١٥
استدار بهدوء ليرفع قميصه عن ظهره ويتلفظ "هذه…" وفجأة في تلك الظلمة توهجت علامة كبيرة مخيفة ومألوفة للغاية لرأس ذئب على ظهر كارل
تقهقرت بأعين متسعة لأستطرد "ما هذا!"
رتب كارل لباسه ليعاود النظر إلي قائلاً "إنه أمر يخص المستذئبين… لكن يخصكِ أيضاً… أتريدين رؤية علامتك؟"
شعرت أنه يُهذي فقط ليثير استغرابي فتلفظت "أأنت جاد كيف ستكون لدي علامة كهذه!! وكيف يخص المستذئبين ويخصني!"
تنهد ليسأل "أتريدين التنزه تحت المطر قليلاً؟" رمقته بغضب لأنه لم يجب على أسئلتي فتابع "كي أخبركِ ما هذه العلامات ولمَ هي تخصكِ وأيضاً… كي أريكِ علامتك"
نظرت للأعلى حيث غرفة أبي لأجيب "حسناً فقط لأني لا أريد إزعاجه بصوتنا… لكن لن نبتعد عن المنزل!" أومأ وخرجنا
كان الأمر مخيف بالنسبة لي وكنت أفكر كثيراً وخطرت في بالي مليون فكرة عن قصة هذه العلامات لكني لم أعرف لمَ هي تخصني وشعرت أني غبية بمجيئي معه فقد يقوم بخداعي ولا يكون شيء من ذلك حقيقي، بكل الأحوال أنا أستمتع بوقتي تحت المطر وفي الظلمة
توقف كارل في زقاق ضيق لأهمس بسخرية "ولمَ اخترت هذا المكان؟ هل تنوي أكلي؟"
قرأت الغضب في عينيه ليجيب "لا تتحدثي بأمور لا تفهمينها… أعلم أنكِ تشعرين بالبرد لكن سنعود قريباً… سأفعل شيء غريب أطوار لكن ثقي بي… ولا تسيئي الظن حسناً؟"
ابتعدت للخلف بقلق لأتفوه "ماذا تقصد! كيف سأثق بك أنت! لمَ تتحدث دائماً بالألغاز"
اقترب إلي بهدوء ليدير بي لوجهة معاكسة فبات هو خلفي، أشار لي نحو ضوء في نهاية الزقاق قائلاً لا تبعدي عينيكِ عنه وشابكي كلتا يديكِ
همست "لماذا!"
لم يجبني وأخذ بكلتا يدي ليشابكهما فنطقت بحدة "كارنيليوس أنت تغضبني!" وشعرت به يرفع كنزتي عن ظهري لأصيح "أيها!_ سحقاً لك ما الذي تحاول فعله!!"
لأستدير إليه سريعاً وأقوم بضربه ودفعه بغضب لكنه لم يتحرك فأمسك بكلتا بيدي مجدداً ليتبسم قائلاً "إحتفظي بطاقتك… رأيت العلامة بيرل! إنها مُطابقة لعلامتي… أنتِ رفيقتي حقاً"
زمجرت لأصيح "دعني! أيها البربري المقرف"
طأطأ رأسه بإحراج ليستطرد "آسف لفعلتي ولم أكن لأجرؤ لو أنه ليس أمر مهم لا يمكنكِ حتى تخيله، أعتقد أنكِ غاضبة ولن أستطيع توضيح الأمور لكِ لذا تصبحين على خير" ثم أفلت يدي وابتعد خطوتين
لكمته على صدره لأقبض يدي بتألم لأصيح "ماذا تعني!! بعد كل هذا لن تخبرني بشيء أأنت_" بترت جملتي عندما لكمني بخفة على عنقي وشعرت حينها بالدوار والفراغ، نظرت له ولم أستطع إخراج صوتي لأشتمه أو ألومه، أو حتى التحرك لأسدد له لكمة في منتصف وجهه لأنني استسلمت للنعاس وهو أمسك بي سريعاً وآخر ما سمعته كان "نوماً هنيئاً حبيبتي"
وبعد وقت طويل للغاية يكفي لأن أفوّت الكثير، استيقظت في جناحي القديم في قصر كارنيليوس
أخذت بضعة ثوانٍ حتى أدركت ما حدث في الأمس وهذا الأمر أشعلني بالغضب، لا أعلم بأي حق يجلبني إلى هنا أو حتى يدفعني للنوم بالحركات القتالية القديمة، سحقاً له
نهضت وأدركت أني حافية، سرق حذائي أيضاً؟ لكني لم أُبالي وخرجت سريعاً حيث الرواق والأشخاص الذين يخرجون من غرفهم لأسمع صرخة روزلي "بيرل!!" ثم ركضت إلي وعانقتني بقوة
صُحت بضحك "لقد افتقدتكِ!"
"لا أصدق لا أصدق حتى الآن أنكِ رفيقة كارل! ستبقين معنا!! هذا أفضل خبر سمعته!"
صعقتني بكلامها لأتمتم "أبقى معكم؟" فصَلَت العناق بتوتر لتهمس بسؤال "لم يخبركِ؟… آمل أني لم أُفسد شيء"
هززت رأسي لأتلفظ "لا بأس ليس خطأك، على ذلك الأبله أن يخبرني سبب منطقي واحد يجعلني أبقى هنا"
ضحكت روزلي بتوتر لتسحبني للأسفل قائلة "تحدثي مع ذلك الأبله وسيخبركِ مليون سبب منطقي لكن لاحقاً"
شهقت عندما رأيت هيوغو على الدرج لأركض إليه وأنحني لمستواه وأحتضنه، فصل العناق وأشار لي للأمام وعندما نهضت رأيت الجميع واقفين باِنتظاري وكان أودين الرجل الأصهب معهم، عقدت حاجبي باِستغراب وحملقت بروزلي بينما أهز رأسي بتساؤل فتنهدت لتصيح "حسناً هي تجهل الموضوع… لم يخبرها بشيء بعد!"
شعرت بيد تسحبني نحو رأس الطاولة، كان ذلك كارل، نظرت له بغضب ليتبسم بلا مبالاة قائلاً "أعلم أنكِ غاضبة ولكن تمتعي بوجبة خفيفة قبل أن نتحدث"
جميعهم كانوا يحدقون بنا وكان شيء مربك، لكني لاحظت أن على رأس الطاولة كرسيين وليس واحد كما المعتاد، جلس كارل وسحبني لأجلس بجانبه، رمقته باستغراب رافعة زاوية شفاهي فهمس "كان هذا مكانكِ منذ البداية… إنه ضيق ولكن ستكون هناك مساحة كافية لنا قريباً"
"أنت تكثر من أحلامك" تمتمت لأتناول طعامي متجاهلة كل شيء، ليس مكان مريح للأكل فيه ولكن لا يهم لأن الطعام طعام، وفي عقلي أستعد لشجار مع كارل وأجهز كلامي وتوبيخي
بعد ذلك كنا في طريقنا إلى السطح وهذا يؤلم القدمين، إنه مكان غريب للتحدث فيه لكني تذكرت أننا بين مستذئبين وقد يسترقون السمع، ثم تمتم "حافية؟ حذاؤكِ كان بجانب السرير لمَ لم ترتديه"
توقفت لأنظر لقدمي فتنهدت قائلة "لم أعثر عليه" همهم ليرفعني على ذراعيه مستطرداً "سأساعدك" ليصعد باستعجال على السلالم متجاهلاً مطالبتي بأن يدعني، كان أمر مخيف إلى أن وصلنا وأنزلني أخيراً
اتجه بهدوء للحافة واستند عليها بمرفقيه وحدق نحو الوادي، نظرت له بتعجب فتفوه "من أين تريدينني أن أبدأ؟"
أجبت بتلقائية "الرفيق! منذ الصباح وأنا أحاول أن أفهم لمَ ينادونني برفيقة الألفا"
أجاب "سأحاول اختصار الأمر تذكري أن الألفا هو زعيم القطيع… الرفيق هم من لديهم علامات مُطابقة لبعضهما وهذا أقلّ شيء، توأم الروح، هو من قُدّر له أن يكون لرفيقه للأبد، ولأنه القدر أي أنه ليس لديه خيار آخر… لكن من حسن حظي في ذلك أني أحبكِ منذ البداية"
كان علي أن أصاب بصدمة عارمة لكن الأمر مألوف، ورأسي كان يركز على حبه لي منذ البداية ومعدتي تنكمش بشكل غريب والدماء تصعد لوجنتي، الإعتراف المباشر محرج
عقدت حاجبي لأصرح "وماذا؟ ليس مهم أستطيع الذهاب الآن والبقاء للأبد مع شخص آخر ولن يحدث شيء"
نقل أنظاره نحوي سريعاً ليبتسم بشكل إجرامي مجيباً "لا بيرل لن يحدث… لأني سأقتله"
تمتمت مغمضة عيني "ما القصة؟"
"القصة هي أنكِ ستبقين معي للأبد، أنتِ لم تدركي بعد ما حجم الشيء الذي يربطنا، لكن على كل حال علي أن أخيفكِ قليلاً لتفهمي"
رفعت حاجبي الأيمن فتابع "فلاد سيحاول قتلك… وإن علم أي قطيع آخر أن رفيقة الألفا بشرية فلن تحدث أمور جيدة بك… لأن الرفيق يكمل كل شيء، وعندما يرحل يصبح المرء ضعيف… وهكذا سيستطيعون قتلي والتحكم بعائلتي"
نجح بإخافتي ولكنه لم ينجح بإقناعي، صحيح أن نبضاتي كانت سريعة إلا أني لم أستطع تصديقه لكني لا أريد أن أتسبب بقتل أحد، وعندما فكرت جيداً اندفعت بقول "ولكنهم إن علموا سيؤذون أبي وأصدقائي!!"
هز رأسه ليردف "هذه خطة رديئة… ولكن لأجل راحتك، شارعكم فيه بعض ممن يدينون لي بمعروف وهم مستعدين لحماية والدك"
شهقت لأصيح "مهلاً أبي وحده في البيت!! ماذا لو استيقظ ولم يجد_" قاطعني ببرود "توقفي عن القلق… لقد تحدثت إليه، أخبرته أنكِ جئتِ لزيارتنا لبعض الوقت وأعطيته عنوان المكان أيضاً… كان غاضب ولكن لا بأس لأنه يثق بي"
صرخت بغضب "ماذا!"
رفع كتفيه بابتسامته الغبية التي لا تليق بوجهه الصارم الحاد لأضرب كتفه بقبضتي قائلة "لا أريد البقاء هنا!!"
استدار إلي بجدية ليستطرد "أتريدين الموت على يد وغد؟ إن كنتِ كذلك فأنا لا أريد… أعلم أنكِ مازلتِ غاضبة مما فعلت سابقاً لكن إنسي أمر ذلك ولنبدأ من جديد"
زمجرت لأصيح "حسناً سأفكر!!"
تبسم تدريجياً وشعرت أنه يسخر مني لينحني بعض الشيء ويقبل جبهتي هامساً "هذه لتساعدكِ على التفكير، فكري جيداً بحياتك وليس موتك"
وضعت يدي على جبيني لأتحدث بإحراج "ما هذه الأفعال الغريبة؟"
أطلق ضحكة خافتة ليحتضنني ويمسح على شعري قائلاً "أعلم، كيف لكارنيليوس أن يظهر عاطفته… لأني افتقدتكِ"
صحت بوجنتين محمرتين "لم أسمح لك بمعانقتي!"
"أنتِ أيضاً تلكمينني بلا إذن"
"أنت لم تكن تعاملني هكذا قبل أن تكتشف أني رفيقتك أيها المنافق"
استنشق شعري كثيراً ليجيب بتكاسل كأنني أجبره على التحدث "وكنتِ فتاة غريبة وفاقدة لذاكرتك ومشتتة ولا يعلم أحدنا أننا رفيقان، لو فعلت ما أفعله الآن قبلاً لكنتِ قتلتني أو ظننتِ بأني غريب أطوار، لكن الآن اكتشفنا كل شيء وأنا اعترفت بأني أحبكِ"
تلفظت بملامح حزينة "لكنك قمت بحبسي… وكنت وغد للغاية"
"عندما تستمعين للسبب ستجدين أنني كنت على حق عندما فعلت ذلك"
رفعت حاجبي الأيمن لأحاول فصل العناق فسحبني مجدداً ليستطرد "أثق بكِ لهذا سأفشي لكِ سر عائلتي الخطير… الذي لا يعرفه أحد غيرنا سوا فلاد"……
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro