(5)
بقلم :نهال عبد الواحد
وفي صباح نفس اليوم ومن سلم داخلي لفيلا تهبط فتاة أقل ما يقال عنها أنها رائعة الجمال، تشبه أمها كثيرًا في ملامحها حتى في زرقة عينيها ولون شعرها البني الذي تجمعه بمشبك، مرتدية بنطال جينز، جاكت جينز قصير وفي يدها الكثير من الحلي الجلدية (حظاظات) متجهة نحو مائدة الإفطار، سلمت على والديها جميلة والتي لازالت بنفس جمالها لكن ازداد وزنها قليلًا، مغطية شعرها بتربون، وحسن الذي قد فقد شعره وصار أصلعًا وقد زاد وزنه قليلًا هو الآخر.
(أبطال رواية حسن وست الحسن والجمال)
-بونجور مامي ، بونجور بابي.
قالت جميلة: يلا عشان تلحقي تفطري يا ندى.
أجابت ندى وهي تجلس: سوري يا مامي إحتمال يتأجل مشوار الشوبنج ده، سيادة اللوا لسه مكلمني حالًا وعايزني في موضوع ضروري في الإدارة.. ده أنا حتى هضطر أروح بشكلي ده مش هلحق أغير.
تأففت جميلة قائلة: شكلك ده! نفسي تلبسي وتتشيكي زي البنات، بدل الجينز ولا الميري ده على طول.
ضحك حسن وقال: شوف مين اللي بتتكلم؟!
اعترضت جميلة: لا معلش صحيح كنت بلبس عفريتة وبشتغل سواقة، لكن كنت لادي وبلبس وأتشيك، كان فين عقلي لما وافقتكم تبقى ظابط أقول إيه بس!
- هتقولي إيه! سيف حببها في مجاله لما لقاها شابطة فيه وانتِ عارفة السبب.
- ربنا يرحم مراته و ولاده ويصبره على اللي هو فيه، بس لو تخف شوية سيادة الملازم دي.
- هي زي القمر في كل حالاتها.
قالها حسن وألقى لإبنته بقبلة في الهواء فأرسلت إليه الكثير من القبلات.
نظرت جميلة بينهما وقالت بغضب مصطنع: طب خلاص خلاص، ما هي راحت علي والدلع كله بأه لندوش.
فأمسك بيدها وقبلها وقال بدلال وعشق كبير: ولا عمرها تروح عليكِ يا ست الحسن والجمال يا قلب القلب إنتِ.
أهدرت ندى وهي تهم واقفة: لا يا جماعة قلبي ما يستحملش الأشواق دي كلها.
فضحكوا ثم قالت وهي تنظر في ساعتها: يادوب ألحق معادي، لو خلصت بدري هبقى أبلغك يا مامي.. بااااي!
وبعد انصرافها، تنهدت جميلة قائلة: نفسي أفرح بيها أوي.
- سبيها براحتها.
- ما أنا سايباها براحتها عشان عارفة أد إيه إنها حركة بايخة حركة العرسان إياها دي.
- طب ما انتِ عارفة، مسيرها تلاقيه ابن الحلال ده.
- هتلاقيه فين؟! بين العساكر ولا المجرمين!
- لما ربنا يريد، وبعدين إنتِ كنتِ لاقيتي أبوها فين؟!
ضحكت قائلة: ربنا مايحرمنيش منك ياابو علي.
ونهض واقفًا قبّلها بين عينيها وأهدر بعشق: ولا منك يا قمري.
ثم اعتدل وأكمل: إحتمال أتأخر عندي كام مشوار.
- هتتأخر لإمتى يعني؟
- على تليفون يا قلبي بأه... مع السلامة.
وقبلها مرة أخرى وانصرف، ركبت ندى سيارتها وانطلقت بها حتى وصلت لمقر الإدارة، ترجلت مرتدية نظارتها الشمسية، دخلت من المدخل واقتربت من المصعد.
و بينما هي تمد يدها لتضغط على زر المصعد لتطلبه إذا بيد جاءت من خلفها تضغط هي، فابتسمت بسخرية وهي تقول: حمد لله على السلامة يا سيادة الرائد.
ثم التفتت لتجد شابًا وسيمًا طويلًا وعريضًا له جسد رياضي، شعر مصفف بأناقة شديدة مرتديًا نظارته الشمسية هو الآخر، فأهدر بثقة ولهجة آمرة: إيه المنظر واللبس ده! حد قالك إنك جاية تتفسحي!
أجابت ندى بتوعد: مش من حقك تقول أي ملاحظات على لبسي خصوصًا وإني في أجازة وجاية لسبب إستثنائي يا حضرة الرائد أدهم.
- شكلك نسيتي إني قائدك المباشر!
- وهكلم سيادة اللوا في الوضوع ده بالذات، كل واحد يشتغل لوحده عشان كده بأة الوضع يخنق.
- وياريته يوافق، مش عارف متمسك بيكِ على إيه!
جزت ندى على أسنانها بغضب وقد رفعت نظارتها ورمقته بزرقاويتها وقالت محذرة: أنا كفاءة يا بابا، واوعى تستهون بقدراتي.
وأخيرًا وصل المصعد، دخلت ندى أولًا ثم دخل أدهم ثم أخرج سلاحه من جيبه وشد أجزاءه بقوة فانتفضت من مكانها فابتسم بسخرية.
وبعد قليل قد وصلا لمكتب اللواء سيف
(بطل رواية حبي الأول و الأخير )
ألقى إثنانتهما التحية ثم أشار لهما بالجلوس ونظر بينهما فقال بتأفف: مفيش فايدة فيكم.
تحدثت ندى: معلش يا فندم ما ينفعش تخلي كل واحد في فريق بعيد عن التاني! أنا بصراحة مش هقدر أستحمل أكتر من كده.
تابع أدهم مؤكدًا: يا ريت يافندم،
ثم تأفف وقال: تعبت من شغل العيال ده.
-أنا عيلة!
طرق سيف بقبضته وأكمل: وبعدين معاكم! الموضوع ده مش هنخلص منه! إنتو مع بعض فريق هايل وبتكملوا بعض.
التفتت ندى نحو أدهم قائلة: سامع! بنكمل بعض.
فامتعق بوجهه في وجهها فتأففت.
أومأ سيف متحدثًا بجدية: خلينا في المهم، طبعًا عارفين وليد عاوني!
قال أدهم وندى معًا: طبعًا يافندم.
- مدام شفق مراته كان ليها أخ من سنين كان خاطفها كإبتزاز لوليد يعني مقابل مبلغ كبير، وقبضت عليه ساعتها لكن جه بعد كده هرب على برة وانضم لمافيا كبيرة وطبعًا اتدرب تدريب عالي، وارتبط تواجده في أي مكان بعملية إرهابية، طبعًا هو غيّر شكله واسمه، المهم هو وصل مصر من يومين، مطلوب منكم تعرفوا كل حاجة عن تواجده هنا و الأماكن المحتمل تنفيذ أي عملية إرهابية فيها، بالإضافة لاحتمالية إنه يحوم حولين أخته.
ثم أخرج ملفًا، جلس معهما يشرح لهما كل كبيرة وصغيرة ويريهما صورًا تخص مصطفى هذا....
استمر الإجتماع لعدة ساعات، ثم أشار لأدهم بالخروج فألقى تحيته الرسمية وانصرف بينما ظلا يتحدث مع ندى بعض الوقت ثم نهضت تلقي تحيتها الرسمية هي الأخرى وانصرفت.
وجلس سيف مع أحزانه وذكريات فقدانه لأعز من ملك حبيبته ندى وأولاده.
ظل أعوامًا في إحتراس وخوف شديد عليهم حتى إنه كان لا يسافر بهم في نزهه خشية أن يكون أحد أعداءه يتتبعهم ويفتك بهم، حتى قرر ذات يوم إعداد رحلة له مع أسرته الصغيرة وقد أعد كل شيء باحتراس واتخذ كل الدواعي الأمنية ليحافظ على أمنهم وسلامتهم.
سافروا جميعًا واستمتعوا بأجازة رائعة وفي طريق عودتهم، كان يقود سيارته وهم معه، إذ إعترض طريقه فجأة شاحنة كبيرة ثم ترجل منها مسلحون ملثمون وأطلقوا النيران عليهم جميعًا.
وفي غمضة عين قُتل الجميع أمام عينيه وأصيب بإصابات خطيرة لكن بعد رحلة طويلة من العلاج والعمليات الجراحية عاد للحياة من جديد وصار الناجي الوحيد من حادث الإغتيال...
كم هو مؤلم أن يفقدهم جميعًا أمام عينيه مع شعوره بالعجز لعدم قدرته على حمايتهم والدفاع عنهم!
وعاد من جديد لعمله، الذي كان هدفه الأول والأوحد قبل حبه الأول والأخير ندى، لكن وهو ينحت إسم أسطورة المخابرات الذي لم يعد له أي نقطة ضعف ولا ذراع ليلوى، يدخل أي مهمة بإستماتة ويقتل مجرميه بهدوء و دم بارد وهو يرى ذلك المشهد أمام عينيه دائمًا فيثأر من كل معتدي.
اقترب منه صديقه حسن ليخفف عنه آلامه وعندما رُزق بطفلة سماها ندى تيمنًا بندى زوجته، وقد أحبها وتعلق بها ورباها ووجدها قد تعلقت به وبعمله فحببها فيه ودربها على الكثير والكثير من المهارات المختلفة وأعطاها من خبراته.
أما أدهم فيذكره دائمًا بشبابه في إجتهاده وقوته وذكاءه وكل شيء، كيف اجتاز كل الدورات والإختبارات ليحظى بالتدريب ثم العمل تحت قيادة أسطورة المخابرات.
خرجت ندى وركبت سيارتها، أدارتها لكنها لم تدور فضربت عجلة القيادة بكلتا يديها في غضب شديد ثم أمسكت بهاتفها واتصلت برقم ما.
- أيوة يا بابي! العربية عطلت مني... لا كنت في الإدارة عند اللواء سيف... طيب حاضر هسيبها وحضرتك تبقى تاخدها بس ماليش دعوة عايزة غيرها يا إما تصلحهالي بأسرع ما يكون... ماشي ماشي، مع السلامة.
ترجلت من السيارة وأغلقتها وهي متأففة، سارت قليلًا فوجدت أدهم بسيارته أمامها ويشير إليها لتجيء فوضعت يديها على خصرها وتركته وسارت بإستهتار ولا مبالاة، فأثارت هذه الحركة غضبه فتبعها ثم نزل من سيارته وأدخلها بقوة وصفق الباب وركب وانطلق بالسيارة.
صاحت ندى: ممكن أفهم إيه العمايل دي!
أجاب بلامبالاة ودون أن يلتفت: ما تخافيش مش هاكلك.
- أنا مش خايفة أصلًا، إنت ناسي أنا مين!
- لا وإنتِ الصادقة نسيتي أنا مين! وبعدين لما أشاورلك تيجي مش تمشي وتسيبيني.
- أجيلك بتاع إيه! إنت صحيح القائد بس ده في المهمات وبس، وبعدين في طريقة أذوق من كده.
- قصدك إني قليل الذوق!
- يوووووه!
- مش عايز دوشة، أنا هوصلك جنتلة مني، بس الأول هعدي على بابا في الشركة كان عايزني في حاجة.
- وأنا مالي بكل ده! إنت هتلففني معاك!
- قولت مش عايز دوشة.
ثم أدار موسيقي هادئة بينما هي كانت جالسة في تأفف شديد........................
NoonaAbdElWahed
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro