Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(15)

بقلم : نهال عبد الواحد

أعدت منى لزوجها أشياءه، احتياجات سفره وفي الصباح قد سافر بالفعل، اتجهت منى لعملها ثم اتجهت إلى ليلى تنوي الإقامة معها وقد رحبت ليلى بذلك كثيرًا.

مرت أيام وأيام، منى وليلى معًا في العمل، البيت فكلًا منهما تقيم عند الأخرى بالتناوب طوال فترة سفر هاني زوج منى، قد مر الشهر الأول، قارب الشهر الثاني على الانتهاء، لم يتبقى سوى يومين على مجئ هاني من السفر، ستعود ليلى لوحدتها من جديد خاصةً ولم يظهر أبناءها أو تتحسن آلامها هي فقط تلهّي نفسها مع منى.

كانت منى طوال تلك الفترة تلح عليها لتذهب للطبيب لكن دون تلميحٍ لأي شيء بعينه، وهاهي الآن ستعود منفردة فعليها أن تأخذ علاجًا منتظمًا فعّالًا.

لم تجد ليلى بدًا إلا وتذهب إلى الطبيب مع منى، قد بلّغت منى أخيها، ذهبت بصحبتها ليلى إليه في المشفى، ما أن جاء دورها حتى دلفت ليلي، معها منى فرحب بهما حسام وسلّم على أخته بحرارة فلم يراها منذ سافر زوجها ثم جلس ثلاثتهم.

ابتسم حسام واستطرد: مرحبًا أستاذة ليلى! هل تعلمي أنه يتوجب عليّ إجلاسك ثم تقييدك في هذا الكرسي إتقاءً لحالة الهروب التي تطرأ فجأة.

ضحكت ليلى بإعياءٍ ظاهر ثم قالت متحرجة: أعتذر منك كثيرًا، لكني كنت أمر بظروفٍ صعبة، المهم وقبل كل شيء كان هناك حساب قديم وكان عليّ دفعه، وأعتذر عن التأخير.

أومأ حسام مردفًا: لا عليكِ سيدتي.

ثم أكمل ببعض الفكاهة: المهم أتمنى أن أكمل كلامي حول تشخيص حالتك، آمل قول جملة تامة حتى نهايتها، ثم يكفي أنك صديقة منى الغالية.

أومأت ليلى رافضة وقالت:معذرةً، لا يمكن، فلتبدأ بما ينبغي عليّ دفعه.

تابع حسام بعملية، قد تلاشت ابتسامته: نتحدث لاحقًا في الماديات، فلدينا الكثير من الأشياء التي أود التحدث بشأنها.

مدت ليلى يدها بداخل حقيبة يدها، أخرجت ورقة، قدمتها إليه قائلة: إذن تفضل هذا الشيك، سيظل معك من أجل الحساب القديم والمستحدث، رجاءً!

أخذ منها الشيك على مضض، نحّاه جانبًا دون أن ينظر فيه ثم أكمل بمهنية: فلنبدأ في المهم إذن.

فقالت ليلى بتعب: أنا لم أُشفى يا دكتور حتى الآن.

تنهد حسام بضيق وتابع: وكيف ستُشفِي دون علاج؟! فلنبدأ، بماذا تشعرين وبالتفصيل رجاءً؟

ابتلعت ليلى ريقها مجيبة: أشعر بأعراض لا علاقة لها ببعضها، صداع شديد بدرجة لا توصف حتى أني لأصرخ من شدته في بعض الأحيان وكأن شيئًا يضغط داخل رأسي خاصة في أول النهار صباحًا، أحيانًا تكون هناك رغبة في التقيؤ حتى دون أن أتناول شيئًا وتكون مجرد عصارة المعدة لكن أشعر حين أتقيأ بهدوءٍ مفاجئ لكن بعدها يعاودني الألم من جديد، ربما أفقد الوعي في بعض الأوقات والتي ازدادت مراتها في الآونة الأخيرة،  أشعر أنني لا أتذكر الكثير من الأشياء، وحينًا أشعر كأني لا أرى الصور واضحة أراها بضبابية، أحيانًا لا أقوى على الحركة ولا السير وأجد نفسي أتسنّد على قطع الأثاث، في بعض الأوقات تنتابني حالة من الثقل في لساني وكأني لا أستطيع التحدث، أحياناً أشعر بتبلد ليس فقط في المشاعر والأحاسيس بل حتى في حاسة اللمس، فذات مرة بينما كنت أغسل الأطباق ارتفعت حرارة الماء الساخن فجأة ولم أشعر بشيء حتى أن يدي قد احترقت وتفقعت من الحرق ولم أشعر إلا بعدها بوجع الحرق، فأنا وسط ذلك الزحام من الأشياء الغير مترابطة لا أرى إلا أنها مجرد حالة نفسية نتيجة الصراعات التي أحياها.

أنصت حسام إليها باهتمام مع تسجيل بعض الملاحظات، سكت قليلًا ثم تساءل: هل تتذكري منذ متى وأنت تعاني من هذه الأعراض أو حتى إحداها؟

شردت ليلى بعينيها في إيماءة تدل على استرجاعها، أومأت برأسها قائلة: لا أتذكر فهو منذ أعوامٍ طويلة، لكن لم يكن بهذه الصورة أبدًا.

-وماذا عن الدوار؟

-ربما عقب وفاة أمي أو وفاة عمي... لا أتذكر بالتحديد، هل لديك تشخيص مناسب لكل هذا الهراء.

قالتها مع وقوع عيناها على تلك الشهادات المعلقة التي فيها تخصصات حسام، درجاته العلمية المختلفة من جامعاتٍ عديدة خارج مصر والتي تصب في كونه متخصص في جراحة أورام المخ، مع تخصصات دقيقة بأمراض المخ.

قرأت، وجمت، ابتلعت ريقها بصعوبة، نظرت نحوه تستجديه، تنتظر منه الإجابة التي لابد من قولها وبصراحة.

أخذ حسام نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء، أجاب ببعض التردد : لديكِ، ورم في الدماغ، كبيرٌ ونشط وقريب من المراكز الحيوية ويضغط عليها من حينٍ لآخر  مسببًا ما تعانيه من أعراض، لقد وصل ذلك الورم لدرجة متقدمة تبعًا لتلك الفحوص التي أُجريت لكِ منذ أشهر وحتمًا قد تغيرت تلك النتائج خاصة مع الظروف التي تمرين بها.

وجمت ليلى للحظات، تبسمت بتهكم وأهدرت: سأموت أليس كذلك؟

- وأين المفاجأة؟ فكلنا سنموت، هناك جراحة من المفترض أن تُجرى لك لكن بعد فترة من العلاج ستُحدد نوعها وجلساتها تبعًا لنتائج الفحوص الجديدة، المهم في البداية علينا السيطرة أكثر على هذا الورم لأنه من الواضح أنه نشط وشرس للغاية وفي ضوء نتائج العلاج سنحدد موعد العملية ومدى إمكانية إجرائها.

وقفت ليلى قائلة بيأس: وأنا لن أفعل أي شيء، يمكنك فقط إعطائي مسكن قوي يهدّئ هذا الوجع غير المحتمل وسأكون شاكرة لك.

- في جميع الأحوال ستحتاجي لذلك المسكن القوي خاصةً في الأيام القادمة لأن الوجع للأسف شديد.

صاحت فيه بحدة: قلت لن أفعل شيء!

سكت حسام هنيهة، قد انتابه بعض الغضب جراء حدتها، لكنه تمالك غضبه قائلًا: لن نتحدث أو نتخذ أي قرار ولا زلتِ تحت تأثير الصدمة.

تابعت ليلى بحدتها: قلت لن أتحدث في هذا الأمر مجددًا، فأنا ميتة في جميع الاحوال.

شعر حسام بالحزن من أجلها قائلًا بهدوء: إهدئي رجاءً!

تلاحقت أنفاس ليلى، تجمعت دموعها في مقلتيها الشاحبة، تابعت بيأس وقهر بنبرة تخالطها العبرة مع ارتعاشة شفتيها: أنا هادئةٌ تمامًا سيدي، وها قد جاءت فرصة الموت وحدها، فأنا امرأة وحيدة ليس لها أي أُناسٍ يملؤن حياتها أو تعيش من أجلهم، ها قد تحققت من تلقاء نفسها، سأترك الحياة لهم... رجاءً أريد فقط مسكن قويّ.

قالت الأخيرة بنبرة متوسلة، لقد اكتساها اليأس، خضعت له بكل حواسها، ذلك اليأس القاتل للفرد الصحيح، يدفعه لخلق الأوهام، رؤية الأمور بسوداوية دون النظر لبعض الومضات البيضاء وسط ذلك السواد الكئيب، اضطر حسام أن يعطي لها علبة من الترمادول، كتب عليها مقدار الجرعة، عدد المرات وحذرها من تجاوز الجرعات وأخذها بشكل عشوائي، بالطبع قد كتب لها الحد الأدنى من الجرعات مراعيًا أنها مؤكد ستزيد عدد الجرعات من تلقاء نفسها.

أخذت ليلى الدواء حتى إنها تناولت قرصًا توًا ثم انصرفت دون أن تعقب بكلمة أو إيماءة، لحقت بها منى، ساد الطريق الصمت التام حتى وصلتا إلى بيت ليلى، ترجلت من السيارة ممسكة أشعتها وتحاليلها في ظرفٍ كبير مكتوبٌ عليه اسم المشفى.

سارت ليلى بضع خطوات ثم التفتت إليها، قالت ممتنة: أشكرك بشدة يا منى، كفاكِ إلى هنا، عودي إلى بيتك وأعدي نفسك فزوجك على وشك الوصول.

ترجلت منى من سيارتها وتابعت بتصميم: لا بل سأصعد معكِ حتى باب شقتك.

مع إصرار منى اضطرت ليلى أن تتركها تصعد معها حتى وصلت إلى شقتها، التفتت إليها ليلى وأردفت: كفاكِ إلى هنا، هيا انصرفي.

ربتت منى على كتفيها وقبلت وجنتيها قائلة: اطلبيني في أي وقت، لا تحملي هم سأجيئك فمعي مفتاح شقتك، إعذريني لولا مجئ هاني من...

قاطعتها ليلى واضعة سبابتها أمامها شفتي منى، أسكتتها قائلة: هيا انصرفي.

تعانقتا، دلفت ليلى، انصرفت منى، أثناء هبوطها درجات السلم فتحت مريم باب شقة جدتها ونادت: خالتي! خالتي! ماذا بها أمي؟

التفتت إليها منى، حملقت فيها رافعة إحدى حاجبيها قائلة بحدة: هل تذكرتِ توًا أن لكِ أم؟! ما هذا الجحود؟! كأنكم قد تجردتم من الإنسانية والإحساس، حتى إن الحيوانات لتشعر عنكم.

تركتها منى، انصرفت غاضبة،  وقفت مريم بعض الوقت لكنها قد رأت هيئة أمها وهي آتية الآن مع منى، لمحت تلك الأشعات والتحاليل التي كانت تحملها، مؤكد هناك خطبٌ ما.

تسللت مريم من جدتها خلسة، صعدت طارقة الباب على أمها حتى فتحت ليلى بعد فترة، وجمت عندما رأتها بعض الوقت في صمت ودون أي ردة فعل.

صاحت مريم مقتربة من أمها: أمي! قد اشتقت لك كثيرًا، أقسم لك هم من حبسوني ومنعوني عنك! لم يسمحوا لي بالخروج إلا للذهاب إلى دروسي فقط، أقسم لك أني متعبةٌ من دونك!

هتفت بها مريم بادئة في بكائها، كانت ليلى تنوي الصمود أمامها لكنها تذكرت أن لا وقت لديها، ربما تكون المرة الأخيرة فما أن رأت دموعها حتى ضمتها إليها وبكت هي الأخرى بحرقة وقهر.

مر بعض الوقت في هذا العناق ثم دخلتا، أغلقتا الباب، جلستا على أريكة قريبة فاحتضنتها ليلى، رفعت مريم رأسها ناظرة نحو أمها، همست بلهفة: ماذا بك أمي؟

وضعت ليلى سبابتها على شفتيها تسكتها مردفة: لن نضيع وقتنا في ثرثرة، طمنئنيني عليكِ، كيف حالك وحال مذاكرتك؟

-الحمد لله... لكن...

-عديني أن تبذلي مجهودًا كبيرًا، حتى تحصلين على مجموعٍ كبير وتحققي حلمك في الالتحاق بكلية الطب.

- إن شاء الله! سأفعل كل ما تريديه يا أمي، أحصل على مجموعٍ عالٍ وأدخل كلية الطب وأعالجك، لكن ماذا بك حتى أتخصص فيه؟

ابتسمت ليلى بحزن قائلة: تخصصي فيما تشائين... أنا للأسف لن أنتظرك.

فبكت مريم بحرقة شديدة، وصاحت وسط بكاءها: لا تقولي هذا الكلام رجاءً يا أمي.

- لا تنسي وعدك جميلتي، عليكِ بالعمل فالعمل يلهي الفرد كثيرًا، لولا العمل في حياتي لا أدري ما الذي حدث أكثر من ذلك... إهتمي بنفسك جيدًا عزيزتي، ونصيحة لن يقولها لك أحدًا غيري... إياكِ أن تتزوجي إلا من يحبك وتحبيه مهما انتظرتِ ومهما كبر عمرك... فالحب مهم ويفرق في الحياة، وحتى إن وجدتِ ذلك الحب فلا تنسي عقلك وإبتعدي فورًا واتركيه إذا وجدتِ منه بعض الصفات التي لن تتغير إطلاقًا... الكاذب اتركيه؛ فلن يكف يومًا عن كذبه... من يعرف فتيات غيرك اتركيه؛ سيخونك حتمًا بعد الزواج... الشتّام بلسانه من طالت يده أو إحداهما اتركيه؛ لأنه سيهينك بعد الزواج... الصامت الذي لا يتحدث معك ومن يتركك حزينة بالأيام؛ اتركيه لأنه بعد الزواج سيصير أكثر جفاءً وبعدًا... إن حاول التقرب الجسدي تحت أي مسمى وبأي صورة، ومهما هددك أن يتركك أو افتعل المشكلات، اتركيه؛ لأنه بعد الزواج سيكون أناني لا يتذكرك إلا وقت رغبته فقط.

حملقت مريم فيها دون فهم وتساءلت بخوف: لماذا تقولين هذا الكلام الآن؟

-احفظي هذا الكلام جيدًا، لأنك لن تجدي من يقوله لك بعد رحيلي.

-رجاءً أمي لا تقطعي نياط قلبي بقولك هذا الكلام.

شددت ليلى في ضمتها لابنتها قائلة: كوني في حضني أكثر وقت ممكن، أريد أن أكتفي منك حبيبتي.

ضمتها إليها وظلت تبكي بشدة حيث شعرت بخطورة مرض أمها، أنها سترحل حقًا، أنها مريضة لتلك الدرجة، همست من داخلها، سامحك الله يا أبي! سامحك الله يا جدتي! سامحيني على بعدك أمي.

.......................................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro