكنك اعتبارها كأول هديةٍ بيننا ، كنتُ قد رأيتها منذ عدةِ ايامٍ و علق في بالي .. لهذا اول شيئًا فعلته صباحًا هو انني ذهبت واحضرته بنفسي ، لهذا لم يتسنى لنا الوقت لتناول الفطور معًا."

"هدية؟ لا داعٍ لهذا."

"بلى هنالك داعٍ وكثيرًا ايضًا ، انها كشيء صغير امل ان تحبيه من اعماق قلبك ، وايضًا حدثتني اليزابيث عن فستانك وترأ لي ان ما احضرته يتماشى واياه.." ندهت بنبرةِ صوتٍ اعلى "هانا."

لحظات وخرجت الخادمة من المطبخ ، لتخبرها ميرديث ان تذهب الى غرفتها و تأتي بالكيس الابيض على الطاولة

راقبت ايلا الخادمة بفضولٍ واعادة اهتمامها لميرديث "حقًا لم يكن هناك داعٍ لأن تتعبي نفسك."

"اي بلاهةٍ هذه التي تتفوهين بها؟ انتِ ايلا سالفاتور ، وحفيدتي انا .. بالطبع هناك داعٍ لتدليلك بين فترةٍ واخرى."

ظهرت الخادمة تحمل الكيس الابيض متوسط الحجم وناولته لسيدتها ، وتركت ميرديث يد حفيدتها بسعادةٍ لتتناوله وتخرج صندوقًا من المخمل الأسود و تفتحه تنظر الى ما بداخله ، ثم ادارته ناحية ايلا ، فتحت الاخيرة اعينها بوسعها ، كان امامها يتلئلئ عقدٌ الماسي كان اجمل شيءٍ رأته في حياتها ، ولوهلةٍ لم تعرف ماذا يقال

تلعثمت "جدتي .. لا استطيع تصديقك .. هذا كثير جدًا ، لا اعرف كيف استطيع ان البسه حتى."

"استديري اذن اريكِ كيف تفعلين."

"تعرفين انني لا اقصد ذلك.. هذا حقًا كثير."

"يا بنية حبًا بالله استديري دعيني اراه على عنقك."

بقلةِ حيرةٍ ولتها ظهرها ، وتناولت ميرديث العقد باهظ الثمن لتضعه على عنقها بحزم ، ضغط بثقله عليها و غطى القلادة المشابهة لقلادة امها ، حتى ان ذهبها لم يكن ليقارن امام بريق الالماس ، احست به باردًا ضد جلدها وبعث داخلها احساسًا من الرهبة

"قفي دعينا نراه في المرآة." سحبتها ناحية مرآة الرواق و استمتعت وهي ترى معالم الدهشة و الرهبة مرسومةً على محياها ، زاد العقد من توتر ايلا ، وجعلها ترمق جدتها بقلةٍ حيلةٍ ونظراتٍ مستنجدةً غير متأكدةٍ مما تفعله

"لا تحاولي حتى! ، ستلبسينه وانا اعني ذلك."

تنهدت ايلا و قالت "لا اعلم ما الذي يتوجب علي قوله ، هذا كثيرٌ حقًا .. لكنني ومن اعماق قلبي اشكرك وكثيرًا يا جدتي حقًا ، انه مبهر."

ابتسمت ميرديث بسعادةٍ عندما افصحت ايلا بتوترٍ ملحوظٍ عن رأيها ، وفكرت بنتائج افعالها المرتقبة ، كانت بالفعل قد احبت ان ترى العقد يحيط رقبة ايلا دون غيرها ، وكم بدا جميلًا عليها و بدت جميلةً وهو يعانق عنقها النحيل بنعومة ، في الصباح عندما خرجت لتحضره ، كانت فكرتها الاولى اغاضة كاميلا ، حتى انها اخبرت الصائغ أن العقد على حساب بلايك و دفعت على هذا الاساس ، لكنها الان وهي تنظر اليها سعيدةً و خجلة تسترق النظرات الى نفسها ابتسمت من اعماق قلبها ، و نسيت مآربها الاخرى كلها .

***
٤٣٣٣ كلمة بالضبط ، وهناك القليل ينتظر في المسودات ينتظرني ، ترقبوه بعد سويعات ، عذرًا على الغياب وقلة السؤال ، كان اسبوع مرهق بحق ):

* احس لسان حالكم يقول وش ذا الحفلة اللي من البارت الخامس العالم تستناها ولا جت 😭
* بلايك و كاميلا؟
* رأيكم بجدة ميرديث يا زينها؟
الله يرزقني بجده زيها تونسني و توسع صدري وتخطط خطط حلوة من وراي
*ستيفان وبنته؟ نسيت اسمها وربي
*الشخصيات ككل/الظاهرين في البارت؟
* متحمسين لايفان و الجماعة؟ انا عن نفسي بطني يخربش من الحماس في البارت الجاي -الجاهز تقريبًا-
* اضغط على زر النجمة الصغيرة + اترك تعليقًا عن رأيك و ملاحظاتك التي سأستقبلها بصدر رحب

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro