Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

القائد

تلك النقطة السوداء لم تكن سوى حفرةٍ كلما ازدادت عمقًا احتلكَ سوادها، صبحٌ بدأ بإطفاء المنبّه المُوَتِّر قربَ المنضدة الصغيرة التي تسموها لعبة ليجو الأزهار الزرقاء، لكم كانت نومةً نَعماء.
بعدَ صبر سنتين وأربعة أسابيع جاء الوقت ليملّ من الثوب الأبيض الرسميّ للغاية، ارتدى قميصًا هذه المرة ولم يبالي، جرّب أن يطلقَ زرَين ويطوي الكُمَّين طيَّتَين، بدا غريبًا على نفسه، أغلقَ زرًا، حتى اللحظة سيكتفي بذلك فقط.

استقصدَ مسارَ منزل صديقه ليلتحق به، ألفاهُ يمشي ببطء ويمعن في شيء بين يديه، هادئًا على غير عادته. ركضَ نحوه ورفسهُ من الخلف بغتةً، هاجَ حكيم ملتفتًا إلى الفاعل مستنكرًا: يقولون صباح الخي-

رُبِطَ لسانه السليط، اتّسع محجراهُ ورتّبَ سؤالًا مناسبًا. اتّسعت ابتسامةُ المُباغِت وأعطاه وقتهُ لأجل الاستيعاب.

-من أنت؟!
-ليس مارد طبعًا.

أومأ بتتابُع ثم حوّطَ عنقَ رفيقه المتغيّر ليسحبه ويمازحه: تشرفنا يا هذا. سأعرفك على صديقي صالح، أتعرفه؟

سايَرهُ: لا، من يكون؟ أعتقد أنه وسيم.

-بل قبيح جدًا.
-تشتهي رفسةً أخرى؟
-الجو قبيح، الجو.

شغّلَ مقطعًا في هاتفه مُتبِعًا: سأريك شيئًا...

انتابَ صالح الفضول فركّزَ في الشاشة مجابهًا انعكاس الضياء، ترا! إعلان يدفن الفضول والحماس كله.

لصاحب الهاتف رأيٌ مختلف، فما فتئَ الرقص على موسيقا الدعاية الهابطة حتى ظهر زر التخطي، ولم ينتبه له إلا حينما اختصر الآخر المشوار ليضغطه بدلًا منه. مقطع لخلف زون فهمَ مغزى تشغيله من إعراب حكيم: دقّق، ألا يشبه عصير؟ نسخة!

-اعتزل التشبيه، أرجوك.
-صدقني يشبهه، الخدود نفسها!

الخروج من المألوف اختصاص الأستاذ مرهم، إنّ قصة يوسف عليه السلام متردّدة على الألسن وتُضرَبُ بها الأمثال كأيّ منطقٍ بديهيّ، لكن حينَ يُقال «أترغب بسماع القصة من منظور قانوني؟» تتهافت الكثير من الأسئلة، أولها: هل من اختلاف أصلًا؟ ومن يتوقع أن يكون الاختلاف شاسعًا جدًا مديدَ المدى، لوعي صالح.

-تمّ التخطيط، وجاء وقت التنفيذ. أقبلَ إخوة يوسف طلبًا لاصطحابه من أبيهم، وردعُ يعقوب عليه السلام للمقترح دفعهم لاستخدام أسلوبٍ صادفتموهُ في مواقف الحياة بكثرة لا ريب {يا أبانا مالك لا تأمَنّا على يوسف} بتلك النبرة المشابهة لـ«ما العيب بنا؟» فكَيدهم بدافع الغيرة على كلٍ. وذا لا يعني أنهم سيئون على فكرة، إنهم مثله من نسلِ الأنبياء وتقع من النفس البشرية الهفوات.

سحبَ طاولةً فارغة ليجلس عليها كما جرت عادته، استرجعَ موضع توقُفه واسترسل: يعقوب نبيّ، أحسّ بالخطب، فقالَ مُسايرةً لئلا يقع في فخ سؤالهم {إني ليحزنني أن تذهبوا به} ثم أتاهم بالفكرة {وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون} وركزوا يا شباب في نقطة أنهم اتفقوا على إلقائه في غيابات الجُبّ، ولم يكن الذئب في الخطة، تلك فكرة الوالد!

أردفَ على لسان الإخوة: {لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذًا لخاسرون} ضع في ذهنك أيها الإداريّ أن حشو الحوار لإثبات المصداقية، ما هو إلا علامةٌ على الكذب.

«أيها الإداري» وقعُها مريحٌ مُنعش.

-كلٌ من يعقوب وأبنائه يدركون الآتي، ولم ينطق عليه السلام بأي عبارةٍ صريحة. حتى رجعوا ومعهم قميصٌ بدمٍ زائف، وصنعوا تمثيليّة بُكاء ختامها {وما أنت بمؤمنٍ لنا ولو كنا صادقين} هذه الدموع حين تخرج في المحكمة يا رفيقي، لا تُعِرها أيّة قيمة.

مسافةٌ فصلت بين السابق واللاحق ارتخت خلالها عيون المعلم: «ولو كنا صادقين» تُستَخدم لاستفزاز ضميرك، لتتوهمَ أنك المذنب بشكوكك.
هنا فقط صرّحَ النبيّ عن خَبيّتِه {بل سوّلت لكم أنفسكم أمرًا} بوجود الدليل، والدليل أن القميص الدامي كان خاليًا غير تالف، أسيأمرُ الذئبُ يوسف بخلع قميصه ليأكله براحته مثلًا؟

تبسّمَ وهو يقولها معَ ابتسامات التلاميذ المُنسجمة.

فُتِحَ باب الفصل فانبلجَ رأسُ النائب، بومة حرفيًا، أطلّ باتجاه فتايَ فانقبضَ قلبه، أسيكلّمه عن الزيّ؟ هو فقط من بين المُخالِفين؟ ما بك يا هذا، ألم تعزم على توقيع عددٍ من المخالفات؟ ما بالك الآن تكاد تتبول؟

-عن إذنك، أستاذ مرهم. أريد صالح...
ثانيةٌ أضاف بُعَيدَها: صالح والكرسي الفارغ بجواره.

-صالح غالٍ علينا يا أستاذ مارد.
بثَّ معلم القانون بما أثلجَ صدر المعنيّ وخفّف من رَوعه، هذا المدرّس يزداد مثاليةً مع كل دقيقة.

-للحظةٍ فقط.
ردّ عليه مع وصول المطلوب بالكرسيّ، أغلِقَ الباب خلفهما من تلقاء نفسه فتلاشى صوت الأستاذ مرهم وتفاقمَ توترهُ لقاءَ إقبال المُراقب نحوهما، كلمهُ عن الغياب وغادر، قبلها حاولَ إطالة قميصه بيدَيه ليتحول إلى ثوب بمخيّلته البائسة.

انتشلهُ سبب رعبهِ من أوهامه يمدّ إليه لافتة مربعة طُبِعَ عليها (ثالث- إدارة الأعمال): استعن بالكرسي لتثبيتها بجانب فصلك في الأعلى.

ذابَ من السعادة، لم يستقصده لأجل المخالفة.
ساعدهُ في العمل ذاته مع لافتة ثانية ثم رجعَ للحصة. أمزاجُه جيد اليوم؟ من حسن حظه، ما يتأكد منه حاليًا هو أنه ليس مستعدًا ليصبح مُجَنِّنًا للمعلمين بعد.

-نحوّل آلة التصوير إلى يوسف الآن، عثر عليه بعض من السيّارة فاستعبدوهُ وشرَوهُ بثمن بخس لعزيز مصر، وشرَوه بمعنى باعوه لا اشترَوه. انظر كيف يهيّئ الله شخصيةً قيادية، كم إهانةً تعرضَ لها هذا النبي الصغير حتى كبر؟ لا بُدّ من جِلدٍ جَلْد ونفسٍ منيعة، لا تهزها الصعاب فما مضى أدهى. أمِن قلبٍ قوي بلا خبرة؟ جميع هذا تمهيد، تهيئة، لتكوين ذاك القائد.

يكمل الأستاذ مَرهم القصة، لا يعلم كم مُستمعًا صمدت أذناه معه حتى اللحظة ولكن أذنيّ صالح ليست منها. (يهيّئ الله شخصية قيادية) تكررت كصدًى حلّ محلّ بقيّة الحكاية، ارتعشَ، واعتبرها جوابًا على طُرّ الرسائل التي ظلَّ يرسلها كل يوم ولم ترجع إليه.

عاودَ الإنصاتَ: اختارته امرأةُ العزيز لتهمّ به، {وهمَّ بها لو لا أن رأى برهان ربه} وقد كان في أعماركم بالمناسبة وقال عنه الله {ولما بلغ أشُدَّه} لا تظنوا أنكم أطفال يا رفاق.

رجعَ للسياق: هذه الحادثة تفتتح حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه، فأحد هؤلاء (رجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ فقال: إنِّي أخافُ اللهَ).'¹'

جرس الحصة المقيت، يرنّ سريعًا عندما تكون الحصة ممتعةً فقط.

____________
'¹'صحيح البخاري [١٤٢٣]

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro