الفصل الرابع والعشرون
أشرت الى دريك ليحتمي خلفي فكاد ان يفعل لكنه توقف وهمس بغيظ:
-انا لست قليل الحيلة مثل بيتر!.. يمكنني على الأقل التخلص من احدهم.
ابتسمت واشرت الى الرجال أن اقتربوا.. رفع احدهم حاجبيه ثم قال موجها الكلام لدريك:
-هذا الأمر بينك وبين ترافيس يمكن للفتاة ان تذهب.. انها فرصتها الأن.
ضحك ديريك بتوتر قائلا:
-لابد ان ارفض هذا العرض، فهي فرصتي الوحيدة للخروج من هنا قطعة واحدة.
نظروا الى بعضهم ثم اليه كأنما قد مسه الجنون ثم هز احدهم كتفيه قبل ان ينقضوا على دريك فأسرعت واقفة احول بينهم وبينه فصرخ الرجل:
-ابتعدي يا فتاة!
اجبته بلكمة سريعة مفاجئه فتراجع متألما في ذهول بينما هوى اخر علي بمضرب خشبي فتفاديته في حين حاصر الأخران ديريك.. يجب ان انتهي من هذين بسرعة قبل ان يتأذى دريك.. امسكت يد الرجل الممتدة بالمضرب وبحركة سريعة لويتها منتزعة المضرب منه.. قلبته بين يداي ثم قلت مبتسمة:
-شيء كهذا قد يقتل.
تراجع لكن ذلك لم ينقذه من ركلتي التي التحمت بفكه فأردته ارضا.. نظرت الى الثاني الذي هتف طالبا للمساعدة من زميله وهو يحاول لكمي.. كان تفاديه سهلا بشكل لا يصدق.. هؤلاء مجموعة من الحمقى وإني لأشفق عليهم.. قبضت بيدي على شعره ومنه جذبته ارضا ثم اخذت اركله حتى توقف عن الحركة.. التفت الى دريك الذي كان بالكاد يتفادى الرجلين الأخرين.. فالتقط المضرب وتمتمت:
-يكفي ما بُذل من مجهود حتى الأن.
ثم صحت:
-ايها الحمقى.
إلتفت الي احدهم فلوحت بالمضرب في وجهه واشرت الى زميليه الذين امتدا ارضا مما شتت انتباهه فضرته المضرب في جانبه.. سقط ارضا متألما فلكمته في انفه.. ثم توقفت حين سمعت صرخة دريك مستنجده.. لأرى الرجل الذي يهاجمه قد رفع سكينا الى وجهه..
تنهدت وتركت ما بيدي وبهدوء تحركت خلف الرجل ثم هبطت بالمضرب على رأسه فخر ارضا.. رفعت رأسي الى دريك الذي نظر لي في رعب فرفعت احد حاجبي وانا اعدل شعري وقلت:
-ماذا بك؟
تنحنح وقال:
-للحظة ظننت انك ستهوين بهذا الشيء علي.
ضحكت ساخرة وقلت راجية وانا انظر حولي:
-اخبرني انك قد اتيت بسيارتك.
اومأ فهززت رأسي وانا اغمغم مشيرةً له بأن يقود الطريق اليها:
-انت تعلم ان هذه كارثة في حد ذاتها.
اجاب بإبتسامة حمقاء:
-اعلم، لكن لم يكن امامي خيار وايضا لا تنكري انها انقذتنا الأن.
-حسنا، حسنا.. لا تتفاخر بغبائك كثيرا.
ضحكنا حتى إذا وصلنا الى سيارته ركبناها وفي صمت انطلقنا.. بعد برهة ادركت انه لا يتجه الى المنزل فعقدت حاجباي وسألت:
-الى اين؟
هز كتفيه وقال:
-لا ادري عنك لكني اتضور جوعا لذا قررت ان اخذك الى مطعمي المفضل قبل العودة الى البيت.
لم استطع الإعتراض فأنا جائعة ايضا..
*** *** ***
-اذن اتعتقدين ان ذلك الفتى قد يكون على علاقة بقتل كاثرين؟
سعلت بشدة حتى كان الإكل ان يتطاير من فمي ثم حين هدأت قلت لدريك وانا امسح فمي:
-لم لا ترفع صوتك اكثر هناك واحد في البرازيل لم يسمعك بعد!
ارتسمت على شفتيه اتسامة بلهاء وقال:
-لم اقصد..
ثم اعاد السؤال هامسا:
-هل تعتقدين ان ذلك الفتى قد يكون على علاقة بقتل كاثرين؟
اومأت برأسي قائلة وانا ألوك شيئا في فمي:
-ربما فهناك رسائل منه على هاتفها تفيد بوجوده وقت وقوع الجريمة.. هذا بالطبع إن كان هو من يُراسلها حقا.
هز رأسه موافقا ثم قال بجدية:
-انا بحاجة الى اسم الفتى وكل ما تعرفينه عنه.
-وماذا تنوي ان تفعله بهذه المعلومات؟ هل ستذهب الى الشرطة؟
رد بإستهزاء:
-مستحيل.. هؤلاء حمقى..
توقف حين تذكر امرا فقال:
-معذرة لخطيبك لكنهم حمقى.. ثم إن الكل يدري ما الذي يجري عند دائرة النار، فما الذي يمنع الشرطة من ايقاف نشاط التجار عندها؟.. هناك شيء مريب في كل هذا.. لذا سأعتمد على نفسي لأعرف من الموزع الحقيقي لذلك المخدر.. لقد اقسمت على ذلك.
اومأت برأسي فلم اكن لأعترض.. انا ايضا اعتقد انهم مجموعة من الحمقى وما هم إلا أداة للحكومة.. تنهدت ثم قلت محذرة إياه:
-لكن هذا خطير جدا يا دريك.. انت تتحدث عن تجارة مخدر جديد مما يعني انه ليس امر فردي وانما هيا منظومة، فهل تنوي مواجهتهم بمفردك مع العلم ان الشرطة تتجاهلهم؟
هز كتفيه في لا مبالاة قائلا:
-هل نسيت من نحن؟ نحن ايضا منظومة تكاد تسيطر على نصف اقتصاد البلاد، نحن نملك من النفوذ والسلطة ما يكفي للقضاء على مجموعة من تجار المخدرات
لم استطع منع نفسي من الإبتسام فدريك لا يفهم نصف ما قال للتو لكنه على الأقل محق.. وإن كان دريك يتحدث بهذه الجدية فلن يجدي اقناعه بغير ما ينتوي.. قاطع افكاري قائلا:
-دعينا من هذا الأن فقد بدأ هذا الحديث يفسد شهيتي
وافقته فتابعنا ما تبقى من وجبتنا في احاديث جانبية ثم حين انتهينا ارجعنا دريك الى المنزل حيث تفرق كلانا الى غرفته.. فألقيت بنفسي على فراشي متمنية ان يأتيني النوم حتى لا افكر في كاثرين .. حتى لا اتذكر منظر جسدها المفارق للحياة والدماء تحيطه وانا اقف في عجز.. لكن النوم لم يأتني لحظة..
*** *** ***
في الصباح التالي اتاني اتصالا لم اتخيل ان تتم الموافقة عليه على الأقل بهذه السرعة لذا قررت عدم الذهاب الى المدرسة اليوم بل اخذت اول سيارة اجرة قابلتني الى السجن الوحيد في هذه المدينة وقد كان..
جلست بشيء من التوتر على الكرسي الذي وجهني اليه الحارس وهو ينظر لي في شك لما انا هنا بالتحديد وهو مجق في تساؤله.. اتمنى ان لا اكون على وشك ارتكاب خطأ بمجيئي الى هنا وطلبي التحدث اليها لكن علي ان احاول إن كان لما يحدث الأن علاقة بالماضي فهي اخر من تبقى ليخبرني بأي شيء عن الماضي.. هذا بالطبع إن وافقت..
لم تمر دقائق إلا وقد ادخلوا عمتي كريستل من الباب المقابل لتجلس امامي في تجهم.. انا لم ارها منذ أن اعتقلتها الشرطة.. بدت شاحبة جدا وقد خسرت الكثير من وزنها.. وبالطبع لم يبد عليها السعادة لرؤيتي لكنها على الأقل قبلت ان تراني.. بتأفف قالت:
-ماذا تريدين؟
حاولت تجاهل مشاعري تجهها واني انظر الى قاتلة.. قاتلة حرمتني من اعز الناس الى قلبي وقلت بهدوء كان من الصعب الحفاظ عليه:
-لقد اتيت لأسألك عن عدة اشياء.. اعلم انك لست مجبرة على اجابتي لكن اعتقد انك على الأقل مدينة لي بهذا
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بتعال:
-انا لست مدينة لك بأي شيء يا فتاة.. ربما الى والدك لكن ليس لك
بداية مبشرة جدا وانا لم اكن ابدا لأجلب الى الطاولة امر هيلين وهاري فحرفيا انا اصرف عليهم من اموالي فمنذ ان سُجنت كريستل واصبح العالم يعرف ما قامت به لم يقبل احد بتوظيف هارولد خائفين على سمعة شركاتهم.. هيا مدينة لي لكني لست دنيئة لأوضح هذا لذا قلت:
-اذن لأجله اجيبيني..
وقبل ان اكمل قاطعتني بخفوت:
-ما عندي لن يفيدك كثيرا يا جوزيفين فلن يمكنك من الهروب من مصيرك
نظرت لها في دهشة فتابعت:
-اتعتقدين حقا اني لا املك فكرة عما جلبك الي؟ لقد رأيت الأخبار.. موت هنري وصديقتك ليس بصدفة بالتأكيد
تسارعت دقات قلبي وانا اقول:
-اذن انت تعرفين من خلف هذا؟
اعتلى وجهها ابتسامة صفراء:
-اجل لكني لن اخبرك وصدقيني سواء اخبرتك ام لم افعل فلن يفيدك فقريبا جدا سيخبرك بنفسه من هو
كدت اصيح في استنكار لكني اوقفت نفسي وقلت:
-اذن فهذا يعني انك فعلا لم تقتلي والداي ربما قتلت نواه وشارلوت لست ادري بشأن اجنس لكن ما الذي يجبرك على اخفاء هذا ربما يخففون حكمك
اجابت بضيق:
-انا منبهرة بعض الشيء من كونك اكتشفت هذا وحدك.. لا احد يدرك انه ما كان بمقدوري قتل براين ابد
قلت وانا اجزعلى اسناني:
-لا تقلقي من يفعل هذا الأن حرص على يوصل هذة الرسالة بالذات لي، لقد جهز قبرا خصيصا لأجلي
اومأت وهيا تستند بيدها الى الطاولة:
-اذن فأنت تدركين ان مجرد حديثي معك يعرض ابنائي للخطر.. او حتى مجرد اعترافي اني لم اكن من قتل براين ومادلين، انا اعرف حدودي جيدا يا فتاة واني لأنصحك ان اتعرفي حدودك انت الأخرى وترضخي للواقع انت ميتة تمشي وسط الأحياء.. فمهما ظننت ان لك فرصة في النجاة فهذا وهم فالنهاية الوحيدة لهذه اللعبة الصغيرة التي يلعبها معك هي موتك
عقدة حاجباي وقد مس قلبي بعض الخوف من لهجتها لكني لن استسلم لمجرد ان هذه المجرمة امامي استسلمت:
-على الأقل اخبريني ما علاقة هذا بالماضي؟ ما ذنبي انا في كل هذا؟
هزت رأسها نفيا وقالت:
-لا احد يهتم لهذا.. فقط ما يمكنني قولة انما هيا مسألة انتقام ونهايتها تقع عندك انت
ثم هبت من مقعدها فجأة معلنة انتهاء هذه الزيارة فقلت محتجة:
-لكني لم انتهي بعد، هناك المزيد من..
لوحت بكتفها وهيا تلتفت مشيرة للحارس ان يأخذها:
-هذا يكفي، انا لا اريد اي علاقة لي بهذا ولا تطلبي رؤيتي مرة اخرى فلن اوافق
جلست مكاني شاعرة بالإحباط بينما ساقها الحارس الى الباب وكدت ان ارحل انا الأخرى حين سمعتها تقول:
-جوزيفين ربما يجب ان تزوري منزل والدك فإنه يحمل مفاجأة
لم تكد تنتهي إلا وقد رحلت وبقيت انا وحدي افكر فيما قالته للتو وما قد يعنيه..
*** *** ***
في اليوم التالي استيقظنا على خبر مقتل عمتي كريستل في السجن.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro