الفصلُ - التّاسـع والأربَعُـون -
بُكـاء..
نحنُ لا نَنسى ولَكِنا نتاسىٰ وشِتان مابين الأثنين..
أتعرف ماذا يَعني أتناسىٰ وجعي وهو مَحموم فِي قَلبـي..
هَي لم تَنطفئ هي اُطفئت، حُكم عليها بِعدم الأشراق ويالهُ مِن حُكم شنيع..
بُتر قَلبها وصُلد بإبشع الكَلمات ولكن لاأحد يشعر بِها، لايَشعروا بِما تَشعر؟..
ولو فَعلوا لأطفأت نَبضات أوتانهم بِثواني..
ليس البُكاء دليل على الحُزن، ولا الإبتسامه داله على السعاده..
هي قابلـت مُصيبه بقلب هَلع وجامد، صُدم قَلبها وثنايا رُوحها كذلك..
ولم تعرف كيف تُعبر: آتنتحب، تصرخ، تُكسر...
ومالذي يُطفئ براكين فؤادها في هذا الوقت
كُسرت وبُترت قُوتها واُعدمت سعادتها وكل ذلك
لإن مُختل ذو عين زائغه، أرادها؟...
آه علىٰ قَلب توارى مِن الآلم ومازال صامِداً بوجهه نفسهُ..
لكي لايَسقط ولكن إلى مَتى؟..
كُل روح لها وَجعها وصَبرها عليـه..
أنطَقتِ جُدران المنزل عندما بَكيتِ، وأثقبتِ وَتين الرُوح ياكُلي..
أتعرفي ماذا يَعني تواسيكِ السماء وتَشفق على نِيران القُلوب..
وكم آه كُتمت في الأعماق عندما بَكيتِ تَوجعت ونطقت..
أهذا مايُسمى كسر يا مَاريـتَّا؟! ..
لم اعرف مَعنى الكسر إلا عندما رأيت دموعكِ..
خُذي عُمري، سعادتي ، بهجتي..
خُذي كُلي ولا تبكِي..
إبقي غيمه فِي سمائي ودُنياي..
إبقي نجمتي الساطعه والمُشرقه..
لا تحزني.. يامَاريـتَّا؟..
لإن بحُزنكِ تُظلم الحياه وتصبح عَتمه..
ويقسو قَلبي ويَتحجر..
ولكن هل ستبقين مكسوره كـ عصفور فقد جناحهُ أم ستجبرين؟..
مِن سيُجبركِ؟..
هل أنا!!..
لن تبقىٰ ضائعه وحزينه فِي دُنيا إنتِ أشراقُها..
**
تَجلس مع والدها وعَمها الذي صُدمت مِن عودته..
وبالطبع زَيـن في غُرفه الطبيب..
لاتسمع لإي مِن ترهات التي يتفوهون بِها ليس لها القدره على فعل شئ سِوى الصَمت..
تُراقب رُخام الأرضيه الأبيض وتستنشق رائحه المُنظفات الممُزوجه بالمُعقمات المقيته..
-أُكل ما أخبرني بهِ إباكِ صحيح.. وهذا فقط الذي حصل؟. -
إنتشلها مِن غيبوبتها أسئله الطبيب، نَظرت لهُ بـ نظره أفرغت داخلهُ مِن البهجه وإملئتها سَواد مُظلم وأعتمت كُل شئ بإبتسامه مُنكسره
-نعم.. وفقط هذا الذي حٌصل -
أجابتهُ وهي على تواصل مَعُه في عيناها التي تكذب عليه بكل براءه
-واحده عانت ماعانيتيها يامَاريـتّا تُحول إلى قسم الإضطرابات النَفسيه الحاده.. ولكن أنتِ جامده -
ضحكت هُنا بإستفزاز، مسدله رِمشيها بخفوت ورأسها عصف بِها إلى البارحه وماحصل
-ولذلكَ أنا جامده.. فأنا أعلم جيداً ماذا يُفعل بالمرء هُناك -
صدقت بِكل حرف تفوهت بهِ، كان يلتمس الصدق بكلامها
-أتريدني بـ شئ بعد -
سألت لـ ينفي، نهضت بوجع وهي تضع يدها على خِصرهُا..
كاد يقترب مِنها زين ولكنها جَمدتهُ بـ نظرتها فوقت ولم يقترب مِنها..
-مابِها صغيرتي.. أخبرني إنني أموت مِن الخوف -
أردف دينيز بقلق، وعينان ذابله بعدما خَرجت لـ يتنهد الطبيب
-إبنتكَ تُعاني مِن حاله نفسيه مُضطربه.. هي لم تتعرض للأعتداء ولكنه كاد أن يحصل مَعها..
هي في حاله صدمه كبيره.. رُبما مِن أن الشخص إستاذها في الجامعه.. ولكنها تخفي شئ.. كُل هذا الجمود الذي بِها ليس مِن صدمه الخوف فقط -
تحدث مُخيف إياهم أكثر، وضع دينيز رأسهُ بين يديهِ بألم ليربت زين على كتفهُ وكأنه يحاول التخفيف عنهُ ولكن مَن سيخفف على زين ياتُرى..
-الكدمات أثر صفعات تلقتها.. والعلامات المُزرقه حساسيه لاشئ أخر.. ولكن الأثار التي على ظهرها
لا أعلم سببها إلى الأن -
تابع بِكلامهُ، حزين على حَالهم ولكن عليه أخبارهم بكل شئ..
هذه هي مُهمتهِ
-عليكم عرضها علىٰ طَبيب نَفسي بأسرع وقت -
ختم حديثهُ مع فتح الباب على مصرعيهِ مِن قبل نايت..
-مَاريـتَّا.. لا أعلم مَابِها -
أردف بِبكُاء ، مُنتشل قلوبهم مِن مكانها..
أسرعوا راكضين إلى غُرفتها.. ودخلوا بعدم فَهم..
كُل شئ على الأرض مُحطم..
ومارت واقف واضع يدهُ على ذراعهُ المجروح..
-ماذا تريدوا.. أكثر.. أن أقتلكم لكي اُخفف عن نفسي -
صرخت بِهم وهي ترمي المشرط على الأرض بِعُنف، شعرها المُبعثر..
وجههُ الشاحب وذبلان عيناها الصامته..
موجع حالها..
-جُرحك ينزف -
همس بِها زين بخوف، وهو يتقدم مِنها لتصرخ مُجفعه إياه
- لاتقترب.. اللعنه لا تقترب.. لا أريد أبتعدوا عني -
كانت تضع يداها على أذنيها وتصرخ، أحبالها الصوتيه
تَجرحت..
تصنم الجميع في مكانهم وكأن اقداهم عُقدت مع الأرض..
أيتقدم مِنها ويضمها إليه ويخبرها بإن كُل شئ سيصبح بخير أم ماذا يفعل؟..
-ماذا حصل -
أردف ديلان فور دخولهُ إلى الغُرفه برفقه ويليام، تٌصنم مكانهُ وهو يرى مَاريـتَّا تصرخ هكذا
-لماذا واقفين هَكذا.. أفعلوا شئ -
صرخت آيلا موقظه إياهم ولكن مَن سيتقدم وكأن الخوف طُبع في قُلوبهم في هذه اللحظه
-ماري.. أستَمعي إلي -
أردف ديلان مُتقرب مِنها ،ليزداد صُراخها أكثر فأكثر كاد يقترب مِنها زين ولكنهُ تفاجئ بصفعه دِيلان لها
-أستيقظي.. ماكُل هذا.. ولماذا.. ماذا حَصل -
صرخ بِها، بدأت نوبه ضِحُكها المُفاجئ، إستدارت مُعطيه ظهرهم لها وهي تمزق بقوه ردائها الوردي
لتبزع أعينهم..
ظهرها مَحروق بل مَصلود..
ليس كُله ولكن فتائل جلدها منتفخه بشده أثر حرق رُبما..
هي لم تُخبرهم بشأن هذا؟..
-مالذي سيحصل أكثر.. أروني الأن إن كان مَالكم ونسب عائلتكم سَيُصلح الأمر.. أجيبوا -
أردفت بِصراخ مُصاحب لقطراتها الطاهره التي سقطت على خديها بتوهج
-عائله ستايلز تَحل كُل شئ.. أخبرتكم أن لا حياه لي هُنا ولكن مَن يهتم.. مِنذُ شهور وأنا أبكي لوحدي..
إين كنتم عَني.. -
تقدمت مِن أباها بخطوات ثابته، وهي تِمسك بيداه تضعها على وجنتاها
-لماذا لا تُخبرني الأن أن كُل شئ سيصبح بخير.. لماذا لاتُعانقني كَـ كُل مره.. لماذا تَدعني أبكي لوحدي -
وفشل بأخفاء دموعهُ أمام كلماتها، مسحتها سريعاً ونَست خاصتها
-مَاريـتّا هي السبب في كُل شئ.. لِسانها ورطه.. -
سخرت مِن نفسها، وهي تبتعد ناظره إلىٰ زين وإلىٰ دموعهُ المحبوسه
-تبكي علىٰ حَالي يازيـن.. كُنت لاجئه إليكَ مِن صفعه إبي ولكن لم يستطع قَلبي أخذ فرحتكَ ببقائي وبمحاولاتي الفاشله...
حِينها فقط عَلمت بإن سعادتكَ هي بهجتي وسبب بقائي -
حضنها بقوه إلى صَدره ولكنها لم تُبادلهُ بقت ساكنه بدموعهِا على صدره وبين ذراعيه وقلبه الذي يبكي عَليها كما عيناه..
أختلطت أوجاعهم معاً..
كان يتلمس نُدوب ظهرها العاري بيداها بحرقه، مزقت عُروق قلبـهُ..
-ماذا فعلت لأستحق كُل ذلك -
صرخت مره اُخرى وكأنها تحاول التخيف عن نفسها
وهي تبتعد عَن حضنهُ
-كان عليكَ التمسكَ بِي.. لماذا تركتني أخرج مِن مكتبكَ حزينه.. لماذا إبي.. أنا مُدللتك التي تبكي على ماحصل لها بسببك -
عاتبت بوجع وهي تنظر إلى والدها الذي كُسر مِن كلامها..
أحنى رأسه كما ظهرهُ.. أكلامها صحيح ؟..
-أخبرتكَ أن حدث لي شئ.. أنتَ السبب ولكن دينيز ستايلز عندما يغضب لا يَرى شئ.. ذاك القذر لم يكن يُكسرني أبداً أنت من كسرت مُدللتك بيداك -
صرخت مُنهيه حديثها بضربات على صدرهُ، ليلف ديلان ذراعيه حول خصرها جاذبها نحو صدرهُ
-أتركني.. لأوجعهُ كما فعل مَعي.. أتركني لأعتذر ديلان.. دعني أمسح دموعهُ إنها تُؤلم روحي..
لا أستطيع تَحمُلها.. إنها تؤذي داخلي -
أردفت وهي تسقط جاثيه على رُكبتيها، واضعه يدها على قلبها
-لماذا لم تَكن بجانبي يادِيلان.. لماذا لم تَحميني كـ كُل مره -
سألت بغصه وهي تنظر لهُ بعينان مُتألمه لتقابل ألمها في داخلهِ
-ودعواتكَ لم تحميني.. إنني أحترق مِن الوجع -
أبعدت عيناها عنهُ وهي ترى تفجر محاجر عينيه بِندم وحزن
-ماذا أستفدتوا الأن مِن رؤيتي هكذا.. أعجبكم ضعفي -
سألت بقهر وكأنهم أجبروها على أن تضعف، وفعلوا أستفزوها كثيراً بِكلامهم..
وأولهم مارت التي نست نفسها وجرحت ذراعهُ بمشرط..
ولكنهُ لم يهتم لجرح يدهُ.. جرح قلبهُ أهم إنها شقيقتهُ وأمهُ وكل شئ تتألم ولا يستطيع فعل شئ
-مَاريـتّا.. صغيرتي.. ليأخذ الرب مِن عافيتي إن كُنت تعمدت أحزانكِ ولكن -
جَثى على ركبتيهِ أمامها وهي على الأرضيه بدماء جُرحِها
-ولكن يا مَاريـتَّا أنتِ لا تسَمعين الكلام.. ماذا تُريدي أن تكون رده فَعلي لرجل يُهين تربيتي لإبنائي.. كيف سأصمد أمام ذلكَ.. أخرستهُ ولكن كان علي مُحاسبتكِ -
كان يوضع لها ودموعهُ تَسبق كلماتهِ، حالـتهم جَميعاً وكأنهم في عَزاء..
وهي بالفعل أقامت عَزاء على رُوحها..
-أنتِ قطعي مَني.. مايضركِ يضرني.. ومايحزنكِ يُمزقني.. أنتِ دُنياي وعيناي ياأبنتي.. أحقاً تشكين بإني سبب ماحصل لكِ..-
كان يبكي بوجع، إنـه مُتهم بـ أذيـة رُوحه وقطعه قلبهُ وفتاتهُ المُدللـه..
إنه كـ بركان محموم ولا يثور، يغلي بوجع ويُنثر ببكاء ولكن مالحل؟..
-لست السبب.. أنا السبب ياإبي.. أنا التي اُفرط بكل شئ -
ضحكت على نفسها وهي تضع يدها على خاصه أباها
وتمسك بيدهُ
-أنا اُعاني مُن الإفراط : الثقه، الحُب، الصدق، الأمان والأمل، الخوف..
كان علي الدخول إلى زين وأخبارهُ بإنني أود الذهاب
وبإني اُريدهُ مَعي..
ماكان علي الخوف مِن حزنهُ لإنه سيفرح بصدقي وبإنني أريدهُ معي في كُل شئ
كان علي مواجهتك وأخبارك بإنهُ مُتحرش قذر لذلك جئت لأحتمي بكِ.. بملاذي وسَندي الثابت..
ماكان عَلي الحُزن مِن صفعتكَ لإن لساني يستحق ذلك..
ولكني أتداركَ الأمر بعدما اُجرح وأثقب
أنا هكذا.. إبنتكَ تُعاني مِن الإفراط إلى الأن -
كانت تمسح دموعها بخفه، وهي مُبتسمه بخفه وكأنها تُبهج نفسها بتزيف..
ولكن أي بهجه مع هذه الكَلمات..
أي روح تتحمل هذا الوجع..
نَحيب والدها على يداها وعلى ظهرها آمانها وكنز سعادتِها..
أمام عينيها حُب عُمرها، شقيقها ،سبب وجودها..
مِن كونت معهم عائلـه فضلتها على عائلتها الحقيقيه..
الصديقه الوحيده لَها مع زُوجها..
عائله عَمها وعائله زين..
كيف وسعت الغُرفه لبكائهم الصامت؟..
الطبيب الذي يشاهد كُل شئ بِعينان لامعه..
- لاتبكوا.. بُكائكم لا يُعيد شئ إلا القهر لـ روحي.. تمنيت دوماً جمعه كهذه وحينما أجتمعتم كانت على فقدان رُوحي.. ماهذا الهَراء -
سخرت وهي تبعد رأس والدها عنها، وتنهض بألم ناظره إلى نزيفها..
وكيف تحولت نظرات الجميع إلى قلق؟..
وكأن لم يخبرهم زين بذلك مِن قبل!..
-لستِ بخير -
همس ديلان وهو يسندها مِن الخلف، أبعدتهُ عنها هو الأخر
-أنا لستُ بخير مُنذ ماحصل في السابعه عَشر ديل -
أردفت لـ تبزع عيناه مُقترب مِنها، أوقفتهُ بيدها وقابلت الجميع بنظره مُميته..
كانت تريد معاقبه أحد على ماحدث؟..
تَبريد قلبها مِن لهيبهُ..
ولكنها لم تعلم كيف؟..
-كان يوم مُوجع ولكنه لم يكن بوجع هذا.. لإنه ماحصل كان غلطه ثماله -
تحدثت وهي تنظر إلى دماء جُرحها، أقترب مِنها الطبيب
-لستِ بحاله جيده.. الجميع للخارج -
أردف وهو يجثي على ركبتيها، يتحسس الجُرح من فوق الرداء
-أنا بأفضل حال -
وأكملت جملتها..
مع صرخاتهم عَليها ونحيب والدتها العالي وكأنها أيقظت صوت دموعها..
نحنُ لا نعرف كيف نُعبر عن آلامنا؟..
هي أرادت توجعيهم فوق وجعهم..
كانت تُريد تَحميلهم ذنب ماحصل سابقاً وحاضراً
لإنها تعبت مِن حمل هذا العبئ معها في كُل مكان
هذه المشرقه تعرضت لـ كُل ذلك..
إن كان أشراقها هكذا مع آلام وتعب!..
فكيف إن كانت خاليه مِن الحزن وكل شئ سئ..
ستضيئ مَجره لامحاله..
-فَتاتكم للمره الثانيـه تتعرض لمحاولة أعتداء -
-------------------------------------------------------
نِهايـة الجُزء ❄️
رأيكم ؟؟
موقف مفضل؟؟
موقف سئ؟؟
-ضايل ثلاث فصول وبتنتهي
مَاريـتّا 💔
Love you all
See you soon 💙🔜
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro