Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(3)

بقلم: نهال عبد الواحد

تركها أحمد فغلبتها سنةٌ من نوم وذهب هو إلى عمله في المشفى، مر على بعض المرضى يتفقدهم كعادته ثم ذهب إلى مكتبه يكتب بعض التقارير ثم هَمّ ليقوم ويكمل مروره على باقي المرضى.

لكن إذ بضغطة شديدة تعتصر قلبه حالت دون إكمال حركته، فأمسك بيده على قلبه يتألم بشدة محاولًا أن ينظّم نفسه ليتفادى هذه الأزمة القلبية لكنها لحظات وسقط على الأرض.

انتفضت هيام  من نومتها مفزوعة إثر كابوس، فإذا بها صرخت فجأة وتتلاقط أنفاسها بالكاد وجسدها بالكامل يرتعد وتتصبب عرقًا في آنٍ واحد.

أهدأت من روعها وعادت لتكمل نومها لكن هيهات مهما حاولت لم يغمض لها جفن، لقد جفاها النوم وأقسم ألا يعود.

وبعد مرور فترة من الزمن لا تعلم كم مضى وقد كانت بين النوم واليقظة إذا بطرقٍ شديد على الباب فانتفضت من جديد وتتردد في خطواتها فدقات قلبها تتسارع وغصة وضيق تنتابها لا تعرف ماذا بها، بالإضافة أن تلك النهضة الفجائية لها قد تسببت في نوع من الشد العضلي لأسفل بطنها وكأن جنينها كاد يسقط من بين رجليها فكانت تسير منحنية للأمام بمعاناة ممسكةً بأسفل بطنها بيديها، كلما اقتربت من الباب ارتعدت فرائسها وسمعت أصوات ضجيج بالخارج.

وما أن فتحت الباب حتى رأته محمولًا على الأعناق من أُناسٍ عديدين يوحدون الله ويسترجعون، فوجمت أمامهم وتراجعت للخلف تفسح لهم الطريق للداخل ودخل معهم الحاج سيد والده ومحمد أخيه يبكيان بشدة فربت الحاج سيد على كتفها في حزن عميق وقال باكيًا: كلنا لها! هذه أمانة الله وقد استردها! الملك والدوام لله! إنا لله وإنا إليه راجعون! رحمك الله يا أحمدا رحمك الله يا بني!

وارتفع نحيبه يحتضنه محمد يهدئ من روعه وهو الآخر يبكي بشدة.

حضر المغسِّل وعدد من أفراد العائلة وهي جالسة كما هي واجمة تحدق فيمن حولها، تراهم وتسمعهم لكن لا تعي ما يقولون لم تنطق بحرف ولم تنزل دمعة فعينيها قد تحجرتا.

وانتهى الغُسل وسُمح لأفراد أسرته المقربين الدخول عليه وإلقاء النظرة الأخيرة فدخلت أمه وأبيه وأخيه ثم جاء دورها لتدخل فدخلت ونظرت إليهم تريد منهم الخروج من الحجرة ففعلوا وأغلقوا الباب.

اقتربت هيام منه، رفعت الغطاء عن وجهه وتنفست ببطء نفسًا عميقًا ثم قالت وبدأت تنتابها العَبرة: لم يكن هذا اتفاقنا ووعدنا يا أحمد! أهكذا تتركني وترحل؟! كأنك قد مللتَ وسئمتَ مني! هل تعلم أنك أول من فتحت عينيّ للدنيا فوجدته؟ ولم أعرف طيلة عمري رؤية غيرك، لقد انتظرتك كثيرًا، وبعد طول سنوات شوقٍ وانتظار أخيرًا صرنا معًا لكن سرعان ما تركتني! كانت سنوات قليلة للغاية، لكن ذلك القليل يكفيني أعيش على ذكراه لآخر لحظة في عمري، أعلم أنك تسمعني وستظل تسمعني وتشعر بي، لذلك لن أنساك ولن أكف عن التحدث عنك أو معك، إطمئن! سأهتم بحالي كما تحب، وسأهتم بليلى أو حسين كما أردت أن تسمِّي، لكن كنتُ أتمنى أن تراه وتقر عينيك به، وتلعب معه وتربيه وتصاحبه، كنتَ ستكون نعم الأب...

كانت تبكي وسط كلماتها ثم ارتمت فوق صدره تساقطت دموعها عليه تبلله وهي تذكر حالها:
من لي من بعدك؟!
كيف أنام بعد اليوم بعيدةً عن حضنك؟!
كيف أستيقظ ولا أجدك تدللني وتعبث بيدك على شعري ووجهي برقتك المعهودة؟!
كيف أواجه همومي وحدي دونك؟!
أتذكر يوم توفيّت أمي، من غيرك أهدأني؟
ويوم وفاة أبي، من غيرك احتضنني وجعلني ابنته المدللة؟
فمن لي غيرك بعد اليوم يا أحمد؟

ثم رفعت رأسها قائلة تخالط حشرجة صوتها الشهقات: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه! قويني يا الله! قويني يا الله!

فدخل محمد وأبيه وآخرون ليغلقوا الكفن وينطلقوا به إلى مقامه الأخير.

مرت أيام العزاء جميعها وهي لا تتحدث إلى أحد، تراودها دمعة حارة من حينٍ لآخر فتتركها تنزلق بحريتها حتى تختبئ في طيات ملابسها.

وبعد عدة أيام صرخت فجأة، إنها آلام المخاض! أجل ستلد في شهرها السابع.

ذهب بها الحاج سيد وزوجته ومحمد إلى المستشفى وكانت حالة ولادة، وبعد فترة خرجت الممرضة بطفلة صغيرة للغاية وُضعت في الحضّانة عدة أيام، وكانت هيام هزيلة ومتعبة للغاية.

مرت أيام وأيام وبدأت ليلى الطفلة يزداد حجمها حتى وصلت إلى حجم الأطفال الطبيعي، وبالطبع كانت تقيم مع هيام دائمًا حماتها أم زوجها الراحل وجدة الطفلة التي تجمع ملامحها بين والديها رغم تدهور صحة الأم منذ وفاة ابنها أحمد.

ثم يجئ الليل بوجعه وآلامه وتعاني هيام وحدتها الشديدة وتفتقد أحمد كثيرًا، لكن معها قطعة منه، ليلى عوضها الجميل فتظل تحاكيها وتلعب معها، تحدثها عن أبيها وتضع صوره في كل جدران الشقة سواء منفردًا أو بصحبة والديه أو أخيه أو بصحبتها أو صورًا عائلية تجمع الجميع.

مرت عدة أشهر لحقت الأم بولدها وكانت الصدمة شديدة على الحاج سيد؛ فقد ابنه ثم زوجته في وقتٍ متقارب، وقد تأثرت صحته كثيرًا فقلّ ذهابه إلى دكانه نوعًا ما تدريجيًا حتى صار لا يخرج من البيت مطلقًا، ظل فقط مقيمًا مع تلك القطعة الصغيرة ذكرى ابنه العزيز، بعد مرور بضعة أشهر قد لحق الأب بالرفيق الأعلى.

وقبيل وفاته وصى ابنه محمد وصية شديدة على ليلى وهيام أن يكرمهما إكرامه لأخيه ويظل معهما ولا يتركهما في الحياة وحدهما ويكون أبًّا لليلى ويعوضها بقدر ما يستطيع عن حنان الأب الذي تمنى لو أطال الله في عمره حتى يشعرها به لكن شاء الله ومشيئته نافذة وانتقلت رعاية ليلى ليكفلها عمها...

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro