Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

يحدث أن يتوارى القلب.

×××

تجاوز هوسوك الواقف وسار بخطواتٍ واثقة أتقن تمثيلها يدّعي الهدوء، لكنّ صاحب المعطف قد أمسك رسغه بشيء من الشّدة.

- هوسوك؟ لستُ مخطئًا!

في حين أنّه قد التفّ يقابل الأطول عاقدًا حاجبيه حتى ظهرت أمواج الحيرة أعلاهما، رطّب شفتيه المتيبسة بلسانه والتزم الصّمت.
ما زال يمعن النّظر في ملامح الأخير بريبة دون جدوى، وحين لوحِظ كانت قد داعب مسامعه ضحكة صاخبة صادرة من المنتصب أمامه، ثمّ خلع قبعته بثباتٍ كانت للمنتظر أيامًا طِوال، تتكدّس فيها مشاعرٌ من الرّهبةِ والخوف والفضول، تتشابك مع الحيرة والضّعف في باحةِ قلبه، وجلبة الحربِ صامتةٌ لا تُسمع.

أزاح المعنيّ القبعةَ بيده وأسقطها في لحظةِ هطول أول قطرة غيثٍ لوحِقت من قِبَل رفيقاتها في ثوان ران صمتٌ غريبٌ فيها على الزقاق في وضعٍ مخالفٍ تمامًا إن خطوتَ خطوتين للخارج.

ازدرد هوسوك ريقه واستمرّت حدقتيه بالتذبذب وما زال حاجباه على حالهما ويده معلّقةٌ بسبب الآخر الذي تنهّد يفكّ أسرها تركًا أثرًا عليها، فيعدّل هندامه الأخّاذ، ثمّ ابتسم يظهر غمازتيه ناطِقًا بلكنةٍ ريفية:
- يبدو أنّك لم تعرفني! إذن، لنتعرّف مجددًا رغم أنّني أحفظ ذلك عن ظهر قلبٍ يا هوسوك. أدعى ماريو تشابلن، وأنت؟.

توقّع انفتاحًا وعناقًا رثًّا وصرخاتٍ فرحة، وفي ذاتِ الوقت توقّع عبوسًا وبكاءً وضرباتٍ على رأسه، لكن لم يخطُر في باله مطلقًا فراغٌ ونزاعُ نظرات. إذ ظلّ الأصغر على حاله دون أي تغيير يذكر في ملامح وجهه الشّاحب سوى شعره الذي بات مبتلّاً لأنّه لم يعره اهتمامًا، أو لم ينتبه له إطلاقًا.

تحمحم ماريو يفكّر في طريقةٍ لتلطيف الجوّ المشحون الذي لم يعي سببه بعد!، فقد كان يتوق شوقًا لرؤية صغير فرقة الدعم الثلاثي لكن يبدو أنّ الأخير لم يكن يشعر بذاتِ الأمر.

- تشابلن؟ لم لستَ ستيوارت بعد الآن؟
تساءل بصوتٍ مبحوح علّه بسبب صمته لمدّة طويلة.
- لمَ جميعكم أصبحتم أبناء تشابلن فجأةً؟

استمرّت حرب النظراتِ المتزعزعة من طرف والثابتةِ من الآخر، حتى أُجيبَ هوسوك:
- قصةٌ طويلة، أتستمع؟

- أتخالني أرفض؟

- لنذهب للمنزل إذن!
رمى بكلماته بعد أن التقط قبعته وزفر بتعب خارجًا من الزقاق.

- كيف تقودني دون معرفة أي طريقٍ سنسلك؟
سخر هوسوك فصُفع على رأسه بخفّة:

- لن نذهب لمنزلك! حين عدتُ وجدت نصفه متناثرًا على الأرض بشراسة بسبب قذائف الحرب، ولا أظنّه سهلاً أن اكتشف منزلكم الجديد ببساطة! على كلٍّ لنذهب للقصر.

حدجه هوسوك ممتعضًا فكرةَ الذهاب لمنزل تشابلن، لكنّه وافق نهايةً.

- أنت، لمَ غادرتم لوندرس؟
ألقى بحروفه دون التفكير بها، لأنّه يعلم أنّه سيغرق دون منفَس، ثمّ سيأكله النّدم فاتّخذ الارتجال أسوةً في هاتِ المحادثة.

- والدي توفي، فذهبنا للعيش مع جدي في ريف برمنجهام.

- لكنّك لم تخبرني عن وفاة والدك ذلك اليوم!
تكتّف مستحقرًا الآخر الذي لم يرُق له في هذا اللقاء.

- عجبًا! لم يعُد جين مبكّرًا لذا لم أستطع الخروج! خطأ من هذا؟

- خطؤك! لأجل رغبتك في إخبارنا في ذات اللحظة لم يعرف أيّ منّا بالأمر! ثمّ، لحظة واحدة! لم يتحدّث أيّ من الجيران عن الأمر!.

ابتسم ماريو من طرف شفتيه مجيبًا بصوتٍ أقرب للخفوت:
- لم تشأ أمي إخبار أحدٍ بالأمر.

- لكنّك كنت تبتسم في ذلك اليوم!

- لا عليك، الأمر معقّد ولا أريد التحدث بشأنه.
كان هوسوك قد قرّر في لحظةٍ معاتبته على التّكتم على الأمر لمعرفته بلوعة الفِراق، لكنّه دفع كتفيه متجهّمًا مدّعيًا عدم الاهتمام.

كانا قد وصلا أرض منزل تشابلن فطرق ماريو الباب منتظرًا أحد الخدم والتي قد أدّت مهمّتها في ثوانٍ لا تكادُ تُعد، وفور انبثاق قوامِها الأنثويّ إلى مرمى بصره وانحنائها لصاحبه، اقتحمت رائحة التبغ مجرى انفاسه وجعلته في أوج نشوته راغبًا باستنشاقها أكثر، إلا أنّها كانت نسمةً مع الهواء المُعتاد في القصر فعادت ملامح الفراغِ ذاته محتلةً إياه، حتى بعد سماعه للمعزوفة الكلاسيكية نفسها، وكأنّها نوتات مكتوبةٌ لأجل هذا المنزل فحسب، لكنّه كان واثقًا بأنّه قد سمعها مسبقًا في مكان ما.

باشرا بالتّوجه نحو الدّرج وقد حاول تركيز كلّ فكره على صوت خطواتِه على الأرضية الرّخامية مع خطواتِ الآخر التي تكاد لا تُسمع على السّجاد الأحمر. وانتهى بفشلٍ ذريع حين وصلا للأعلى مواجهًا مساحةً واسعة لم يدركها مسبقًا، يتموضع في إحدى زواياها فونوغرافًا بحجم كتابٍ سميكٍ كثير الأوراق، وفي الأخرى، بيانو عتيق مع كرسيّه تجلس عليه شابّةٌ صهباء تشابه ابنة تشابلن التي قابلها من الخلف، لكن بشعرٍ أطول وفستانٍ أسود فحميّ، كان واضحًا أنّها كانت تعزف للتو.

ضيّق مجال رؤيته ينظّم أفكاره، كاد يتعرّف عليها لكنّه فشل، ففي النّهاية هو لم يُقابل ساكني المنزل جميعهم في أيامه المعدودة في العمل هاهنا.

التفتت هي للشابّين وقامت بتحيةٍ مبتذلة للأكبر، فعرف بأنّ علاقتهما قائمة منذ زمنٍ - كما يبدو. وبعد دقائق من تبادلهما أطراف الحديث، لمحت جمود هوسوك إذ ظنّت مسبقًا بأنّه سيذهب في طريقه!، فبات لسانها يحارب خدّها الأيسر، وثوانٍ أخرى بات يتضعضع، حتى سكن، فنطقت:
- من أنت؟

- هوسوك درايدن!.
أجاب بسخطٍ أشبه ببداية شجار، فتدّخل ماريو - عالِمًا بطبع هوسوك المزاجي:
- صديق.

- لكنّني ظننتُ أنّه يعمل عند والدي!.
كانت ذات الفتاة منذ أيام، ابنة تشابلن الكبرى قد خرجت من إحدى الأبواب، تُكمل ما بدأه هوسوك إلى جانب شقيقتها.

التفّ ماريو محدّقًا به يترقّب تأكيدًا على كلامها من المعنيّ، فأومأ أي نعم، فازدرد الأكبر ريقه وتنحنح:
- أعرفه منذ سنوات، لكنّي قابلته اليوم مجددًا.
لم يلبث ثوانٍ حتى أردف ممسكًا برسغ الآخر:
- لنذهب، هوسوك! آشلي، اكملي العزف رجاءً!

اومأت هي بغبطةٍ واتّجهت نحو المقعد، حين كانت على وشك إكمال الجزء الأخير منها، نطق الشاب أخيرًا بما في جوفه لكن لم تعرِف أكانت هي المقصودة من سؤاله - أم صديقه جين:
- عذرًا! أنا أعرف المعزوفة جيدًا لكنّني لا أذكر أين سمعتها.
ابتسمت هي حين لاح لها في حدقتيه التماعٌ زاهٍ من الفضول، فأجابت:
- اعتدنا على عزفها في هذا الوقت إحياءً لعادةِ جين - أحد إخوتي، بما أنّه قد توقّف عن ذلك.

تراقصت الأفكار السوداويّة وتخبّطت في عقله وبانت عليه ملامح الحيرة، لمحت آشلي ذلك فالتفّت نحو البيانو تتنهّد:
- توفّي منذ ستة أشهر بمرضٍ ما.

عنّف ماريو شفتيه بشدّة فقد كان يتجنّب الحديث عن الأمر قدر المستطاع، في حين جثى هوسوك مرتجفًا على الأرضية السوداء بعد أن أخذ لاستيعاب الأمر عدة ثوان.
غطّى رأسه بذراعيه خالِقًا حاجزًا بين دموعه وأعين الواقفين المتربّصين به بصدمة، كانت شفتاه ترتجف مانعةً إياه من وقفِ شهقاته، ودُميعاته تتساقط مزيّنةً الأرض مباشرةً دون المرور بوجنتيه اللتان احمرّتا ترَحًا، لم يكن مستعدًّا مطلقًا، ولم يتوقّع إطلاقًا أنّ جين قد توفّي بالفعل؛ ولم يكن كما أُخبِرَ بل بعد عامٍ ونصف!. كان يرى أملاً مبهمًا من شقّ الباب العتيق، لكنّه سُدّ ببضع كلماتٍ.
لم يظن أنّ كاهله المُثقل بهذا الحِمل لعامين سيثقله للأبد.

كان لا بدّ من تصديق الأمر نهايةً، لأنّه قد تأخّر كثيرًا، كثيرًا حتى ملّ الأخير وفنى. فكان على قلبه الفناء كذلك، كان عليه أن يتوارى بعد هذا اليوم.

رفعَ رأسه بعد دقائق طويلة، بشعرٍ مبعثر ووجهٍ متعب مُحمر، فلم يجد سوى ماريو على جانبه مبتسمًا بحزنٍ وظهر أنّه قد بكى كذلك بسبب جفنيه المنتفخين، ابتسم ذات الابتسامةِ وارتمى إليه فربّت الأكبر على رأسه يعبث بشعره.

كان عليه الاكتفاء بما لديه الآن، بعد رحيل صديقٍ كان له العالم بأسره.

×××

أهلاً ._.
يب.. جين طلع ميت :").

كنت بدي أكمّل توضيح بعض الأشياء بس انصدمت انه وصلوا الكلمات ألف بسرعة 🤨، فبكمّل بالفصل الأخير.

تبيّن إنّه العازف اللي فكره هوسوك جين - آشلي. شو رأيكم؟

أي تعليق على الفصل؟.

أراكم 🕯.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro