الفصل السادس
دخلت الفصل وجلست كالبلهاء امام السبورة لم اعي ما يقوله المدرس وهذا طبيعي لأن فهذه المواد غير صعبة ومملة الى حد غير طبيعي وخلال استراحة الغداء جلست انا وكاثرين نثرثر وطبعا حولنا الكثير من المجموعات التي تقوم بالمثل حين قالت كاثرين مشيرة الى احدى المجموعات :
-هل سمعتي عما يتكلمون
قلت بعدم اكتراث:
-لا
ابتسمت ابتسامة لعوب وقالت:
-انهم يتكلمون عن الاشباح
قلت بتعجب:
-ماذا؟
-اجل يقولون انها تجوب المدرسة ليلا هذه اشاعة مشهورة جدا في هذه المدرسة التي هي اقرب الى المتاهه
فانفجرت ضاحكة:
-لا يوجد من يصدق بهذا الكلام الساذج سوى الاغبياء وبالطبع كثيروا الخيال
يبدوا ان صوتي كان عاليا لأن المجموعة كلها سمعتني اذ قال احد الفتيان:
-ماذا تعنين؟
كنت على وشك الرد حين قالت فتاة:
-لا تسخري من الامر ان الاشباح حقيقة بالفعل
قلت باستهزاء:
-ارجوك ان هذا الكلام يفسد اذني
نظرت لي بغضب وقالت مؤكدة:
-انهم موجودون انت فقط منغلقة الفكر
منغلقة الفكر؟ انا لا احب هذه التفاهات هذه الفتاة في مشكلة حقيقية اذا كانت بالفعل تصدق ان الاشباح موجودة فقلت:
-انت تكثرين من مشاهدة افلام الرعب يا عزيزتي
ثم بدأ الجدال ولم يتوقف الا حين قال احد الفتيان:
-انا لدي حل لهذا الموضوع
قلت:
-وما هو؟
-لنتقابل هنا اللليلة بعد العاشرة لنتأكد ونحل هذا الجدل
فوافق الجميع على الفور اما انا فصمت ثم بعد برهة قلت:
-لكني لا استطيع
فقالت احدى الفتيات بسخرية:
-اليس هذا لأنك خائفة
وها قد بدأنا انا اكره هذه الطريقة الاستفزازية فقلت بعصبية:
-لست كذلك
-اذن لا مشكلة في ان تأتي اليس كذلك؟
-سأتي وسترين من منا على حق
اه جوزفين كيف لك ان توافقي لكن الامر انتهى بالفعل تركتهم بعد ان اتفقنا على المكان بالضبط لحقت بي كاثرين وهي تهتف:
-وكيف ستقابلينهم ايتها الذكية ان الامر مستحيل فسيتوا لن يوافق ابدا ان تخرجي في هذا الوقت المتأخر
-لا تقلقي سأدبر الامر بطريقة ما
-لكنك كذلك لا تعرفين شيئا عن اشباح المدرسة
-هل تصدقين هذا الهراء
قالت مدافعة عن نفسها:
-بالطبع لا لكن ما اقوله هو ان لكل رواية اصل ما وهذه المدرسة لا يقترب منها احد ليلا ولا يوجد بها انشطة ليلية حتى العمال النظافة ورجال الامن لا يعملون ليلا خوفا اذن لابد وان الامر خلفه امر ما
انها محقة بالكامل وهذا مقلق فعندما تكون كاثرين محقة وهذا لا يحدث كثيرا يكون وراء الامر كارثة، بعد انتهاء الدوام المدرسي عدت الى المنزل وعند التاسعة والنصف كنت قد اعددت حقيبة صغيره بها كشاف يدوي وهاتفي وعدة اشياء اخرى قد تكون مفيدة وبالطبع اخبرت اخوتي اني سأبيت عند كاثرين الليلة وبما ان بيتها قريب جدا فقد سمحوا لي لقد اتصلت بها لأخبرها اني سأكون عندها في الثانية عشر ولكنها لم ترد علي لم اعر الامر اهتماما وعند التاسعة والنصف كنت على وشك الخروج حين قابلني بيتر عند الباب وقال:
-امن الضروري ان تذهبي سيرا على الاقدام؟لماذا لا تأخذين السائق؟
قلت وانا افتح الباب:
-بيتر ان منزل كاثرين في الشارع المقابل ان الامر ان الامر لا يستأهل كل هذا و...
قاطعني قائلا في ملل:
-حسنا لكن كوني حذرة
اومئت برأسي وخرجت علي ان اوضح امرا هو اني لم اشعر مطلقا بتأنيب الضمير على ما سأفعله الان، اتجهت مباشرة الى المدرسة من اكثر ما يميز هذه المدرسة هو سورها القصير فلا احد يجرؤ على دخولها ليلا لذلك لا تحتاج الى حماية ان الساعة الان العاشرة لكن لا احد هنا ربما جئت مبكرا انتظرت ربع ساعة لكن احدا لم يظهر من الفتيات او الفتيان ربما هم بالداخل سرت في ممرات المدرسة ومع كل خطوة كنت اتأكد اني وحدي هنا رائع اذن فقد رتبوا مقلبا وانا وبكل بساطة ابتلعته همم جميل جميل على الاقل انا اعرف ما الذي سأفعله غدا بالضبط سأتجاهل الموضوع كله وكأنه لم يحدث فسيعتقدون اني لم اذهب ولكن ما الذي سأفعله بكل كمية الغضب التي اشعر بها الان اين سأفرغها هنا توقفت فجأه ونظرت حولي اين انا؟ لقد شردت بأفكاري ولم ادري اين انا على الاقل انا لازلت في ممرات الفصول لكن من اين العودة؟ نظرت حولي مجددا فقط لألاحظ امرا ان المدرسة مظلمة جدا ومع ذلك توجد تلك الاضاءة الشبه حمراء والتي ارى بواستطها الان رغم انها طفيفه لكنك تشعر بها وكأنها في كل مكان ..هـ..هذا غريب انا لا احب هذا المكان جوزفين اعتقد ان عليك العودة الان فقط لأسمع صوت صرير فقلت بتوتر وانا اشعل المصباح اليدوي:
-هذه الرياح بالطبع...اعتقد
ان خطواتي تصبح اثقل هل بدأ الخوف يتسلل لي ان المكان مظلم فعلا وكبير جدا وانا وحدي كفي عن هذه الافكار يا جوزفين انت ترعبين نفسك ....اه ما الذي افعله هنا؟ اي حماقة ارتكبتها ؟ ماذا اذا حدث لي شيء هنا كيف سيعرف اخوتي؟ كنت افكر في هذا وانا ازداد رعبا وخوفا فقلت:
-ان مكثت هنا دقيقة اخرى...
وقبل ان اكمل سمعت صوتا ورأيت شيئا صغيرا يركض ناحيتي فصرخت ثم ادركت انه مجرد فأر صغير ماذا يحدث الهذه الدرجة اصبحت اعصابي متوترة كنت ارتجف يجب ان اخرج من هنا سرت بسرعة الى حيث اظن اني سأخرج من المبنى حين شعرت بحركة جواري فاستدرت بحركة حادة نحو مصدر الصوت فلم اجد شيئا ثم فجأه تحرك شيئا على يميني فرفعت المصياح مسرعة لأرى ظلا ادميا يرتسم على احد جدران الفصول فشهقت وقلت:
-يا الهي ما هذا؟
فقط لأرى الرأس تتحرك وكأنها تنظر لي هنا لم اعد احتمل اخذت اركض بكل ما استطيع في الممرات دخلت احد الفصول ثم اصدمت بنافذة لا ادري من اين اتت فانكسر زجاجها فوقعت على الناحية الاخرى منها وتدحرج جسدي كثيرا حتى اصطدمت بحائط اخر فتوقف جسدي عن التدحرج اخيرا فقمت معتدلة وانا اتأوه لأجد يدي تملئها الدماء بل كتفي كله لقد دخل الزجاج في يدي وتركز في موضع معين هذا يؤلم جدا ما الذي فعلته بنفسي؟ رفعت رأسي لأرى ما حولي فقط لتتسع عيناي في دهشة وزهول اعدت النظر الى امامي وخلفي..يميني..يساري فقط لأدرك هذا الامر المروع الا وهو اني في فناء مربع لا ادري من اين اتى محاط من الاربع جهات بحوائط لها نوافذ بلا ابواب يبدو اني دخلت من احداها المشكلة هي اني لا ادري من اين دخلت؟ فكل النوافذ محطمة وزجاجها يملئ المكان نظرت الى كشافي لأجده قد تحطم من السقطة انا لا ارى جيدا ولا يمكنني حتى رؤية الزجاج الملطخ بدمي فأتبعه الى حيث جئت انا فعلا لا ادري من اين اتيت؟ اين انا؟ هل لازلت داخل المدرسة؟ ترددت الاسئلة داخلي فقلت:
-لا مستحيل ان اتوه في مكان كهذا او وقت كهذا لابد ان اخرج لكن من اي نافذة فأنا لا ادري من اين اتيت؟ من المعتوه الذي بنى هذه المدرسة
انا مرعوبة تماما فأمسكت بهاتفي لأتصل بإخوتي لأطلب النجدة لكن الهاتف كان مغلقا لقد تضرر من السقطة لا اصدق لا..لا يمكن ...لقد اصبحت حبيسة هنا..ودون وعي مني بدأت الدموع تتساقط من عيني انا حائفة بل مرعوبة والمكان مظلم ا الهي وانهرت على الارض باكية .
((عاد سيتو من عمله مرهقا كان في طريقه الى غرفته حين مر بغرفة المعيشة ليجد دريك امام شاشة التلفاز فتنهد ثم تذكر امرا فقال:
-اذن فقد ذهبت جوزيفين لتبيت عند كاثرين الليلة
فرد دريك:
-اجل
-هل اتصلتم بها حين وصلت الى هناك لقد اخبرني بيتر انها ذهبت سيرا
-لا
كان دريك منتبها تماما الى التلفاز ولا يعي ما يقوله سيتو فوضع الاخير حقيبته ثم اخرج هاتفه الخاص واتصل بهاتف جوزفين لكن كل ما تلقاه هو الرسالة المسجلة التي تفيد بأن الهاتف مغلق فكرر المحاولة بلا فائدة بدأ شعور من التوتر يتسلل اليه فقال لدريك:
-ان هاتفها مغلق والساعة الان الثانية عشر
-لا داعي للقلق اتصل بكاثرين
انه لا يعلم رقمها لكنه يعلم رقم البيت فاتصل بالفعل لترد عليه كاثرين بصوت ناعس وهس تقول:
-جوزفين اتمنى ان يكون لديك سبب مقنع لكني تتصلي بي في هذه الساعة فأنا انام مبكرا
فرد بزهول:
-ماذا؟
وافلت سماعة الهاتف من يده فانقطع الخط هنا انتبه دريك الى اخيه فقال:
-ماذا هناك؟..ماذا حدث؟
-جوزفين انها ليست عند كاثرين بل وتلك الاخيرة لا تملك فكرة عن انها كانت اتية له
فقال دريك في رعب:
-اين هي اذن؟
رد سيتو في قلق:
-لست ادري ))
عدوت بكل قوتي بعد ما ظللت جالسة في مكاني الى ما يقرب من ساعتين عاجزة عن فعل اي شيء حين سمعت شيئا فبدأت اعدو باكية غير عالمة الى اين وجهتي لقد اصطدمت بالعديد من الاشياء واخذت الكثير من الممرات فأغمضت عيني وانا امسح دموعي واقول:
-متى ينتهي هذا الكابوس؟ فجأة شعرت بصدمة قوية فوقعت ارضا وفتحت عيني لأرى امامي السور...السور هل هذا حقيقي؟ هل انا فعلا امام سور المدرسه كيف؟ فقلت:
-لا يهم اخيرا سأخرج من هنا
اسرعت بتسلق السور ثم في اقل من خمس دقائق كنت امام منزلي بالطبع لا يمكنني الذهاب الى كاثرين فالساعة الان هي الثانية بعد منتصف الليل لذلك كان الحل هو الرجوع الى البيت وان اتظاهر اني قد تركت بيت كاثرين لسبب قهري توقفت امام الباب ومسحت عيني جيدا ثم ارتديت معطف اخرجته من حقيبتي لكي اخف هذه الدماء وبكل هدوء ممكن اخرجت مغتاحي وفتحت الباب دون ان اصدر صوتا ثم اتجهت نحو السلالم حين مررت على غرفة المعيشة فشهقت بقوة ففيها كان اخوتي الثلاثة جالسون ناظرين نحوي يا الهي بماذا سأخبرهم بدأت اتلعثم وحين كنت على وشك التفوه بما خططت له رأيت سيتو يتحرك من مقعده ويتجه نحوي ووجهه ممتلئ بالغضب والقلق ثم رفع كفه وهوى بها على وجهي فشهقت واحمر وجهي بشدة ، انا لم يصفعني احد قط بل لم يمد احد ابدا يده نحوي حتى لو كان في الامر عقاب لذلك صدمت حين صفعني سيتوا لقد توقعت ان يصرخ في وجهي لكن لم اتوقع حتى اني قلت بغضب:
-كيف تجرؤ؟
صاح قائلا:
-كيف اجرؤ بل كيف جرؤت انت على ما فعلتيه لقد كذبت واخبرت الجميع انك ستبيتين عند كاثرين اين ذهبتي في ساعة كهذه؟
لم ارد عليه فقال بيتر:
-جوزفين اين كنت؟
بالطبع لم استطع ان اخبرهم خوفا من ردة فعلهم لقد صفعت بالفعل فماذا بعد بينما عقلي وحالتي النفسية لا تسمحان بالكذب وذلك الالم الذي يعتصر كتفي لن اتحمل اي ضغط فرويت لم ما حدث لكن لم اخبرهم بموضوع الزجاج او ما حدث بالضبط في المدرسة فمن سيصدقني؟ ثم اني اقلقتهم بما فيه الكفاية حين انتهيت من السرد قال سيتو بدهشة:
-الهذا السبب التافه خرجت في مثل هذه الساعة وتأخرتي كل هذا الوقت؟ اي غباء هذا؟
ثم اكمل بغضب:
-اتدرين كم اقلقتنا لقد بحثنا عنك لساعتين بلا فائدة
لم ارد ان كتفي يؤلمني بحق واكاد لا استطيع الوقوف فقال:
-انت معاقبة ايتها الفتاة لا اريد رؤيتك خارج غرفتك مطلقا في غير الذهاب الى المدرسة ولا شيء اخر ولا حتى للأكل افهمتي ستأكلين وحدك وتمكثين في غرفتك طوال الوقت
فأومئت برأسي بلا مقاومة واستدرت ومع حركتي تحرك كتفي بقوة فسقط سائل على الارض فانتبه الثلاثة وقال سيتو:
-ما هذا؟
بينما انحنى دريك ارضا ثم قال بفزع:
-دم؟
فرفعوا ابصارهم نحوي في تساؤل فقلت بارتباك:
-هذا لا شيء لقد خدشت يدي فحسب
لكن سيتو لم ينتظر اكثر لقد نزع عني المعطف بعنف وطبعا لم يسره ما رأه فقال دريك:
-ما هذا الجرح؟
بينما قال بيترفي غضب:
-لم لم تخبرينا بأمره؟ اكذبت مرة اخرى؟
تحسس سيتو الجرح ثم قال:
-هي لم تكذب فقط لم تقل الحقيقة كاملة ....لا تقلقا انه ليس عميقا بعض الزجاج عالق لكنه سيخرج بسهولة بعض الضماضات وينتهي الامر سأترك هذا لك يا بيتر
ثم نظر لي وقال بتوعد:
-ان تكرر هذا الامر مجددا فصدقيني لن ينتهي بمجرد صفعة او عقاب بسيط
قالها ورحل تاركا اياي واقفة غير عالمة ماذا افعل ؟.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro