البعد المتوسط - مزحة.
عتمةٌ إلتَمَست ضوئها المتلاشِ على مدى ليالٍ طِوال ، اراني بهيئة مُريعة .. بشرةٌ شاحِبة تُعاكس وجنتاي اليانعتان سابقاً ، خيوطٌ صفراوية ذابلة تتضاد مع خصلات الذهب التي اعتادت ان تنمو اعلى فروة رأسي .. جلست اتأمَل وَجهي الذابِل و جسدي المُتهالِك الذي تعكسه المرآة امامي بعد ما يقارب العشرة دقائق استحممت خلالها و الخوف شَطَف اوصالي بدلاً عن الماء الذي باتت مخيلتي تُصَيَّرهُ نقمةً و مصدراً لِهلاكي كما باتت تفعل مع كُل شيء .
_
اتصفح الخليوي مساء الخميس و جُل تركيزي مُنصب على ما يُعرض ، صوت ايقوانة الاشعارات افزعني حين ظهرت اعلى الشاشة ، انتفضت دواخلي فزعاً و ذلك الفيديو ذو المحتوى المرعب ترك اثره في اوصالي .
رسالة على بريدي الالكتروني تحمل رابطاً ما .. تفكرت قليلاً قبل ان اوقف الفيديو و اشرع بفتحه بلا اهتمام الى انه من مصدرٍ مجهول!! .
جُل ما ادركته عيناي بعد ضغطي على ذلك الرابط جُملة
" انت الآخر "
و بعدها ادرك شاشة هاتفي السواد بغتةً!! .
اول ما تبادر لذهني هو انه عَلِق لكثرة الملفات لذا كإِجراءٍ اولي قمت بتفكيك اجزاء الهاتف و اعادة تركيبها لكن لا نتيجة
استسلمت مذ انني حاولت بأكثر الطرق فعالية و القيت بهاتفي جانباً مع فكرة ان ' فيروسٍ استولى عليه و عطله '
غير منتبهة ان ذلك ' الفيروس استولى على روحي '.
خلال محاولتي النوم حين تخطَت الساعه منتصف الليل، ادهشني ضوءٌ انبثق من جانب سريري .. التفت نحوه و بحماسة التقطت هاتفي الذي كان مصدر ذلك الضوء .
خابت آمالي بكونه عاد للعمل و قد تشربت دواخلي الهلع حين رؤياي ذات الجملة " انت الآخر " تتربع وسط هاتفي عرضياً .
_
توالت الليالي و معها ازدادت رهبتي مما اصاب هاتفي الذي لا يعمل سِوى لإظهار " انت الآخر " و يعود لسباته .
ما زاد رُعبي هي رفيقتي ماري التي مدتني بما يرهبني كأن أكون احد اهداف قتلة الانترنت المُظلم!! لست بجاهلة حتى لا ادرك مدى فضاعة الامر!!.
الكثير من المشاهد المسربة منه قمت بمشاهدتها و بدأت الكوابيس تراودني عن كيفيه نهشهم لحمي و تعذيبي!! .
كذاتي شحيحة الشجاعه انا بدأت اضعف و ارتعد في الزاوية عندما يُضيء هاتفي الجديد بذات الجملة " انت الآخر "
_
ليلة كسابقاتها لم تكُ جفناي تُغمضان ، اراقب الهاتف الملقى بعيداً بلا كلل .. ذكريات و احداث لا صحة لها تداهمني .
قبل منتصف الليل بدقائِق أضاء و ضوئه مد الهلع بالقدرة على الانتشار داخلي .
بتردد التقطته و قد ارتجفت اطرافي بعنف .. عيناي افرجت عن ملوحة مياهها حين رؤياي جملة " أنت الآخر ، اليوم ملتقانا "
أنين هلع اصدرته اثناء تكوري حول ذاتي ، عظامي تكاد تفارقني جزعاً من الرجفه التي سَرَت داخلها بينما رئتاي تتوسل انفاسي الانتظام لأرهاقها أثر شهقاتي اللامنتظمة .
خلال ثوانٍ مرت سيناريوهات التعذيب ، صرخات الالم الذي شاهدته في ذهني أثرها صرخت ببكاء .
اوصالي بدأت تفقد الحياة .. روحي تخلت عن رونقها .
روحي آمنت بكوني سأُقتَل الليلة و طالبتني بالفناء بطريقةٍ مُرضية غير مُعذبة امام الملأ ، دماغي اضاع خيط الصواب حين رؤياي الشُرفة لتتحرك اطرافي بلا أمرٍ مني نحوها .
نظرت بأتجاه هاتفي الذي اضاء بألوانٍ غريبة مبهجة لاستدير نحو الشرفة .. كُلي سعادة لكوني من سينهي حياتي غير سامحة لهم بانتهاكها .
صدمةً عنيفة رَجَّت رأسي ، اشاهد دمائي تنتشر حولي في تلك البقعة.
_
ليتني انتظرت قليلاً لكُنت رأيت المعايدة في هاتفي .
ليتني تذكرت جنون رفيقتي في المعايدة .
ليتني أدركت ان " انت الآخر هي معايدة عيدي الثالث و العشرين ".
_
انتهى .
القصة فائزة بمسابقة واتباد Aim to engage.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro