• chapter 9 •
~ بشكل أو بآخر ،
أنا أشعر بالإنتماء لأولئك الذين لا يهمهم أن يعرفوا أحد ، ماداموا يعرفون أنفسهم ~
_______________________
نيرايدا ، اسمها غريب حقا ، شكل أذنيها لا يوحي الا بشيء واحد ، و أنا أرفض تصديقه .
-أرى أنكم وقعتم في فخ السايترز أيها الصغار .
بدأت المدعوة نيرايدا الحديث بنبرة مرحة ليردف جون بتشوش :
-لكن هذا ليس صحيحا ! من المفترض أن منطقتك مخفية و لا أحد يستطيع الدخول اليها ! كيف حدث هذا !
وضعت يدها على ذقنها في تفكير ثم قالت ببساطة :
-في الواقع ، أنا أيضا لا أعلم .
شعرت بعدها بالحبل المربوط حول قدمي ينفك، لأقع أرضا، كما فعل الآخرون ، تأوهت بخفة ثم وقفت، عائدة بأنظاري لتلك الغريبة الواقفة هناك ، لم أهتم اذا كانت بشرية أو شيء آخر ، لذا قلت محاولة أن أبدو لطيفة قدر الإمكان :
-حسنا يا سيدة نيرايدا ، نحن حقا على عجلة من أمرنا لذا هلا تكرمتي و تركتنا نمضي في طريقنا ؟
- أود ذلك ، لكن ..
كانت على وشك الحديث ، لكن مايك قاطعها متسائلا بشك :
-لكن ماذا ؟ ألست الوحيدة التي بامكانها السماح للشخص بالدخول الى هنا ؟
عما يتحدثون ، لم أفهم شيئا لذا بادرت بالسؤال :
- الدخول الى أين ؟ نحن لا زلنا في الغابة .
- الجزء المخفي الخاص بها ، سنشرح لك لاحقا .
أجاب سيباستيان ، فأومئت ثم نظرت ناحيتها متسائلة مرة أخرى :
- هل كنت تراقبيننا اليوم ؟
راقبت ردة فعلها فعلها بعد السؤال ، لا يعقل أن لا أحد منهم انتبه لتغير الأجواء في حضورها ، انه أمر واضح ، و كما توقعت، لمحت نظرة تفاجئ لوهلة على وجهها ،ربما لم ينتبه لها أحد لكني فعلت ، ثم أجابت :
-ماذا تقولين أيتها الصغيرة ، لدي أعمال أهم من مراقبتكم .
أومئت بشك ، ثم قلت بنفاذ صبر ، الجهل بالأمور التي تجري حولك أمر مزعج حقا :
- على كل حال ، فليتفضل أحدكم الآن ليشرح لي من هته المرأة الغريبة ، و ما هو الجزء المخفي هذا ؟ و لما لا نستطيع المغادرة الآن !
كاد كريس أن يشرع في الكلام ، لكن آلفن قاطعه باستنكار :
- هي مجرد بشرية عادية ، لا يجب أن تعرف كل هذه الأمور !
رمقته بغضب و قلت :
- صدقني يا رأس البرتقالة ، هذا هو أفضل وقت لتصمت به .
تنهد كريس بخفة ثم واصل كلامه :
- هذه نيرايدا ، هي من جنس الجنيات ، أعلم أن ذلك صعب التصديق ، لكنها الحقيقة ، أما بالنسبة للجزء المخفي ، فهو مبدئيا عبارة عن تعويذة ، تقوم باخفاء جزء معين من مكان ما مثلا، فعند مرور شخص ما بذلك المكان ينتقل مباشرة دون أن يحس الى الجزء الآخر ، مع عدم المرور بالجزء المراد إخفاءه ، و فقط من يعرف التعويذة و المكان بالتحديد ، يمكنه الدخول ، هل فهمت ؟
هذا معقد حقا ، هي جنية اذا ، كما توقعت ، قرأت ذات مرة في أحد الكتب التي تتحدث عن الخوارق ، أن لكل جنية قوة خاصة بها ، يكون رمزها على شكل وشم مميز في معصم اليد .
حاولت القاء نظرة على كلا من معصميها ، لكن لا يوجد شيء ، يبدو أن ما كتب كان خاطئا ، ثم قلت :
- إذا كان الأمر كما قال ، فهذا يعني أنك أنت من أدخلنا الى هنا، كان من المفترض أن نعبر مباشرة الى الجزء الآخر اذا .
تنهدت بملل و قالت :
-أخبرتكم أني لا أعلم ، سأكتشف السبب قريبا .
كانت على وشك الالتفاف و العودة من حيث جاءت ، أنظارها استقرت فجأة على رقبتي ، أو لأكون أكثر تحديدا ، على القلادة التي أرتديها .
كانت ردة فعلها غريبة جدا ، فقد تغيرت ملامح وجهها الى الصدمة التامة ، ثم انحنت بخفة ، و قالت بعد أن استقامت مجددا .
- إتبعيني من فضلك .
كأن العالم كله اتفق على عدم تركي أمضي في سبيلي هذا اليوم ، لكن رغم ذلك كان لدي فضول كبير ناحيتها ، لا يحدث كل يوم أن أقابل جنية ، كما أن سبب انحنائها لي مازال مجهولا ، تنهدت بقلة حيلة و تبعتها ، بينما البقية ألجمتهم الصدمة ، و سرعان ما لحقوا بنا.
-هيي هل رأيتم ما حدث ! لقد انحنت نيرايدا لهته الهمجية !
قال آلفن بهمس ظانا منه أني لن أسمعه ، ليرد جون باستغراب هو الآخر :
-نعم هذا غريب ، نيرايدا لم تنحني لأحد من قبل ، عدى سموها .
- لقد أثير فضولي ناحيتها حقا .
أردف مايك ، ليعم الصمت بعدها.
مشينا مدة لا بأس بها ، الى أن توقفت الجنية أمام شجرة عملاقة، و فعلنا المثل نحن أيضا ثم بدأت بترتيل كلمات لم أفقه فيها حرف ، و لم أهتم بمعرفة ماهيتها حتى ، على الأرجح تعويذة أو شيء كهذا .
فجأة ، بدأت الشجرة بالانشقاق من الأسفل، حتى تكون ما يشبه الباب ، أو بالأحرى، باب ، ثم أشارت لنا بالدخول، نزلنا درجا ملتويا الى أن وصلنا الى .. قصر !
نعم حرفيا، قصر تحت غابة و بوابته في شجرة لا تفتح الا بتعويذة سحرية ، عادي صحيح ؟ لاحظوا السخرية هنا .
لكن رغم كل شيء ، كان جميلا جدا ، بهو هذا القصر، مليء بالوحات و التماثيل الأثرية ، تراوحت الألوان بين الأبيض، الأزرق الملكي ، و الذهبي، و المضحك في الأمر ، أن للقصر درجا للأعلى ! أنا حتى أكسل من أن أتخيل ماذا يوجد هناك ، السحر يصنع المعجزات في النهاية .
-مرحبا بكم في قصري المتواضع .
قالت نيرايدا ، لأرد بسخرية :
-حقا، متواضع جدا .
لا أعلم حتى كيف استطاعت فعل هذا ! أعني ، قصر بهذه الفخامة ، و تحت الأرض أيضا ، فقالت :
- بالنسبة للقصور هناك ، هذا أقل من متواضع.
-لكن ، حسب ما قرأت ، تعيش الجنيات مع بعضهن البعض و تفضلن عمل الفريق ، لماذا أنت هنا وحدك ؟
تسائلت مرة أخرى ، لا أستطيع كبح فضولي حقا ..
-أنا فضلت هذا.
أجابت باقتضاب ، فعلمت أنها لا تريد الحديث عن هذا ، لذا فضلت الصمت بعدها ، لكنها سرعان ما أضافت :
-على كل حال ، أحتاج للحديث معك أنت ، على انفراد ، يمكنكم الانتظار هناك.
و أشارت الى غرفة على يمينها ، تبدو كأنها خاصة بالاستقبال أو شيء كهذا ، كنت في حيرة كبيرة من أمري ، و جاهلة تماما بالسبب الذي يدعوها للحديث معي .
-اتبعيني .
قالت ، لأفعل ذلك ، الى أن وصلنا بعد هنيهة الى غرفة عادية لها نفس طابع القصر و ديكوره ، فجلست نيرايدا و أشارت لي بالجلوس على كرسي مقابل لخاصتها ، ثم قالت بجدية تامة لا تتحمل المزاح :
-بداية ، ليس من المفترض أن أقول لك هذا ، و قد تكون العواقب وخيمة اذا إكتشف أحدهم الأمر
أرجو أن تستمعي لي الى النهاية .
أنا أشتعل فضولا الآن ، فأومأت بخفة و أكملت هي قائلة :
-على الأرجح أنك تعلمين بأمر الوشم المميز ، فقد لاحظت تفقدك لمعصمي يدي ، نحن الجنيات نولد بقدرات مختلفة ، لكل واحدة منا قدرة تفيد بها مجتمعنا ، و لكل واحدة قدرة واحدة فقط ، لكن أنا كنت ، كما لطالما وصفتني أمي ، أنا كنت مميزة ، فقد حظيت بقدرة التحكم بجميع عناصر الطبيعة ، اضافة الى رؤية لقطات صغيرة من المستقبل ، تأتيني على شكل رؤى .
صمتت لفترة وجيزة ترتب كلماتها ، ثم واصلت :
على كل حال ، منذ مدة طويلة قليلا ، جائتني رؤية، لقد رأيت فتاة، لم أتبين ملامحها جيدا ، عدا خصلاتها السوداء ، كانت تحمل صولجان العرش بيدها..و ملابسها مضرجة بالدماء ، و أهم شيء..كانت ترتدي قلادة ، تحمل بلورة الروح ، عندها فقط استوعبت ، أنها منقذة عالمنا بعد مئات السنين من الدمار ، رغم ما فعلوه بي ، و الظلم الذي تلقيته ، الا أنني مازلت أكن الولاء لعالمي ، و أرغب بشدة في سلامه .
بقيت فترة أحاول التوصل لما تود قوله، و اتسعت عيناي عندما فهمت مقصدها ، فقلت في دهشة و شيء من الاستنكار :
- أنت اذا تظنين الآن أنني أنا ، هي تلك المنقذة أو ما شابه ؟
أومئت و ردت :
-أنا متأكدة ، لقد اختارتك القلادة ، حتى لو لم تكوني المنقذة ، وصولك فقط الى لمس صولجان العرش ، دليل على قوتك الهائلة ، سيكون لك دور كبير في تحرير عالمنا .
تندهت ، و قد بدأ رأسي يعاني من الصداع ، ثم أردفت :
-جديا ، قد يكون هناك الآلاف من النسخ لها ، هناك ملايين الإناث ذواتي الشعر الأسود ، هذا لا يثبت أني من رأيتها في حلمك .
ابتسمت بخفة و نفت قائلة :
-أنت ظريفة ، في الواقع يا عزيزتي ، هذه هي القلادة الوحيدة الموجودة ، و هي لا تنتقل الى شخص آخر ، الا عند وفاة مالكها .
- لا أفهم حقا ! هناك أمور كثيرة تحدث و لا أستطيع ايجاد تفسير لها ، بالمناسبة ، هل طردت من بين الجنيات ؟
خرج سؤالي عفويا ، و قد ندمت عليه بعد أن تغيرت ملامحها الى أخرى حزينة ، لكنها أجابت رغم ذلك :
- لا يوجد ضرر في اخبارك ، كما قلت سابقا ، ولدت بقدرة التحكم في جميع عناصر الطبيعة ، و هذا بحد ذاته أمر نادر الحدوث أو لنقل نسبة حدوثه منعدمة تقريبا ، اضافة الى الرؤية المستقبلية ، و قد كان أمرا صعبا جدا ، التحكم في كل تلك القوى ، و لا أستطيع انكار أني كنت مراهقة طائشة حينها ، أحدثت الكثير من الفوضى ، كان الجميع يظن أني أقوم بذلك عمدا لأتباهى بقوتي ، رغم أنه أمر غير صحيح ، كانت الأمور تسير على ما يرام ، بضع عقوبات خفيفة فقط ، الى أن أذيت يوما ، دون قصد طبعا ، فلور ، الجنية الأميرة ، و بسبب المشاعر السلبية المتبادلة بيننا منذ القدمو اتهامها لي ظلما ، كونها كانت تغار مني بسبب قوتي ، غضبت الملكة ، و اتفق الجميع على نفيي الى عالم البشر ، و ها أنا ذا ، لا يسمح لي مغادرة هذه الغابة.
قصتها مؤثرة حقا ، هي منبوذة إذا ، لم أعرف ماذا أقول في موقف كهذا ، لذا اكتفيت بالصمت ، و سرعان ما أضافت :
- لقد رأيت عدم التصديق في عينيك ، لقصة المنقذة و ما الى ذلك ، لكن صدقيني، سيأتي يوم ، تعلمين فيه أن كل هذا حقيقي ، و تدركين حقيقة ما أنت بفاعلة ، و سأدعمك، حتى لو في الخفاء ، لكن تأكدي أني ورائك دائما ، فأنت فارستنا و أملنا الأخير.
-كلامك جميل ، و لو كان الأمر بيدي حقا كما تقولين ، سأبذل جهدي ، لكن لدي سؤال آخر ، سؤالين ، أقصد ثلاثة ! اللعنة أشعر بالفضول حول كل شيء هنا !
قلت بتذمر بينما قهقهت هي بخفة و قالت :
-أراهن أن سؤالك الأول هو حول عالمي
- نعم ، أود أن أعلم عنه.
أجبت بترقب ، فردت قائلة :
-لا أستطيع اخبارك الآن ، هذا منافي للقوانين كما أنك ستكتشفين ذلك قريبا ، لا داعي لاستباق الأمور.
-حسنا اذا ، سؤالي الثاني ، ما هو ذلك السيتازيور ، الساتيزير ؟ لا أذكر اسمه لكنه شيء كهذا .
تسائلت مجددا عن هذا الشيء الذي تنصب له الأفخاخ ، فقالت :
-أوه ، تقصدين السايترز ، هي في الواقع كائنات، تتغذى على مشاعر الناس ، و تتواجد بكثرة في هذا الجزء المخفي ، و هي خطيرة، فمن تمسك به، يصبح كالجثة المتحركة ، انتقلت معي عند مجيئي الى هنا ، و لا أعلم السبب .
- كائنات أسطورية أيضا ، رائع !
قلت بشيء من السخرية ، و سرعان ما أضفت :
- و أهم سؤال الآن ، ما هو الفارس ، أقصد ليس بالمعنى الحرفي لكن .. أظنك فهمتي مقصدي .
- أحبذ أن تكتشفي ذلك بنفسك أيضا .
قالت بغموض ، ممتاز يجب علي فعل كل شيء بمفردي من أجل ارضاء فضولي ، في الواقع ، أظن أن الأمر أكبر من مجرد فضول ، فكما قلت سابقا ، هناك شيء يدفعني لمعرفة الحقيقة بأي شكل كان ، لا أعلم لماذا هذا الشعور الغريب يراودني الآن، ، فقبل عدة أيام ، كنت تلك الفتاة التي لم تؤمن قط بالسحر ، و الآن أنا أقيم حوارا مع جنية قادمة من عالم آخر ، يال سخرية القدر .
-بالمناسبة ، الجزء المخفي هذا ، لماذا سمحت لنا بالدخول ؟
أردفت بعد برهات من الصمت ، فأجابت بنبرة صادقة:
-أنا لم أكن أكذب عندما قلت لا أعلم ، شعرت بخلل ما يحدث ، و قبل أن أستطيع اكتشافه كنتم قد دخلتم .
أومئت ، ثم نهضت من مكاني بعد أن مللت من الجلوس ، و قلت :
- هكذا إذن ، و لماذا كنتي تراقبيننا اليوم ؟
ابتسمت نيرايدا بشيء من الاعجاب و أجابت :
- أنت حقا دقيقة الملاحظة ، لقد شعرت بوجود شخص في خطر ، فذهبت للتفقد لا اراديا ، فربما يكون أحد في ورطة ، لكني رأيت كيف أبرحتي الأول ضربا ، فعرفت أنك تتولين الوضع و بجدارة.
- لقد توليته بجدارة حقا .
تمتمت بسخرية ، لتضيف بعدها و قد نهضت من كرسيها هي الأخرى :
- هل من أسئلة أخرى اذا ؟
فكرت لثانية قبل أن أقول :
-هل تعرفين أولئك الخمسة ، أقصد، هم عندما رأوك هم استطاعوا معرفتك .
ضحكة خفيفة صدرت عنها ، لا أدري سببها حتى ، أنا لم أقل شيء مضحكا ، لكني شعرت بالحزن المخفي فيها ، قالت :
- و من لا يعرف الجنية المنبوذة التي تطاولت على الأميرة لتفتخر بقوتهاز.
-حقا ! هل هذا ما يضنه الناس في "عالمك" هذا !
تمتمت بشيء من الاستنكار ، هي ليست مؤذية أبدا ، أستطيع الشعور بطيبتها .
-نعم هكذا بالظبط هذا سبب كرههم لي على كل حال.
- هذا ليس عادلا..
تمتمت مرة أخرى ، لأضيف بعد أن تذكرت شيئا بالغ الأهمية كنت قد غفلت عنه مسبقا :
- الكتاب ! الكتاب الغريب الخاص بمذكرات تلك الفتاة الينور ، اذا كان ما تقولينه صحيحا..فهل هذا يعني أن ما عايشته تلك الفتاة أيضا حقيقي ؟ مدينة الملائكة و ما الى ذلك ؟
- أتقصدين الكتاب المقدس ! هذا غريب ، يبدو أنك وجدته مبكرا.
راحت تحدثني، و أكملت حديثها بتمتمة.
- نعم ، في مكتبة عمومية.
- يروي مذكرات لفتاة تدعى الينور ، هل هي الينور غراي ؟
-نعم ، بالضبط !
-اذا فهو سيساعدك كثيرا ، فالكتاب المقدس يظهر ...
-نعم نعم، يظهر لكل شخص ما يحتاج معرفته ،
أخبرني شخص ما بذلك مسبقا و اتهمته بالجنون.
قاطعتها متذكرة دانيال ، في الحقيقة، لقد اتهمت جميع الأشخاص بالجنون الفترة الماضية .
-على كل حال ، أظن أن الوقت تأخر ، لماذا أنت ذاهبة للبحيرة بالمناسبة ؟
تسائلت ، لأجيبها بغموض مشابه لخاصتها :
-للبحث عن شيء ما.
لا أدري كيف علمت بأمر ذهابي للبحيرة، و لا أدري أيضا ان كان اخبارها بأمر الحجر أمرا جيدا رغم كونها طيبة ، كما أنها رفضت اخباري أي شيء يتعلق بإلينور ، بل غيرت الموضوع ، ثم أضافت متجهة نحو الباب :
-يمكنكم قضاء الليلة هنا ، و سآخذكم اليها غدا بسرعة .
-أرجح أن الإنتقال سيكون عن طريق تعويذة أو ما شابه .
-أصبتي .
بعد أن شرعنا في المشي متجهين الى الشباب ، قلت :
-لكن لماذا كنتي مترددة في اعادتنا عند أول لقاء لنا ؟
- هذا بسبب جهلي للخلل الذي حدث عندها ، احتجت لمعرفة ماذا حدث أولا حتى أستطيع اخراجكم دون أن يصيبكم أذى ، لكن الآن أعرف ان لا ضرر في فعل ذلك ، السحر معقد أحيانا .
- أحيانا !
رددت بسخرية بينما قهقهت هي بخفة ، أظنني أحتاج وقت راحة الآن ، اضافة الى ترتيب أفكاري المبعثرة بشدة
.
دخلنا أخيرا الغرفة التي كانوا بها ، و قد كانت حالتهم مزرية بحق ، ها هو ذا آلفن نائم في ركن الغرفة و شخيره قد غطى جميع الأصوات ، جون و سيباستيان على الأريكة نائمان كذلك و كأنهما يمارسان الكونغفو في الأحلام ، مايك ، لا داعي لذكر حالته، الوحيد المستيقظ هو كريس ، بهدوئه المعتاد أخذت نفسا عميقا ثم صرخة ب كلمة ' استيقظوا ' بأعلى ما أملك ، و نتيجة لذلك ، أجفل الجميع، بقوة..انا حقا أستمتع بايقاظ الناس بهذه الطريقة ، يا الاهي الأمر ممتع !
-ناكرة للجميل ، و أنا الذي ظننت أن هته الجنية قتلتك و دفنتك و بدأت أشعر بالشفقة تجاهك !
كالعادة ، آلفن أول من يتكلم ، و حديثه كله فظ ، لم أرد عليه و أنا أحاول كتم ضحكاتي و كذلك نيرايدا ، ثم قلت بجدية :
-على كل ، نحن سنمضي الليلة هنا ، و ستأخذنا نيرايدا للبحيرة غدا ، فقد أضعت يوما كاملا و لن أستطيع الوصول الآن الا بمساعدتها .
أصوات تذمر صدرت عنهم ، ليقول كريس بعدها :
-حسنا ، لك ذلك، لكن تذكري وعدك .
أنا بالتأكيد لن أنقض وعدي، لكني فقط بحاجة لترتيب نفسي، أفكاري ، و أولوياتي .
تناولنا بعدها الوجبة الذيذة التي صنعتها الجنية ، ثم قادتنا لغرفنا ، لقد كان يوما طويلا بحق ، عرفت العديد من الأشياء التي لا زلت أصدقها بصعوبة ، و تيقنت من أشياء أخرى.
لكن ، أعود دائما للسؤال الأول الذي يشغل بالي أكثر من أي شيء ، ما دوري أنا ، من كل هته الفوضى .
_________________________
• ما رأيكم اذا في بارت اليوم ؟
أتمنى أن يكون أعجبكم 💜
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro