الفصل الأول
مرحبا أعزائي
إنه أول فصل من فصول حكايتي القصيرة هذه
تحمل بين سطورها الكثير من المشاعر فامنحوها الكثير من المشاعر
.
استمتعوا
Pov sehun
قلبي مليئ بالحزن و الحقد ، نار مستعرة تشتعل بداخلي تأخذني معصوب العينين نحو انتقامي
مهما حاولت تصفية حياتي و لكن ذلك الفقدان لا يزال يئن مصرا على أن آخذ بثأر عائلتي ، بثأر دمي الذي أهدر و لم نستطع فعل شيء ............. حينها فقط ، فنحن أناس لا ننسى أن نرد سهما وجه نحونا و لو عن طريق الخطأ
طرقت باب المكتب الذي يقف على بابه حارسين ببذلتين سوداء اللون و بعدها سمعت صوتا رخيما نال منه الزمن رغم جبروته يسمح لي بالدخول
فتحته ليقابلني البرود و هالة كبيرة من الحزن و الألم ، تقدمت نحو الداخل و أقفلت الباب لألتفت نحو المكتب
سيهون : لقد وصلت أبي
قلتها مع انحناءة احترام و هو شد أكثر على مقبض مقعده و هو يحدق نحوي ببعض الفخر و الفرح ، و أخيرا حلمه سيتحقق ، و أخيرا انتقامنا جميعا سيتحقق
السيد أوه : و أخيرا .......
تقدمت لأجلس على الكرسي المقابل له و حدقت نحوه بنظرات بادرة
نحن لم نتعود على تلك العلاقة المليئة بالمشاعر الضعيفة ، نحن أقوياء ، جبابرة لا نخاف و إنما نزرع الخوف بالقلوب ، بقلوب أعدائنا بقلوب كل من يفكر بأن يقترب من شخص منا
سيهون : أنا جاهز للتنفيذ
السيد أوه : سنسير بخطتنا الآن و إلى أن تنتهي الانتخابات يجب أن تستدرجها
سيهون : حسنا
أخرج ظرفا أبيضا كبيرا و وضعه على المكتب ليقربه مني بواسطة دفعه نحوي ، ثم أخرج مسدسه الخاص الذي لم يستخدمه منذ سنوات و وضعه أيضا فوق الظرف
السيد أوه : كل المعلومات التي تحتاجها بداخل الظرف
أخذت الظرف و السلاح ثم استقمت و تحدثت
سيهون : غدا سأكون بالمكتب
السيد أوه : تجهز جيدا
انحنيت له مرة أخرى و التفت لأغادر ، كل منا يحمل ألم ما فقدناه و لكن لا نجعل صراخ الألم يصل للمسامع ، الرجل الحقيقيّ الذي يبكي بدون دموع ، يصرخ بدون صوت ............ يتألم بدون أن تتعكر ملامح وجهه
غادرت غرفة المكتب و سرت بالرواق الطويل الذي تحفه الألواح الكلاسيكية من كلا الجانبين ، سرت حتى وصلت لبداية الدرج عندها توقفت و التفت لأحدق بغرفة أمي ، تنهدت و لكن لن أجعلها تراني أحمل السلاح لذا بدأت بصعود الدرج
بدأت أسير مرة أخرى في الرواق الكبير المظلم حتى وصلت لغرفتي ، فتحت الباب و دخلت ، تقدمت من السرير و رميت بالظرف و السلاح فوقه
نزعت سترتي ثم فككت ربطة عنقي وتقدمت و جلست بتعب على السرير ، كنت بعيدا عن هنا لفترة ليست بالقصيرة فبعد موت شقيقتي الصغيرة أنا غادرت ، بعد أن غادرتني المشاعر الجميلة و الحنونة أنا أصبحت بقايا انسان فقط
أصبحت ليلا بدون أن يحل علي النهار ، شيخا رسمت الشيخوخة ملامحها بقلبي و مشاعري
شقيقتي كانت نور و دفئ هذه الأسرة المشتتة ، كانت من تجمعنا بضحكاتها ، هي وحدها من أكون معها ذلك الفتى الأحمق و العفوي ، كانت ضحكتي تملأ وجهي ، صوتي يخرج بمرح و لكن أنا دفنت كل شيء بدفنها هي
أخذت الظرف و فتحته لأخرج عدة أوراق دون عليها جميع المعلومات ، و صورة من قتل حياتنا
أخذت الصورة و حدقت بصاحبتها أنا و لو حتى لثانية واحدة لم أنسى ملامحها عندما خرجت من غرفة العمليات و أبعدت القناع عن وجهها و أنا كنت أقف بعيدا ، لم أنسى أبدا تفاصيل وجهها ، ابتسامة بريئة و جمال صارخ ، عائلة مرموقة و طبيبة ناجحة ، ابتسمت بسخرية لأنني سأقضي بل سأحرق كل شيء
الابتسامة لن تكون أبدا مرسومة على وجهها بعد الآن ، جمالها و حتى شبابها لن يكون لهما نفع عندما يعشقها الموت لدرجة الهذيان ، أنا هو موتك المحتم ، أنا دمار كل شيء جميل بحياتك كما كنت أنت دمار حياتنا ، بل حياتي التي دفنتها برفقة شقيقتي
رميت صورتها بجانبي على سريري و التفت للأهم ، اتسعت ابتسامتي الجانبية و أنا اقرأ معلوماتها التي لم تكن غريبة عني ، أنت صيد سهل و أنا صياد أقل ما يقال بحقي أنني لا أعرف طعم الاخفاق و الهزيمة
حدقت نحو حقيبتي التي لا تزال موضوعة بجانب غرفة الملابس ثم استقمت ، عدلت من ربطة عنقي و عدت لأرتدي سترتي ، حملت الظرف و تقدمت نحو لوحة رسمت عليها ملامح شقيقتي ، ابتسمت و تحدثت
سيهون : قريبا ستنعمين بالراحة أختي ، قريبا جدا .......
أبعدت اللوحة و فتحت الخزنة من خلفها وضعت بها الظرف و حدقت نحو سلاحي ، كنت أود فعلا استخدامك لانتقامي و لكن شرف العائلة يستحق سلاح أبي
أقفلت الخزنة و أعدت اللوحة لمكانها ، ثم ابتسمت لها مرة أخرى
سيهون : لا تغضبِ مني لأنني سأخلف بوعدي ........ لا أستطيع أن أكون نقيا و طاهرا مثلك ، لا يسعني سوى أن أكون خطيئة كبرى
التفت و عدت لأحمل السلاح ، وضعته على حزامي و عدلت سترتي ثم أمسكت بحقيبتي لأغادر
نزلت الدرج و بنهايته وضعت الحقيبة و سرت نحو غرفة أمي ، طرقت الباب وسمعت صوتها الحنون يسمح لي بالدخول ، فتحت الباب و آلمني مظهرها المريض
هي منذ وفاة شقيقتي تركت الحياة و ملذاتها ، اعتكفت بغرفتها ، مسحت الفرحة عن وجهها و أطفأت البهجة من عينيها
تقدمت نحو سريرها و جلست لتمد كفيها نحوي و تضعهما على وجهي ، حدقت نحوها بعيني الكئيبتين و هي ابتسمت لتنزل دموعها و تحدثت بصوت هامس و متعب
السيدة أوه : ابني لا تفعل ......
أبعدت كفيها عن وجهي بينما أمسك بكفيها و شددت عليهما ، أنا مجروح أمي فلا تطلبي مني أن ابقى هادئا أكثر من هذا
سيهون : لا أستطيع أمي .....
السيدة أوه : ابنتي لن تعود
سيهون : و لكن من تسبب برحيلها سيلحق بها
السيدة أوه : تلك الطبيبة ليس لها أي ذنب
سيهون : بسبب خطئها القاتل شقيقتي ماتت و أنا لن أغفر لها لذا لا تطلبي مني المستحيل
حدقت نحوي بخيبة و نفت برأسها و تحدثت
السيدة أوه : لقد تغيرت لتتلبس القسوة كوالدك
سيهون : أنا رجل أمي و القسوة من شيم الرجال
السيدة أوه : أنا ضعيفة و لا يمكنني حتى أن أتحرك فلا تجعلني ضعيفة أكثر بفقدانك أنت أيضا
سيهون : لن تفقديني
السيدة أوه : حتى لو لم أفقد جسدك سأفقد روحك ، ابتسامتك و بريق عينيك
سيهون : كل هذا فقدته أمي فلا تحاولي
قلتها لأقبل رأسها و استقمت لأغادر و لكنها تحدثت قبل أن أفتح الباب
السيدة أوه : ستفقد أكثر يا ابني ...... ستفقد و هذه المرة لن يوجد انتقام ليعوض فقدك
دست على كلامها و رميته خلفي لأسير في طريقي الذي لا توجد منه عودة ، أقفلت باب غرفتها و تقدمت لأحمل حقيبتي و لكن الحارس سبقني و حملها ليتحدث
" أين أضعها سيدي ؟ "
سيهون : بسيارتي الخاصة
خرج ليضعها بسيارتي ، و أنا خرجت خلفه ، الشمس تسير نحو الغروب و أنا أستأنس بالليل و الوحدة ، وقفت لأحدق بهذا القصر البائس ........ رأيت أبي يقف خلف زجاج نافذة مكتبه و يحدق بي ، رسم شبه ابتسامة و حرك رأسه بخفة فبادلته أخبره أنني أسير نحو هدفنا
أبعدت نظري عنه و نظرت نحو غرفة أمي و رأيتها تقف بمساعدة ممرضتها الخاصة و عينيها حزينة مليئة بالدموع و نفت برأسها ....... أنا آسف لا يمكنني أن أنفذ رغبتك أمي ، لا يمكنني تجاهل ثأري و انتقامي لذا أشحت بوجهي عنها و فتحت باب سيارتي لأصعد و أبدأ رحلة انتقامي
..........................
Pov sejeong
وضعت السماعات الطبية على مكتبي ثم نزعت ردائي الأبيض ، أنا متعبة ، العمل بمستشفى جامعي أشبه بالعمل في حرب لا تنتهي أبدا
قمت بتعليقه على الشماعة بمكتبي ثم أخذت حقيبتي و وضعت داخلها هاتفي ، أخذت سترتي الرياضية و حقيبة ظهري و خرجت من مكتبي
سرت نحو المصعد و لم أكلم أحدا ، أكره أن يهتم بي أحد أو يشعرني بحبه ، أنا لا أريد من أحد أن يحبني فقط ليتركوني وحدي و أنا سأكون بخير
وصلت للموقف و استقليت سيارتي ثم غادرت نحو شقتي ، كنت أدندن مع المذياع
عندما أكون لوحدي و بمفردي أكون في بهجة ، سعيدة و لكن ما إن يحيطني أحدهم باهتمامه حتى أشعر أنني أختنق ......... أنا أخاف من الحب ، لا أريد أن يحبني أي أحد أو يجعلني أحبه و بعدها يختفي فجأة ........
الفقدان صعب و أنا فقدت مرة بحياتي ولا أريد تكرار التجربة مرة أخرى ، حتى و أنا طبيبة و أعلم أن حالتي أصبحت مرضية و لكنني لا أريد أن أتخلص منها ، لأنني ببساطة مرتاحة جدا هكذا
وصلت تحت المبنى الذي تقع به شقتي ، إنه مبنى ضخم و فاخر ، خرجت من سيارتي و أخذت حقيبتي و غادرت نحو المصعد ، دخلت و ضغطت على الزر ليقفل أبوابه و لكن قبل أن تقفل تماما وُضعت يد ليفتح من جديد
تقدم رجل ببذلة رمادية و شعر أسود ، ملامح حادة و باردة ، عينين سوداء عميقة يختبئ بها الكثير ، وقف بجانبي و ترك حقيبته أمامه و عندها امتدت كفي حتى أضغط على الزر و لكن كفه تلامست مع كفي لنضغط معا على الزر
ابتسم بخفوت و برود كمجاملة و قال بصوت رخيم
سيهون : عذرا
سيجونغ : لا بأس
قلتها بصوت ثابت و أشحت بنظراتي عنه ثم ضغطت على زر الطابق العاشر أين تقع شقتي ، الجو هنا يوتر كثيرا ، صحيح أنه يحدق أمامه ولا يحدق بي مباشرة و لكن نظراته أشعر بها تفترسني و عندما رفعت رأسي لأحدق بباب المصعد الذي يعكس صورتنا عادت عينيه السوداء لتلقي بهالة مخيفة
وصل المصعد أخيرا ليُفتح و أخرج بسرعة و لكنه لا يزال يمشي خلفي ، شعرت بالرهبة الآن فعلا و تقدمت بسرعة نحو باب شقتي لأفتحه و لكنه تقدم نحو باب الشقة المجاورة لي ليفتح ، و أنا شعرت بأنني غبية
منذ يومين رأيت عمال ينظفون هذه الشقة و لكن أنا لا يهمني أمرهم ، فتحت باب شقتي و دخلت بسرعة لأقفل الباب و أستند عليه و أضع كفي على قلبي ....... إنه غريب و أنا أكثر غرابة منه ، يخالجني شعور سيء
تخلصت من أفكاري و تقدمت نحو الداخل فأنا متعبة و جائعة ، وضعت حقيبة ظهري على الأريكة و عندها رأيت حقيبة نسائية فأغمضت عيني بغضب
أخبرتهم أنني لا أريد اهتماما ، لا أريد الحب فلما لا يحبونني بابتعادهم عني ؟
تقدمت نحو المطبخ و رأيت عمتي تقف هناك فعلا و تجهز الطاولة و تحدثت بضيق و غضب
سيجونغ : ما الذي تفعلينه هنا عمتي ؟
رفعت رأسها و نظرها نحوي و ابتسمت
مين يونغ : تعلمين اجابتي مسبقا فلما تسألينني ؟
سيجونغ : عمتي أرجوك لا تتلاعبِ بأعصابي
تنهدت و تحدثت
مين يونغ : أنا هنا من أجل الاهتمام بك
سيجونغ : تعلمين أنني أكره اهتمامكم
وضعت ما كان بيدها و تقدمت مني لتتحدث و الغضب تلبس نظراتها
مين يونغ : نحن عائلتك سيجونغ هل تفهمين حتى ما معنى عائلة ؟
و أنا أجبتها بصراخ و دموع وقفت على عتبات عيني
سيجونغ : لا أفهمه ولا أريده ....... فقط أتركوني و شأني
أمسكت بذراعي و تحدثت بنوع من الرجاء بعدما تخلصت من نظرتها الغاضبة ، لا أريد شفقة و لا أريد حبا لا أريد شيء
مين يونغ : سيجونغ يجب أن تحاولي الشفاء
و أنا رددت على كلماتها بغضب
سيجونغ : أنا لست مجنونة
مين يونغ : والدتك لن تعود هي ماتت
صرخت بقهر عليها و عيني قذفت دموعي
سيجونغ : أعلم ، أنا أعلم أنها ماتت و اختفت إلى الأبد
مين يونغ : أنا آسفة لم ......
و قبل أن تنهي أسفها تحدثت ببرود
سيجونغ : غادري منزلي ........ لا أريد رؤية أحد
أغمضت عينيها بيأس ثم أومأت لتتحدث باستسلام
مين يونغ : سأغادر و لكن والدك لن يبقى هادئا أطول من هذا الوقت
قالتها و خرجت من المطبخ ثم حملت حقيبتها و خرجت و أنا ذهبت خلفها و أقفلت الباب جيدا ، استندت عليه و أخرجت دموعا أكثر بقهر أكبر
الوهم يسيطر على حياتي ، لا أعلم إن كان العيب بي أو بهم و لكن ما يحدث لي هو تراكمات من الماضي ، أبي لم يحب أمي و هي أحبته كثيرا و عندما ماتت لم يحزن و لم يذرف حتى دمعة .........
تزوج و عاش حياته بشكل عادي و حتى صورها تخلص منها في مستودع منزلنا الكبير المليء بالأشياء القديمة و التي لم تعد صالحة للاستخدام ..... حتى المكان الذي وضعها به لم يكن يليق بكونها أم ابنته على الأقل ........... فهي لم تعد صالحة للاستعمال
كنت أهرب لأختبئ هناك و أعانق صورها ، أنام بين أحضان أشيائها و أعانق طيفها و هكذا كرهت الجميع و كرهت نفسي حتى
أبي في بداية زواجه نسيني ، و بما أنه سياسي معروف و رئيس حزب قوي في البلاد كان دائما يقف في الأضواء معها و أنا مختبئة دائما في الخلف على هامش متنه ........ حتى جاء ذلك اليوم الذي اكتشفوا أنها لا تنجب و عاد ليتودد إلي
حاول أن يعطيني من حنانه و لكن أنا كنت قد أقفلت أبواب قلبي ، ما عاد يمكنني أن أستقبل ما تمنحني إياه يا أبي
مرت السنوات أكثر و كبرت ، درست الطب بجهد و كنت دائما لوحدي لا أحضى بالأصدقاء ، حتى فتاة العائلة الغنية المدللة نفرت من دورها فكنت بسيطة جدا ، أعانق كتبي و أمشي لوحدي
تخرجت و أصبحت طبيبة ناجحة بعملي ، و في المستشفى أجد من ينظر نحوي نظرة غيض و كره ، لا يعلمون أنهم يسعدونني بكرههم لي ، على الأقل لن تكون لي مخاوف أنهم سيحاولن التقرب مني
ذهبت نحو الشاشة الكبيرة بغرفة المعيشة ، ضغطت على الزر لتظهر أمامي أمي تضحك بمرح و تنادي باسمي ، خرجت شهقاتي أكثر و وضعت كفي على الشاشة و تحدثت بقهر
سيجونغ : اشتقت لك فلما لا تأتيني حتى بحلمي ....... كل يوم أعانق طيفك فلما ذراعيك لا تحتضنني ؟
استمرت أصواتها المرحة و هي تلاعبني بالخروج و أنا استسلمت و جلست لأشاهدها كما أفعل دائما ، ضممت قدمي لصدري و كل كلمة تقولها لي و أنا صغيرة تمسني الآن و أنا كبيرة
مسحت دموعي بكم سترتي و استمررت على حالي ، أبتسم بين دموعي إن ابتسمت و أشعر بقهر إن غضبت من فعل طفولي قمت به ........... تنهدت بعد مرور وقت طويل ثم استقمت بعد أن توقف الشريط بصورتها ، اقتربت و قبلت صورتها ثم ضغطت على الزر لتعود الشاشة سوداء و عاد شعور الفراغ يحيطني
خرجت من قوقعة طفولتي و سرت نحو غرفتي بتعب ، تخلصت من سترتي ثم دخلت للحمام لأتخلص من ثيابي و أقف تحت المرش و بدأت المياه تنساب علي و أنا واقفة تحتها
انتهيت بعد مدة طويلة و ارتديت رداء الحمام و خرجت ، مشيت بتعب و فتحت خزانتي ، ابتسمت ببؤس عندما رأيت ثياب النوم التي تشتريها عمتي و تضعها بخزانتي .......... أنا لن أقع في الحب يا عمتي ، و العلاقات العاطفية لا تعني شخص مثلي
و مع هذا هناك نقص بقلبي و بمشاعري ، هناك فراغ بعمق الظلام و البؤس بداخلي ، أخذت ثوب بنفسجي حريري حدقت به طويلا ثم تنهدت ، كنت سأعيده إلى مكانه و لكنني تراجعت ...... سأجربه
................................
Pov sehun
منذ أن وطأت قدميها باب شقتها و أنا أتابع كل تحركاتها ، دموعها و ابتسامتها البائسة و التي أريد محوها عن وجهها و بشدة
عندما فتحت حزام رداء الحمام الذي كانت ترتديه أنا التفت لأسير نحو النافذة و يدي بجيبي ، وقفت و راقبت الأضواء ، لا يفصلني عن عدوتي سوى خطوات ، لا يبعدني عنها سوى لحظات فبأي وقت يمكنني أن أستل روحها من جسدها و لكن يقال أن الانتقام طبق يؤكل بارد .....
التفت نحو الشاشة الكبيرة و رأيتها تسير نحو سريرها بتعب ، امرأة جميلة ، مثيرة و أمنية أي رجل و لكن الرجل الذي أمامها لا يثيره سوى أنفاسها و هي ترقص على ألحان الموت
تمددت بسريرها و وضعت الغطاء عليها و تركت الأنوار الخافتة و أنا وقفت طويلا أراقبها ، سيأتي يوم أنتزع روحك بيدي .......
بعد وقت طويل و أنا أراقب صيدي بتركيز تحركت من مكاني ، غيرت ثيابي لثياب سوداء و خرجت للشرفة التي بجوار شرفتها
وضعت كفي على الصور و حدقت نحو الأسفل و لكن لم يخفني الارتفاع ، و بحركة خفيفة قفزت فوقه لأمشي عليه بهدوء أعبر على طوله لأجد نفسي في حدود شرفتها و هكذا قفزت مرة أخرى بخفة لأكون بشرفتها و ليس حدودها فقط
تقدمت و وضعت كفي على الباب الزجاجي و أزحته بهدوء ، لعب الهواء البارد بالستار الخفيف و ارتفع ، دخلت أمشي بخطوات صامتة و رأيتها أمامي ........ روحها تناديني لألاعبها بين كفي
تقدمت نحو سريرها و وقفت بقربها أحدق بملامحها الهادئة و النائمة بسلام ، أفرجت شفتي عن ابتسامة بائسة و رفعت كفي لأقربها من رقبتها ، أود أن أخنق أنفاسها المسالمة ........ أريدها أن تلمحني و أنا أسرق عمرها و شبابها
و قبل أن أمسك برقبتها تراجعت و عادت كفي لمكانها ، ليس الآن يا عزيزتي ...... لا يزال أمامنا أياما قادمة
انحنيت أمام أنفاسها الهادئة ، و اقترب وجهي من وجهها حتى شعرت بأنفاسها تضرب ملامحي بهدوء ، أنت فتنة و فتنتك أنا يا من تتلبسين ملامح البراءة و التعاسة
دنوت أكثر فأكثر حتى لامست بشفتي شفتيها ، ابتعدت فورا و ابتسمت فأول خطوة بانتقامي تمت فلا شيء يجرح المرأة سوى فقدها لشيء احتفظت به طويل لشخص عزيز و غالي ...... الحياة لن تسعفها و تمنحها الوقت الكافي لتحصل على هذا العزيز ...... تحالفنا أنا وهي على دفعها عبر الهاوية
استقمت و اعتدلت لأحدق بها هي من تنام بدون أن تعلم بأن الموت يحوم حولها و الخطيئة تتربص بها ، نامي بهدوء الآن و نحن على موعد على طاولة الحياة
عدت لأخرج من الشرفة و هذه المرة جعلت الباب مفتوحا على مصراعيه فارتفع الستار أكثر يحلق بسبب الهواء البارد و بسرعة قفزة مرة أخرى على الصور و فتحت ذراعي لأسير عليه بهدوء و أنا أغمض عيني بينما الهواء يلفحني من كل جانب
وقفت لأقابل العالم و فتحت عيني ، ابتسمت و تركت ذراعي تسقط على جانبي ، عدة خطوات محسوبة سأمشيها و غايتي ستكون بكفي
سيهون : كيم سيجونغ كوني على ترقب فأنا أحوم حولك كفارس أسود يتربص بأحلامك و أمنياتك ..... أنفاسك و جميع مقدساتك
التفت و قفزت لداخل شرفتي و دخلت لغرفتي لأترك بابها مفتوحا على مصراعيه ، تقدمت نحو السرير و أبعدت سترتي السوداء ثم ذهبت نحو الحمام ، وقفت تحت المرش و فتحت المياه الباردة ، لا شيء يؤذيني فقلبي تجمد و الزمن توقف في حياتي
فتاة كنت ألاحقها معجب و أحكي لشقيقتي عليها كثيرا بينما ابتسامة دافئة ترتسم على شفتي بسببها و لكنها نفسها من زرعت على وجهي ابتسامتي البادرة عندما خطفت روح تلك الفتاة التي كانت تغطيني بدفئها
لففت منشفة حول خصري و خرجت أحرك خصلاتي السوداء المبللة ، وقفت أمام الشاشة التي تراقبها بدون كلل أو ملل ثم تقدمت لأعيد التسجيل عندما كنت هناك و أوقفته عندما غزوت أراضيها و أوطانها البريئة ، في زمن مضى كانت تلك جنتي التي سعيت اليها أما الآن فهي كانت جحيمي اللذيذ ............
سيهون : جحيمي اللذيذ سيجونغ
قلتها و وضعت أناملي على شفتي
****
فتحت عيني فجأة لأجد الظلام مازال يعانق العالم ، اعتدلت بمكاني و أبعدت عني الغطاء و أول شيء وقعت عليه عيني كان صورتها و هي تنام بهدوء كما تركتها قبل ساعات معدودة
استقمت و ذهبت نحو خزانتي ارتديت ثيابي الرياضية السوداء ، خرجت من شقتي و استقليت المصعد فمرت دقائق قصيرة و فتح أبوابه لأخرج
وقفت خارج المبنى و رفعت كفي لأضع قلنسوة سترتي على رأسي و بدات اركض لتبدأ قطرات المطر في هذه الأجواء المظلمة و الشتوية القاسية
ركضت طويلا و كلما تعبت أنفاسي أكثر شعرت بأنفاسها تسيطر علي ، هي عدوتي ، ستكون ضحيتي و سأكون خاطف سعادتها و ابتسامتها البريئة
توقفت بتعب و أسندت كفي على ركبتي و أنا أتنفس بقوة و المطر يبللني ، رفعت نفسي و حدقت بالسماء المظلمة و تمتمت بخفوت
سيهون : أنا من سيغتال حبه الفتي
.............................
Pov segeong
فتحت عيني لأشعر بالبرد و عندما اعتدلت بمكاني وجدت باب الشرفة مفتوحا على مصراعيه و الستار يتطاير مع الهواء البارد ، أبعدت الغطاء عني و مشيت حافية نحو الشرفة و وضعت كفي على الباب و أقفلته لأحدق بقطرات المطر التي تبلل العالم
تنهدت و وضعت كفي على الزجاج بينما أمسك الستار بكفي الثانية ، أغمضت عيني و شعرت بطيف بارد و قاسي يحيطني لأشعر بالقشعريرة تسير بجسدي ، فتحت عيني و ضممت نفسي بخوف و عدت لأتلفت حولي
وقفت و أغمضت عني و ظهرت عينين حادتين ، عميقتين بسوداء مظلم فضممت نفسي أكثر و فتحت عيني لأشعر بدقاتي تتصاعد
حالتي تسوء يوما بعد يوم و لا يجب أن أستسلم لكل هذه الأوهام
ارتديت ثيابي الرياضية و حدقت بالساعة فكانت تشير للساعة السادسة صباحا و لكن الشمس لا تزال رافضة للخروج ، خرجت من شقتي و استقليت المصعد و بمجرد خروجي وضعت قلنسوة سترتي البيضاء على رأسي و بدأت أركض
ركضت في المتنزه القريب و لم يكن هناك الكثير من الناس بل هم لا يتعدون الثلاثة و الذين كانوا يعودون عندما تبللهم الأمطار
ركضت تحت الأمطار أكثر و شعرت بها تطهر روحي من كل شعور بائس ، ابتسمت و وقفت لأرفع رأسي نحو السماء و أنا أغمض عيني و فتحت ذراعي ، شعرت بقطرات المطر تسقط على وجهي و رغم برودتها و لكنها تنعش روحي ببؤسها
فجأة و أنا بنشوة شعوري شعرت بشيء يلتف حول خصري و يجذبني لأعانق صدرا صلبا ، شعرت بكف توضع على رأسي لأسنده على هذا الصدر البارد و أنا أساير القساوة و أغمضت عيني
سطوة لا أعلم حتى ماذا أسميها تسرقني من نفسي لتجرني نحوها كأنها ثقب أسود
وضعت كفي على صدر من يحتجزني بجبروت و أبعدته عني و رفعت عيني لتقابلني نفس العينين السوداء العميقة ، شعور لذيذ ممزوج ببرودة قاتلة يحيطني ، هو نفسه الشعور البارد و المخيف و لكنه محبب إلي
وقعت المزيد من القطرات علي لتوقظني فأبتعدته بسرعة و نظفت صوتي و هو أبعد قلنسوته السوداء التي أخفت بعض ملامحه ، رفع رأسه نحوي و ابتسم ليتبين أنه رجل المصعد من يوم أمس ، مد كفه نحوي يتحدث
سيهون : أعتقد أننا جيران
رفعت نظراتي من على كفيه نحو عينيه مرة أخرى و الاستغراب يلجمني عن الكلام فتحدث هو بينما يشير نحو دراجة ابتعدت عنا
سيهون : أبعدتك عن طريقها
أنت غبية سيجونغ و حمقاء ، مرضك و هوسك يدفعانك للجنون ، ابتسمت بتكلف و قربت كفي من كفه الممدودة نحوي و لكن بتردد فأنا لا أحبذ العلاقات
سيجونغ : شكرا لانقادي
أمسك بكفي و عندما حاولت سحبها هو تمسك بها بقوة و عينيه العميقة لا يزيلها عني و أنا شعرت بالخوف فعلا بهذه اللحظة
سيهون : عفوا كيم سيجونغ
رفعت نظراتي نحوه و سحبت كفي بقوة و تحدثت
سيجونغ : كيف تعرفني ؟
سيهون : إنه سر
قالها بابتسامة ثم رفع قلنسوته على رأسه و رفع كفه يلوح و تحدث
سيهون : انتبهي لنفسك و لما يحوم حولك فقد تتأذين
التفت و غادر و هو يركض و أنا وقفت بمكاني أشاهده يبتعد ، مسح كلماتي و ردات فعلي ، زرع البرودة و الخوف في نفسي خلفه و رحل ........ خوف من عينيه العميقة و أنفاسه البادرة ، كفه القاسية و حضنه الموحش
نهاية الفصل الأول من
" فيلو فوبيا "
انتظروني قريبا مع الفصل الثاني
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro