أحداثٌ كثيرة |3
بقيتُ طوال الأسبوع نفس الرّوتين اليومي أذهبُ إلى العمل وأرجعُ إلى البيت وأحيانًا أتصل على آرثر ونخرج معًا فقط.
اليوم عدتُ من عملي انتهيت تقريبًا من مشكلة هاري فقط بقي أن أمثّل في المحكمة والقاضي سوف يُصدر القرار، أتمنى أن يكون لصالح هاري.
كنتُ أجلس على سريري وأقرأ رواية تتحدّث عن الجن حتّى سمعتُ أمي تنادي علي فنزلت للأسفل.
«مرحبًا أمي، ماذا هناك؟» سألتها «تعالي ي ابنتي فلتجلسي» «حسنًا» رددتُ عليها بتردد، كان كريس جالسًا أيضًا، هل كُلّ شيء بخير؟
«أريدُ أن أتكلم معكم في موضوع مهم» قالها أبي ونظرنا أنا وكريس إلى بعضنا باستغراب ثم وجهنا نظرنا إلى أمي وأبي.
«حسنًا تعملون أن غدًا سوف نذهب أنا وأمكم وإيما إلى عمتكم جوليا لمدّة شهر» أومأنا أنا وكريس ثمّ أردف قائلًا.
«حسنًا وبما أن عيد ميلادكم بعد اسبوعين، لن نكون هنا لنحتفل به لذا..».
أخرج علبتين من جيبه وأكمل «لكل منكما واحدة» نظر لي «اختاري أنتِ أي واحدة تريدين بما أنكِ الأكبر» نظرتُ إلى العلبتين بتردد واخترت التي في يده اليمنى، وأعطى التي في يده اليسرى لكريس، فتحناها لتعتلي الصدمة وجهي وابتسمتُ ابتسامة عريضة، نظرتُ إلى أبي وانقضيت عليه أحضنه وأنا أضحكُ وأشكره وهو يقهقه ثم احتضنتُ أمي بقوّة.
«هل هي بالخارج؟» سألتهُ بحماس «أجل أجل اذهبوا وانظروا إليها» خرجتُ بسعادة لأرى اثنتان واحدة حمراء و واحدة سوداء، ضغطتُ على أعلى المفتاح لتضيء السوداء لأقفز فرحًا، لقد جلب لي سيارة، لطالما تمنيت سيارة ولكن أبي لم يقبل لأنه يخاف على سلامتي كما كريس.
نظر إلي كريس وأردف «أريد السّوداء» قال بحزن مصطنع «لا إنها لي» ومددت لساني له. جلست معهم قليلًا ثم ذهبنا إلى النوم باكرًا لأن رحلتهم غدًا ستكون مبكرة.
استيقظتُ في الصّباح الباكر وذهبنا معهم إلى المطار ودعناهم وذهبنا إلى البيت غيّرنا ملابسنا ثم ذهبنا إلى العمل فرحين بالسّيارات، نزلتُ من السيارة ثم دخلتُ إلى الشركة وألقيتُ التّحيّة على سارة وكان اليوم فقط موعد مع هاري.
دخل هاري ورحبت به «مرحبًا» قلت بابتسامة ردها لي وأردف «أهلًا» «أين سايمون؟» سألته عندما لاحظت أنه لوحده «اه صحيح أعتذر عن المجيء لديه أشغال» «لا بأس هيّا إلى العمل»، جلسنا نتحدّث عن العمل وتعرّفت عليه قليلًا، إنه لطيف جدًا.
كنت أتحدّث معه حتّى شعرتُ بوخزة في قلبي آلمتني جدًا، وضعتُ يدي على صدري لأحس بقلبي ينبض بسرعة كبيرة، لاحظ هاري توتري واقترب مني وسألني.
«هل أنتِ بخير؟».
«أجل أجل أنا بخير لا بأس».
«هل أنتِ متأكدة؟».
«أجل أنا بخير ولكنني فقط أشعر بأن شيء سيء سيحدث.. أو حدث» همستُ بالأخير «مثل ماذا؟» سألني ونظر لي بغرابة.
«لا أعلم ولكن أشعرُ بذلك».
«لا تقلقي كل شيء سيكون على ما يرام».
«حسنًا».
قلتُ بابتسامة مزيفة، أشعرُ أن شيء سيء على وشكِ أن يحدث، أخاف أن يكون حدث شيء لكريس أو أمي أو أبي أو كارلي.
كنتُ أتحدث مع هاري حتى رن هاتفي إلتقتطه لأرى اسم ماركزس يضيء الشاشة، إستأذنتُ من هاري وأومأ لي، ماركوس هو صديق كريس المفضّل وصديقي أيضًا أعتبره مثل أخي.
«مرحبًا ماركوس».
«أهلًا ايلينا» قالها بتقطع «ماذا هناك ماركوس هل أنتَ بخير؟» سألته «أنا بخير لا تقلقي، لكن..» وصمت «لكن ماذا ماركوس؟ تحدّث» قلقتُ بشدّة ولاحظ ذلك هاري ونظر لي بقلق.
فركتُ جبيني منتظرة ماركوس أن يتحدّث «إنه كريس ايلينا» تحدّث ليعتصر قلبي «أخبرني ما به كريس مارك أنني أقلقُ كاللعنة ماذا هناك؟» تكلّمت بصوت عالي ودموعي في عيوني «إنه في المستشفى لقد افتعل حادث سيارة» «ماذا؟» صرخت «أي مستشفى ماركوس أخبرني بسرعة أرجوك» قلت وأنا أبكي «مستشفى ****» «حسنًا أنا قادمة» أغلقتُ الخط وذهبت إلى هاري واستأذنت منه وأصر على أن يوصلني لكي لا افتعل حادث أنا الأخرى.
«كنتُ أعلم أن شيء سيئ سيحدث كنتُ أعلم» قلتُ بتقطع بسبب دموعي «لا تقلقي ربما مجرد حادث بسيط» تكلم هاري ليخفف عني «لا يمكنني أن أخسره إنه الشخص المتبقي من عائلتي في هذه الدنيا، لا يمكنني العيش بدونه إنه قطعة من روحي» وازدادت دموعي أكثر، وضع هاري يده على كتفي ليواسيني وهو يخبرني بأن كل شيء سيكون بخير.
وصلنا إلى المستشفى ونزلتُ من السيارة وأنا أركض حتّى وصلتُ إلى منطقة الاستقبال «هل أتى منذ قليل رجل بحادث سيارة؟» قلتُ بسرعة وخوف «لو سمحتِ اعطيني الاسم» «كريس مونتغمري» «نعم إنه في الطّابق الثاني غرفة ثلاثة».
شكرتها وصعدت أنا وهاري بالمصعد ومشينا في الردهة حتّى رأيتُ ماركوس جالس على أحد مقاعد الانتظار، «ماركوس» ناديت عليه بصوت خافت ومرتجف، نظر لي وهمس بإسمي ثم ذهبتُ إليه واحتضنته وأنا أبكي واسأله «هل هو بخير؟ أرجوك أخبرني أنه بخير!» أردف «لا أعلم الطّبيب لم يخرج بعد».
ابتعدتُ عنه وعرّفته على هاري وجلسنا ننتظر الطبيب ليخرج «كيف علمتَ بأمر الحادث؟» «أتصل علي أحد المسعفين وأخبرني عنه» «منذ متى وهو بالداخل؟» أخذ نفس وأردف «منذ ساعتين ونصف» تكلّم لأنهار أكثر لأن أخي بالدّاخل بين الحياة والموت واشتدت دموعي.
«لِمَ لَمْ تخبرني إلى الآن؟» سألته «لم أرد أن أقلقكِ بحيث يكون كريس بخير بعدها أخبركِ ل ترتاحي ولكني لم أتوقع أن يتأخر بالدّاخل هكذا، أنا آسف» قالها وأخفض رأسه للأسفل «لا تتأسف أنتَ لم تفعل شيء خاطئ».
بعد نصف ساعة خرج الطبيب وركضنا له «كيف حاله؟ هل هو بخير؟» سألتُ الطبيب بسرعة «إنه بخير كان بحاجة إلى عملية وتمت بنجاح بفضل الله» قالها ليرتاح قلبي «هل هو مستيقظ؟» سأل ماركوس «لا لقد تعرض لضربة قوية في رأسه لذا دخل في غيبوبة» شهقت «وكم تكون مدتها؟» سأله ماركوس «ربما يومان أو ثلاثة» «هل نستطيع رؤيته؟» تكلّمتُ أخيرًا «نعم تستطيعون والآن اعذروني لدي نداء عمل أتمنى له الشفاء العاجل» «حسنًا شكرًا لكَ» شكره ماركوس.
فتحتُ الباب لأراه ممدد على السرير والأجهزة من حوله وهذا الأنبوب الذي يدخل فمه وأنفه يقطعان قلبي، جلستُ بجانبه أحدق به «أخي؟ كريس؟ هيا أخي استيقظ كفاكَ نومًا لقد نمت ثلاث ساعات هذه مدة طويلة! لقد اشتقتُ إليك» قاومتُ البكاء لكنني لم أستطع التّحكم بها لتهطل.
ظللتُ ساعة وأنا أجلس بجانبه أمسكُ يده وهاري وماركوس لم يتحركا «هيا ايلينا فلتذهبي إلى المنزل أنتِ متعبة» تكلّم ماركوس «ولكن كريس من سيعتني به؟» قلتُ بصوت خافت.
«هيّا أنا سأعتني به لا تقلقي أنتِ تحتاجين إلى الراحة».
«حسنًا ولكن إذا استيقظ أو حدث شيء ما فقط إتصل بي».
«حسنًا لا تقلقي تصبحين على خير تصبح على خير هاري».
«تصبح على خير».
تكلمنا أنا وهاري واحتضنته ثم خرجت من المستشفى أنا وهاري وبقينا صامتين في السيارة لا نتحدّث.
وصلتُ إلى منزلي «هل أنتِ متأكدة بأنكِ ستكونين بخير؟» سألني هاري «نعم لا تقلق» وابتسمتُ له «كنت أود البقاء ولكن تعلمين العمل» «لا بأس لقد ساعدتني بما فيه الكفاية» قلتُ بابتسامة.
«إذا احتجتي أي شيء فقط اتصلي بس حسنًا؟».
«حسنًا إلى اللقاء».
«إلى اللقاء».
خرجتُ من السيارة ودخلتُ إلى المنزل، إنه هادئ من دونهم لقد اشتقتُ لهم، فكّرت في أن اذهب لأرى آرثر ربما يخفف عنّي قليلًا.
خرجتُ من المنزل ورأيتُ سيارتي بالخارج، ركبتها و تحرّكتُ إلى المطعم، وعندما نزلت رأيتُ شيء تمنيتُ لو أنني لم أره، إقتربتُ منه لأتاكد هل هذا هو أم شخص آخر؟ تأكدت إنه هو وشهقت لقد كان يقبّل فتاة، لكن.. ماذا عني؟ لاحظني ليقترب منّي بينما يتكلّم.
«ايلينا إنه.. إنه ليس مثل ما تظنين».
«وما شأني أنا؟ فلتفعل ما يحلو لكَ أنا لستُ حبيبتكَ أو ما شابه، أنا لا أعرفُكَ حتى».
خرجت هذه الكلمات من فمي ودخلتُ بسرعة إلى السيارة وانطلقت بسرعة وأنا أمسح دموعي، لا أعلم من أين أتتني هذهِ الشجاعة لأقول كل هذا له. وصلتُ إلى المنزل، وجلستُ ساعة كاملة وأنا أبكي حتى ظننتُ أن الدموع جفّت من عيوني، إتصلت على كارلي لأنها الوحيدة التي سوف تغيّر مزاجي.
«كارلي» قلتُ بصوت خافت وباكي «اوه عزيزتي هل أنتِ بخير؟ أخبرني ماركوس بما حدث لكريس أنا آسفة جدًا كنتُ أريد أن آتي إليكِ ولكن تعلمين مرض أمي لم أستطع، هل أنتِ بخير؟» قالت هي لأردف أنا.
«لا تقلقي أنا بخير، لا بأس كيف هي أمكِ؟».
«تعلمين تزداد حالتها سوءًا».
«أنا آسفة أتمنى لها الشفاء العاجل».
«ما بكِ ايلينا صوتكِ لا يعجبني؟».
«لا شيء».
قلتُ وأنا أبكي.
«ايل هيا عزيزتي تكلّمي واخبريني».
«لقد رأيته يقبل فتاة أخرى كارلي، وكنتُ أعتقد أنه الرّجل المناسب، لقد دمرّني!» أخبرتها وبكيتُ أكثر وخرجت شهقة مني.
«اوه عزيزتي أنا آسفة جدًا كلّه خطأي أنا أجبرتكِ على أن تذهبي معه، أنا لم أكن أعلم».
«لا بأس أنا لم أكن أحبّه على أية حال».
«هل تريديني أن أقتله وأقطعه وأرسله بعيدًا؟ تعلمين أني سأفعل هذا لأجلكِ» ضحكتُ على سخافتها حتّى أنها أنستني لما كنتُ أبكي قبل قليل «تعلمين أنني أحبّكِ كثيرًا كارلي أليس كذلك؟» «أعلم وأنا أحبّكِ أكثر حتى» سمعتُ صوت أم كارلي تناديها «حسنًا عزيزتي سوف أذهب لأرى أمي ماذا تريد سوف أعود» «حسنًا اعتني بها جيدًا، أحبّكِ» «أحبّكِ أيضًا».
شفقتُ على حالي وقررت تغير حياتي، كانت لا تزال الساعة السّادسة غيّرت ملابسي ونزلتُ لأبحث عن منزل جديد لي، أريدُ أن أبدأ حياة جديدة، في الثّانية والعشرين من عمري ولا زلتُ أعيش مع والداي، ليس جيدًا.
بحثتُ جيدًا ولم أجد وفقدت الأمل، أصبحتُ السّاعة الثامنة بقي شقة واحدة فقط، ذهبت إليها وكانت مناسبة جدًا، أخذتها ودفعت الأجر للشهر الأول وسأبدأ من الغد تنظفيها.
عدتُ إلى المنزل كنتُ جائعة جدًا، تناولتُ العشاء وجلست أفكّر بكُلِّ الأحداث الكثيرة التي حدثت اليوم لأشعر بالحزن يطغى علي مرّة أخرى لأسمح لدموعي بالهطول علَّ ألمي أن يخف.
بقيتُ أبكي حتّى شعرتُ بألمٍ قاتل في أكتافي يحرقني، لمستُ أكتافي بيدي لأشعر بها ساخنة جدًا، لا لا ليس اليوم، كان يؤلم كالجحيم وكنت أصرخ بأعلى صوتي ولكن لا فائدة، عندما كان يحدث هذا لي كان كريس دائمًا بجانبي ليساندني ولكن هو ليس هنا الآن.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro