Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الارتجاع المريئيّ، السيّاف، اللَيث الهائج

ربما اشتدَّ الوصالُ بين الملكِ ومدربه بعد مباراتهما الشرسة، حيث كانت فرصةً لكليهما لإفراغ طاقتَيهما بواسطة الآخر، فلا يسعُ جلالته إلا أن يعترف في قرارةِ نفسهِ بأنهُ غير نظرتهُ لذِياب، ظنهُ مجرد شابٍ عديم الشخصية كسائر موظفيهِ المهووسين بمناصبهم، والآن اكتشفَ أنه من نوعهِ المفضل، لا يعرف سبيلًا للتنمق.
وهذا كفيلٌ بإغاظةِ فتاتي التي شعرت بأنها ليست إلا سيدة بلاط مهمشة لا يفكر الملكُ بحفظ اسمها، هذا إن كان يعرفهُ بدايةً أصلًا.

من ناحيتها وجدت ياقوت منسجمًا جدًا مع ذِياب، حتى أنهُ استمرّ بالدردشةِ معهُ طوال الوقتِ الذي كانا فيه يتداويانِ من إصاباتهما إثر المباراة، ثمّ في طريقهما إلى غرفة الطعام، بينما تلتحقُ بهما مع خدم كوكبةِ سموّه، كبيادقَ مُسخّرةٍ للالتصاق بهِ كذيله.

يسألُ ياقوت فجأةً إذ بدا عليهِ الاهتمام: بجديّة، لمَ تنتقي طعامك؟

لا تنكر سيدةُ البلاط أنها فضوليةٌ بهذا الشأن أيضًا بالرغم من كرهها الشديد له، فألقَت السمع حينَ أجاب: الارتجاعُ المريئيّ.

-كيف أصبت به؟
-عندما تلقَّيتُ ضربةً فتقَت حجابيَ الحاجز في آخر مبارياتي، قبل عامَين.

شعرت أريام بأنها أنجزت شيئًا عظيمًا بمعرفة ذلك، لطالما ودّت لو تدري، وكذلك ياقوت الذي اكتشف قصة نقطة ضعفه. سرعان ما استطرد: وجبَ عليكَ الخضوع للعلاج من لحظتها إذًا.

-الجراحة ليست بالمجان، سموّك.
قالها كأن بهِ هُزأةً، واستنبطت المستمعةُ أنهُ دائمًا يتحدث بهذه الطريقة المزعجة عند اضطرارهِ لذكر فقرهِ ماضيًا. هذا ما أتبعَ الصمت المباغِت بينهما بعد جوابه، ولم يستطع القرمزيّ لومَ علي بابا.

لزمَ أن ينسى المحادثة الأخيرة وقتَ رؤيتهِ للوليمة المُعَدّةِ لأجلهِ خصيصًا وكما شاء، يستطيعُ أن يشبعَ دون أن يقلقَ من إصابتهِ بحُرقَةٍ تحرمهُ الأكل أيامًا.

-

قابلتها مجدّدًا، الهِبةُ البرتقاليّة، ترقَبُ درسَ المبارزة لولي العهد، مع شخصٍ عرفهُ ذِياب مباشرةً ولم يكن على درايةً بدورهِ هنا قبلًا، إنّ استخدام السيف يليق بشبيهِ المحاربين الآسيويين القدماء بحقّ.

كانَت كوكبةُ الملك تراقبُ من بعيد هذهِ المنافسة القاسِطة بين وليّ العهد ومعلّمه، استدفعَ الصغيرُ بهجماتٍ متواترة أظهرَ فيها كل قوته، مع كل هذا الاندفاع فالخصم لم يتزحزح قدمًا واحدة بل صدّ جميع هجماته واقفًا دونما ردّ منه، حتى خرج من الوضعية الدفاعية ليبدأ الهجوم، وهو بالكاد يصدّه واهنًا ويتراجعُ ثم يتراجع، حتى أطاح به وتردّى عنهُ سيفهُ على نحوٍ مثير للشفقة.

أسوأُ ما قد يتوقعهُ يُعرُب هو أن يشهد شقيقهُ ذلك، فلم يدرك لا هو ولا السيّافُ الضاري وجودَ أحد يراقبهما من دون موكبِ الأمير، إلا حينما اقتربَ طرقُ عُكّازِ ياقوت على الرُخام، ليصل إلى جوارهما ويبدأَ سلسلةَ الأوامر مُردِفًا: أنتَ وليُّ عهدِ هذه البلادِ فاستَقِم.

يرجو الملكُ من أخيهِ أكثر مما يُطيق، لطالما كان يستبقُ عمره ويعاملهُ بأسلوبٍ يكبرُ سنّه. أطاعهُ متجنبًا النظر إليه ارتعادًا، ووجبَ أن يخمّن كم سيُزعج ياقوت بهذا إذ أتبَع: قَوِّم وقفتك وارفع رأسك.

ثم وجّهَ خطابهُ لمربيته قائلًا: هِبة، اجعليها تسعَ حصصٍ في الأسبوع.

لا بدّ من أن هذا القرار المحتوم على هِبة تنفيذهُ سيواجهُ رفضًا قاطعًا من قِبَل المعنيّ، الذي يتحمّلُ جدولًا مزدحمًا لا يراعي حقّ طفلٍ البتّة، فذاكَ ما دفعهُ للاستطرادِ منفعلًا: لا أريد ذلك!

قابلهُ بنظرةٍ مُلجِمةٍ جعلتهُ يعودُ لإطراقِ رأسهِ لاإراديًا، فما كان منهُ إلا أن يضيف مبرِّرًا: أنا أكرهُ المبارزةَ بالسيوف.

-لا يرجعُ الأمر لما تحب أو تكره. أنت دون المستوى مع وجوبِ إتقانك لكل شيء، على الملكِ أن يكون مثاليًا.

ردَّ يُعرُب بإخفاتِ صوته، مع أنهُ كان مسموعًا كفاية لنطاقٍ قريب: لكنكَ لستَ مثاليًا.

بدت جملتهُ بظاهرها دون باطنها كفيلةً بتفجيرِ أعصابِ ذي الظلامِ المُنسَدِلِ على كتفِه، فما بالكَ بالمعنى المُبَطَّن الذي وصلَ لفهم المقصودِ بلا مجهود، طبعًا سيفهمها فهي وترٌ حسّاس للغاية، لا يقبلُ بذِكرِهِ من قِبَلِ أيٍّ كان، إن استثنينا قائدةَ المنظّمةِ البيضاء.

إنّ أريام قريبةٌ بما يكفي لتتحسّسَ تسارُعَ أنفاسِ مكسورِ الرَسْغِ الغاضبة، ونبضاتهِ المُجاوِزة إذ يُرى لها صعودٌ وهبوط واضحان على صَدْرِه، احمرَّ وجهه وتعرّقَ كثيرًا في وقتٍ قياسيّ، انخفضَ ضغط دمهِ بغتةً دون أن يتمكّن من السيطرةِ على نفْسِه، حاولَ التعقُّلَ وعدم الاستسلام لما يحلّ به، أخذ نفَسًا عميقًا لكن هذا لا يُجدي.

صحيحٌ أن المُتَسَبِّبَ بهذا كان واجمًا كأنهُ نَدم، لكنّ عينَيه كانتا تغيظان الذي بدأَ بياضُ ما حوّطَ بؤبؤَيه يُختزَلُ بلونٍ دامٍ، كأنّ اللون القرمزيّ لهما تسرّبَ لما حولهما، كل هذا لأنهُ قرأَ في وجهِهِ «هذا ما قصدتُ تمامًا» وكان هذا صحيحًا، لم تكن مجردَ هلاوس، إنّ إحساسَ ذي السُلطةِ بكم هو كتلةٌ من الأمراض يُعَذِّبُه بشكلٍ مهول.

ربّما نوى صديقنا تلطيف الأجواء بأوّل سُخريةٍ طرأت على باله: على رِسلِك يا رجل، تبدو كثورٍ في سكرات الموت.

تجمّدَ هذا الرجلُ في مكانهِ متخذًا وضعيةَ جريان الاستيعاب، إثرَ صدمةِ مخاطبتهِ لهُ هكذا دون تكلّف، وفورما استعادَ وعيهُ لوّحَ بعُود المُتَّكَأ نحوَ رقبةِ ذِياب، وافترضت فتاتي أنهُ لو لم يتجنبها لدُقَّ عنقهُ ووافتهُ المنيّة في لحظتها، بسبب الهَفِّ السريعِ المُستبين صادرًا من رِيحِ موقعهما.

حَطَّ المُتَعَرِّقُ قاعدةَ عكّازهِ بشدّةٍ اهتزَّ لها عمودهُ الفقريّ، ولعلّها كانت متزامنةً مع انصعاقهِ بتشنّجاتٍ مفاجئة لم يعلم وقتها أنها آتيةٌ من كليَتَيه، فتلا ذلكَ سقوطهُ بين يدَيّ خَوَلهِ قبل أن يصل إلى الأرض، مغشيًا عليه.

أخذَ المُلاكم يُطالِع مشدوهًا مع رمشاتٍ متتالية، حدث هذا بصورةٍ سريعة قبل أن يستدرك الموقف الذي سبق، بينما يتمّ إسعاف جلالته والفوضى تعجّ الساحة، ثم أخذت الضوضاءُ تنخفض تدريجيًا بعد رحيلهم معهُ ولم يبقَ سواهُ هو وشِرذِمةٌ قليلون.

منهم كانت وصيفة الياقوتيّ التي دنَت من عدوّها، فدفعَت بأصابعها ذقنهُ بكلّ ما أوسعها من حُنق، كأنها أفرغت غِلَّ الأيام الخالية طُرًّا تحت أناملها، والمشكلةُ بالنسبةِ لضحيتها كانت أنها استقصدت فكّهُ المتورِّم، وها هو ذا يحاول التعايُش مع هذا الحدَث الغريب قبل أن يفعل ذلك مع ما قبله، خصيصًا وقتَ نطقت: أيقنتُ أنكَ لا تفكّر قبل التفوُّه مطلقًا.

قد أراحها كونهُ مُتطبّعًا بهذا الطبع السخيف، وليست هي التي استحقت ما تقوّلَ به لها، فهذا ما أجرَأَها على الإقدامِ إلى ما فعلت.
بالنسبة إليهِ فقد أسكتتهُ الدهشة، وتساءلَ لوهلة «هل جميع النساء هكذا يأخذن الأمور على محملٍ شخصيّ؟».

قبل أن يُقدِمَ على أيّ ردّ فعل فوجئَ بزئيرها في وجهه مُنهارةً قبل أن تتركهُ وتلتحقَ بجماعتها، حينها تخيلت أريام نفسها كنمرٍ مخيف والحقيقةُ أنها بدت كهِرّةٍ ولدت للتوّ. فتاتي اللطيفة لا تصلحُ لعالمكم الفظيع يا رفاق.

في الضِفّة المقابلة فإن آخر ما كان ينقصُ ذاك اللَيث الهائج هو اكتشافهُ لمرضهِ الجديد.

[٩٥١.ك]

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro