الأزرق.
لم أكُ بهذه القوة من قبل، ولم أمتلك يومًا تلك الجرأة للحديث بهذه الطريقة مع أحد لكنهم لم يكونوا أحدًا بل أعضاء فرقتي وعائلتي الثانية؛ تأكدت أن الحياة ليست منصفة وعادلة في جميع الأوقات في ذلك الوقت تحديدًا.
كنت الوحيد الذي يعرف بأن أمر تفكيكنا لا مفرَّ منه ومع ذلك حاولت تكذيب عقلي وقلبي والنظر للموضوع من جهة أخرى؛ لكنّي الوحيد الذي وقع ولم يقف من جديد، لم يكُ مارك هيونغ الوحيد الذي يعاني هنا.
عانينا جمعنا لكنه أكثر من تأذى كونه القائد ولم نكن نعلم بأن ذلك العمل يشمل كل شيء حتى معرفة أسرار الأعضاء، رئيس الشركة لم يكُ سهلًا معه قط بل كان متوحشًا ذلك اليوم؛ بدا لي صلبًا كالصخر وهو لم يكُ بهذا الشكل.
كنا لاتزال نجلس في الأسفل وبعد أن عدنا لم نكُن قادرين على النوم بطريقة صحيحة عدا رونچين الذي أجبرناه على أن ينام بسبب صحته؛ توجهت للمطبخ رفقة دونغكهيوك وچينو لتحضير بعض المشروبات المنشطة، صنعنا بعض الفطائر لأجل الأفطار ولم نتناولها لانه لم نملك أي شهية لنضع أي شيء في أفواهنا.
تركناها فوق الطاولة وغادرنا للغرف، علينا الحصول على قسط من الراحة قبل المفاجأت التي سوف نتلقاها بعد قليل؛ تفقدت غرفة مارك هيونغ حيث يشترك بها مع رونچين -حاليًا- ثم توجهت إلى الغرفة المشتركة مع الأصغر.
لم أتمكن من النوم بشكل جيد لذلك كنت أول من استيقظ في الصباح، رتبت ما نمت عليهم الليلة الماضية ونزلت إلى الأسفل؛ بحثت في الثلاجة عن شيء ما أسد به جوعي حتى يستفيق الأعضاء، لكنّي لم أجد سوى الفطائر التي حضرناها الليلة الماضية.
حشرت واحدة منهم في فمي وشربت كوب ماء بارد ثم توجهت لغرفة المعيشة، بقيت هناك لفترة من الوقت حتى سمعت صوت سعال رونچين كان عاليًا، لذلك هرعت اتجاه الغرفة أساعده؛ نفذت ما طلب بابتسامة راضيّة و عدت للأسفل رفقة مارك هيونغ.
التقط هيونغ أحد الفطائر تلك وسكب كوبًا من العصير ووضهما فوق أحد، الصواني الحديدية وصعد بهم نحو الغرفة، لم تمض سوى عدة دقائق حتى عاد فسألته بصوتٍ منخفض:
"هل رونچين بخير؟.. أستكفيه هذه الكمية من الطعام؟"
هزَّ رأسه كإجابة لكلامي وجلس جواري، ألتقطت واحدة من الشطائر وقدمتها له لكنه رفضها قائلًا:
"لا شهية لي لتناول شيء الآن چاي، تناول أنت والأعضاء منها وبالنسبة لي لست جائعًا وإن أصبحت كذلك سأخبركَ بالأمر؛ على رونچين أن يتناول أكثر منا."
أوافقه على أمر رونچين لكنّي لا أوافقه على طريقة كلامه حول ذاته، أعلم أنه الأكبر لكن عليه أن يحافظ على صحته لأنّه لن نتحمل وجود شخصين بيننا عاجزين عن فعل أي شيء يذكر؛ وبشكل خاص هو قائدنا وآملنا جميعًا.
أعدت الشطيرة لمكانها ونظرت نحوه مطولًا، دققت النظر بملامحه التي تبدو متعبة للغاية، بائسة، ووحيدة، كانت تبدو وكأنها عانت أكثر منه وتعبت من فعل أي شيء حتى لو كان صغيرًا.
حاولت الحديث معه لكن دخول بقيّة الأعضاء استوقفني مكاني، راقبتهم بصمت كيف كانوا خائفين عليه وهو لم يكُ كذلك؛ بل ابتسم في وجه چيسونغ حالما قال له أن يتناول أحد الشطائر، لن أخبر الأصغر أنّي حاولت لكنه رفض وبشكل قطعي أن يضع أي شيء يؤكل في فمه.
مارك هيونغ لم يتغير قط عن السابق بل ازداد عنادًا وخوفًا علينا لا عليه، كنت أرغب أن أصرخ في وجهه لكنّي توقفت حينما سمعنا صوت تحطم شيء ما من الأعلى.
تركتهم هناك وجريت نحو الغرفة بأسرع ما لدي من طاقة، دخلتها بسرعة -أيضًا- وما رأيته لا يمكن للعقل ان يستوعبه ذلك لم يكُ رونچين قط بل شخصًا آخر؛ هو لن يؤذي نفسه لسبب تافه، تقدمت منه قليلًا لأنّي لم أتجرأ أن أخطو أكثر وسألت:
"ما بكَ؛ ماذا حل برونچين اليافع الجديّ، الشخص المتفائل والمرح؛ ماذا حدث لكَ رون، هل باعتقادك أن هذا الفعل سيجعل الحياة أسهل؟"
"لأنّي تعبت چايمين من إخفاء الأمر وحتى بعد أن علمتم به لا أزال خائفًا من تفككنا، أعلم أن الأمر صعب لحله الآن لكنّي سأكون بخير في الحياة الأخرى؛ حينها يمكنكم أن تعيشوا بسلام لا شخصًا تهتمون به ولا شخصًا تشفقون عليه، أعتقد أن هذا لصالح الجميع."
ابتسم بهدوء في نهاية كلامه لأتقدم أكثر وأسحب قطعة القزاز من يده ورميتها بعيدًا ثم صرخت في وجهه مع سماعي لصوت لهاث تشينلو:
"لا وألف لا رونچين ذلك ليس الخيار الصائب لك ولنا، ستهلكنا وستدمرنا، كفاك تصرفًا بطريقة طائشة وفكر فقط لمرة واحدة بنتيجة أفعالك هذه."
توقفت عن الحديث حالما شعرت به هامدًا، تراجعت عائدًا للأسفل وعيناي قد اغرورقت بالدموع ليس ضعفًا بل خوفًا من القادم؛ كنت خائفًا من أن نتغير بعد عدة أيام أن نصبح ألوانًا غير تلك.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro