حريق الاسكندرية - عالم آخر تحت الحُطام.
=
في عامِ (٤٨ ق.م ) قام يوليوس قَيصَّر بأِضرام النيران في (١٠١) سفينة بغية تدمير الميناء المرابط للاسكندرية بعدما قام طليموس الصغير شقيق كيلوباترا بمحاصرة قَيصَّر حين شَعَّر انه يُناصر كيلوباترا عليه .
نتيجة ذلك الحريق الضخم قد امتدت نيران السُفُن إلى مكتبة الاسكندرية التي تَظُم أكثَر من (٤٠٠) الف كتاباً مَثَّل رُقيّ الحُقبة و علّو شأنها الثقافي .. فخر مِصر تلاشى مَع الرياح بعد ما صيَّرتهُ حُمرة اللهيب رماداً.
كالعامل الذي انا عليه قطعت و امثالي طريقنا نحو موقع الحطام المهترئ ذاك ، الرقعة التي يمكن تسميتها ب ' موقع تهدم وسطه اهم اعمدة ثقافة الفراعنه ' .
قطعنا طريقنا و بعد اجتماع قُسِمَت علينا فيه المهم ، اخذت على عاتقي نقل الانقاض من تلك الرقعة المتهدمة لصلابة بدني و شدة بأسي .
تعاونّا في نَقل الحِجارة الضخمة التي يَتضح ما عليها مِن آثار الحضارة ، روسوماتٍ و نقوش عَجِزت وَ مَن مَعي عَن فِهم معناها لحِلكةِ سوادٍ حاوطها مصدره رماد الكُتُب المحترقة .
حَّل الظلام مُشيراً لأنتهاء وقت عملنا المُجهِد لأرفض التوقف حتى انقل الكَّم القليل من الحجارة المتبقية حيث مركبة خُصِصَ جُزئها الخَلفي لإحتواء حُطام مَجد تِلك الحضارة .
نَقلت الحَجرة الاخيرة في نهاية هذا الممر الذي لم يحوي غير حُطام السَقفٍ مسوَّد الأحجار ضامِرً النقوش و الزخارِف الأخّاذة ، اخذت الهث اثر الثقل الذي احمله بحرص.. وضعت ذلك الحجر جنباً الى جنب مَع امثاله لأتوجه ملقياً نظرة اخيرة حيث ذلك الممر الذي بات فارغاً من كل شيءٍ عدا جدرانه المسوَدّة أثر حِلكة رماد الكتب .
كدت التفت نحو وجهتي خارج هذه الرقعة إلا ان تعثري بالبلاط مربعي الشكل تسبب بسقوطي في رقعةٍ اهتزت اسفلي لبرهة ، ندبت حظي السيء و انا اتأمل خدوش يداي التي احتوت ما يكفيها أثر خشونه حجارة المبنى المتحطمه .. بغير اهتمامٍ تحركت للخروج الا ان قطعة البلاط الضخمه تحركت اسفلي و كأنه يوجد ما يرفعها عن مستوى الارض.
تقدمت حتى اصبحت خارج تلك البقعة لأنحني متفحصاً اياها و قد ادركت انسلاخها عن ما يثبتها في الارض من لبنة .
تذكرت حديث رئيسي بأن جُل ما يتواجد في هذه الرقعة كنزٌ حضاري يجب ان يخضع للكشف كما ان العمال تفتش مقتنياتهم بشكلٍ يومي كأجراء للحفاظ على ما قد يتواجد في المكان من نفائس العصر المُنجَلي ؛ اثر ذلك قمت برفع قطعة البلاط .
كنز تحت الحطام!! .
هذا ما تبادر لذهني فور ادراك عيناي صندوقاً اصفر المعدن ، متوسط الحجم ،يبدو عليه القِدَم و لم يخفى عليَّ غلوّ نفائِس ما رَصع جدرانه مِن احجار .
اقتربت برهبة و شيءٌ من الحماس لتفقد ما امامي ، دُرت حوله بحثاً عن قفلٍ لم يتواجد و انما نتوءٍ يتوسط بروز خُصِصَ لاحتوائه جُل ما رأيته ، كذاتي الفضولية تقدمت و قد فتحته .
لن اخفي خيبة آمالي ، فقد توقعت شعاع صفار الذهب سيلمع على ملامح وجهي لكن كل ما قابلني تمثَّل بشيءٍ مستطيل الشكل بهيئة اعجزت ذهني عن فهمها .
عبثت به في محاولة اكتشاف ما هيته و لم البث حتى وجدتني اقف بين ما بدى لي كالعالمين ، شيء يشبه البرزخ اتوسطه على يميني مَمَرٌ مُهترئ و قطعةُ بلاطٍ غادَرَت مكانها بينما حوى شمالي عالماً غريب حيث هيئاتٍ معدنية تتحرك في المكان و مربعاتٍ تُضيء مُحتويةً داخلها امثال تلك الهيئات المعدنية .
اعلى ذلك البرزخ الذي احتواني طُبِعَت كلماتٍ هلعت روحي أثرها و عَجَز ذهني عن فهمها .
" فرصة واحدة ، عالمٌ واحِد "
=
انتهى .
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro