Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(7)

بقلم: نهال عبد الواحد

مر شهر على وفاة أمها ولا جديد سوى مزيد من الوحدة، من الألم والوجع ومزيد من الصداع.

ذات يوم جاءها عمها محمد، وجدها في بيت أبويها وسط الصور والذكريات، تسآل برفق: كيف حالك عزيزتي؟

تنهدت بألم وأجابت بمرارة: نحمد الله على كل حال يا عمي.

ربت على كفها وتسآل بشفقة: وماذا بعد يا ابنتي؟!

أومأت بكتفيها، أردفت بقلة حيلة تعكرها المرارة: ماذا سأفعل؟ هذه سنة الحياة.

-إذن عليكِ العودة إلى حياتك يا ابنتي، العودة إلى بيتك وزوجك وأولادك الذين قد أهملتيهم.

التفتت نحوه مسرعة وأهدرت بتهكم: أهملتهم!

فنهضت واقفة ثم أمسكت بيد عمها وقالت: تعالى معي يا عمي.

فنهض واقفًا، ذهب معها إلى شقتها، دخلا، بدءا بحجرتيّ الأولاد فدخلاها واحدة بعد الأخرى، كانتا شبه فارغتين.

قالت وقد بدأت تنتحب، تخالطها الشهقات: إنظر يا عمي،  غرفتا الأولاد تكادا تكونا فارغتين.

أومأ محمد بعدم فهم وأهدر: أنا لا أفهم شيء.

هنا انفجرت باكية وصاحت بقهر: تركوني يا عمي! تركوني وجالسين في بيتك دائمًا! وإلا فلماذا أجلس مع الذكريات فقط؟! لأني بمفردي ولا أجد الأنس إلا في بيت والديّ.

ثم أخذت بيده وذهبت ناحية المطبخ ثم قالت: وهذا طعام اليوم، كل يوم أعد طعامًا جديدًا ربما يجيؤن.

-كل يوم!

-هم لا يحبون إلا طعام اليوم بيومه، لكن إطمئن أنا لا أسكب الطعام أبدًا، إني أضعه في أي ثلاجة سبيل أثناء طريقي لعملي.

ثم أخذت بيده، ذهبت إلى حجرة نومها فقالت وهي تفتح خزانة الملابس: وهو أيضًا قد أخذ أشياءه وتركني...  انظر لهذا الفستان!
قالتها تشير إلى فستانٍ قصير معلّق.
ثم أكملت: هذا الفستان معلّق منذ قبل وفاة أمي وقد مرّ على وفاتها شهر.

-وما هذا الفستان؟

ابتسمت فجأة بسخرية وأجابته بتهكم: كنت أُهييء نفسي كل يومٍ لاستقبال ابنك، أتزين وأستعد ربما أنال رضاه وإعجابه يومًا ما.

ثم تساءلت وقد تملكتها العبرة مجددًا: لماذا يا عمي؟ لماذا فعلت بنا هكذا؟

-ماذا فعلت بكم يا ابنتي؟!

-أجبرته أن يتزوجني رغمًا عنه.

فأومأ برأسه نافيًا وصاح: لا لم يحدث، أقسم لك ما أجبرته ولا أرغمته أبدًا! قبل أن أتحدث إليكِ بأي حرف كنت قد سألته وطلبت منه أن يفكر وإن كان مرتبطًا بأخرى أم لا وأقسمت عليه أن يعيد التفكير حتى لا يظلمك.

ابتلعت ريقها بمرارة وأهدرت بتبكيت: وها هو قد ظلمني يا عمي وأولادي أيضًا فعلوها.

ثم بكت بحرارة مجددًا، فضمها إليه عمها وربت عليها قائلًا بإشفاق: لا يا ابنتي كل شيءٍ سيصبح على ما يرام، سيعودون كلهم إليكِ، لا تحزني يا ابنتي، لكن رجاءً عودي إلى حياتك.

قبّلها عمها في جبهتها، تركها مع وحدتها وحزنها ومع صديقها الصدوق... ألم الرأس.

ذهب محمد إلى بيته، فتح الباب، دخل، وجد عالم آخر، أحمد، أولاده، أمه يجلسون جميعًا أمام التلفاز يأكلون التسالي، يضحكون وهم يشاهدونه.

فدخل محمد، وقف أمامهم ينظر لهم شرزًا ثم أطفأ التلفاز.

تذمرت مريم وصاحت: لماذا يا جدي؟!

فصاح فيهم محمد بغضب: هيا انهضوا واذهبوا للنوم فورًا! ومن الغد جميعكم إلى شقتكم! هيا اجمعوا أشياءكم كاملة! كفاكم!

فنظر الأولاد نحو جدتهما ينتظران ماذا ستفعل!فقالت باعتراض: ماذا بك يا رجل؟! آراك قادمًا بغضبك!  لا تشغل نفسك بنا واتركهم يكملون مشاهدة الفيلم، ثم ما معنى قولك أن يجمعون أشياءهم ويعودون إلى شقتهم؟ ما الذي تقوله؟!

-إصمتي أنتِ لا شأن لكِ! الجميع سيجمع أشياءه ويذهب إلى شقته من الغد، يجلسون مع ليلى التي  تركوها وحدها يتيمة.

صاحت عليّة بتهكم متغنجة بجسدها: يتيمة! هذه البالغة! إنها كئيبة وتشبه البومة مثل أمها بالضبط، فهما عاشقتان للهم والغم، ماذا نقول سوى رحمة الله عليها!

قالت الأخيرة بتشفي، فصاح محمد بغضب: ألم أقل اذهبوا للنوم فورًا!

أسرع محمد ومريم لحجرتيهما في بيت جديهما ثم صاح بانفعال لأحمد: وأنت لماذا لا تزال جالسًا؟!  هيا اذهب لزوجتك، لماذا تتركها وحدها في همها وحزنها؟!

شبك أحمد ساعديه أمام صدره وتسآل بتبلد: وماذا أفعل لها؟

قبض محمد كفه وضربه على الباب بغضب، ثم صاح: ويحك يا رجل! زوجتك تمر بظروفٍ صعبة من المفترض أن تكون جوارها؟ من الأقرب لها؟!

ثم ضيق عينيه مقتربًا نحوه بهدوء، ثم تساءل: أم ما هي قصتك؟! ترى ماذا لو حدث العكس هل كانت ستتركك؟!

هنا عقدت عليّة حاجبيها وصاحت بغضب: ما هذا القول يا رجل؟! كأنك تتمنى لي الموت!

صاح محمد: قلت اصمتي أنتِ يا امرأة! فأنتِ أُس البلاء، أنتِ من كرهتِ أمها  وكرهتيها وكرّهتي ابنك وأبناءه فيها، تجمعينهم حولكِ وتبخّين فيهم من سُمّك حتى هجروها وتركوها بمفردها تتنفس أحزانها، تبيت وتصبح وسط همها، بدلًا أن تصيري أمًا بديلة لها لكنك أبعدتيها وفرّقتِ بينهم، ما هذا الجبروت!

زفر أحمد ثم أجاب على مضض: لا فائدة لهذا القول يا أبي.

شعر محمد فجأة كأنه قد سُكب دلوًا من الماء البارد فوق رأسه في ليلة قارسة البرودة أرجفت جسده، ابتلع ريقه، ترقرقت عيناه بالدمع، أمسك بإصبعيه ذلك الجسر بين عينيه وأهدر بصوت متحشرج: سؤالٌ واحد عليك إجابته وبصدق!

ثم أكمل: إذا كنت لم تريد ابنة عمك كزوجة ولم تشعر بها يومًا لماذا وافقت على الزواج منها؟ كم مرة سألتك وأقسمتُ عليك؟! كم مرة ألححت عليك أن تعيد التفكير وتتريث؟! لماذا... لماذا... لماذا... لماذا تحمّلني ذنبكما؟

قال الأخيرة بغضبٍ شديد، فأجابه ابنه: أكنت تريدني أن أعصي كلمتك؟!

-تعصي كلمتي! إذن فلم طلبت منك التفكير مرارًا وتكرارًا؟! لا حول ولا قوة إلا بالله! هل الزواج بالإجبار؟! لا حول ولا قوة إلا بالله! سامحيني يا ابنة أخي، لا حول ولا قوة إلا بالله!

تركهما ودخل حجرته وهو شديد الحزن فاتجه أحمد عائدًا إلى شقته فدخل وكانت ليلى لا تزال جالسة في حجرة نومها وتبكي، سمعت صوت باب الشقة يُفتح فأيقنت أنه أحمد، مسحت دمعها سريعًا، دلف إليها وهو شديد الغضب، جذبها من ذراعها وصاح: هل يمكنني أن أفهم ماذا تريدين بالضبط؟!

وجمت ليلى لحظات بعدم تصديق ثم قالت بصوتٍ به أثر البكاء: ماذا بك يا أحمد؟! هل بعد كل ذلك الفراق وطول الغياب تجئ إليّ بهذه الصورة؟!

- يبدو أنكِ تريدين الخراب، تريدين الإيقاع بيني وبين أبي! لقد أوغرتِ صدره من ناحيتنا حتى تستريحي أم تريدين أن تستريحي منهما معًا حتى تجعليني مثلك بلا أب ولا أم؟!

وقعت عليها كلماته كخنجرٍ مسموم قد دُقّ في صدرها مخترقًا كل ضلوعها، كيف يتحدث إليها هكذا؟!
كيف يخلط الأمور ببعضها؟!

فأجابته بصوتٍ مختنق من صدمتها: ءأنا التي تفعل كل هذا؟! وأنا التي ظنتُ أنك...

بترت كلماتها وتنفست بعمق قائلة: حسنًا حسنًا!

بدأ يبدل ثيابه وصاح بأسلوب مستفذ: هيا انتهي حتى ننام في ليلتك هذه.

وهو يومئ نحو الفراش يقصد أنه يريدها في لقاءٍ خاص، فنهضت وغسلت وجهها وبدّلت ملابسها وتهيأت وذهبت إليه تلبي طلبه.

أما محمد فقد كان صوت صياح أحمد مسموعًا إليه فازداد حزنًا ولا زال يردد: لا حول ولا قوة إلا بالله! سامحيني يا ابنة أخي! سامحيني يا ابنتي!

.....................................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro