Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(8)

بقلم: نهال عبد الواحد

مر شهر بعد شهر والعلاقة بين أحمد وليلى تزداد سوءًا، تبلدًا، برودًا وجفاءً، تزداد قسوةً.

وللأسف قسوة أحمد قد تشربها محمد مع بعض الإضافات التي قد أضافتها عليّة إلى حفيدها، فصارت ليلى تعاني القسوة والتبلد من زوجها وابنها.

لكن الوضع مع مريم قد تحسّن كثيرًا، صار لديها ثلاثة أصدقاء صدوقين لا يفارقوها مريم ابنتها ومنى صديقة طفولتها وذلك الصداع الشديد الذي يقحم نفسه داخل حياتها عنوة.

أما عن عمها فقد بدأ المرض يتملك منه بفعل تقدم السن، لم تعد ليلى تتحدث معه بخصوص أحمد أبدًا، حتى إن سألها تخبره أنهما بخير وعلى مايرام، هو يعلم أنها تكذب عليه، لا زالت تعاني وتتألم فيحزن من أجلها كثيرًا.

ومرت شهورًا أخرى، ازدادا بُعدًا فيها، ربما لم يهينها لفظًا أو ضربًا حتى الآن، لكن الإهمال والتجاهل والقسوة في حد ذاته إهانة قد حولتها إلى كائنٍ متبلد، صارت لا تبالي، تلاشى حبها ومشاعرها تدريجيًا، تحولت إلى مجرد صورة لامرأة قد تبتسم في الوجه، قد تعطي جسدها، لكن قد جفت أحاسيسها منذ زمن لينتهي الشوق والشغف، تنتظر وتتهيأ لكن دون روح كأداء واجب ليس إلا، فما أقسي عذاب تلك المرأة!
وما أغبى ذلك الرجل!

إن كان للحب مراحل نظرةٌ فابتسامةٌ فموعدٌ فلقاءُ فللبعد أيضًا مراحل:
انفصال فكري بالجفاء وانعدام الكلام،  انفصال عاطفي تنتهي معه المشاعر وأي حنين وشوق، ثم الانفصال الجسدي فحتى إعطاء الجسد وحده يصير أصعب ما يكون وصولًا إلى الانفصال الشرعي بالطلاق...
وأخيرًا الانفصال النفسي مع قرار لمسح ذلك الشخص بكل ذكرياته حلوها ومرها.

تفاجأت ليلى بنفسها قد صارت كتلة ثلج، لم تعد تنتظره بأي شغف، لم تعد تتصل به إلا للضرورة، وقد انطوت صفحة الحب، تلك الكلمة التي بدلًا من أن تكون مصدر سعادتها قد صارت سر جرحها وتعاستها.

بدأ أحمد يتأخر ليلًا، لم يعد له موعد ثابت مثل ذي قبل، لكنها لم تأبه له، لم تسأله، ترى لو سألته فهل سيجيبها من الأساس؟!

وذات يوم كانت تجلس مع عمها في فراشه تلح عليه حتى يأكل.

نظر محمد إلى ابنة أخيه، وجهها الشاحب تطل منه الأشجان والأحزان، تنهد بحزن قائلًا: ليلى ابنتي الغالية!

أجابته بابتسامة مصطنعة لم تصل إلى عينيها، فتساءل: كيف حال أحمد معك؟

-الحمد لله يا عمي! بخير.

نظر نحوها، أبعدت نظرها عنه حتى لا يكتشف كذبها، لكنه يتأكد من ذلك، ملكته العَبرة، تابع يخالط صوته البكاء: سامحيني يا ابنتي، ليتني ما فكرت في أسوأ فكرة.

أمسكت ليلى بيد عمها، ربتت عليها قائلة: لا عليك يا عمي، رجاءً لا ترهق نفسك، تلك هي أقدارنا التي قدّرت لنا ولا مفر منها، الحقيقة أنا المخطئة ليتني استجبتُ لما قيل لي من البداية بدلًا من سنوات السباحة عكس التيار، لكن لا ينبغي نسيان أن في أحمد صفاتٍ طيبة كي لا أكون جاحدة.

- بارك الله في رجاحة عقلك يا حبيبة عمك وقلب أباكِ.

فابتسمت وقالت: أنت أيضًا أبي، أبي الذي ربّاني واعتنى بي وغمرني بكل الحب والود.

أجاب مازحًا: لكني قد أنجبت معتوهًا، كيف استطاع مقاومة هذا الوجه الملائكي وهذه الضحكة التي تذيب القلب؟!

فضحكت وضحك...

وذات يوم كانت منى قد طلبت منها الذهاب معها لشراء بعض الأشياء، استأذنت ليلى من زوجها وأذن لها، بالفعل ذهبتا، اشترتا بعض الأشياء ثم جلستا في أحد الأماكن العامة لشراب شيءٍ ما.

فجلستا تحكيان، تضحكان وفجأة وقعت عينا ليلى على مفاجأة صادمة لها بكل المقاييس، إنه أحمد زوجها جالسًا في نفس المكان، لكن!

لقد كان يجلس مع امرأة أخرى، يحدثها، يضاحكها، يغازلها برقة بالغة، وقد مر على زواجهما قرابة العشرين عامًا، لم ترى منه ذلك قط ولا حتى ربعه.

لا حديث ولا مزاح ولا أي دلال! لقد كانت صدمة شديدة وكأنها قد شُلت فجأة، فسحبتها منى مسرعة، انصرفتا قبل أن يلاحظ أحمد وجودهما.

نصحتها منى بخطة نسائية خبيثة، فإن كان يزيغ ببصره خارجًا فلتكون هي الأذكى وتجذبه إليها من جديد، تتهيأ، تتزين بشكل مبالغ فيه ولتنسى البساطة والرقة وتودعها، وأهلًا بالابتذال المبالغ، الجراءة، لتتحول إلى سافرة جريئة لا تعرف للحياء طريق، فليس في ذلك شيء؛ فهو لا زال زوجها وذلك بيتها، يحتاج لدفاعٍ شديد مهما كانت الطريقة.

بالفعل نفذت ليلى ما طُلب منها بالحرف، صار أحمد يعود كل ليلة يجد كتلة أنوثة مثيرة لأقصى درجة ليس هيئةً فقط بل شعورًا و سلوكًا أيضًا.

ربما أعجب ذلك أحمد في بادئ الأمر، لكن ذلك الإعجاب لم يرتقي لحيز المشاعر والأحاسيس، لم ترى ولو ضحكة واحدة مثلما رأته مع غيرها، لا مزحة ولا تدليلة بل لم يكن سوى أداءٌ جسدي فقط!

ومع مرور الوقت شعرت بملله، كأنه قد اعتاد على كل هذا ولم يعد هناك ما يبهره.

لم تحتاج ليلى إلى وقتٍ طويل لتتحمل؛ فمشاعرها على أية حال قد انتهت وماتت، ولم يكن داخلها سوى صراعٌ يضغط عليها كثيرًا.

وللأسف هو حال الكثير من الرجال من لا يرى سوى العيوب، دون رؤية المجهود المبذول لإرضاءه ولا مزايا من عاشت معه لفترة ربما تصل لأعوام، فقد تعوّد على كل شيء منها فيزيغ ببصره هنا وهناك ولا يعرف للرضا سبيلًا، أما هي ستكون دائمًا المقصرة، بل ويشتكي منها!

أجل، بعد أن حطمها، ضم حطامها، ثم اشتكى أنه اتسخ برمادها.

تعبت ليلى كثيرًا، قد فاض الكيل حقًا، وذات ليلة وقد صار لقاءه بها شيئًا مكروهًا لأقصى درجة فلم تعد تتحمله حقًا، حتى قربه لها يؤلمها!

بعد أن نام وتأكدت من ذلك عزمت على حملة تفتيش لهاتفه فأخذته، خرجت من حجرتها ثم فتحته، بحثت فيه قليلًا ثم وجمت، جحظت عيناها، لم تصدق هول ما رأت! ما هذه القذارة؟!
كم إمرأة تعرف يا هذا؟!
كيف تتحدث إليهن بهذه الطريقة الماجنة؟!
ألهذا الحد قد بلغ بك الفجور؟!
فأنت لم تترقق يومًا بحديثك معها، بل لم تكن تتحدث أصلًا، كادت تصدق أنك ساذج، لا تعرف كيف يكون الكلام المعسول ولا عن الغزل والدلال أي شيء!

كم تمنت أن تسمع منك مثل ذلك الحديث المعسول الذي بخلت عليها به وأسرفته ببذخ على أخريات لا تستحق.

اكتفت بما رأته، لا زال الكثير... لكنها لم تستطع، أغلقت الهاتف، وضعته جانبها، ظلت تبكي وتنتحب على نفسها، تكره نفسها، تكره كل كلمة حب ودلال فعلتها معه، تكره كل لقاءٍ قد جمعهما لم يعطيها فيه إلا الجليد.

ظلت تبكي مكانها حتى استيقظ هو في الصباح، هي لا تعلم كم مكثت ولا كيف مر عليها كل هذا الوقت، صار وجع رأسها يفتك بها، تود النهوض لتتناول ذلك المسكن الذي اعتادت عليه ولم يعد له أي تأثير لكن كثرة البكاء جعلتها تشعر ببعض الدوار وربما من شدة الصداع.

خرج من حجرته، وجدها جالسة هكذا بلا حراك فتأفف احمد وقال متذمرًا: صباح الهم والغم!

نظرت إليه ثم أشاحت بوجهها عنه، لمح هاتفه جوارها، شك في الأمر، رمقها بحدة وتساءل بصياح: ماذا كان يفعل هاتفي بحوزتك؟!

لم ترد بل زاد بكاؤها فجذبها من ذراعها، صاح معنفًا لها: ماذا فعلتِ في هاتفي؟! هيا إنطقي!

صاحت بغضب وبكاء: أتخونني يا أحمد؟! ماذا تركت إذن للمراهقين الصغار؟! إن كنت أنت تفعل هذا فبالله عليك ماذا يفعل ابنك الشاب؟!  وأنا طوال تلك السنوات كنت أتسول منك ولو كلمة لطيفة! أتسول الحنان أو أي شعور... ثم أجدك تسكب كل مشاعرك سكبًا في كل مكان لعاهراتٍ لا تستحق.

فإذا بلطمة قوية تفاجئت بها على وجهها أسقطتها أرضًا ثم جذبها لتنهض واقفة ثم لطمها بأخرى لتسقط من جديد على الأرض لدرجة أن صارت تنزف من أنفها وفمها ثم يوقفها ثالثًا، غرس أصابعه في ذراعها وصاح مهددًا: هاتفي هذا خطٌ أحمر لا شأن لك به، لو أمسكتي به يومًا سأقطع يدك، وحذارٍ أن يعلم أبي أو يدري بأي شيء وهو في مرضه هذا وإلا فسترِي مني وجهًا لم تريه من قبل.

كان يتحدث ويهزها فيها بقوة من كتفيها، ما أن أنهى حديثه حتى تركها وانصرف، فأصابها دوارٌ شديد وسقطت فاقدة الوعي...

NoonaAbdElWahed


Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro