Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الخامس

"هل تذكر رسالة (إيدين)؟" قلت وأنا أحاول رفع كوب القهوة خاصتي من دون أن أسكبه فوقي؛ فلم يكن باستطاعتي السيطرة على يديَّ المرتجفتين.

"ماذا؟" قالها (كونُر) باستغراب، فقد بدا وكأنه عاد الى عالمنا للتو.

"أقصد الرسالة التي كانت في كبسولة (إيدين)." وضحت له.

هز رأسه نفيًا.

كانت الرسائل قد حُفِرَت في ذاكرتي حتى بعد أن قمنا بحرقهم، فأعدت تلاوة الرسالة عليه وكأنها كانت مكتوبة أمامي. "كشجرة صماء، وقف يحدق من بعيد.

وروحه الأن تستغيث وسط العذاب الأبيض المهيب.

وفي عتمة الليل، تلاشى وما بقيَّ إلا الدمار واللهيب."

ضيّق (كونُر) عينيه هو ينظر الي. "مازلت لا أفهم ما ترمي إليه."

تنهدتُ قبل أن أقول. "فكر فيها قليلًا. لم يكن لـ(إيدين) أي دور فعليّ فيما فعلناه سوى وقوفه بعيدًا كالصنم، يحدق إلينا فقط من دون أن يحرك ساكنًا. وأخبرني أنت كيف مات؟ أو ربما التعبير الأصح هو: قُتِل."

التزم (كونُر) الصمت، فأكملتُ أنا، وقد بدأ صوتي يرتفع. "لقد مات صعقًا بالكهرباء. ألا يذكرك (العذاب الأبيض المهيب) بشيء؟"

اكتفى (كونُر) بهز رأسه قبل أن يتمتم. "لابد أنك فقدت عقلك."

رفعتُ أحد حاجبيّ وأنا أنظر له. "وما هو تفسيرك لما حدث إذًا يا صاحب العقل النيّر؟"

"لطالما كان (إيدين) الحلقة الأضعف بيننا. أعتقد أن ما حدث بالنسبة له كان بمثابة القشة التي كسرت ظهر البعير. لقد سبب الأمر هلوسات له وجعله يصدق في الأشباح على ما يبدو. ولقد قالت الشرطة أن موته كان حادثًا مؤسفًا بسبب ماس كهربائي." قال (كونُر). "ثم منذ متى وأنت تصدق في نظريات المؤامرة؟ هل ستخبرني أيضًا أن هبوطنا على القمر كان مزيفًا؟"

ضحكتُ باستهزاء. "أرى أنك في مزاج جيد."

نظر لي بطرف عينه وهو يأخذ رشفة من قهوته. "يبدو أنك مازلت تحاول لعب دور الملاك يا (إيرين)، بينما الواقع هو أننا قد تحولنا لمسوخ بالفعل منذ وقت بعيد يا صديقي."

ربما كان على حق. ربما عليّ التوقف عن التظاهر بالبراءة والاعتراف بأن ما فعلناه قبل عشر سنوات لا يمكن أن يغفر أبدًا...

لطالما كنت مولعًا بعلوم الحاسب، وكنت قد قررت أن ادرس هندسة البرمجيات، ولكن بعد ما حدث، اتجهت رغبتي نحو دراسة الطب. وكم كان هذا قرارًا ساذجًا؛ فحتى لو ساعدت في انقاد حياة المئات، هذا لن يمحي أبدًا صورة الطفل الذي قمنا بدهسه من ذاكرتي، أو قد يجعلني أتوقف عن سماع صوت توسلات (إيثان) ونحن ندفنه حيًا.

"قرار تجمعنا كان خاطئًا، ما كان عليّ أن أطرح تلك الفكرة أبدًا." قطع (كونُر) حبل أفكاري بصوته المنكسر، ولاحظت أنه كان يتحاشى النظر إليّ، ففهمت أن تظاهره باللامبالاة ليس سوى قناع يخفي ما يشعر به حقًا.

حاولت أن أخفف عنه. "ما حدث لـ(إيدين) ليس خطأك يا (كونُر)، ثم أنا من اقترحت فكرة الكبسولات اللعينة."

تنهد (كونُر). "حقًا لا أفهم لماذا أصر (إيدين) على الحفاظ على صداقته معنا. نحن لم نجلب له سوى المصائب."

خرجت ضحكة عفوية مني دون أن أقصد. "لقد سألت نفسي هذا السؤال كثيرًا."

ضحك (كونُر) هو الأخر، وشعرت بالراحة لوهلة وبدأت أتذكر ذكرياتنا مع (إيدين)، محاولًا طرد القبيح منها والحفاظ على الطيب فقط؛ فرغبتُ أن يظل في ذاكرتي بملامحه البريئة ووجهه المبتسم؛ حتى لا يجرني خيالي لتصور كيف انتهى به الحال كجثة محترقة.

"الى متى ستبقى في البلدة؟" سألني (كونُر) جاذبًا انتباهي مجددًا.

"كان من المفترض أن أسافر غدًا، ولكني سأبقى لحضور الجنازة."

ولم أكن أعرف حينها أن هذا أسوأ قرار قد اتخذته؛ فكان لابد أن أهرب الى أخر بقاع الأرض حين سنحت لي الفرصة، ولكن حتى لو كنت فعلت وعبرت للطرف الأخر من المحيط، أظن أنه كان سيكون دون جدوى، فهل يمكن لأحد الفرار من مصيره؟

***

مرت أيام وليالي، وكلما تقابلتُ أنا و(كونُر) كنا نتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، رغم أن نظرات أعيننا كانت تصرخ بما لم نستطع البوح به.

ربما لأن كل واحد فينا ظن أنه قد فقد عقله، أو أنها مجرد حالة ناتجة عن نبش ذكريات قد عفي عليها الزمن، وستذهب مع الوقت.

أو ربما لأن قول الأمر بصوت عالي كان سيجعله حقيقة لا مفر منها، وكنا بالتأكيد أجبن من هذا...

"علينا ترك هذه البلدة في أسرع وقت." قالها (كونُر) بهلع، وكانت حالته ساءت أكثر مني، فكان السواد تحت عينيه دليل على أنه لم يذق طعم النوم لأيام، وكان شعره أشعث وملابسه مجعدة كأنه تحاشى النظر في المرآة عمدًا.

لم أجب؛ فلم أكن أدري ما أقول. هل أصارحه وأقول له أنني أعتقد أن هربنا سيكون بلا جدوى.

ولكن ربما كان على حق. لم لا نجرب؟ فلم يعد هناك ما نخسره على أي حال.

"دعنا نترك البلدة الليلة." قلت له، وبدا وكأنه سيقول شيئًا، لكنني قاطعته قبل أن يبدأ. "سنسافر معًا الى المدينة حيث أعيش، يمكنك أن تقضي بضع أيام معي في شقتي حتى تجد سكنًا آخر، وبعدها الأفضل ألا نتقابل مجددًا."

بدت على ملامحه الدهشة لكنه لم يعترض؛ فاتفقنا على أن نذهب لتحضير حقائبنا سريعًا، ومن ثم سيمُر عليّ هو بسيارته حتى نسافر بها.

عدتُ الى النُزل الذي كان يأويني طوال الفترة الماضية، ولملت مقتنياتي سريعًا، وجلست لأنتظر (كونُر) وأنا أعد الدقائق والثواني.

وفجأة سمعت صوت حشرجة عالٍ، فالتفت سريعًا لأراه أمامي...

كان بنفس الهيئة التي يظهر لي بها في كل مرة. كانت عيناه بيضاوان تمامًا، وكان مغطًا بالتراب من رأسه وحتى أخمص القدمين، ولم يسبق له وأن نطق بأي كلمة، فقد كان التراب يتساقط من فمه كلما حاول التكلم، فكان كل ما يخرج منه هو صوت حشرجة وآنين تمنيت لو أصيب بالصمم حتى لا أسمعه.

"ماذا تريد يا (إيثان)؟" قلتُ وأنا أشعر بالدموع تسيل على وجهي. "أرجوك دعنا وشأننا."

لم يجب، ولكن ارتسمت ابتسامة على وجهه، وكانت تلك الابتسامة كفيلة لتجعلني متيقنًا أنه لن يتركنا أبدًا حتى ترافقه أجسادنا تحت الثرى...

أشحت نظري بعيدًا عنه، وحاولت الاتصال بـ(كونُر) الذي كان قد تأخر كثيرًا، ولكن بدلًا من صوت (كونُر) كان ذلك الصوت اللعين الذي أخبرني بأن هاتفه مغلق ولا يمكن الوصول إليه.

أطلقت سبة سريعًا، وأخذت حقيبتي وخرجت مسرعًا من الغرفة، وقررت التوجه لبيت (كونُر).

عندما وصلت، شعرت بالدم وهو يتجمد في عروقي، فكان المنطقة حول بيت (كونُر) مكتظة بسيارات الشرطة والإسعاف، والدفاع المدني.

طردتُ كل الأفكار السوداوية من رأسي وحاولت الاقتراب من المبنى، ولكن أوقفني أحد أفراد الدفاع المدني.

"سيدي، لا يمكنك الدخول للمبنى، المكان خطر جدًا."

نظرتُ له وأنا أشعر أن الكلام يصل الى أذني بينما أنا تحت الماء، ولكن الأفكار هي ما كانت تغرقني.

"ما الذي حدث؟" لا أدري كيف استطعت إخراج الكلام من حلقي، لكنه خرج.

نظر لي بحزن قبل أن يجيب. "حادثة مصعد."

شعرت بنبضات قلبي تتسارع وكنت أسمع دقاتها بوضوح، على الرغم من كل الضجة التي كانت تحوم حولنا. "لكن صديقي يعيش في هذا المبنى."

وصلني شعوره بالشفقة اتجاهي، وتنهد قبل أن يسألني. "ما اسمه؟"

"(كونُر چونسون)." قلتُ اسمه بحذر، وأنا أدعو في سري بأن يكون على ما يرام.

امتلأت عينه بالأسى وربت على كتفي. "أنا أسف يا بُني."

شعرت بالعالم وهو يدور من حولي، وفجأة لم أعد أسمع أي شيء وكأنني وضعت سدادات للأذن، ولم تعد ساقيّ تقويان على حملي.

ورأيته، وهم يخرجونه من المبني، وكان موضوع في كيس جثث، وتردد صوته في أذني وهو يقرأ رسالته.

"وهل للندم مكان، حين يصبح كل ما حولك شتات؟

فالأن تهوي الى الأعماق، وما من مفر أو خلاص.

يثقل كاهلك ذنب عظيم، وها قد اقتربت لحظة الإنصاف."

والأن لم يعد سواي...

ولكن يجب أن أحاول فعل أي شيء. لن أنتظر دوري ليتم وضعي في كيس الجثث القادم دون أن أحرك ساكنًا.

وربما يكون الحل هو في التخلص من هذا الذنب للأبد.

ربما قد يجد (إيثان) راحته ويتركني لو رأت الحقيقة النور أخيرًا.

ولهذا قررتُ أن تكون وجهتي الأخيرة هي مركز الشرطة...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro