Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(16)

بقلم :نهال عبد الواحد

في بيت الجدة عليّة جاء محمد من الخارج توًا فجاءته جدته قائلة بإشفاق: لماذا تأخرت هكذا يا محمد ؟

ألقى محمد نفسه بتعب على الأريكة، بدأ يفك أزرار ملابسه مجيبًا: معذرةً جدتي، لكن أبي قد سافر وكنت في المحل بدلًا منه.

أومأت عليّة قائلة بغموض: أبوك يسافر ويترك كل شيء! يتركك أنت تكد  مكانه.

ثم أكملت بخبث مقوسة شفتيها بعدم رضا: ويترك أختك اللعينة تذهب وتروح كما تشاء.

اعتدل محمد في جلسته وصاح بفجأة :ماذا؟! ماذا تقصدين يا جدتي؟!

صاحت بلهجة أمر: إصعد وأحضرها من شعرها وأعد تربيتها من جديد، أختك اللعينة تسللت وفتحت الباب وذهبت لأمها الساقطة.

فهب محمد واقفًا بغضب أشعل عيناه وصاح: ماذا؟! صعدت لمن؟! لماذا؟! كنا قد انتهينا من هذا الأمر منذ زمن.. لماذا اليوم؟! اطمئني جدتي كل شيء سيكون على ما يرام.

انطلق محمد بغضبه الحارق هذا متجهًا إلى شقة أمه دق الباب بقوة يكاد يكسره، فزعت مريم فأهدأتها ليلى بتربيتة حانية، نهضت بصعوبة متجهة لتفتح الباب، تجاهد نفسها لتخفي ما بها أمامهما.

فتحت ليلى الباب ووقفت أمام ابنها الذي أشاح بوجهه عنها، أغمضت عينيها تخفي ألمها من تجاهله لها وسوء معاملتها.

تنحنح محمد خافضًا بصره بعيدًا عن أمه، أهدر: من فضلك أريد أختي.

قضمت ليلى شفتيها لألا تنفجر باكية من عقوقه القاسي، همست بصوت مختنق: ألقي السلام أولًا.

تجاهل أمه وتابع بتبلد دون أن يلتفت إليها حتى بطرف عينيه عن جنب: أنا هنا لآخذ أختي فقط، هيا ناديها بالتي هي أحسن.

قال الأخيرة بوقاحة وقد ارتفع صوته، صرخت مريم واختبأت خلف أمها تستغيث بها: سيضربني يا أمي.

صاحت ليلى غاضبة: ماذا؟! يضربك!

التفتت إلى محمد، لكزته في صدره ضربة خفيفة بظهر يدها، صاحت: ليس من حقك يا هذا!

أبعد محمد نفسه عن أمه خطوة بانتفاضة خفيفة من جسده ببعض التقزز، كأنما تأذى من لمسة أمه القذرة على حد وصف أبيه وجدته!  كم حطمت أمه تلك الانتفاضة! صاحتها ليلى باهتزاز وارتعاشة في صوتها، فأجابها بوقاحة: هي ليست فوضى، مريم لها أب وأخ  على وجه الدنيا وسنربيها.

عقدت ساعديها أمام صدرها، وأردفت بتهكم: آه! تربياها! إذهب وربي نفسك أولًا أيها العاق! أتعايرني يا ابن بطني؟! ليس ذنبي أن أبي تُوفيّ قبل ولادتي فلم أراه، وليس ذنبي أن ليس لي أخوة، لكني قد تربيت وأُحسنت تربيتي لأني قد تربيت على مراقبة الله والخشية منه وهو الذي لا يخفى عليه دبة النملة الصغيرة في ليلة شديدة الظلمة وليس من الخلق، أتريد ضرب أختك؟!  هكذا تربيها يا أبله! البنت يلزمها الحضن والحنان لأنها إن لم تجدهما داخل البيت ستبحث عنهما بالخارج.

صاح محمد بفرغ صبر: أريد أختي.

صاحت فيه مريم: ما خطبك؟! ألا تشعر؟! ألا ترى هيئتها إنها مريضة؟!

صاحت ليلى، قد بدا عليها التعب مجددًا: مريم كفى! إسمع يا هذا إن مددت يدك على أختك يومًا فسأغضب عليك حتى لو كنت في قبري، وانتبه فاليُتم يُتم الأم، وأنت ستعيش بلا أبٍ ولا أم لأن الأب في الأساس غير موجود.

زفر محمد بفرغ صبر وتابع بتبلد: هل انتهيتِ؟!

ثم اتتفت لأخته وعيناه تتوعداها صائحًا فيها: هيا يا مريم تحركي أمامي!

أومأت مريم برفض، أهدرت: لن أذهب معك.

جز محمد على أسنانه بغضب وصاح بتوعد: بل ستذهبي معي شئتِ أم أبيتِ.

قالها ودخل محمد منقضًا عليها ليأخذها بالقوة، كانت ليلى تقف بالكاد مجاهدة نفسها، تحاول أن تفصل بينهما، تصده عن مريم، تمسك به لكن قد خارت قواها انسلت من بينهما أرضًا مغشيًا عليها.

صرخت مريم دافعة أخيها متجهة بسرعة نحو أمها: أمي! أمي! ألم أقُل لك أنها مريضة وأنت لم تنتهي.

جلسا جوارها أرضًا يحاولان إفاقتها لكن بلا جدوى، وتفاجأ محمد بمرضها الشديد، بل قد كان ظاهرًا للغاية كضوء النهار، فوجهها الشاحب وعيناها غائرتين، كانت تترنح وتقف بالكاد، بل كانت تتحدث وتغمض بعينيها أو تجز على أسنانها لتخفي هذا الألم الشديد عنه.

أهدر محمد بقلق: وماذا بعد؟! ماذا نفعل؟! ربما رقم هاتف الطبيب وسط تلك الأشعات والتقارير الطبية؟!

أومأت مريم وتابعت ببكاء: بل سأتصل بخالتي منى مؤكد أنها تعرف.

وبالفعل اتصلت مريم بمنى عدة مرات وكانت لا تجيبها حتى أخيرًا قد أجابتها بحدة: ماذا تريدي؟

صاحت مريم ببكاء: خالتي! أمي قد سقطت مغشيًا عليها ولا تستجيب أبدًا، أنجديني بالله عليكِ!

صاحت منى بلهفة: حسنًا حسنًا، سأجئ حالًا.

أغلقت منى الخط وذهبت تبدل ملابسها سريعًا، وجدت ابنها وقد جاء توًا.

اتجهت منى مسرعة نحو ابنها وصاحت بلهفة، يخالط صوتها البكاء: إياد! هل جئت وحدك أم بصحبة خالك؟!

أجابها بعدم فهم: بل مع خالي، قد وصلني توًا.

- اتصل به ليعود فورًا، إن خالتك ليلى قد فقدت وعيها من جديد.

اتصل إياد بخاله وأخبره بما حدث وعاد حسام بالفعل على الفور ثم ذهبوا جميعهم إلى بيت ليلى.

إياد هو ابن منى وحديث التخرج من كلية الطب، ملازمًا لخاله، يكتسب من خبراته، يتخذه مثله الأعلى، يود لو يتخصص نفس تخصصه، قد بدأ في دراساته العليا في ذلك التخصص.

إياد يشبه في ملامحه لخاله أما في جسده فهو عريضٌ أكثر و رياضي فيشبه أبيه؛ قد اعتاد أن يلعب ألعابًا قتالية بجانب السباحة، غيّرت من هيئة جسده تمامًا.

وصل جميعهم إلى بيت ليلى، وقف حسام يفحصها، جواره إياد الذي يركز بدقة في كل ما يفعله خاله ويناقشه بمصطلحاتٍ طبية باللغة الإنجليزية، اتصل حسام بالمشفى لتحضر سيارة إسعاف مجهّزة على الفور.

أسرعت مريم تبدل ملابسها لتذهب معهم، بالطبع قد سألت الجدة فأخبراها حفيديها بما حدث وسيذهبان مع أمهما إلى المشفى، لم تعلّق لكنها لم تصدّق، ظنّت أنها خدعة منها كي يعودا إليها.

صممت مريم وركبت مع أمها في سيارة الإسعاف حتى وصلوا إلى المشفى، وُضعت ليلى في العناية المركزة، وُصّل جسدها بأسلاكٍ بأجهزةٍ طبية، طلب حسام من الممرضات بعض الأدوية، أملاهم تعليماته التي ستنفذ بالضبط دون أي تقصير.

خرج حسام وإياد، التفت حسام نحو مريم ومحمد وأشار لهما بصرامة قائلًا: أريدكما، اتبعاني فورًا!

ذهبا خلفه حتى مكتبه، دلفا خلفه إلى داخله، تساءلت مريم توًا بصوتٍ باكٍ: مم تشكو أمي رجاءً؟!

جلس حسام مجيبًا: إن أمكما مريضة جدًا.

صاح محمد بتهكم: وما الجديد؟! بالطبع مريضة ودليلًا على ذلك قد حُجزت في العناية المركزة، هي تسأل مم تشكو!

نظر إليه حسام مستاءً من وقاحته، لم يجيبه بل التفت بعينيه نحو مريم الباكية بحرقة، قال لها بتنهيدة: لماذا تبكين الآن؟! لم أقل شيئًا بعد، اهدئي حتى أتمكن من الحديث.

هنا دخلت عليهم منى وصاحت فيهما بغضبٍ شديد: قد استرحتما الآن! إفرحا، إفرحا ستستريحون جميعكم أكثر وأكثر.

فصاح فيها حسام: منى! الوضع لا يحتمل ما تفعليه، إما الانتظار بهدوءٍ تام وإما عودي إلى بيتك.

خرجت منى غاضبة وحزينة بصحبة ابنها.

تابع محمد بعينيه منى حتى انصرفت، التفت إلى حسام وصاح مجددًا: لم تقل شيئًا بعد!

صاح حسام بحدة ضاربًا سطح المكتب بقبضة يده: ماذا بك يا هذا؟! ألم تتعلم طريقة أفضل للحديث مع من هم أكبر منك سنًا؟!

نظرت مريم بينهما متحرجة، تنحنحت وأهدرت على استحياء: دعك منه رجاءً! أخبرني بالله عليك مم تشكو أمي؟

أهدر حسام بعملية: ورم في الدماغ نشط وكبير، ذلك تبعًا لفحوصها منذ أشهر والوضع مؤكد الآن قد تأخر كثيرًا، لقد رفضت التدخل بأي صورة، هل تريدان معرفة السبب؟! بسبب بعدكما، أشعرتوها برفضكما لها فجعلتوها وحيدة فاختارت أن تموت دون أي محاولات للشفاء.

شهقت  مريم  وبكت مجددًا، أهدرت بقهر: أقسم لك أني كنت مجبورة على الابتعاد وقد أخبرتها بذلك وصدقتني.

تنهد حسام، أومأ برأسه وتابع: جميل! إذن فهناك أمل لتسمح لنا بالتدخل من أجلك أنت أيتها الجميلة.

قال الأخيرة بلطف، تساءل محمد بجدية: وما طريقة العلاج المفترضة؟!

أجاب حسام: المفترض أن تكون جلسات ستحدد نوعها وعددها حسب الفحوص الحالية للسيطرة على الورم ثم تُجرى الجراحة ثم جلسات علاجية أخرى، وبرنامج العلاج بالكامل على حسب الحالة والتي ستُحدد تِبعًا لما سنجريه من فحوص، على الله اعتمادنا الكامل يا ابنتي!

تنهدت مريم بمرارة: ونعم بالله! سأظل ملازمتها هنا ولن أتركها.

أومأ حسام رافضًا، وقال: للأسف غير مسموح بذلك، لا مرافق في العناية المركزة، ولا مرافق في فترة جلسات العلاج، المهم الآن حالتها المزاجية والنفسية وجودكما جوارها هو أكبر حافذ لها الآن، لأن الجراحة غير سهلة إطلاقًا كما أن التعافي منها ليس سهلًا تمامًا، وفترة العلاج أيضًا رحلة عذاب أخرى، لذلك يلزمها عامل محفّز كبير لتستطيع تحمّل كل هذا، عليكما معرفة كيف ستتعاملان معها في الفترة المقبلة لأنها ستتغير كثيرًا، تغييرًا خارجًا عن إرادتها.

خرج محمد ومريم من المكتب، اتجها ناحية العناية المركزة ليريا أمهما، كانت مني تقف عندها بصحبة ابنها إياد، وقفت جوارها مريم وكانت هي أكثرهم عَبرة وبكاءً فشعرت بها منى فاحتضنتها وربتت عليها برفقٍ وحنان.

بعد مرور بعض الوقت غادر الجميع من المشفى، أخذ إياد مفاتيح السيارة من خاله ليقوم بتوصيل الجميع.

كان إياد يقود السيارة جواره منى وبالخلف يجلس محمد ومريم، كان إياد يقود السيارة حينًا، ينظر في المرآة حينًا أخرى ناحية مريم، لكن مريم لم تكن تنتبه له ولا لأي شخصٍ ولا لأي شيءٍ، فحالة أمها هي التي تشغل كل تفكيرها الآن.

لكن أمه قد لاحظت ذلك فالتفتت بوجهها ناحية الشباك للخارج وابتسمت بهدوء ناظرة بعينيها لأعلى تتمنى شيئًا ما.

وصلت السيارة إلى بيت ليلى، ترجل محمد ومريم وخلفهما إياد قائلًا: في أي وقت تريدان زيارتها بلّغا أمي وسأقوم باللازم.

أهدرت مريم بامتنان: شكرًا جزيلًا.

صعد محمد ومريم بينما ظل إياد متابعًا لها بناظريه حتى صعدت واختفت من أمامه، اتجه و ركب السيارة، انطلق بها متجهًا إلى البيت، كان طوال الطريق في صمتٍ وشرود، كلما تحدثت إليه أمه لم ينتبه إليها بل لم يسمعها.

عادا إلى المنزل فأبيه على وشك الوصول ولا زال هناك بعض الاستعدادات لاستقباله بحفاوة.

.......................................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro