الأَسْوَدُ يَلِيقُ بِكِ
فركت عينيَّ بضجر و إنزعاج .. و شعرت أن كل أنحاء جسمي تؤلمني بشدة .. يبدو أني نمت بطريقة غير سَوِيَّة ..
و أشعر بأضلعي تتكسر .. الحل الوحيد لهذا هو الإستحمام بماء دافئ و لكن أشعر بالكسل الشديد ..
و بينما أفرك عيني فُتح الباب على مصرعيه بقوة .. صُعقت للضجيج فلم يسبق لأحد أن وَلج غرفتي الزوجية بهذه الطريقة ..
و صُعقت أكثر حين رأيت حماتي ..
دخلت غرفتي و لم تنتبه بعد بأني مستيقظة فقد كنت أراقبها بطرف عين .. و فتحت الستائر ..
إلاهي لا !... اللعنة اللعينة على حظي !
و حينها دخلت أشعة الشمس المزعجة إلى الغرفة ..
_ جيني ! آستيقظي يا ابنتي لدي شيء مهم لكِ هيا ..
١
بدت نبرتها مُلِحَّة جدا لذا إحتراما لها إستقمت بجذعي لأنبس بنبرة ناعسة تعبة:
_ صباح الخير خالة .. ماذا هناك ؟
و حينها إتخذت مكانا بجانبي و نزعت عني الغطاء بقوة لتظهر علامات إستياء على وجهها ..
_ ملابس نوم عادية..؟
رفعت حاجباي بعدمِ فهمٍ .. لتكمل هي :
_ أتنامين مع ابني بملابس عادية كهذه .. ؟
و ضربت رأسها ببؤس لأتنهد محاولة كتم ضحكتي لأجيبها :
_ نحن لا ننام معا أصلا .. لقد نمت هنا البارحة لأنه في مدينة أخرى من أجل العمل ..
تنهدت هي بسوء و إلتزمت الصمت كعادتها حين تشعر باستياء و غضب شديد .. الجميع في العائلة تقريبا يعلمون أننا لا ننام معا و لا حتى نقترب ظن بعضنا البعض ..
فقط نعيش كالآخوة .. نتشاجر أحيانا و نلعب و نلهو و لكن لم نقترب من بعضنا لمدة ثلاث سنوات و الشهر القادم سيكون على زواجنا أربع سنوات ..
أنا راضية بهذا الحلّ حقا .. لقد تزوجنا في البداية من أجل إستقرارنا العاطفي و لنعيش حياة عاطفية صحية بسبب إتفاقنا رغم أني أكبر منه بالفعل و الجميع عارض زواجنا بسبب السن ..
أنا لا أكبره بالكثير فقط إحدى عشر شهرا .. و لكن الناس يكبِّرون الموضوع حتى أن معجبيني أبدو التفاجئ في البداية و لكنهم تقبلوا الأمر ..
و كنا قد قررنا أن نعيش حياة عاطفية صحية و لكن بعد مدة تحولت إلى علاقة باردة ..
بعد سنة من زواجنا أصبحت علاقتنا تنحدر نحو البرودة لا الأُخُوَّة و الذي أدركته حقا أن التصرف كالإخوة ليس من شروط صحة العلاقة العاطفية...
أشعر بالنقص أحيانا بوجود رجل كامل الرجولة و وسيم بجانبي و يكون زوجي و لا يقترب مني ..
في بداية الزواج... لقد كنت مرتاحة حقا و لكن بعدها أصبحت أشعر أنني لا أعجبه نوعا ما و لكن حقا هذا خطأ و لكن علاقتنا لا تجعلني أشعر بالإرتياح ناحية نفسي ..
أحيانا أخبر نفسي ماذا لو تزوج فتاة تدانيه سنا و أكثر جمالا مني ..
أعلم أني فاتنة بحقٍّ و لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد من هو أجمل مني على كل حال ..
و للآن أشعر أنه يستحق الأفضل .. فتاة أصغر سنا و أجمل .. و لكنه إختارني و أنا سأتمسك بهذا ..
هو لم يقدم معروفا باختياره و لكن سأتمسك بقراري أيضا...
و هذا لن يكون شيئا سهلا حقا فسنين قضيتهما أعيش معه بغرابة و هذا لم يُسعِد حماتي أو والدتي ..
لقد كان كل من والدينا مُتفهِّين جدا لعلاقتنا و طبيعة تمشِّيها و لكن الآن صمت حماتي لا يبشر بالخير أبدا ..
و تأكدوا أنه هدوء ما قبل العاصفة أحبائي في الله ..
فالتفتت لها موليةً إهتمامي لها لتستقيم بعنف من فوق السرير و من ثم وقفت أمام النافذة تطرق قدميها على الأرض بضجر لتصرخ و معالم وجهها أصبحت مرعبة :
_ إبني يجتهد كي يكون غبيا مرارا و تكرارا ... لا أذكر أننا نملك هذا النوع من الغباء في العائلة .. أقسم أن غباءه بجهد.. إبني العاق ! ..بالله عليكِ جيني يا ابنتي .. إبتسامتك الجميلة و عيناكِ الساحرة و حتى أثداؤك و أفخاذك الممتلئة..لمن تركهم تايهيونغ الغبي !؟ ... ها ؟
فتحت عيناي على مِصرعيهما بدهشة..إلاهي لقد نطقت حماتي !
تبدو مجنونة حقا ! .. لم أرها هكذا من قبل .. أبدا !
أخرجت زفيرا طويلا و عادت لتجلس بجانبي مجددا لتنبس بهدوء :
_ إسمعي حبيبتي .. أنا حقا لم أتوقع أن تسوء الحالة لهذا الحد .. لقد ظننت أنكما ناضجان بما فيه الكفاية و لكن لم أعرف قط أنكما طفلان فاشلان.. أنا و والد تايهيونغ و والداكي قد صبرنا و تقبلنا طبيعة علاقتكما من البداية و لكن الأمر زاد عن حده.. إذا ..
رمقتها ببعض الحيرة لأجيبها بنبرة يملؤها الفتور :
_ إذا ماذا ؟
_ سأتصرف أنا ... جهزي نفسك لنخرج و إتصلي بجيسو و هيا بنا ..
إستقامت وقتها و غادرت الغرفة بهدوء ..
و بقيت مشتتة هناك .. حسنا ماذا ستفعل؟
أنا دائما رأيت الجانب المُتَفَهِّم من حماتي و لكن إنزعاجها الآن لا يبشر بالخير .. أبدا ..
حسب ما أعرفه عنها فهي ذات طبع هادئ و نادرا ما تغضب و لكن غضبها سيء جدا .. لهذا نسعى لإرضائها عادةً ..
يبدو جنونا و لكن أهم شيء هو رضاها في هذا المنزل و حتما أنا لا أريد إغضابها أو إزعاجها و لكني أشعر بعدم الارتياح مما ستفعله ..
أخشى أن أندم .. هذه هي نهاية جبر الخواطر على أي حال .. ليس دائما صحيح ..
حدسي قوي هذه المرة و طاقتي تخبرني بألا أستمع لها هذه المرة و لكن ما عساي أفعل !
على أية حال لا بأس سأتصل بلاليسا فجيسو خارج البلاد منشغلة بتصوير مسلسل ..
من الجيد أني من النوع الذي يوقف أنشطته لبعض الوقت كي يرتاح .. فالعمل كممثلة أمر صعب جدا و يحتاج الكثير من الجهد و الحب للشخصية ..
و كوني ممثلة ذاع صيتي هذه السنوات أصبحت مطلوبة في العديد من الأدوار و السيء في كل هذا هو أني لن أجد دورا جيدا جدا على كل حال ..
فمن النادر أن يحصل الممثل على دور مناسب أو جيد .. دائما ستجد العيوب في الدور ..
و الآن دعني فقط أستمتع بعطلتي القصيرة و من ثم سأفكر في العمل..
على أية حال علي النوم في الغرفة المجاورة اليوم فجين سيعود للمنزل اليوم فهو حاليا فتح مشروعه الخاص بعيدا عن عالم أزياء فهو عارض أزياء سابق ..
وداعا أيها السرير الجميل ..
قبَّلت السرير بحنان لأني حتما سأشتاق لمرتبته المريحة !
فعادة أنام فيه حين لا يكون تايهيونغ متواجدا هنا .. ففي الأخير نحن نعيش كالأصدقاء و أنا موافقة رغم أني أنجذب له بطريقة رومانسية...
هذا لن أكذب فيه !!
و لكني لست متأكدة حقا .. كما أنه يستحق الأفضل فأنا أبقى أكبر منه و هو يستحق فتاة جميلة و مناسبة له تدانيه سنا أو تصغره..
أنا جميلة و فاتنة و لكني لست مناسبة له ..
هو يستحق الأفضل ، لا أعلم و لكني أشعر بالنقص و الغيرة تجاه الفتيات الأصغر لأنهن يناسبنه أكثر مني..
و هذا يعترف به الجميع على أيِّ حال .. ليس كلامي فقط ..
الحقيقة أغرب من الخيال و لا مهرب منها أبدا ...
على كل حال سأرتدي ملابسي بسرعة فلا أود التأخر ..
فحسنا في الأخير حماتي تحبني أليس كذلك لن تمسح بكرامتي الأرض اليوم .. !
حقا ؟
______________
إلاهي أشعر بقدماي تؤلماني جدا من المشي
حماتي العجوز لم تتعب و أنا لا أشعر بقدميَّ حاليا !!
أما ليسا فهي قد جلست على الأرض منذ دقيقتين و تركتنا نمشي ..
فحاليا نحن منذ ساعتين في المُجمَّع التجاري و لم نشتري شيئا !
حرفيا !
و لا أقدر على الإستمرار أبدا كما أني عطشة جدا ..
_ فتيات سأكمل وحدي أنتنَّ لا تُساعدنني أبدا.. إذهبا و ارتاحا و سأعود بعد أن أقتني ما أحتاجه ..
نبست السيدة كيم بحزم .. هي لأول مرة تزيل نبرة الهدوء عنها !
لذا أنا أومأت لها بسرعة و عدت لليسا التي وضعت مؤخرتها اللعينة على الأرض و الجميع يشاهدها..
هي تجذب الإنتباه لي و أنا حقا لا أحب هذا فسأضطر للعن الصحافة بعد قليل ..
_ ليسا يا داعرة هيا لقد تخلصنا من حماتي.. هيا لنجلس في أحد المقاهي !
سأموت عطشا و جوعا !!
إستقامت هي بابتسامة حالما سمعت ما قلته و أخذت بيدي لتقول بمرح :
_ أريد شيئا حلوا لأني أشعر أن مستوى السكر في الدم قد انخفض ..
حسنا هي ليست حتى مريضة سكري كي تتكلم هكذا و لكن ما عساي أفعل .. أنجدني إلاهي !
_ إذا ما بها السيدة كيم لم أعهدها صارمة هكذا من قبل !
تكلمت بمرح لأتنهد بحسرة لأقول :
_ لقد دخلت علي صباحا و لا أعلم هي فقط جلبتني هنا و قد كانت مستاءة حين أخبرتها أني لازلت لا أنام مع تايهيونغ في ذات الفراش ..
إمتعضت ملامح ليسا على حالي .. و يبدو حقا أن حماتي لن تتركني هذه المرة ..
_ إذا هي لن تترككِ هذه المرة
أومأتُ بشرودٍ موافقة و أكملنا طريقنا نحو أحد المقاهي ..
____________
إرتشفتُ من عصيري البارد بهدوء و ليسا كانت تراقبني بتمعُّن و من نظراتها أعلم أنها ستقول شيئا ..
و قد تحقق حدسي حين نبست :
_ و أنتِ لمَا لا تتقربين من زوجك و هو لا يفعل المثل؟ ..لمَا لا يبادر ؟
أو حتى إذا إقتربتي منه أنتِ كنتما ستحضيان بعلاقة رائعة ! .. لا تنظري للماضي رجاءً ..
إلاهي هي حقا لا تفهمني .. و لا تراعي مشاعري ..،
هي أكثر شخص يعلم أني لست مرتاحة للتقرب منه بسبب عمري ..
أنا أكبر منه و هذا يزعجني جدا .. فنظرات الناس و كلامهم عنا كانت كالقفل الذي أغلق أي باب أمل يفتح لبدء علاقتنا حتى من قبل الزواج ...
منذ أن كنا مجرد أطفال في بداية سن المراهقة ... اللعنة و حسب على الشعور الذي يخالجني حين أراه و لا أستطيع الاقتراب و تقبيله ..
حسنا هو زوجي في الأخير ..
لأجيب ليسا بعد صمت :
_ أنا أكبر منه ..
_ لا تعقدي الأمور و كأنك تَكبرينه بعشرين سنة .. أنت أكبر منه بسنة و حسب
صرخت في وجهي و قد التفت لنا الجميع حرفيا لأقاطعها :
_ إحدى عشر شهرا لو سمحتِ
كلما يكون الفرق أصغر سيكون أفضل .. إحدى عشر شهرا لا يعني أنها سنة !!
_ أنتِ تُعقِّدين الأمور و حسب .. !
صرخت في وجهي مجددا و حقا هي لا تفهم ما أشعر به أبدا !!
هي لم تعش ما عشته .. لم تسمع كلام الناس الساخر أبدا ..
و خاصة أن كل مني و تايهيونغ شخصيات معروفة في البلاد و وُجِّهت لنا الأنظار من جميع النواحي.. و كل الكلمات الجارحة التي بقيت وشما يشوِّه ذاكرتي ..
أين القفل الذي سأفتح به ذكرياتي الجميلة مع تايهيونغ؟
لقد إندثر مع الزمن !
و عدت أجر أذيال الخيبة كالعادة ... حين أتذكر كل شيء جميل حصل لي معه و كل شيء رائع بدر منه أشعر بالغصة تعلق في حلقي ..
لقد كانت أشياء ساحرة لن تتكرر !!
و عدم إمكانية تكرارها هو ما يؤلمني و يجرحني جدًّا !!
فأريد من القفل الذي يعرقل تذكري لكل جميل أن يُكسر ..
و لكن ما عساي أفعل .. أنا مُقيدة و ذكرياتي تعذبني ..
منذ مراهقتي و هي تعذبني ..
فعندما كان يهتم بي و يجهز مكاني كي أجلس بجانبه .. و حين كان يراضيني حين أغضب أو أنزعج ..
و حين يحاول إبهاجي بأبسط الطُّرق و عندما كان يبكي حين بكائي و عندما كان يغار علي عندما أكون مع غيره ..
و حينها كنت أهتم به مثل والدته فحين نظَّفتُ ملابسه المُلَطَّخة بالمرطبات في إحدى الحفلات و حين حظنته بشدة حين بكى لأجلي .. و حين كنت أعتني به أكثر من نفسي ..و عندما كنت أخشى بعده.. و حين كنت أغار عليه حتى من نسمات الهواء العابرة أو أشعة الشمس ...
و حين كنت أقلق جدا إن تجاهلني و يجرحني غيابه و يقهرني تعلّقي به ..
هو الشخص الأول الذي علَّمني كيف أقدم على فعل ما أريد .. فمعه أقدمت على ما لم أكن لأفعله و لكن لازلنا نعيش في كان يا مكان في الماضي و حسب
في كل جملة تخصنا أقول 'كان' ناسخ فعلي يدل على الماضي ..
و سنبقى في الماضي إن لم نكسر القفل و لن يكسر ..
لا أعلم وجهة نظره عن زواجنا الآن و لكن كل ما أدركه أن العلاقة الصحية التي تمنيتها معه لن تحدث فالأقفال حولنا من كل مكان ..
و العيون علينا من جميع الجهات .. و أنا هنا و هو هناك .. المسافة قريبة و القلوب بعيدة .. و حين إقتربت هو لا يزال بعيد المنال ..
آه منكِ يا حياة .. أهلكتني حيرة و ما أنا بعاشقة ..
و كل هذا و لازلت أفكر .. ما هي وجهة نظره ؟
و قُطعت أفكاري حين قالت ليسا :
_ ستتحسن الأمور قريبا لازلت في السابعة و العشرين و سترين النور مجددا !
رمقتها بنظرات تملؤها الحيرة .. هل هي لهذه الدرجة ترى الدنيا و بما فيها بسيطة .. إلاهي لمَا لا أجعل نفسي بسيطة التفكير مثلها ، فعادة ما أتفلسف كثيرا و أعقد الأمور و أغوص في الأعماق و لكن تفاؤل ليسا و سطحية تفكيرها تجعلني أريد الإقتداء بها ..
أنا يائسة نوعا ما الآن و لكن حين أمسكت ليسا يدي بهدوءٍ و أومأت لي براحة أقسم أشعر بأني الآن في مكان مريح باللون الأصفر الفاتن ..
أقصى طموحاتي أن أحصل على بعض من طاقة ليسا الإيجابية .. حسنا لا يعني أني متزوجة عجوزة تفكر بسلبية لا رجاء لا تسيؤوا فهمي فقط أنا أشعر بالفراغ في عطلتي هذه و لم أفعل أي شيء مثير للإهتمام ..
حسنا لا تصدقوا .. هذا مجرد عذر آخر مثير للشفقة ! ..
و لكن لدي فراغ عاطفي !!
حسنا تجاهلي كل هذا جيني الآن فقط سأكمل عصيري و أنتظر حماتي حياتي حب قلبي و حياتي ..
بالإضافة لتجاهل تعليقات ليسا حول الناس و ملابسهم ..
هي تجذب الأنظار لنا و انا لا أريد رؤية الصحافة الآن و لا حتى بعض المعجبين المهووسين الذين يجبروك على إلتقاط صورة معك ..
أتذكر شهر عسلي حين أتى معجب و أجبر تايهيونغ على إلتقاط صورة معه ..
مزعجون جدا !!
و لكن أحب معجبيني الذين يحترمون خصوصيتي ..
و خصوصية جين ..
خصوصيته هي خصوصيتي ..
_________
عدنا للمنزل أخيرا .. الطقس كان حارا جدا في الخارج و ما أجمل أن تعود للمنزل تحت برودة المُكيِّف على درجة مناسبة ..
أفضل شيء ممكن أن يحصل لك !!
أتمنى أن هيوناي لم تخرجني في هذا الحرٍّ من أجل لا شيء و انا أنتظر بفارغ الصبر أن تريني ماذا إشترت ..
هي الآن تتحدث مع ليسا و حقا لست مهتمة لمعرفة موضوع حديثهم أنا الآن مكتفية بالمكيف و كأس العصير ..
و لكن قاطعت أجوائي حماتي الحبيبة هيوناي و هي تقول :
_ جيني إبنتي .. إستحمي و من ثم سنبدأ كل شيء
بدت نبرتها آمرة و أنا حقا لا أعلم ما بها اليوم و ماذا تقصده بسنبدأ كل شيء؟
و لأقول الحقيقة.. أنا لا أولي أي لعنة لمَا ستفعله ..
هل يعقل أن تكون مريضة .. لا صار لها إرتجاج في الدماغ و أصبحت مجنونة جنونا مطبقا !
لست مرتاحة لجانبها المجنون .. هي مخيفة اليوم ..
أتمنى أن يمر كل شيء بخير معها ..
لذا أخذت منشفتي و إتجهت كي أستحم ..
على أية حال أحتاج لحمام منعش بعد يوم شاق .. فليغفر لك الرب يا حماتي الغالية و لتتعفني في الجحيم يا حبيبتي ليسا على كمية الإحراج التي سببتيها لي !!
_________
خرجت من الحمام الملتصق بغرفتي لأجد كل من هيوناي ، ليسا و خبيرة تجميل جالسات على السرير ..
و قد علا الإستغراب ملامحي .. ماذا يفعلنَ هنا بحق عظمة الإلاه !!!
_ لم تبقي كثيرا في الحمام !
نبست ليسا بنبرة ساخرة .. هي اليوم تسخر مني للمرة المليون !
لقد بقيت لساعتين في الحمام و الآن بالفعل الساعة الخامسة مساءً ..
_ أهلا سانا كيف حالك؟
ألقيت التحية على خبيرة التجميل سانا .. إلاهي كم أحب هذه الفتاة هي تملك قصصا ممتعة ..
فليسا و سانا تملكان صالون تجميل مشهور في كوريا ..
و ليسا مصففة شعر بارعة و سانا تجيد وضع مستحضرات التجميل بطريقة فاتنة و جذابة ..
لقد تعرفت عليهما منذ بداية مسيرتي الفنية و من هناك أصبحنا صديقات .. منذ أول زيارة لي لصالونهما نشأت بيننا علاقة لطيفة ..
_ جيني إبنتي تركت لكِ ملابس فوق السرير إرتديها و تعالي ..
أومأت لها بابتسامة مستغربة و انصرفن خارجا ..
و تفقدت الملابس لِأصعق مما أرى ..
إلاهي !!
إحزروا ما هي هذه الملابس .. حسنا شهيق نهيق..أ-أقصد شهيق زفير ..
الملابس عبارة عن ثوب نوم لليلة رومانسية باللون الأسود .. هيوناي اللعنة عليكي و على اليوم الذي تزوجت فيه إبنك العاهر !
و لكن حسنا سأرتديه على أية حال لطالما أردت رؤية نفسي بشيء كهذا و لكني لم أحظى يوما بفرصة تجربته ..
و ارتديت كلّ من الملابس الداخلية المثيرة للإهتمام و قميص النوم الذي كان يُري بعض مناطق جسمي و هذا لم يكن مريحا أبدا .. أبدا أبدا !!
و فقط حين كنت سأنزعه كي أرتدي ملابس عادية فأنا لن أرتدي مثل هذه أمام الفتيات صُدمت بسانا التي دخلت الغرفة قائلة:
_ لقد تأخَّرتِ هيا علينا البدء في تصفيف شعرك و وضع مستحضرات التجميل
غطيت ما ظهر من جسدي بخجل و حينها آستوعبت تماما ما يحدث ..
حسنا حين رأيت ثوب النوم من شدة الصدمة توقف عقلي عن العمل و لكن الآن بعد كل هذا فهمت ما تريد هيوناي فعله ..
فليعنني الرب و حسب .. سأفعل ما في عقلي و لن أقبل بما ستفعله ..
و حين دخلت ليسا و سانا بدأت في نزع الثوب لأصدم من حماتي التي قالت :
_ لا مجال للتراجع جيني .. عليك جبر خاطري هذه المرة .. لقد إنتظرت علاقتكما لثلاث سنوات !
نهاية جبر الخواطر تكون سيئة على أي حال ..
و عندما رحت بهواها أنظروا ماذا حصل لي و من السيء رفض طلب لها و هي كانت سندا لي لمدة طويلة..
و صبرت كثيرا معي و مع تقلباتي المزاجية و مع ظروف عملي المتعبة و أيضا ساعدتني في الكثير من الأحيان ..
و سأكون ناكرة للجميل إن رفضت لها هذا الطلب ..
و لكن حسنا لنفكر بمنطقية..تايهيونغ لن يقترب مني أصلا لا داعي للذعر..
و سأرضي هيوناي التي أعلم أنها تسعى لمصلحتي ..
لذا سيكون شيئا رائعا بحقٍّ !!
كل الأطراف راضية !!!
و حينها إبتسمت لها و جلست على كرسي أمام المكان الذي عادة أضع،فيه مستحضرات التجميل و بدأت ليسا في تصفيف شعري و بدأت سانا في ذات الوقت بوضع المكياج..
أعنني يا إلاهي !!
الشيء الوحيد الذي هوَّن علي كل هذا هو حكايات سانا المضحكة اللامتناهية ..
هي تملك حسا فكاهيا لن يفشل يوما في جعلي أضحك !
أحب قصصها جدا .. هي حقا شخص مذهل ..
عكس ليسا التي من شدة تفاؤلها علي وضعها في مكان الشمس
على أي حال .. أحب بساطتها و تفاؤلها هي رائعة أيضا ..
____________
أنهت الفتيات عملهن في تمام السابعة مساءً ..
و سيغادرن بعد قليل .. أتمنى أن يعود تايهيونغ متأخرا كالعادة ..
و حينها فقط سمعت صوت الجرس يرن .. لا حقا تذهب الرياح بما لا تشتهي السفن..
و سمعت ليسا تفتح الباب و صرخت بفرح .. لا هي حين ترى تايهيونغ لا تصرخ بفرح بل حين ترى جونغكوك ..
جونغكوك هو الأخ الأصغر لتاي و هو شخصية رزينة و مسؤولة و جذابة إلا أنه مرح و رائع و هو صديق عزيز على قلب ليسا و حينها إطمأنتُ ..
فتايهيونغ سيعود متأخرا كالعادة ..
هو في البلاد منذ أسبوع و لكن لم يعد للمنزل بسبب بعض الأعمال المستعجلة ..
لذا دعني أنسدح على الأريكة و أتصفح مواقع التواصل الإجتماعي...
فعلى أي حال هذا الثوب مريح و ربما أصور نفسي به و أترك هذه الصور للذكرى ..
لكن بعد قليل .. فأنا متعبة جدا الآن.. فليغفر الرب لهيوناي و ليسا و سانا ..
على أي حال لن يعود تاي اليوم فعلى ما يبدو سيشعر أن الوقت تأخر و لن يعود..
لكن أشعر و كأني إشتقت له !
إشتقت له جدا !!
و لكن كما يُهلكني غيابه أيضا يقسوا عليَّ وجوده !!
وجوده الباهت المنطفئ .. و بعد قلبه عني يشعرني بالقهر...
سيبدو محرجا و لكن أعترف لنفسي أني بسببه صرت أغار من الفتيات الأصغر سنا اللاتي يناسبنه عمرا !!
و أنا أبقى بذلي أنحني أحاول جعل نفسي أبدو أصغر سنا ..
و لكن لا يزال العام الذي وُلِدْتُ فيه مسجلا في مضمون الولادة و سأظل أكبر منه بإحدى عشر شهرا لعينة ...
و هذا الرقم جعلني أكره الكثير ...
_____________________________
مرَّت ساعة أخرى و سمعت صوت باب المنزل يُفتح ..
أوه حتما هذا جونغكوك مجددا فهو عادة يخرج كثيرا..
فاستقمت من مكاني و وقفت أمام المرآة أُعدِّلُ شعري بحركات خفيفة و جلست على أريكة صغيرة بجانب السرير
و فقط حين جلست إرتعدت حين سمعت صوت الباب يُطرق ..
و إذ به ... زوجي !!
أوه تايهيونغ لقد عاد ..
شعرت بالحرجِ ممَّا أرتديه رغم جماله .. هو جميل جدا و لكنه كاشف أيضا و في بعض المناطق شفاف ..
لذا شعرت بالحرج و الخجل الشديد...
و بينما أحاول تغطية جسدي شعرت بعينين تثقبانني و تخترقان خصوصية جسدي ..
فرفعت نظري نحوه لتلتقي أعيننا و لم أُخفض عينيّ أبدا ...
لينبس بنبرة لم أعرف معناها :
_ جيني ..
بعد أن نبس باسمي بهدوء شديد أحسست أنَّهُ أُعجب بي ..
لقد كانت نظراته تدل نوعا ما على الإعجاب رغم محاولته الحفاظ على هدوءه .. لا أعلم آن كان قد شعر بالإثارة أو لا و لكن كلّ ما أعلمه هو أن إمكانية إعجابه بي قوية ..
إلاهي هل حقا أُعجب بي؟
و في ذات الحين شعرت بالغرابة من نظراته أكثر لأقول بارتباك :
_ ت-تايهيونغ أقسم أنها ك-كانت فكرة أمك و لم أستطع الرفض لأنها أصرت
أكملت كلامي بإحباط مُطأطأةً بخجل و مشاعر غريبة تمزِّقني ..
و حينها قمت من مكاني ناويةً الخروج من الغرفة ..
كان هو بجانب الباب و حين أمسكت مقبض الباب وضع يده فوق يدي و نظر في عينيَّ ليقول :
_ إلى أين؟
إتسعت حدقتي أكثر دون إرادة مني لأجيبه بكلمات سريعة :
_ سأخرج من الغرفة..سأنام في أي غرفة أخرى كالعادة
إبتلع ريقه بصعوبة لسبب لا أدركه و حرّك يده بهدوء فوق يدي ليضيف مركزا عينيه على وجهي و قد ثَقُلت أنفاسه :
_ و لكن لن أسمح لزوجتي بالخروج من الغرفة بملابس كهذه و أخي و أصحابه بالخارج ..
بعد الذي قاله أطلقت ضحكة قوية ساخرة و لمعان عينيه لم يَغِب عني .. بحق خالق الجحيم ، الآن زوجته ؟
لأقول ما خطر على بالي :
_ الآن زوجتك؟
بعدها أطلقت ضحكة ساخرة ليقطعها إقترابه من عُنقي بحركة بطيئة ينفث أنفاسه الحارة على عنقي ليهمس في أذني بصوت بدى لي مثيرا :
_ لا تخرجي أمامهم هكذا..رجاءً ..
أكمل كلامه بنبرة راجية مثيرة ثم عضَّ شحمة أذني و لَعقها بهدوء لأطلق تأوُّها خفيفا لما فعله ..
و من ثم أزال يدي من فوق مقبض الباب و قبض على خصري بيديه الكبيرتين و وضع وجهه أمام وجهي تحديدا مركزا عينيه داخل خاصتي ..
و بالنظر لعيني قرع قلبي طبول الحربِ بِصخبٍ ..
و شعرت بأن نبضي سيخرج من مكانه و ما خشيته هو وصول صوت نبضي لتايهيونغ الماثل أمامي ..
و بدأت يداي في التَّعرُّق و الإرتعاش بخفة .. ليس خوفا أو وجلًا بل مشاعري لم أستطيع السيطرة عليها و بذلك إرتعشت يدي عنوة ..
و بقينا على ذلك الحال لثوانٍ .. و لم أدرك كيف إنتقلت يده إلى شعري تداعبه و ترتبه بلطف ..
هو لم يبتسم و لكني أشعر بعيونه تبدي شبح إبتسامة..
و بقيت متصنمة .. إلاهي فليبتعد الآن لا أعلم ما علي فعله..
إقترب مني واضعا رأسه داخل عنقي ليرتعش جسدي لسخونة أنفاسه على بشرتي ..
و لكنه إبتعد قليلا و لطالما كان بُعدُه غير مُحبّبٍ لي ..
طمست ملامح الإنزعاج و أخفيتها ليمسكني من ذقني رافعا رأسي له ليقول بهدوء :
_الأسود يليقُ بكِ ..
فتحت عيني بدهشة فلم أتوقع أنه سيقول شيئا كهذا ..
هو لم يمدحني كامرأة من قبل !!
و الآن أنا مشتتة جدا ليعطيني نظرة غريبة .. لأول مرة أراه يرمقني هكذا ..
ظلّ يرمقني بتلك النظرات الغريبة و من ثم أنزل نظره نحو شفتيّ .. و حينها فهمت أنه يسألني إن كنت أقبل بأن يلمسني هذه الليلة و يكتشف أماكن خاصة من جسدي ..
و في الحقيقة لم أستطيع قول شيئا .. فمشاعري عارية و أشعر كأني تجردت من خجلي و حيائي..
لذا بدون إرادة متي حركت رأسي و نظرت للسرير بهدوء و من ثم أعدت نظري له ..
و شعرت كأنه تسمَّر في مكانه للحظة و اقترب من أذني ليهمس بصوت ثقيل :
_ هل أنتِ متأكدة ؟
هل أنا متأكدة ؟ .. أنا حقا لا أعلم ، و لكن نبضي يصرخ طالبا ذلك ..
جانب مني يخبرني بألا أفعل !! .. يخبرني بالتوقف حالا و جانب آخر مني يدفعني بقوة لدرجة أني لا أستطيع السيطرة !
فقد السيطرة تماما !! .. و هناك شيء يدفعني لاعتلائه و الغوص معه نحو البعيد ..
و كل شيء يحاصرني ! .. رغبتي و هواتي يقتلانني ، يدفعاني للمجهول و كلما أفكر في الذي سيحدث بعد قليل يصبح قلبي يعذبني أكثر و يدفعني ..
و حين طال صمتي لعق شحمة أذني و ضغط على خصري بهدوء مما سبب إرتعاشي للمرة المليون ..
و لكن هل حقا علي أن أفعل ما أريد .. إني أحتاجه أكثر مما أريد ..
لذا وضعت يدي على كتفيه كعلامة للموافقة لِيُبعد رأسه عنِّي و محى كل إنش بيننا ليلتصق بي و حينها كانت المفاجئة..
إني أستمع لدقات قلبه الصاخبة تلتحم بنبضي السريع !
و كان هذا أفضل شيء سمعته منه .. بعيدا عن كلماته و حتى أنفاسه الثقيلة الآن .. نبضه السريع الذي بسببي أو لأجلي يجعلني أحلِّق في الفردوس الآن ..
و غبطتي الآن حين أشعر بارتعاش يديه على خصري يثبت لي أني لستُ الوحيدة التي لا تستطيع السيطرة على نفسها ..
في العديد من الأحيان أستيقظ حائرة و مشوشة بسببه و هذه اللحظة هي البيان و اليقين ذاته ..
حرك يديه على خصري بهدوء ينظر لشفتي بهدوء و اقترب مني ليمتص شفتي العلوية و من ثم شفتي السفلية و ابتعد ..
إلاهي بعده مهلك حتى و هو قريب !
و بعدها بثوان أعاد لثم نسيج شفاهنا مع بعضها و بادلته بذات الشغف...
لقد كانت أفضل لحظة و الأكثر جمالا في حياتي كلها...
و لأول مرة أجرب شعور البقاء في غرفة ليلا مع من تحب و كل ما يُسمع في الغرفة هو صوت القُبل اللامتناهية ..
لم تكن قبلة طويلة بحيث إبتعدت بعد فترة قصيرة و لكن هذه المرة أنا من بادرت و قبلته ..
و قد بدت على وجهه الصدمة لكنه تدارك الوضع و بادلني بسرعة ..
كانت يداه تتحرك بانسيابية على خصري و أنا حرفيا لا أستطيع التوقف عن الشعور بالسعادة ..
و كلُّ ما يُسمع الآن هو صوت إمتطاق القبلات المتتالية..
و بقينا لفترة نتبادل القبل و كانت أسعد لحظات حياتي حتما .. و لم أستفق من التخدير إلا و هو قد سحبني بلطف شديد نحو السرير .. و لأول مرة أشعر أن هناك أحدا يُمسكني و كأني شيء لا يقدر بثمن و هشّ جدا ، سهل الإنكسار...
وضعني على السرير بهدوء و هو ينظر لأعمق نقطة بعينيَّ و أنا أركز نظري على بؤبؤ عينه المُتَّسع على غير العادة و يده المرتعشة حين لمس كتفي ..
وضع يديه حذو عنقي و حشر وجهه بعنقي يضع بخفة قبلات رطبة رائعة.. إنها الجنة !
إنها الجنة حقا !
و لم أعلم قطُّ أن قُربهُ الشَّديد مني سيكون الجنة بحدِّ ذاتها !!
و الآن علمت أني لا أريد منه الإبتعاد أبدا !!
لا أرغب و لن أسمح بذلك !!
أحب كل ما يفعله الآن و فقط تأوّهي هو كل ما يسمع بالإضافة لصوت القُبلات اللطيفة لا العنيفة..
و بينما أنا مُستمتعة هو إنقطع عن فعل ما يفعله و لمس ثوبي و قد كان يَنوي نزعه لينبس :
_ يا أجمل إمرأة في الكون ترتدي الأسود .. هل بإمكاني إستكشافك من الداخل ؟
أومأت له بخَدَرٍ .. طريقة كلامه ساحرة جدا .. لقد إستأذنني و هذا من أكثر الأشياء التي أحبها في ذات الإنسان .. و إنتقاؤه لكلماته.. هو يحبُّ الأسود و أخبرني سابقا أنه لم يجد شخصا يليق به الأسود و أنه حين يجد شخصا يليق به هذا اللون سيخبره حين يراه ..
و كأنني أحلم !!
أتمنى أن لا يكون حلما !!
و على الأقل إن كان حلما رجاء يا إلاهي دعني أتذكره حين أستيقظ ... فالذكرى من بعد اليوم لن تُحيي آلامي بس سَتُحيي أجمل ما حصلت عليه في حياتي من أيام ..
و إنتهت بنا هذه الليلة بمعاشرتنا لبعضنا البعض ..
تحت مُسمَّى 'الغرابة'
______________________
إستيقظت صباحاً ..
أفقت عارية و بجانبي تايهيونغ عاري ..
لقد كان شبه مستيقظ و أنا قد إستيقظت للتو .. أشعر بالغرابة لمَا يحدث ..
هذه أول مرة أنام معه .. بالمعنى الحرفي و الجنسي ...
و يبدو الأمر غريبا .. أنا لا أتكلم و هو بدوره إلتزم الصمت .. و كل ما بيننا هو جوّ مشحون مليء بصمت مريب كصمت المقابر ..
و شعرت بأني غريبة و لست أنا ..
_ صباح الخير ..
قال و من ثم قبَّل رأسي و دخل الحمام و فقط حين أغلق الباب نزلت دموعي ..
أنا حقا لست راضية عما حدث الليلة الماضية .. لقد كنتُ عارية بين أحضانه و أنا لا أعلم إن كانت ليلة عابرة أو تحمل مشاعر معينة...
و أنا حقا لا أريد أن أكون مجرد أداة جنسية لليلة واحدة حتى لو كان زوجي .. لا أريد من أسعد لحظات حياتي أن تكون شيئا عابرا له و حسب..
و يبدو أنه كان شيئا عابرا فهو لم يقم بأي شيء يدلّ على إعتباره ما حدث بيننا قيما له ..
هو فقط إكتفى بتقبيلي و قول صباح الخير و هذا الشيء يفعله كل يوم عند إيقاظي صباحا ..
أنا يائسة مجددا .. تلك النشوة التي حصلت عليها البارحة جعلتني اليوم يائسة ..
فالعديد من الخبراء يقولون أن النشوة العارمة القابلة للزوال تبُثُّ الندامة و تحفرها فيك شيئا فشيئا ..
إلاهي أنقذني و حسب ...
________________
خرج من الحمام بعد حوالي نصف ساعة ..
و قد كنت قد غيرت ملابسي جالسة على السرير أبكي بقهر ، لا أخطط للاستحمام الآن، لازلت لا أريد نسيان قبلاته على جسمي..
و بينما كنت أضع يدي على وجهي كي أمنعه من رؤية عبراتي إتخذ مكانا بجانبي و إحتضنني بشفافية لينبس بنبرته الحنونة المميزة :
_ هل أسأتُ لكِ في شيء؟
حركت رأسي ب 'لا' .. على أي حال هو ليس مضطرا للتصرف بالطريقة التي أريدها ..
_ هل .. فعلت شيئا أزعجك ليلة أمس؟
الآن هو بدأ يشكّ في إمكانية إنزعاجي من حدوث العلاقة بيني و بينه إلا أني فقط إنفجرت فيه قائلة :
_ لا تايهيونغ .. شكرا لم تزعجني آسفة .. أخرج رجاءً !!
دفعته عني قسرا و هو قبَّل جبيني و خرج من الغرفة بهدوء شديد...مثل هدوءه المعتاد .. لا شيء جديد !
عليّ أن أجد شيئا و حلا الآن كي أخرج من الكآبة ..
أنا .. أنا لست بخير ، لذا سأشغل نفسي
إشغال النفس هو أفضل علاج ..
لذا سأعود للعمل و أوافق على أحد الأدوار المقدمة لي ..
و سأجد امرأة مناسبة لتايهيونغ.. فتاة تدانيه سنا أو أصغر منه..
فإحدى عشر شهرا سببت لي مشاكل عويصة و نظرات الناس و المعجبين لم ترحمني و أيضا لست الوحيدة الضحية هنا .. بل تايهيونغ كذلك
و لكن يقع اللوم الأكبر على الأنثى في المصائب .. دائما !
لم يرحمنا المجتمع و صنع قفلا لذكرياتنا الحلوة ذكرياتنا الجميلة و حتى المستقبلية ..
لا أعلم بما يفكر تحديدا و ما هي وجهة نظره و لكن عليّ كسر هذا القفل بسرعة .. لأعيش !!
___________________
حسب وكالات الأنباء و من مصادر موثوقة أُكِّد ظهور الممثلة محبوبة الجماهير كيم جيني في الجزء الجديد من لعبة الحبار رغم أنها في حالة إيقاف أنشطتها و نحن إعتدنا على جيني التي تُكمل عطلتها و لم تقطعها يوما و لكن ربما بسبب أهمية هذا الدور في مسيرة أي ممثل و من مصادر موثوقة أن عددا قليلا جدا من الممثلين الذين طُلبوا للدور الذي ستمثله السيدة كيم و لكن المخرج كان مصرا على تواجدها شخصيا ..
بالإضافة لكاسر قلوب العذارى جونغ هوسوك الذي سيشارك أيضا في إعداد الجزء الثاني من لعبة الحبار...
لقي هذا الخبر دعما كبيرا من المعجبين ..
رغم أن أغلب معجبي كلا من الفنانَين كانوا يتمنون رؤيتهم في دور رومانسي ..
و قد ذكرت كيم جيني أن دورا رومانسيا مع جونغ هوسوك سيكون شيئا لطيفا بما أنه أحد أصدقائها القدامى ...
و قد كان شيئا رائعا أن المعجبين قد دعموا كلا منهما بقوة ..
أغلقتُ القناة الإخبارية و قد إستغرب جميع من حولي بما سمعوه
فكل من حماتي و زوجي و أخ زوجي و حتى والداي كانا هنا و لم أخبر أحدا منهم حقيقة قبولي دورا رئيسيا في مسلسل لعبة الحبار ..
و أكبر علامات الصدمة كانت من نصيب تاي .. فأنا لم أخفي عنه يوما أعمالي و هو أيضا يخبرني بمستجدات عمله و جدول أعماله و مواعيد سفره ..
أخشى أنه يشعر بالغدر الآن و لكن ما عساي أفعل؟
_ لمَا لم تخبرينا ؟
كانت هذه والدتي التي رمقتني بنظرة معاتبة و حماتي كانت تنظر لأمي بدهشة ..
لمَا علي إخباركم أصلا!! .. أنا في السابعة و العشرين و بدأت مسيرتي في عالم التمثيل منذ عامي السادس عشر ما خطبهم؟
هل علي الإستئذان قبل التنفس أيضا؟ ألا يحق لي التصرف كما أريد دون تعقيدات..؟
ربما زوجي هو الذي علي إعلامه حقا و لكن أشعر كأني تزوجت تايهيونغ و حماتي و حماي و أخوه قطع إضافية مجانية ..
جونغكوك و كأنه صُعق بالتيار الكهربائي .. هل كل هذا لأني أول مرة إمتنعت عن إخبارهم؟
نظراتهم لي لا تبشر بالخير و لكني إطمأنت حين قالت حماتي:
_ أهمّ شيء أنك تقومين بمَا تحبينه على أي حال أنا فخورة بكِ فأنتِ ستقومين بدور هامٍّ جدا في مسلسل عالمي .. فخورة بكِ إبنتي ..
إبتسمت لها بإتساع و إبتسم الجميع من بعدي فكلامها كان مريحا .. فهي دائما تَقفُ في صفِّي
ليقول أبي :
_ معكِ حق .. و أنا حقا لم أتوقع قُبُولكِ للدور أبدا لقد كان شيئا غير متوقع منكِ
_ جيني شخصية غير متوقعة أبدا ...
كان هذا جونغكوك الذي تكلم لتجيبه أمي :
_ أوافقك الرأي .. لقد كنت أعتقد أنها ستكمل عطلتها كالعادة ، أنا و مذيع البرنامج لازلنا في حالة صدمة
ضحك الجميع بهدوء بعد الجو المشحون الذي عشناه .. بينما زوجي كان متسمرا في مكانه صامتا ..
هو ليس معتادا على الصمتِ .. لقد عهدته مرحًا و يتبادل أطراف الحديث مع الباقين و لكن منذ عودته البارحة مساءً يبدو باهتا ..
هل يُعقل أني أزعجته ببكائي .. حسنا هو يستحق إن كان قد إنزعج فلقد تهشم قلبي لأشلاء بسبب بُعده..
و لأكون صادقة...من بعده لا يوجد حبٌّ .. أبدا و لن يوجد أيضا ..
فليغفر لي الرب إن كانت مشاعري نحوه خطيئة ..
هو لا يزال صامتا .. مستحيل ، تاي صمت كل هذه المدة؟
و لكن فاجأني حين إستقام من مكانه و توجه نحوي بخطى ثابتة تحت مسامع الجميع لينبس بصوت كفحيح الأفاعي :
_ دور رومانسي مع جونغ هوسوك سيكون شيئا لطيفا بما أنه أحد أصدقائكِ الداعرين القدامى..
و من ثم سلك طريقه نحو الغرفة تحت أنظار الجميع المصدومة.. هو أول مرة يقترب مني هكذا أمام أي أحدٍ !
و لكن مهلا لقد قال نفس كلامي في مقابلة قديمة مع إضافة كلمة بذيئة .. حسنا هو أسوء من تعرفت عليه في حياتي كلها في قول الكلام البذيء
_ ستكون ليلة باللون الأحمر الفاتن
قهقه الجميع بصخب على كلام جونغكوك ليردف والده بعتاب :
_ إخجل يا ولد .. أنتَ تفتقر للحياء !!
_ لقد ورثتُهُ عنك..
ضحكت بصدق على وقاحته و لكن عقلي لم يستوعب بعد ما قاله جين .. هو لم يَكن هكذا سابقا !
____________________
هلا يحلوين 😭💜
ذي الرواية قريبة كثير لقلبي لأنها كانت شيء مقتبس من شيء بواقعي ..✨️🙂
و كل الأحداث من خيالي لأنها ما صارت في الحقيقة .. ( لسا ما عشت قصة رومانسية لأني فاشلة عاطفيا حاليا🥲)
إن شاء الله كل واحد منا يعيش قصة حب مميزة و غريبة و جميلة 😗💜
العنوان تبع الرواية🫀؟
الفصل 😫❤️🩹؟
المهم الرواية مكتملة و بتنزل باقي الفصول قريب (أنا أكتب ذا الكلام و أنا لسا ما كملت كتبت 🙂)
طب كيف كانت الشخصيات؟
متحمسة أعرف رأيكم 😗💖
جيني🥲؟
تايهيونغي🤡؟
سانا و ليسا و حماتها؟🫶🏻🤡
الأحداث 🥲؟
وصلتكم المشاعر أو أعيد أكتب😭؟
الرواية تتكون من 3 فصول بس ... سو قصيرة كثير 🤏🏻🫀
______________
اليوم 24/07/2023
أقول لكم كتبت بارتين و لسا الثالث و بنشر ذا الفصل الآن ...🩵
أحبكم دمتم في أمان الله و حفظه🧡🥲
_______________________
اليوم 31 شهر 8 و وقت نشر أول فصل ...
إستمتعوا أحبكم 😔⚘️
دمتم في حفظ الله ✨️🫧
الغلاف من الجميلة : isso_hiraya
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro