Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(20)

بقلم : نهال عبد الواحد

جاء اليوم الموعود، بداية جلسات ذلك العلاج القاسي عفاكم الله منه أنتم وكل أحبائكم! العلاج الكيميائي، آلامه ومتاعبه، ذلك العلاج الذي مجرد دخوله الجسم يهدم البدن، يزيده وهنًا وألمًا، ربما تتسرب قطرة منه على سطح الجلد فتسبب احتراقًا فيه فما بال بسريانه داخل الجسد!

بدأت جرعاتها، لا تدري إن كان دواءً أم داءً لقد زاد الوجع أكثر من ذي قبل، فقدت الشهية تمامًا مع اشمئزاز من الطعام والروائح، رغبة مستمرة في التقيؤ، حتى صدور الأصوات من حولها تثير ألمها، تناقص وزنها، تقيّح لونها، غارت عيناها أكثر، تساقط شعرها، وأكثر شيء يؤلم الأنثى أن تفقد تاجها فتشعر أنها فقط أنثى بموجب الأوراق الرسمية.

لم تدري ليلى لماذا ولا كيف وافقتهم على هذه المعاناة! لم تعد تتحمل الآلام المبرحة حتى فيما بعد فترة العزل، لم تكن تطيق نظرات الشفقة التي تجدها ممن حولها وهم يتصعّبون على حالها، كان حسام يعرف جيدًا كيف يتعامل معها كما تحتاج، كما تريد بالضبط، ربما لكثرة تعامله مع حالاتٍ مشابهة أو ربما لسبب آخر... يستبعده.

أو يمكننا قول أنه لم يتوقعه...

ذلك الانجذاب الغريب نحوها، تلك العاطفة الجياشة المتسللة رغم أن الأمر ظاهريًا يبدو غير منطقي فهي في الواقع حالة حرجة تصارع الموت، يُجرب معها طرق العلاج ربما تفلح وربما...

لم يجد إجابات لتلك التساؤلات التي تدور دائمًا داخله، اضطر أن يتركها جميعًا معلّقة دون إجابات، لكنه كان أغلب الوقت معها يجالسها، يخفف عنها، يتسامر معها ويمازحها، لا يشعر بالوقت معها، لا يمكن أن يمر عليه يوم دون رؤيتها بدل المرة مرارًا.

قد انتاب ليلى نفس ذلك الشعور، رغم أنها أقنعت نفسها أنه مجرد طبيب يتفانى في دوره مع مرضاه، لكنها فضلّت الاستمتاع بذلك الإحساس داخلها، لا تطمع بأكثر من ذلك وهي الآن في نهاية الطريق...

كانت منى تزورها كلما سُمح بذلك، كانت تُحضر معها مريم، أحيانًا محمد أيضًا لكن لم يخفيه على حسام تألم مريم وحزنها على أمها فقلل من عدد زياراتها فهي لا تحتاج سوى لطاقة إيجابية.

رغم مجئ مريم مع منى إلى المشفى كثيرًا، لكنها لم تلمح إياد منذ زمن، كانت تبحث بعينيها عنه منذ أن تطأ المشفى، لكن وكأنه قد اختفى، ودت لو تسأل عنه منى لكنها تتحرج.

جاءت إمتحانات الثانوية العامة، قد استماتت مريم في مذاكرتها فسقف أحلامها عالٍ، تزامن في نفس التوقيت مناقشة إياد لرسالة الماجستير، قد علمت ذلك من الخبر والتهاني والصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أرسل لها ذات يوم طلبٍ للصداقة وقبلته، لكنهما لم يتحدثا أبدًا .

ذات يوم كانت منى في البيت وإياد يجلس جانبًا يعبث بهاتفه وقد صار هذا حاله من زمن.

كانت تتابعه، تتابع شروده ثم تابعت ما يشرد فيه وقد كان ما توقعته، صورة لمريم قد نشرتها على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي آخر أيام إمتحاناتها، كم كانت صورة رائعة رغم التعب الظاهر عليها ربما نتيجة عناء المذاكرة أو أحوال أمها أو كلاهما معًا.

كانت عيناه تنظر داخلها عشقٌ كبير مع حزنٍ عميق، غيرةٍ شديدة؛ فكثيرون قد تطلعوا إلى تلك الصورة، فمهما مرت الأيام وإنشغل بعمله، دراسته، مستقبله كما نصحه خاله، لكن كل ذلك لم يحل مكانها، لم يسد فراغها، لكن ماذا عنها هل حالها مثله أم لم يفرق معها ؟!

قاطعت منى شروده متسائلة: ماذا بك يا بني؟

انتفض إياد بفجأة، أغلق هاتفه على الفور وأهدر: ماذا؟! أنا بخير الحمد لله، ربما إرهاق العمل والمذاكرة فقد بدأت في إعداد رسالة الدكتوراه.

أومأت منى بعدم تصديق قائلة: بالتوفيق، لكني لا أحب الدوران ولا الطرق الملتوية، أنت تفهم وأنا أفهم، لماذا أنت متخاصمًا مع مريم؟

أسرع إياد قائلًا بلهفة: أنا! إطلاقًا... لماذا تتسائلين يا أمي؟

- قلت لا أحب إلا الحديث المباشر، هل ندمت لأنك تعلّقت بها أم استرحت عندما علّقتها بك ثم تركتها؟

أسرع إياد نافيًا: لا لا، لكن... ليس الأمر كما تقولين.

-إذن ما الأمر؟

تنهد إياد وأجابها: إنها لا زالت صغيرة والطريق أمامها طويل ولن أقتل طموحها.

- لكني لم أطلب منك أن تتزوجها في الصباح! يمكنك خطبتها الآن، قراءة الفاتحة مثلًا، وعندما تنتهي من دراستها تكونا قد تأكدتما من مشاعركما.

ألقت منى الفكرة مباشرةً أمامه، تركته وانصرفت، وذات يومٍ، قد ذهبت منى إلى ليلى في المشفى دون مريم فأحوال أخيها أيضًا لا تدل إلا على حالة عشقٍ تعصف بقلبه وكل وجدانه، لكنه لا زال يكابر ولا يعترف، برغم سعادتها لأن جمعتهما تلك المشاعر الرائعة لكنهما لم يتمكنا من الاستمرار معًا... مالك يا أخي لا حظ لك مع زواجٍ ولا حبٍ؟!

تهمس بها داخل نفسها متنهدة بألم، دلفت إلى غرفة ليلى، كان حسام كعادته معها، يمازحها ويضحكا فهو يحاول بشتى الطرق أن يسلّيها ويخفف عنها، دخلت منى تسلم عليهما، قالت بدعابة واضحة مع تدليل لصديقتها: لوليتا كيف حالك؟ أرى أن ضحكتك لا تظهر سوى بالمشافي!

استوقف حسام الاسم بينما أجابت ليلى بضحك: حسنًا لا يهمني، المهم أني صرت أعرف كيف يكون الضحك!

أهدر حسام متفاجئًا: ماذا قُلتِ يا منى؟ لوليتا!

ضحكت منى متسائلة بدهشة: ماذا بك يا أخي؟! هل حظرت الاسم في قائمة الممنوعات هو الآخر؟!

أشار لهما متسائلًا بصدمة غريبة: أنتما صديقتان منذ متى؟

صاحت منى بتعجب: ماذا دهاك يا حسام؟! هذه ليلى، لوليتا صديقة الطفولة وعِشرة العمر، كأنك فقدت الذاكرة فجأة!
أنتما معًا منذ أشهر ولم تعرفها بعد!

تقلصت ملامح حسام فجأة متسائلًا بارتعاشة في صوته: أنتِ من كنتِ تقيمين مع منى دائمًا وأركض خلفكما كسائق قائمًا على توصيلكما من مكانٍ لمكان؟!

ضحكت ليلى وأهدرت بمزاح: كأن ذلك لا زال يؤرقك حتى الآن!

صاحت منى: ما هذا؟! أنت حقًا لم تكن منتبهًا أنها هي!

أومأ برأسه أن لا بصدمة كبيرة ثم قال: لم يخطر ببالي أن ليلى هي ليلى تلك.

أكدت منى: بلى هي تلك، ألم تتذكر بعد؟!

صاحت ليلى ولا زالت تضحك: كيف لم تتذكرني؟! سأخاصمك...

قالتها بطفولية مصطنعة، تابعت منى بعفوية: يا عزيزتي لقد اختلفتِ تمامًا وتغيّر شكلك كليًّا.

تلاشت الضحكة من وجه ليلى فجأة، تغير وجهها تمامًا، نظر حسام لأخته بحدة مؤنبًا لها.

ارتبكت منى، شعرت بحجم خطأها العفوي، تلعثمت قائلة: لا لا لم أقصد شيء، إني لأتحدث عنك وأنتِ صغيرة عندما كنتِ لا تزالين بشعرك...

بترت كلماتها التي زادت الأمر سوءًا، تابعت على استحياء متلعثمة: أقصد قبل الحجاب وقبل أن تكبري وتحملي همومًا و...

رمقها حسام بغضبٍ شديد وصاح فيها: منى! لقد انتهى وقت زيارتك، هيا اذهبي واغربي عن وجهي ولا تأتي مرة أخرى.

نظرت ليلى بينهما محاولة التعامل كأن شيئًا لم يحدث، وهتفت بمرح مصطنع: لا عليكِ عزيزتي، أفهم قصدك.

قالتها ليلى تظهر التفهّم، إلا أنها لا زالت لم تتقبل الكلام من داخلها، بدأت تحاول الاندماج من جديد وتكتم وجعها من أثر الكلام داخلها.

قالت تحاول الضحك مرة أخر، كأن وجهها قد تيبّس، فقد مرونته وقدرته على معاودة الضحك: كيف لم تتذكرني؟! لقد كنت أجعلك تخرج خصيصًا لتشتري ليّ الشيكولاتة ومختلف الحلويات، أتذكر هل كنت تستطيع الذهاب إلى منطقة وسط البلد دون أن تشتري لي الأرز باللبن مع الآيس كريم و فشار من الحجم الكبير، حتى أني قد أتيت زفافك، كنت أرتدي يومها نفس فستان منى لأننا أختا العريس، وقد جئت إليك بصحبة أمي رحمها الله مرارًا عندما وقع لك ذلك الح...

وهنا توقفت وتيقنت ماذا قالت! بترت جملتها، قضمت شفتيها بحرج وتوتر، لقد خربت الدنيا بكلماتها تلك وأحيت جراحًا وذكرياتًا أليمة... رأت ذلك في تغيّر وجه حسام واحتقانه فجأة، بينما كانت منى ناظرة إليها، تغمز لها لتسكت.

تلعثمت ليلى، توترت بشدة وأهدرت على استحياء: أعتذر بشدة، أقسم لك أني لم أقصد! لا أعلم كيف خرجت مني كلماتي الغبية، يبدو أن الورم قد ذهب بعقلي فصرت لا أعي ما أقول.

همست لها منى: ماذا تقولين؟! إنك تزيدي الأمر سوءًا هكذا.

أهدرت ليلى وقد تحشرج صوتها: لم أقصد، والله لم أقصد!

-لا عليك أخي، كما تعلم أن ليلى تسكب من فمها الكلام بلا وعي، لكنها لم تقصد إطلاقًا.

أجاب حسام باقتضاب وقد وقف فجأة: لم يحدث شيء.

خرج مسرعًا دون أي فرصة لأي كلمة أخرى لكن وجهه قد تبدل، وصار غير الوجه، تركتها منى، ذهبت خلف أخيها للاطمئنان عليه لكنه طلب منها أن تتركه بمفرده، لا يريد أحدًا الآن.

بينما حلّ بليلى شعورًا أليمًا بالذنب لم تقوى عليه، ظلت تؤنب نفسها كثيرًا، مرت أيام وأيام لم يأتي حسام أو حتى يمر مرورًا، لقد اختفى، لم يظهر إطلاقًا، لقد افتقدته بشدة، لم يعد لديها سوى اليأس الذي احتلها من جديد، بدأت تبكي وتنتحب باستمرار، فوجوده لا يحل محله أحدًا غيره، لقد ترك فراغًا كبيرًا.

.......................................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro