Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(27)&الأخير

  بقلم :نهال عبد الواحد

كانت عليّة منذ أن رأت ليلى، وهي تبكي، تئن، لا تسكت، بدأ يظهر التعب عليها، اقتربت الممرضة المصاحبة لها منذ أول يومٍ لمرضها تمرّضها وترعاها، فهي تعلم وتتأكد لو كان الحال غير الحال لما تأخرت ليلى عنها وظلت جوارها ترعاها، تمرّضها وتنسى كل شيء.

حاولت الممرضة أن تهدئها، تعدّل من وضعها لتستطيع النوم لكنها أبت، أخذت تشير أنها تريد ورقة وقلم، في البداية ماطلتها الممرضة لكن بعد إلحاحٍ من عليّة لبت رغبتها.

وما أن أمسكت عليّة القلم بأيدٍ مرتعشة، كتبت أول كلمة حتى خارت قواها وفاضت روحها.

بينما كان أحمد جالسًا في شقته بين آلامه وذكرياته إذ جاءه اتصالٌ من الممرضة فأجابها مسرعًا مذعورًا فأخبرته بوفاة أمه، أسرع إلى المشفى هو وابنه، بدأت بعدها الإجراءات الخاصة بالمتوفية.

في صلاة ظهر اليوم التالي كانت الجنازة ليُشيّع جثمانها تحت التراب.

وفي المساء كان العزاء، جاءت ليلى لتقديم واجب العزاء، كانت طوال الوقت غريبة الملامح والتعبير فلا أحد يعلم إن كانت متعبة أم حزينة أم ماذا!

انتهى اليوم، انصرف الناس، همّت ليلى بالمغادرة وإبنها يسندها فقابلها أحمد، أهدرت بأسى: البقاء لله!

أومأ برأسه وتابع بحزن: لا إله إلا الله، اللهم ارحمها واغفر لها...

ثم أكمل يستوقفها عندما همّت بالرحيل: ليلى!

التفتت إليه تومئ برأسها مصغية، فتابع: سامحيها يا ليلى؛ هي بين يديّ الله وبحاجة للدعاء.

ابتلعت ريقها، تنهدت مترقرقة العينين قائلة بحزن: أقسم لك أني قد سامحتها! رحمة الله عليها!
ثم سارت بضع خطوات ودون أن تلتفت قالت: وقد سامحتك أنت أيضًا.

لم تدع له فرصة الإجابة، تحركت مغادرة بينما هو ابتسم بسخرية من حاله، غادر الجميع، لم يتبقى سوى امرأة واحدة، كانت ممرضة أمه.

تقدمت بهدوء نحوه قائلة بأسى: البقاء لله سيد أحمد!

أومأ لها مجيبًا: شكر الله سعيك، جزاكِ الله كل خير! لقد قمتِ بدورك خير قيام، مرّضتيها، اعتنيتي بها، حتى إنكِ وقفتِ في غسلها .

-لا تقل هذا الكلام سيد أحمد، هو واجبي، معذرةً!
هل تلك التي كانت بصحبة ابنك هي زوجتك؟

ابتسم بسخرية، وأجاب متهكمًا: كانت... هي أم أولادي، ليست بزوجتي الآن، شفاها الله وعفاها ومد في عمرها... لكن لماذا تسألين؟

توترت وتلعثمت قائلة: في الحقيقة، لست أدري من أين أبدأ...

-تفضلي أسمعك، ما الخطب؟

ابتلعت ريقها، أمسكت بحجابها كأنها توسع مجرى التنفس، مدت يدها إليه بورقة مطوية دون أن تدري مدى أهميتها أو مناسبتها قائلة: إن والدتك رحمها الله قد تركت تلك وهي في سكرات الموت، كأنما كانت تحاول كتابة شيء ما لكن وافتها المنية قبل أن تكمل ما أرادت... تفضل.

أخذها، فتحها وقرأ الكلمة الوحيدة المكتوبة  زوجتك... ابتسم أحمد بسخرية.

تلعثمت الممرضة مجددًا وأردفت: كيف؟! معذرةً، عندما رأيت ما كتبته ذهب ذهني لأفكارٍ... سامحني الله عليها.

-تخيلتِ أني سأُصدم!

-أعتذر منك على تدخلي.

-بل أنا المعتذر على تأخيرك، جزاكِ الله كل خير، وبارك لك وبارك في أولادك!

قضمت شفتيها وأجابت بحزن: لكن ليس لديّ أولاد، فأنا لم أتزوج من الأساس.

رفع حاجبيه بدهشة قائلًا: كيف؟ إنك على خلق، وجميلة أيضًا.

-كنت كبيرة أخواتي، أعولهم حتى كبروا وتزوجوا، ثم بعدها قد كبرت وفاتني قطار الزواج... الحمد لله، ءإذن لي.

-رقم هاتفي معك يمكنك الاتصال بي في أي وقت إن احتاجتِ لأي شيء... شكر الله سعيك!

انصرفت الممرضة وظلّ أحمد جالسًا مكانه حتى الصباح، رغم أنه لم يُصدم فرسالة أمه تحتمل أنها قد علمت شيئًا يخص أخلاقها، وماذا سيكون سوى الخيانة؟

ولم لا؟ فقد تعرّف عليها في الأصل عبر موقع التواصل الاجتماعي، كانت وقتها متزوجة، وتحادثه، بعد طلاقها تزوجها ليكيد ليلى... وهذه نتيجة فعلته.

دلف ححرته، يقّظ زوجته باكرًا، استيقظت على مضض فأخبرها بهدوء أنها طالق وعليها الذهاب وترك البيت فورًا وسيرسل ورقة طلاقها إلى بيت أبيها.

ولما صرخت محاولة تجسيد دور الضحية لطمها وصاح فيها فلم تكون أغلى ممن طعن في شرفها ظلمًا وافتراءً قبل ذلك، بتخطيطٍ منها.

بعد ذلك بأيام، كان أبناءه في دهشةٍ من أمر أبيهما وطلاقه المفاجئ، لكن على أية حال كانت تلك المرأة غير مريحة.

طلب أحمد من أبناءه مصاحبتهما أثناء ذهابهما لأمهما للمشفى فاليوم المفترض نتيجة الفحوص الأخيرة والتي سيُحدد على أساسها العملية وموعدها.

دخلت مريم لأمها في غرفتها بينما تابع أحمد ومحمد حتى غرفة مكتب حسام، طرقا الباب فأذن لهما بالدخول، كان وقتها حسام وإياد يتناقشان في أمورٍ طبية، بدخول أحمد ومحمد حلت الدهشة ونظرات التساؤل كلاً من حسام وإياد لكنهما رحبا بهما.

تحدث أحمد ممتنًا: أشكركما على حضوركما لجنازة أمي وفي العزاء.

أومأ حسام مبتسمًا: هذا واجب ونحن أهل، اللهم ارحمها واغفر لها هي وسائر أمواتنا!

كان الجو متوترًا من جميع الأطراف، فقال أحمد: ترى هل نتيجة الفحوص الأخيرة لليلى قد ظهرت؟

أومأ حسام بقلق يحاول إخفاءه، مجيبًا: أجل، حدثني المعمل قبل مجيئكما بدقائق، والنتيجة الآن في طريقها إليّ.

فطُرق الباب، دخلت ممرضة تحمل ملفًا كبيرًا، فقال حسام بابتسامة لم تصل إلى عينيه يخفي بها قلقه: إنها هي.

أخذها بعجلة وجلس ثم وجم قليلًا، تردد في فتح الملف بضعة دقائق كان يلتقط أنفاسه، زاغ بصره، ارتعشت يداه، ثم تجرأ أخيرًا ممسكًا بالملف، فتحه، اقترب إياد جواره ليقرأ معه نتائج الفحوص، بينما أحمد ومحمد عينهما على وجه حسام يحاولا قراءة تعبيراته.

كان حسام وإياد تتغير ملامحهما، تتشنج شيئًا فشيئًا، بدأت تترقرق العيون بالدموع، وكان حسام يفتح أزرار قميصه العلوية حيث كان يتنفس بصعوبة، أغمض عينه حينما انتهى، ترك الملف من يديه المرتعشتين، بدأت عيناه تزرفان دمعاً بشكل لا إرداي... وبعد فترة من الوقت انتبه أخيرًا لمن يتحدثان إليه مرارًا دون أن يعي لهما.

مسح حسام وجهه بالكامل ثم كتب بعض الأشياء الطبية في ورقة طلب الفحوص ثم نظر لإياد قائلًا: ستقوم أنت بسحب عينة النخاع وعمل الفحص... كما علّمتك.

ثم أمسك بيده متوسلًا: إياد! أرجوك ترقق معها ولا تؤلمها! إياد خذ حذرك! لا تخبرها رجاءً!

قال إياد مهمومًا: لكن...

فقاطعه حسام بشفتين ترتعشان قهرًا: سنعيد جميع الفحوص في أماكن أخرى، ربما هناك خطأ ما... مؤكد هناك خطأ!

قال الأخيرة منفعلًا فنظر بينهما محمد متسائلًا: ماذا تقول هذه النتائج؟

أجابه حسام بصوت مختنق: تقول عدم استجابتها للعلاج.

فسأله أحمد: وماذا بشأن العملية؟

أومأ برأسه أن لا مغمضًا عينيه، يلتقط أنفاسه ثم  انتحب بشدة: لا يمكن لها الجراحة وهي بهذه الحالة.

فتساءل محمد: هل ستأخذ جلسات للعلاج الكيميائي من جديد؟

أومأ حسام نافيًا مجيبًا: لن تتحملها.

في غرفة ليلى بينما كانت مريم تجلس مع أمها، تحكي لها عن حكاية طلاق أبيها الغامضة إذ دخل إياد بصحبة ممرضة وكان يبدو غريبًا، واجمًا متوترًا، راسمًا ابتسامة باهتة، في محاولة إخفاء فاشلة لما بداخله رغم مداعبته لمريم، لكن بدت ارتعاشة صوته واضحة: حبيبتي الغالية، مرحبًا بك.

اقترب نحوها، قبّل يدها ثم قال: تبدين رائعة الجمال اليوم.

كانت مريم تبتسم إليه لكن ترى في عينيه شيئًا آخر وقد لاحظته ليلى أيضًا.

أطالت ليلى النظر إليه متسائلة: ماذا بك يا إياد؟

أجاب مرتبكًا: ماذا هناك؟ حبيبتي وأرحب بها، هي نوّراة عمري.

ابتسمت ليلى قائلة: بارك الله لكما دائمًا!

ثم نظرت إليه مباشرةً متسائلة: لكن! كأن هناك أمرًا ما!

عبث إياد في سماعته المعلقة على كتفيه وأردف بتوتر: إطلاقًا!

ثم أكمل بجدية: معذرةً خالتي سنقوم بسحب عينة نخاع وإعادة الفحص لمراسلة أكثر من مكان و...

فقاطعته ليلى: والمفترض أن أصدقك! أين حسام؟ لماذا لم يجئ لسحب العينة بنفسه كما يفعل دائمًا؟

زاغ إياد بعينيه وازداد ارتباكه، قائلًا: ماذا بك خالتي؟ ألا تثقي في؟ أنت قد أعطيتيني قطعةً منك أحفظها في عيني وقلبي مادام نابضًا على قيد الحياة.

فتعلّقت مريم في ذراعه بسعادة ربما لم تعي شيئًا بعد، لكن ليلى همت لتنهض وهي تقول: خذني إلى حسام، والآن.

-لماذا يا خالتي؟! إنه...

قاطعته ليلى بإصرار: إذن سأذهب بمفردي!

اضطر إياد لتسنيدها، سارت بين إياد ومريم تتأبطهما، فسار ثلاثتهم ببطء، فشل إياد في التمثيل على ليلى.

وصلوا جميعًا إلى المكتب، دلفوا داخله، تفاجأ بهم حسام، أسرع إليهم، بمجرد أن رأته ليلى تأكدت أن هناك خطبٌ ما.

هش حسام وبش لها، قال محاولًا إخفاء ما به خلف تدليلها: لوليتا حياتي! لتلك الدرجة تشتاقين إليّ حبيبتي!

حدج إياد بنظرة معاتبة، فنظر إياد أرضًا بخليط من الخزي والحزن، كانت ليلى تتابع هذه النظرات حتى إنها لم تأبه لأحمد الجالس عن مقربة.

سألها حسام: ماذا بك ليلتي؟

-لماذا تريد إعادة الفحوص؟

-زيادة اطمئنان ليلتي.

- إذن ما هذه الدموع التي أرى أثرها في عينيك؟ ماذا لو قلت لا فائدة... سيكون الأمر أوقع!

صاح حسام بانفعال: لا، بل هناك فائدة، سأبحث ومؤكد سأجد حلولًا وطرقًا أخرى، لا تيأسي حبيبتي فأنا لم أيأس بعد ولن أيأس أبدًا.

ثم ضمها إليه مشددًا في ضمته لدرجة آلمتها، فاقترب محمد،سأله: هل فعلًا ستتزوجها؟

أومأ حسام مجيبًا: بالتأكيد!

-بحالتها وهيئتها هذه؟

فرمقه حسام بغضب ثم قال: وماذا بها؟ هي حبيبتي وأتمنى قربها بأي صورة وأراها أجمل نساء الدنيا.

كانت ليلى تدمع وهي في حضن حسام، ربت عليها بكل حبٍ، رقة، إحساسٍ داخله أشعرها بكل ذلك الفيض دون أن يأبه أو يراعي أي من الموجودين.

همست إليه ليلى: اعقد عليّ يا حسام، أتمنى الموت وأنا زوجتك، أريد أن أكون زوجتك ولو للحظة ثم أموت بعدها لا يهمني.

ابتسم حسام وعينه تدمع محاولًا المداعبة فضمها إليه برفق وهمس لها محاولًا الدعابة: إذن هي حقيقة! تشتاقين إليّ وتتمنيني مثلي وأكثر!

فابتسمت ليلى بألم فأبعدها قليلًا وأكمل هامسًا: وتقولي ليس لديّ ما أقدمه لك، أعلم أن لديكِ الكثير.

-إذن أسرع حتى تلحق ولو إمضائي على عقدنا.

-كفى طريقتك هذه!

أمسك بوجهها برفق، اقترب منها وقال بكل حبٍ : لن أيأس، هناك طرق كثيرة سأراسل أطباء آخرين ومراكز أخرى ولن أستسلم أبدًا، أنت أيضًا لا تستسلمي، تمسكي بي وبالحياة، قاومي معي حتى نصل معًا، فإنتِ لي كل الحياة، ولا تيأسي...
لازال- هناك - أمل

ثم قبّل خدها وضمها من جديد ليطمئنها ويبعث بداخل الأمل.

رغم اختلاف البلاءات لأهدافٍ لا يعلمها إلا الله، لكن عليك تقبّل مرارة البلاء لتستطيع اجتيازه والاستفادة منه فتذهب وقتها المرراة، فالدواء المر تذهب مرارته بعد العلاج.

وعلى أية حال مهما حدث فنحن أقوياء لا نيأس أبدًا ولا ندع للإحباط سبيلًا لنا.


سألتني معلمتي في طفولتي يومًا ما عن مضاد كلمة اليأس لكني أخفقت يومها في الجواب...
لكني قد علمت يا معلمتي الجواب إنه الأمل... أجل الأمل! ومهما حدث لا زال هناك أمل.

لسه في الأيام أمل مستنينه
طول ما في الأيام في ناس عايشين عشانها
لسه للأحلام بقية مكملينها
طول ما في إحساس قلوبنا مصدقينها
طول ما في أدامنا سكة بنمشي ليها
ولما تنزل دمعة لاقيين ناس تشيلها
طول ما لسه العمر بيصالح سنينه
لو في أوقات عدوا بخسارة علينا
لو في ناس حوالينا بسببها أتأذينا
لو في دمعة حزن متشافة في عينينا
باللي بينا كل ده مستحملينه
طول ما إسمك كل يوم بنطق حروفه
طول ما بكرة مسيري علي حسك هشوفه
طول ما أنا طريقي عينيك منورينه
طول ما لسه في ناس بنتدفي بحنانها
والحاجات الحلوة واخدين بالنا منها
وحكايات الحب لسه بنحكي عنها
طول ما لسه الليل في عشاق سهرانينه

سعدت بصحبتكم، وشكراً لحسن متابعتكم،
وإلي اللقاء في مزيدٍ من كتباتي،
يمكنكم متابعتي لقراءة باقي كتاباتي المتواضعة ومتابعة كل جديد،
وأشكركم ثانيةً وخامساً وعاشراً،😍❤❤

وتحياتي،🌹
أبريل 2019

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro