Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(12)

بقلم :نهال عبد الواحد

بينما ليلى شاردة في أفكارها إذ طرق الباب فذهبت، فتحت، تفاجأت، إنها دينا ضرتها وقفت تتطلع إليها، وهي الأخرى تتفحصها من رأسها إلى قدمها، تراجعت ليلى خطوتين للخلف سامحة لها بالدخول دون أي كلمة، أو حتى أي إيماءة ترحيب.

دخلت دينا، جلست، كان أمامها على المنضدة باقة الورد تلك، لم تبعد عينيها عنها... وبعد فترة من الصمت، التفتت نحوها دينا وتساءلت بكره: هل بإمكاني معرفة ماذا تريدين؟!

عقدت ليلى حاجبيها بدهشة واستطردت باستخفاف: من التي من المفترض أن تسأل هذا السؤال؟!

- ماذا تعني بحركاتك الخبيثة مع أحمد زوجي؟

-حركاتي أنا! أنا لم أفعل أي شيء، هو من يركض خلفي ويلهث ليسترضيني وأنا من ترفضه، تشعريني كأنك تفاجئتِ بوجودي في حياته! ألم يخبرك أنه متزوج؟

-معلوماتي تقول أنك منتهية بالنسبةِ إليه وأنها مجرد مسألة وقت، لكن...

- إطمئني! أحمد بالفعل قد انتهى بالنسبة ِ إليّ ولم يعد سوى أبٍ لأبنائي.

وضعت دينا ساقًا فوق الأخرى، صاحت بتغنج وعدم تصديق: غريبة!

-ماذا؟!

-كيف لامرأة زوجها يحبها هكذا ثم ترفضه كما ترفضيه؟!

ضحكت ليلى، ارتفعت قهقهاتها بسخرية ثم تابعت: كأنك قد صدقتِ أن أحمد كائن رومانسي ويحب ويعشق و... كل ما هنالك إنه احتياج، يريد إحساس بأن معه أكثر من امرأة في آنٍ واحد ليلة مع هذه وليلة مع تلك... ليس إلا.

- وإن كان... لماذا ترفضيه؟

-لا إله إلا الله! لا أريده.. لا أطيقه... اكتفيت منه.... ثم ما شأنك أنتِ؟

- من ترفض زوجها الذي يريدها بهذا الإلحاح وتلك الطريقة حتى ولو رغبةً كما تقولين... يكون هناك شخصًا آخر في حياتها.

هبت ليلى واقفة وصاحت فيها بغضبٍ شديد: هل جننتِ؟! ما الذي تجرأتِ وتشدقتِ به يا هذه؟!  أنا سيدة محترمة ولا زلت في عصمة رجل مهما كان بيننا... لكن لن أفعل مثل تلك الأفعال، لكن ماذا عنك أنتِ؟! لا زلت أذكر عدد من رسائلك المبتذلة لزوجي... ترى هل هي هواية؟!

أخفضت دينا إحدى ساقيها دابّة بها على الأرض بتذمر، قائلة بتوعد: هكذا!

رفعت ليلى سبابتها وأردفت: إسمعي يا هذه! حياتي هي عملي وأولادي، هما حبي الوحيد ولن أفرط فيه إطلاقًا ولن أسمح لأي مخلوق أن يبعدني عن حبي هذا، هل فهمتِ؟ أو لا يهمني أن تفهمي... أتمنى ألا تجهدي نفسك بزيارتي مجددًا ولا أود أن ألمح تلك الطلعة البهية مرة أخرى.

انصرفت دينا من أمامها مسرعة، خرجت صافقةً الباب خلفها بقوة،  اتجهت إلى شقتها واكتسى وجهها ابتسامة الانتصار، جلست تفعل بعض الأشياء في هاتفها لتتمم خطتها الحقيرة.

وفي المساء بينما كان أحمد نائمًا إذ استيقظ فجأة على صوت نحيب زوجته فنهض وذهب إليها، تساءل وهو يفرك آخر رأسه بتثاؤب: ماذا بك؟

فلم تجبه بل ازدادت نحيبًا، فتأفف وصاح: ماذا حدث؟!

مررت يديها على وجنتيها كأنها تمسح دموع التماسيح، وأجابته بصوت تخالطه شهقاتها المزيفة: إني حزينةٌ من أجلك كثيرًا.

أكملت نحيبها المصطنع، فصاح فيها مجددًا: هيا انطقي!

-ذهبت إلى زوجتك بحسن نيتي الصافية لأصلح بينكما بعد رؤيتي لحالتك المؤسفة في اللحاق والركض خلفها منذ أشهر، فأنت الغالي وكل ما أتمنى هو رؤية سعادتك وابتسامتك حتى لو كان معها... لكن اكتشفت أمرًا...أمرًا....

قالت كلماتها بأداء كأنما أصابها اللعثمة وأكملت نحيبها، فصاح بفرغ صبر: ماذا اكتشفتِ؟ قولي!

-كنت أشك في أمرٍ ما وقد تأكدت.

صاح فيها بغضب ونفاذ صبر: قولي!

-هناك رجلٌ آخر في حياتها.

-هذا الكلام من المستحيل صحته...

-تفضل الدليل.

قالتها مقاطعة له معطية له هاتفها بعد أن أدارت ما قامت بتسجيله، قصه، لصقه و(مونتاجه)، وما أن سمع أحمد حتى تحول لإعصارٍ جارف دون أدنى تفكير في كيفية ذلك! أو ما مصلحة دينا للسعى في الصلح بينه وبين ليلى؟!
أو كيف لليلى أن تثق فيها وتحكي لها مثل ذلك السر؟!
لم يخطر بباله أي شيءٍ منطقيّ بل انجرف خلف غضبه الأعمى!

انطلق أحمد إلى شقة ليلى يطرق الباب بعنف، ففتحت ليلى ورأته على هذه الهيئة، انتفضت مفزوعة لا تفهم شيء، تراجعت بضع خطوات للخلف وتساءلت بصدمة: ماذا هناك؟ ماذا جرى؟!

ازدادت عيناه قتامة، قضم شفتيه، اسود وجهه، وصاح مع أنفاسه المندلعة: لقد فتّحت عيناي ونُزعت الغشاوة من عليهما أخيرًا ورأيتك على حقيقتك مثلما تقول أمي... إذن لهذا السبب تبتعدين عني ولا تريديني، ترى من يكون سيادته؟

جحظت عيناها بصدمة وصاحت: هل جننت يا رجل؟ماذا تقول؟!

- لا بل عقلت، تحتالين عليّ وتظنين أنك في أمان أيتها الفاجرة! أقسم بالله لأزيد حياتك قتامة وأجعلك تتمنين الموت ولا تجديه!

ثم دفعها بقوة فأصابها الدوار وسقطت أرضًا وهي لا تفهم أي شيء، أفاقت ليلى بعدها وهي تذكر كل شيء، بكت بحرقة ومهما تعبت لا تكف عن البكاء.

في اليوم التالي  ذهبت لعملها منهكة متعبة لا تدري كيف تحركت! لكنها لا تقوى على قيادة سيارتها، فعيناها متورمتان بشدة، بياضهما انقلب احمرارًا مع ألمٍ عظيم برأسها، لا زالت لم تكف عن البكاء بعد، لقد طفح الكيل!
أوصلت لتلك الدرجة؟! الاتهام في الأخلاق والعرض والشرف!

فوجئت منى بليلى في هيئتها وحالتها تلك، فكيف ذلك؟! لقد كان رقيقاً معها للغاية بالأمس!
المفترض أن تجد وجهًا مشرقًا مزدهرًا...فماذا جدّ إذن؟!

قصّت ليلى عليها كل ما حدث بمرارةٍ شديدة مقهورة على حالها، فصاحت منى بغضب: اللعنة عليه!  هل جُنَّ ذلك الرجل؟! أم أصيب بعتهٍ على كبر؟! لا يفهم ولا يميّز! مؤكد تلك الحرباء من فعلت ذلك وأوقعتكما وأشعلت فتيل الفتنة بينكما! إهدئي عزيزتي والله لا يستحق أن تفعلي ذلك في نفسك من أجله!

أجابتها ليلى بصوتٍ يكاد يختفي من اختلاطه بالبكاء: ليس من أجله، بل على نفسي وحالي، لقد أُهنت إهانة كبيرة تخطت كل الحدود، كأني قد ذُبحت بسكينٍ بارد،  لقد اتهمت في عِرضي وأخلاقي، حسبي الله ونعم الوكيل!

ربتت عليها منى وأهدرت برفق: إهدئي حبيبتي إهدئي ستضيعين نفسك.

قاطع الموقف صوت رنين هاتف منى فربتت عليها مجددًا وانزوت جانبًا تجيب: مرحبًا! هلا تذكرتني! حسنًا حسنًا سأنتظرك توًا، أجل في عملي، في انتظارك يا سمسم.

أغلقت الخط، التفتت تحدث ليلى: معذرةً حبيبتي، إنه حسام أخي لقد عاد أخيرًا بعد طول غياب ولم أكنّ أتمكن من التقابل معه بسبب مشغولياته سيمر عليّ الآن، إذهبي وإغسلي وجهك واهدئي بالله عليك.

بالفعل ذهبت ليلى، غسلت وجهها، حاولت الاستمرار في عملها .

كان ذلك هو حسام الأخ الوحيد لمنى، أخيها الأكبر قد كان مسافرًا منذ أعوامٍ بعيدة، وأخيرًا قد عاد من الخارج، لكن لم يتمكن الأخوان من التقابل منذ عودته.

مر بعض الوقت ثم وصل حسام، أسرعت نحوه منى تعانقه بلهفةٍ وشوقٍ كبير، كان حسام رجل خمسيني لكن لا يظهر عليه عمره فلا زال يتمتع بوسامته، شعره لازال أسودًا وطويل القامة وجسده معتدل وأنيق المظهر للغاية.

بينما كانت منى مع أخيها تسلّم عليه بحرارة، كانت ليلى تقف جوار صف من إحدى رفوف المكتبة، معها سجل تسجل فيه بعض البيانات... وفجأة!

صوت ارتطام فجائي، سقوطٍ على الأرض فانتبهت منى، أسرعت، وجدت ليلى ملقاة فاقدة الوعي، صرخت منى بشدة وهي تنادي عليها، أمسكت بزجاجة عطرها تحاول إفاقتها.

اقترب حسام و كان طبيبًا، اضطر للتدخل بحكم عمله وما أن بدأ بفحصها حتى انزعج فجأة، أخرج هاتفه المحمول فورًا يطلب سيارة إسعاف.

وصلوا للمشفى، أفسح لهم الجميع، ارتفعت حالة الطوارئ لدرجتها القصوى فحسام هو مدير ذلك المشفى، أمر ببعض الإسعافات التي لم تسفر عن نتيجة إيجابية فتم إيداعها في غرفة العناية المركزة، طلب من مساعديه إجراء عدد من الأشعة والتحاليل.

لكن حدثت مفاجأة غير متوقعة بل غير سارة على الإطلاق...

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro