Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

02. أغسطس يقول: السيدة المجنونة.

«هل تبقّى أحد، ماري؟» سألتُ السكرتيرة الخاصّة بي لتجيب بينما تضع يدها على بطنها المدوّر: «أجل، سيدي، امرأة واحدة فقط وهي آخر المتقدمين.» قالت لأومئ لها وأجيب: «أدخليها بعد دقيقتان بالضبط.» أومأت مرة واحدة وخرجت بحذر من الباب كي لا تؤذي نفسها.

وقفت عن كرسيّ لأمدد جسدي ونظرتُ من خلال النافذة، الجوّ بالخارج لطيف، المطر يهطل وكلُّ ما يمكن رؤيته هو العديد من المظلات الملوّنة من الطابق الثالث حيثُ أنا. آه كم وددتُ أن أكون الآن بمنزلي أقرأ كتابًا واشرب القهوة لاستمتع بهذا الوقت من السنة.

بعد دقيقتان بالضبط سمعتُ صوت طرق الباب قبل أن يُفتح ويُغلق بخفة. لهذا لا أود التخليّ عن ماري لأنها حقًا تهتم بالأشياء التي أقولها، حتى ولو كانت صغيرة مثل دقيقتان. لكنها للأسف حامل وتريد أن تأخذ إجازة لمدة ستة أشهر حتى تعتني بنفسها وطفلها، لهذا أن ابحث عن شخص آخر مكانها.

تنهدتُ بدون صوت والتفت لأجد أمامي امرأة تنفض تنورتها الطّويلة. شعرها الأسود منسدل يحجب وجهها، حتى رفعت رأسها ونظرت لي بعينان خضراء، وفورًا تذكرت الأشجار التي رأيتها قبل سنة حينما ذهبتُ لرحلة. هززتُ رأسي لهذه الذكريات وأشرتُ لها بالجلوس على المقعد أمامي لتبتسم وتجلس، وأنا فعلت المثل وجلستُ على مقعدي خلف المكتب.

ديليا سام راي، ميزتها من عيناها اللتان حدقت بهما أكثر من اللازم حينما قرأتُ ملّفها. ستة وعشرون عامًا، تخرجت من الجامعة بامتياز بتخصص إدارة الأعمال، لديها خبرة بالعمل في أماكن متفرقة لكن ليس في شركة كبيرة مثل التي أعمل بها.

«مرحبًا بكِ، سيدة ديليا.»

«آنسة، لو سمحت.» قالت وشيء تغيّر بعيناها لكنها عادت لطبيعتها بنفس السرعة. «مرحبًا بكِ، آنسة ديليا.» صححتُ نفسي وشددتُ على آنسة لتومئ لي بفخة وتقول: «شكرًا لك، سيد أغسطس.» قالت بصوتٍ به بحّة مُلفتة.

هاه؟ ما هذا الذي أقوله.

«إذًا، لقد قرأتُ ملفكِ، وعلى الرغم من أنه مليء بالخبرات المتفرقة، لكن لا أظنها مناسبة للعمل بشركتنا. ما الذي يمكنكِ تقديمه للشركة؟» شبكتُ يداي أمامي على المكتب لتضع قدم فوق الأخرى وتفعل المثل على ركبتها.

«بالطبع نظرًا لعملي في أماكن متفرقة فهذا جعلني أتعرّف على أكبر عدد من الناس وشخصياتهم، وهذا ساعدني بالتأقلم بوجودهم ومحاولة صنع طُرق جيدة للتعامل معهم، وهذه صفة مهمة في عمل السكرتيرة، نظرًا لأنه يتطلب التواصل مع الغير بدلًا عنك، وبالتأكيد للتواصل الجيد ما بين السكرتير والمدير. وأنا أجدُ نفسي جيدة بالتعامل مع الناس في مختلف الحالات.» ابتسمت ابتسامة واسعة ولمعت عيناها لشيء لا أعلم ما هو.

«معكِ حق، معظم من وظفتهم سابقًا كانوا يعملون بشكل جيد لكن لم يتحمّلوا أنواع الأشخاص اللذين تعاملوا معهم.» قلت وفتحتُ ملّفها. هو مُلفت، لا يمكن إنكار هذا، لكن هذه الصفة وحدها لا تكفي لتوظيف شخص بمنصب مهم لي مثل هذا.

«أعلم أن ملفي لا يوجد به العديد من الخبرات التي قد تستحق أن أكون بمنصب مثل هذا، لكن يمكنني القول أنه لدي القليل من الخبرات بكل شيء قد أحتاجه بمنصبي، وبالطبع سوف أتعلّم كل ما سوف يُطلب مني كي أتواكب مع ما تتطلبه هذه الوظيفة.»

قالت ورفعتُ رأسي كي أنظر لها، تقابلت عينيّ بعيناها وقالت: «وبكل صراحة، أنا بحاجة لهذه الوظيفة، كثيرًا، ولم أكن لأتقدم لها لولا معرفة أنه لديّ ما تتطلبه.» عبثت بأصابع يدها وبلعت ريقها بغير راحة، كما لو أنها قالت ما قالته بغير رضى.

أمضيتُ نصف الساعة المقبلة أسألها العديد من الأسئلة والتي أجابت عنها بثقة تناسب جلستها والهالة التي تخرج منها.

«أشكركِ لحضوركِ آنسة ديليا، سوف يتم التواصل معكِ خلال أسبوع لإعلامك بالمستجدات.» قلت ووقفت كي أصافحها. أخذت يدي بيدها ذات الأصابع الطويلة والأظافر القصيرة المطلية باللون الأزرق، والذي يناسب القميص الذي ترتديه.

«شكرًا لوقتك سيد أغسطس.» شدّت على يدي قبل أن تتركها وتأخذ بطريقها خارج مكتبي، صوت حذائها العالي يصدح قبل أن يختفي وراء الباب المُغلق خلفها.

جلستُ على مكتبي وأعدتُ النظر لملفها بنظرة سريعة. لقد أعجبتني إجاباتها، لكن أيضًا أعجبتني إجابات اثنان غيرها، لهذا امسكت الهاتف وطلبت ماري. «ماري، أريد رأيكِ حول كلًّا من المتقدمين غدًا على مكتبي. من ترينه مناسبًا للمنصب ويستطيع العمل معي دون مشاكل.» أخبرتها من خلال الهاتف كي لا تضطر للمجيء لي بحالتها.

نظرتُ لساعتي ووجدتُ أنها الساعة الخامسة والنصف مساءً، وأخيرًا أستطيع الرحيل بعد نصف ساعة. وقفت وأعدتُ النظر من النافذة مرة أخيرة لأرى سيدة تحمل شيء أبيض عن الأرض، ثُمَّ خلعت حذائها العالي ورمته على شخص ليصطدم بمعدته، انحنى الآخر من الألم وهرب بطريقه لتأخذ السيدة المجنونة حذائها، وتحاول الركض تحت المطر.

ويا للعجب، السيدة المجنونة هي لا غيرها الآنسة ديليا، والشيء الأبيض الذي كانت تحمله هي قطة! لاحظت أنها ذهبت للشارع يمين الشركة حيث أعرف أنه يوجد عيادة بيطريّة.

انهيتُ أعمالي المتبقية وخرجتُ من المكتب، ودعّت ماري وأخبرتها أن تعود للمنزل كي ترتاح. حينما وصلت لبوابة الشركة فتحتُ مظلتي الشفافة وأخذتُ بطريقي للعيادة. دخلتها لأرى ملامح السيدة مريم البشوشة.

«آه، زبوني المفضل! المُعتاد، أغسطس؟» سألتني لأومأ لها وتذهب لتحضّر الأشياء التي آخذها.

«كيف حال قططك؟» سألتني لأجيبها أنهم بخير. حاولت التفكير بطريقة يمكنني البدء بها الحديث عن قدوم الآنسة ديليا لكن لا أعرف كيف أفعل هذا من غير أن أبدو فضوليًّا.

إلّا أن السيدة مريم أخذت الفكرة من عقلي حينما تحدثت: «قبل قليل أتت لي زبونة مثلك، تذكرتك فورًا.»

«ماذا، هل كانت وسيمة جدًا بشعر مثالي ولحية تعذّب قلوب العذارى؟» قلت وابتسمت بجانبية بينما أمرر يدي اليمنى على وجنتي وذقني بينما الأخرى وضعتها بجيبي. قلبت عيناها على تعليقي ونطقت: «هي وسيمة وبشعر مثالي فعلًا، لكنني لستُ متأكدة بشأن اللحية.» قالت لأقهقه بخفة.

«أتت وبيدها قط أبيض جميل، لكن كان مجروحًا لهذا اضطررتُ لمعالجته. المسكينة للأسف لم يكن لديها المال الكافي لعلاج القطة وأيضًا أخذ الأغراض اللازمة كي تعيش معها، لذا أخبرتها أنه يمكنني مساعدتها هذه المرة بحيث لا تدفع شيء. القط المسكين بحاجة لزيارات أخرى للتأكد من صحته.»

عقدتُ حاجباي لما قالته، وفورًا تذكرت كلامها حين قالت أنها حقًا بحاجة لهذه الوظيفة. قلّبت فكرة خطرت في رأسي، لكنني أوقفت عقلي عن التفكير بها بشكل أكثر من اللازم ونطقت: «سوف أدفع أنا كل شيء، زيارة اليوم وزيارة المرات القادمة، ضعيها على حسابي وارسلي لي المبلغ المطلوب.»

نظرت لي بغير تصديق لبضعة ثوانٍ قبل أن تبتسم وتومئ برأسها عدة مرات. «دائمًا المُنقد، أي شيء للقطط، هاه؟» سألت لأبتسم وأجيب: «أي شيء للقطط.» على الرغم من صحّة هذه المقولة إلا أنني لم أقلها بثقة كاملة. حاولت إقناع نفسي أنني فعلت هذا للقط المُصاب وليس لمساعدة الآنسة ديليا.

حاولت، لكن لدي أجزاء أخرى في عقلي رفضت الاقتناع، خصيصًا حينما تذكرت مظهرها وهي مبتلّة وتركض تحت المطر فقط لإنقاذ القط وأخذه لمنزلها رغم معرفتها بعدم قدرتها على تحمّل كلفة العلاج والاعتناء به.

«لكن لا تخبريها بهويتي، فقط أنني تكفلّتُ بدفع علاجه. لا أريد أن ألتقي بها وجهًا لوجه.» أومأت بينما تبتسم بجانبية وأردتُ قلب عينيّ على ابتسامتها وفكرتي الغبية، كما لو أن هذا سيجعل الأفكار المتناقضة بعقلي تهدأ.

تجاهلتُ أفكاري، أخذتُ الأغراض وخرجتُ من العيادة لأعود مشيًا إلى سيارتي المركونة بكراج الشركة. توقفت فجأة حينما رأيتُ مجموعة من الورود البيضاء على جانب الرصيف. هرعتُ لسيارتي ووضعت الأغراض بها، حملتُ الكاميرا الخاصة بي ثُمَّ عدتُ للورود.

وضعتُ المظلة التي لا زال عليها بعض القطرات رغم توقّف المطر، وأخذت بضعة صور لها. ابتسمتُ للصور وعدتُ لسيارتي، اخترتُ أجمل واحدة ونشرتها على حسابي ذو الهوية الخفية وأدرتُ محرك السيارة لأعود لمنزلي.

---

مجموع الكلمات للآن: 2161.

أغسطس الحلو؟ 🫂

ديليا الحلوة؟ 🫂

أغسطس زينا كلنا لما تشتي 😔.

إنجوي إيميز، أحبكم. 🫶

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro