• chapter 29 •
~ تَوقَّفِي أيَّتُها اللَّحظَة ، إنَّكِ بالِغةُ الْجَمَال ~
__________________________
وجهة نظر آليا :
بعد الهجوم المفاجئ الذي شنه نورثن على مملكة التنانين ، و هي واحدة من أقوى الممالك في عالمنا ، انتهت المعركة التي لم يستعد لها أحد بعدد من الجرحى ، لحسن الحظ لم يكن هناك وفيات ، رغم ذلك ، قضيت وقتا طويلا أحلل الاستراتيجية التي قد يتبعها نورثن ، لماذا هاجم مملكة التنانين رغم أنهم الأقوى و الواحد منهم فقط يقضي على العشرات من الجنود عندما يتحول ، لا أفهم ما الذي يريد نورثن أن يصل له ، هل هذا مجرد تهديد أو تخويف ، لا أظن هذا .
- آليا لنذهب ، لقد حان الوقت .
قال دانيال بنبرة خافتة و وجه مرهق ، في النهاية هو الأمير الثاني لهذا المكان و تقع مسؤولية كبيرة على عاتقه ، فأومأت مزيحة أنظاري عن الجهة الشمالية من القصر التي تدمرت تماما ، ثم سرت رفقة دانيال ، شقيقته ديانا ، و أيضا كريس الى الاجتماع الذي سيعقد في أرض السكيوبس و الانكيوبس ، شياطين الإغراء .
- ستكون ممثل التنانين هناك إذا ..
قال كريس بعدما امتطينا أحصنتنا المميزة مستعدين للانطلاق، ليومئ دانيال قائلا :
- نعم ، لن يستطيع والدي أو أخي الأكبر الحضور الآن ، هناك العديد من الأشياء التي يجب عليهم فعلها.
و سرعان ما أضافت ديانا بحاجبين معقودين متسائلة :
- ألم تلاحظوا شيئا غريبا في الجنود الذين تم ارسالهم إلينا ؟
- صحيح ، العلامات في مؤخرات أعناقهم و قوتهم الغريبة على التجدد ، لا يأخذون وقتا طويلا في التعافي بعد ضربهم كأنهم موتى أحياء .
أجبت متذكرة كيف أني استغرقت في القضاء على بضعة منهم وقتا طويلا نوعا ما على عكس العادة ، في الواقع ، لولا أن عددهم لم يكن كبيرا حقا ، لما استطعنا التخلص منهم دون خسائر كبيرة ، ليرد كريس قائلا :
- لنناقش هذا لاحقا ، سنتأخر .
و بعدها انطلقنا من مملكة التنانين في أقصى الشرق ، الى أرض السكيوبس و الانكيوبس الواقعة في الجنوب الغربي ، و هي تعتبر أبعد مملكة من الناحية الجغرافية ، بعد أرض المعالجين التي تقع على جزيرة نائية شمالا .
كان بامكاننا الانتقال آنيا ، لكن مستويات الطاقة خاصتنا منخفضة قليلا الآن ، كما أن ديانا لا يمكنها الانتقال مثلنا ، و البوابة الوحيدة للانتقال في مملكة التنانين ، تم تدميرها ، فتوجب علينا أخذ الأحصنة الملكية التي تتميز بولائها أيضا و سرعتها الكبيرة ، لن نستغرق أكثر من يوم على هذا المنوال .
وجدت نفسي في خضم رحلتنا هذه ، أتسائل ما اذا اقترب الثلاثة في مدينة الملائكة من ايجاد البوابة ، رغم أنه كان من المفترض أنهم وجدوها بالفعل ، سمعت أن الفارسة السابقة لم تستغرق وقتا طويلا جدا رغم أنها كانت وحيدة بمفردها ، أمر غريب يحدث هناك و لا نملك أي وسيلة للتواصل معهم .
بعد مدة طويلة من انطلاقنا ، بدأ الليل يسدل ستاره ، لتلمع بذلك نجوم سماءنا المميزة ، و التي تختلف كثيرا عن عالم البشر ، و كذلك استطعت لمح أضواء المكان الذي نتجه اليه ، مر وقت طويل حقا منذ أتيت آخر مرة ، نسيت أن حرارة هذا المكان خانقة .
ولجنا البوابة بعد أن سمحوا لنا بالدخول ما ان عرفوا هوياتنا و قمنا بالاجراءات اللازمة ، لتقابلنا بعدها منازلهم المميزة ذات الألوان الداكنة و الساحات الترابية الواسعة المتواجدة في كل مكان ، و أيضا مجموعات الشياطين و الشيطانات ذوي الأعين السوداء الفضولية ، هذا منطقي ، فلم يسبق أن أقيم اجتماع كبير يضم مختلف الأجناس هنا على هذه الأرض ، و كالعادة ، لباسهم الفاضح هو أول ما يميزهم بعد بشرتهم السمراء .
توجهنا مباشرة لقصر الملكة الذي كان بعيدا قليلا عن المنازل العادية ، و بعد فترة من السير ، قالت ديانا متذمرة :
- الجو خانق ، لا أستطيع التنفس حتى .
- سيصبح الجو معتدلا داخل القصر ، لم يبقى الكثير .
أجاب كريس و قد كان هو الأشد تأثرا بدرجة الحرارة العالية هنا ، لحسن الحظ أننا وصلنا أخيرا و كما قال تماما ، تغيرت درجة الحرارة تماما و قد بدا الحراس متعبون جدا ، فكلما كان الجو أبرد ، كلما أصبحوا أضعف ، هذه نقطة ضعف الشياطين هنا .
- مرحبا آليا ، مر وقت طويل .
وصلني صوت لالين ملكة السحرة ، فالتفتت ناحيتها منحنية بخفة ، كما فعل من كان رفقتي ، لأرد قائلة :
- مرحبا سموك ، كيف حالك .
ابتسمت بخفة و أردفت بنبرة مرحة :
- لا أحب أسلوبك هذا ، هل نسيتي أني ابنة عمك و صديقتك المفضلة ؟
لأجيبها بابتسامة أنا الأخرى :
- لكن في هذا المكان ، أنت الملكة و أنا مجرد مستشارة .
- مزعجة ، كيف الأحوال هناك سمو الأمير ؟
وجهت بعدها كلامها ناحية دانيال ، و قبل أن يجيب ، ساد الصمت تماما في القاعة التي جمعت غير الشخصيات المهمة من كل مملكة ، لتظهر أخيرا ملكة الشياطين كينا ، بهالتها المميزة و رائحتها التي انتشرت بكل مكان ، لتردف بعدها بصوت أنثوي قوي:
- مرحبا بكم جميعا ، أرجو أن تتوجهوا ناحية غرفة الاجتماعات على يساركم .
- سأكون أنا كينا ملكة الشياطين ، المشرفة على اجتماعنا الطارئ لهذه الليلة .
بادرت الملكة الشابة ذات الجمال الأخاذ بالحديث بعد أن استقر كل شخص على كرسيه المخصص ، لتواصل بعدها :
- في البداية ، لم أرد أن أدخل أتباعي و جنسي في تلك الحرب مع نورثن ، فمادام لم يؤذينا نحن الشياطين لا نهتم لما يحدث خارجا ، لكن هذا الأمر اختلف الآن .
لم أستغرب ذلك منهم ، فالشياطين معروفون بحبهم لنفسهم فقط ، مررت أنظاري بسرعة لأرى من حضر الاجتماع ، فاضافة لمن جاء معي و ملكة السحرة ، هناك ألفا المستذئبين رفقة اللونا خاصتهم و البيتا ، ملك السايرن و وزيره ، ملك العمالقة وحده ، ملكة الجنيات و الأميرة الأولى ، أمراء مملكة مصاصي الدماء التوأم رفقة الملك ، و أخيرا قائد المعالجين و مساعده ، و قد بدا مرغما على حضور هذا الاجتماع من ملامح وجهه الممتعضة .
- قبل أسبوع ، تعرض خمس أفراد من رعيتي الى هجوم بينما كانوا يمارسون نشاطاتهم خارج المملكة بالقرب من صحراء الدماء ، لاقى أربعة منهم حتفهم رغم أنهم أقوياء بشدة ، و واحد منهم نجح في العودة ناقلا إلي أخبارا صادمة ، لقد استولى نورثن بالفعل على جزء كبير من الجهة الغربية و اذا لم نرضخ له ، سيفنى جنسنا و يكمل نورثن غزوه .
من الواضح أنها تطلب المساعدة ، لكن بغض النظر عن هذا ، لم يعرف أحد أن نورثن قد بدأ غزوه بالفعل ! اذا كل تلك الهجمات كانت مجرد تمويه لما يحدث في الحقيقة ، و قد استغل كون الجانب الغربي فارغ تقريبا فلا أحد سيلاحظ ، أخاف أن نكون متأخرين جدا الآن ، في البداية تسائلت عن السبب الذي يجعله يغزو العالم الذي هو بالفعل ملك له ، لكني أدركت بعد وقت تفكير قصير أنه يفعل كل هذا من أجل المتعة فقط فنحن كألعاب بالنسبة له ..
- كلنا نعرف أن الفارسة التاسعة البشرية في طريقها الى هنا لكن لا أحد يعلم متى ستصل ، يوجد معنا هنا ثلاث من مساعديها الذين كانوا برفقتها في عالم البشر ، فليتفضل أحدكم و يعطينا قليلا من التفاصيل .
أضافت كينا موجهة أنظارها ناحيتنا ، فوقف كريس و رمى نظرة سريعة على والده في الجهة الأخرى من الطاولة و قد كان بدوره يحدق فيه ببرود ، فتجاهله كريس بعدها و بدأ كلامه قائلا :
- صحيح ، الفارسة التاسعة في مدينة الملائكة الآن رفقة اثنان من المساعدين ، حورية البحر روز و العملاق جوردن ، أستطيع أن أؤكد لكم أنها ستتجاوز البوابات و تصل الى هنا قبل الحرب التي تتكلمون عليها .
ساد الغرفة صمت ثقيل للحظات قبل أن يقول ملك العملاقة غرايت :
- من الأفضل أن يسرعوا ، فأقوى مقاتل لدي هو برفقتها و وددت لو كان هنا فتنظيمه للجيش ممتاز.شبه ضحكة ساخرة أخرى صدرت من أميرة الجنيات قبل أن تقول :
- أمازلتم تؤمنون بالفرسان ؟ هم مجرد حمقى رزقوا بكمية صغيرة من الطاقة التي جعلتهم يغترون بأنفسهم ، لو كان لهم فائدة لما وصلنا لهذه الحالة .
لمحت بعض الايماءات و نظرات الموافقة ليضيف ملك السايرن أوكيانوس :
- معها حق نوعا ما ، اضافة لكونها مجرد مراهقة حتى نضجها لم يكتمل بعد .
- بالمناسبة ، هي ليست بشرية فقط .
قاطعت لالين كلامهم المتشائم حول آنا بأعين باردة ، ربما هذا بسبب كونها تعرف أكثر منهم بكثير فقد أخبرتها بالتفصيل كل ما حدث منذ بدأنا ، فتسائل كايل ملك مصاصي الدماء قائلا :
- ماذا تعني بكلامك هذا ؟
- آناستازيا هي هجينة ثلاثية ..
صمتت لثانية موجهة أنظارها نحو الآلفا جان و كايل ، ثم واصلت :
- مستذئبة ، مصاصة دماء و بشرية لكنها ولدت و عاشت في عالم البشر لذا عرفت حقيقتها مؤخرا فقط ، أنتم لا تعرفون شيئا لذا أن تلزموا الصمت خير لكم .
كانت نظرات الصدمة التي علت ملامحهم أنذاك كفيلة بارضائي ، فقال جان :
- مستحيل ! هل تعني أنها ابنة شارل ؟
أومأت لالين بابتسامة ، ليضيف كايل :
- اذا هرب تاركا كل شيء وراءه ، و تزوج بشرية أيضا ؟ يال العار .
- هل تقصدان تلك المجموعة التي وجدت بوابة مدينة الملائكة ؟ أذكر أن من نجح في العبور هم أربعة أشخاص فقط ، و بعدها لم يجد أحد البوابة مرة أخرى .
قالت كينا بتفكير ثم أضافت :
- من المطمئن أنها ليست مجرد بشرية ، هذا يعطي أمال أكبر ، أليس كذلك ؟
وافقها البعض بإيماءات بسيطة ، ليقول جان بعدما تخطى صدمته :
- يجب علينا اذا البدأ في التجهز للحرب الكبيرة ، أليس كذلك .
أردف بعده غرايت ، ملك العملاقة :
- هذا أمر مفروغ منه ، يجب أن نتحد و نقدم كل امكانياتنا الحربية .
- معكم حق ، لكن لا تنسوا آخر مرة قرر الأجناس الاتحاد لهزيمة نورثن ، لا تريدون تذكر تلك المجزرة يوم خنتم بعضكم جميعا .
قال هيلر قائد المعالجين بنبرة ساخرة لاذعة ، لتجيب كينا بجدية غير معتادة ، لطالما عرفت بألاعيبها الكثيرة .
- كان هذا جزء من الماضي هيلر ، سنقوم بما عجز أجدادنا عن فعله ، اذا كنت تريد الموت دون مقاومة فذلك خيارك انت وحدك .
سادت بعدها مجددا لحظات صمت ثقيلة قبل أن تقول ملكة الجنيات كايا :
- رغم كرهي للحرب ، الا أننا سنخوضها شئنا أم أبينا ، ما هي خطتكم اذا ؟
المواجهة اقتربت و مازلت أصلي لتصل آنا في الوقت المناسب .
وجهة نظر آناستازيا :
لم نضيع مزيدا من الوقت و اتجهنا رفقة روز الى القصر ، و بنفس الحماس مدت روز لي بمجموعة من الأوراق العشوائية ، ثم قالت :
- لقد قرأت المذكرات كاملة ، حتى أني أعدت قراءتها من الأول لأرى إن غفلنا عن شيء ما .
أسند جوردن بظهره الى الجدار ، و قال بنبرة فضولية :
- و النتيجة ؟
كنت في تلك الأثناء بصدد تمرير عيناي بسرعة على ما كتبت ، و قد كان خط يدها كارثيا بحق فنظرت ناحيتها باستفسار ، دحرجت عيناها قبل أن تضيف :
- خطي ليس كارثيا لتلك الدرجة .
رفعت واحدة من الأوراق تراجعها ثم واصلت حديثها كأنها تلقي محاضرة من نوع ما :
- اتفقنا مسبقا على مجموعة من النقاط حول مدينة الملائكة و شعبها ، أهمها تلك اللعنة الغريبة ، و قد جال في بالنا العديد من الأسئلة التي لا نهاية لها ..
- روز ، بلا مقدمات أرجوك !
قاطعها جوردن بملل ، فتنهدت ثم واصلت :
- لا تقاطعوا حبل أفكاري من فضلكم ، المهم باختصار ، قصة مدينة الملائكة ببساطة هي مجرد انتقام .
- انتقام ؟
تسائلت و جوردن بنفس الوقت فأومأت مواصلة :
- نعم ، ذكر ماريان القصة كاملة هنا ، لكني سأخبركم من البداية كل شيء .
أمسكت ورقة أخرى و أكملت :
- مبدئيا ، مدينة الملائكة هي مكان أكبر من هذا بكثير ، فنحن لا نرى الا جزء صغيرا جدا ، أو باختصار نرى فقط عاصمة هذا المكان أي القصر و ما يحيط به ، فهناك أيضا جبال ، سهول ، أنهار ، و مختلف التضاريس الطبيعية ، لكني حقيقة لا أعرف كيف يمكننا الوصول الى هذه الأماكن ، و أيضا كان هناك ليل .
- توقعت هذا ..
قلت متمتمة ثم أضفت بنبرة أعلى :
- واصلي اذا .
- لا تقاطعيني آنا ، ابتداء من هذه النقطة ننتقل لمن سكن مدينة الملائكة يوما ما ، لا يوجد لهم اسم تحديدا كباقي الأجناس من مصاصي دماء و ما شابه ، يمتلكون أجنحة كبيرة بيضاء يؤدي قطعها الى موتهم مباشرة كونها تتصل بقلوبهم أو شيء كهذا ، و قد سميت مدينة الملائكة تيمنا بأجنحتهم الشبيهة بخاصة الملائكة في الميثولوجيا .
سارت قليلا مبتعدة عنا الى جانب النافذة القريبة ، و واصلت بتركيز :
- بامكانهم استعمال السحر ضمن قوانين محددة من قبل الملك ، و بما اننا وصلنا لسيرته ، فالحكم في مدينة الملائكة ملكي بسيط لكن عادل ، حيث اذا فشل الملك الجديد في ادارة الشؤون ببراعة يتخلى عن العرش لوريث آخر أحسن منه ، و هذا ساهم في زيادة الوعي و الاحترام و انعدام المشاعر السيئة في ما بينهم ، لقد أحببت هذه النقطة حقا بالمناسبة ، هل من أسئلة ؟
- نعم ، كيف عرفت كل هذا !
تسائل جوردن متقدما ناحيتها ، فهزت كتفيها مجيبة ببساطة :
- قدرة استنتاجي ممتازة ، كما أن ماريان ترك كثيرا من الملاحظات المفيدة ، أسئلة أخرى ؟
نفيت برأسي و أشرت لأن تواصل كلامها ففعلت .
- حسنا إذن ، في الماضي كان هناك الكثير من المعاملات بين مدينة الملائكة و عالمنا خاصة ، حيث أن مكان البوابات لم يكن مجهولا و متحفظا عليه لهذه الدرجة ، بالعكس ، فقد كان هناك شخص مسؤول خصيصا عن كل بوابة و كما تعرفون مسبقا فطبيعة بوابات مدينة الملائكة تمنع الناس ذوي القلوب السيئة من المرور لذا لم يشكل هذا مشكلا لهم أو يؤذيهم بأي طريقة .
أتمنى لو مازل هناك شخص مسؤول عن البوابات ، كان هذا سيساعدنا حقا ..
- أما الآن ننتقل لأهم جزء ، أي اللعنة و ما حدث تحديدا في مدينة الملائكة .. لأصدقكم القول ، لقد واجهت صعوبة كبيرة حقا في فهم ما أراد ماريان أن يقول أو يصف ، و قد استخرجت الفكرة الأساسية تقريبا فكما أخبرتكم آنفا انها حكاية انتقام .
عقدت حاجباي في تسائل مردفة بشيء من الاستنكار :
- لقد تم محو جنس كامل من الوجود ، هل تقولين ان كل هذا كان بسبب انتقام ؟
أومئت مواصلة :
- بالتحديد ، هناك أسطورة قديمة نشأت هنا و قد كان لها صدى في عالمنا لكن بنسبة قليلة فهي ليست معروفة كثيرا ، تدور الأسطورة الأصلية حول توأم فتى و فتاة من مدينة الملائكة و قد كانا ابنا واحد من الملوك القدماء من زوجة أخرى ، لسوء الحظ ، نبت في قلب الفتاة حب محرم لشقيقها ، فغضب هذا الأخير و حزن كثيرا ثم أخبر والده ، و لأن الملك كان جادا و مستقيما كثيرا ، أمر بنفي ابنته .
قصة مأساوية غريبة حقا ، لازلت لا استطيع تصديق ان سببا تافها كهذا تسبب في مشكلة كبيرة حقا .. كنت أفكر بينما القت روز نظرة خاطفة على أوراقها المبعثرة قبل أن تضيف :
- كانت الفتاة مهووسة بأخيها لدرجة دفعتها الى الاستعانة بساحر أسود قيل أنه كان الأقوى في عالمنا أنذاك ، فطلبت منه أن يجعل أخاها يقع في حبها و تدعه يدخل مدينة الملائكة بالمقابل ، ففي النهاية هي أميرة و هو ساحر و بالتالي استطاع الدخول رغم شره باستعمال بعض الخدع ، و بعد أن دخل قام بقتل هذه الفتاة و أخذ يمتص قوى السكان الروحية ، فهذه كانت ميزة هذا الساحر و هكذا انخفضت قوتهم بشكل كبير مما أثر على الأجيال القادمة و انتهى به الأمر أن يلقي لعنة عملاقة تمثلت في نقل جميع السكان الى خارج الأسوار ما ان تفتح البوابة ثلاث مرات ، ثم غادر سعيدا بتدمير هذا المكان و بقوة جبارة مسروقة اضافة لقوته الكبيرة ، و اختفى بعدها لم يظهر أبدا .
كانت الصدمة متمثلة على ملامحي أنا و جوردن ، ليس بسبب اللعنة أو قوة الساحر ، بل السبب التافه جدا الذي أدى الى هذه الحالة المستعصية ، فزفرت بغضب محاولة السيطرة على أعصابي ؛ كيف لشخص أن يكون بمثل غباء تلك الفتاة الواقعة في حب محرم ! وددت لو لم تمت و ظلت تتعذب بتأنيب الضمير الى الأبد
- هذا حقا .. غبي ! نحن هنا نخاطر بحياتنا بسبب نزوة حب لمراهقة ؟ فقد آلاف الناس حياتهم و منازلهم لسبب تافه كهذا !
قال جوردن بأعين غاضبة ما رغبت في قوله تحديدا ، فتنهدت روز مجيبة :
- آناستازيا ، جوردن ، أعلم انكما غاضبان لكن توقفا و فكرا بمنطقية قليلا ، لقد مر على هذه الحادثة آلاف السنين و أضحت جزء من الماضي السحيق ، يجب أن نفكر و نخطط للمستقبل الآن بعد أن عقدنا العزم على انقاذ من نستطيع انقاذه من سكان مدينة الملائكة ، الغضب و الحزن لن يفيدا بشيء .
ساهمت كلماتها في تخفيف غضبي و الاحباط الذي شعرت به أنذاك ، فتنفست بعمق و قلت بهدوء :
- معك حق ، اذا الآن عرفنا أن وجهتنا ستكون قطعا الى خارج بوابة مدينة الملائكة .
- صحيح .
تمتم جوردن ثم أضاف :
- لكننا للآن لا نعلم ان كانت اللعنة لا تزال مفعلة ، ربما نعلق بالخارج نحن أيضا فجميع البوابات لعالمنا أو عالم البشر تقع هنا .
لم أفكر في هذه النقطة ، لكن روز أجابت بابتسامة صغيرة مشجعة :
- لا تقلق من هذه الناحية فاللعنة كانت شرطية ، أي تحتاج شرطا لتتفعل و بعد تفعيلها و أداء مهمتها تختفي تماما ، لقد درسنا هذا في المدارس جوردن ألا تتذكر .
هرش هذا الأخير رأسه في شيء من الحرج و قال مغيرا الموضوع :
- لكن كيف استطاع ماريان ترك كل هذا لنا ، كيف عرف بأمر اللعنة و استعد لها بطريقة ما ؟
- هذا معقد نوعا ما ، فذلك الفتى من الأسطورة و الذي حدثت الكارثة بسببه تقنيا هو جد ماريان الأكبر ، فبعد مغادرة شقيقته أجبرته والدته على الزواج و هكذا استمر نسله الى غاية من ترك لنا كل هذا ، أما سبب معرفة ماريان فقد ذكر أن روح شقيقة جده الراحلة قد عادت لتحذيره ، فما كان منه الا أن قام ببحوثات و أكد شكوكه كما عرف بأمر الفرسان و ما الى ذلك ، و ها نحن ذا ، هل فهمتم العلاقة ؟
هذا كثير على عقلي المسكين ليستوعبه ، فقلت بعد أن مددت جسدي قليلا بسبب الجلسة الغير مريحة :
- أظنني فهمت ما حدث نوعا ما ، لكن التعب قد نال مني الآن بسبب التدريب على السيف و كل هذه المعلومات .
- بالمناسبة ، كيف هو تدريبك ؟ أراهن أنك تبلين جيدا ، ففي النهاية مدربك هو واحد من أمهر السيافين في عالمنا و القائد المستقبلي لجيش العمالقة .
فغرت فاهي على اثر المعلومة الغير متوقعة أبدا ثم نقلت أنظاري ناحية جوردن ، صحيح أنه ماهر في استعمال السيف لكن أن يكون من بين الأفضل في عالم كامل ، هذا حقا مدهش !
- لا داعي للمبالغة روز ، أنا لست بتلك البراعة .
قال بخجل طفيف فضحكت أنا و روز قبل أن تردف مقلدة طريقته :
- لا داعي للتواضع هكذا جوردن ، أنت بارع حقا .
- لا يهم لا يهم ، يجب علينا أن نرتاح الآن خاصة أنت آنا ، فما إن نستعيد طاقتنا سنضع خطة محكمة تتناول جميع الجوانب و الاحتمالات ، سأذهب الآن .
أومئت مراقبة اياه يصعد الدرج المؤدي للغرف ، ثم تبعته روز بعد أن لملمت الأوراق بإهمال واضعة اياها وسط أحد الكتب ، بينما جلست أتفكر في الحال الذي وصلت اليه منذ مقتل ليندة ، أحاول ربط الأمور و تفسيرها ، و قد تسائلت لوهلة عن ماذا إن كانت مشكلة مدينة الملائكة مرتبطة بعالم الخيال بشكل ما ، لكني تجاهلت تلك الفكرة بسبب انعدام الأدلة تقريبا و صعدت لغرفتي أرتاح أنا الأخرى بعد حمام دافئ أعاد الحياة بجسدي .
لسوء الحظ لم أستطع النوم رغم جسدي المنهك ، فخرجت الى الحديقة رغبة في أخذ قسط من الراحة تحت احدى الأشجار هناك ، و قد كنت أسترجع كل ما قالته روز حول مدينة الملائكة مرة أخرى فأردت القاء نظرة من فوق ، لذا فعلت قدرة التحكم في الجاذبية و شرعت أرتفع شيئا فشيئا الى أن وصلت الى أعلى نقطة في القصر و التي هي عبارة عن قبة صغيرة يتوسطها عمود ، جلست هناك متمسكة جيدا حتى لا أرتفع أكثر أو أسقط اذا فقدت تركيزي ، و راقبت معالم مدينة الملائكة الساكنة في شيء من الحزن .
بعدها ، نقلت أنظاري ناحية الأسوار العالية و تحديدا البوابة العملاقة ، ما ان رأيتها هذه المرة ، تذكرت فجأة المفتاح الغريب الذي أحمله على رقبتي رفقة قلادة حجر الروح لتلمع ببالي فرضية وددت تجريبها في الحال ، ماذا لو أن هذا هو مفتاح البوابة ! رغم أن الأمر يبدو غريبا و لا منطقيا الا أنه يحتاج التجربة ، في النهاية نحن لا نمتلك أي فكرة عن كيفية فتحها ، و لا يمكن أن نطير فوقها و نتجاوز الأسوار فالمسافة كبيرة اضافة الى أن جوردن و روز لا يستطيعان فعل ذلك ، سأفعل ذلك ما ان يستيقظا ، ظننت لوهلة أنذاك أني رأيت شيئا ما تحرك بين أشجار الغابة الخارجية ، لكن ما ان ركزت لم أستطع لمح شيء ، لا أستطيع حقا الانتظار للخروج من هنا ، آمل فقط أن أستطيع إنقاذهم ، شعور المسؤولية هذا حقا متعب ..
____________________________
هاي 😆
أولا ، عيد سعيد ❤ أتمنى أن يعود عليكم بالصحة و العافية أنتم و عائلاتكم ✨
اذا ما رأيكم في فصل اليوم ؟
• أخيرا كشف سر مدينة الملائكة 🌚
ماذا يحدث خارج الأسوار في رأيكم ؟ و هل السكان الأصليون ما زالوا بخير بعد مئات السنين من طردهم 🤔
• أيضا ما رأيكم في شخصيات الملوك ؟ ستكتشفوها أكثر مع الفصول القادمة و كذلك العديد من الشخصيات الأخرى 😌
• ما هي علاقة الآلفا جان بشارل والد آنا في رأيكم ؟
• هل لعنة مدينة الملائكة ترتبط بنورثن ؟ لم يظهر في هذا الفصل للأسف اشتقت اليه 😂
بالنسبة لمواعيد التنزيل ، لن يكون هناك يوم محدد لكن كل أسبوع يوجد فصل بالتأكيد ❤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro