
الثاني
'ملجأ دامون'
–للـكلابِ الضالّة والمُشردة–
-هذا أول ما صوبت عليه عينهِ عن بعدٍ وسط طابقٍ علويّ جديد بـداخل إحدي البناياتِ، كانت اللائحة بـمثابة إفراجٍ عن بؤسهِ متنفسًا الصعداء، لـيتلاش كل التعبِ الذي هالكهُ جديًّا بحثًا.
ولكن سرعان ما أن امتعضَ وجههُ إثر انتباهه لِـما المنقوش علي اللائحة بـ'مغلق'، في حينِ بـالداخل بوغت بـتفاقمِ حاسّة الشم لدي أليفتهُ لـتتكهَن أخيرًا بـرائحة مُنقذها المحببة لـقلبِها.
الإيقاظ لم يُفارق جفونها وهي بـمكانٍ غريب ضالةً بعيدة عن رونقِ مأواها.
وتزامنًا مع ترقِّ وطآتهُ نحو الملجأ أخذ نباحُها الممزوج بـسعادةٍ يعلو تدريجيًا راكضةً نحو الباب قُرب رائحتهُ المعتادة، لـيهرول هو أيضًا إثر صوتِها الحُلو المُرسخ بـمسامعهِ.
قد طُربَت مسامعهُ، شحنَت طاقتهُ واستُعيدَت حماسيتهُ وقوتهُ رغم هزيل جسده إرهاقٍ، والتلهُف لـتكونَ بين أحضانهِ لا يأبي الإختفاء، هو قَد وجدها أخيرًا ومُعافاة من أيدي الكارهين!
"أوليڤ! أنا هُنا.. لا تقلقِ طفلتي." دوي صوتهُ عاليًا، حتي باشر في دفعِ الباب بـكتفهِ العريض بـكل ما أتي من قوةٍ مرارًا وتكرارًا.
ولكنّ المأزق بـسكِّ الباب لـثلاث مراتٍ بـإحكام كان كفيلًا لـينهزمَ ضد محاولاتهِ متنهدًا بيأسٍ.
هو الآن بـحلولِ الفجر وذاك علي مدار يومٍ كامل بحثًا، وفي بيت شبه مهجور مع متاجرٍ مُغلقة ودون وسائلٍ معه لإنقاذِها، ولا مِن داعمينٍ.
"أنا قادمٌ إليكِ، أوليڤ حتمًا.." آخر ما نبس بهِ، لـيستلقي أرضًا متكئًا علي الباب، والحلول لـسعيِها تُباشر بـمداهمةِ عقلهِ.
إلي أن تركا عنان النومِ لـجفونِهم في حضرةِ أمانٍ يستمداه من خلدِ بعضهما، وما سوي بضع انشاءآتٍ تفصلهُم عبر بابٍ خشبيّ.
 ̄
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro