• chapter 8 •
~ من المخيف أيضا ، أن تمتلك مشاعر عملاقة كهذه ، و لا يمكنك تسريب كلمة واحدة نحو الإتجاه المطلوب ~
_________________________
- أظنك أسأت فهمنا ، نحن لا نريد أن نلحق بك أي أذى .
قال رمادي الشعر بعد أن رأى وضعيتي الدفاعية و الهجومية بنفس الوقت ، هذا بالضبط ما سيقوله شخص يود قتلك ، لذا حافظت على ملامحي الباردة و وضعيتي كذلك ، أود أن أعرف ماذا يودون مني .
- نعم ، كريس معه حق ، نود التحدث معك فقط .
أضاف صاحب الملامح اللطيفة نوعا ما ، لن أصدق ما يقولون طبعا ، الثقة بشخص غريب لحق بك لأعماق الغابة بعيدا عن أي بشري ، ستكون مجرد جنون ، لم أرد كذلك ، و أظن أن هذا أغضب رأس البرتقالة ، لأنه قال بسخط :
- نحن لا نلعب هنا يا صغيرة ، تعالي معنا دون مقاومة غبية .
هو حقا ، حقا ، يصر على استفزازي و اخراج أسوء ما في ، لكن صاحب الشعر الرمادي ، أو المدعو كريس ، رد عليه قائلا :
- نحن لا نقوم بعملية اختطاف هنا آلفن ، مايك ، أنت أكثر شخص يجيد الإقناع ، سننتظرك هناك .
ثم وجه كلامه للأسمر الذي لم ينبس ببنت شفة ، لم يبد أي رد فعل عدا أنه أومئ ببساطة ، غادر الأربعة المكان ، أما المدعو مايك ، فقد تقدم ناحيتي بهدوء ، و ثقة على أنه سيتمكن من إقناعي على المجيء معهم ، لم أتحرك من مكاني و غيرت نظراتي من باردة ، الى أخرى قاتلة ، هذا يفيد في كل مرة ، لوهلة ، لاحظت الشوش في عيناه ، و هذا ما أردت تحديدا ، غرس الشك في نفسه .
لم يقم بأي حركة ، و قد كان أنذاك بعيدا عني بأمتار قليلة ، و ليس حذرا على الاطلاق ، لا أعلم لما يستمر الجميع في التقليل من قوة الإناث !
استغللت عدم حذره و وضعيته االمكشوفة ، و تقدمت نحوه بهدف لكمه ، أو أوحيت له بذلك ، لأنه ما إن تخطى صدمته بسرعة ، و استعد لتلقي اللكمة ، رفعت قدمي اليمنى و و ضربته بقوة في معدته لدرجة أنه اصطدم بالشجرة خلفه .
لم يتأوه ، بل اتسعت عيناه لثانية ، و سرعان ما وقف من جديد ، يبدو أنه ملم بفنون القتال هو الآخر ، فضربة كتلك لو أخذها شخص عادي ، لأخذ على الأقل عدة دقائق قبل أن يستعيد عافيته ، لكن هذا الشخص استغرق فقط ثواني قليلة .
- يا آنسة ، أنا حقا لا أود قتال...
قاطعت جملته بمجموعة من اللكمات السريعة و التي يصعب تفاديها حقا ، يبدو أنه لم تكن له نية حقيقية في القتال ، فحسب تقديري ، لم يستعمل الا جزء صغير من قوته الكاملة لصد لكماتي ، و قبل أن يبدأ في أخذي بجدية ، وجهت له لكمة سريعة في وجهه مباشرة ، أعطتني عدة ثواني للرجوع خلفه و ضربه في مؤخرة الرقبة ، كان المكان دقيقا ، فسقط مغشيا عليه مباشرة ، شعرت ببعض الأسف الذي ليس في محله ، لكني كنت مضطرة ، لفعل هذا ، فهم بالفعل قاموا بتأخيري .
على الأقل قضيت على واحد ، تبقى أربعة ، و سأضطر لاتباع سياسة التفرقة و الهجوم من الخلف ، حتى تزيد فرصتي في الهرب منهم ، مشيت قليلا و لمحتهم في بقعة مستندين على الأشجار ، اختبئت خلف أحدها و جلست أنتظر الفرصة المناسبة .
- لقد تأخر مايك حقا ، عادة ما يأخذ دقائق قصيرة لاقناع أحدهم ، و اذا ساء الوضع ، سيكون سهلا امساكها و جلبها .
تذمر الأشقر ، بينما واجهت مشكلة في السيطرة على أعصابي ، جديا .
-لا بأس جون ، سيأتيان بعد قليل ، أصبر قليلا
أجابه كريس ذلك بهدوء كعادته منذ رأيته ، ثم أضاف ذو الوجه اللطيف قائلا :
-هاي آلفن ، يجب عليك أن تكون أكثر لطفا ، كلامك لاذع حقا
- توقف عن لعب دور النبيل ، سيباستيان ، أنا أيضا لدي أشياء أخرى أقوم بها عدى الامساك بمراهقة حمقاء ، ثم ما الذي جلبها الى منتصف هته الغابة ، ألم يكن أسهل لو كانت في مكان يذهب له الناس العاديون !
أجاب البرتقالي مستفزا إياي مرة أخرى ، اسمه آلفن اذا ، اللطيف الذي يبدو مسالما هو سيباستيان ، الذي أغمي عليه مايك ، الأشقر جون ، و أخيرا كريس ، بعد رؤيتهم جيدا ، ربما علي فقط استغلال فرصة انشغالهم و المغادرة من هنا بسلام .
- يبدو أنها قد قامت بإغراءه ، بينما نحن ننتظر هنا كالحمقى .
أضاف آلفن ، و ها هو شخص جديد يترأس قائمة ' أكثر ناس أكرههم على وجه الكوكب ' ، و من قال أني سأذهب ، لا بأس بالإظهار لبعض الحمقى كيف يكون الإغراء على أصوله .
رميت سكيني بدقة، ليمر على خد رأس البرتقالة ، مخلفا خط دم ، لاحظت تشتتهم لأتقدم نحو أقرب شخص الي ، الذي كان جون ، فلويت يده بقوة و ضربته على مأخرة عنقه ليسقط مغشيا عليه في نفس الثانية ، أود تقبيل ليندة في أوقات كهذه ، لولاها لما استطعت فعل شيء ، بعد أن وقع جون ، سارعت للاختباء خلف إحدى الأشجار العملاقة
انتقلت أعين الجميع ناحية جون المغشى عليه ، و في جزء من الثانية ، انطلقت بخفة و قمت بنفس الحركة مع سيباستيان ، لكن هذا الأخير كان متيقظا ، و خفيف الحركة ، فما إن شعر بي خلفه ، حتى استدار بغية إمساكي ، و بسبب جسدي الصغير أفلتت منه بسهولة ، ثم رجعت بضع خطوات الى الخلف بغية الاستعداد لهجوم سريع آخر ، لكن أحد ما طوقني بقوة لدرجة أني لم أستطع التنفس ، كانت لدي يد واحدة حرة ، و لن أستطيع القيام بشيء ، فهم أقوياء ، و المواجهة المباشرة تعني الخسارة بالنسبة لي ، خاصة أني لم أكن مستعدة لشيء كهذا .
علمت أن الأمر انتهى ، لكن كان علي أخذ انتقام صغير على الأقل ، فأخرجت بيدي الحرة سكينا حادا صغيرا آخرا ، و رميته بقوة ناحية آلفن ، فاستقر في فخضه مباشرة ، الانتقام شيء جميل حقا .
تأوه آلفن بقوة بعدما وقع على الأرض ، كانت ضربة جيدة و غير متوقعة ، نسيت لوهلة الشخص خلفي الذي يحاصرني ، و قد كان ملاسقا لي ، على الأغلب هو كريس ، انه سريع جدا ، لم أفهم حتى كيف استطاع الوصول الى خلفي و قد كان أمامي مباشرة ! ، قلت بعدم راحة :
- على الأقل يمكنك الابتعاد قليلا !
رد قائلا :
-أنت ستهربين لا محالة .
زفرت بلا مبالاة و قلت :
- لا تقلق ، لن أهرب ، ليس الآن على الأقل .
شعرت بعدها بقبضته حولي تخف ، و بنظرات قاتلة تخترقني ، مصدرها آلفن الذي كان سيباستيان يتفقد جرحه ، و بعدها قال :
- أرأيتي ، لم يكن هناك داعي لكل ما قمت به ، كما أن الهجوم من الخلف هو طريقة الجبناء .
- اذا كنت ترى أن خمسة رجال ضد فتاة لطيفة مثلي هو شيء عادل ، فأنت تحتاج لدروس خصوصية في الرجولة .
قلت بسخرية لاذعة ، فأجاب بنفس النبرة الهادئة :
- لا أعلم لما تصرين على جعلنا ضدك ، كل ما نريده هو أن تستمعي لما سنقوله .
- أنظر ، أنا على عجلة من أمري الآن ، و قد ضيعت تقريبا ساعة من وقتي في العبث معكم هنا ، سأقوم بما أنا هنا لأجله ، و بعدها سأذهب الى هذا الغبي الآخر الذي يريد رؤيتي لأسباب مجهولة أخرى .
قلتها بنفاذ صبر، ربما أيضا أنا أشعر ببعض الفضول حول ما يريدني به رئيسهم هذا ، و لما أنا مهمة له حسب قولهم .
- أنت حقا غريبة أطوار ، لكني أستطيع شم صدقك.
قال كريس قبل أن يفلتني ، لأقع على الأرض متألمة ، ' يستطيع شم صدقي ' ، و ينعتني بغريبة الأطوار ، يال سخرية القدر ، و سرعان ما أضاف بعد أن نهضت و نفضت الغبار عني :
- و ما هذا الأمر المهم الذي عليك فعله ؟
لا أظن أن الكذب و الاخفاء سيفيد في حالة كهذه ، فأجبت بصدق :
-الذهاب للبحيرة الشمالية .
- كل هته الضوضاء و الأمور المهمة هي الذهاب للبحيرة ؟
تسائل بشيء من السخرية ، لأرد قائلة :
-لا شأن لك يا هذا ، سأذهب الآن ، يمكنكم العثور على منزلي كما حددتم موقعي هنا
- نحن سنرافقك .
قال ببساطة ، فأجبت :
-لماذا ؟ أخبرتك أني سآتي معكم بعد أن أنجز مهمتي ، كما أن اثنان منكم مغشي عليهما ، و واحد مصاب .
- آلفن يستطيع التحمل ، و سننتظر حتى يستيقظ كل من مايك و جون .
قال ببساطة هازا كتفيه ، إنه مزعج ، صبري بدأ ينفذ ، فقلبت عيناي و قلت بانزعاج :
-الطريق يستغرق يومان أيها الذكي ، و أنا وعدت شقيقاي بالعودة قبل انقضاء المدة، لن أخلف وعدي بسبب مجموعة حمقى مثلكم .
لست معتادة على تقديم تبريرات أو الشرح حتى ، لكن للضرورة أحكام .
- نحن لسنا حمقى ، بل نقوم بعملنا فقط ، كما أن لدينا دراجات نارية جبلية، سنساعدك على الوصول في أقصر مدة .
- كان بامكانك قول هذا من البداية .
قلت براحة ، محاولة إخفاء سعادتي ، لكنه ابتسم فقط و ذهب لتفقد حالة آلفن الذي انتهى سيباستيان من تضميضه ، و الذي نظر ناحيتي قائلا بغضب :
- انتظري فقط سأقوم بقتلك أيتها المشعوذة الصغيرة البشعة !
-حقا ؟ كان هذا جزائك لكل الكلام الذي قلته، نحن متعادلان الآن .
قلت بتشمت و ابتسامة متكلفة ، لينظر ناحية كريس قائلا :
- إفعل شيئا كريس ألسنا أصدقاء ؟ انها وحش ، لا يمكن أن تكون أنثى
- ماذا ؟ أنا حقا لطيفة ، كنت فقط آخذ انتقاما صغيرا منك .
أجبته ببراءة ، و سرعان ما لمحت شخصا قادما من بين الأشجار ، لقد كان مايك ، أول ضحاياي ، و الذي قال بتهديد :
- انتظري فقط ! كان خطئا أن أتعامل معك بليونة .
تثائبت و أنا أراقبه بملل ، ليقول كريس بعدها :
- انتبهوا ، سنساعدها في الوصول الى البحيرة الشمالية ، و بالمقابل ، ستذهب معنا الى الرئيس دون مقاومة ، أليس كذلك يا صغيرة ؟
- أنا في الثامنة عشر ، أي قانونيا أنا راشدة ، لذا سيكون جيدا لو توقفتم عن نعتي بالصغيرة ، و لنذهب الآن لقد استيقظ الأشقر .
أجبت بانزعاج ، ليقول سيباستيان بهدوء :
- حسنا هيا ، سنجلب الدراجات النارية هي قريبة من هنا .
لم تفتني النظرات القاتلة التي وجهها لي جون بعد أن استيقظ ، إن اثارة غضبهم أمر ممتع حقا .
بدأنا في السير و قد تعجبت حقا من قدرة آلفن على السير ببساطة رغم أن الجرح عميق نوعا ما ، ثم لمحت عددا من الدراجات الجبلية، و عند اقترابنا، اخترت أفضلهم شكلا و صعدت ثم انطلقت دون ان أنبس ببنت شفة ، لكن انتبهت أني فقدت جهة الشمال ، فاضطررت للتوقف لألاحظ توقفهم جميعا ورائي .
-ليس فقط إفقادي الوعي ! بل و أخذ دراجتي
بلا استئذان أيضا ! أنت حقا مثال في الأخلاق .
ردد مايك بغضب و سخرية ، لكني تجاهلته و أخرجت بوصلتي، جيد ، نحن في الإتجاه الصحيح اذا ، ركبت الدراجة مرة أخرى و إنطلقت بسرعة ، أنا حقا أشعر بالحرية الآن ، احساس جميل .
مضت ثلاث ساعات و نحن على تلك الحال، الا أن شعرت بالعطش، فتوقفت لشرب الماء و الإستراحة قليلا ، لاحظت أنهم منهكون أيضا و عطشون، عدا كريس و سيباستيان ، لم يتأثرا ، لذا عرضت عليهم مشاركة مل عندي من الماء معهم ، في النهاية أنا لست شريرة الى تلك الدرجة .
على كل حال تابعنا طريقنا و أنا أتمنى أن لا أواجه عقبة أخرى ، لكن، و كالعادة، قدري و حظي الرائع لهما خطط أخرى ، ففي الاستراحة الثانية التي قمنا بها سويا ، ذهب كل من جون و مايك للبحث عن شيء قابل للأكل، لكن سرعان ما سمعنا صوت صراخهما ، هرعنا نحو مصدر هذا الصوت، لكني شعرت بشيء يمسك قدمي أنا الأخرى ، و ها أنا الآن معلقة بالمقلوب في شجرة ما و أنا أراقب الآخرين الذين بنفس حالتي تماما .
صوت خطوات تقترب ، تبعها ظهور فتاة ، لكن،
هي لم تكن عادية، لقد شعرت بنفس الاحساس من المرة الفارطة ، قبل ظهور هؤلاء الخمسة ! لقد شعرت بسكون غريب في الغابة أنذاك ، و ها أنا الآن أشعر بنفس الشيء .
كانت جميلة ، ذات شعر يتراوح بين الرمادي و البنفسجي نوع ما ، عينان ذات لون أخضر باهت ، و على وجهها ، كانت هناك رسوم بيضاء كخطوط ملتوية أو شيء كهذا ، لكن كل هذا كان يعتبر عاديا ، مقارنة بأذنيها الطويلتين !
-ماذا تكون !
همست بها لنفسي ، أجزم أنها ليست بشرا ، فالهالة التي تحيطها غريبة نوع ما ، و كذلك السكون المريب الذي يسود في حضورها ، لم تطل مدة الصمت كثيرا كثيرا، فقد أجابني كريس ، بهمس شابه خاصتي، و بصوت شبه مصدوم ، قائلا :
- نيرايدا !
__________________________
• الصورة فوق هي صورةنيرايدا .
قراءة ممتعة 💙
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro