08: أنا مرتاحة.
«ما رأيك؟» سألتُ تارا وأنا أدور بالفستان لتضع يدها على خدها بتفكير ثم تنفي برأسها لأتنهد بملل: «بحقكِ تارا هذا الفستان الرّابع!» قلت وعدتُ لغرفة القياس كي أنزعه. نحن نشتري فستان لي من أجل عرسها وإيدجار، لستُ معتادة على الفساتين لكنها ستقتلني لو لم أرتدي واحد.
طرق أحدهم الباب لتدخل تارا وتردف: «هذا آخر واحد أعدكِ، لو لم يكن جيدًا سوف نأخذ الأحمر» قالت بلطف لأرمقها وآخذها منه بغضب. كان فستان أرجوانيّ اللون، بظهر مكشوف، بسيط وجميل.
ارتديته ونظرتُ لنفسي بالمرآة لأبتسم، اعتدتُ على نفسي بملابس الطبيبة لدرجة نسيت كيف أظهر بأشياء جميلة. أعجبني، حتى لو لم تحبّه سآخذه.
خرجتُ لها وأنا ابتسم لتضع يدها على فمها بدهشة، قلبتُ عينيّ «بحقكِ تارا لمَ البكاء؟ أنا التي يفترض بها أن تبكي لا أنتِ!» قلت لتأخذني بحضن قوي «فقط سعيدة أنكِ معي بيومي المميز، أيتها الجميلة» قالت لأبادلها الحضن.
ابتعدت عني لأعيد النظر على نفسي بينما أدور، جسدي ليس رشيق لكنه ليس مملتِئ أيضًا، أحب أنني بين الوسط.
«بما أن شعركِ طويل سوف نرفعه كي يظهر ظهركِ، هكذا» قالت ووضعت شعري عاليًا لأبتسم على مظهري. «بعض مساحيق التجميل الخفيفة باللون الأسود، والمجوهرات الفضية، واو!» قالت وغمزت لي لأضحك.
أمسكتُ الفستان بيدي ومشينا نحو ماكينة الدفع، لفت انتباهي فستان طويل لونه ورديّ وعليه زهور جميلة، اعتدت على ارتداء مثل هذه الفساتين لكن هذا قبل سنين. «خذيه، أنه جميل» قالت تارا بينما تتفحصه بجانبي. «وأين سوف أرتديه؟» سخرت لتضرب كتفي: «سيأتي يوم وتفعلي، أتعلمين؟ سآخذه أنا لكِ» قالت وأخذته معها وأنا ابتسمت لتصرفها.
اشترينا الفساتين وتناولنا بعض الطعام ثم اتجهنا للمنزل. وضعتُ الفستانين في الخزانة وبجانبهما الحذاء كي يكون كل شيء جاهز. ذهبتُ للتقويم ثم كتبت -زفاف تارا- بتاريخ السادس والعشرون من فبراير.
جلستُ على سريري ونظرتُ للسقف أتذكّر ما حدث البارحة، رفعتُ يدي وبدأتُ بتأملّها، لا زالت تؤلمني قليلًا، ولا أستطيع العمل بها، حمدًا لله أن عمل اليوم لم يتطلب استخدام ملقط أو شيء مهم.
لم يحصل شيء مهم اليوم، فقط عدة زيارات صغيرة، أما مع إيجاكس فكلانا يتفادى الآخر، يبدو أن الصفعة قد علّمته شيء مهم، آمل أن يبقى حالنا هكذا.
قُوطعت أفكاري من قِبل صريخ والدي، تنهدت ونزلتُ للأسفل لأجده على الأرض، هرعتُ نحوه لأجده يضع يده على رأسه ويأن بألم. «نوبة أخرى؟» سألت وأنَّ بألم بينما يبعدني عنه، «أبي دعني آخذك للمشفى كي ترتاح» قلتُ له بينما أساعده بالوقوف ليردف: «لا أريد الذهاب لمشفاكِ الغبيّ!» قال وجلس على الأريكة بينما يفرك رأسه.
نظرتُ للطاولة لأرى طعام صيني عليه لأعقد حاجبيّ «أبي ماذا قلتُ لك عن الطعام الصيني؟ تعلم أنه يزيد حالتكَ سوءًا!» قلتُ بعتاب ليردف: «الثلاجة فارغة وأنا جائع لهذا طلبته، لو أحضرتِ مشتريات المنزل لما كان هذا سيحصل» قال لأومئ «حسنًا، أنا ذاهبة لأحضر الطعام، هل ستكون بخير؟» سألت ليومئ.
أحضرتُ حقيبتي وخرجتُ من المنزل وبدأتُ بالمشي نحو المحل الصغير.
أبي مصاب بالصداع النصفي أو الشقيقة، عادةً هي لا تصيب الكبار لكن لو كان لديك أحد بالعائلة مصاب بها ف نسبة إصابتكَ بها عالية، وجدي كان مصابًا بها لهذا حدثت مع أبي. كلما تقدمت بالعمر ستخف الأعراض تدريجيًا وسيصبح الألم أقل حدّة، ونظرًا لعمره 56 فيجب أن يكون الألم أقل من ما يحدث له لكن أبي اللعين لا يهتم بأكله وشربه لهذا يحدث معه هذا.
حيث الكحول والمشروبات تزيد من حدة الأعراض، كما طعامه غير المنتظم، مثل الطعام الصيني أو الجبن المعتق، هذه أطعمة تسبب حساسية له وتزيد ألمه. وللأسف مع كل هذا تزداد عصيبته وانهياراته، بحيث يغضب على أي شيء وتتبدل مشاعره بشكل سريع، هذا يفسّر تعامله السّيئ معي حين يثمل أو يصيبه الصداع، عدا عن ذلك فعلاقتنا أقل بكثير من جيدة، ف هو هكذا حتى دون مرضه لكن المرض يزيد من حالته، بالرغم من مساؤه لكنه يبقى أبي بالأخير وعليّ الاعتناء به.
وصلتُ للمحل وبدأت بإحضار ما أريده، أدفع المزيد من المال كي أحصل على طعام مناسب له لكن دفع المال أفضل من رؤيته غاضبًا كل يوم.
وقفتُ على رؤوس أصابعي وأحضرتُ علبة المناديل وبدأتُ بتفقدها، فجأة شعرت بأحدٍ يحتضنني من الأسفل، نظرت وكانت طفلة صغيرة، ابتعدت عني وهي تبتسم لأعقد حاجبيّ.
«أهلًا يا صغيرة، ما الخطب؟» سألتها لتشير نحو يدي وتردف: «جليسة الأطفال الخاصة بي قالت أنه يجب أن احتضن أي شخص لديه ندوب على جسده، لأنه خرج من معركة قوية وفاز بها» قالت ورفعتُ نظري للفتاة أمامي، رفعت عن ذراعها لتظهر يدها شبه المليئة بالجروح.
ابتسمتُ بحنية وانحنيت لطول الصغيرة «لا زلتُ أكافح في معركتي، لكن اعلمي أنكِ بطلتها، وأنني سأكون بخير بسببكِ» قلتُ وابتسمت وذهبت مع الفتاة.
وقفت وحدقتُ بيدي المسكينة، حدث هذا بعد وفاة والدتي بيومان. جرحتُ نفسي بالخطأ وحدقتُ بالدماء، يومها تناسيت كل ما حولي وكل ما لفت انتباهي هو تدفق الدماء من الجرح، ثم بدأت بجرح نفسي دون توقف كي أنسى ألمي. لكن حين بدأت بالعمل في المشفى توقفت، رأيت أن الكثير يأتي كي يداوي جراحه التي لا يريدها، والتي يتألم بسببها، وها أنا ذا أجرح نفسي دون توقف، ولماذا؟ لشيء حصل ولن أستطيع تغييره.
كان صعبًا جدًا... بحيث أصبحت عادة لديّ، لكن عملي ودراستي أخذت معظم وقتي لدرجة أنني تناسيت ما حولي، كنتُ أكره عملي بعد وفاة والدتي لكنني ركزت غضبي وكرهي عليه، بحيث بدأتُ بجرح نفسي داخليًا عن طريق العمل بشيء أكرهه.
لكن وجود تارا والآخرين ساعدني كثيرًا، اعترف أنه لولا وجودهم بالمشفى لكنت تركتها منذ وقت طويل، رؤية أن كل واحد منهم لديه مشاغله وهمومه علّمتني أن لا أحد يعيش حياة مثالية وكاملة، كل واحد فينا ساعد الآخر حتى دون إخبارنا ما هي مشاكله، بالنسبة لي فقط أريتهم يداي المجروحة دون الخوض بالتفاصيل.
تارا موت والداها بحادث سيارة لكنها نجت، إيدغار منزله الذي احترق، إليون خسارة والده الشركة وتدهور حالهم لهذا عاد للعيش هنا، جاكسون موت حبيبته، آليك إصابته بالإكتئاب بسبب الدراسة المكثفة. وأخيرًا نيرو... هو من ساعدني، أحببته لدرجة أنني كرست وقتي كي أعتني به، هو كالأخ الذي لم أحظى به، أخبرته وتارا بكل شيء كتمته منذ البداية، الحروف كانت تخرج كما لو كنتُ أتقيأها، وهما أخذاها بصدرٍ رحب، ملاكايّ الحقيقيان.
وكي اعترف المشرفة لي جيدة، لولى تسلطها فهي حنونة علينا، والرئيس سيردار أفضل رئيس. سبب تعاستي هو جزء من سعادتي، يا للعمق.
بدأت بوضع الأشياء على منضدة المحاسبة وبدأ الموظف بحسابها، دفعتُ له وبدأتُ بالمشي للمنزل. بعد أسبوع تقريبًا سوف أشتري سيارة وأخيرًا، كنتُ اجمّع المال تقريبًا منذ سنتان، راتبي جيد لكنه هناك أشياء أخرى أدفع لها لهذا كنت آخذ جزء منه للسيارة.
وصلتُ المنزل لأرى أبي لا يزال على الأريكة، بدأتُ بإعداد الطعام لنا وبنفس الوقت أعيد ترتيب الأشياء مكانها. وضعتُ الطعام أمامه وبدأنا بالأكل.
بعد أن انتهينا غسلتُ الأطباق وصعدتُ لغرفتي، جلستُ على النافذة وبدأت بالتدخين، شيء آخر تعلّمته بعد وفاة والدتي، أتمنى أن أتركه، لكنني اعتدتُ عليه.
نزعتُ القرط حول أنفي لأنه يزعجني عند النوم ثم دخلتُ بأعماق سريري وبكل هدوء ذهبتُ للنوم على الساعة العاشرة.
---
القيفز والصور عندي من سنتين لهي الرواية وأخيرًا قدرت استعملهم لأني بكتب.🚶♀️
فصل خالي من الأحداث لكن فيو معلومات عن صراع نورسين وحياتها، سبب حبها للشبيبة أصدقائها، وأخيرًا سبب تعامل أبيها معها.
+الموقف يلي صار فوق ما بين الطفلة ونورسين حصل حقيقي مع أحدهم، ظننتُ أن فكرة وضع موقف حقيقي بذات المشاعر أمر جميل، باقي الأشياء من خيالي.
شبابات الكتمان مضر جدًا، وكل الطرق يلي استخدمتها نورسين سيئة وهي بنفسها قالت هيك، وأفضل شيء ساعدها هو الأصدقاء والتحدث بما يخالجها، لهيك لو كان أحدكم بمر بأي ظرف وما كان عندو مستمع فأنا هنا، ولو ما حبيت تحكي طبيعي ارسل على رابط الصراحة، رح استمع لك ولن أظهر ما كتبت، فقط قلبي الذي سيرى، أحبكم ولا أريد سوى السعادة لكم إيميز، كونوا بخير. 🖤
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro