استيقظت بنشاط وفتحت عيناي ووجدت نفسي في سريري، هل وصلنا؟ ولكن متى؟ ولمَ لم استيقظ؟ طردت اﻷسئلة من رأسي وقفزت عن السرير ودخلت للحمام، نزعت عني ملابسي ونزعت الشاش عن فخذي ورأيت أن الجرح اختفى، رائع! استحممت لمدة ساعتين كي أزيل الدماء عن شعري أما عن جسدي فلم أجد شيء، لابد من أنها كارلي.

انتهيت من الأستحمام وخرجت وارتديت ملابسي وخرجت من الغرفة ورأيت هاري، كريس، كارلي، ماركوس، نايل، لوي، زين، ليام، زاك، سام، دين، كاس ومهلًا.. لوك؟ تقدم نحوي هاري واحتضنني بقوة وبادلته العناق «حمدًا لله على سلامتكِ، لقد قلقت عليكِ كثيرًا، نمتي لمدة يومين» قال وهو لا يزال يحتضنني، ابتعدت واحتضنت الجميع بقوّة وجلسنا.

«ألن تعانقيني أنا أيضًا؟» سأل لوك «ماذا يفعل هذا هنا؟» تجاهلت سؤاله ووجهت نظري لهم «أهذه طريقة ترحبين بها بصديق؟» «هذه أنسب طريقة لأرحب بها بصديقٍ مثلكَ» «شريرة» قال ومددت لساني له «لقد أتيت كي أوصل لكِ رسالة من كراولي ملك الجحيم العظيم» «ألم يمل كيرلي ملك الغباء؟» قلت باستفزاز كبير «ألفاظكِ يا فتاة» «وإذا لم أفعل؟» «لا تتحديني» «أرجوك افعل».

قلت وابتسمت بثقة، حاول فعل شيء لي ولكنه لم يستطع ولن يفعل، ولا حتى كريس أو هاري لأنني أحميهم جميعهم «عزيزي أنا أقوى من ملك الجحيم نفسه اتظن أن حشرة مثلكَ تستطيع ايذائي؟» قلت وأنا أتقدم نحوه ولكن كاس اوقفني «ايلينا اهدأي لا نريد مشاكل، فقط خذي الرسالة ودعيه يذهب» قال وأنا ابتسمت نحو لوك «فقط هذه المرة» وجلست مرة أخرى بجانب هاري وابتسم نحوي بفخر.

«إذًا اعطيني اياها» «تفضلي» ومدها لي، نظرتُ لها وعاينتها ثم أرجعتها له «اقرأها أنت» «ولكنها لكِ» «اقرأها.. أنت» قلت بتقطع وحدة «حسنًا» قالها بارتباك بعد أن أخذها مني، فتح الرسالة ورماها على اﻷرض سريعًا ليخرج منها غبار أسود، احتويته وخبأته بزجاجة ودمرته، نظرت نحو المرتبك «كم أتمنى لو كان فقط أكثر ذكاءً» قلت وابتسمت بجانبية، احضرت الرسالة وكانت فارغة تمامًا ما عدا كلمة واحدة «سأنتقم» في وسط الورقة وكانت مكتوبة بالدماء.

«سأنتقم سأنتقم نننن» وحركت يدي كأنني اتكلم بها «كل ما يتكلم عنه هو الانتقام وبلا بلا، ولكن أنا التي سوف انتقم على عدة اشياء، أولًا لا اسمح له أبدًا، أبدًا بإيذاء من أحب، سأنتقم لأيذائهم وخطفهم وصدقني سوف انتقم لكل واحد منهم بقوة، ثانيًا سأنتقم على قتل أمي وأبي وجعلنا يتيمان ونحن أطفال، أقسم سأنتقم لتعذبيهم وقتلهم، وثالثًا سأنتقم على جعلي أقلق وأخاف وأنام لعدة أيام من التعب، وبالأخير كما قلت سأنتقم على خيانة ثقة أخي أيها السافل، ادخلتكَ بيتي وعرفتك على أصدقائي وبالنهاية تكون معه، وماذا صديقه؟ وغير هذا اهنت حبيبي، هه أخي وحبيبي مرة واحدة، ستندم يا رجل، لقد وقعت مع الفتاة الخطأ».

كنت اتكلم ومع كل كلمة أتقدم نحوه وفي آخر جملة أصبح بين يداي أمسك بياقته وانظر لعيناه وأنا عيناي تتطاير منها النيران «ستندم» قلت بحدة ورأيت الارتباك بعينيه «إذًا افعليها» نظرت نحوه بتشويش «ها أنا أمامكِ وبدون كراولي أو شياطين ليساعدوني، هيّا انتقمي واقتليني» قال «ليس اﻵن، كل شيء سيكون أكثر من رائع في الوقت المناسب، أنتَ فقط انتظر» وابتسمت بنصر، ابتعدت عنه وأطلقت نفس عميق كنت أحسبه من شجاعتي غير المتوقعة «واﻵن أخرج من منزلي ولا تجعلني أراكَ مجددًا، وانتظر مجيئي، وأخبر كيرلي بأن ينتظر أيضًا» قلت ونظر لي بنظرة لم أستطع تفسيرها ولكن لمحت الحزن بعينيه، أنا أيضًا حزينة منكَ أيها اللعين.

خرج من المنزل وأنا اغلقت الباب ورائه وارتكيت على الباب ولا زال ظهري مقابل لهم، شعرت بدموعي تهدد بالنزول ولم أستطع منعها لتسقط دموعي الساخنة على وجنتي، خرجت مني شهقة ووضعت يدي على فمي كي أمنع باقي الشهقات من الخروج «ايل عزيزتي ما الخطب ؟» سأل كريس واحتضنني وبادلته بقوة «ما الذي حدث لي كريس؟ لم أكن هكذا من قبل، ما الذي حدث لي؟» " سألته ببكاء «اشش اهدأي اهدأي، ستكونين بخير» قال وهو يشد على حضني.

«لا لن أكون، لقد أصبحت مثله، كل ما أقوله هو سأنتقم وأنا فعلًا أريد هذا لأنه أذاكم ولكن ليس بهذه الطريقة، لا أريد ايذائهم أنهم بشر مثلنا، بشر مثلي لم يريدوا ان يولدوا هكذا، لست سعيدة بأنني هكذا لأنني أراكم تتأذون، لا أريدكم أن تتأذوا» قلت بتقطع بسبب شهقاتي «لا تقولي هذا، أنتِ لستِ مثله على الإطلاق، هل تفهمينني أنتِ لست مثله أبدًا، وهم ليسوا بشرًا هم وحوش، وإياكِ قول هذا مرة أخرى بل عليكِ أن تكوني فخورة بهذه القوى الممنوحة لكِ، ولا تأبهي لنا، بالنسبة لي أنا لا أمانع أن اتأذى لأنني أعلم مهما تأذيت ستكونين أنتِ هناك دائما لتنقذيني، ومرة أخرى إياكِ قول هذا الكلام إياكِ!» قالها وهو يمسك رأسي بيداه وينظر لعيناي ويتكلم، ابتسمت له بألم وأومأت له وابتسم واحتضنني.

«أخبرتكِ من قبل أنكِ غبية وحمقاء، وها أنا أخبركِ مرة أخرى أنكِ غبية وحمقاء، أعطيني إياها» قال هاري وسحبني من حضن كريس واحتضنني بشدّة لأبكي بسعادة، تشارك الجميع في الحضن «لو لم أكن خالدة لمتّ ارجوكم» قلت باختناق ليضحكوا ويبتعدوا.

جلسنا على الأرائك وما جلست بجانب هاري بالطبع وبجانب كريس «إذًا ما الذي ستفعلينه؟» سأل دين لأخذ نفس عميق وأتكلم «سأتدرب أكثر وأكثر، أنتَ وجاكسون إذا استطاع المجيء ستعلمونني المزيد، وأنت» أشرت ل سام «ستعلمني جميع التعاويذ الصعبة والقوية، وأنت» أشرت على كاس «ستعلمني كيف أستطيع التحكم بقواي أكثر، أما أنتم» واشرت على كل واحد منهم " «سأدربكم وسأعطي لكل واحد منكم سلاح لكي يستطيع الدفاع عن نفسه، موافقون؟».

«لا مانع لدي» قال دين «ونحن أيضًا» قالا سام وكاس «أنا موافق» قال لوي وصفق بحماس «موافقون» قال الجميع «رائع جدًا، والآن اعذروني جائعة» قلت ليقهقهوا وذهبت أنا للمطبخ، بحثت ولكن لم أجد أي شيء لآكله، التفت خلفي ووجدت لوي أمامي «لقد أكلنا كل شيء» قال وحك رقبته بتوتر «أرى هذا» قلت بسخرية «ولكن احضرنا لكِ البيتزا» قال بحماس وأخرج علبة بيتزا من خلف ظهره ومدها لي، أخذتها منه وقبّلت وجنته «سامحتك» وهو قهقه وخرجنا المعيشة.

هذه لن تكفينا لذا أمسكت الهاتف واتصلت على مطعم البيتزا وطلبت المزيد لنا ولأن المطعم قريب وصلت بعد عشر دقائق، اكلناها كلها وقبل أن يرحل كاس وسام ودين اتفقنا بأنه سنبدأ التدريب بعد غد لأخذ الغد راحة، احتضنت كل واحدٍ منهم وخرجوا، أغلقت الباب خلفهم ورجعت أجلس معهم.

«يا إلهي متحمس كثيرًا، سأتعلم كيفية القتال واستخدام السلاح، ومِن مَن؟ ايلينا الفتاة البريئة اللطيفة» قال لوي «تعلمت حركة إذا ضربتها لأحد سيغمى عليه فورًا» «حقًا؟ ما هي؟» قال نايل «هما حركتان تقريبًا» «هيّا يا فتاة ما هما؟» سأل لوي «الأولى هي أن تركله بقدمك على وجهه بقوة، وسيغمى عليه لأن الضربة على رأسه» «جميل، والثانية؟» أكمل «أن تركله بأقوى ما لديك حيث لا تشرق الشمس، كي يغمى عليه لأنه لن يستطيع رؤية أولاده في المستقبل».

ضحكوا على تعليقي «ألم تلاحظي أنكِ اصبحتي منحرفة قليلًا؟» «أنتَ صديقي وتريدني أن لا أصبح منحرفة؟ هيّا لوي هذا ليس جميل بحقك!» «أتعلمين أنني أحبّكِ؟ هاتي كفك يا فتاة» ضربت كفي بكفه وضحكنا على سخافتنا، واكملوا الحديث وتذكرت زاك وتحدثت معه بعقلي.

«تعلم أنكَ تستطيع الوثوق بهم؟» «أعلم، ولكن لا أعلم إذا علي أخبارهم أم لا» «إذا لم ترد لا بأس، ولكن اطمأن أنهم لا يعضون» «حسنًا سأخبرهم» نظرت له وأخذ نفس عميق «شهيق زفير، شهيق زفير» أخبرته بعقلي وهو كتم ضحكته «حسنًا، يا رفاق أريد اخباركم بشيء» قال وهم توقفوا عن الحديث ونظروا نحوه باهتمام «أنا.. أنا ملاك، نصف ملاك بالحقيقة» قال ووصلت افواههم للأرض من كلامه وأنا لم أبدي إي ردة فعل لأنني أعرف «ماذا؟» قال كريس بدهشة «أنا نصف بشري ونصف ملاك » وأخبرهم بالقصة التي أخبرني إياها بالباص.

«صديقاي الأثنان ملائكة، رائع!» قال لوي واحتضنني ولكن هاري ابعده عني، رمق لوي هاري بنظرة حقًا؟ ثم احتضن زاك «خرقى» همست عنهم وضحكوا على ردّة فعل لوي ورائع الآن تقبّلوا زاك كما تقبلوني، كم أحبّهم، بل أعشقهم «هيه اعشقيني واحبيني أنا لوحدي أما هم لا» همس هاري بأذني «هل كنت أفكر بصوت عالٍ؟» قلت بدهشة وأومأ لي وأنا شعرت بالخجل وخداي بالتأكيد أصبحا كالطماطم وهو قهقه وقبّل أنفي «أنا أصلا أحبّكَ وأعشقك من قبل كثيرًا» قلت ونظرت لعيناه «وأنا أيضًا كثيرًا، بل جدًا» قهقهت على سخافتنا، وبعدها جلسنا نتحدث ونضحك حتى رحلوا جميعهم.

أغلقت الباب وجلست بجانب كريس الشارد «كريس، هل أنتَ بخير؟» سألته ولوحت أمام وجهه «ها ايلينا؟ أجل فقط كنت أفكر» قال بعد أن أستيقظ من شروده «هل تريد اخباري بماذا؟» قلت بلطف وبدأت أمسح على ظهره «بما قلتيه ل لوك عني، أنتِ حقًا تريدين الانتقام من لوك لي؟» سأل لأعقد حاجباي «بالطبع، فأنا فتاة أثق بأي أحد بسرعة، أما أنتَ تحتاج لوقت حتى تثق لأحدهم، وعندما وثقت به خانك، أنا لا أسمح لأحد بأن يضر أخي بأي شيء» قلت له وقبّلت جبهته وهو احتضنني وقبّل فروة رأسي «أنني خائفٌ عليكِ كثيرًا» قال بحضني «لا تخف سأتدرب وسأستطيع الوقوف أمامه من دون خوف» قلت بثقة ولكن على من أكذب؟ أنني خائفة قليلًا أيضًا.

«لست خائفًا من هذا أعلم أنتِ قوية تستطيعين الصد له، بل خائف من كلامه، ماذا لو اختطفكِ مرة أخرى وفعلها وانجبتي طفله؟ أنني خائفٌ عليكِ» قال وابتعدت عن حضنه ونظرت للأسفل ولعبت بأصابعي بتوتر «أتعلم كريس، عندما استيقظت ونظرت لنفسي بالمرآة، تذكرت كلامه وكيف هذا يزعجني ويؤلمني أن أراكم تتأذون بسببي، كنت.. كنت أفكر بأن انتحر كي أجعل حياتكم أسهل ويبتعد عنكم، ولكنني رأيت وجهكَ وابتسامتكَ وذكرياتنا معًا، السخيفة منها والمزعجة، الجميلة، المضحكة والحزينة، ولم أقدر على فعلها، لأنني أعلم أنني إن فعلتها فأنا من سيتأذى لأنني لا أريد العيش بعالم أنتَ لست فيه.
عندما افتعلت الحادة خفت كثيرًا وأحسست أني سأموت من خوفي أن أفقدك، أو عندما حاول ايذائكَ أو لمسكَ أقسم كنت استشيط غضبًا كنت أريد تقطيعه إربًا، أحبّكَ ولا أريدكَ أن تتأذى، أحبّكَ ولا أريدكَ أن ترحل وتتركني لوحدي، لذا أرجوكَ كريس مهما فعلت فقط سامحني ولا تتركني، لأنني لا أستطيع العيش بدونكَ، أنتَ كل ما لدي في هذه الحياة» قلت له ودموعي شلال على وجنتاي.

«غبية، حمقاء وسافلة أيضًا، ومن قال أنني سأترككِ؟ أنتِ إذا ابتعدتي عني مترين فقط أشعر بالفراغ ماذا لو لو تركتكِ؟ وأنا لا أستطيع العيش بدونكِ أنا اتنفسك، أنتِ اختي وإذا لم أكن موجود لأختي لمن سأكون موجود؟ أعلم أنكِ لم تطلبي مني أن أعدكِ بأنني لن اترككِ لأنكِ تظنين بأنني لا أريد ولكن أعدكِ أنني لن اترككِ أبدًا مهما بدر أو مهما سيبدر منك، أنتِ أختي التي احببتها والتي لا زلت أحبها والتي سأبقى أحبها إلى الأبد، وأنتِ أيضًا عديني أننا لن نترك بعضنا البعض، لأننا بهذه الحياة أقوى معًا، عديني» قال وهو دمع أيضًا «وعد الخنصر؟» سألته بابتسامة غبية، لعق خنصره وأنا لعقت خنصري وشبكناهما مع بعضهما «وعد الخنصر» قال وقهقهنا على سخافتنا واحتضنا بعض، أعلم مقرف ولكن هذا وعدنا الذي لا يمكن كسره منذ أن كنا أطفال.

بعد مدة من احتضاننا بعضنا، تمنيت له ليلة سعيدة وقبّلت وجنته ودخلت لغرفتي، استحممت مرة أخرى بسبب الدموع التي ذرفتها ولأنني أريد أن أسترخي، لذا ملئت الحوض بالماء الساخن ووضعت جسدي في المغطس وشغلت اغنية ( fight song ) واغمضت عيناي.
-'Cause I've still got a lot of fight left in me

همست بهذه الجملة وكم تذكرني بحالي، من غد سوف أشغّل أغنية كفاحي وسوف أقاتل، أكافح، أتدرب، أتعب وأتأذى، لأجل أمي وأبي وإيما وكريس عائلتي، هاري حبيبي، كارلي، ماركوس، زين، ليام، لوي، نايل، سام، دين، كاس وزاك أصدقائي في هذا العالم، وأمي وأبي الذين ضحوا بحياتهم بسببي، والأهم لأجلي، سأقاتل من أجلي، من أجل تعبي ودموعي وعرقي وقواي ولكل شيء يستحق في هذا العالم، سأكافح لأجل كل المظلومين الذين قتلهم السافل، سأكافح لهم، شعرت بالقوة اجتاحتني فجأة وابتسمت لهذا.

استحممت وارتديت ملابسي واستلقيت على السرير واحتضنت اليكس الصغير ونمت بارتياح بانتظار اليوم الحافل غدًا، غدًا لأن الساعة الآن الثالثة فجرًا بما يعني أننا أصبحنا في يوم جديد.