Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الثالث

قبل عشر سنوات:

رغم برودة الطقس، فكان دومًا شهر ديسمبر بالنسبة لي هو أكثر الشهور دفئًا على مدار العام؛ فالأضواء الاحتفالية، وتجمع العائلة، وأغاني الـ(كريسماس) التي كانت تنبئ بقرب قدوم (سانتا كلوز) كانت كلها كفيلة بجعل قلبي يذوب دفئًا، حتى لو درجة الحرارة بالخارج كانت تحت الصفر.

فأذكر عندما كنت طفلًا، كنت أنتظر مطلع ديسمبر بفارغ الصبر حيث إن أبي كان دومًا يأخذني في رحلة الي الغابة المحيطة ببلدتنا؛ لنختار شجرة الكريسماس ونقوم بقطعها معًا وأخذها معنا الى المنزل، وعند عودتنا نجد أمي وجدتي في انتظارنا والبيت تفوح منه رائحة الكعك والكاكاو الساخن، وتبدأ نقاشاتنا في كيف سنزين الشجرة هذا العام، وفي كل التحضيرات اللازمة قبل ليلة الـ(كريسماس)، وأذكر أن طيلة الشهر، كانت الابتسامة لا تكاد تفارق شفتيّ.

حتى أتى اليوم الذي سرق مني دفئ ديسمبر للأبد، فلم يتبق سوى البرد والصقيع اللذان كان يعبران كثيرًا عن الحال الذي صار عليه قلبي. ففي أحد أيام ديسمبر وأنا في المدرسة الإعدادية، فقدتُ أبواي حين انحرفت سيارتهم بسبب الثلج وسقطت في احدى البحيرات المتجمدة.

منذ ذلك اليوم، بذلت جدتي جهدًا كبيرًا في الحفاظ على القليل من دفئ ديسمبر، ولكن بدون جدوى فكل شيء كان قد تغير بالفعل، وبالتدريج لم تعد هي أيضًا قادرة على منحي أيًا من مجهوداتها، فقد شخص الأطباء إصابتها بمرض الخرف المصاحب للشيخوخة، فأصبح يمر علينا أيام لا تتذكر فيها حتى من أنا.

وها هو ديسمبر جديد يأتي بصحبة فيض من الذكريات تمنيت لو بإمكاني محوها للأبد، لكن يا للأسف، لم يكن العقل البشري مزودًا بزر حذف؛ لذا قررتُ أن الجأ لأقرب الحلول لهذا، وهو أن أقضي عشية عيد الميلاد بالخارج وأن أثمل حتى الصباح، وكان رفقاء الدرب في هذه الخطة المثالية بالطبع (كونُر) و(إيدين).

بالتأكيد لم يكن مسموح أو قانوني لأولاد في الثامنة عشر من عمرهم بالشرب، ولكن (كونُر) بابتسامة خبيثة طمأننا أن الحل لديه.

وبرغم أن والد (كونُر) كان ضابط شرطة، ولو كُشف أمره فكان سيكون ميتًا لا محالة، إلا أنه فاجأنا وتمكن بالفعل من تزييف بطاقات هوية لنا نحن الثلاثة لتثبت أننا قد تجاوزنا السن القانوني ألا وهو الواحد والعشرين، وكانت خطتنا الجهنمية تكتمل بذهابنا الى حانة بعيدة قليلًا تقع على أطراف البلدة؛ حتى نقلص من فرص تعرف أحدهم علينا وأن يتم كشف أمرنا.

وكانت خطتنا تسير بكل سلاسة، فبعد أن تأكدتُ أن جدتي قد غطَّت في نوم عميق، تسللتُ خارج المنزل وقابلتُ (كونُر) و(إيدين)، ومن ثم استقلينا سيارة أجرة لمكان الحانة.

وبمجرد وصولنا، تملكني شعور غريب، ولم أكن أدري إن كان شعور بالحماس أم الرهبة. بالتأكيد لم تكن المرة الأولى التي سنشرب فيها، ولكن قبل هذا، كنا نكتفي بالقليل من زجاجات البيرة في الحفلات وحسب. إنما هذه المرة، كنا بالتأكيد سنتخطى كل الحدود.

قطع تفكيري صوت (كونُر) الذي قام بالتصفير، ولكمني في كتفي ليحظى بانتباهي. "أترى تلك السيارة يا (إيرين)؟"

كان يقصد سيارة (كاديلاك) رياضية فاخرة، نزل منها رجل كانت هيئته تصرخ بأنه فاحش الثراء ببدلته ذات التصميم الراق، ومظهره المهندم، وبدا على الرجل أن في العقد الرابع أو الخامس من عمره، وبالنظر إليه، تساءلت بيني وبين نفسي عن السبب الذي جعل رجل مثله يقضي عشية عيد الميلاد في حانة بدلًا من قضائها في بيته ووسط عائلته.

"قد أدفع حياتي لأتمكن من قيادة سيارة كهذه ولو لمرة واحدة." أكمل (كونُر) وهو ينظر للسيارة بحسرة.

"ألا يعد هذا تفكيرًا كئيبًا لليلة اتفقنا أنها ستكون فقط للمتعة؟" نظر له (إيدين) بامتعاض.

كنت سأشاركهم النقاش إلا إني شعرت ببرودة غريبة تجتاح جسدي، فتدثرت في معطفي، وحاولت محاربة الإحساس السيء الذي بدأ بالتسلل لي، متسببًا في غصة بحلقي. فوجهتُ نظري إليهم وكانا مازالا يتناقشان في موضوع السيارة. "دعانا ندخل للحانة. يبدو أنها على وشك أن تثلج وسيكون (كريسماس أبيض) هذه السنة."

ويبدو أن كلامي هو ما جعلهما يشعران بالصقيع أخيرًا، فتوقفا عن الجدال وتوجهنا لداخل الحانة، وبمجرد أن دخلنا، شعرنا أن الجميع يرمقنا بنظرات غريبة وكأنهم يتساءلون عما إذا تحولت الحانة لروضة أطفال.

تجاهلنا النظرات، وتظاهرنا بالثقة ونحن نتوجه ناحية الساقِ، طلبنا منه مجموعة محترمة من المشروبات المختلفة، فقد كنا ندخر لهذا اليوم منذ فترة.

نظر لنا النادل باحتقار وطلب رؤية بطاقات الهوية الخاصة بنا، فأعطاهم (كونُر) له دون طرفة عين.

استمر بالتدقيق في البطاقات لأكثر من دقيقة، شعرنا بكل ثانية فيها وكأنها عمر كامل. لكننا تنفسنا الصعداء عندما أعاد البطاقات لـ(كونُر) وبدأ بتحضير طلباتنا، وكنت أعلم يقينًا أن خدعة البطاقات لم تنطلِ عليه، إنما فقط كان جشعًا.

مرت ساعات طويلة قضيناها في الشرب، ولعب البلياردو ورشق السهام، ومغازلة الفتيات الجميلات.

وكانت الساعة قد قاربت على منتصف الليل عندما بدأنا نشعر بالإرهاق، وحالة الثمالة كانت بدأت تتمكن منا، وكنا على وشك الخروج من الحانة عندما لفت انتباهنا ذلك الرجل الثري الذي رأيناه مبكرًا. كانت رأسه مستقرة على الطاولة وبدا أنه قد غطَّ في نوم عميق أو أنه قد أغشيّ عليه، ولكن لم يكن هذا أكثر ما شدّ انتباهنا.

نظر لي (كونُر) وكانت عيناه الداكنتان تلمعان من شدة الحماس، وفهمت ما يدور بعقله من دون أن ينطق بكلمه، فأرسلت له نظرة تحذيرية، فاكفهر وجهه على الفور.

"لن نحظى بفرصة كهذه مجددًا يا (إيرين). لنجعلها ليلة لا تُنسى." قال (كونُر) لي.

نظرتُ ناحية طاولة الرجل، ولم أكن أنظر ناحيته هو بالتحديد، بل كانت عينايّ مركزتان على سلسلة المفاتيح الخاصة به والتي كانت ملقاة بإهمال فوق الطاولة.

"سنأخذ السيارة في جولة سريعة، وسنعيدها قبل أن يستيقظ هذا الأحمق." حاول (كونُر) إقناعي مجددًا.

اتسعت عينا (إيدين) عندما فهم ما كان يفكر به (كونُر)، فصاح به. "هل جننت؟"

لم يجب (كونُر) واكتفى بهز كتفه ونظر لي، وفهمتُ أنني من عليّ حسم هذا الأمر، ولكن الأمر كان حقًا مغري، خاصة أنها السنة الأخيرة لنا في المرحلة الثانوية، وقد نفترق بعدها للأبد، فلما لا نقم بمغامرة أخيرة لا تنسى؟

رسمت على وجهي ابتسامة وأنا أنظر لـ(كونُر) الذي فهمني فورًا، وتوجه ناحية طاولة الرجل، وقصد (كونُر) أن يترنح في خطواته وكأنه وصل لحالة مزرية من السُكر، وبالفعل مثل أنه اصطدم بالطاولة المقصودة بالخطأ ووقع عليها، ولحسن حظنا لم يستيقظ الرجل، فذهبتُ سريعًا ناحية (كونُر) واعتذرتُ للأشخاص المحيطين بنا. "أعتذر فقد أفرط صديقي بالشرب."

ومن ثم ساعدته بالنهوض بعد أن تأكدت أنه قد أخفى مفاتيح السيارة في جيب معطفه، وناديت لـ(إيدين) كي يساعدني في أن نأخذه للخارج. كان (إيدين) يبدو وكأنه في حالة صدمة مما كنا نقوم به، ولكنه امتثل لندائي وجاء لمساعدتي وهو يتمتم بأنه سيقول للشرطة بأننا قد خطفناه إذا تم القبض علينا.

حملنا (كونُر) للخارج بصعوبة بسبب وزنة، فقد كان يقوم بدور الثمل بدرجة متقنة للغاية، وبمجرد خروجنا، أسرعنا ناحية السيارة قبل أن يرانا أحدهم.

تولى (كونُر) أمر القيادة، وعندما ابتعدنا قليلًا عن الحانة، انفجر ثلاثتنا ضحكًا، فلقد نفذنا هذا الجنون بالفعل، ولم نكن نشعر بأي ذرة ندم، فقد كان الأمر يستحق.

قدنا في معظم شوارع البلدة التي كانت شبه خالية، فكان الكل مشغول بالاحتفال مع عائلته. على عكس ثلاثتنا، فلا أحد كان ينتظر عودتنا؛ فجدتي لن تستيقظ حتى الصباح الباكر، ووالد (كونُر) يقضي ليلته في مركز الشرطة، أما (إيدين) فوالداه كانا منفصلين، وكل منهما يقضي الليلة مع شريكه الجديد.

حقًا كانت حيواتنا مزرية، ولكن لم نكن ندري أنها ستتحول إلى جحيم...

فجأة انتبهت أن (كونُر) قد زاد من سرعة السيارة إلى حد كبير، فصحنا فيه أنا و(إيدين) الذي كان جالسًا في المقعد الخلفي لكي يبطئ السيارة قليلًا، ولكن كلامنا زاده عندًا وجعله يزيد من سرعة السيارة أكثر.

وبدون سابق إنذار، توقفت كل أصوات صياحنا وضحكات (كونُر) عندما شعرنا بالسيارة تهتز لحدٍ مرعب، وتأكد جميعنا أننا قد دسنا على شيء ما...

ربما كان شجرة سقطت على الطريق، أو حيوان ما، ولكن لم يتجرأ أحد منا أن يفكر في الخيار الثالث: وهو أننا قد صدمنا شخصًا ما...

***

الوقت الحالي:

(إيدين) مات.

كانت تلك الكلمات التي قالها لي (كونُر) عبر الهاتف ولم أسمع أي شيء بعدها، فلقد أخذتُ سيارتي وأسرعتُ للقاء (كونُر) عند منزل (إيدين)، وعندما وصلت، وجدتُ المنطقة مكتظة بعربات الشرطة والإسعاف، وكان بيته محاطًا بشرائط مسرح الجريمة الصفراء القميئة.

أحقًا هذا ما كل ما أصبح (إيدين) يُمثله... مجرد مسرح جريمة!

(إيدين) مات.

لقد وجده أحد عمال الكهرباء، فعلى ما يبدو قد حصل انقطاع في الكهرباء في الشارع كله مساء أمس، وقد نتج عن قصر في الدارة الكهربائية، وبعد إصلاح العطل، وجد العمال أنه كان بسبب شيء ما قد حدث في بيت (إيدين)، ووجدوا أن البيت كان مفتوحًا بالفعل، وبداخله كان يرقد (إيدين) وهو جثة هامدة، بعد أن مات صعقًا بالكهرباء...

ما الذي حدث!

دارت عيني بين الحشد المتجمع حول المنزل حتى وقعتا على (كونُر) أخيرًا والذي على الرغم من لون بشرته الداكن، كان يبدو شاحبًا كالثلج.

لم ينطق أحدنا بكلمة، أو ربما عجزت ألسنتنا عن قول ما كنا نفكر به.

قطع صمتنا صوت هواتفنا، وكان من المريب أننا قد وصلتنا رسالة في وقت واحد.

والأغرب، أن الرسالة كانت من (إيدين)...

إيدين: هذه الرسالة مبرمجة، فإذا وصلتكم، فتأكدوا أنني قد فارقت الحياة، فهو رفض أن يتركني وشأني حتى بعد أن توسلت له.

وعليكم أن تحذروا، فدوركم قادم. لن يتركنا إلا والثرى يغطي رؤوسنا.

لقد عاد.

إنه (إيثان)...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro