جنُون الجسد|01
السكوت علامةِ العَجز، لا علاقة للرِضا في الأمر.
خيطٌ مِن الأملِ مُعلق على حافةِ إحدى الأسرةِ ، ينحدرُ إلى كفِّ يديهِ ، يسقي جسده المُتعطش الّذي مُنِع من شربِ المياه لأكثرِ مِن ثلاثِ سنواتٍ ، يتمدّد جسدهِ الهزيل على الفِراش ، ينتظرُ لقاء روحهِ مع الربِّ ، يشعرُ بأن شخصًا غرزَ أظافرهِ في قلبهِ حتى بات لا ينبض . راود إليهِ حُلمًا؛ تمنى استيقاظهِ منه ، كُلّ شيءٍ داخلهِ غريب ، صدى صوتِها ، لمعةِ عينيها حتى جسدِها الّذي كان أسيرًا بين يديهِ .
《 أشفقُ عليك؛ فأنت الشيطان الّذي يكره الجميع ذكر اسمهِ ، أنت الّذي جلب لنفسهِ العار و الخزي ، أنت بيديك حفرتْ لنفسك حُفرةً كبيرةً لا مخرج منها ، أنت الّذي كُلما حاولت إقناعُك للتنازل أجدُك تُحارب لأجلِ البقاءِ . أنت شيطان لا أمل منك 》
تنفسهِ ضاق و ضرباتِ قلبهِ ماتت فمن ذا الّذي يقدرُ على أرجاعهِ للحياةِ غيرها ؟
《 ما من جريمةٍ حدثتْ إلا و أنت خلفها ، ألا تشعرُ بالضجرِ مِن تكرارِ الروتين نفسه كُلّ يوم ؟ 》
دائرة عينيه تتفتح و صدرهِ يُعلن رفضهِ المُطلقِ لجهاز التنفس .
《 لا تُمثل أنك تفهمني ! أنت الوحيد الّذي لا يُمكنهِ فهم مشاعر الآخرين ، وحدك تُماطل لإسقاط البشرية و وحدك تسعى لإرجاعِها . 》
حرّض أصبعهِ الصغير للحركةِ ثمْ تبعهُ الآخر
《 لمْ يكُ حبي لك سِوى فخٌ لإيقاع حضرتُك بين يدايّ و تعذيبُك إلى حيّن موتُك 》
ألْزَم ذراعيّهِ للصعودِ إلى فمه و قلّع الجهاز من عليهِ
《 أليس لقائُنا رائعًا ؟ 》
فتح كُلّ عينيه و أخذ بالتنفس ، شعورهِ بعدم الارتياحِ كان صادرًا مِنها ، لا يحبّذُ خلود ذكراها داخل عقلهِ ، يحاولُ النسيان و مُستمرٌ في ذلِك . ثلاث سنواتٍ على فُراقِهما و تتبعها ثلاث لبقاء جسدهِ في سُباتٍ دون تحرك . حلمه إيجاد ظلِها و قتل ما تبقى منها ، ربما رحم بِها قبل ستِ سنوات و هذهِ المرة لن تكُ صفةِ الرحم حليفه بلْ الشرّ صديقه .
《 كيف حالُك سيد بيون 》
وجّه رأسهِ إليهِ ، لا يمتلكُ جوابًا وافيًا للبوحِ بهِ. رغب بذكرِ إنّه بأسوءِ قلبٍ لكنه كذب
《 بأحسن ما يُرام 》
《 ألا تشعرُ بأيّ أعراضٍ جانبيةٍ مُضرّةٍ ؟ 》
تبسمْ في الفراغ و خاطب نفسهِ بدأتُ اعدّ لنفسي حياةٍ غير تِلك الّتي توهّمتُ أنّي سأعيشُها معها .
《 لا ، جسدي بخير فهل يمكنني الخروج الآن ؟ 》
《 هُناك من ينتظرُك خارجًا 》
هو من فرط بنفسهِ و أرحل عنه سنين حياته الّتي عاش بِها قاسيًا فعليهِ تحملُ ما يضمرُ إليهِ المُستقبل. ظلّ ينتظرُ قدومِ الشخص الّذي ينتظرُه و الغُربة تعتلي ملامحه ، فمن قدْ يأتي إليهِ بعد تلِك السنين ؟. فُتِحتْ الباب و ظهر جسدها شيئًا فشيئًا ، من تفاصيل جسدِها الصغير عرف منْ تكون . بلعَ لُعابهِ و همسَ إلى نفسهِ كيف تُصبح عيناها سماءًا و بحرًا في آنٍ واحد ؟ كيف لي أن أحلقُ وأنا أغرق ؟
《 سررتُ برؤيتُك بعد كُلّ هذهِ السنوات بيكهيون 》
رأتْ تعابيرِ الصدمةِ على وجههِ الّتي نفسِها كانت تعلو وجهها ، شكله لم يتغير غير أنه أزداد جمالًا و كُبرًا ، نفس العينين و حتى الكبرياء الّذي يحاوطُ تعابيرهِ الجامِحة ، لكنها لمْ تقدّمُ إلى هُنا لرؤيتهِ يتعالّى بلْ للإطاحتِ بهِ و رميهِ داخل القضبانِ الّتي تحترقُ شوقًا لابتلاعهِ .
《 لمْ تتغيري؛ لازلتِ قاسية و جميلة 》
ضحكتْ و ضمتْ يديها إلى جوفِ صدرِها
《 ترقيت بمنصبٍ أعلى و صرّتُ قادرةً على حرقِك ، ستتعفن داخل السجن و لن يكُ من يساعدك 》
الروح الّتي لازمتْ العزِّ سيتم الاطاحتِ بِها عمّا قريب و يكون كتابة بيتًا فارغًا مِن الألم هو الفِراش الوحيد القادر على ضمهِ إليهِ .
《 اسلوبكِ يُعجبني ، أنتِ نفسكِ الّتي كانت تتوسلُني للعفوِ عنها ! أنتِ نفسكِ الّتي مارستْ معي أنواع الألم ! نفسكِ الّتي ذكرتْ بأنها ستقضِ كُلّ حياتِها تُحبني ! 》
《 التغيير يشملُ كُلّ شيء و بخصوصِ حبّي إليك؛ لمْ يكُ صادقًا 》
ظلّ يُراقبُ عينيها ، هي سيدة من سلالةِ القهوة ، مرّة داكنة شديدةِ السواد ، لمْ تلتقي يومًا بقطعةِ سكر ، لكنها أقوى مما يتوقع و أجمل مِّما يتخيل .
《 عرفتُ بمشاعركِ فورًا لكني لمْ ارغب بإبعادِ حلوى جنسية تُعيد إلي نشاطي دائمًا 》
تلذّذ بالإنتصارِ ، يفوحُ من عينيهِ عطر القوةِ ، رغم هزْل جسدهِ إلا و تمكّنهِ من صدِّ حدِيثُها يشغلُ موقعًا.
《 تكلم عني كيفما رغبتْ ، أنّي أتلذّذ بالنصرِ أكثرُ منك ، إنتصارِ عليك كان حُلمًا أُجاهدُ لتحقيقه منذُ ستِ سنوات و الآن أنت طريحًا بين يدي 》
كيف علم بأنها كفّتْ عن حبهِ ؟
حينما أصبحتْ الشمس تُعلنُ عن يومهِ و ليستْ هي ، نومهِ بات مرهونًا بالتعبِ و ليس بنام أنا موجودةٌ هُنا لأجلك ، رأى يديها تفلتُ من قبضتهِ و لمْ تُحرك ساكنة ، وقع و لمْ تحاولُ أرجاعِ قوتهِ إليهِ و تكون سندًا له وقت شدته ، لذا كان مِن السهل التخلصُ منها.
《 هنيئًا لكِ إذًا ، وقع الشيطان في فخكِ أخيرًا 》
حرك ساعدهُ ليزيلُ السيروم من كفّهِ و نظر إليهِ ، بحذرٍ نهض و سار إليها ، بقتْ واقفة أمامه تنتظرُ حركاتهِ الّتي يدرسها بدقةٍ و حذرٍ و يرميها عليها بغتةٍ . شتاء قلبهِ تنبتُ أمام عينيهِ ، تمتصُ مياه صدرهِ و تبدّلها بثلوجٍ غامرةٍ . أسعفْ روحهِ بمضادٍ ضد شتاءُها لكن قلبها لمْ يصلُ إليهِ المحلول فظلّ ميتًا دون حركة.
▪︎
قبل ستِ سنوات ، صباح يوم الأثنين ، حربٌ داميةٌ داخل حُجرةِ المُراقبة ، ريحٌ تعصفّ و مطرٌ يهمرّ . أشدّ طيفًا منهم كان مشغولًا بإيجاد دليلٍ يوضح موقع المُجرم الحالي ، لئلا يفقدُ أثره حطّم الكرسي الّذي يجلسُ عليهِ و رمى هاتفه أرضًا ، رعدهِ يصبُّ فوق رؤوس موظفيهِ و غيومهِ تُمطرُ سُمًا يُذيبُ اعصابِهم .
《 علينا إمساكهِ هذهِ المرة ، لن يكون سهلًا عليّ خسارتهِ 》
شردَ نظرهِ عبرَ موقع التتبع و صرّ على اسنانهِ ، بغتةً ضجّ و الحدّةِ تُلازم صوتهِ
《 اللعنة ! لا تقفوا هكذا دون فعلِ شيئًا ، وينتر خُذيْ قواتكِ و ألحقِ بهِ ، لا أريد خسارتهِ مُطلقًا حتى لو كلف هذا حياتي و حياة الجميع 》
《 حسنًا سيدي ، جميع قواتي علينا المُغادرةِ حالًا 》
كان الفِرار من صوتهِ وسيلة لإخماد الحريق الّذي اشتعل داخلِهم ، تخوضُ حربًا من أجل الجميع ، تحملُ بيديها مُسدسًا تُقاتلُ بهِ و من مثلِها يخرجون في مواعيد مع من يحبّ ، تحملُ الكثير من الأعتذراتِ و جميعها إليها ! . أنتصبتْ أمامهم تمدُّ أوراقهم بالقوةِ ، في كلّ حربٍ تقودها ضدْ نفس المُجرم ، تزرعُ بينهم الأمل و في كلّ مرة تخسرُ عشرةً منهم ، يصعبُ عليها الإمساك بهِ فطريقتهِ بالنفوذِ منه مدروسة و ممتازة بالنسبةِ إليها
《 حاربوا من أجلِ اشيائكم ، فالخسارة مُرّة.》
لمحتْ في السماءِ برقٍ فعلمتْ أنها ستقودْ أجسادِهم إلى حتفِها .
●
كافي بس نكمل التكملة بعدين 🙂
نزلت هذا البارت كتمهيد و إكرامًا الكم لأنه تلقيت دعم كُلش حلو منكم و اتمنى انو تستمرون للنهاية هيج
هسه نطرق للأسئلة :
ما رأيكم ب
بيكهيون ؟
وينتر ؟
ماذا سيحدث لكلاهما في المستقبل ؟
و بالعودة إلى ما مضى ، ماذا سيحدث لكلاهما خلال الحرب الّتي ستحصل بينهما و إلى اي مدى ستصل ؟
ما رأيكم بالبارت ككل و توقعاتكم للقادم ؟
دمتم بخير 💕
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro