Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(17)

بقلم :نهال عبد الواحد

عادت منى إلى المنزل تعد نفسها لاستقبال زوجها الغائب بحفاوة وحب، في اليوم التالي خرج إياد من حجرته يجلس مع والديه، كان وجهه يبدو عليه الإرهاق الشديد وإن دل على شيء فإنما يدل على قلة النوم أو انعدامه.

كان هاني من طبعه المزاح المستمر خاصةً عندما يكون عائدًا من سفرٍ، غائبًا لفترة فتكون جرعة المزحات مركزة وكأنها بأثرٍ رجعيّ، يملأ الجو العام الضحك والمرح، كانوا قد افتقدوه منذ مدة بسبب وفاة أم منى ثم ظروف ليلى.

كان إياد يشاركهما حينًا ويشرد منهما حينًا أخرى ثم يتحدث في أمرٍ قد انتهيا منه وبدءا في غيره.

كانت منى تبتسم قليلًا من حالة ابنها، قد توقعت السبب لكنها لم تتوقع هذه السرعة ولا تلك الدرجة .

أما هاني فيشعر بغموضٍ تجاه حالة ابنه إلا أنه لا يستطيع أن ينكر أن أعراض ابنه الطبيب ما هي إلا حالة حب.

فجأة نهض إياد واقفًا، وقال لأمه: أمي رجاءً! اتصلي بمريم إن كانت تود زيارة أمها لأمرّ عليها.

نظرت له منى نظرة طويلة بعدم تصديق ثم أمسكت بهاتفها واتصلت بها بالفعل، أهدرت: مريم! كيف حالك حلوتي؟

أجابت مريم: بخير الحمد لله.
ثم تساءلت بهلع: هل حدث لأمي شيء؟!

تابعت منى بنبرة حانية: لا لا اطمئني! إن أمك بخير، أقصد كما هي، المهم كنت أسألك إن كنتِ تنوين زيارتها اليوم!

-أنا في الطريق إليها بالفعل يا خالتي.

- حسنًا عزيزتي، إعتني بنفسك جيدًا، وبالنسبة إليّ ربما أحضر اليوم لرؤيتها وربما لا، كما تعلمين أن زوجي قد عاد توًا من سفره وليس معقولًا أن أتركه وأخرج منذ اليوم الأول لعودته.

-حمدًا لله على سلامته.

-سلمك الله من كل شر حلوتي! طمئنيني عليكِ حال وصولك.. في حفظ الله!

أغلقت الخط فأسرع إياد متسائلًا بلهفة: ماذا هناك؟

ابتسمت منى وأجابت بهدوء: لا شيء، هي بالفعل في الطريق إليها.

صاح إياد بانفعال غير مبرر: ماذا؟! لماذا لم تنتظرني أمرّ عليها؟! لقد أكدت عليها أن نذهب معًا.

كانت منى تستمع إليه وترى حالته وتحاول كتم ضحكها، قالت بجدية مصطنعة: ربما نسيت فما هي فيه ليس بهين يا بني، كان الله في عونها! هي أكثر واحدة متضررة من مرض أمها وإن جدّ شيء لا قدر الله لا أعلم ما مصير تلك المسكينة، ثم أن الأمر بسيط لا يستدعي كل هذه الثورة، إياك يا إياد أن تنفعل عليها أو تعنفها دعها وشأنها!

قالت منى الأخيرة محذرة، هم إياد بالإجابة لكنه لم يجد ما يقوله فسكت ثم انصرف ولا يزال غاضبًا مغتاظًا، ما أن دلف إلى حجرته حتى ضحك هاني ومنى.

قال هاني وسط ضحكاته: أود فهم الأمر، ما حكاية مريم تلك؟ هل كانت مقيمة هنا مع ليلى؟!

أومأت منى برأسها نافية، تابعت: لا لا، كل ما هنالك أنه قد رآها بالأمس وتبدّل حاله كما ترى، هو لم يراها منذ أعوام وتلك الأعوام القليلة تكون دائمًا حدًّا فاصلًا في حياة الفتيات فتتغيرن تمامًا.

أهدر هاني: ولدٌ أحمق، كأنه يريد مخاصمتها والتشاجر معها من أول يوم؟! لكني أراكِ سعيدة ومرحّبة بهذا الأمر!

شردت منى بعينيها وتابعت بحزن: لا أدري، حالة ليلى غير مطمئنة على الإطلاق، وتلك الفتاة المسكينة ستقع فريسة بين أخيها وأبيها وزوجته الجديدة وجدتها، هي فتاة مؤدبة وجميلة وأنا أحبها بشدة منذ صغرها، ربما غضبت منها في الآونة الأخيرة بسبب ما حدث مع ليلى، لكن اتضح أنها كانت مظلومة وهم من أرغموها بالإجبار أن تترك أمها، أشعر بمسؤوليتي نحوها، وإن صارت زوجة ابني سيصير الوضع أفضل كثيرًا لكنها صغيرة للغاية لا تزال في مرحلة الثانوية العامة وربما لم تنتبه لإياد بعد.

- أود رؤيتها والتحدث معها فأنا لا أتذكرها منذ طفولتها.

-هي مؤكد ستزور أمها يوميًا.

- إذن نزور ليلى أيضًا فأنا أود بالفعل الاطمئنان عليها وكأني ذاهبٌ لرؤية حسام أخيكِ.

فضحكت منى وأهدرت بعشق: أنت رائع يا زوجي الحبيب!

فأجابها بهيام: وأنت حبيبتي ومهجة قلبي.

اقترب منها يهم بتقبيلها لولا خروج إياد فجأة فتنحنح لينتبها فتراجعا وانسحب خجلًا، ألقى السلام مبتسمًا وسعيدًا في نفس الوقت؛ والديه على عهد عشقهما حتى الآن وحتى بعد مرور كل تلك الأعوام، هو كثيرًا ما يشعر بغبطة منهما، يتمنى لو عاش حياة مثلهما.

وصل إياد إلى المشفى، سار قليلًا فوجد مريم تقف في إحدى الممرات المؤدية إلى غرفة العناية المركزة تقف باكية فأسرع إليها بهلع وتسآل: ماذا هناك يا مريم؟ ماذا حدث؟!

أجابت مريم ببكاء: يرفضون دخولي لرؤية أمي، يقولون أن الزيارة ممنوعة.

التقط أنفاسه براحة وتابع: بالفعل الزيارة ممنوعة، ومن أجل ذلك طلبت منك أن تخبريني بمجيئك لأتصرف أو يتصرف دكتور حسام.

أومأت برأسها فاستأذنها للذهاب أولًا إلى غرفة المكتب فأذنت له لكنه اصطحبها على فجأة وجذبها من يدها معه، سارت معه وهي تمسح دموعها بطرف كمها بحركةٍ طفولية، لمحها إياد بطرف عينه وابتسم وأخرج منديلًا وأعطاه لها.

ذهب إياد ومريم إلى المكتب، وضع أشياءه وارتدى معطفه الأبيض الخاص به فأعطاه رونقًا مميزًا، علّق سماعته على عنقه وجذب مريم من يدها مرة أخرى، سار بها إلى غرفة العناية المركزة، كان من طريقتها تلك تشعر كأنه يسير بطفلة صغيرة.

وصلا الاثنان ودخلا، ما أن رأت أمها حتى تركت يد إياد، اقتربت من أمها وجثت على ركبتها وأمسكت بيدها تقبلها وتبكي وتحدّثها: أمي الغالية! أنا مريم ابنتك، أنا جوارك ولن أتركك أبدًا، لقد جئت لرؤيتك، اشتقت إليكِ كثيرًا، إياكِ يا أمي لا تتركيني... بالله عليكِ لا تتركيني!

انتحبت بالبكاء، اقترب منها إياد وجذبها لتنهض معه وأسندها حتى وقفت وأهدر برفق: لا لا، تحلّي بالقوة، صحيح هي تحتاجك جوارها لكن تحتاجك قوية لتقويها، ذلك الأمر سيطول معنا ورحلته لا يعلم مقدارها سوى الله فتحلي بالصبر والقوة والتماسك، اهدئي رجاءً.

مسحت دموعها بيدها وبطرف كمها مجددًا فابتسم وأعطاها منديلًا آخر و قال مازحًا: ألم يخبروكِ أنك قد كبرتِ على...
وأشار بحركة كمه يقرّبه من أنفه ويقول: القطار قادم من بعيد...

فضحكت منه وضحك ثم قال: لقد تغيرتِ وإختلفتِ تمامًا يا مريم.

أومأت مريم برأسها وتابعت: فعلًا، فلم نتقابل منذ أعوام.

- آخر مرة قد رأيتك فيها كنتِ لا تزالين طفلة بحجم البلية تشبهين خلة الأسنان.

وضعت مريم يديها على خصرها وتابعت متذمرة: من هذه التي تشبه خلة الأسنان؟!

ضحك إياد فبدت وساته، تابع: لا تهتمي، هذا عندما كنتِ صغيرة.

استطردت مريم بمزحة: لا، فلتصمت أنت أيضًا! فلدينا في بيتنا صورة لك في طفولتك ترتدي بنطالًا قصيرًا وركبتيك تتصدر الصورة، شيئًا مضحكًا.

جحظت عينا إياد وصاح: ماذا؟! الصورة اليتيمة لي لديكِ تكون الصورة ذات الركبتين، إذن أعطيكِ غيرها حديثة بعد الرياضة والتمارين والفورمة والعضلات.

قال الأخيرة بمزاح، أردفت مريم: لا بالله عليك ستزهق فيها أرواحًا.

فضحكا معًا ثم قالت: ما تخصصكما أنت ودكتور حسام؟

- جراحة وأمراض المخ، لكني لا زلت تحت التدريب فأنا لم أناقش الماجستير بعد، أما خالي فقد حصل على دراسات عديدة ومتوسعة في جراحة الأورام وأتمنى أن أكون مثله.

- بالتوفيق لك إن شاء الله، كنت أريد أن أتخصص مثلكما لأتمكن من علاج أمي.

ابتسم بحزن وتساءل: تريدين الالتحاق بكلية الطب؟

تنهدت مريم بشرود ونبست: أتمنى ذلك.

-لكن هذا القسم لا تدخله الفتيات.

أهدرت مريم بعدم رضا: لماذا؟! صحيح لم يكن طموحي في بادئ الأمر لكني قد غيّرت رأيي.

-وماذا كان طموحك؟

-طبيبة في الطب الشرعي.

صاح إياد بفجأة: الطب الشرعي! وتشرّحين الجثث وتعملين في كشف جرائم القتل والتعدي وكل تلك المصائب! لقد كنت مشفقًا عليكِ من سكاشن التشريح وحدها!

فضحكت وقالت: لا كن مطمئنًا، إن قلبي قويّ وكالحديد الفولاذيّ.

أجابها بهيام: وأنا قلبي ريشة تطير في هواك... أقصد في الهواء...  الهواء.

-ماذا؟!

ارتبك إياد وتابع بلعثمة: لا لا، لا شيء، أقصد إنظري لأمك أفضل.

فابتسمت من هيئته وارتباكه ابتسامة ساحرة خارت معها كل قواه وسلّمت قلاع قلبه وحصونها مفاتيحها كاملةً لها فجأةً دون أي مقاومة.

وجد نفسه يبتسم تلقائيًا لكن لم يأبه أن ابتسامته أيضًا لها سحرها فتجعله يشبه فارس الأحلام الذي تحلم به الفتيات ذات الوسامة والابتسامة الجذّابة خاصةً مع أناقته واكتمالها بالمعطف الطبي.

بعد فترة من الانبهار المتبادل بدءا يتحدثا في أمورٍ شتى، بل يمزحا ويضحكا حتى أنهما قد نسيا أنها مشفى وأن هذه غرفة عناية مركزة.

وإذا بصوتٍ فجائي من خلفهما يقاطع مزاحهما: هل أحضر اثنين من عصير الليمون ؟!

........................................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro