Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

ارفع صوتك

على الرصيف، أمام حاويةٍ جوارَ الدكان الذي يحصد ثلاثة أرباع أرباحه من طلاب المدرسة التي تقابله، يتدرب على إلقاء مشروع اللغة الانجليزية، ويشتمُ حنجرتهُ المهزوزة بعد كلّ محاولة. أشارت ساعة اليد للسابعة والثُلث، تأخر عن الحصة الأولى بضع دقائق، توكّلَ عشر مرات ثم تسحّبَ عبرَ بوابة المبنى.

حظه العاثر يتطلب سوءَ مزاج النائب، استقبله عددٌ يفوقُ عدد طلاب فصلين، من التلاميذ المتأخرين يتلقون محاضرةً رهيبة عن التخلف عن الطابور الصباحي، لو أنه سمح لهم بالمرور لما تأخروا عن الحصة كذلك.

حَرورٌ قَيظ بلّلَ الثياب عرقًا، ولم يشعر النائب بنفسه إلا حين سالَت قطرةٌ من جبينه، ينبغي أن تكفيه تجاعيده أسفل شدقَيه المتكوّنة من عبوسه الدائم، حدقتاه الضيقتان عديمتا البريق كعينيّ بومة لا ترمش، ناصيةٌ مستطيلة لشبحٍ لا ينذرُ قبل هبوبه، رجلٌ شنيع الملامح ومبهرج الحِلّة على غير سنع.

يرغب صالح لأول مرة بتوقيع التأخير سريعًا، فقط ليتخلص من الجو المقزز في الباحة، فزفرَ دونما إحساس مع ابتداءِ الصف المديد بتوقيع ورقة التأخير. دُفِعَ بخفّةٍ من قِبَل صديقه الشافطِ لحظوظ الكرة الأرضية، وصل عندما سُمِحَ لهم بالدخول تمامًا ولم يسمع حرفًا من الهرج، صبّحَ عليه وقال: أمستعدٌ للعرض؟

شدّ القبضَ على ما كتب فيه الإعداد الذي تدرب عليه عند الحاوية، وهزّ رأسهُ إيجابًا ببشاشةٍ متكلّفة، فقرأَ عبد الحكيم الخوف في مقلتيه، فاجأهُ بضربةٍ أصدرت ما يشبه قرعَ الطبل على ظهره، وأتبع: ارفع رأسك.

ساوى الجاحظُ كتفيّ صالح بالقوّة، استخدمَ إصبعين لموازنة ذقنه وأضاف: هكذا. وما يحدث بعد ذلك لستَ مسؤولًا عنه.

جاءَ دورُ ذي لمعةِ القهوةِ الشقراء، كتب اسمهُ وصفه، فلفتَ هذا انتباهَ النائب العبوس (ثالث- إدارة أعمال) استوقفهُ وأمرهُ أن ينتظر ليتأمّله، لا إعجابًا إنما يبحث عن زلّة في مظهره، لكن المسكين ملتزمٌ من جميع النواحي.

عثرَ على ضالّته وقتما وثّقَ حكيم انتماءه للفصل ذاته، ولم يحتج التأمّل ليصيح: ما شاء الله، أين الثوب؟!

لسانُه السليط لا يجيد السكوت: ألم ترَ كلّ تلك البناطيل التي مرت قبلي، أستاذ مارد؟

فتًى سيئ السمعة، يرتدي بنطالًا بدلًا من الزي الرسمي، زران مفتوحان من قميصه، جريءٌ ولا يومئُ بذُلّ... والأهم من ذلك أنه من قسم «إدارة»! فريسة مثالية للبومة القبيحة.

لكن ألم يكُن يدردش مع الفتى البريء؟ أها، المظاهر خداعة! لا تحكم على الغلاف من كتابه، صاحَ في وجه صالح أيضًا: فهمت، تأخرتما لأنكما كنتما تتمشّييان معًا؟

عُقِدَ لسانُ الجريءِ منهما فاغرَ الفاه، فتكلّمَ الآخر ناقرًا ساعته كحركة تلقائية: كلا. جئتُ في السابعة والثلث وهو بعدي بعشر دقائق!

-أهذه حجّة احتياطية وضعتماها لضمان إتقان الكذبة؟

تسرّبَ الغيظ في دمائه وهو يجابه أستاذًا كما لا يحدث دومًا، أوشك على إخراج «الكلب الذي بداخله» لو لا أن حكيم أردف بغِلظة: نعم، نعم، أنت فَطِن. هيا عاقبنا.

وجبَ أنه أراد اختصار الأمر لكنه زاده سوءًا، لدرجة أنهما وقّعا على أكثر من مجرد التأخير، ما لا يحصيانه من مخالفات بعضها انبثق من العدم، وفوّتا أربعين دقيقة من الحصة الأولى بسبب مكوثهما في حجرة الأستاذ مارد.

-يتحدث عن الزي الرسمي وهو يرتدي ساعة رقمية أرجوانية.
تمتمَ النَشِطُ وضحك قُبَيل ولوجهما غرفة الفصل.

حصة الأستاذ عصير، تقدمَ الفتيان الأربعة لعرض مشروعهم، حيث اقتضى الموضوع الذي اختاروه شرحَ درسٍ قصير بالانجليزية يختارونه من مقرر «تخطيط الحملات التسويقية».

استلمَ عبد الحكيم المقدمة وشرحَ بلكنةٍ عفوية، وقرأ عنوان شريحة العرض: إندفيجوال كاركترستكس، هذه العبارة التي استنفدت حرف c تعني الخصائص الفردية.

مازحًا أضاف: ليست الزوجية! الفردية.

ضحكَ بعضُ الزملاء، ابتسمَ المعلم من بينهم، وهزأَ تلميذٌ: اوه يا فيننشل مينجر (مدير مالي).

تنهدَ المُقَدّمُ بضجرٍ مصطنع وردّ ساخرًا: نكتة انجليزية، شاطر. أستاذ، أعطِه درجة.

مسرحية تعليمية فكاهية انتهت مع انتهاء فقرته، أقبلَ الراجِفُ وركبتاهُ تتصافقان تحت ثوبه، داوى توترهُ بتذكُر أداء حكيم المُسلي، لا داعي لإضحاكهم لتكون مبدعًا، فقط ثق بنفسك. مسّ بنصرهُ وسبّابته مربّع الحاسوب لتمرير الشريحة، والضوضاء تعجّ في لُبّه، عدّلَ وقفته وفقًا لإرشادات صديقه، أشعلته تلك الرسالة «سنبقيكَ معنا إن وعدتَ برفع صوتك» وهجمة أستاذ عصير «ارفع صوتك»، أقنعَ مخيّلتهُ بأن رؤوس الفجل التي على المقاعد ليست سوى حاويات قمامة، بالضبط مثل التي تدرب أمامها بجانب الدكان.

نطقَ الحرف الأول فاختنقَ به، ولم يتسنَّ له أن يندبَ حقيقةَ عدم قدرته على الإعادة بشكل أفضل مثل التدريب، لكنّه تذكر «ما يحدث بعد ذلك لستَ مسؤولًا عنه»، فاندفعَ وأجادَ النبرةَ التي طمحَ إليها، أخيرًا، تدفّق الأدرينالين بكثافة وصفقت له شرايينه، استرخت ركبتاه واتّسع جانِبا ثغره وهو يلقي.

(هذا سهل!)
حين استشعرَ السهولة في سِرّه، أنذرت صفارة خطّة الإخلاء.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro