19. غُرباء مُجددًا.
«ماما.» قال جويا بينما ينقر على جبهتي لأتذمر لأنه يحاول إيقاظي. مهما أبعدته عني يعيد الكرة، والآن أصبح يقفز على السرير. حينما تذكرتُ أنني نائمة بجانب أغسطس قررتُ فتح عيناي والرد على جويا كي لا يوقظه من نومه. إنه متعب وأريده أن يحصل على القسط الكافي من الراحة.
فجأة تذكرت أحداث البارحة وشعرتُ بغمامة سوداء تحيط تفكيري. هذا الأخرق، لا يستطيع رؤية أنني سعيدة بجانبه. أنني أفضّل البقاء معه هكذا على أن أبقى لوحدي وأعلم أنه لا يوجد أحد بجانبه سوى زاك ووالداه. أعلم أنه يفكر أنني أبكي بسببه، لكنني أبكي لأنني سعيدة، لأن جويا سعيد. وعلى أن الوقت قليل معه لكنني حقًا في أفضل أيامي طالما أنني هنا بجانبه.
رأيتُ يده التي لا تزال تحيط بخصري لهذا حملتُها وقبّلتها بينما ابتسم. شعرتُ بها ثقيلة، وحينما انزلقت من يدي هوت على خصري مجددًا دون حراك.
شعرتُ بنبضات قلبي تزداد، الحرارة ارتفعت فجأة وجميع الأصوات من حولي بدأت تتداخل مع الأصوات التي بداخلي. بسرعة حملتُ جويا ووضعته على الأرض ليبدأ بالركض حول المكان. وعلى أنني أردتُ تنبيهه ألّا يركض كي لا يؤذي نفسه لكنني تجاهلت الأمر والتفت ببطء.
أغسطس هناك يبدو نائمًا بسلام لكنني أشعر أن هناك شيءٌ خاطئ. جوّ الغرفة يختلف عمّا كان عليه البارحة. أصبح أثقل، يجعل التنفس أصعب.
نظرتُ لصدره وانتظرت أن أراه يعلو وينخفض بخفة مثلما كان يفعل حينما كنتُ أراقبه وهو نائم طيلة الأيام الماضية. انتظرت لوقت شعرتُ أنه سنوات لكن ما انتظرته لم يأتِ أبدًا.
بأصابع مرتجفة بدأتُ بتفقد الأماكن التي يمكنني قياس نبضه بها، معصمه، رقبته، حتى تنفسه. شهقة مؤلمة خرجت مني جعلت مخارج التنفس بأنفي وفمي يحترقان.
«زاك.» قلت لكن صوتي خرج ضعيفًا. عدتُ أتفقد جسده مرة تلو الأخرى مرة تلو الأخرى مرة تلو الأخرى كي أجد أي دليل صغير أنه على قيد الحياة لكن لا شيء.
لا شيء!
شعرتُ أنني أخسر عقلي. شعري على رأسي أصبح يزيد من حرارتي، ملابسي وكأنها تحترق. شعرتُ أن روحي خرجت مني لوهلة، وها أنا أنظر لنفسي من فوق بينما أحاول استيعاب ما يجري بصعوبة.
وبقوّة عدتُ لجسدي لأشهق مرة أخرى، وهذه المرة صاحبتها العديد من الشهقات غيرها، دموعي الساخنة تحرق وجنتاي.
«زاك!» قلتُ بصوتٍ أعلى هذه المرة، وبقيت أردد اسمه أعلى كل مرة حتى فتح فجأة الباب ودخل بذعر. رأيته يهرع لأغسطس وبدأ يحاول تفقد نبضه. حاولت إخباره أنني فعلتُ هذا بالفعل لكنني لم أستطيع إذ لا زلتُ أصرخ باسم زاك.
اسمع جويا يبكي من خلف، اسمع صوت مواء القطط، صوت قبضات زاك على صدر حبيبي وهي تحاول أن تنعشه.
لا زلتُ أصرخ باسم زاك.
حلقي يؤلمني. أطرافي انشلت وشعرتُ أنني أهوي دون وجود أي أرض كي تستقبلني.
يقولون أن شعور القفز من مكانٍ عالٍ يجعلك تشعر بالإثارة، الأدرينالين يمدك بشعور غريب بحيث تتمنى لو أنه يتكرر. لكنني في هذه اللحظة شعرتُ أنني أحتضر، أنني أموت، أنني خسرتُ نفسي.
لا زلتُ أصرخ باسم زاك.
تمنيتُ لو أن هناك أرض تلتقطني كي يتوقف هذا الشعور، ولأوّل مرة يتحقق ما تمنيته.
---
«ماما.» قال جويا بينما كان يتقدم نحوي ببطء. فتحت ذراعاي له واحضتنه بقوّة حينما رمى نفسه علي. استنشقتُ رائحته وداهمني الشّعور بالأمان والراحة الذي يخالجني حينما يكون معي.
«ماما، أين بابا أغسطس؟» سأل جويا لأشعر بقلبي ينقبض. كما لو أنه لم يتوقف عن الانقباض طيلة الثلاثة أيام الماضية منذ أن استيقظت بجانب حبيبي الذي كان قد فارق الحياة.
منذ تلك الساعة وأنا أشعر أنني بفقاعة تحجبني عن العالم الخارجي. الأيام مرت بسرعة. لحظة معرفتي بموته لا زالت محفورة برأسي تكرر مرة تلو الأخرى حينما صرخت كما لم أصرخ من قبل بحياتي.
جنازته، استقبال من جاء كي يعزينا مثل السيدة مريم وجانيس، وجودي مع عائلته، وجودي لوحدي. كل هذا مرّ وأنا بحالة من اللاوعي.
حتى حينما وجدتُ رسالته الأخيرة التي كان من المفترض أن يعطيها للسيدة مريم والتي قد تجعدت من كثر ما أمسكتها وقرأتها، والتي كانت:
«عزيزتي مربية القط الغريبة،
لا أستطيع إخبارك بكم أنا سعيد لأنكِ متواجدة على هذه الحياة كي تضفي عليها طابع الحنية بتصرفاتك. وبسبب هذا أريد حقًا أن تتعرفي على الفرسان الأربعة بأقرب وقتٍ ممكن. حتى حينها كوني بخير، ولا تنسي إرسال المزيد من الصور لسمير ولمن حوله.
إلى اللقاء، مُربية القط الغريبة.
الغريب بدورة لكِ، مُنقذ القط.»
لكن الآن...
الآن حينما سألني جويا هذا السؤال شعرتُ بهذه الفقاعة تنفجر لتأتي نتائج هذا الانفجار بقوّة علي. شهقتُ بخفة وحينها بدأت دموعي بالسيلان دون رادعٍ مني.
بكيتُ لوقت طويل لدرجة أن جويا تعبَ من محاولة التخفيف عني، لهذا شاركني هو البكاء أيضًا حتى نام بحضني.
بكيتُ لأنني لن أستطيع رؤيته مجددًا. بكيتُ لأنني أحبّته بشدة كما لم أحبّ أحدًا من قبل.
هذا فظيع، ما يحدث لي. ما يحدث لنا.
لم أرد يومًا الوقوع بالحبّ من أجل فكرة التعلّق به وانفصالي عنه. لكن هذا أصعب بكثير، معرفة أنه رحل كليًّا عني ولن أستطيع رؤيته مجددًا.
أحببته من كل قلبي حتى رغم محاولاته بإبعادي عنه. في بعض الأحيان كلامه قد دخل برأسي واقنعني، لكنني قاومته وبقيتُ معه رغم كل شيء لأنني حقًا أردتُ فعل هذا. لأن فكرة أن أعود وحيدة مجددًا تجعلني أشعر بالمرض.
لكن لسببٍ ما لا أشعر أنني وحيدة بالكامل. زاك لم يفارق جانبي منذ أن استيقظتُ بالمشفى بعد أن أغمي علي حينما علمتُ أن أغسطس قد رحل. كلانا وجد الطمأنينة بوجود الآخر، كلانا خسر شخص عزيز وعلمنا أن تواجدنا معًا هو أفضل حل.
والداه كانا هنا أيضًا. نحن جميعنا الآن بمنزل أغسطس، منزلنا، منزلي...حينما اجتمع المحاميون مع والد أغسطس الذي بالطبع سوف يحاول التخفيف عن حزنه بفعل أشياء أخرى وأخبروه أن أغسطس قد كتب المنزل باسمي واسم جويا وزاك قبل رحيله. وأنه قسّم كل ما يملكه من مال وممتلكات على ثلاثتنا ووالداه أيضًا.
اليوم حينما رحل جميع الضيوف تناولنا جميعنا العشاء معًا بصمت. ولأولّ مرة منذ ثلاثة أيام ابتسمنا حينما تعاركا جويا وتشاكي على آخر قطعة من شيبس الرقائق. حتى القطط شعرت أن هناك شيء مختلف لغياب صاحبها ولم تكن تتحرك أو تأكل حتى.
شعرتُ بالامتنان لتواجدهم معي، لكنني كنتُ بحاجة للبقاء لوحدي كي أستطيع التعامل مع مشاعري بالطريقة الوحيدة التي أفضّلها، البكاء.
سمعتُ صوت طرق الباب ودخل بعدها زاك، نظرة واحدة لوجهه اعلمتني أنه تعامل مع مشاعره بنفس الطريقة التي تعاملت معها. أخذ مني جويا ووضعه على السرير حيث كنتُ أجلس أنا على الأرض.
جلس بجانبي واقترب كلانا من بعضنا وبدأنا نبكي بصمت.
«أشعر أنني لن أستطيع تحمّل قول هذا مرة أخرى بحياتي، لكن لنبقى معًا، حسنًا؟» همست بصعوبة ليومئ لي بسرعة قائلًا: «لن تقوليها مرة أخرى، سوف نبقى معًا.»
شعرتُ بالرّاحة لتواجدي معه. أعلم أنني وعدتُ أغسطس بالبحث عن رجل آخر، وعلى أنني لن أستطيع فعل هذا رُبَّما لسنوات أخرى بعد، لكنني وجدت أخاه كي نكون معًا بهذه الحياة. وأعلم أنه سيكون سعيدًا لمعرفة هذا.
سمعنا صوت طرق آخر على الباب وظهر من خلف والدا زاك، ماريا وجيمس.
«كنا نفكر بصنع بعض الحلويات ومشاهدة فيديوهات قديمة للعائلة، هل تودون مشاركتنا؟» قالت ماريا بخفة.
«أجل!» سمعتُ صوت جويا المتحمس من خلفي لأنظر له وأراه مستيقظ بكامل طاقته وقهقهت على منظره ليفعل الكل. تقدّم كال ناحية السرير وفتح يداه ليقفز جويا عليه ويحتضنه الآخر ويخرج به من الغرفة بينما يقرران بماذا سوف يفعلان من حلويات.
تقدمت ماريا ومدت يدها كي تساعدني على الوقوف، وحينما وقفت فعلت المثل لابنها الذي وضع يداه حول كلٍ منا وخرجنا من الغرفة.
يومها صنعنا الكثير من أنواع الحلويات ومنها فطيرة التفاح. شاهدنا ذكريات لأغسطس وهو يلعب كرة القدم ويعزف على البيانو. والمفضّل بالنسبة لي حينما وضعوا وجهه بالكعكة في عيد ميلاده الخامس عشر.
بين الحين والآخر كنتُ أتفقد هاتفي لأرى رسائل من جانيس، السيدة مريم، جاك، ومارثا يحاولون الإطمئنان علي وعلى وضع الحالة، وحاولت أن أجيبهم بالحقيقة: أنني بخير وحزينة جدًا.
ضحكنا كثيرًا وجميعنا خلدنا للنوم على أرضية غرفة المعيشة بأحضان بعضنا. وحينها علمتُ أنني لم أجد فقط شخص واحد كي يجعلني وجويا سعداء، بل أنني وجدت عائلة بأكملها تتكوّن من أشخاص كانوا غرباء ولا يمتون بصلة قرابة بالدم لي، لكنهم أفضل شيء حصل لي.
لن أنسى أغسطس ولن أنسى يومًا حبّي له وحبّه لي. وعلى أنني ظننتُ أن بقائي مع عائلته أو بهذا المنزل قد يجعل الأمر صعبًا بالنسبة لي إذ سوف أتذكره دائمًا لدرجة أنني فكرت بالرحيل وعدم العودة بتاتًا لهذه المدينة بأكملها، لكنني أحبّه وأحبّهم كي أبتعد عنهم. وجدت ذكرى أغسطس بهم تجعلني أتذكر حبيبي الذي كنتُ أضحك معه.
ذكرياتي كانت تجعلني بخير، حزينة وأتمنى لو أنه لم يرحل أبدًا أجل. لكنني كنتُ حقًا بخير لتواجدهم معي.
---
مجموع الكلمات للآن: 28,860.
ووووكذا تكون انتهت رواية قط أوفيليا بعد الكثير من المشاعر. 😔
كنت بدي الفصل يكون فيو مشاعر خفيفة وكمان شوي إيجابية نظرًا لأنه الفصول الماضية كانت كلها مشاعر. حاولت أوضّح مشاعر كل الشخصيات.
بدي ديليا تاخد نهاية سعيدة. قبل التعديل كنت كاتبة هي النهاية يلي رح انشرها ورا هي الملاحظة، لكن بعد قراءة الفصول غيّرتها وقلت هيك أفضل عشان أوضّح مشاعر ديليا وكمية حبّها لأغسطس. ما كنت بدي احطه تكملة زي كأنه بعد أربع سنوات عشان قلت علاقتهم سوا أقوى من إنه أحطها كذا، سو لو حابين تكون نهاية ديليا سعيدة وتواجد مع حدا فالنهاية هي ممكن تكون مناسبة. لكن عالحالتين ديليا وجويا سعيدين ولهم نهاية سعيدة مع الكل.
سعيدة لأنني كتبت هالرواية اللطيفة ولأني شاركت بها بالنوفيلا، شكرًا لكل المقيمن والله يعطيكم العافية ويا رب تكون الرواية عند حسن ظنكم لحتى تكون مناسبة للفوز. ولو ما فازت سعيدة مجددًا لفرصة تأهلي للجولة الثالثة.
وأكيد شكرًا للقراء يلي أحبهم من معاميق قلبي وكانوا جزء من كتابتي لهذه الرواية. حتذكركم دائمًا:
_cloudCandy.
ValzarXi.
-_scarlet_lotus_
evol-cisum.
-Assa-
ألقاكم بعمل آخر يعيال، أحبكم! 🫶
النهاية القديمة:
«هيّا عزيزتي، لنذهب ونرى بابا.» قلت بينما رفعتُ ليلى عن الارض وحملتها لي. «جويا، لقد تأخرنا!» صحتُ بالمنزل ليأتي صوت خطواته المُسرعة على الدرج. «جاهز؟» سألت وأومأ لي.
حينما خرجنا من المنزل ووجدتُ آرون ينتظرنا أمام السيارة يضع الحقائب بالخلفية. وضعتُ ليلى على الأرض لتمشي ببطء نحوه وهو ابتسم باتساع وفتح ذراعاه كي يستقبلها بين أحضانه. «من هي جميلتي الصغيرة؟ من هي ليلي ونهاري؟» سأل لتقهقه وتردد: 'أنا بابا' أكثر من مرة.
ابتسمت على منظرهما ومشينا أنا وجويا للسيارة، آرون بعثر شعر الأخير وقبّل وجنتي لأفعل المثل له. صعدنا جميعنا السيارة وأخذنا نمشي بطريقنا.
بعد نصف ساعة وصلنا المنزل الكبير، طرقنا الباب وفتحته لنا ماريا، استقبلتنا بالأحضان وجاء خلفها جيمس ليفعل المثل، جويا ترك يدي وركض له.
«وأخيرًا! كنتُ سأموت من الجوع بينما ننتظركم.» سمعنا صوت زاك قادم من المطبخ وبيده موزة لأقهقه على شكله. اجتمعنا فورًا حول مائدة الطعام وابتسمت بخفة لمكان آرون على المقعد بجانبي.
كان هذا المقعد يخصُّ أغسطس بيومٍ من الأيام.
ابتسمتُ لذكراه في عقلي. لا أعلم كم أخذتُ من الوقت حتى ابتسم كلّما تذكرته، كنتُ دائمًا ما أبكي.
مرّ خمس سنوات على رحيله، ذهب بنفس الليلة التي جعلني أعده أن أجد غيره، وكأنه كان يعلم برحيله. حينما استيقظت ووجدته قد رحل خسرتُ عقلي وبكيت لساعات كثيرة رغم معرفتي بالقدر المحتوم، لكنني حاولت دائمًا دفعه بعيدًا وأن آمل بنهاية أخرى.
لا زلتُ أذكر آخر رسالة أعطاني إياها من السيدة مريم حينما ذهبنا معًا للعيادة، بعدها لم أستطع الذهاب وكتابة واحدة بنفسي لذا بقيت رسالته هي آخر واحدة، أحفظها كما حفظتُ باقي الرسائل وأعرف مثلما أعرف باطن يدي.
حينما علمت بهويته أردتُ أن أغضب لأنني شعرتُ أنه كذب علي مرة أخرى، لكن توقفت لأني لا أريد أن أمضي بقية أيامنا معًا بخلافات. حتى حينما كان يحاول إبعادي تمسكت به، رغم صعوبة الأمر لأنني فضّلت الرحيل على رؤيته وهو بالحالة، لكنني كنتُ أحتاجه كما يحتاجني.
على أن علاقتي كانت صعبة مع عائلته لكن بموته كنا لبعضنا وتقرّبنا كثيرًا، وكأن أغسطس قام بفعل سحره قبل أن يذهب كليًّا من هذا العالم. وها نحن الآن كل أسبوع نتناول الطعام معًا منذ خمس سنوات ولم نفوّته أبدًا.
وضع آرون يده على ركبتي لأنظر لخاتم الزواج بأصبعه وابتسمت. تعرّفتُ عليه قبل ثلاث سنوات حينما كنتُ أتسوّق مع جويا واصطدمت عرباتنا ببعضها. في البداية كان الأمر صعبًا علي إذ لم أتخطَ أغسطس بالكامل، وظننتُ أن عائلته سوف تعارض الآمر لكنهم أحبّوا آرون وشجعوني على الدخول بالعلاقة، حتى جويا قد أعجب به في النهاية. تزوجنا قبل سنتان وأتت بعدها ليلى قبل سنة.
في هذه اللحظات بالذات أتذكر أيامي مع ستيڤن وأقول لنفسي أن كل شيء حصل حتى أصل لهذه النقطة من السعادة. حتى لو أن ستيڤن قد حاول الرجوع لحياتي مدعيًّا أنه لم يستلم أوراق الطلاق لأنه كان برحلة لكن تم رفضه لأنه كان يتعاطى المخدرات، تم سجنه لعدة أيام ومن بعدها لم أسمع منه خبر، وهذا كان قبل ثلاث سنوات، بعدما تعرفت على آرون بوقت قصير.
ولسببٍ ما بنفس الوقت عادت أمي للظهور في حياتي، وكأن كل ذكرى سيئة بحياتي قد قررت الظهور كي تمنعني من التواجد مع آرون، إذ ثقتي بالدخول بعلاقة جديدة كانت قوية وللحظات عديدة أردتُ الهروب منها.
بالطبع لم أقبل عودة أمّي وأخبرتها ألّا تتصل بي مرة أخرى إذ لا أريد أي شيء يخصُّها. بعدما رفضت مساعدتي حينما كنتُ حاملًا بجويا بحجة أن ما بي بسبب أفعالي قطعتُ وعدًا على نفسي أنني لن أتعامل معها مرة أخرى.
«اليوم رأيت إعلان للعبة جديدة للقطط، رُبَّما يمكننا إحضارها للأشقياء في منزلنا، ما رأيك؟» سألني آرون بصوتٍ خافت لأنظر له وابتسم قائلة: «فكرة جيدة.»
«أحبّكِ.»
«أحبّكَ.»
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro