Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(1)

بقلم : نهال عبد الواحد

  «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّـٰبِرِينَ * الذِّينَ إِذَآ أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ و إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»

اختلفت أحكامنا حول البلاء وكلٌ منا يفسر على هواه فمنا من قال تكفير سيئات ومنا من حكم  أنه انتقام إلهي...

ورغم كثرة وتنوع قصص البلاء وحكمتها الغيبية لكن غالبًا ما تكون الحكمة في رحلة البلاء، كيف تتغير نفسك ويتغير الآخرون؟
من يؤازرك؟ من يتخلى عنك؟ ومن يظهر من جديد في حياتك ليعيد بناءها حتى لو جاء في آخرها...  قبل نهاية الطريق...

في بداية الثمانينات كان الحاج سيد المهدي أحد العطّارين المعروفين في وسط البلد ولديه محل كبير، ورث هذه المهنة بكل أسرارها من وصفات طبيعية وطبٍ بديل أبًّا عن جَدٍّ وكان له ولدان.

الابن الأكبر محمد وهو بمثابة ذراعه الأيمن في عمل العطارة وهو من سيستلم الراية من أبيه كما عهدت تلك العائلة منذ زمن أن يتوارث المهنة أحد الأبناء ويتشرّبها حتى النخاع ويظل فيها حتى يسلمها لأحد أبناءه.

كان محمد هو من تشرّب تلك المهنة بأسرارها وسيكون المسؤول من بعد أبيه.

الابن الأصغر أحمد، طبيب لا علاقة له بالعطارة ولا بمهنة أبيه لكنه محبوب بطبيعته فقد أحباه أبيه وأخيه بشدة حتى أن محمد بعد أن رزق بولدٍ سمّاه أحمد على اسم أخيه.

تشابه الأخوان في الخِلقة والملامح مع أبيهما من حيث اللون القمحي المائل للسمرة، الشعر الأسود القصير، القامة المتوسطة، إلا أن الأب ومحمد أكثر بدانة من أحمد وزيادةً أن للأب الكثير من الخصل البيضاء وسط شعره وله لحية خفيفة بيضاء.

اتسم أحمد بطيبته وحنانه الزائد مع خفة ظله فالمرضى يعشقونه، ما أحلى يومهم إن مر عليهم دكتور أحمد المهدي! فرقته وخفة ظله تلك تشعر المرضى بالشفاء من قبل أن يتناولون حتى الدواء خاصةً مع الأطفال وكبار السن.

لم يكن أحمد قد تزوج ولا خطب رغم إلحاح والديه وأخيه لكنه عاشقٌ متيم لابنة منطقته في بيتٍ أمامهم.

إنها هيام وهي فعلًا هيامه، لقد وُلدت أمام عينيه قد تابع كل مراحل عمرها فهي بالنسبة إليه كتابًا مفتوحًا فيعلم كل صغيرة وكبيرة عنها.

هي أيضًا منذ نعومة أظافرها تفتحت عيناها للدنيا تكاد لا ترى فيها سوى أحمد .

في طفولتهما كانت كلما خرجت لشراء مشتروات للمنزل أسرع وحملها عنها، إن تعرض طريقها الصبية أو حتى عندما ترى كلبًا يجدها تسرع بالإختباء خلفه، فقد رأته سندها وحماها حتى في الطفولة.

وعندما بلغت هيام مبلغ النساء قد تفنن (خرّاط البنات) في خرطها، فماذا يقال عن عيونها السوداء أم خديها المتوردين طبيعيًا أم شفتيها الكرزتين المرسومتين أم شعرها البني الداكن هذا بطوله ونعومته فلا تعلم لصالونات التجميل طريق أم قوامها المتناسق!

ربما في تلك المرحلة اختفت العلاقات المباشرة بينهما لتتحول لمجرد نظرات خاطفة عن بعد، وحبيبة تنتظره كل يوم في نافذة حجرتها لتطمئن عليه أنه قد وصل بسلام، كان يراها يوميًا وهي تنتظره بابتسامتها الخفية الممزوجة بحياءها التي لا يعي لها غيره.

يجدها في أي وقت من النهار، الليل أو الصباح الباكر فكانت تحفظ مواعيده عن ظهر قلب، كل سعادتها تكمن في أن تراه حتى ولو عن بعد هكذا وتطمئن لوصوله، أما هو فكانت سعادته عندما يعود متعبًا ويجدها تنتظره حتى في أسوأ أحوال الطقس في ليالي الشتاء.

كانت هيام تدرس بكلية التجارة ولها صديقة تذهب وتروح معها وذات يوم قد تغيبت تلك الصديقة فتابعت هيام طريقها بمفردها، وبعد انتهاء يومها همت بالعودة لمنزلها لكن خطرت لها فكرة مجنونة.

سارت هيام حتى شاطئ البحر ثم جلست على الرمال، جذبت تنورتها التي تصل لركبتيها حتى لا يرفعها الهواء فيكفي مداعبته لخصلات شعرها المتطايرة هكذا.

كانت جالسة تنظر إلى البحر، أغمضت عينيها واستنشقت عبير اليود الذي دخل في الأعماق فيُشعر الفرد بانتعاش وراحة وكأن هواء البحر يطيّر الهموم من القلوب... بل هي حقيقة.

ومعها رفيقها، جهاز راديو صغير فأخرجته من حقيبة يدها وأدارته لتكتمل سنفونية المتعة والراحة، لترى ماذا سيُسمعها تلك اللحظة!

إذا بصوت ليلي مراد تغني للبحر: بحب اتنين سوا يا هنايا في حبهم... المية والهوا...

أغمضت عينيها مجددًا بابتسامة رقيقة وهي تردد خلفها مع تخيلها ذلك المشهد من الفيلم حيث تجلس ليلى مراد على تلك الصخرة العالية في شاطئ الغرام بمرسى مطروح ثم يجيئها حسين صدقي فيرفرف قلبها، كأنها مكان ليلى مراد، تنتظر من هو محل حسين صدقي... أجل أحمد! وقد كان...

فإذا بصوت يأتي من خلفها تعرفه جيدًا وقد طرب له قلبها أكثر حتى من صوت ليلى مراد، لم ينتفض قلبها له فقط بل انتفضت معه كل أوصالها مع قولته بصوته الهادئ: ما أجمل الماء والهواء!

فالتفتت نحو مصدر الصوت بنفس ابتسامتها الرقيقة مع تلك الرجفة التي تسري في جسدها، تلفتت والتفتت معها خصلات شعرها فهمست بصوت مبحوح: أحمد!

فأومأ برأسه معتليًّا وجهه ابتسامته المعهودة ثم جلس جوارها أرضًا فوق الرمال قائلًا: لماذا تجلسين وحدك يا جميلة شارعنا؟

أجابت على استحياء: أشم الهواء.

-يا لحظ الهواء الذي تشميه! وما أجمل حروف اسمي التي تنطقيها بشفتيك!

- أحمد!

- إن نطقتِ أحمد هكذا مرة أخرى سينتهي أحمد ويتوقف قلبه.

أجابته بلهفة مع إيماءة صغيرة تنفي مقالته: لا تقل هذا الكلام، ربي يبعد عنك كل سوء!

-أتخافين عليّ؟

-ترى على من أخاف إذن؟

-هيام!

اكتفت بإيماءة رأسها دون أن تعقب، فتابع بهيام: أحبك!

فاضطربت هيام بشدة وتزايدت حركات تنفسها ودقات قلبها كأنما كانت تركض من مسافة بعيدة.

فتابع أحمد: أخيرًا بعد كل هذا العمر تجرأت وقُلتها، لم أحب غيرك، بل لم أرى غيرك، وكيف ذلك وأنتِ من وُلدتِ أمام عينيّ ورأيتُ كل أيام عمرك، كأن منذ يوم مولدك قد غُرست نبتة حبك في قلبي، عام بعد عام وتلك النبتة تكبر أكثر وأكثر حتى صارت شجرة يافعة، قد حان الوقت لجني ثمارها... ثمار حبنا، أود أن أُحضر أهلي وأجئ أتقدم خاطبًا، كفانا صبرًا وانتظارًا، آن الأوان أن تصيري لي بحق وبشهادة الجميع، أضع ما ألجِّم به الآخرين أن ممنوع الاقتراب إنها حبيبتي! إنها لي! إنها ملكٌ لأحمد المهدي، آن أوان اللقاء، هيا نمضي ونكمل حياتنا معًا... فهل تقبليني زوجًا؟

فابتسمت ابتسامة مشرقة لكنها لم تقوى على الرد وقد تورد وجهها بحمرة الخجل، وبعد قليل أومأت برأسها موافقة وهي تنظر أرضًا.

أمسك أحمد بيدها ونظر داخل عينيها مع مداعبات الهواء يقذف بشعرها نحوه وقال: أعدك حبيبتي ألا أغضبك أبدًا، أعدك بكل لحظة سعادة في عمرنا، سنكتب ذكرياتنا في كل مكان، وكل مكان حولنا أو سنمر عليه يومًا سيشهد على حبنا، أحبك يا قلبي... يا روحي... يا كل عمري.

وقرّب يدها نحوه وقبّل يدها، فارتجفت قليلًا وسحبتها منه ولا زالت ابتسامة خجلها تزين وجهها...

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro