Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

حَفنة من الماضي | ١٩١٣

×××

كان يتخبّط في نومه لعدة دقائق مذ أنّ أشعة الشمس تغزو غرفته بشراسة هذا الصباح، ثمّ استقام بعبوسٍ وتنهد متّجهًا إلى المطبخ.

كان خاوٍ من أيّ أفراد، فانطلق يعدّ الخبز إلى أن سمع طرقًا على الباب.
ألقى بنظرةٍ على الساعة المعلقة المشيرة للسابعة صباحًا مقطّبًا، فذهب يلقي نظرة على الطّارق.

- صباح الخير، هوسوك.
ألقى التحية بابتسامةٍ أظهرت غمّازتين على كلا وجنتيه، بينما ينظر للذي يقصره قامةً.
بشعره الأشقر الأشعث، وبنطاله البنيّ الممزق وكأنّه قد احتضن الأرض قبل مجيئه.

- أهلاً ماريو.
ألقى المقصود بنظرةٍ خلف صاحب المنزل يتربّص في الأرجاء رغبةً برؤية شخصٍ غيره، لكن عبثًا. بينما أدام هوسوك النظر في ملابس الأطول والكرةِ المحاصرة بين ذراعه وبطنه.

- أين جين؟
تساءل حين لم يجد نفعًا من البحث بعينيه فحسب.
فأجابه هوسوك متململاً:
- في العمل. بالمناسبة، لم أرَ في حياتي فتىً في الرابعة عشرة يسقط أرضًا بهذه القسوة.
أنهى جملته الساخرة فتحرّك خطوتين للداخل، علّ المعنيّ يلعب معه لليوم.

- اللعنة، فقط عد للداخل.
التفّ ماريو وأشار للأصغر مودّعًا.

- إلى أين؟
ألقى بسؤاله بغتةً بنبرةٍ أعلى من سابقتها.

- كنت أرجو وجود أخيك كذلك، لا بأس سآتي مساءً.
أجابه مبتسمًا بعد أن توقّف ثم شرع بالركض عائدًا من حيث أتى.

تنهد الأخير بقلّة حيلة وأترس الباب.

×××

لُطِم مجدداً حتى استفاق، كانت الشمس أول مستقبلٍ له في يومه الجديد حين رفع كفه يغطّي عينيه، ثمّ لطِم مجددًا ليقطّب حاجبيه ويحدج الجالس بجانبه.

- استفق! اليوم عطلة، لنخرج.
وثب عن السرير ليرتدي ملابسه، حين بدأ هوسوك بفرك عينيه بكسل.

- لا أصدق أنّني نمت مبكرًا للغاية! ماريو أراد التحدث إليك أمس.
أردف بينما يستقيم هو الآخر يستعد للخروج.

- أظن أنه يعلم أنّني أعمل دائمًا يوم الأحد!.
استنكر جين وهزّ الصغير رأسه دلالةً على جهله بما يحدث.
- على كلٍ، لنغيّر الخطة، منزل ماريو بدايةً ثمّ إلى النّهر.
اومأ الصغير بينما يتراقص بغباء.

بعد دقائق، كان اثنيهما يقفان عند الباب بعد عبورهما لعدة منعطفات تفصل منزليهما عن المقصود سيرًا.
هوسوك والذي يقصر الآخر قامةً لفرق العامين بينهما، إضافةً لقصره عن أقرانه بعمر الثانية عشر، كان يطرق بقدمه على الأرض الحجرية مصدراً صوتًا منتظمًا وينظر إلى صديقه الذي استنكر بالفعل تأخر العائلة عن استقبالهما.
كان دائمًا ما تغزو رأسه أفكار حتى هو لم يفقه ماهيتها، لكنّه دائمًا ما يرى تلك الفجوة الكبيرة بينه وبين صديقه -والذي يقربه حتى أصبح كالأخ-، كان يظنّ أنّ جين مختلف عنه للغاية لكونه قد ولد في القرن السابق - عام تسعٍ وتسعين وثمانمئة وألف. رغم أنه يسبقه بعامين فحسب فهو لا يعلم لمَ يراه من تلك الزاوية التي تشوّشه للغاية.
كان يستمع دائمًا إلى أقوال النّاس وخاصةً والده - عن طريقة تفكيره الملتوية، والتي لن تنفعه بشيءٍ ولن تسبّب إلا الضرر، إلا أنّ الصغير لا يرى أيّ أخطاء اقترفها مذ أنّه يحتفظ بتلك الأفكار لنفسه ولا يطلقها للعلن.

زفر جين بغضبٍ وطرق الباب عدّة طرقات امتازت عن سابقتها بالشدّة. لكنّه لم يلقَ ردًا.
كان واثقًا من كون ماريو ووالدته يبقيان في المنزل يوميًّا - وإن خرج فإنه ليس إلا ليلعب معهما!.

أطرق رأسه وأخبر هوسوك بتخطّي المرحلة الأولى من الخطة. وحين استدار كلاهما للعودة أبصر شابًّا بزيّ بسيط كعامّة الشعب، تقدّم إليهما وأردف:
- أتطمحان للقاء آل ستيوارت؟
كان على علمٍ بذلك إلا أنه قد انتظر جوابهما، فأومأ جين مكفهر الملامح وأمسك بقميص الصغير أمامه من الخلف بخفوت.

- لا فائدة، رحلوا إلى الريف.
بانت عليه علامات الأسى فما كان من جين سوى توقّع أنه صديقٌ للسيد ستيوارت -والد ماريو- أو شيء من هذا القبيل.

- غادروا لوندرس؟!
صَات الصغير بعد مدة وجيزة استغلّها لاستيعاب ما نطق به الشاب الذي خفّض رأسه أي نعم.

شكره جين وأمسك بهوسوك متجاوزًا إياه وحين خروجهما من باحة المنزل أفلته، وسار وإياه نحو النّهر دون أن ينطق أي منهما ببنت شفة.

كان اسوأ ما قد يحدث، افتراق أفراد فرقة الدعم الثلاثي.

×××

تتشبث آخر خيوط الشمس بالغيوم آملةً البقاء لفترةٍ أطول، حين كان هوسوك مستلقيًا على العشب الرطب بجانب جين.
كان متكئًا على كفيه بينما كان الأكبر جالسًا، كلاهما يبتسمان ويلتقطان أنفاسهما مذ أنّهما ركضا مسافةً طويلة إلى أطراف المدينة رغبةً في رؤية غروب الشمس بشكل أوضح.

كان العشب أسودًا بسبب الضوء الخافت من القمر فحسب، يتخلّله بعض الأزهار هنا وهناك، إذ كان سهلاً واسعًا تلتقي نهايته مع السماء، وأشجارٌ كثيفة تقبع على أطرافه تحميه سوى من محبّي السّلام.

كانا يعلمان بأنّ العقاب ينتظرهما في المنزل، وأنّه سيكون أشدّ كلما كان الغياب أطول، لكنّ جاذبية المكان تعميهِما كل مرةٍ عن العودة مبكرًا، حتى غفوة هوسوك أثناء إلقاء جين بعض نكاته المثيرة للسخرية بين قصصه التي يقرؤها في الكتب والصحف فيتلوها على الصغير، فيحمله على ظهره عائدًا أدراجه، ويصل في منتصف الليل كل مرةٍ منهكًا، يغسل ملابسهما ويعلّقها خارجًا لارتدائها اليوم التالي، ويتلقّى العقاب وحده.

ألقى جين أخاه على السرير بعدما أنهى كل ما طلبته والدته. زفر مضنىً واستلقى بجانبه يغطّي كليهما بقطعةِ القماشِ كانت على طرف الفراش أثناء دق ثواني الساعة الصاخبة تناديه ليلقي نظرةً على عقاربها المشيرةِ للثانية وخمس وأربعون دقيقة صباحًا.
ثمّ حرّك مقلتيه حول المكان، نحو قطعة الخشب التي أهداها لهوسوك العام الماضي - إذ نقشَ منزلاً وغيومًا واسميهما عليها. فالنّافذة المترسة بإحكامٍ وخزانةٌ يفترض أن تحوي ملابسهما إلا أنها تقبع أسفلهم.
وخزانةٌ تلاصقها تحتضن الأحذية الرثّة القديمة، وحين لمحها لم يكن ليذكر سوى آخر يومٍ انتعلها به، وكان أول يومٍ قابل فيه هوسوك وعائلته، حين علموا بكونه يتيمًا فأخذاه كابنٍ لهما إذ أنّ ابنهما الآخر كان من المفترض تنفّسه في هذا العالم البائس، لكن، لحسن حظّه لم يفعل.
رغم ذلك، والد هوسوك لم يقتنع كليًّا بالأمر فحين بلغ جين سنًّا يسمح له بالعمل بجد - أجبره على العمل في المخبز الخاصّ بهم، ولم يكن منه سوى قبول ذلك ممتنًّا لهم على ما فعلوا مسبقًا.

تنهّد بابتسامةٍ داهمت شفتيه، اضطجع على جانبه الآخر، وغفى.

×××


أهلاً 🌱
عن علاقة الصديقين قبيل الحرب وظهور صديق ثالث،
ماريو؟

شخصية جين؟
وتفكير هوسوك من وهو صغير؟.


أراكم 💛.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro