Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

مخالفة

خلف سور المُنشأة تتسلط الشمسُ بنواجذها على رأس حاملٍ لكتاب الفقه، يذاكر للاختبار ريثما يتبدّد الطابور الصباحي، الرصيف المقابل يحتضن الدُكان، نقّل صالح بصره من الكتاب إلى زجاج المتجر أكثر من مرة، المحرمات من النساء لأمر قابل للزوال، الدكان، المتزوجات، الدكان، المعتدة، الدكان، المُحرِمة بالحج أو العمرة، الدكان، المشركة حتى تسلم، الدكان، الزا-

الشمس حارقة، رأسه يُشوى، ما تزال في السابعة ودقيقتين، سيزور الدكان لتضييع الوقت. وقعت ناظرتاه على علبة مكعّبة لحلوى الدببة الملونة، تذكر صورًا مضحكة في التطبيق الأحمر أعِدَّت باستخدامها فتحمس لشرائها وهو لا يدري ما الجدوى منها.

تبقت عشر دقائق حتى ينجلي الطابور، مع هذا ما عاد يطيق الحرارة فالتحقَ به على كُلٍ.

تغيّب معلم الحصة الأولى، فعُقِدَت جلسةٌ بلا نفس ثقيلة تضمّ ثلّةً متجمهرين حول مقعدَيّ الصديقَين، تراكمت مُخَلّفات الحَبّ الشمسي بجانب قدَمَيّ حكيم فوق منضدته، مَن يطالع هذا الاجتماع عن بُعد لا يُصَدّق أنهم يتحدثون عن إكمال التعليم.

-أنت حدودك كلية الآداب المجاورة.
سخرَ أحدهم من قَول الجاحظ مازحًا أنه ذاهبٌ لهارفارد. علّقَ آخر: لا يغرّنّكم معدل الثانوية، أعرف شخصًا حظى بالقبول المبكر في جامعة البترول لأنه حاز على ١٠٠ في القدرات، ومعدله لا يتجاوز التسعين.

وكزَ صالحًا وأضاف: وأنت يا عبقري، ما وجهتك؟

-أبعد جامعة ممكنة.
أجابَ متبلّدًا بعدئذْ ألقى قشرةَ البذرة حيث تراكمت، وأسندَ ظهرهُ إلى جداره.

ضحكوا معًا متفهّمين الإجابة، أغلبهم يملكُ سببًا للابتعاد، للهرب بلا عودة، لا للمستقبل المهني وحسب، دائمًا ثمّة رغبةٌ أعمق.

رنَّ الجرسُ مُجَلجِلًا ليندثرَ الاجتماع خطفةً ويتوجّه كلٌ للمقعد المكتوب له، فبينما يحسبُ الأستاذ عصير بأن قانونه المبتذل يُطَبّق، فإنهم يستغفلونه هو وعدد محدود من المعلمين الأوغاد بلَزم الأماكن الجديدة في حصصهم فقط.

صارَ عبد الحكيم في المقدمة مُحاطًا من كل الجهات بطلبةٍ هادئين، حيث لا يمكنه اللهو. وصالح في مركز الغرفة بالضبط، لئن تكلمَ سيُسمَع من اليمين والشمال والخلف والأمام، بوضوح، لا مفرّ من مواراة عبارةٍ محرجة قد ينطق بها.

وزّعَ المعلم نظرات شائكة تبعها إعلانه عن الساعة الترفيهية التي تقام كل خميس، هذا الأسبوع يقع الدور على صفهم لتمثيل الخريف، اللفظةُ الأخيرة حرّكت لسانَ النَشِط عفويًا: أي خريف، أستاذ؟ درجة الحرارة تبلغ سبعًا وثلاثين حتى في الصباح.

-الخريف على الأبواب، دوركم يكمن في استقباله. فهمت؟
-أنضيّفه بتمرٍ وقهوة؟
نكتتهُ أعمّت الفوضى بين مُقَهقِهٍ وناقد، وبدلًا من إثارة الحواسّ بسببها كانت أجفان صالح تتجاذب، وناصيتهُ تتدلى فوق ذراعيه، لعلّ نواتج أرق الأمس بانَت.

تضاربت ذكريات الليلة الماضية بين إشارات بالأيادي تتكلّم، وقبضةٍ غليظةٍ تجرُّه من ياقته، خلفت أظافرها خدوشًا لاسعة على ترقوته، انعكاس سطوع السراج على زجاج الدكان، الزانية حتى تتوب، المخالفات التي وقّعها في مكتب النائب، شعار مشروع التسويق، ارفع صوتك، ثم هذرةٌ إنجليزية لامتناهية، وفجأة...

-صالح!
-نعم!
قفزَ رأسهُ من سطح الطاولة، غفا بعض الشيء دونما إدراك، وصعقهُ الصداع كحلقةٍ ملتهبة، تحسّس خشخشةَ أوراق تُحَرّرُ من ملف الأستاذ عصير المتين، سرعانَ ما اهتزّ مكتبُ المدرس بهبوط الورقة فوقه، طرقَ سطحها الصلبَ بقلمه مُحدِثًا ضجّة، وقائلًا بلهجة جلفة: انهض، وقّع.

المخالفة المليون بعد المليون، ولأول مرة كُتِبَ قبل اسمه «تنبيه النوم أثناء الحصة الدراسية» ولم يُثنى عليه ولا مرة واحدة على الصمود خلالها.

-تنامون في الحصص، إهمال، لامبالاة، درجات بالسالب. لماذا تأتون أنتم؟ ألم تشعروا يومًا أن الغذاء الذي تأكلونه في بيوتكم والملابس، حرامٌ في عديمي المسؤولية من أمثالكم؟

ذاك التساؤل الأخير أفلتَ ضحكةً هاربة من فاه عبد الحكيم، هذا الشخص لطالما كان مبهرًا لصديقه، بينما يُحرَج هو كان حكيم يضحك من نفسه، الحياة بالنسبة له مشاهد عابرة، يراقبها من منظور ساخر فُكاهي يسهّل ما يصعب.

لسببٍ ما ابتسمَ الأستاذ مجعّد الشعر له، وأكملَ تأنيبه بابتسامةٍ لطيفة نوعًا ما كتخفيف لحدّة لَومه، ربما أشعرتهُ بلاهةُ المُستَهتِر بأنه بالَغ، هو حقًا يبالغ، وتركَ أثرًا من نوع ما سواءً بالسلب أو الإيجاب. بالنسبة لصالح، كانَ أثرًا سلبيًا شكّلَ نقطةً سوداء، باشرَت بالتضخُّم مع كل حرفٍ يسمعه، وكل لونٍ احتلّ خليةً ما من دماغه المشوش.

في لحظةٍ هادئةٍ تخلو من عصير ومارد وكلّ كائنٍ مُنغِّص للعيشة، رجعَ الصديقان للتجاوُر في مقعديهما، يراقب المؤرّق كيف يركّب الحيويُّ لعبة «ليجو» لأصيص زهور زرقاء.

-شيء لطيف كهذا لا يناسبك.

علّق، فاصطنعَ الآخر الغيظ: ماذا تقصد؟ أنا لطيف للغاية!

كلامهُ حقّ، فعلًا هو لا يحبّذ هذه الأنشطة من الأساس، لذا دفعَ كومة التراكيب مع دفترها التعليمي باتّجاه صالح وأردف: إنها لك.

وأصدرَ ضجّةً عند تركه المقعد لاهيًا مع زميل آخر، لقد حاولَ مواكبةَ أحدهم بتجريبه هذه الهواية، كانت فتاة، وإلا فإنه لا يحب هذا أبدًا. استكملَ صالح تركيبَ اللعبة التي خلّفها الهيمان، وزيّنَ بها طاولته حتى حانَ موعد المغادرة، تأمّلها بين جناحيهِ مع نور الظهر، تبدو الشمس فائقة السطوع مفيدةً الآن. سارَ على رصيف الشارع الثامن عشر وعلى شارة ونبيس تغنّى~

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro