34: إيجين.
«متى ما شعرت بالمرض أو الضعف فقط اضغط على هذا الجهاز وسيأتي أحد لك بسرعة، الآن ارتح ونَمْ جيدًا» قالت مع ابتسامة صغيرة للشاب على سرير المشفى، اومأ لها لتخرج من الغرفة حتى الكافيتريا.
وجدتهم هناك لتجلس بجانبه، وضع يده حول كتفها وقبّل رأسها لتبتسم بخجل وتحضنه.
مرّ شهر منذ عيد ميلاد ميلاد إليون وموافقتها على حبّه، ومن يومها وهما معًا، لا يتركها لوحدها طيلة تواجدهما معًا، يخاف أن تتركه في أي لحظة مثلما فعل الجميع سابقًا، هو يتمسك بها مثل الطفل الصغير الذي يتمسّك بأمّه، يعلم أن ما يفعله خطأ لكنه لا يستطيع إيقاف نفسه.
أما من جهتها لم تمانع، ربّما في البداية، تقبّلت أن ما يفعله نابع من خوفه أن تتركه، خصوصًا أن هذه الأفكار لا تنفك تأتي لرأسها على الأقل خمس مرات عندما تراه، نصفٌ منها يود نسيان كل شيء وتعيش بسعادة معه، والنصف الآخر يذكّرها بما فعله سابقًا، حتى لو أنه نشرَوان لكن تخاف أن نزعة القتل لا تزال بداخله.
هي تحاول طرد هذه الأفكار لكن رؤيته طيلة الوقت تصعب عليها هذا الأمر، عندما تذهب للعمل، وهي تعمل، خارج العمل، ربّما الأوقات الوحيدة التي لا تراه بها هي عندما دخل المرحاض، حتى في أحلامها يخرج لها، والأسوأ أنه يخرج لها بهيئة نشرَوان كي يقتلها، حيث بدأت هذه الأحلام قبل أسبوعان ومن هنا بدأت فكره تركه تعود لها، تعلم أن هذا خاطئ لكنها لا تستطيع إيقاف نفسها.
---
انتهى العمل ليخرجوا جميعهم، وكالعادة هما خرجا معًا، وطيلة الطريق تحاول أن تبقى صامتة لأن يومها لم يكن جيدًا؛ فبسبب أفكارها كانت تشرد كثيرًا والمدير وبخها لهذا، وهي نادرًا ما تتعرض للتوبيخ، وبسبب هذا هي غاضبة، وكثيرًا.
«نورسين، أود أن أخذكِ لمكان اليوم، لدي شيء لأريكِ إيّاه» قال بحماس لتنفي برأسها: «لا أستطيع إيجاكس، أنا لستُ بمزاج جيد وأود أن أبقى بالمنزل» قالت وأعادت نظرها خارج النافذة لتجد أنهم وصلوا المنزل. «لكن أعدكِ هذا سوف يحسّن من مزاجك، وبعدها سوف نذهب إلى-...».
«لن نذهب إلى أيّ مكانٍ آخر إيجاكس، لن نذهب إلى أي مكان من الأساس، أود البقاء لوحدي باقي اليوم، وسواء أعجبكَ هذا أم لا سوف تتقبّله، فقط وحدي لأنني لم أعد أتحمّل وجودك معي دائمًا!» صِحْتُ بغضب به، سحبتُ حقيبتي ونظرت لوجهه لأرى خيبة الأمل والحزن على ملامحه، خفَّ غضبي قليلًا لكن لا. «يمكنك الاحتفاظ بالسيارة لليوم، لا أريدها» قلتُ وخرجت من السيارة، أغلقت بابها بقوّة ثم دلفت منزلي ومثل باب السيارة أغلقتُ باب المنزل بغضب.
رميتُ نفسي على الأريكة بغضب وتنهدت، ربّما لم يكن علي أن أصيح به، في النهاية غضبي ليس منه، ربّما القليل منه لأنه هو السبب بكل هذا بتفكيري عنه، أحمق كريه!
أدرتُ رأسي جهة اليمين وتنهدت، لكنه لم يفعل شيء لكِ نورسين، طيلة هذا الوقت كان يحاول إسعادك، يأخذكِ بمواعيد، يشتري لكِ ما تريدين، حتى أنه أحضر قط لإيسِن كي لا تبقى وحدها، كان معكِ من البداية حتى النهاية.
أدرتهُ لجهة اليسار وتنهدت مرة أخرى، لكنه معكِ طيلة الوقت، هو لا يترككِ حتى تشتاقين له، كان يستحق هذا الغضب. وبالتأكيد اليوم كان سوف يأخذك لحديقة الحيوانات مثل الخمس مرات الماضية، ألم تملي منها؟
لكنه لم يذهب لحديقة الحيوانات قبلًا مع أحد، أخبرني أن هذه المرة الأولى التي يحب الخروج من المنزل لأنه معي، لأنه مع من يحب.
ربّما، لكنه كان يستحق هذا.
ضربتُ رأسي بسبب تناقض أفكاري الكثيرة «أقسم أن هذا الرجل سوف يقودني للجنون يومًا ما!».
أمسكتُ الهاتف واتصلت بأوّل شخص أعلم أنه سوف يساعدني.
«أهلًا عزيزتي» قال صوتها لأبتسم «تارا، أريد مساعدتكِ بشيء يخصُّ إيجاكس» قلتُ دون مقدمات «ااءء، حسنًا، أنا استمع» قالت لآخذ نفس عميق.
«هو كان بعلاقة سابقًا لكن لنقل أنها كانت سامّة بعض الشيء، خانته وتركته وهو فقد الثقة بالجميع، لهذا الآن هو متعلقٌ بي كثيرًا ولا يتركني لوحدي، وأعني هذا حرفيًا، وهذا أزعجني قليلًا، أعني جزء مني يقول أن هذا بسبب المشكلة مع حبيبته السابقة، لكن الآخر انزعج حقًا من الأمر، ماذا أفعل؟».
«هل واجهتيه أو تحدثتِ معه على الأقل؟».
«حسنٌ...لنقل أنني واجهته لكن ليس بطريقة جيدة، صحتُ بوجهه وأخبرته أنني أود البقاء لوحدي، لكنني كنتُ غاضبة بسبب العمل لذا...لا أعلم» قلتُ وسمعتها تتنهد من الجهة الأخرى، عضضتُ إصبعي لأني أعلم أن هناك توبيخة بعد هذه التنهيدة.
«نورسين معكِ حق أن تشعري بعدم الراحة بسبب وجوده حولكِ دائمًا، لكن طريقتك كانت خاطئة جدًا، وأنا أعلم أنكِ لو تحدثتِ معه كان سيقبل أن يبتعد قليلًا. تذكري أنه ربّما لا يود أيضًا إزعاجكِ لكنه خائف.
خذي الأمر على أنه خوف حقيقي، مثل خوفي من السيارات، عن طريق الثقة بإيدجار تخطيتُ خوفي، لهذا دعيه يثق بكِ خطوة بخطوة حتى يتخطى خوفه، أعلم أن هذا سيكون صعبًا لكن خوضي هذه المرحلة الصعبة من أجل الحب العظيم بينكما».
قالت لأومئ لها، معها حق. «شكرًا لكِ تارا، سوف أطبّق نصيحتكِ» قلت «في أي وقت عزيزتي».
ودعتها وأغلقت الخط، الآن ماذا سأفعل؟ هل اعتذاري سيكون كافٍ؟ أو هل سوف يقبله حتى؟ آمل هذا.
اتصلتُ به لكنه لم يجيب، عقدتُ حاجبيّ لأن هذه المرة الأولى لكن لا بأس ربّما هو غاضب بعض الشيء، أعدتُ الاتصال مرة وثلاثة لكن لا إجابة، حسنًا الآن أنا قلقة.
اتصلت على الجميع لكن لم يعلم أحد أين هو، هو ليس بالمنزل حتى لأن إليون هناك، أخبرني أنه لم يدخل المنزل حتى. فتحت الباب ووجدت سيارتي خارجًا، تبًا! لو كان أخذها كنت سأعرف أين هو لأنها موصولة بهاتفي.
ركبتُ سيارتي ودرتُ الأماكن التي يمكن أن يتواجد بها، المشفى، المقهى، الفندق الذي كان يقيم به، حتى حديقة الحيوانات لكنه لم يكن متواجدًا، الآن أنا قلقة وكثيرًا أيضًا.
أعدتُ الاتصال لكنه يخبرني أن هذا الهاتف غير متاح، وتركتُ رسائل له في جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي، هي لا تصله، ما الذي يحدث؟ تبًا إيجاكس!
وصلتُ المنزل وكانت تارا والجميع هناك، كانوا يبحثون عنه أيضًا. ذهبتُ ناحية تارا لتحضتنني. «هذا كله خطأي، لو لم أصب جام غضبي عليه لما حصل هذا» قلتُ ببكاء لتربت علي: «ليس خطأكِ عزيزتي، لا تقلقي هو سيكون بخير، هو راشد ويعرف ماذا يفعل، ما حصل بينكما مشاكل تحدث للجميع» قالت وسحبتني معها للأريكة وجلست لكن لا زلت بحضنها.
أتت إيسِن وإيجين معًا، كانا يلعبان معًا ثم ضربته إيسِن بالخطأ لهذا هو غضب وضربها بكفه ثم رحل لتبقى هي تلعب لوحدها، تذكرت حالنا لأبدأ بالنحيب والبكاء، سمعتُ صوت قهقهات مكبوتة لأرفع رأسي وكانا آليك وجاكسون، رميتهم بالوسادة مع إصبعي الأوسط ليقهقها أكثر، حمقى.
وقفت وأحضرت إيسِن، وضعتها بحضني وقربتها لي، أشعلتُ سيجارة بسبب توتري، ثم دقيقة وأتى إيجين ليجلس بحضني لوحده بجانب إيسِن، متى سوف يعود مثلك يا صغيري؟ اشتقتُ لك.
---
برأيكم وين إيجاكس؟
نقد أو سؤال؟
أحس نورسين معها حق بالتردد وعدم الشعور بالراحة لكنها عبّرت عن رأيها بطريقة خطأ.
لوف يو إيميز، كونوا بخير. 🖤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro