Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

أمر ملكيّ، الحكاية، حَليب زَنجبيل

تجاهلت جميع أسبابِ النجاةِ التي أتيحت لأجلها،
ولأنها ميتةٌ على أيّ حال قرّرَ الفتى الوحيد المحاولة، بعد إمساكه لكل الخونة أصبح بإمكانه ائتمانُ بقية الأطباء لإجراء الجراحة، تحت تدقيقهِ طبعًا.

أسبوعٌ وأفاقت، كالبَرْد يجتاحُ جَوف الملك بعد حرٍّ دوّى، كانت بالكاد تعبّر بملامحها أو تبتسم، والنُطقُ بدا مستحيلًا.

جيءَ إليها بالبُشرى، فابتسمت.

تخيّلَ ذِياب نفسهُ يخاطبها «عليكِ الشفاء سريعًا، هذا المغفل أودى بنا!» لكنه يعلم أن الأوضاع لم تعد كما كانت، لم يكن يُعرُب ليتقبّل هذه المزحة وإن تقبّلها من قبل.

أرخَت راحتها فوق كفّ الملك التي اتّكأت على طرف السرير، فأمسكَ بها بكِلتا يدَيه، جامدًا كابحًا لمشاعره عندَ أتباعه، وقتها عُرِفَ للمطَرِ وَقْعٌ، فتبدّلَ نصفُ جسدها وحسب، أضحَت مشوّهةً غريبةَ المنظر، فنصفها الأيسرُ الميّت ما يزالُ امرأةً، فأجهدَ هذا وَهن جسمها ومقاومتهُ ثبّطت طاقتها.

وبالرغم من كُرهِ سُلالة دِرياس لما لحقَ بنسلهم من هذا العَيب، فإنّ الذي لم يرِث كرِههُ أكثر ممّن سبق، ففي الوقت الذي حسبَ أنهُ أنقذَ ياقوت... تحسّسَ توقّفَ نبْضِ قلبها من يدِها التي ارتَخَت فجأةً بين جناحَيه.

شدَّ عليها القَبْضَ فتبيّن ارتعاشُ يدَيهِ الذي زلزَل الجثّة، ألِضعف رَدعها أم لشدّة رجفته؟
أخفى أشجانهُ خلفهما متواريةً، وما كان ينقصهُ أن يمسكَ علي بابا كتفهُ مواسيًا، لم يكن التعاطفُ معه مقبولًا، فقابلهُ بقرمزيّتَين لم يعهدهما الملاكم من غير ياقوت: إيّاك!

فلُجِمَ رَوْعًا، وذَرَّهُ منفردًا مع ملاذهِ الواحد من مخاوفه، مع أنّهُ كان يخافُ ملاذهُ كذلك، فما كان ليتذكّر إلا حالَ لاحت لهُ الندبةُ في مفصلِ إبهامها بفِعل نارِ الورق، كيف أمضى الفترةَ الأخيرةَ معها، وتساءل وهلةً: كيف سينام بعد الآن؟ ففي كلّ ليلةٍ كان يتسلّلُ إلى مهجعها خوفًا ممّن قد يحاول التخلص منه من الأعداء، ولطالما طردته، لم تشأ أن يتعلّقَ بها فلا يقدر على الصمود دونها، ومع أنها تأمرُ الحرّاس بإخراجهِ فتتبعهم بإقفال الباب، كانت تسمعُ نحيبهُ من ورائه رجاءً بألا تتركه، لم يأمَن ريحًا، يتصوّر أن أرضًا قد تبلعهُ في أيّة لحظة أو يخطفهُ جنٌّ حليف للعدوّ. ولأنهُ خشيَ أن يسحبهُ أحدٌ حقًا فيصرخَ مناديًا ويختلطَ في مسمعها بكاؤهُ هذا مع طلبهِ للنجدة، فتتجاهله ظانّةً أنه ينوحُ لذات السبب القديم- كان يخرَس، ويبكي بصمت في نفس الرقعة، موفِّرًا الصراخ للوقت الأهم.
تقتربُ منه هِبَة عطفًا، تحاول التخفيف عنه، أو إقناعهُ بأن لهُ حُلفاء أيضًا، هو ليس وحده، لكنه ينهرُها لتبتعد، وعرضت عليه أن تبقى معه حتى ينام فرفض، حسبها خائنةً تريد الإيقاع به وكسب ثقته.
فابتكرَ حيلةً تمكّنه من تحقيق مراده، انتظرَ شقيقتهُ بجانب الباب حتى تغفو، فيتملّصَ وينام بأمانٍ متشبّثًا بها، مع أنها في كثير من الأحيان لم تكن نائمةً فعلًا.

لبثَ ساعاتٍ برفقة الجسم المشوّهِ عديمِ الروح، ثم خرج للعالم كأن شيئًا لم يكن، ودّ لو يقتدي بصلابتها.

قابلهُ الشابُّ الأجنبيّ، اطمأنّ عليه ولم يحسب حساب أن يُفاجئه بأمر ملكيّ صادم، حتى ولو كان غير مباشر.

-ذِياب، أنت تعلم أن جلالته هو من كنت مدينًا له، ولكن أعتقد أنني أستطيع إعفاءك.
طرده، استنباط هذا لا يحتاجُ عناءً.

آخرُ شيءٍ سمعهُ الملاكم هو إعلامُ الملكِ من قِبَل سكرتيرته بأنّ موعد أدويته قد حان، ثم رحل.

-

كعادةِ الملكِ الكسول، باكيًا في سريرهِ مقتًا للمطر، ربما هو فستان جديد أيضًا ما أراده أو طقمٌ من الذهب.

بينما قاسى ياقوت التاسع عشر طفولةً مؤلمة كان هدَب من الناحية الأخرى مُترفًا يتنعّم، اعتاد الحصول على كل ما رغبَ به واشتهاه، وما فقدهُ لوليّة عهده إلا تبريرٌ للطمع الذي رُبِّيَ عليه، ألأنّ هدَب الأول تملّكَ الخادمة الجميلة ظنّ نسلهُ أن لهم الحق في تملُّك كل ما يرغبُ به اليواقيت؟ وهل تلك القصة حقيقية؟ أكان ياقوت هو البادئ في الحرب دومًا؟ أسَقطَ مغشيًا عليه في الحكاية بسبب انخفاض في ضغط الدم ليس إلا؟

من يدري؟
ربما هدَب مظلومٌ أيضًا، فلطالما كان الكاتب منحازًا لياقوت... ألِهذا وقف مُزدَلِف ظهرَ باب مَخدَع هدَب السادس عشر مع كوكبته، المُسَخَّرين لحمايته وخدمته، سعيًا للتخلُّص منه؟

-

اضطُرَّ الشابُّ الكذّاب لهجران مأواه مرةً جديدة، وأول مكان فكر بالتوجه إليه كان الذي أُشيرَ بأنه المكان الذي نُصِبَت فيه أريام، مرّ أسبوع، ألا زالت حيّة؟

ليست هناك، من أزالها؟

-أنا أخذتها.
التفتَ هَلِعًا لسماعه صوتًا مقيتًا، وقد غبرَ زمانٌ مديد منذ سمعه آخر مرة، ظهورهُ في كابوسهِ كان قديمًا بحدّ ذاته.

-ألم تموتي؟
-لسوءِ حظّك.
ردّت ذاتُ القبعة.

-ماذا تريدين منها؟!
-أقَلِقٌ عليها؟ أتستبرئ من غدركَ بها؟
أسكتتهُ فابتهجَت، هذه هي المرةُ الثانية التي تُخضِعهُ فيها برَدٍّ تطرحه.

-لمَ فعلتِ كل ذلك؟
استغلالهما، إحياء الحرب، خداع هدَب... مصائبُ شتّى.

-وجبَ أن تستقلّ جزيرةُ دِرياس يومًا...
كمُقدّمةٍ بثّت، ثم أضافت سِخرِيًّا: منظّمةٌ حياديّة؟ لطالما تحيّزتُ لياقوت، لا تستطيع إقناع جميع الأعضاء بالحياد، لكلٍ رأيٌ يُبديهِ ولو أبى.

-لمَ ياقوت؟
تساءل.

-ياقوت مؤهّلٌ للحُكم، هدَب لا.
-أيُعرُب مؤهّلٌ أيضًا؟
-أجل.
-كيف؟ هو طفل.
-قد وُلدتُ في عهد ياقوت السادس عشَر، فإن كان الأربعةُ الأسبَقون شِدادًا خلاف الأهداب، أرجّح أن تميلَ الكفّةُ لشبلهم كذلك.

تجاهلَ معادلتها وركّز قولها «ياقوت السادس عشر» فأردفَ مازحًا: أنتِ عجوز!

-ومع هذا لا توقّرني، قليلُ أدب.
ضحكَ بعدها.

أخرجت من جيبِ بنطالها الأبيض شيئًا تَحذرُ نسيانه، فرمتهُ نحوَ ذِياب ليلتقطه، فقالت: أردته، أليس كذلك؟

إنهُ الجوازُ الأحمر، ينبوعُ المتاعب.

ألحقت: هوَ لامرأة، مُضحكٌ أنك صدّقتَ استطاعتك المرور به.

قفزت شُعيرات جسمه معًا، أيُعقَل أن يكون لغَيف؟ يجب أن يكون جوازها أحمرَ أيضًا، ماذا تريد منه؟ ألا تزال تلاحقه؟ أوجدتهُ عُود في المحيط بعد أن حاولت اللحاق به وغرقت؟
جميع تلك الهلاوس الساذجة تبدّدت عند فتحه للجواز، كان جوازَ عُود ليس إلا، بل صلاحيته منتهية فوق ذلك.

-ذِياب، عليك العودة.
-إلى أين؟
-القصر.

عَجِبَ، فقال: لا يمكن، لقد طُرِدت.

-بل جلالتهُ يطلبك.
افترَّ عن أسنانه هزوًا.

هذا الصبيّ مزاجيٌّ حقًا، وقد أيقنَ بهذا يقينًا تامًّا عندما استقبلهُ ياقوت العِشرون بحُضنٍ مَتين بذراعَيه الصغيرتَين، كأنه أدرك للتو بأنهُ لا يملك مأوًى داخل بيته غير ذِياب، هذا مُريحٌ جدًا فقد أثبتَ بفِعلهِ هذا أنه لا يزال يُعرُب المدلّل.

ماذا عن فتاتي؟

هيَ في ذلك الزَورق الذي قابلتهُ مع الملاكم قبل ظَفرها باليابسة، جالسةً على فراشٍ بسيط تمدّ ساقَيها، مُغَطِّيَةً الأثر القبيح في قدميها باللحاف، معها عُوص وعديمُ الاسم، أو أزوَر كما تذكّرتهُ دائمًا، حينها اقتحمت عُود المكان بأكواب حليب الزنجبيل.
هذا هو الفريق الذي انتمَت إليه، فبعدَ تَبَتُّرِ منظّمةِ السلام الحيادية مع الْتِحام المملكتَين حالَ قُتِلَ هدَب، بقيَ هؤلاء الأربعة معًا، لم يجدوا لأنفسهم ملجأً غير بعضهم.

[٩٦٩.ك]

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro