Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(19)

        بقلم : نهال عبدالواحد

تركت فريدة سلمى لتنام لكنها ظلت جالسة يجافيها نومها، عينيها على الوقت الذي يمر ساعة بعد ساعة ولم يجيء زوجها ولا عمها، ترددت لفترة ثم أخذت هاتفها مرارًا وتكرارًا لكن بدون فائدة  فلم تكن هناك تغطية الشبكة.

ظلت هكذا حتى تسلل نور الصباح إلى الغرفة التي تجلس فيها، لازالت لا تعرف أي شيء عما حدث، نهضت، بدّلت ملابسها. خرجت متجهة إلى المشفى.

وصلت سلمى إلى المشفى، ظلت تبحث عنهم حتى وصلت إليهم يقفون جميعًا، أبوها، أخواتها، زوجها، محمد، يحيى خطيب رقية و ها هو قد وصل توًا أحمد خالها ومحمود من السعودية .

ما أن سارت بضع خطوات حتى التفت إليها الجميع فهربت بناظريها لأسفل، قد استحيت أن تنظر لأيهم، أخذت نفسًا عميقًا كأنها تحاول أن تهييء نفسها لتلقي الإتهام، ثم تقدمت بضع خطوات.

صاح سليم بانفعال: خير! ايه اللي فكرك بينا!
ولا بتحسبي نفسك جاية تاخدي عزاها!

أجابت سلمى الإبنة بصدمة: إيه اللي بتقوله ده يا بابي! مامي مالها!

- لا والله فيكِ الخير!
اطمني مامي ف العمليات بآلها أد إيه ومش عارف......

وهنا أجهش بالبكاء و التفت بوجهه ناحية الحائط، ظلت سلمى واقفة مكانها لا تجد ما تقوله، تنظر نحو كل من حولها فلا تجد إلا نظرات القلق و العيون الدامعة إلا يحيى الذي يقف واجمًا متجمدًا ليس عليه تعبير مفسّر .

و بينما هم على هذا الوضع إذ خرج مساعد الطبيب يطلب زوج المريضة، أسرع سليم نحوه و خلفه الباقون والذي قد تفاجأ بكل ذلك الحشد يقف أمام غرفة العمليات.

قال سليم بخوف: أيوة أنا جوزها، في إيه! إيه كل الوقت ده! هي فيها إيه؟
ثم تردد متسآلًا: هي-ولدت-ولا-إيه....... !

تابع الطبيب: من فضلك محتاجين موافقة كتابية فورًا لإستئصال الرحم، آسفين جدًا ما قدرناش نوقف النزيف.

صاح سليم الإبن: والجنين!

- البقاء لله! كانت ميتة في بطنها.

كتب سليم و وقع على الإقرار فأخذه الطبيب و دخل مسرعًا لغرفة العمليات.

مر بعض الوقت، كان بادٍ على سلمى الإبنة التعب والإرهاق فاتجه محمد زوجها، أجلسها على كرسي، أما يحيى والذي يبدو عليه الصمود من مدة فشعر فجأة باهتزاز هاتفه في جيبه والذي قد كتم صوته بعد إعادة شحنه، فأمسك بهاتفه ونظر فيه.

بالطبع كانت شفق هي المتصلة والتي ظلت جالسة طوال الليل تحاول الإتصال به مرارًا وتكرارًا، فانزوي جانبًا وأجابها: السلام عليكم ورحمة الله.

أجابت شفق: وعليكم السلام ورحمة الله، طمني إيه الأخبار! شكلي صحيتك بس والله من قلقي أصل اتصلت بيك كتير و....

- أنا ما كنتش نايم، إحنا ف المستشفى من إمبارح، ماما تعبانة أوي، إدعيلها........
وأجهش بالبكاء ثم اعتذر وأغلق الخط، مسح وجهه بسرعة وأخذ نفسًا عميقًا ثم عاد لمكانه جامدًا.

بعدها خرج الطبيب يخبرهم بإنهائه العملية وأن المريضة سيتم وضعها في العناية المركزة، فطلب عمر من الجميع الإنصراف فلا داعي لوجود أيهم.

صاح سليم: يلا كلكم اتفضلوا من هنا!

نهضت سلمى بتثاقل وتعب، اتجهت بضع خطوات نحو أبيها تريد أن تسلّم عليه لكنه إستدار بنظره عنها وهو يحاول جاهدًا ألا يضعف أمامها.

أهدرت سلمى الإبنة وهي تبكي: أرجوك يا بابي يا سامحني!  أنا مش عارفة عملت كده إزاي؟! عارفة إني استاهل أكتر من كده، بس والله أنا آسفة!

واقترب سليم الإبن هو الآخر: بابا أرجوك! اقبل اعتذارنا والله آسفين!

فنادي سليم على يحيى: يحيى! خد اخواتك وامشوا كلكم مش عايز حد يستنى.
ثم قال: رقية ماتنامش من غير ما تحط حاجة في بؤها عشان ما تقعش من طولها، اتصرف!

أومأ يحيى: حاضر يا بابا، اطمن!

وما أن تحرك خطوة للخلف حتى اصطدم بسليم وسلمى إخوانه الواقفان يتوسلان لأبيهما مثل الأطفال أن يسامحهما وهما يجهشان بالبكاء فضمهما يحيى إليه في عناقٍ وبكاءٍ طويل للثلاثة معًا ولازال سليم يدير عينه عنهم حتى لا يحن  بسرعة.

وبعد قليل سار يحيى، سليم، سلمى يمسكان بذراعيه بينما رقية تمسك بذراع يحيى خطيبها وبنفس حالتها، وبعد أن ابتعدوا أشار سليم لمحمد ابن أخوه فاتجه نحوه.

قائلًا: نعم يا عمي!

- سلمى شكلها تعبان جدًا، ما تقرصش عليها وماتعاتبهاش طبطب عليها وبس ولازم تاكل أول ما تروحوا.

- مش هترضى.

- مش مشكلتي، اتشقلب اتصرف المهم تاكل و تستريح وتنسّيها صدي ليها، أنا أبوها وبربيها لكن انت جوزها تمتصها، أمال أنا مجوزهالك ليه أكيد مش عشان تعلمها الأدب!

فهز برأسه أن نعم واستأذن وانصرف يلحق بزوجته فاقترب عمر يربت على كتف أخيه.

تحدث عمر: وانت كمان لازم تمشي.

أهدر سليم بقهر: أروح! أدخل البيت وأدخل أوضتي و أنام وأرتاح وهي مش معايا وف دنيا غير الدنيا! انت بتقول إيه! دي سلمى يعني حب عمري يعني الدم اللي بيجري في عروقي و شراييني يعني النفس اللي بتنفسه، إزاي أعيش من غيرها؟! أنا زعلتها بس هي هتسامحني، صح! قول إنها هتسامحني و هتقوم أول مااقعد جنبها وأكلمها.

- مش بالسهولة دي، الظاهر لي إنها عندها مشكلة نفسية مراتك رافضة الحياة، مراتك ماتت مننا في العمليات كام مرة، القلب بيضعف لحد ما يقف ونرجع نصدمه بجهاز الصدمات، الجسم اللي بيرفض الحياة بيرفض العلاج، ومهما عملنا معاه مش بيستجيب غير للفكرة المسيطرة عليه و ممكن حتى لو صحي تجيله نوبات اكتئاب حادة لدرجة إنه يبقى عايز يتخلص من حياته اللي ما خلصتش لوحدها.

- لا لا، ما تقولش كده، أنا مش ماشي من هنا غير وهي معايا، أنا عارفها كويس وما حدش عارفها زيي أنا هعرف أتعامل.

- هترهق نفسك عل فاضي.

- المهم هي تقوم بالسلامة، إحنا كلنا ما نسواش حاجة من غيرها.

اضطر عمر للإنصراف بعد حوار عديم الجدوى مع سليم فهو مُصِر على عدم المغادرة.

عاد كلٍ لبيته فحاول يحيى مع أخته كما وصّاه أبوه حتى شربت كوب من العصير بالكاد ثم تركها لتنام، اتجه هو لغرفته وما أن دخل وانفرد بنفسه حتى أجهش بالبكاء بشدة وكأنما يفرّغ ضغط اليوم بأكمله.

أما سلمى فعادت مع محمد زوجها وعمها عمر وما أن وصلوا حتى وجدوا فريدة وقد استيقظت توًا.

قالت فريدة بتفاجؤ: إده! إنتوا لسه جايين دلوقتي! وانتِ نزلتي إمتى يا سلمى؟!

تنهد عمر وقال: خد مراتك و على جوة يا محمد!

وبعد أن دخل محمد بزوجته قال عمر: ممكن تهدي شوية وتراعي ظروف الناس شوية.

تابعت فريدة: هو أنا عملت إيه! وبعدين مالكم هو في إيه أصلًا!

-  سلمى تعبانة وف العناية المركزة.

- عادي واحدة ف سنها وحملت هيحصلها إيه غير كده!

- استغفر الله العظيم وأتوب إليه، الجنين مات وجالها نزيف واستأصلوا الرحم غير لغبطة ف حاجات كتير، اسمعي يا فريدة يا تتكلمي زي الناس يا تسكتي خالص وخليكِ ف حالك و بعيد زي ما انتِ....  ممكن ؟!!

وتركها ودخل حجرة النوم فنظرت بتعجب وقالت تحدث نفسها: على إيه كل ده!

أما في حجرة سلمى وزوجها محمد والتي منذ أن دخلت الغرفة وهي تبكي، جلس جوارها وضمها إليه وربت عليها لتهدأ ثم خلع حجابها.

فقالت وهي تبكي: شوفت يا ميدو! بابي مش عايز يسامحني ولا حتى كان طايق يبص ف وشي، أنا طلعت مجرمة فعلًا وأكيد أنا السبب اللي وصّلت مامي للحالة دي من زعلها وقهرتها.

- معلش ما انتِ اللي عملتيه مش قليل برضو وكان لازم يعمل كده، لكن بعد كده إن شاء الله هيكون راق شوية ويبتدي يسامحك هو ومامي كمان.

- بجد! ولا انت بتضحك عليّ عشان تسكتني!

- لا يا حبيبي، هم هياخدوا وقتهم ويسامحوكي بعد كده، والدليل على كده إنه وصاني إنك لازم تاكلي أول ما تروحي.

-أكل إيه بس يا ميدو!

-  لاااااااااااااا، ده قايلي أمال أنا مجوزهالك ليه! وقال أنا شغلتي أطبطب و أدلع، ثواني و هجيب لروح قلبي سندوتش وكوباية لبن ولازم تاكلهم إنتِ عايزة عمي يعلقني ولا إيه!

فابتسمت ببكاء فتركها وخرج من الحجرة، اتجه إلى المطبخ،صب كوب من الحليب البارد وصنع (سندوتش)  ومعه بعض قطع الخيار والفلفل والزيتون ثم اتجه للحجرة مرة أخرى فوجدها تجلس على حالتها.

وضع صينية الطعام جانبًا ثم ساعدها لتبدل ملابسها ثم جلس أمامها يحايلها كالأطفال حتى تفتح فمها وتأكل حتى انتهت، ثم أمسك بيدها، جلس جوارها على السرير، ضمها إليه، مسّد على شعرها بهدوء حتى نامت.

بعد بضع ساعات كان الجميع في المشفى أمام سليم الجالس أمام باب غرفة العناية المركزة لم يتحرك من أمامها ويبدو عليه الإرهاق والتعب الشديد.

لكن لازال عمر يمنعه أن يدخل إلى سلمى في حين وجده يشير لأبناء أخيه الأربعة ليدخلوا لأمهم.

قال سليم بقهر: يعني هتدخل الولاد قبلي!

أجاب عمر: إنت عارف اللي فيها.

فاقترب الأربع أبناء فسلمت رقية على أبيها أولًا ثم وقفت سلمى أمامه لكنه تلك المرة لم يتمالك نفسه فضمها إليه فأجهشت بالبكاء فأبعدها قليلًا وربت على بطنها المنتفخة وتنهّد وقبّل رأسها.

فتشجع واقترب سليم إبنه هو الآخر فضمه وانحنى الإبن فقبّل يدي أبيه فربت على كتفه وتنهّد، فجاء يحيى بعدهم وتعانقا ثم فتح حقيبته وأخرج زجاجة العطر الخاص بأبيه وأعطاها له.

ثم قال: جبت لحضرتك دي، شكلك نسيتها من زمان  من ساعة ما غيّرتها من سنين، إن شاء الله تساعدك كتير.

فربت علي كتفيه و ابتسم ثم أخذها منه و ظل ينظر إليها في يده، ثم دخل الأربعة أبناء مع عمهم عمر إلى سلمى......

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro