الفصل الثالث عشر - الجولة الأخيرة (ج١) .
《هل الخروج يعني النهاية؟》
•••
لاعبون تتم مُعاملتهم كَإبرٍ في خَضَم كَومةٍ مِن القَش.. المَوتِ والقَتل يَتبارَيان على مَن سَينتشِل أحد الإبر، فضلاً أيها البَشَر لنُلاحِظ جَبروت كلاهما وخِبرته في بَصق الأرواح خارج هذه الحياة بما يتضمنه مبدأ 'اللامُسامحة لِمن يطلب العفو بعد ما خَطى في أرض الموت المحظورة على الموتى نفسهم!'.
"بيكهيون؟!!".
صَوته خَرجَ لاهثاً إثر الحروف التي هَرَبت من ثغره عبوراً بحنجُرته المُتصدعه مروراً بِحباله الصوتية المُرتجِفة، نبرته مُتسائِلة وجُزءٌ منها يُهَلهل فرحاً بما أدركته أنظاره.
هو تَحَرَك نحو صاحب الإسم والهيئة التي توسَدت الأرض بعد ابتسامة أظهرها ثغره قبل أن تُقَبِل الأرض وجنته فاقداً للوعي.
هو.. عُذراً هُما آمنا بِكون الموت يسلك سلوكاً مُغايراً، فلسفة هاوية المَوت مُغايرة هي الأخرى.. تلفظ من احتوته لمُدةٍ تكاد تكون طويلة لتغير رأيها مُستبدلةً إياه بِآخر، هل نُلقبه "كَبش الفِداء؟!" أم "شخصٌ شَحت عليه سُبُل الغَيث الأقل حظاً؟!".
هل هُناك سَبب لِعودةِ بيكهيون ورحيل مارسلين وييشينغ؟!، 'لكل ما يحدث سبب وفائدة'. رددها طويلاً تشانغ ووك خادِم الفناء وإن لم يَخُنّيَّ التَعبير هو الفناء بِعَّينِه!! هل ظَّهرت معانيها الآن، بعد فوات الأوان؟! أم أنها فُرصة؟!
"بِحَق السَماء!!".
هَمَست بها داميون التي غُلِفَت حدقتاها بِغشاءٍ لامع، ماءٌ مالِح!!
هي تَخلَّت عن حَبل التماسُك مُحَرِرةً جأشها المُضطرب وروحها المُتصدعة، كاشِفةً ذاتها التي جهَلها الكَثيرون، وجهها الحقيقي الذي لم تره سوى مرآتها ورفيقة دموعها التي تستقر عند طرف سريرها تواسي دموعها الباردة محتويةً إياهن بِدفئ قُِماشها.
عَلى أنينها وظَهَرت شهقاتها التي تمزقت إثرها حِبال صوتها كما حبال جأشها، ضاقت ذرعاً من التماسك وانتظار مخرج لا وجود له!! ضمير لا راحة له، و روحٌ لوثها ألم الخيانة والآن انضم له الفقد والخِذلان!!
"لماذا أنا!! لماذا!!".
هي لم تَكُن تتسائل هي كانت تقنع روحها المُلوثة، قبضتيها حَفَرت مكانها في الأرضية الرملية أسفلها، ضربات وجهتها نحوه تنافس سُرعة الدموع التي تتدفق خارج حدقتيها.. رَغَبَت بألم يصرف نظرها عن ثقل جَثم على خافقها، خيبة حاوطت دواخلها، ضمير راكدٌ في خَضم مُستَنقَع اللاراحة!!
.
.
وَسط رُقعةٍ احتَوت فاقداً للوَعي وأخرى فاقدة للصواب.. أنينُ الأخيرة كان الصوت الوحيد الذي يكسِرُ سلاسِل الصمت والخيبة التي قَيَّدَت ثالثاً يأس من إدراك اليَقظةِ لِمن يجاورهُ فاقداً وعيه.
سيهون كَمن شُحَت عليه سُبُل المواساة والإيقاظ، لم يَكُن على دِرايةً بما قد تُغيّرهُ أفعال جَهِل ما هيتها في موقفٍ كَهذا!!
انقَبَضت ملامح من كان نائماً لساعتين بَدَونَ كَدَهّرٍ من العَويل وفقدان العَقل على من احتوتهما هذه الغُرفةِ الضخمة داكنة الملامح.
أدركت بيكهيون أذرع اليَقَظة التي بسببها ضاقت ملامحه ودوى طنين في رأسه ارتفع عن رقعته بسببه، شاداً نحوه زوجين من الأعين المُحَدِقة، زوجٌ اشتد حوله لهيب قلةِ الحيلة مُحاصرةً إياه بِزاويةً لا مَخرَج منها.. وزوجٌ آخر أذبلته كَدَمات الفقدان وكُره الذات.. ملامحٌ ذابلة تسأله عن حاله.
"ماذا حَصَل؟!".
صوتهُ خرج حَذِراً مُحتَقناً، تساءل عن ما أصاب من يقابلانه، عن ماهية النظرات التي تحوطه منهما!!
"الجَميع ذَهَبوا.. فقط نحن".
قهقة داميون بعدما نَطقت أولى كلماتها لتستكمل حديثها مع موكبٌ من الدموع الباردة التي اثلَّجت وجنتيها .
"الهي!!".
هَرَبت من ثغر بيكهيون مُرافقةً لأنفاسه المُتلاحقة.
"كيف عُدت؟!".
هذه المرة خَرَج صوت سيهون مُحتقنًا، تساءا عن كيف يعود البَشر بعدما يلفظون أنفاسهم الاخيرة قبل هربها؟!
"حياتنا معنا!! نحن فقط جهلنا ذلك!!".
بيكهيون اعتدل بجلوسه مُتكئاً على الجدار خلفه وأنفاسه لم تنتظم بعد، هو تحدث وحدقتيه وجدَت الأرضية الرملية بجانب ساقه اليُمنى أبعد مدى يمكنه إبصاره.
"المعنى؟!".
تعبير سُخرية أصدرته داميون قبل أن تستفهم بما سَلف ولم تجد قوة كافية لردع قهقهتها التي ختمت كلمتها، الضحك أو البكاء كلاهما لن ينفعا!! ربما السخرية والطرافة في آخر لحظاتك بحياة رَخيصة أفضل ما قد تفعله؟!
"أنا جاد!! أين حقائبكُم؟!".
هو استَنَد على كف يده وقد مدد يده نحو حقيبةً لم تكُن ببعيدةٍ عن متناوله، هو عَبَث داخل جيوبها وقد أخرج ما يشبه بطاقة مصرفية سوداء وخطاً أصفر قَسَم منتصفها.
"مارسين، ماتت بِفعل السُم لا شك أن هذه حقيبتها صحيح؟!".
بعد ثوانٍ من التحديق بما بيده قال بيكيهون متسائلاً.
"لا أعلم لكن رغوة خرجت من فمها كخاصتك؟ ماذا تقصد؟!".
سيهون الذي عجز عن ربط أقواله ببعضها أجاب وكله شك بما تفوه به، هو ليس متأكداً ولا فاهماً لما يدور هنا البتة.
"انظر هنا.. إنه كأس وأعلاه جمجمة هذا التعبير عادةً يرمز إلى السُموم والمواد الكيميائية بشكل عام، إن بطاقتي تحويه أيضاً".
هو وضح ما يقوله مشيراً لما طُبِع على بطاقة مارسلين وقد أظهر كأسه التي تحوي ما يشابه بطاقتها.
"لكن هنا بطاقتي تختلف، بجانب الكأس عشبة إنها العنب البري وهو مضاد قوي للسموم لكنه يوجد فقط في بطاقتي دون مارسلين!!".
استكمَل قوله مُشيراً إلى بطاقة مارسلين التي تفتقر لما يدعي أنه عُشبة العنب البري.
"حسناً ماذا يعني هذا؟".
تساءل سيهون مجدداً طالباً خُلاصة كملمات رفيقه التي لم يفهم أياً منها.
"هل هذا يعني أن طريقة موتنا هي موجودة في هذه البطاقات التي توجد في حقائبنا منذ دهر ولم نعلم بشأنها؟".
قالت داميون زامةً شفتيها بسخرية وقد أخرجت من حقيبتها ما يُشابه الذي امتلكها بيكهيون.
"نحن فقط كُنا الأكثر حظاً، في طرف البطاقة هناك تسلسل بالحروف يرمز لموتنا، هذا يشير إلى أن موتنا مُحتم ومخططٌ له"
بيكهيون وهو يخرج بطاقة كانت داخل إحدى جيوب سيهون كان قد انتشل بطاقة داميون وطرحها جميعاً أمامه.
"جميع البطاقات لها ذات الحروف، آخر من مات هي مارسلين وهذا هو حرف الميم وقبله الياء أي أنه ييشينغ صحيح؟"
تتبع بيكيهيون الحروف التي شَك بأمرها ولم يفهم ما هيتها إلا الآن، تحدث بما سَبَق وحدق بهما منتظراً الإجابة التي كانت ايماءة بطيئة من داميون متلبدة الملامح.
"هل هذا يعني أن سيهون هو التالي؟! أرغب بالضحك".
داميون قالت ساخرة قبل أن تضحك بجنون وصخب، أي عقل بشري يفهم ما يدور هنا؟! نحتاج شرحاً منطقياً يا رفاق!!
"هذا ما يبدو عليه الأمر".
قال سيهون وهو يرى حرف السين بنفس الترتيب في جميع البطاقات بعد حرف الميم والذي توفى إثره مارسلين، هو بالصدفة أيضاً يرغب بالضحك بجدية؟!
"ما بكما؟!"
تساءل بيكيهيون وهو يراقب جنون الاثنان اللذان يضحكان وكأنه لا يوجد غد، رُبما فعلاً لا يوجد غد، من يدري؟!
"اعذرني لكن، لم أنت الوحيد النابغة هنا؟! لست أتصرف بحقارة لكن من المنطقي سؤالك عن كيف أقنعت الجحيم بأن تعيدك إلينا؟".
داميون سألت بملامح احتدت أطرافها و ه حقاً بدأت تشُك في الجَميع وأعني بالجميع أي حتى ذاتها!!
"إنه يقول إن كل شيء بهدف وفائدة لذا يوجد سبب وأنا حقاً أجهله!!".
بيكهيون تحدث مُبَرِراً فورما التمس الشك في نبرتها، هو واللعنة ليس على دراية بما يحصل وحَصَل!!
هَل نَجَح الموت ورُهابه في تغليف أبصارهم عَن من شاركوهم ضحكاتٍ وغطاهم رداء الصداقةٍ والأخوة أخيراً؟!
هل ما سَلف من ويلاتٍ ومصائب ليس إلا تمهيداً لفاجعةٍ قادِمة؟!
"إذن لم لا يوجد اسمي ضمن هذا التسلسل اللعين؟! ولا حتى علامات ترمز لموتي اللعين كما تَدَعي؟!".
قالت داميون بسخرية وهي تقلب بطاقتها التي لوثتها دقائق الرمل على طرفها الآخر وبالفعل فقط سَطحٍ أسود قابل نظراتهم جميعاً.
"لسببين، الأول أجهله لكن الثاني رُبما لأنك على دراية بكل ما حَصَل وسَيحصُل؟!".
اجاب بيكهيون بذات نبرتها، استخدام كلماتها ضدها أمرٌ لابُد منه في وضع كهذا، هو ليس بالجاهل كي لا يدرك أمراً كهذا، هو فقط غض النظر عنه مُبعداً الشَك، داميون كانت وما تزال لهذه اللحظة آخر من يتوقع منها الخيانة.. ليس لسيهون!!
"هل أفعل؟!".
قهقهة رافقتها بلوراتٍ مالحة تدَحرجت على نعومةٍ وجنتيها، داميون تحدثت ولا سبيل للخروج من محنةٍ أحكمت ربط قيودها وسطها.
أن يصل البشر لمرحلةٍ يحتاجون بها شخصاً ما يلقون عليه وزر معاصٍ جَهِلوا مُسَبِبها ليس حكراً عليهم فقط!! قد يلقي الشخص بوزرها على ذاته أيضاً!! من السيء أن تكون في خضم مشكلة مُسببها لا مرئي وأنت الأقرب والأقل حيلة، عندها الأصدقاء يتخذونك عدواً فقط لإرضاء مخاوفهم بوجود المُذنب -الذي يجهل ذنبه- مُقيداً أمامهم.
"هُراء، كيف علمت بأمر البطاقات ووجدتنا و.. ماذا عن السُم؟!".
نفى سيهون ما تحدث به الاثنان بنعته هُراءٌ لا فائدة منه، استفهم عن أمور أثارت ريبته بحق، ليسو في أحد أفلام الأطفال كي لا تعمل الجاذبية إلا عند النظر للأسف كما يحصل دوماً مع توم!
"أنا حقاً أحب الجولة الأخيرة!! إنها بالفعل دَسِمة، حان دَوري لِأُفسِر ما يحدث هنا رفاقي".
ومُجدَدا،ً لم يكن مصدر هذا الصوت مُكبرات الصوت.. ليس بعدما خلع الجميع قناعه، ليس من المُلائم إخفاء وجه المَسخ بقناع الحَمَل الوديع، قد يذوب أثر أنفاس المسخ الملتهبة، ملتهبة بكل ما يصنف تحت بند القذارة في هذا العالم!!
"ميريل، كريستوفر وهيومين ليسوا بالمهمين حقاً لم أتوقع بقائهم إلى الجولة الثانية صدقاً، حدثت مُصادفة".
تشانغ ووك قال وهو ينزل سُلماً ليس بعالٍ وهو يفرد كفه مُظهراً ثلاثة أصابع زامن كل واحد منهم أحد الأسماء سابقة الذِكر.
هو لن يقول أن رابطةٌ رَخيصة تدعى الصداقة كان لها فضل في بقائهم، كما أنه يفخر بكسرها بدمٍ بارد، ها هم الآن أقل عدداً وأكثر جروحاً واضطراباً، هذا مُرضٍ بما يكفي غروره الجحيمي!!
"ييشينغ ودونغهي، المُلثمين من أكبر المُعجبين في موقع اللعبة لهذا الموسم".
أكمل قوله وهو يتكئ على سور السُلم الفضي بجانبه، كما السابق هو أبرز اصابعه لكن أحدها فاقد لأنامله!!
"هما كانا بمثل موقفي، لكانا الآن يقهقهان بينما يشاهدانكم تموتون بأكثر الطرق مُتعة، لكنهما كانا قذرين أيضاً! قذرين جداً".
جلس عند آخر درجات السُلم وتحدث بِشرودٍ ضاماً كفيه لبعضهما مُتكئاً على فخذيه بمرفقيه، هيئته اختلفَت عما كانت قبلاً، لم يكُن تشانغ ووك ذو الوجه الباسم بتقسيمات مريحه للأعينُ، لم يعُد تشانغ ووك الذي يرتدي ثياباً عصرية جذابة.
كُتلةٍ من السواد تحيط جسده طويل القامة، قميصٌ أبيض مع بذلةٍ سوداء.. رجُلٌ رَسمي داكن ليس بتشانغ ووك المشرق الذي كان عليه قبلاً!! هو الآن كُتلة بؤس وشؤمٍ تملك أقداماً!!
"ما الذي تهذي به يا أنت؟ وما بال يدك؟".
تحدث سيهون مُستفهماً، طلباً بتفسير لأقواله المُبطنة وما يُرضي فضوله بشأن إصبعه السبابة المفقود!!
"أنتم مُتعجلون!! حسناً سيجب عليكم سماعي إلى النهاية؛ لدي قِصة مشوقة لأجلكم، ربما تكون الأخيرة لكم ولي كراوٍ للقِصص".
هو اتخذ وضعية أكثر راحة، يبدو أن قصته أطول مما توقع الرفاق، هو أيضاً لم يكُن بذو حظٍ جيد، تغيّرات فُرِضَت عليه.. قوانين وضعها مع رفاقه توجب عليه القصاص منهم بموجبها.
"ما من داعٍ لهذه المقدمات المُبتذلة، المخطئ يبقى مُخطئاً لذا لا تتوقع شيئاً بعيد المنال.. فقط اُذَكِرُك".
بملل تحدثت داميون مُعّجلةً إياه فهي بدأت تضيق ذرعاً من كل ما يحصل، فقط كل شيءٌ محض كذب.. كله أكاذيب، ما من صادقٍ هُنا!!
"لستُ اطلُب الصَفحُ على كُل حال.. حسناً من أين أبدأ؟! من أول مرة التقيت جميعكم".
تحدث مُجدداً ويبدو أنه يحمل في جُعبته الكثير.. الكثير مما هو ليس نادماً من أجله، ليس بمُهتم لتلك الأرواح التي اُزهِقَت.
"في هذهِ اللُّعبة، كُنا أنا ، ييشينغ ودونغهي روادها كما أنتم، كما أنتم نحن هربنا من الواقع القذر إلى عالم المجهولين الأكثر قذارة!! إصبعي فقدته في إحدى الجولات بالمناسبة.. كان يجب علي استخدامه كَمِفتاحٍ لتحرير يدي ييشينغ من أصفادٍ علقته على ارتفاع سبعمائة متر عن الأرض!! هو شَكَّرني بصفعة بعدما ضمَد طَرف مِشط يدي الظاهِر".
بِكاهِلٍ أثقلتهُ الذنوب والآثام قَص ما في جُعبَتِه من ذكريات كالأنَّصال تنحره حينما تَمُر على خاطِره، هو وجد في هيئاتهم رفاقه، رفاق سوء كانوا.. كُل منهم يَجُر الآخر وبِفَخرٍ يُرَدِدون شِعارهم 'في هذا الظلام لِنَسقُط مَعاً!!'.
"وكيف انتهى بك الحال هُنا؟! أحد ملوك هذا الجحيم؟!".
تساءل بيكهيون بعد ثوانٍ تأمل خلالها ملامح تشانغ ووك الباهتة، وإن لم يُخطئ فإنها حزينة.
"كما أنتم، نحن أيضاً كُنا نرغب بالحرية والتحرر من أمور مختلفة.. المغامرة والإبتعاد عن عالمهم المُبتَذل، لكننا كُنا أكثر جرأة منكم بقليل، لسبب جَهلناه نحن بقينا معاً إلى الجولة الأخيرة.. رُبما كُنا أقوياء بما فيه الكفايه لنحمي بعضنا، قتلنا الكثيرين في سبيل البقاء حتى أننا حصلنا على لقب 'أخوة الموت' مِمَن كان يتخذ مكاني هذا حينها، مُضحك صحيح؟!".
خَتَم جُملتهِ بقهقةٍ طويلة للذكرى وهو يشيح بنظره نحوهم، حيث داميون التي تبتسم بسخرية مُكتفةً يديها، سيهون الذي يُحدِق وكأنه آلي بتعابير جامدة وبيكهيون الذي كالعادة يربط الأمور ببعضها.
"حسب ما قاله لي توك الشخص الذي كان يقبع خلف مُكبرات الصوت آنذاك؛ أننا أفضل ثلاثي في اللعبة، استطعنا البقاء معا دون أن يضر أحدنا الآخر، وأنهم يحتاجون قادةً لهذه اللعبة ليكونوا سبب نجاحها وألا لا تتفكك.. أخبرنا أنه سيسمح لنا بالخروج كثلاثي دون أن نُصاب بأذى وثمن ذلك انضمامنا إلى المنظمة الراعية لهذه اللعبة والتي شاء القدر أن نوافق وأترأسها أنا".
ابتسامةٍ عجزوا عن تفسير ما تضمره رافقت حديث الشارد ويبدو أن قطار الذكريات استقبله بلا تذكرة.
"أنتم حفنة من المرضى النفسيين".
بنفسٍ هارب سخرت داميون وهي تُحرِك رأسها للجانبين بابتسامة يائسة.
"نحن كذلك، عندما انضممنا لتلك المنظمة.. بشكلٍ غريب كان مُرحباً بنا، تم إخبارنا بأننا من سنختار لاعبي هذا الموسم من اللعبة ولسوء الحظ كانوا أنتم.. الرسائل التي ظهرت لكم في لعبة الموت الإلكترونية ليست جزءاً من اللعبة حتى، إن اللعبة ليس لها جزء نهائي.. هذه الرسائل اُرسلت لكم من قِبلي، كما فعلنا مع مارسلين ورفاقها دونغهي أرسلها لهم بعد بحث طويل في تاريخكم وحياتكم، فعلنا عندما تأكدنا أنه لا يوجد سبب لتواجدكم، أنكم راغبون بفعل أخطر الأمور وأنها لن تكون سيئة لكم.. تماماً مثلنا".
ختم كلماته بقهقه قبل أن يصفق بيديه وهو يقف متقدماً نحوهم بابتسامة.
"إذن دونغهي كان راغباً بقتل طليقته كما قلت وييشينغ بدوره يقتلني؟! هل هذا مُقنع؟!".
داميون تحدثت وهي تناظره ولو كانت النظرات تَقتُلُ لأردته أرضاً في الحال!!
بأي هُراءٍ يَهذي؟!
"لم أتوقع أنكِ غبية هكذا دامي!! هل تواجد شقيقك وطليق فكتوريا بنفس دائرة الخطر معك غير مُقنع كفاية ليعبر عن رفضهما مشاركتكُم؟!".
دار حول داميون التي تبعت خطواته بنظراتها ليقول آخر كلماته وهو يزيل إحدى خصلات شعرها البندقي جانباً قبل أن يبتعد مربتاً على وجنتها.
"ماذا تقصد؟!".
بيكهيون الذي عجز عن فهم ما قاله تحدث مستفهماً مَقصده.
"أقصد أنهما لم يعلما بأمرِ الفتاتين إلا حينما بدأت اللعبة، هما لم يكونا على علم بأنهن ضمن اللاعبين فأنا من قام بإرسال الرسائل لكم وبالصدفة أرسلتها لفيكتوريا لذا دونغهي لم يعلم بالأمر.. افتعلا فوضى بسبب ذلك لذا من الحكيم إقحامهم في ذات الجحيم، ليس من العادل معاملتكم بشكل خاص على خلاف البقية لذا الجحيم كان ومازال كريماً ليحتوي الجميع!!".
كمُنفصِم هو بدأ كلماته بتعابير حزينة ليختمه بأُخرى مختلفة تماماً، ابتسامة تشق ثغره وعيناه تلمع بخبث!!
"ماذا عن بيكهيون؟!".
استفهمت داميون وهي تحدق به وبيكهيون الذي ناظرها هو الآخر.
"كما أخبركم، هو كان ذكياً وفضولياً بما يكفي ليتكشف خُدعة نضعها في حقائب اللاعبين كي لا نشعر بتأنيب الضمير عند موتهم، هم فقط كانوا أغبياء لذا ماتوا، عادل صحيح؟!".
فرد يديه متحدثاً بابتسامة فخورة بفعلتهم الصغيرة، مس من الجنون يُخالط أرواحهم حقاً!
"هذه البطاقة تحمل الطريقة لموت كلٌ منكم والطريقة لخلاصهِ ايضاً، البعض لم توضع طريقة لخلاصه لأن القدر شاء أن يعامله كرقم فقط يجب أن يزاح من أرض الصراع الدامية هذه!! العنب البري تناولها بيكهيون بكثرة عندما جَمع أوراق الكوكا لأجل مارسلين لذا السُم لم يقتله والتقيؤ ساعده كثيراً بعكس مارسلين التي شاء القدر أن تكون غبية وأيضاً تُعامل كرقم!! ابتلعت السُم والسُم الذي في ذراعها ساعد كثيراً.. ما حاجتي لحزام داميون؟! فقط أردت التخلص من أحدهم وكانت مارسلين وفقط.. إخباركم بطرق موتكم ووضع أطواق النجاة على مَقرُبة فعل إنساني صحيح؟".
"لم أكن أعلم أن القذرين أمثالك يملكون شيئاً يُدعى الإنسانية!".
شخر سيهون وهو يُحدق به بنظرة استصغار، تناقُض كبعد السماء عن الأرض، والمطر عن الصحراء..
"المجرمون أكثر إنسانية من بعض البَشر لذا لا تَتعجلا!!".
بقهقهة تحدث مُقترباً من سيهون الذي يقابله بتعابيره المتجمدة مع نظرات الغيظ تلك.
"تَسُرني معرفتك لنفسك المُجرِمة".
بيكهيون تحدث جاذباً انتباه تشانغ ووك الذي كان يتلقى رصاصات مصدرها حدقتي سيهون، استدار نحوه ليتحدث وهو يضع يده على كتف بيكهيون ماسحاً هناك وقد زامنت فعلته كلماته رخيمة الوقع.
"ستكونان مثلي .. مُجرمين!".
مشيراً ناحية سيهون الذي ابتسم بسخرية وهو يناظر سبابته اليسرى التي تشير إليه ولبيكهيون جيئةً وذهاباً
"ستكونان مُجرمين بعد قتلها.. أو رُبما يحدث العكس!!".
سبابته هذه المّرة انتقلت ناحية داميون ليديرها نحوها جميعاً.
النهاية بدأت رسمياً والخطر حاوط الجميع، المُتمسك بمشاعره خاسر والقوي قد يُقتل!!
•••
انتهى.
سلام يا رفاق!! كيف الحال؟
ما رأيكم بكُل ما ذُكر أعلاه؟!
الأحداث؟
قِصة تشانغ ووك ، دونغهي و ييشينغ؟
ماذا عن سيهون ، بيكهيون و داميون؟
توقعاتكم للجزئية الثانية؟!
دُمتُم برعاية الرب.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro