Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الرابع عشر - الجولة الاخيرة (ج٢) .

هل النهايه تعني الحرية؟》


•••

ابتسامة واسعة شقت ثغره وهو يتحدث بتلك الكلمات وكأنها بُشرى رِبح في اليانصيب!!

"إذن الموت أو الموت؟!". 

ثوانٍ من الصمت حدقت بالإثنين خلف تشانغ ووك الذي ينقل مقلتيه بين ملامحها قارئاً تعابيرها، تحدثت بعدما أعادت نظرها إلى تشانغ ووك الذي يومئ بسعادة حاثاً إياها على التحدث وبالمناسبة تشانغ ووك هو مرادفٌ صحيح لما يدعى مَسخْاً في هذه اللحظة!! 

"قُلت اثنين فقط صحيح؟!". 
داميون سألت بغية التأكد وهي تنقُل أنظارها بينهم جميعاً.

"كَم عددنا الآن؟!". 
هي تحدثت مستفهمة تناظره مطالبة بالجواب.

"ثلاثة؟!". 
أجاب ساخراً مجارياً إياها.

"مُخطئ!! نحن أربعة!!". 
هي نفت بابتسامة بصقتها نحوه.

"والآن نحن ثلاثة!!". 
هي قالت بعدما ركلت ساق تشانغ ووك الذي جثى متفاجئاً الألم الذي سرى بساقه كالكهرباء وفزع إثر الحرارة التي امتدت بشكل عرضي على عنقه!! 

نحرته بهدوء لتبعد قدمها التي سقط عندها تاركةً الارض تحتضنه، دماءه تدفقت بغزارة لتغطي كفيها ووسطها.

"ثلاثة فقط ليس مناسب". 
هي قالت وهي تناظر سيهون وبيكهيون متوسعي الحدقات إثر فعلتها ليزداد توسعها بسبب الرصاص الذي دوى في المكان مُخترقاً جَسد داميون التي جَثَت بألم بسبب تلك الرصاصات التي أحرقت واخترقت أحشائها!! 

"الآن اثنين فقط!!". 
هي بشهقاتٍ مُتألمة قالت تلك الكلمات مُناظرةً سيهون الذي جثى بسبب المنظر وبيكهيون المُتصنم أمامها. 

"داميون!!". 
تمتمة مصدرها ثغر سيهون الذي فقد صوته فجأة وعيناه تأبى الانغلاق.

"على الأقل لست وحدي.. هذا مُنصِف". 
بصوتٍ بالكاد يخرج قالت بداية كلماتها وعيناها استدارت لهيئة مُدماة فَقَدَت أنفاسها منذ بُرهةٍٍ أمامها تخص تشانغ ووك قبل أن تغلق عينيها تاركةً تلك البرودة التي ترتفع لأعلى جسدها أن تأخذها لما خلف الشمس حيث من سبقوها!!

.
.


"الهي!! كيف تمكنتم من قتل تشانغ ووك، لا بأس هو كان غبياً على في مجابهتكم بدون سلاح أو شيءٍ يحميه.. أتتفق معي بيكهيون؟! 

مُكبرات الصوت التي فَقَدوا صوتها منذ مُدة تبدو طويلة، أصدرت صوتاً ليس مُحبذاً سماعه لأذنيهما.
صوتٌ مُختلف يَخُص بديلاً يفتخر بالقصاص من الذي سبقه ناعتاً تصرفه بالغباء، لكن من يدري رُبما هو أحد ضحايا تلك المُتَّع الزائلة!!

"كنت تعرف صحيح؟!". 
سيهون تحدث بأولى كلماته و قد زال ما كان يُحنّط هيئته مرتجفة الأطراف، هز سأل بيكهيون الذي حدق به بعينين ملأها الكثير من التبرير والرغبة بالشرح.

"أستطيع الشرح حقاً". 
راغباً بتوضيح ما فعله والذي يعلم أن سيهون بدأ يدرك أن أمراً خاطئاً كان يحيك شباكه وها قد حاصرتهم الآن!! خطوةٌ اتخذها بيكهيون ناحية سيهون الذي تراجع غير راغباً بالتواجدِ في ذات البقعة معه.

"فقط استمع إلي أرجوك!". 
بيكهيون توقف مكانه غير راغب برؤية الآخر يبتعد!! هو لم يفعل جُل ذلك ليبتعد!! 

"أنت!! مالذي فعلته بحق السماء؟!". 
صَرَخ به مُستفسراً وقد اتضحَت على طيات وجهه ملامح الغَضَب، ما الذي يتفوه به الآخر؟! هل فعلته سيئة لهذا الحَد؟! للحَد الذي يرتعد إثره جسده؟! 

"يبدو أن شجاراً أخويياً سيحصُل هُنا.. حسناً اُقدر مشاعركم لكن يجب أن تُختَم اللُّعبة قبل مساء الغَد كما أننا نحتاج لكما بكامل قواكما.. الجسدية على الأقل!". 

تحدث من يستُر هيئته خلف مكبراتِ الصوت، التضحية في سبيل الحب لا تشمل رجلاً وامرأة فقط!! هو الآن يشمل صديقين هم أخوة من رحم الحياة. 

"بيكهيون، تحتاج لمُداخلة أم تُنهي الأمر فقد بدأت أفقد صبري أيها المُضحي!". 
عاود صوته الظهور وتم سماعه كشوشرات حقيرة لا اهمية لها من قِبَل الاثنين.

"أنا.. كُنت أعلم بأمر البطاقات من قبل.. حتى قبل الجولة الأولى!!". 
شاداً على قبضته  تَحَدث بِحَذر مُغمِضاً عينيه الواضح لمعانها إثر مياه الخَيبة، لكنه يملك سبباً على الآخر فهمه!! كُل ما فعله وسيفعله ليس سوى محافظةً على رفيقه! هو لن يحبذ البقاء وحيداً في حياةٍ قذرة رابطة صداقتهما كانت أنظف ما حَصَل بها!! 

قد يبدو مضحكاً  ومثيراً للسخرية لكنها الحقيقة!! أن تجور بك مساوئ الحياة أمرٌ أسوء من السيء.. 
لكن فقدان من كان نورك وحلقة وَصَلت بينك وبين السعادة سيء بما فيه الكفاية لتبدأ بحمايته باستماتة!! استعمال الطرق القذرة لمحاربة قذارة الكون!

"وأنت لم تُخبرنا! عليك اللعنة ما كانوا سيموتون لو أخبرتهم!". 
صرخته دَوَت غير مُصدقاً ما يتفوه به الفتى أمامه، بحق السماء منذ متى ورفيقه بهذه القذارة والدناءة! 

"لا أستطيع واللعنة!! هم يملكون عقلاً، كانت مذكورة في استمارة التسجيل كما أن المعلومات المطلوبة استخدمت ضدهم، ما كان علي حماية الجميع سيهون!! لو فعلت لن يكون هناك ناجٍ و سنُنحر جميعاً". 

ضاق بيكيهيون ذرعاً إثر الذنب الذي يقطع أنفاسه، هو ليس بمُخطئ لم يَكُن على الجميع أن يتجاهلوا ما خاضوا فيه!! لم عليه حماية الجميع فقط لأنه ينتبه لأمر تافه خُط في نهاية الإستمارة داخِل مستطيل غامق يدركه ضعفاء البصر حتى!! 

"تبريرك بالٍ بما فيه الكفاية بيك!! هم ماتوا جميعاً!! حتى داميون!! الجميع ماتوا والتالي قد يكون أنا أو أنت!! ما المكسب من كل هذا". 

مشيراً لمكانٍ احتوى جثة فيكتوريا منذ مدةٍ مضت، حيث تستقر جثة داميون مُدماة الهيئة تاركةً قلبه المُدمى ورفيقه الباكي بخيبة وقِلة حيلة.

ما المَكسب من كُل هذا؟! البطاقات ، اللعبة.. ما الفائِدة من هذا؟! 

"كان من الممكن خروج اثنين سيهون!! كان يمكنك الخروج مع داميون!! هكذا خططت وأخبرني تشانغ ووك!! هل أنت حقاً تعتقد أنه بأمكاني ترك الجميع يموت بلا داعٍ؟! أنا فقط كنت أنتظر الوقت المناسب لإخباركم.. عندما يكون الجميع قد رحلوا.. حتى أنا! اتفاقنا لم يكن هكذا هو فقط نكث وعده ودَمَر كل شي!". 

مُبرراً  بعنف حرك يديه، أشارت إحداهما حيث يقبع تشانغ ووك نازف النحر وسط بقعةٍ من دمٍ زُمردي كان يُطالبهم به، دار بيكهيون حول نفسه واضعًا يديه مخفياً تعابيره التي تغطت بمياهٍ مالحة لم تعد تُبالي وقد حررت ذاتها.

"أي اتفاق؟! منذ متى وأنت تُجري صَفَقَاتٍ على حساب أرواح البشر بيك!! أنت حقاً تغيرت.. أنت مَسخٌ مثلهم!! هل كنت تتوقع أن أبقى !! افترض بقيت واللعنة هل تعتقد أنني لن أعرف بالأمر؟! كونك عَقدتَ صَفَقَةٍ تَقتَضي حياتي وفَنَاء البقية؟". 

خَطى نحو بيكهيون شاداً على قميصه موقفاً حركته الهستيرية تلك.. مديراً وجهه نحوه، وجهاً لوجه قابل رفيقه، رفيقه كان في حالٍ يُرثى لها، هيئة مُبعثرة وخاطر مُتلبد.. أكثر من أي وقتٍ مضى.. هو بدى يائساً من رحمة الحياة!! 

"كان من المُفترض أن أبقي امر البطاقات سراً وأن أخبركما به عندما يتبقى فقط أنت وداميون.. ثم يتم قتلي وينتهي الأمر وتخرجان وفقط!! داميون أفسدت كل شيء واللعنة!! لكنتما الآن خارج هذا الجحيم". 

نفض يدي سيهون عنه بعنف مُتحدثاً وقد فَقَد السيطرة على يديه اللتين تتحركان بصخب، ما كانت الأمور ستؤول إلى ما هي عليه الآن، ما كان هذا سيحدث!!

"أنت.. لم يكن عليك فعل هذا!!". 
بدى يائساً  وهو يضرب كتف بيكهيون بذلك الضعف، هو لم يتقصد ضربه بقدر ما احتاجه ليُسنِدهُ لحظة تَخلي قوته عنه.. حين خارت قواه كهلام تحركه ريح مصدرها اللامكان!! 

"آسف حقاً لم أقصد ذلك". 

كلماته خرجت متقطعة وهو ينخفض تبعاً لسيهون الذي جثى لضعف قدميه وقواه الهاربة، يتمنى أن يعود كل شيء لما كان عليه قبلاً، أن يعود إلى ذلك الفتى الذي يتناسى والديه ذوي المشاكل اللامتناهية.. مع رفيقه الغبي الذي يرسب بدرجة لا تتخطى خمسة من أصل مئة في امتحان الفيزياء. 

ماذا لو لم يقرأ ذلك المقال؟! ما كانا سيتواجدان هنا من الأساس!! ما كانا سيعرفان داميون، هيومين، ولن يتورطا في قذارة تشانغ ووك!! 

لن ينغمسا في تفاصيل حياة دونغهي وفيكتوريا، ولن يشهدا موت مارسلين، كريستوفر وميريل!! 
لن يكونوا مُجرمَين كما الآن ولا ينتحبان على فقيدتهما -الإنسانية-.
إنسانيتهما التي اُنتُشِلت منهما قَسراً كما البَقية!

.
.

"رِفاق؟! هل ما تزالان على قَيدِ الحَياة؟".
مَضى الوقت الذي لم يهتما لِحِسابِه، صوته قاطع سكونهما، سكون وهدوءٌ يثقب طبلة الأُذُن لشدة علوه!! 

"هَلَّا أغلَقتَ فَمَك لثوانٍ فقط؟!".

 تحدث بيكيهيون راصاً فكيه ضد بعضهما، عيناه تعكس الجحيم الذي يتفجر داخله ما يشبه البراكين.. واحمرارهما لا يمزح!! 

" حاولت لكن لم أستطع.. مُتأسف لكن لا يوجد سوى دقائق تسبق بداية الجولة النهائية.. عليكما بالحركة والسُرعة شباب". 

قال ذلك المجهول كلماته ببراءة، شُد صوته عند آخر ما تحدث به وحماسة أظهرتها نبرته.

"خمس دقائق وسيبدأ العرض، عليكما بسلك ذلك الباب، سأنتظركما مع الرفاق".
مشيرا لمؤقت ضوئي ظَهَر على الجدار حالك الاسوداد، مع كل ثانيةٍ تمضي صوتٌ بغيض يرافقها.

كلاهما حدق في الآخر، جاهلان بما قد يحدث عند عبورهما هذا الطريق السالك لبوابةٍ ضخمة، هما يجهلان ما خلفها أيضاً.

هل يَقبَع المَوتِ خَلفَها؟! فكر سيهون .
هل يَنتَظِرهُما رِفاقهما خلفها؟! بيكهيون تَمنى.
هل متعة قَذِرة قد رغبا بها قَبلِ ستةِ أيامٍ مَضَت تنتظرهما خلفها؟! كلاهما تَسَائلا!!.

"لا أعتقد أن هُناك ما هو أفضَل لِنَفعله". 
قال سيهون وهو يستجمع ما مَلكت عضلاته من قِوى واقفاً بتبعثر.
لا يوجد سبيل غير الإنصياع لما هو واقعٌ مُحتم!! 

"غارقون نحنٌ لأخمص أقدامنا، لم أتوقع ذلك!!". 
استقام بيكهيون هو الآخر مُرادفاً بكلماته قول سيهون.
شَح عليهم الهواء في خَضَمِ أمواج الهلاك التي تَدثُرَهُم داخِلَ ذاتِها!! 

'تَبِعاّ التَيَّار، بِجَهلٍ عن وِجهَتِه هُما انسَجما مَعه وكُلهما إيمان أن ما قد يجابههُا ماهو إلا حَصَادِ اخطائِهما!!'. 

في قرارة نفسيهما اعترفا.. الإعتراف بالخطأ قد يُقَلِلُ وَقع العُقُوبةِ أحيَّانَاً!! 

"لم أعتَقِد أنكِ سترحلين بهذه السُرعة دامي.. هَل كُنتِ راغبة بالذهاب قَبلي فِعلاً؟!". 
تراجع سيهون بخطواته نحو هيئةٍ مُدماة عجز عن النظر لها، تجنب مناظرتها!! 
لم تعد تلك الهيئة التي أبدع الرب في نَحت تفاصيلها!

هي فقط كُتلة نَقش عليها الموت علاماته، غَطَّاها بقُرمزيةٍ لونه، أطلق عليها إسم 'جُثة' وليس 'داميون'!

مُبعداً خُصلاتها البُندقية التي تلونت بفعل حُمرةِ الدماء، تأمل ما تبقى من روحها.. ما لم يُدنسه رِجسُ الهلاك ويُدرِكه حِبر خَتم الموت!! 

"آسف داميون". 
ما عادت قواه كافية لكبح حُزنٍ رفض الإعتراف به، هو كجلمودٍ ضُرب خافقه مُهترئ الجُدران!

مُحتضناً هيئتها فاقدة الروح!!

بَكى مُخبئاً ملامحه عند عُنُقها، مُستنشقاً ما تبقى من عبيرها، اهتز عرض منكبيه بسبب شهقةٍ لم تقدر قواه على حبسها طويلاً.

شد عليها ضاماً إياها نحوه وعبيرها الذي لم تُدنسه زُفرةٍ الدماء جُل ما كان راغباً به وقتها.

صدرها المُنخفض كَتَم أنفاسه!! لم تَعُد تُشاركه ذات الهواء، لم تَعُد تَتَنفس، أُقفِلَت أنفاسها ومعها أُقفِل قَلب أحدهم!!

.
.

فَوضى وأضواءٌ مشعة أعما أبصارهما، صوت هُتافٌ عالٍ اخترق طبلة أذنيهما وإضاءةٍ عَجَزت عيونهما عن احتماله.
ثوانٍ ثم اعتادا على الجو الذي حاوطهما فور بلوغ خطاهما ما بعد ذلك الباب الضخم.

مُدرجاتٍ ملأتها كُتلٌ بَشرية بهيئاتٍ غير مَعروفة، كُل منهم مُغطياً اسوداد ملامح المَسخ خاصته بِقناع وهويته كانت فقط مَجهُّول!! 

جمهورٌ من المَجهُّولين ملأ تلك المُدرجات التي تُظهرها شاشاتٍ حاوطت القاعة مربعةِ الشكل، مُضخماتِ صوتِ بِجودة عالية تُصدر أصوات هُتافاتٍ وشاشات مُستطيلة تُظهر ما يشبه أحد مسارح الرومان بأرضيته الرملية وجمهوره الذي يَلتَف حوله دائرياً موهمةً إياهم وكأنهم في مُنتصف تلك الحَلَبة، هل ستحصُل مُصارعة نهايتها تقطيع جُثةٍ المُحارِب الخاسِر؟! 

"وأخيراً!! آخر من استمرا بنجاحهما في الهَرَبِ من الموت!". 
صوتٌ جُهوريٌّ مَصدَرهُ مُكبراتِ صوتٍ تَصُم الأذن قال ما سَبَق، هُتافاتٍ مَصدرها جمهور المَجهولون الإفتراضيون- عَلت فورما تلاشى ذلك الصوت.

رفاقنا يتأملون بِرَهبةٍ وكثيرٌ من الجَهل عَما هُم فيه وأي مُصيبةٍ أدركتهم!!

"سَيداتي، آنِساتي وسادَتي.. أنا لي توك يَسُرني أن أفتَتِح الجَولة الأخيرة لِلُعبةِ المُوت بِموسِمها السابِعِ عَشر". 
هيئةٌ رَتيبة بِبَذلةٍ سوداء، بَشرة فاتِحة اللون غطى نِصفها قِناعٌ يُشابِه لون البَذلة حالِكةٍ السواد.

عينان تُعاين من توسطا بُقعةٍ رَمليةٍ وكُلهما تساؤل واستفهام.

"رَسمياً الجَولة الحاسِمة بدأت!!". 
أعلن ذو الهيئة السوداء بارد النظرات وهو يُطلق رصاصةٍ نحو سَقفٍ كان السَماء.

هُتافٍ ارتَفَع وهيئتين مُعلَقتَين بِقِماشٍ طولي يتحركان حولهُ بِسلاسة، سَيدتان يتراقصن على موسيقى هُتاف أولئك المَجهُّولين بابتسامةٍ عَريضة، كما لو كُن يَطِرنَ باستخدام حِبالٍ مصدرها السماء.

جيئةٌ وذهاب هُن تَحركن حول كُل من سيهون وبيكهيون اللذان استدارا مُبتعدان عن مسارهُن القَريب منهُما وعيناهما لم تُفارقا ما تُظهره الشاشات الضخمة من هيئاتٍ مجهولة، مُتعطشة لرؤية الدماء تُسفَك!! 

إحداهُما اختطفت سيهون شادةً على عُنُقه وقد صفعَت هيئته على ما يشبه المنصة التي استقرت في الطرف الآخر من تلك القاعة، شهقة تسربت من ثغره وهو ينازع ذراعيها التي أُقفِلَت حَول عنقه وضحكاتها جُل ما سمعه قبل أن يفقد وعيه إثر ضربةٍ جهل مصدرها حَطَت على مؤخرةٍ عُنُقه!! 

"اتركاني واللعنة!". 
بيكهيون صاح بغضب وقلق فقد باغتته ذراعان كبلتا طرفيه وهو يناظر سيهون الذي أصبح فاقداً للوعي، حصل ذلك بسرعة صاحبتها أصوات أعلى من المفترض أن مصدرها تلك الهيئات المجهولة التي تشكل ما يشبه الجمهور الذين تظهرهم شاشات غلفت جوانب القاعة الكبيرة تلك.

.
.

لهاث مصدره سيهون الذي باغته سيل مياه، كما لو أن موجة مياهٍ صُلبة لطمت وجهه.. أنعشت وعيه ليعود إلى مساره حيث الواقع مريرُ الطعم، أملس الملّمَس، قاني اللون كالدماء تماماً!! 

عيناه المرهقة رفعت ستارها مُناظرة ما قابلها، بيكهيون الجاثي مُنحدر الكتفان وهيئة مصطبغة الوجه بابتسامة مُتحاذقة بدت قريبة من وجهه.

محاولة غير مجدية بالتحرك هو حاول، لسعة حادة شعر بها حول رقبته حين حرك رأسه نحو الأمام ويداه قيدتا أعلى رأسه بدا كما لو أنه شخص سيتم صَلبه!!

ابتسامة واسعة خبيثة مع أنياب ذهبية تبادرت إلى أنظاره حيث أحمر شفاه فاقع غلف شفتي من لا يظهر تفاصيل وجهها إثر الألوان التي صبغت وجهها كما تلك التي تقف خلف بيكهيون مجهول الحالة!

هي مررت سبابتها على ما حاوط رقبته لتبعده مُظهرة إصبعها مُدمى الأنامل لتمتصه بابتسامة وهي تبتعد قائلة :

"سِلك حاد ينحرك إذا ما تحركت، خلال ساعة على رفيقك إنقاذ حياتك بانتشال المفاتيح من جُثث رفاقك المتبقين، دونها دماء نحرك الحارة.. الغزيرة، ستسقي نباتاتي". 

أنهت كلامها بضحكةٍ خليعة وهي تنزل عدة درجات وصولاً إلى أرض احتوت بيكهيون وحوله ما يشبه أكياساً ضخمة طويلة الشكل داكنة اللون.
 

ارتفع بيكيهيون برأسه الدامي إثر لكماتٍ انهالت عليه عندما أخذ يحاول التحرر منذ مدةٍ مضت، حينما بدأ يدرك أن ما يفصله ورفيقه عن الفناء ليس إلا خيط.. خيط أضرمت النار طرفاه، خيط يحترق من الطرفين لا سبيل سوى الفناء.

مُخيّران بين أن يَهلكا بفعل انجلاء ذلك الخيط ليتحول إلى رماد كما طرفاه أو أن يتركاه قبل أن ينجلي وبذلك لا يتركان فرحة النصر لمن رغب بأن يكون سبب فنائهما.

من الخاسر؟! لا أحد عدا الجميع!! 

"المؤقت سيبدأ في غضون خمس دقائق، كُل ما عليك فعله استخراج المفاتيح لتلك الأبواب السبع من جُثث رفاقِك.. قلوبهم هي المفتاح ساعة واحدة لا أكثر، لا مفاتيح لا حياة". 

وهي تجلس واضعة قدماً فوق الأخرى بابتسامة كُلها سخرية وثيابها الجلدية تلمع بالسواد أسفل الضوء الضخم المنحدر من السقف.

"فلتوقفوا هذا عليكم اللعنة!!". 
أدركت بيكهيون أذرع الهيجان فورما فُتِحت تلك التي تشبه الحقائب طولية الهيئة مُظهرةً جُثة هيومين والأخرى ييشينغ  البقية لم يكونوا استثناءً

الذراعان القويتان التي كُن يُمسكنه قبلاً لسن بقادرات على تثبيط حركة بيكهيون المجنونة الغاضبة تلك! هو بدأ يلكم العدم!!.
رجلان بهيئةٍ ضخم انقضا عليه فورما التمسا بعض الإرهاق الذي خَّدر أطرافه بعد دقائق من ضرب الجميع هنا هو بحق لم يعد يبال إن ضرب إحدى الفتاتين أم لا وهن لم يكن بذلك الضعف بالأساس.

تنهدات عالية أخرجها بيكهيون مُستشعراً الألم الذي انتشر في أنحاء جسده كالبرق، هو ليس بقادر على الإحتمال أكثر!! ليس بعد ما حصل سابقاً، ما جابهه بقوةٍ ضعيفة!! 

انهارت قوى أحدهم، هو مُدرك لحَّد السلك الذي يحاوط رقبته، مُدرك لقطرات الدماء التي تتسرب من نحره عندما يحاول التحرر، واعٍ تماماً بأنها النهاية.

مُدرك أن لا أحد سيخرُج نظيفاً، لن يخرُج أحد إلا وهو مُجرمٌ تلطخ جسده وجوفه بالدماء!! 
من جهةٍ أخرى هو مُدك أيضاً أنه ليس مُجرماً.. ولن يكون!

"حسناً لا فائدة من هذه التصرفات الصبيانية، أملك أشغالاً أخرى في الواقع لذا دعني أعلمك أساسيات العمل صغيري". 
صوتها كفحيح الأفعى تردد على أسماع بيكهيون خائر القوى، مُستلقٍ ويُحدق في الفراغ.

هو، هم.. الجميع ضاع في واحةٍ من الفراغ!

هي تناولت مشرطٍ ضخم ونصله يلمع لشدة حدته، باحترافية حركته بين أصابعها وهي تدور حول جُثثٍ احتوتها شبيهة الحقائب تلك، أشارت بمشرطها نحو إحداهن لتتقدم نحوها وقد فتحت زلامها و إثر ذلك الصوت ارتجفت أطراف بيكهيون الذي نهض بغية إيقافها عما أوشكت عليه!! 

هيومين، إخراج قلب هيومين!! هتك حُرمة جُثة هيومين!! كُل هذا بعد قتلها بلا ذنب!! 

مجدداً شعر بسلاسل صنعت من أذرع بشرية تكبله مانعةً إياه عن التقدم، الضعف تدفق في أوردته التي جفت من كل سائل عدا سائل الخيبة رمادي اللون الذي أظهر هيئته  بمظهرٍ شاحِب.

جانبٌ آخر من رقعة الآثام وسلب الحياة كُبِل بها سيهون الذي لبغض المنظر أدار عينيه بعيداً غير آبه بسلكِ حاد ينغرس عميقاً مُضيقاً خناقه حول نحره النازف.

هيومين تَتَجرد من قميصها المُدمى ومشرط ضخم يحفر علاماته يسار صدرها، أبداً وقطعاً ليس منظراً مُلائماً ليتم تأمله بلذة كما تفعل صاحبة المشرط وهي تُعمق شق صدر هيومين راغبةً بقلبها!! 

أي وحشية أدركت عالمنا!! أي مُغريات نفيسة هي  ليركل البشر إنسانيتهم مُقابلها؟! كالمجوهرات المزيفة هي لذات الدنيا القذرة التي تخلى الجميع عن كونهم بشراً مُقابلها!! 

صوت الدماء اللزجة التي تعبث بها خليعة الملامح والهيئة تلك.. كتم على مسامع بيكهيون الذي بات دماغه يكررها بلا توقف!! كالوساوس استقرت تُعيد تكرار نفسها في رأسه وهو راغب في إيقاف تلك الوساوس الحقيرة أكثر من أي شيءٍ آخر!! 

عليه صرفها من رأسه، سينفذ أي سبيل ينتج طردها! هو كما لو أنه خارج طور الوعي والإحساس ينتفض جسده لاطماً رأسه في الأرضية راغباً بصنع ضوضاء تملأ مسامعه بدلاً من ألحان الهلاك القذرة التي تتقطع وتتكرر داخل رأسه!

وكأن الهواء أصبح كُتلاً صخرية!! جَلمودٌ يَحُط أعلى رئتيه المُتوهجة بِفعِل قَهرٍ وعَجز صَّيَّر مِنهُ يائِساً لِعناق الهلاك.. راغباً بدفئ الجحيم الحارق!

لِم علينا أن نكون بشراً؟! بشراً فاقدين الشعور؟! لِم على بعضنا -أغلبنا- أن يكون ضعيفاً أمام من باع روحه في خِدمةِ الفناء رغبة في أن يكون أحد جنوده؟! 
لِم كُلنا لا نملك القُدرة على إظهار ردٍ مُجابهٍ للفناء وحلفائه؟

"هل رأيت؟! سهل!". 
تحدثت بينما تخطو نحو منضِدةٍ طولية بدَت كما لو أنها صُمِمَت لِغَرض احتواء خوافق جُثثٌ هُتِكَت!! 

قِماشُ أبيض كان الغرض منه تنظِيف يديها المُلطخة بالدِماء، كأن ما تفعله ومؤكد يفعلونه منسوبي ذلك الوسط القذر إحدى عاداتهم اليومية!

مُنذ متى والأقمشة هي من تَغسِل رذاذ الشُبِهات وآثام المُجرمين؟! مُنذ متى وأيدي القَتَلة تُشِع نظافة بعد تمرير قِماش خفيف فوقها؟! أتساءل إن كانت خوافقهم تنبض دون ثِقلٍ جاثم فوقها كما الإثنين فاقدَي الحيلة في جانبي بُقعةٍ تَشهد ما لا يفعله بشري!!

"عليك اللعنة توقفي!!". 
مُحاولاً التحرر، سيهون الذي انتفض بينما يصرخ بتلك الكلمات، صوته تحشرج نهاية كلماتِه إثر حِدةِ السلك الذي يغرسُ نفسه عميقاً في نحره عندنا تُتاح له الفُرصة.. كالمنبه يُذكِره بقدرته التي تقتضي فعل اللاشيء!! 

"أعزائي عليكما تقبل الواقع، لم يتم قسركم على المشاركة في ما يفوق قدراتكم، كما أن الندم والعويل ليس بذي نفع الآن بيكهيون اللطيف، لطالما تساءلت كيف لطيفُ مثلك سيقوى على قتال كالذي خضتموه في وقتٍ مَضى، وحسنا كهدية مني نلتَ شَرَف ختام لعبة الموسم، ألست أستحق شُكراً؟".

وهي تتحرك حوله بينما المِشرط يتراقص بين أصابعها الطويلة ذوات الأظافر السوداء، أقرب لأن تكون مخالب مُفترسٍ ينهش من يقرب بُقعته، قالت كلماتها بينما تُناظِر عينيه ذوات شُعلة الجحيم داخلهما.

ليس بعالمٍ أن أنفاسه الحارقة تلك تتسبب بتحرك رذاذ تُربة الأرض لسُرعتها وحرارتها، كموقدٍ مُحترق رئتي بيكهيون تلفظ أنفاسها خارجاً.

عيناه احتوت بؤبؤين كزُمردتين انتُشِلتا من أعماق أراضي الجحيم، جفناه كَما لو أنهما ذابا إثر حرارة نظراته.

"سأفعل!!" .

هسهس بيكهيون بهذه الكلمة و يديه تسند جسده الثقيل كما لو أن ثقل الكون أجمعه جثم فوقه، قبضتاه شُدتا غير آبهٍ بجلده الذي تصدع غرسه في الأرضية الخشنة.
عيناه لم تفارق عينيها لجريئتين، كما ابتسامتها لم تُفارق ثغرها بل اتسعت وهي تتقدم نحوه وقد نالت مبتغاها كما جميع منسوبي هذه اللعبة التي تُمثل مراحل الجحيم اللامُتناهي.

"بيكهيون!" .

 تقطعت أنفاس سيهون وهو يحاول إخراج كلماته التي تبددت في حنجرته بسبب ذلك النصل الذي خدش حنجرته فعلياً، هو غير عالمٍ بسبب بقائه في طور الحياة، دمائه الدافئة تنساب نزولاً إلى صدره بِكَرم  وفمه أدركه طعم معدني لاذع بالفعل!! أليست هذه علامات الموت؟! 
إذن لماذا ما زلت هُنا؟!

هفكر مُشاهداً بيكهيون الذي استقام بجسده وبخطى ثقيلة وبدنٍ مُرهق توجه نحو منضدة يستقر على سطحها عدةِ أنواع من السكاكين والأنصال إضافة إلى المشارط، تناول إحداها لاهثاً فورما تسرب لأذنه رنين ضحكتها التي انتشرت في أرجاء المكان.

"أخبرتك، ألطفهم هو أكثرهم شراً.. لقد ربحت الرهان!". 
تحدثت وقد أدارت وجهها مبتسمة نحو إحدى الكاميرات الجانبية مُحدثةً من يقبع خلفها. 

"ليس حقاً!". 
هي لم تستشعر بيكهيون الذي اقترب نحوها بهدوء حينما كانت تتفاخر بفوزها برهانٍ يقتضي زهق الأرواح، هي ارتعدت حينما سمعت ذلك الهمس القريب من أذنها وكحماية لذاتها من بيكهيون الذي بسرعة حاول غرس نصله في رقبتها ناحراً إياها دافعت ضد هجومه المباغت بمشرطها الكبير نسبياً عن مشرط بيكهيون  قد تمكنت من صُنع جُرح أقل ما يقال عنه عميق جداً في وجنته اليمنى. 

ارتد للخلف ويده بُسِطت على جرحه مُتفقداً إياه، عُمق ودما دافئة ما استشعرته أنامله، لسعة شديدة شعر بها إثر يده التي ضغطت على الجرح.

"يبدو أنك تريد سلك الطريق الصعب أيها اللطيف". 

قالت كلماتها مبتسمة وهي تتخذ وضعية دفاعية تضمنت إعادة ساقها اليسرى وإدارة جسدها جانبياً بينما يدها التي تعبث بالمشرط تقدمت أمامها لحماية نفسها من أية هجوم قد يقدم بيكهيون عليه.

"أنا فقط أعرض عليك ممارسة ذات اللعبة الخاصة بك ولكن بشروطي، ما رأيك؟". 
ابتسامة جانبية أظهرها بيكهيون وهو يبصق كلماته نحوها.

سيهون ليس بمُصدق ولا براغ في رؤية المَسخ الذي أصبح عليه بيكهيون في هذه الدقائق القليلة!! 
وجهٌ زينته ندبة طويلة،  ابتسامة خبيثة مُدماة إثر ذلك الجرح وجُل ما تنطق به هيئته، كان.. مَسخاً. 

"تقصد رهان؟ حسناً على ماذا؟". 
قهقهت باصقةً كلماتها تلك وقد أخفضت مشرطها لعلمها أن بيكهيون لن يهاجمها بأي وقتٍ قريب، ليس كما لو أنها لن تصُد هجماته الضعيفة، أجل ضعيفة بالنسبة لمن احترفت مهنتها لأعوامٍ طويلة.. من أصبحت عالمة بأي تحرك قد يقدم عليه من يقف مكان بيكهيون. 

"قلادتك تلك، إن تمكنت من تقطيعها ستحررين سيهون ومعه جثث البقية". 
أشار بيكيهيون بنصله نحو سيهون ذو الحدقتان المتوسعتان ووجهة نصله الأخرى كومة الجُثث المحتواة داخل أكياس وغطي خُصِصَت لذلك الغَرض.

قال ذلك وختم بكلماته تلك صراع أردى دواخله المرهقة جاثية أمام ما يسمى نيل شرف المحاولة، قد يكون أخطأ بتخبئته أمر البطاقات عنهم مُسبقاً، مُخطئ بكونه تبع بند -لن أبادر بما يضر-، مُخطئ بكونه خضع لمخاوفه التي كانت تُردد من أنتم لتكسروا قواعد لُعبة تُمارَس مُنذ الأزل؟-.

"موافقة، لكن بالمقابل إن لم تتمكن منها ستفعل لسيهون الخاص بك المثل، استخراج قلبه!". 
بعد قهقه صغيرة أومأت قائلةً بما سَلف وبيكهيون أومأ موافقاً، من يعلم! قد تُقرر الحياة فعل شيء جيد بعد كل شيء.

بخطى سريعة ركض نحوها وعيناه لم تُفارق قلادتها ذات الميدالية مثلثية الشكل وداخلها يقبع حرف (A)، مُثير للسخرية كيف أن حياته ورفيقه مع جُثمان رفاق يتوقف انتهاكها على قلادة!!

هي كانت أسرع من أن يمسها نصله، كما لو أنها تُحاكي سرعة الهواء بحِنكة!

لا سبيل لهزيمتها سوى خوض ذلك الصراع بعشوائية! هذا ما فكر به بيكهيون وهو يزفر بعمق ليعاود الهجوم مُستهدفاً نصلها الذي تبدو قبضتها حوله مُرتخية.

ومُجدداً هو لم يلمح قُربها إطلاقاً لسُرعة حركتها المُتجنبة لهجماته وابتسامتها المؤلمة للعين لم تُفارق شفتيها قانيتي اللون.

"لا بأس بك، حاول مُجدداً.. سأكون مُتساهلة فأنا حقاً أرغب بجعلك تفوز". 
مُداعبة نصلها مُجدداً بين أناملها الطويلة،  قالت مُناظِرةً اللاهث أمامها.

"تجنب المألوف بيكهيون". 
بالكاد تمكن بيكهيون من فهم تلك الجُملة المُتقطعة، النابعة من حنجرة تصدعت بشدة جاعلةً صاحبها يتقيأ دماً فورما أنهى كلماته تلك!

بيكهيون كمن يعتصر داخل غُرفة ضاقت جدرانها على جسده، مُشتت وأقل ما يقال عنه ضائع، هل يُكمل خوض هذا الرهان أم يستسلم بسبب رؤيته الموت الذي يلف شرنقته حول سيهون ذو النَفس المُتلاشِي؟ 

'تجنب المألوف بيكهيون'. 
ترددت كلمات سيهون التي يمكن القول عنها أنها الأخيرة، رُبما داخل رأسه مُنتشلةً إياه من بحر التشتت ذاك،
ماذا يقصد بهذه الكلمات؟ أي مألوف؟ 

"أجل، تجنب المألوف بيكهيون، أنت الرابح في لعبة الموت هذه كما يبدو..".
هي قالت بينما تنقل نظرها بين بيكهيون  وسيهون الذي ترتجف أطرافه بلا هوادة وهالة هادئة لا تخلوا من البرد قد أحاطت هيئته أريدك أن تربح". 

تحدثت وهي تقبض على نصلها ونظراتها وتلك النبرة التي تحدثت بها تخللها شيء ييدو كما لو أنه رجاء وأمل؟! 

'ترجوه للربح وتأمل فِهّمَهُ مَقصد سيهون'. 

لم يملك الوقت ليفكر بما قالته فهي لم تنتظر ثوانٍ حتى قبل أن تُهاجمهُ وذراعه التي اتخذها درعاً لصد نصلها نال نصيبه بجرحٍ بسبب حدة مشرطها. 

'تجنب المألوف، تجنب المألوف'. 
استمر بتكريرها وهو يبتعد عن نصلها متجنباً هجماتها القوية تلك يحدق بعينيها التي تنطق بما يخالف عمل يديها وهو يتجنبها مُفكراً بما قد تعنيه تلك الكلمات والنظرات. 

'تجنب المألوف'. 
كيف؟!! 

"أنت تفعل بيكهيون فقط تجنب المألوف!". 
همست بها وهي تهاجمه مُجدداً وهذه المرة استهدفت كف يده الذي قبض على المشرط وشهقة تسربت من حنجرته لتلك اللسعة التي ارتجفت إثرها أنامله!

تجنب المألوف، هي تهجم وأنا أصد هجماتها، فُرصة نحرها أقرب لي من قطع قلادتها، هل هذا هو تجنب المألوف؟! 
فكر بيكهيون وهو لم يتردد بصد هجمتها تلك ونصله صنع خدشاً في رقبتها، كان قريباً!! 

عيناه توسعت حينما لمح سيهون الذي بدأ قميصه الأسود  يلمع إثر السائل القرمزي الذي غطاه وبشرته الشاحبة ازداد شحوبها مُبرزًا الدماء التي تتدفق من فمه على شكل سُعال مع كل مرة يغرس السلك عميقاً في حنجرته، الدماء غَطَت فكه وصولاً إلى رقبته التي تكون إحدى منابع الدماء القانية تلك، هو يشعر بروحه تُسلب بينما يشاهد روح صديقه المُرهقة تتخلى عن هذا العالم!!

هي هاجمت مُجدداً وعيناها ما زالت تتبنى تلك النظرة التي أخيراً بيكهيون فهم ما تضمره، فضل بيكهيون أن يفهمها على أنها- تسمح له بالفوز لأنه من غير المنطقي أن تختم اللعبة بلا رابح، هي تسمح لنصله بإدراك نحرها لأسباب ليس بمهتم لمعرفتها صدقاً. 

صد هجمتها تلك وصوت احتكاك نصله بقلادتها الفضية المتألقة رغم خفوته إلا أنه بدا كعيارٍ ناري؟! 

لا، إنه عيارٌ ناري فعلياً، رصاصة اخترقت جبينها تزامناً مع قلادتها التي استقرت أرضاً بجانب جثتها التي خارت أرضاً بعينين مفتوحة ونظراتٍ باردة كما لو أنها تنتظر هذه اللحظة، لحظة سَعدِها.

جثى بقوى خارّة بجانب جثتها وقليلٌ من دمائها قد لوث بشرته القانية إثر جرحها السابق، سلك حاد ارتخى في نهاية القاعة بعدها صوت سقوط جُثة سيهون التي قررت روحه أن تشهد فوز صديقها قبل الذهاب، وها هي قد فَعَلَت!!
بيكهيون وحيدٌ مُحاط بأجساد غادرتها حياة أصحابها.

سيهون والجميع ماتوا، وهو بقي ، فائزٌ في لُعبة الموت خاسِرٌ رِفاقه وما يدفعه لكي يستمر بالعيش!!
لم هكذا؟!

.
.

(بعد ثلاثة أيام). 

"واحد من أفضل مستشفيات العاصمة تشهد أولى حالات هروب المرضى، المميز في الأمر هو طريقته الغريبة وتركه جُملة أغرب، تم كتابتها في دماء بُنصره الذي قَطَعه مستخدما إحدى المشارط التي حصل عليها بطريقةٍ ما، 'أنا بيون بيكهيون لست مريضاً هارباً، لذا لا تقلقوا فقط سيهون والرفاق يقيمون حفل شواء من غير اللائق رفض دعوتهم لي لحفل لم الشمل، لست ميتاً وهم أيضاً، نحن نتجول في كُل مكان في إنتظار الوقت المُناسب (بيكاتشو ل.م) '.

هذا ما كُتِب بوضوح على الجدار الأبيض لغرفة المستشفى والمثير للريبة أن بيون بيكهيون لا توجد لديه أي وثيقة تُثبت أنه قد ولد! تُسجَل هذه ضمن أغرب حوادث مستشفيات العاصمة وأكثرها رُعباً وغموضاً، شكراً لحسن المشاهدة والإستماع عُمتم مساءً". 

أغلقت يدٌ فاقدةٌ خُنصرها المذياع بينما يدٌ أخرى تحرك مقود السيارة وأعيُن صاحبها تتبع تلك الهيئة الصغيرة وردية المَلبس شقراء الجدائل.

"اهتم بها بيكهيون". 

"دون أن توصي دونغهي". 

_

(انتهت لعبتين، هل يوجد ثالثة؟!).


•••

انتهى.

أي نقد او ملاحظة؟
دمتم في حفظ الرب.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro