19: تغفير.
«مرَّ ثلاثةٌ أشهرٍ على غيابكِ ليصبح تاريخ اليوم التاسع عشر من شهر سيبتمبر، طيلة الأيام الكثيرة الماضية لم أكن قادرة على التعبير عن مشاعري نحوكِ كما أريد، فكما تعلمين هذا صعبٌ عليّ بعض الشيء، لكن اليوم قررت أنني سأحاول لأنكِ تستحقين.
أنا أفتقدكِ، وكثيرًا حتى. رغم أنني لم أقل لكِ هذا أبدًا ولكنني أحبّكِ، كنت الشخص الذي بقي بجانبي دون حتى أن يحاول، أنا ممتنةٌ لكِ إلى الأبد.
لا أستطيع التصديق أن ما حدث حقيقة، لا زلتُ أظن أنني بحلم، جميعنا يعتقدُ هذا، افتقدنا لتوبيخكِ لنا، صراخكِ علينا، تسلّطكِ، حتى الشتائم التي كانت لا تفارقُ لسانكِ.
لا أعلم حقًا لم أكتب لكِ هذا، أنتِ لن تقرأيه أبدًا، لكن ربّما هي وسيلة للتخفيف عن حزننا؟ جميعنا نكتبُ لكِ، في الواقع كانت هذه فكرة إيجاكس والتي بشكل غريب ساعدتنا، جميعنا عبّرنا عمّا بداخلنا عن طريق هذه الرسائل، حسنٌ أنا أعلم أنني لم أفعل بشكل جيد لذا آمل اليوم أن أفعل.
وكما العادة حان وقت الأخبار؛ نيرو تحسّنت حالته جيدًا وعاد لصحته، أبي لا يزال حقيرًا، العمل مختلفًا بسبب عدم وجودكِ، فلم تعد الشلّة تضحك صباحًا مثل العادة، نحن نعود لما كنا عليه لكن نحتاج وقت، فكما قلت أنتِ التي جمعتنا معًا. وأخيرًا أنا كالعادة مشتاقةٌ لكِ ولأمّي.
لكن هناك خبر سعيد، تارا حامل! أراهن أنها أخبرتكِ بأحد رسائلها لكن لا ضرر من إخباركِ مرّة أخرى لذا هي حامل في الشهر الثالث، أنا سعيدة حقًا لها، وهي أكثر من يشتاقُ لكِ، فأنتِ أيضًا ساعدتها حين مات والداها، أخبرتني أنها ستأخذكِ قدوة لها في الحياة الزوجية والأمومية، رغم أنكِ لم تكوني أمًا يومًا لكن أثقُ أنكِ ستكونين أمًا رائعة.
وهذا فقط... اشتقتُ لكِ مرة أخرى، أراكِ مجددًا لكن لا أعلم متى، وآمل أن موعدنا القادم لن يكون بعد مدة طويلة مثل هذا، إلى اللقاء».
وضعت الورقة داخل المغلف وكتبت عليه اسمها، جمعوا المغلفات جميعها ووضعوها بعيدًا، في كل فترة يكتبون لها ثم يرسلونها بالبريد لمنزلها، وبما أنهم يتناوبون الذهاب للبريد فاليوم كان دور إيجاكس ليفعله.
وصل أمام منزل المشرفة لي ليضع الرسائل داخل منزلها من الفتحة بالباب، وقف أمامه ونظر له بشرود، لا يصدق أنه من قتلها وهو أيضًا من اقترح فكرة الكتابة لها، لا يعلم حقًا لمَ اقترح هذه الفكرة، لكنه فسّر فعلته أنه كان شعر بالذنب الكبير بسبب ردّة فعلهم، وأراد التخفيف عنهم بأي شكل.
«يا للسخرية، أنت قاتلها وأنت من يواسي محبّيها، كمية تناقضكَ أعمتني، وسيلة غبية للتغفير عن ذنبك. أيضًا مع ذلك لا تشعر بالذنب يا مغفل بل اشعر بالانتصار لأنه لم يكتشف أحدٌ جريمتك للآن».
قال ليقلب عيناه وقرر تجاهله، هو يصمت دائمًا حين أتجاهله. «تعلم أنني أستطيع قراءة أفكارك الغبية أيها الغبي!» صاح ليبتسم، هذا هو المطلوب.
---
«جاهزة؟» سألت نورسين تارا ليخرجا من المشفى ويصعدا السيارة، كانت الرحلة هادئة حتى وصلا السوق. «لا أصدق كم يمر الوقت بسرعة، قبل عدّة أشهر كنا نتسوّق لعيد زفافك والآن نتسوّق لطفلكِ الجميل» قالت نورسين بينما تتصفح الملابس لتبتسم الأخرى: «صحيح؟ وأنا سعيدة أنكِ كنتِ معي بكلا الحالتين، شكرًا لكِ نورسين» قالت وتجمعت الدموع بعيناها وتحضنها الأخرى: «يا إلهي ما بكِ؟» سألت بقلق لتنفي برأسها «الهرمونات فقط» قالت لتقهقه نورسين ويكملا التسوق.
اشتريا عدّة ملابس صغيرة ولتارا أيضًا، أما نورسين أحضرت ملابس أصغر للقطة إيسِن، والتي كبرت وأصبحت تخرج من المنزل لوحدها، نورسين تشك أنها تقابل أحدهم لكنها غير متأكدة.
بعد أن انتهيا وضعا الأكياس بالسيارة وذهبتا للمقهى حيث سوف يجتمع الجميع. دخلتا ليتقدم إيدجار نحوهم، حضن زوجته وقبّل يدها وبطنها لتخجل الأخرى بسبب لطافتهما، سحب لكلاتهما المقعد ليجلسا بينما تقهقه نورسين.
«إذًا... هل من خططٍ لليوم؟» سأل آليك لينفي الجميع برأسه. «أفكر أن نقوم برحلة أنا وتارا منذ زمن، لذا ما رأيكم أن نذهب جميعنا؟ لمدة أسبوع تقريبًا» عرض إيدجار لينظروا لبعضهم بتفكير.
«أعجبتني الفكرة، متى سوف نذهب؟» سألت نورسين بسرعة، هي بحاجة لهذه العطلة بعيدًا عن أبيها والعمل وكل ما حدث خلال هذه الفترة، ولو كان هناك فرصة فقط للابتعاد بضعة أيام فلن تتردد بالموافقة.
«ما رأيكم في بداية الشهر الجديد؟ حينها يمكننا إخبار المدير من الآن كي نأخذ عطلة جميعنا» عرض جاكسون ليوافق الجميع. «جيد، هكذا سوف يمر موعد أبي نهاية الشهر ولن يكون لدي أي التزامات، أنا معكم» أردفت نورسين وابتسمت براحة.
«طالما أننا لن نتأخر كثيرًا بسبب عائلتي فأنا معكم» قال إليون وبدأ الجميع يعرض موافقته من آليك، جاكسون، نيرو، أما إيجاكس لم يقل شيئًا، هذه ستكون المرة الأولى التي يذهب بها في رحلة كبيرة مثل هذه، لهذا هو متردد أن يقوم بشيء سيّئ.
«ما رأيك إيجاكس؟ لن تكتمل الرحلة دونك» قال نيرو بابتسامة صادقة، هو تعلّق به بسبب أيامه في المشفى، سيبقى شاكرًا طالما هو على قيد الحياة لهذا سيسعد أن يأتي معهم.
«أنا معكم» قال بابتسامة صغيرة ليهلل الجميع بفرح. أمسك كل واحدٌ منهم بكأسه. «نخب الرحلة» قال جاكسون ليرددوها خلفه ويشربوا الشراب مرة واحدة، ما عدا تارا التي كانت تشرب عصير برتقال.
---
مضى الوقت حتى ذهب كل منهم لمنزله، أما بطلتنا هنا دخلت منزلها بحماس كي تلبس إيسِن ما أحضرته لها. عانت كي تلبسها القبعة بسبب تحرّكها المستمر لكنها فعلتها أخيرًا.
نظرت لها لتضحك بشدّة على منظرها، واضح من ملامح وجهها أنها لا تحب هذه القبعة وتود خلعها بأسرع وقت.
أحضرت هاتفها ثم أخذت لها صورة لترسلها إلى المجموعة. «أرأيتِ؟ الجميع يناديكِ لطيفة ويجدكِ مضحة» همست لها نورسين بينما تربت على رأسها.
بعد دقائق نزعت عنها القبعة وذهبتا للنوم معًا.
---
صدقوني أحس غلط أنه مر ثلاثة أشهر من غير فصل يشرح شو صار فيه بشكل وافي، لكن أحس رح يكون فصل وحشو زيادة لهيك بفضّل يضل الأمر على هذا النحو من الحشو.
نقد أو شيء؟
أحبكم إيميز. 🖤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro