Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

١٢

هذه الطرقات التي تمر عبرها السيارة تذكرني بالكثير، كنت جالسة بجانب ماثيو لكني لم أرغب بالنظر بوجهه لسبب لا أفهمه في رأسي، لهذا أخذت أراقب الطريق من النافذة

رغم ذلك هو كان يلقي نظرة علي كل لحظة بينما يقود، لاحظ حزني وتعابيري الفارغة ليتفوه "بيرل… هل كل شيء على ما يرام؟"

نظرت نحوه مباشرة لأستطرد "قبل أن نصل… أريد شيء منك… عندما ألتقي بالناس الذين يعرفونني أخبرني بأسمائهم بهمس"

عقد حاجبيه قائلاً "لماذا؟ هل نسيتِ معارفك أم ماذا"

تنهدت لأعيد أنظاري على الطرقات مجيبة "سأخبرك لاحقاً"

وصلنا للحي الذي كبرت فيه، رأيت منازل الناس الذين كنت أزعجهم وأدق أبوابهم مراراً وأهرب، الذكريات تعود سريعاً لعقلي بشكل يفاجئني، لربما لأنني أرى أشياء متعلقة فيها

طرق ماثيو باب أقرب منزل، أعتقد أنه منزلي لأني أمتلك فيه الكثير من الذكريات، فُتح الباب سريعاً لتمتلئ عيني بالدموع لرؤيتي لوجه أبي كأنه الشمس بشروقها

لم يكن هناك وقت لتحليل تعابير وجهه فقد عانقني وأخذ يقبل شعري كثيراً وأنا أكبح دموعي والذكريات معه تملأ عقلي كأني لم أنساه يوماً

لم أكن أرغب بتركه، رائحته كانت تشعرني بالكثير من الأمان الذي هجرني منذ وقت طويل، في كل مرة كان يردد فيها "بيرل ابنتي، صغيرتي" كنت أشعر بروحي تعود لجسدي بعدما تركتني كالجثة المتحركة لوقت طويل، إنه أبي الذي أخرجني من تلك الحُفرة السحيقة المظلمة أخيراً

كان هناك أشخاص آخرين في المنزل، أقرباء وأصدقاء وجيران، كان عددهم كبير للغاية
ولم يكن من السهل بعدها شرح حالتي لهم، لقد كانت كلماتي صاعقة خصوصاً لأبي لكن ماثيو لم يتأثر كثيراً

وعندها أخبرني أبي أنه سيأخذني للطبيب غداً رغم أني أخبرته أن واحدة من العائلة التي وجدتني كانت طبيبة وهي من عالجت كسوري

ضلّلته عن موضوع عائلة المستذئبين تلك فهو كان مصمم على أن يقابلهم ويقدم لهم هدية شكر كبيرة، لكني أخبرته أنهم معتادين على إنقاذ الناس خصوصاً أنهم يعيشون في مكان تلفّه المنحدرات والوديان والغابات التي ليس لها نهاية، وأنهم سيشعرون بالإهانة من ذلك

عندما لاحظ رفضي لذهابه إليهم غيّر الموضوع سريعاً كأنه خائف من أن يجعلني أفكر بهجرهم مجدداً، كَذَبت وصدقني الجميع، كنت أخشى ألا يصدقوا بأني نجوت بأعجوبة وفقدت نصف ذكرياتي وكنت متعبة وكئيبة لهذا قررت الهروب من العالم لبعض الوقت

وهكذا قضيت اليوم كله وأنا أثرثر ولا أحرك ناظري عن أبي، ولم يتوقفوا عن إعطائي الكثير من الطعام وسرد القصص عن الماضي وإطلاعي على الصور القديمة والتذكارات

ورأيت غرفتي الخاصة أيضاً وكان معُلَّق على جدارها إطارات زجاجية مليئة بالعملات المعدنية والنحاسية القديمة، أخبرني أبي أني كنت أحب جمع الأشياء الأثرية في صغري وأخذ يحكي لي الكثير من المواقف والمرات التي سرقت فيها العملات القديمة من الناس،
كانت أجمل ليلة جديدة في حياتي

واليوم الذي يليه تحدثنا إلى الشرطة ولم يصعب عليهم معرفة من يكون كارنيليوس من ثم أخذني للطبيب وظهر أنني بصحة جيدة لكن قصة فقدان الذاكرة كانت غريبة عليه وقرر دراستها جيداً ليعرف ما حدث في دماغي

وهكذا خرجنا في طريقنا للمنزل سيراً على الأقدام، أبي كان يريد إخباري شيء وهذا ما توضّح لي في تعابيره، نظرت له لأتلفظ "أبي؟ قُل ما عندك"

تنهد ليستطرد "حتى بعدما فقدتِ ذاكرتكِ مازلتِ شديدة الملاحظة… أخشى أن أخبركِ وأتسبب بصدمة نفسية لكِ مجدداً"

أعدت انتباهي لطريقي لأبتسم بحزن قائلة "أتقصد أمي؟… لا بأس لقد تذكرت ما حصل لها عندما رأيت صورها في الأمس"

حدق بالأرض وفي وجهه حزن عميق ليتحدث "آسف بيرل… نحن كبار السن معرضون للموت فجأة لكن لا يهمنا ذلك طالما أن أبناءنا بخير ولديهم القوة الكافية لمواجهة العالم وحدهم"

ربتُّ على ظهره ممازحة "لا تقل ذلك عن أبي، هو ليس كبير في السن إنه فقط كبير في الخبرة"

وهكذا حظيت ببعض المرح مع والدي لكنه فضّل أن نجلس لوحدنا في مكان ما لأنه يريد إخباري عن بعض الأمور، جلسنا على طاولة خارجية في المقهى، تبادلنا بعض الأحاديث عن الذكريات وشيء كهذا وعن أصدقائي ثم صمت طويلاً عندما وصلنا لحكايات ماثيو

"تريد أن تخبرني بشيء لكنك قَلِق صحيح؟… لا بأس لا تخف لن أصاب بصدمة أو شيء كهذا"

حرك شفاهه بجدية "على الحديث هذا أن يبقى سر بيننا تماماً… كل ما أريد قوله أن ماثيو يخفي عنا شيء، هو لم يُفصح عن سبب شجاركم جميعاً قبل الحادثة"

عقدت حاجبي لأتفوه "غريب ولكن… ماذا تقصد بجميعاً؟"

أخفض ناظريه بخيبة ليجيب "أقصدكم أنتم وناتالي… إنها أفضل صديقاتك ولكنها ليست بخير أبداً وقد انفصلت عن العالم الخارجي من بعدك وحبست نفسها في بيتها دون أكل أو شرب أو رؤية ضوء الشمس"

عقدت حاجبي لأصرح "ولكن لماذا؟ أيعقل أنها تحبني لهذه الدرجة أيعقل ذلك"

تابع والدي بحزن "ذات مرة كنت أحاول جعلها تخرج كالعادة وأطرق بابها، فتحت لي بالخطأ ورأيتها، لقد كانت حالتها مزرية وعظامها بدأت بالبروز ووجهها شاحب وعينيها متورمتين من كثرة الدموع وأغلقت الباب بوجهي سريعاً بعدها… أريد منكِ أن تذهبي إليها بأقرب وقت فجسدها لن يصمد طويلاً، لن ينجدها أحد غيرك"

لم أصدق بعد وجود شخص قلق علي لهذه الدرجة لكني لن أقف مكتوفة الأيدي وأتركها تقتل نفسها، فأومأت سريعاً لأتفوه "سأذهب لها حالاً! خذني إلى بيتها رجاءاً"

نهض قائلاً "لكن في البداية يتوجب علي إخبارك… لا تصدقي كلام أي أحد… لأنهم سيستغلونكِ بسبب ذاكرتك تفهمين قصدي صحيح؟"

أومأت لأتلفظ "سأسلك إن حدث شيء له علاقة بذلك"

وهكذا اتجهنا لمنزل ناتالي الذي يقع في آخر الحي خاصتنا، والمزيد من الذكريات مجدداً بمجرد رؤية بابها

تبادلت النظرات مع أبي ليقوم بطرق الباب بتردد، لكن ما من مجيب فابتعد قليلاً حتى تسنى له رؤية النافذة ليصرخ "ناتالي… معي بيرل! لقد جاءت لرؤيتك!"

لكن لا شيء جديد فابتعدت أيضاً لأصرخ "ناتالي صديقتي لقد جئت لأجلك! أنا هنا بالأسفل أرجوكِ افتحي لنا!"

الراوية:
لم تتوقع ناتالي سماع صوتها بعد كل تلك الفترة، شعرت بدمائها تتدفق أسرع وقلبها ينبض بالألم والصدمة والخوف، لم تصدق ما سمعت بعد بينما كانت تبكي معانقة نفسها في ظلام غرفتها

لكن بيرل صرخت مجدداً "لن أتحرك من مكاني قبل أن تفتحي!" لتشهق بقوة من دموعها وتصرخ "بيرل!!"

نهضت بأسرع ما يمكنها وهي تهرع وتنزل السلالم لتصل لصديقتها التي ظهرت أخيراً بعد كل ذلك الألم والذنب، فتحت الباب لتتجمد في مكانها وعينيها تذرفان الدموع
لم تكن بيرل راضية عن حالة ناتالي لكن الأخرى كانت تعيش أفضل لحظاتها

اقتربت للخارج ببطء لتهمس "بيرل! أنتِ حية!!" صرخت بآخر جملة لترتمي إليها وتعانقها بقوة تُزيل فيها مخاوفها وهي تبكي بصراخ غير مُصدقة ما تراه
كانت فاقدة للأمل تماماً ولكن هاهي ذا، أفضل صديقة لها لم تمُت، لم تكن لديها القدرة على فصل العناق كانت تتأسف لها كثيراً لأنها لم تكن معها في ذلك المكان ولم تستطع مساعدتها

لكن بيرل كانت تشعر بالذنب لأجلها، لأن من رد فعلها هذا كان عليها أن تختار الإتصال بها منذ البداية لكن ما أدراها، تبسمت بيرل وفصلت العناق لترى وجه ناتالي فاستطردت "لا بأس… أنتِ الأفضل ناتالي… لن أترككِ مجدداً"

قضت بيرل أيام جيدة مع هؤلاء الناس وذكرياتهم ولم تجرؤ على سؤال ناتالي عن المشكلة التي حصلت بينهم لأنها لا تريد تذكيرها بذلك، ماثيو لم يقم بالزيارات خلال هذه الأيام لكنه كان يتصل ببيرل كل ليلة ليطمئن عليها

وناتالي لم تدخل بيتها إلا عندما تنام، فصديقتها قد عادت وعليها قتل مخاوفها والبدء من جديد، والإعتناء بها بشكل أفضل، لأنها ماتزال تضع كل اللوم على نفسها

ولم تعرف بيرل بعد، ما الذي حصل بين الأصدقاء الثلاثة قبل أن تسقط في الوادي، إلا أن الحقيقة تظهر دائماً حتى لو أخذت الكثير من الوقت…

أما بعيداً عن المدينة حيث القرية المكسوة بالأشجار والمُحاطة بالوديان، كارنيليوس كبير القطيع كان يشعر بالسوء كأن السواد يأكل قلبه، خصوصاً بيرل، كان يفكر بأنه ماذا لو لم تكن خائنة كما كان يعتقد وأنه أساء الحكم عليها، لأنه حقاً تصرف بطريقة غير حضارية وبربرية، ولكن هل يشعر بالذنب بعد أن رحلت ولم تعد هناك فُرص ثانية، لقد فات الأوان ليتأكد من الأمور ويصلح الخطأ

تلك الليلة كسابقاتها كان الجميع نيام إلا هو، جلس على الأريكة في حديقة القصر بينما ينظر للأعلى حيث الغيوم تحجب السماء بأكملها لكن بيرل لم تخرج من رأسه، لم يعرف كيف يفكر بالناس وأمرهم من قبل إلا بيرل فقد أخذت كل تركيزه هذه الأيام، وهذا ما يجعله يشعر بالسوء والصداع والأرق

زفر أنفاسه بإرهاق ليسمع من يتحدث بجانبه "أمر مزعج صحيح؟"

عقد حاجبيه بغضب ليتحدث من بين أسنانه بعدما قبض يده "كم مرة علي تقييدك أودين! أتريدني أن أقتلك حتى تفهم أنك معاقب! لا تدفعني لأن أفرغ غضبي فيك"

تبسم الأصهب ليضع قدمه فوق الأخرى قائلاً "جئت لأراك تتعذب… هذا ليس شيء بعد… ولكني قد أغير رأيي في أي لحظة وأخبرك بالسر الذي لدي… سر صغير مقابل أن تعطني حريتي"

رمقه بغضب ليتفوه "لا تهذي بهذه الكلمات مرة أخرى… أنت ستقضي الفترة اللازمة في السجن"

نهض أودين بابتسامة ساخرة قائلاً "حسناً لا أعتقد أن هذا السر الصغير الذي يخص بيرل، يُهمك، بالرغم من أنه سيمكنك من النوم براحة مجدداً وسيعيد تفكيرك لمكانه الصحيح، لذا سأعود لزنزانتي الصغيرة وأنام جيداً وأهرب مجدداً غداً"

انقض سريعاً بلا وعي على أودين وأمسك بياقته لكنه مايزال مبتسماً بهدف استفزاز الألفا فاستطرد "إذاً ماذا؟… هل سمعت إسمها في حديثي؟ أنت تبلي بشكل جيد لتُشعرني بالنصر… فقط أعطني حريتي وأنا سأخبرك بكل بساطة"

أفلته بعنف ليأخذ أنفاسه ويبتعد بضع خطوات عنه فهو يكبح غضبه ورغبته في مهاجمة أودين فتحدث "تطلب مني أن أعطيك حريتك كأنك لا تهرب مئة مرة في الأسبوع وتستطيع التسكع أينما تشاء"

همهم الأصهب ليصرح "صحيح أنني أخرج متى ما أريد لكن مايزال إسمي أودين السجين، عندما أخرج بشكل رسمي سيكون شعور مختلف"

نظر كارل لعينيه طويلاً بصرامة ليتحدث "عد إلى زنزانتك ولا تفكر بأنني صدقت خدعتك هذه…"

ضحك بسخرية قائلاً "أنظر إلى نفسك! أنت لا تلاحظ الفرق ولكن الجميع يلاحظون… هيا عُد للنوم أيها الألفا… هذا إن استطعت إغماض جفنيك وعدم التفكير… بها" لوح له بابتسامة مستفزة ليعود لزنزانته

شد كارل على قبضتيه بينما يكز على أسنانه وقد نجح الأصهب باستفزازه بنفس الطريقة التي قام بها إمبروز، لهذا سيحاول تجاهل أفكاره والعودة لقطيعه وحماية منطقته وبيته، فهو ليس له علاقة بالبشر ومشاعرهم وظنونهم…

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro